عاش جون ويسلي، في إنجلترا من 1703 إلى 1791. وبشر بالإنجيل في الهواء الطلق للفقراء الذين لم تُرَحِب بهم الكنائس. عاش بالتدقيق، ساعيًا إلى تمجيد الله في كل تفاصيل حياته، بما في ذلك استخدامه للمال. عَلَّمَ أن المؤمنين يجب أن يدخروا كل ما في وسعهم من المال ويعطوا أيضًا كل ما في وسعهم. كان مثالاً أمينًا على اتباع العادات المالية المنضبطة. فخفض مصاريفه السنوية، حتى يكون لديه المزيد ليعطيه. ثم، عندما زاد دخله، احتفظ بنفقاته كما هي، وتنازل عن الزيادة. على الرغم من أنه كسب 30 ألف جنيه إسترليني على مدار حياته، إلا أنه عند وفاته لم يكن بحوزته سوى عدد قليل من العملات المعدنية. عرف ويسلي أن الله يوكل الناس على إدارة الأموال من أجله، وعَلَّمَ أنه يجب على المؤمنين اتباع مبادئ الله في التعامل مع المال.
المقدمة
يتحدث العهد الجديد عن المال أكثر من معظم الموضوعات الأخرى، ليس لأن المال مهم جدًا بالنسبة لله، ولكن لأن الناس يعانون من مشاكل كثيرة متعلقة بالمال.
فالله كخالق هو مالك الناس والثروات التي يملكوها. ونحن كمؤمنين، ننتمي إلى الله بصفة خاصة لأنه افتدانا. وبالتالي يجب أن نعتبر أنفسنا مدراء للممتلكات التي يجب استخدامها لمجد الله.
ليس من الخطأ التمتع بالأشياء الجيدة. فالله يُسَر أن يباركنا إذا أخذنا كل شيء بشكر وتواضع.
لكن المال يمثل خطر روحي على معظم الناس.
تحذيرات وتوجيهات للأغنياء
◄ ماذا يعني أن تكون غنيًا؟
هناك أسباب مختلفة تجعل الشخص ثريًا.
إذا كان لديك المال لشراء أكثر من احتياجاتك الأساسية، فأنت أغنى من نصف سكان العالم على الأقل. يعمل الكثير من الناس كل يوم للحصول على الطعام الذي سيأكلونه في ذلك اليوم. فإذا حدث شيء منعهم من العمل، لن يكون لديهم طعام.
عادة ما يعتبر الناس الشخص الثري هو الذي يمتلك ثروة أكثر من معظم الناس في مجتمعه. ويُظْهِر أسلوب حياته أنه ينفق أموالاً أكثر من معظم الناس. ويعتبره الناس من طبقة اجتماعية أعلى. حيث يمكنه الاستمتاع بالكماليات التي لا يستطيع معظم الناس شراؤها. ويكون له تأثير على الأشخاص الذين في السلطة. ويصبح الناس على استعداد لخدمته بسبب ثروته.
يحتوي الكتاب المقدس على توجيهات وتحذيرات للأغنياء.
وأخطر هذه التحذيرات هو تصريح يسوع بأنه من الصعب جدًا أن يدخل الغني ملكوت الله. (متى24:19).
كما يمكننا أن نفهم بعضًا من خطر الغِنَى من رسالة الرسول بولس إلى الأغنياء.
◄ على التلميذ قراءة تيموثاوس الأولى 6: 17-19للمجموعة.
يحذر بولس الأغنياء من اعتبار أنفسهم طبقة أعلى من غيرهم. فهناك إغراء لدى الأغنياء للاعتقاد بأنفسهم أعلى في القيمة من غيرهم. كما يحذر يعقوب الكنيسة من ارتكاب نفس الخطأ، ومحاباة الأشخاص بسبب ثرواتهم أو مكانتهم الاجتماعية (يعقوب 2: 1-4).
لا ينبغي أن يشعر الغني بالأمان بسبب ثروته بل يعتمد على الله. فيصعب على الغني أن يشعر بالحاجة إلى معونة الله عندما يكون لديه احتياطيات مالية. ويصبح هناك ميل لأن يصبح مُهْمِل روحيًا بسبب شعوره بعدم الاحتياج إلى معونة الله (تثنية 8: 6-18).
