Lesson 10: الصدق

بنهاية هذا الدرس، يجب على الطالب الالتزام بالأمانة في جميع المواقف وفي كل الأوقات.

كان أبراهام يعمل في متجر. وفي أحد الأيام أدرك أنه لم يعط العميلة المبلغ المتبقي. كانت المرأة قد غادرت بالفعل. وكانت تعيش على بعد عدة أميال في منطقة ريفية، وكان إبراهام يعرف أنه لن يراها مرة أخرى قريبًا. مع أن مبلغ المال كان صغيرًا، إلا أنه كان قلقًا من أنها ربما تحتاج إليه. وأراد أيضا أن يتأكد من أنها لا تعتقد أنه احتفظ عمدا بأموالها. وعندما أغلق المتجر ذلك اليوم، مشى إبراهام عدة أميال لإعادة المال. بسبب حرصه في تلك الحالة وفي أحيان أخرى، أطلق عليه أصدقاؤه “آبي الأمين”. وأصبح فيما بعد محاميًا، ثم عمل في الحكومة. وكان الجميع يحترمون أمانته، وعمل في نهاية المطاف كرئيس للولايات المتحدة.

يخبرنا الكتاب المقدس أن الله منزه عن الكذب (تيطس 1: 2، عبرانيين18:6). فطبيعته دائمًا ثابتة ولا تتغير (يعقوب17:1). فهو يخبرنا دائمًا بما هو حق ولا يكذب أبدًا. ويمكننا أن نثق في أن كلمة الله صادقة تمامًا ويمكن الاعتماد عليها. فصدقه يمنحنا الأمان (مزمور 11:40، 91: 4).

◄ كيف ستتأثر علاقتك بالله إذا لم تكن تثق أنه دائمًا يقول الحق؟

فكر في مدى أهمية الصدق في علاقتنا مع الله. يدعونا الله أن نكرس أنفسنا له بالكامل. ولا يمكننا فعل ذلك إذا لم نثق به تمامًا.

يريدنا الله أن نقول الحقيقة دائمًا، فالشخص الذي يكذب ليس باراً في عيني الله (أمثال17:12). وأحيانًا يستخدم الناس الأكاذيب لكسب القضايا في المحكمة. ويمكن أن يدفع الأغنياء للقاضي بعض المال ليقبل أكاذيبهم ويستولوا على ممتلكات الغير. (يعقوب 2: 6). ويهرب الأثرياء من العدالة ويدينون الأبرياء مكانهم بدفع رشاوي لإثبات كذبهم (يعقوب 5: 1، 6).

وشهادة الزور خطية مؤكدة، حتى لو كنت تعتقد أن قضيتك صحيحة. يدين الكتاب المقدس شهود الزور ولا يسمح بأي استثناءات[1]. لا يخبرنا الكتاب المقدس أبدًا أن هناك أوقاتًا يجب أن نكذب فيها.

يجب على المؤمنين قول الحقيقة بدون استثناء. فقول الحقيقة أمر ضروري لعلاقاتنا.

تقول رسالة أفسس 15:4أن قول الحق ضروري للنمو وللنضج الروحي.

تقول كولوسي 3: 9 أن الكذب جزء من حياة الخطية التي تخلينا عنها.

سيدين الله الكاذبين ويدينهم. إن الكاذبون مدرجون في قائمة الخطاة الذين أدانتهم كلمة الله (1تيموثاوس 10:1، رؤيا15:22). وسوف يُلقى الله كل الكاذبين في بحيرة النار (رؤيا 21: 8). ولن يدخلوا مدينة الله (رؤيا 27:21).

◄ يجب على التلميذ قراءة الأمثال 11: 1 للمجموعة.

هذه الآية تتحدث عن الميزان الذي يَسْتَخدَمه البائع في وزن الفواكه أو الخضار أو اللحوم. وأحيانًا يملك بعض الأشخاص موازين مصممة لإعطاء وزن زائف من أجل كسب أموال إضافية. تقول هذه الآية أن الله يكره هذا الغش.

من الخطأ أن يبيع الإنسان شيئاً وهو يكذب بشأن حالته أو يخفي عيوبه. ومن الخطأ الكذب عند إخبار شخص بالمبلغ الذي دفعته مقابل شيء ما لبيعه بسعر أعلى.

لا يصح للإنسان أن يوقع باسمه على شيء غير صحيح لتجنب دفع المال. لا يجوز للإنسان أن يساعد صاحب العمل في خداع الناس من أجل الربح.