يجب أن يكون الأغنياء أسخياء في العطاء، ويحققوا أهداف جيدة بأموالهم. أحد أسباب إدانة الأثرياء في العالم في يعقوب 5: 5 أنهم عاشوا في تمتع بينما يعانى الآخرون. ويمكن تحقيق الكثير من الخير بالعطاء الحكيم. فالمال لا يستطيع شراء السعادة، لكنه يمكن أن يخفف الكثير من البؤس. من الخطأ أن يتجاهل الشخص معاناة الآخرين بينما يعيش في ترف.
عَبَّر الله عما قلبه من جهة العدالة الإنسانية (الرحمة والرأفة بالفقراء والمظلومين) من خلال النبي عاموس بهذه الكلمات: وَلْيَجْرِ ٱلْحَقُّ كَٱلْمِيَاهِ، وَٱلْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ (24:5). وأعلن الله الدينونة على الرخاء عندما يؤدي إلى الراحة والانغماس في الملذات الشخصية واللامبالاة بمحنة الفقراء (عاموس 6: 1؛ 3-6؛ 8: 4-7، 11-12).
يجب على كل مؤمن أن يُسرِع بالتضحية لمساعدة الفقراء والمضطهدين، وأن يقدم العشور ليدعم كنيسته المحلية، وأن يدعم العمل التبشيري من أجل نشر الإنجيل. وقال جون ويسلي إن هناك ثلاثة أسباب جعلت الكنيسة في أيامه لا تحدث تأثيراً كبيراً في العالم:
(1) الافتقار إلى العقيدة السليمة،
(2) الافتقار إلى التأديب والمسائلة، و
(3) الافتقار إلى التضحية الشخصية.
محبة المال
◄ يجب أن يقرأ التلميذ 1تيموثاوس 6: 8-10 للمجموعة.
إن التحذير من المال لا يوَجَّه إلى الأغنياء فقط. فالعديد من الفقراء يشعرون بأنهم لا يمكن أبدًا أن يكونوا سعداء لأنهم فقراء. ويخبرنا الإنجيل أن محبة المال أصل لكل الشرور. وهذا التحذير ينطبق على الجميع.
لا يمكن الاكتفاء من محبة المال. من يحب المال لا يرضى بأي قدر منه (جامعة 5:10). يعلمنا الكتاب المقدس أنه يجب علينا تجنب محبة المال والاكتفاء باحتياجاتنا الأساسية (عبرانيين 13: 5).
فالشخص الذي يسعى لأن يكون ثريًا ستقابله العديد من الإغراءات للتنازل عن مبادئه. وأثناء محاولته لأن يصبح غنيًا، قد يتخلى عن إيمانه ويجني الكثير من الأحزان بدلاً من الفرح الذي كان يتوقعه.
أحيانًا يجتذب القادة الدينيون أتباعهم من خلال وعودهم بالثراء. ويقولون إن الشخص المؤمن يجب أن يمتلك الثروة. تجذب هذه الوعود الكثير من الناس في المجتمعات الفقيرة لأن حياتهم صعبة. هؤلاء القادة يتحدثون ويعظون عن المال باستمرار ويفتخرون بما لديهم من أموال مثلما يفعل أهل العالم.
يقول الكتاب المقدس أن التقوى مع القناعة كنز عظيم. فالشخص الذي يسعى للغنى باستخدام الدين معرض لنفس المخاطر التي يتعرض لها أي شخص آخر في العالم يسعى وراء الثروة. والكنائس التي تَعِد بالرخاء تجتذب أشخاص لم يأتوا بناء على رغبتهم الشخصية. بل جاءوا آملين في تحقيق وعود لن يحصلوا عليها أبدًا. والوحيدون الذين يجنون ثروات من وراء إنجيل الرخاء هم الوعاظ الذين يجمعون التقدمات من هؤلاء الأشخاص الذين يصدقونهم.
◄ يجب على التلميذ قراءة فيلبي 4: 10-13 للمجموعة.
كان بولس ممتنًا لأن المؤمنين في فيلبي أرسلوا تقدمة لدعمه. وأخبرهم أنه تعلم أن يكون مكتفيًا مهما كانت الظروف. توضح لنا هذا الجملة أن بولس لم يكن لديه دائمًا المال الوفير. لكنه قال إنه كان يستطيع كل شيء بمعونة الرب. فبولس كان مكتفيا وأمينا للرب في كل الظروف.