◄ ما هي الأشكال المختلفة لعدم الأمانة التي لاحظتها؟

يقول الكتاب المقدس أن الأشرار يقترضون ولا يدفعون (مزمور 21:37، أمثال28:3). بعض الناس يقترضوا ثم يشعروا بعدم ضرورة التزامهم بسداد ديونهم. يقول الكتاب المقدس أننا يجب نتأكد من سداد كل ما ندين به للآخرين. (رومية 13: 7-8).

الصدق يعني أن تفي بوعودك والتزاماتك. ويصف مزمور 15 الشخص الذي على علاقة جيدة بالله. ومن سماته أنه يقطع وعدًا ويحفظه حتى لو كان هذا مكلفًا (مزمور 15: 4).

من غير الأمانة ألا يعمل الشخص كما ينبغي عند الشخص الذي وظفه (أفسس 6: 5-6).

من الخطأ أن يسرق العامل أي شيء من صاحب العمل (تيطس 2: 9-10).

من الخطأ إعطاء إيصالات زائفة لنثبت إن شيئًا ما يكلف أكثر من قيمته الفعلية. من الخطأ أن يكذب الموظف أو الوكيل بشأن سعر شيء ما حتى يتمكن من الاحتفاظ ببعض المال.

من الخطأ أن يمتنع صاحب العمل عن دفع الأجور التي وعد بها العمال (يعقوب 5: 4).

من الخطأ الاحتفاظ بشيء تركه شخص آخر سهوًا، بل يجب أن تعيدها إلى صاحبها إذا أمكنك ذلك (تثنية 22: 1).

إذا كنت تدير موارد شخص آخر (مثل صاحب عمل أو خدمة)، فمن الخطأ استخدام الأموال أو الأشياء لصالحك إذا لم يتم منحك الإذن.

في بعض المجتمعات يعيش الناس تحت رعاية شخص مسئول عنهم. ويكونوا مخلصون لهذا الشخص، ويتوقعون منه أن يساعدهم في كل شيء. وفي هذه المجتمعات لا يملك معظم الناس الكثير من الممتلكات الشخصية. وأهم الموارد، مثل الأرض، تخص المجتمع المحلي. ومن المفترض أن يدير القادة الموارد لصالح الجميع. وعندما يكون هناك شخص لديه احتياج، يشعر أنه من حقه أن يأخذ ما يريد من موارد المجتمع.

ولد جيرالد في قرية في الغابة. وكانت عائلته والأسر المجاورة يزرعون الطعام في أرض القرية. كانوا يحصلوا على كل مواردهم من الغابة. لم يمتلك أي منهم أرضًا خاصة به، حتى في الأماكن التي كانت فيها منازلهم. وكانت العائلات تساعد بعضها البعض عندما وجود أي مشاكل. وكان الزعيم مثل أب القرية. ويتوقع الناس منه أن يهتم باحتياجاتهم.

عندما أصبح (جيرالد) شاباً وجد عملاً مع شركة كانت تقطع جزوع الأشجار للحصول على الخشب. غادر القرية ليعيش بالقرب من منطقة العمل. كان يتقاضى راتباً كل شهر. وفي بعض الأحيان لم يكن لديه ما يكفي من الطعام لأنه لم يكن معتادا على وضع ميزانية لراتبه. وتوقع من رئيسه في العمل أن يوفر له الطعام، وأندهش عندما قال الرئيس إن مسؤولية شراء كل شيء تقع على عاتق جيرالد من راتبه. وعندما احتاجت أخت جيرالد لطبيب، طلب جيرالد بعض المال من الرئيس. وكان غاضباً عندما لم يساعده الرئيس. حيث ظن (جيرالد) أن الرئيس كان من المفترض أن يساعده في حل مشاكله، لكن الرئيس قال إن الراتب هو مسؤوليته الوحيدة عن (جيرالد). عندما ترك جيرالد العمل، سرق بعض الأدوات لأخذها إلى القرية، لأنه شعر أن الرئيس لم يساعده بما فيه الكفاية.

انتقل جيرالد في وقت لاحق إلى المدينة مع زوجته وطفله ووجد وظيفة في متجر بقالة كبير. كان جيرالد يطلب من رئيسه أن يدفع تكاليف الرسوم المدرسية لطفله، ولكن رئيسه لم يفعل ذلك. وفي بعض الأحيان لم يكن لدى جيرالد ما يكفي من المال لشراء كل ما تحتاجه أسرته. ولأنه كان يعمل في متجر يبيع الطعام، كان يعتقد أنه يجب أن يُسْمَح له بأخذ الطعام من المتجر لعائلته. وكان يعرف أن الرئيس لن يوافق، لذا أخذ الطعام سراً.