الأمانة
◄ على التلميذ قراءة الأمثال 11: 1 للمجموعة.
تتحدث هذه الآية عن الموازين التي تُسْتَخدَم في بيع الأشياء كالفواكه أو الخضار أو اللحوم. أحيانًا يكون لدى الناس موازين غِش تعطي وزن زائف من أجل كسب أموال إضافية. تقول هذه الآية أن الله يكره الغش، وأشخاص كثيرين يغشون ليحصلوا على المال.
الدرس التالي في هذه الدراسة عن الأمانة.
الثقة في الرب
كتب الرسول بولس إلى مؤمني فيلبي ووعدهم بأن الله سيملأ كل احتياجاتهم. يجب أن نقرأ المقطع الذي وردت فيه هذه الآيات لنفهم الموقف جيدًا.
◄ على التلميذ قراءة فيلبي 4: 15-19 للمجموعة.
أرسلت الكنيسة الدعم المالي لبولس. وقال بولس إنها ذبيحة لله. ووعد أن الله سوف يملأ كل احتياجاتهم. لكن لم يعدهم بمضاعفة أموالهم.
لم يكن هذا الوعد لأشخاص غير مسؤولين أو مسرفين. لكن للأشخاص الذين أداروا أموالهم وفقًا للأولويات الروحية.
◄ يجب على التلميذ قراءة متى 6: 25-33 للمجموعة.
قال يسوع إن الله يقوت الطيور ويكسي الأزهار ويعتني بنا. ويطلب منا ألا نقلق بشأن متطلبات الحياة. ويعد بأننا إذا طلبنا أولا ملكوت الله، سيسدد لنا احتياجاتنا.
عادة ما يقلق الناس ليس بشأن اليوم ولكن بشأن المستقبل. لم يَعِدْ الله بتوفير احتياجاتنا مقدمًا. ففي العهد القديم عندما كان يسقط المن، كان يأتي يومًا بيوم (خروج 16). وبالمثل، قال يسوع أننا يجب أن نصلي من أجل “خبزنا اليومي” (متى11:6) فالله يريدنا أن نثق به يوميًا.
قال يعقوب أن الله جعل الفقراء “أغنياء في الإيمان” (يعقوب 2: 5). حيث يتمتع الفقراء بفرصة أفضل للاتكال على الله أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بأمان مالي.
والثقة بالله لا تعني أننا يجب أن نكون غير مسؤولين. فالله عادة يسدد احتياجاتنا عن طريق العمل (أفسس28:4). إذا كان الشخص لا يرغب في العمل، فلا يجب أن يتوقع من الله أن يعوله، ولا يكون الآخرون ملزمين بتسديد احتياجاته (2تسالونيكي10:3).
لا يجب أن نتوقع أن الله يريدنا جميعًا أغنياء. فالله يبارك أناس قليلون بالثروات، لكن الغنى ليس هو خطة الله للجميع. والشخص الذي يرغب بشدة في الثروة سيواجه مشاكل روحية.
الموارد المنتجة
هي الأشياء التي يمتلكها الأشخاص وتساعدهم على الإنتاج. مثل الأرض، أو مجموعة من الأدوات، أو الكمبيوتر. ويستخدم الشخص تلك الموارد لتحقيق الربح، ولكن يجب أن يحافظ عليها ولا يمكنه بيعها، وإلا سيتوقف الإنتاج. والمرجع الكتابي لهذا المبدأ هو أمثال4:14” حَيْثُ لَا بَقَرٌ فَٱلْمَعْلَفُ فَارِغٌ، وَكَثْرَةُ ٱلْغَلَّةِ بِقُوَّةِ ٱلثَّوْرِ”.
وقد لا يفهم الشخص الفقير مفهوم موارد الإنتاج. فعلى سبيل المثال، إذا كان صَديقُه يملك الكثير من المال لأن لديه مجموعة غالية من الأدوات، أو جهاز كمبيوتر، أو سيارة. فإنه يعتقد أن صديقه أو قريبه هذا يجب أن يكون قادرا على إعطائه المال عندما يحتاج إليه. بيد أن أيًا من هذه الأشياء لا يمكن التصرف فيها دون أن يخسر دخله.