بعض العمال لا يفهمون حدود التزام صاحب العمل من جهتهم. فيعتقدون أن صاحب العمل هو المسؤول عن جميع احتياجاتهم. فيطلبون منه مساعدات أخرى إلى جانب أجرهم. وإذا لم يمنحهم ما يحتاجون إليه، يشعرون بأن هذا مبرر لسرقته، لأنهم يشعرون أنه مدين لهم بتسديد احتياجاتهم.

◄ على التلميذ أن يقرأ تيطس 2: 9-14 للمجموعة.

تعلمنا هذه الآيات أنه لا يجوز للعامل أن يسرق من صاحب العمل. وتقول الآية 10 أن الأمانة تزين تعاليم المسيح. ثم تصف باقي الآيات الحياة التي يعيشها الإنسان عندما تغيره النعمة.

الصدق لا يتعلق بالمال والممتلكات فقط.

وعد كارلوس شريكه بأنه سيقابله الساعة 8:00 صباحًا. ومع ذلك، فقد نام متأخرًا وأخذ وقتًا لتناول الإفطار وتأخر أكثر من ساعة. وأخبر شريكه أن السائق أتى متأخراً ليصحبه. لم يتفاجأ شريكه بما حدث، لأن جميع أصدقاء كارلوس يعلمون أنه لا يفي بالتزاماته أبدًا.

كان كارلوس غير أمين لسببين:

(1) لم يفي بوعده

(2) كذب بشأن سبب تأخره.

هل يصدقك الناس عندما تقول إنك ستقوم بعمل ما أو ستكون في مكان ما؟ هل تصدق نفسك عندما تقول ذلك؟ عندما تعد بشيء ما، فإنك تعد أيضًا ببذل الجهد اللازم للوفاء به. ومن الخطأ أن تعد بشيء ثم لا تبذل أي جهد للوفاء بوعدك.

إذا فشلت في الوفاء بوعدك، يجب أن تعتذر ولا تكذب بشأن سبب فشلك.

لا يجب إلقاء اللوم على الآخرين في مؤسستك عندما تخطئ. فلن يثق بك فريقك إذا علموا أنك ستكذب لتتهرب من أخطائك.

القائد الجدير بالثقة لا يجعل الناس يتبعونه بإخبارهم بأشياء غير صحيحة. كتب ستيفن كوفي أن “ الثقة هي أساس القيادة الناجحة”[1].

يعتقد الكثير من الناس أنه من الخطأ الكذب على الأصدقاء أو الأقارب ولكن لا بأس بالكذب على فئات أخرى من الناس. فبعض الناس يسرقون المال أو المواد من أرباب العمل لأنهم يعتقدون أنهم يستحقون المزيد من الأجر. والبعض يسرقون من الأغنياء، وخاصة الأغنياء الأجانب. ويقوم بعض الناس بمعاملات غير عادلة مع أشخاص ينتمون إلى أجناس أو طبقة اجتماعية مختلفة.

قال يسوع يجب أن تحب قريبك كنفسك. هل تتذكر السؤال الذي طرحه الناموسي على يسوع؟ “من هو قريبي”؟[1] أراد الناموسي أن يحدد يسوع فئة معينة من الأشخاص الذين يجب أن نحبهم. فروى السيد المسيح قصة “السامري الصالح”. تدور القصة حول شخصين من أجناس مختلفة التقيا للمرة الأولى. لم يكن لديهم علاقة سابقة، وكان هناك صراع بين أجناسهم المختلفة. وساعد السامري الرجل المحتاج رغم أنه لم تربطه به أية علاقة. وإحدى النقاط التي أوضحها يسوع في هذه القصة هي أنه لا ينبغي استبعاد أي شخص من محبتنا.

ليس من المفترض أن نقرر من يستحق أن نعامله بأمانة. ولا أن نكون صادقين فقط مع بعض الأشخاص. حتى لو اعتقدنا أن شخصاً ما لن يلحق به الضرر بسبب عدم أمانتنا، فإننا نريد إرضاء الله بأمانتنا. (أعمال الرسل16:24).[2]

أي نوع من الأشخاص تريد أن تكون؟ وأي نوع من الأشخاص يريدك الله أن تكون؟

قد لا يستحق شخص ما مجاملة منك، لكن الله يريدك أن تكون شخصًا مهذبًا.