◄ ما هي الأمثلة الأخرى للموارد المنتجة في بيئتك؟
إذا كان الشخص لا يفهم أهمية الموارد المنتجة للآخرين، فمن المحتمل أنه لا يعرف ما هي الموارد التي يحتاجها. لا يكون قادرًا على تحديد ما يحتاج إليه بالضبط أو نوع المساعدة التي من شأنها تغيير حالته. فربما يطلب دعم فوري بسيط لجهوده اليومية، بدلاً من تغيير حقيقي في الحياة.
إن أحد مظاهر الفقر هو الافتقار إلى الموارد اللازمة للعمل. ما لم يتعلم الشخص الذي يعاني من الفقر ضرورة الحصول على موارد إنتاج والحفاظ عليها، فلن يمكن تحسين وضعه.
في بعض الثقافات، يصعب على الشخص ادخار المال وتطوير موارد إنتاج خاصة به، لأن الناس من حوله يتوقعون منه مشاركة كل شيء. فهم لا يفهمون لماذا يجمع المال بينما يحتاج شخص آخر إليه. إنهم يتوقعون أن يشاركوه ما لديه حتى لو كانوا أشخاص غير مسؤولين.
على المسيحي أن يحترم توقعات مجتمعه وأن يطبق أيضًا مبادئ الكتاب المقدس. يخبرنا الكتاب المقدس أننا لسنا ملزمين بمساعدة شخص لا يفعل كل ما في وسعه (2تسالونيكي10:3). وإذا تخلى شخص عن موارد رزقه لمساعدة شخص غير مسئول، فسيكون كلاهما فقيرا.
يشير الكتاب المقدس إلى أن الغنى الذي يمنحه الله للإنسان هو أن يكون له موارد العمل الخاصة به. وقال النبي ميخا إنه في المجتمع المبارك، كل شخص سيمتلك “كرمته وتينته” (ميخا 4: 4). حيث يشير ذلك إلى الملكية الخاصة وتوفر موارد الإنتاج. في بعض الأماكن، قد لا تكون الزراعة أفضل مصدر للإنتاج، لكن المبدأ هو أن الشعب المبارك يجب أن يمتلك ما يحتاج إليه لإنتاج الموارد.
غالبًا ما تبدأ حياة الفقراء الذين يصبحون مؤمنين في الازدهار، ليس فقط بسبب بركة الرب المباشرة ولكن أيضًا بسبب تغيير أسلوب حياتهم للأفضل. فهم يتوقفوا عن إهدار المال على أشكال التسلية الخاطئة مثل الكحول والمقامرة. فيصبحون عمال مجتهدين ويحصلون على سمعة طيبة. كما أن الله يبارك دعمهم للخدمة. وغالبًا ما يكون الجيل الثاني من عائلة المؤمنين في وضع أفضل بكثير من الجيل الأول.
◄ ما هي الطرق التي من خلالها يمكن للناس في بيئتك العمل والادخار لتحسين وضعهم المالي؟
المقامرة
المقامرة هي المخاطرة بالمال في محاولة لكسب المال دون مقابل. فمن يربح يأخذ المال من شخص آخر يخسر، دون أن يعطي أي شيء في المقابل.
فالعديد من الناس يصبحون مدمنين على القمار، ويهدرون أموالهم، ويفشلون في رعاية أسرهم. ومنهم من استخدم أموال تخص أشخاص آخرين للمقامرة، على أمل الفوز والقدرة على سدادها. هناك الكثير من الأشخاص في السجن بتهمة السرقة من أجل المقامرة. ويقامر الكثير من الفقراء لأنهم يشعرون أنه ليس لديهم أمل في تغيير وضعهم باستثناء أن يحالفهم الحظ ويكسبوا المال.
تتعارض المقامرة مع العديد من المبادئ المسيحية مثل:
(1) مبدأ كسب الثروة من خلال العمل،
(2) مبدأ القناعة،
(3) مبدأ الزرع والحصاد
(غلاطية 6: 7). كما أن الله يريدنا أن نقدم خدمات أو منتجات في مقابل الربح بدلاً من أخذ المال من شخص آخر عن طريق الحظ. والقمار ضار لأنه يؤدي إلى الإدمان ويزيد من الجريمة. ويتعارض القمار مع الاتكال على الله.فعلى الإنسان أن يسأل نفسه، “هل أؤمن أن الله يعتني بي؟”. هل يمكن أن أصلي لله أن يسدد احتياجاتي؟ هل أعتقد أن الطريقة التي يريد الله أن يعولني بها هي المخاطرة بالمال في المقامرة، على أمل كسب الأموال من شخص آخر؟ “هل أعتقد أن الله سيكافئني على القمار بجني أرباح كبيرة؟” فالشخص الذي يقامر لا يضع ثقته في الله في أموره المادية. عندما نثق بالله حقًا، فإننا نطيع وصاياه الواضحة لنا، عالمين أنه سيسدد احتياجاتنا بأمانة لأننا نطيعه.
الدَّيْن
عندما يقترض شخص المال، فإنه يفترض أنه سيتمكن من سداده من الأموال التي يحصل عليها في المستقبل. لذلك، فإن الاقتراض يعني إنفاق أموال من المستقبل مع أن المستقبل سيأتي باحتياجات جديدة أيضًا.
يقول الكتاب المقدس أن المُقْتَرِض عبد للمُقْرِض (أمثال 22: 7). لأنه يخلق التزامات تحد من حريته.
بعض أنواع الاقتراض أسوأ من غيرها. عندما يقترض الشخص المال لتسديد احتياجات أساسية مثل الطعام، فإنه يصبح في وضع أسوأ. لأنه سيأكل الطعام ويبقى الدين ويصبح أفقر من ذي قبل.
وعندما يقترض الشخص نقودًا مقابل شيء غير ضروري، مثل الزينة الشخصية، أو الملابس غير الضرورية، أو الترفيه، أو تزيين المنزل، فإنه ينفق أمواله المستقبلية، وبالتالي يحد من حريته. وفي المستقبل لن يكون قادرًا على اختيار شراء الأشياء التي يريدها لأنه بالفعل أنفق المال.
بعض المشاريع تُقْرِض الأموال بسعر فائدة مرتفع. وسرعان ما يصبح الأشخاص الذين اقترضوا منهم مديونين أكثر من قبل. وتبيع بعض المتاجر المنتجات ببطاقات الائتمان بسعر فائدة مرتفع. ويدفع الناس في النهاية أسعارًا أعلى بكثير مقابل الأشياء التي يشترونها بالدين لأنهم ليسوا على استعداد للانتظار حتى يكون لديهم ما يكفي من المال لدفع السعر العادي.
في بعض الأحيان يقترض الناس المال لإقامة حفل الزفاف الباهظ الذي يتوقعه مجتمعهم. فيبدأون حياتهم الزوجية بدين كبير. يجب على الكنيسة كعائلة إيمان أن تساعد أعضائها من خلال تغيير التقاليد أو من خلال إيجاد طرق لجعل حفل الزفاف جميلًا دون أن يكون مكلفًا للغاية.
◄ يجب على التلميذ قراءة رومية 13: 7-8 للمجموعة.
تعلمنا هذه الآيات ألا نكون مديونين لأحد بشيء. فنحن مدينون بالاحترام والطاعة للسلطات. ومدينون بالضرائب للحكومة. والجزء الأول من الآية 8 لخص العبارات الواردة في الآية 7. فلا يجب أن نكون مديونين لأحد بشيء. وهذا لا يعني أننا يجب ألا نقترض أبدًا، لأننا إذا سددنا ما اتفقنا عليه مع المُقرِض، فلن نفشل في أن نعطي الجميع حقوقهم.
حيث إنها تعتبر سرقة أن يقترض شخص ما دون أن ينوي السداد، أو أن يقترض ثم يقرر لاحقًا عدم السداد (مزمور21:37).
إن شريعة العهد القديم كانت موجهة في الغالب إلى دولة إسرائيل كمجتمع زراعي بدائي. حيث كان معظم الناس يعيشون على الزراعة وإنتاج ما يحتاجون إليه في منازلهم. وكانت العائلات تمتلك نفس الأرض لأجيال عديدة. لذلك، كان من النادر أن يقترض شخص ما المال لشراء أرض أو بدء عمل تجاري. فإذا اقترض الشخص المال، فذلك لأنه كان في وضع سيئ وبحاجة إلى المال لتسديد الاحتياجات الأساسية. وأراد الله أن تكون إسرائيل عائلة إيمان تهتم بأفرادها. فقال لهم الله أن يقرضوا المحتاجين دون فوائد (خروج25:22). ومن صفات الإنسان البار المذكورة في مزمور 15 أنه لا يقرض المال بفائدة.[1]
ليس من الخطأ أن يفرض المستثمر فائدة عندما يقرض شخصًا ما مالًا لمساعدته على بدء عمل تجاري.[2]فالفائدة هي مكافأة المستثمر على جعل المشروع ممكنًا.