قد لا يستحق شخص ما أن تكون صادقًا معه، لكن الله يريدك أن تكون شخصًا أمينًا.

قد لا يستحق شخص محبتك، لكن الله أحبك عندما لم تكن أنت مُستَحِقًا، ويريدك الله أن تكون شخصًا محبًا.

◄ يجب على التلميذ قراءة 1بطرس 2: 21-23 و3: 8-12 للمجموعة.

لا تدع شخصية الآخرين تحدد شخصيتك. فربما يكذب عليك إنسان، لكن لا يجب أن تكون كاذبًا. أو يسرق منك إنسان فلا تصير لصا. قد يكون الشخص وقحًا معك، لكن يجب أن تكون شخصًا محترمًا.

إن الأمثلة الواردة في هذا الدرس كلها حالات حقيقية، ولكن تم تغيير الأسماء والتفاصيل. وهي أمثلة للسرقة أو الكذب أو كليهما.

تأكد من فهم التلاميذ لما حدث في كل مثال. وأطلب منهم أن يوضحوا التصرفات الخاطئة في كل مثل.

(1) جورج كان يعمل في مصنع. وغالبًا ما كان يأخذ منه لوازم وأدوات التنظيف المنزلية والأشياء الصغيرة لأنه كان يعلم أن المصنع يمكن أن يحضر أدوات أخرى عوضًا عنها.

(2) كان بيدرو سائق شاحنة لشركة كبيرة. وبينما كان يقود شاحنة الشركة، أحيانًا يرى لافتة بجانب الطريق مكتوب عليها “نشتري وقود الديزل”. وفي بعض الأحيان كان يتوقف ويبيعهم كمية قليلة من وقود الديزل من الشاحنة، مع العلم أن الشركة لم تعرف أنه أخذ كمية صغيرة من الوقود.

(3) تم الوثوق في تمارا لشراء أجهزة كمبيوتر للمكتب الذي تعمل فيه. فقامت برشوة البائع الذي يعمل في المتجر لكتابة إيصالات بأسعار أعلى من الأسعار الفعلية حتى تتمكن من الاحتفاظ ببعض المال.

(4) رجل يبيع مصابيح كهربائية تالفة في حديقة في مدينة كبيرة. والأشخاص الذين يشتروهم يعرفون أنها لا تعمل. لكنهم يشترونها ليأخذوها إلى مكاتبهم حيث يسرقون المصابيح الجيدة ويستبدلونها بأخرى قديمة.

(5) كان أليكس مدير مدرسة. وذات يوم جاء إليه ولي أمر أحد التلاميذ وطالب بأن ابنه يحصل على درجة جيدة في مادة الجبر. وأعطى أليكس بعض المال. فأمر أليكس مدرس الجبر بمنح الطالب درجة جيدة.

(6) كان أنجيلو أستاذًا جامعيًا وكان راتبه ضئيلاً. فأخبر فصله أن الاختبار سيكون صعبًا للغاية وأنه لن يستطيع أي طالب اجتيازه دون أن يشتري صفحة تحتوي على الإجابات.

(7) كان أليكس مديرًا لمدرسة حكومية. وذات يوم، سأله فانيا، وهو صديق له كان يعمل في منظمة إرسالية، عما إذا كان بإمكان الإرسالية استئجار بعض الغرف في مبنى المدرسة. فحدد أليكس سعرًا، وكان فانيا يحضر المال لأليكس كل شهر. لكن أليكس احتفظ بالمال لنفسه ولم يبلغ الإدارة عنه.

(8) كان فانيا يعمل في إرسالية وكان بحاجة إلى استئجار مكان للفصول الدراسية. فذهب إلى صديقه أليكس، مدير مدرسة، واتفقا على سعر الإيجار. ثم أبلغ فانيا الإرسالية بمبلغ أعلى من المتفق عليه كل شهر. وسلم فانيا الأموال إلى أليكس لكنه احتفظ بالمبلغ الإضافي.

(9) عمل سيرجي في هيئة كانت بحاجة إلى مبنى جديد. طلبت الهيئة من سيرجي العثور على شركة إنشاءات لتتولى أعمال البناء. تحدث سيرجي إلى العديد من شركات المقاولات. بدلاً من اختيار الشركة التي تقدم أفضل سعر، اختار الشركة التي وعدت بمنحه بعض الأموال التي حصلوا عليها من الهيئة.