والأشخاص الذين يتعاملون مع الفقراء يجب ألا يفكروا فقط في كيفية جني الأرباح (أمثال 16:22أ). ومن الخطأ بيع منتجات منخفضة الجودة أو فرض أسعار غير عادلة على الفقراء، لأن ليس لديهم خيارات أخرى. كما إنه من الخطأ أيضًا تقديم قروض أو بيع أشياء بالائتمان بغرض جني أرباح عالية من الأشخاص الذين يقترضون بسبب الأوضاع المالية الصعبة. بل ويجب أن يبحث رجال الأعمال عن طرق لتحسين وضع عملائهم.
قال حزقيال النبي إن خطية سدوم لم تكن الزنا فقط، لكن الناس كانوا يعيشون في ترف ورفاهية و”لَمْ تُشَدِّدْ يَدَ ٱلْفَقِيرِ وَٱلْمِسْكِينِ” (حزقيال 49:16). فالله لا يدعونا فقط لأن نعطي الفقراء، بل أن نساعدهم بطريقة استراتيجية لنجعلهم أقوى.
إن شريعة الله لإسرائيل في العهد القديم تظهر لنا أولوياته. فمع أن قوانين بلادنا اليوم ليست هي نفس القوانين التي أعطاها الله لإسرائيل، لكن اهتمامات الله واحدة والمبادئ واحدة. وعلى الكنيسة أن تجد طرقًا لدعم الفقراء، والاهتمام أولاً بأهل الإيمان، ثم إحداث فرق في المجتمع.
بعض الناس ينفقون كل أموالهم بمجرد الحصول عليها. وغالبًا ما يشعرون بالاحتياج قبل أن يحصلوا على المال مرة أخرى. فهم غير قادرين على تحمل مسؤولية الآخرين.
فالميزانية هي وضع خطة لإدارة الإنفاق. معظم الناس لديهم نفقات يمكنهم توقعها في أوقات معينة، وعليهم الاحتفاظ ببعض الأموال لتلك الاحتياجات قبل الموعد المحدد. على سبيل المثال، قد يستأجر شخص منزل. ويجوز له الدفع شهريًا أو سنويًا. ففي هذه الحالة يحتاج باستمرار إلى توفير جزء من دخله حتى يتمكن من دفع الإيجار عندما يحين الوقت. وإذا كان إيجاره سنويًا، فسيحتفظ ببعض المال لفترة طويلة، وسيكون هناك إغراء لإنفاق هذا المال، ولكن يجب أن يحتفظ به ويعتبر أنه أنفقه فعلًا.
وأول كل شيء يجب أن تعطي العشور (أمثال 3: 9-10)، وتلتزم بمنح 10٪ من دخلك لدعم للخدمة. ولا تنتظر لترى ما إذا كان لديك أموال إضافية للعشور بعد تغطية كل نفقاتك. وسيبارك الله أمانتك[1].
يجب أن يحتفظ الشخص ببعض المال من دخله المتبقي لحالات الطوارئ، بعد تغطية الاحتياجات الأساسية. وأن يحتفظ ببعض المال لتحسين وضعه، مثل توفير المال لشراء منزله الخاص. وأن يحاول استثمار بعض المال لزيادة دخله. وأحد الأمثلة على الاستثمار الصغير هو شراء الأدوات التي تسمح له بالحصول على أجر أكبر مقابل العمل.
والشخص الذي لديه مورد إنتاج (شيء يساعده في الإنتاج) مثل السيارة أو المبنى يجب عليه أن يخصص أموالًا لصيانة هذه الموارد. إذا جنى شخص ما ربحًا من سيارته ولكنه لا يحتفظ بالمال، فلن يكون قادرًا على دفع تكاليف إصلاحات السيارة الرئيسية أو شراء واحدة أخرى، وسينتهي ربحه في النهاية.
غالبًا ما يكون الشخص الذي لا يضع ميزانية غير قادر على تحمل مسؤولياته. قد يعتمد على الآخرين للحصول على المساعدة، ويكون غير قادر على مساعدة الآخرين. ووضعه لا يتحسن أبدًا لأنه لا يستثمر بأي شكل من الأشكال.