(10) احتاج ألبرتو إلى ترخيص سيارته، لكنه كان يعلم أنها لن تجتاز الفحص لأن بعض الأضواء لا تعمل. أخذ سيارته إلى قسم التراخيص وشاهد طابورًا طويلًا من الأشخاص ينتظرون فحص سياراتهم وترخيصها. وأخبره رجل بالقرب من البوابة أنه يمكنه الحصول على الترخيص بسرعة ودون فحص مقابل مبلغ من المال. فدفع ألبرتو المبلغ وسرعان ما عاد إلى المنزل حاملاً الرخصة.

(11) جاء سيمون لأخذ سيارته من موقف السيارات. وأخبره عامل الموقف بسعر الوقوف. فأعطى سيمون للعامل مبلغ أقل من المطلوب. لكنه سمح له بالاحتفاظ ببطاقة وقوف السيارات ليعطيها لعميل آخر، وبذلك يتمكن العامل من الاحتفاظ بالمال الذي دفعه سيمون.

(12) لم تذاكر آنا جيدًا لدخول الاختبار. وعندما جاءت إلى الفصل جلست بالقرب من صديقة لها متفوقة. حتى تتمكن من نقل الإجابات من اختبار صديقتها.

(13) كان إيغور يقود جرارًا يسحب محراثًا لمزرعة حكومية كبيرة، وأراد أن ينهي عمله في وقت مبكر. فرفع المحراث حتى لا يحفر بعمق، مما يسمح له بقيادة الجرار بشكل أسرع. وبدا الحقل جاهزًا، لكنه لم يعطي محصولًا جيدًا لأن الجرار لم يحرثه بشكل صحيح.

(14) ذهب القس بيير في مهمة لرعاية كنيسة. وكانت الإرسالية تدفع له راتباً شهريًا ولأن القس بيير أراد من الكنيسة أن تدفع له أيضًا، أخبر شعب كنيسته أن الإرسالية لا تدعمه.

(15) دخل لص منزل إيلا وسرق مبلغًا من المال. عندما أخبرت صديقاتها بذلك، قالت إن اللص سرق بعض الأشياء الأخرى رغم أنه لم يفعل. فتعاطف أصدقاؤها وأعطوها بعض المال عوضًا عن الأشياء التي اعتقدوا أنها مسروقة.

(16) كان جولوفو مسئولًا عن قرية صغيرة. وكان أيضًا قائدًا في كنيسة القرية. كان شعبه بدائيًا وغير متعلم وفقيرًا، لكن القرية كانت تمتلك الكثير من الأراضي. فطلب بعض رجال الأعمال من المدينة شراء أرض لمشاريع زراعية. وباع جولوفو كل أراضي القرية واستخدم الأموال لبناء منزل لنفسه في المدينة.

(17) في كل عام كانت كنيسة فيرفيلد تختار أمًا لتكريمها كـ “أم مثالية”. واختاروا ويلما، ليس لأنها كانت مثالًا جيدًا للأم، ولكن لأنهم علموا أنها ستتبرع للكنيسة. وبعد تكريمها، تبرعت ويلما بالمال للكنيسة لشراء بوابات جديدة. ففي العام التالي، قررت الكنيسة اختيار ويلما “كأم مثالية” مرة أخرى، على الرغم من انتقالها إلى مدينة أخرى.

(18) كان بارني سائقا في إحدى الهيئات. وكل مساء كان يستقل سيارة الهيئة ليوقفها في مكان آمن. وفي بعض الأحيان قبل إيقاف السيارة كان يستخدمها لنقل الركاب أو البضائع لعملائه.

هذه القصة خيالية لكنها تصف ما حدث في أماكن كثيرة.

اكتشف المسيحيون في مدينة بورول أن هناك مجموعة كبيرًا من الناس في المقاطعة المجاورة يعيشون في فقر شديد. وكان سكان تلك المقاطعة من مجموعة عرقية تسمى الإيبانين. ولأجيال كثيرة، عاش شعب الإيباني في منازل بدائية دون الحصول على القدر الكافي من الرعاية الطبية أو التعليم. لم يحصل الكثير منهم على ما يكفيهم من الطعام، وكان بعضهم يتضور جوعاً.

بدأ مسيحيو البورول في التبرع بالمال لمساعدة الإيبانيين. وأرسلوا مندوبين إلى الكنائس في المقاطعات الأخرى لطلب المساعدات.

ثم بدأ مسيحيو البورول في إرسال شاحنات محملة بالطعام إلى الإيبانيين. واعتمدوا على قادة الكنيسة الإيبانية في توزيع الطعام.

فأقام قادة الإيبانيون أسواقًا لبيع هذا الطعام لشعبهم. وكان أصحاب المال فقط هم من يستطيعون شرائه، لذلك لم يصل أيٌّ منه إلى الأشخاص الذين كانوا يتضورون جوعاً. واحتفظ قادة الكنيسة وأصدقاؤهم بالربح. ثم أرسلوا بعض الطعام لبيعه في مقاطعة أخرى حيث يمكن للناس دفع المزيد.

أصر مسيحيو بورول على ضرورة تقديم الطعام مجانًا للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه. فوضع قادة الكنيسة الإيبانية ميزانية للتوزيع تضمنت استئجار شاحنات بسائقين ودفع أموال للناس للمساعدة. وحددوا أسعار أعلى من الأسعار العادية واحتفظوا بالمال الإضافي. وعندما طلب مسيحيو البورول تقارير عن النفقات، قدم الإيبانيون تقارير كاذبة.

في كل مرة اكتشف مسيحيو البورول أفعالاً غير أمينة، شعروا بالفشل والإحباط. وحاولوا العثور على قادة إيبانيين آخرين لمساعدتهم ولكنهم واجهوا نفس المشاكل. فتوقف العديد من مسيحيي بورول عن العطاء، بينما واصل بعضهم العطاء. وسرعان ما امتلك عدد قليل من القساوسة الإيبانيين سيارات ومنازل جيدة بسبب دعم بورول. وكان القساوسة الآخرون يحسدوهم ويرغبون في إقامة علاقات مع قادة بورول. ومعظم الأشخاص الجياع في المناطق النائية لم يتلقوا المساعدة قط.

أراد “وارن بافيت” الرئيس التنفيذي لشركة تدعى “بيركشاير هاثاواي”. شراء شركة تسمى “ ماكلان ديستريبيوشن” كانت مملوكة لوول مارت. بلغت قيمة الشراء 23 مليار دولار. عادةً ما يتطلب هذا الشراء شهورًا من البحث حتى يتمكن المشتري من فحص كل شيء. التقى “بافيت” مع قادة “وول مارت” واتفقوا في اجتماع واحد. ولم يرسل أي شخص للتأكد من أن الممتلكات والأصول الأخرى على ما يرام. وقال لاحقًا، “علمنا أن كل شيء سيكون بالضبط كما قال وول مارت، وكان كذلك”. تم الانتهاء من هذه الصفقة الضخمة بسرعة لأن القادة يثقون ببعضهم البعض. [1]

فكر الآن في الأشخاص الذين تحدثنا عنهم في الأمثلة السابقة. لن يتمكن أي منهم من عقد اتفاق مثل هذا، لأنهم غير جديرين بالثقة. لكن يجب فحص كل شيء، الأمر الذي سيتطلب الكثير من الوقت والنفقات.

◄ ما هي بعض الممارسات غير الأمينة التي يصعب على الناس تجنبها في ثقافتك؟

◄ ما الممارسات التي تحتاج أنت أن تغيرها؟

أبي السماوي،

نحمدك لأنك إله البر والحق. نشكرك على صدقك في تعاملاتك معنا دائمًا.

ساعدنا على اتباع معيار الأمانة التي تطلبه منا. ساعدنا في تطبيق مبادئ الصدق على كل ما نقوله ونفعله.

نشكرك لأنك أبانا الذي يعيننا ويقودنا. نريد أن نثق في عنايتك بنا.

آمين.

(1) أكتب فقرة عن كل مما يلي:

• اشرح العلاقة بين شخصية الله (الحق) ومعيار الله بالنسبة لنا (الصدق). اشرح لماذا يطلب الله منا أن نكون أمناء فيما نقوله وفي كل تعاملاتنا.

• لخص ما يقوله الكتاب المقدس عن الصدق. استخدم ثلاثة مقاطع كتابية على الأقل في هذا التلخيص.

• اشرح ما لا يقل عن أربع طرق يؤثر بها الكذب / الصدق على علاقاتنا مع الآخرين.

(2) قم بإعداد عرض كتابي عن الصدق يمكنك مشاركته مع مجموعة من الأشخاص في مجتمعك. أعطِ أساسًا كتابيًا لمعيار الله عن الأمانة، ثم طبقه على بعض المواقف المحددة.