تحدث يسوع عن السامري الصالح الذي ساعد الرجل الجريح.[2]لاحِظ أن السامري كان لديه بعض المال والحمار ليستخدمها في حمل الرجل الجريح. ماذا لو كان السامري باع حماره وأنفق كل ماله؟ فحتى لو كانت لديه رغبة جادة في المساعدة، لكانت قدرته محدودة على التدخل في الموقف.
فوضع ميزانية يساعد الشخص على تسديد احتياجاته، وتحمل مسؤولية من يعتمدون عليه، والاستثمار لمستقبله، والتعامل مع حالات الطوارئ، ودعم الخدمة.
[1]تم تقديم دراسة شاملة لتطبيق مبدأ العشور في Shepherds Global Classroom course Doctrine and Practice of the Church, والمتوفر على https://www.shepherdsglobal.org/courses
في الأيام الكنيسة الأولى، بعد فترة وجيزة من يوم الخمسين، كان المؤمنون ملتزمين جدًا تجاه أهل الإيمان لدرجة أنهم حرصوا على تلبية احتياجات الجميع. فتقاسموا ممتلكاتهم، ولم يقل أحد أن أي شيء هو ملكه. وكثيرًا منهم باعوا ممتلكاتهم وقدموا المال للكنيسة (أعمال الرسل 2: 44-45). مع أننا لا نتوقع أن تكون الحياة في الكنيسة دائمًا على هذا النحو، إلا أننا نرى أنه عندما تكون الكنيسة في أفضل حالاتها، يكون هناك كرم في العطاء والتزام برعاية أهل الإيمان.
كان مؤمنو تسالونيكي يتأكدون من حصول جميع الأعضاء على الطعام، لكن بعض هؤلاء الناس كانوا يعيشون دون عمل، معتمدين على عطاء الكنيسة. لم يخبر بولس الكنيسة أنهم مخطئون في رعاية المؤمنين، لكنه قال إنه لا ينبغي إعطاء الشخص طعامًا إذا كان لا يرغب في العمل (2تسالونيكي10:3). بالنسبة للبعض، قد لا يكون العمل مقابل أجر، بل مساعدة المؤمنين الآخرين حسب الحاجة. فبعض الناس غير قادرين على أن يلتحقوا بوظيفة معينة، لكن كل شخص تقريبًا يمكنه فعل شيء لمساعدة الآخرين.
في رسائل أخرى، أعطى بولس نصائح لمساعدة الأرامل والرعاة الذين يدعمون الخدمة (1تيموثاوس 5: 3-18، غلاطية 6: 6).
فكل مؤمن يجب أن يكون جزءًا من كنيسة محلية ويجب أن يلتزم بمساعدة احتياجات الأعضاء ودعم الخدمة.
مشاركة المجموعات
◄ كيف يمكن لشعب الكنيسة أن يعملوا معًا لتسديد احتياجات الكنيسة، وفي الوقت نفسه يطلبوا من الجميع تحمل المسؤولية؟
◄ ما هي الفرص المتاحة في بيئتك لكي يعمل أفراد الكنيسة معًا لتطوير موارد الإنتاج المتاحة؟
صلاة
أبي السماوي،
أشكرك على وعدك بتسديد احتياجاتي. ساعدني على أن أكون أمينًا في مسؤولياتي لتوفير احتياجاتي واحتياجات الآخرين الذين يعتمدون عليّ. ساعدني على أن أعطي بسخاء. وأن أشارك في تسديد احتياجات الآخرين بحكمة.
أصلي أن تباركني ماديًا، لكن الأهم من ذلك كله أن أحافظ على الأولويات الروحية وأن أكون مكتفيًا بعلاقتي معك.
واجب الدرس التاسع
(1) تأمل مصليًا في المبادئ الكتابية الواردة في هذا الدرس وأجب عن كل من الأسئلة التالية كتابةً:
ما هي الإغراءات التي واجهتها عندما تعلق الأمر بالمال والموارد ؟
كيف أكسب حاليا المال و/أو الموارد ؟
كيف أستخدم و أدير الأموال و/أو الموارد ؟
ما معنى الوثوق بالله فيما يتعلق بالمال و/أو الموارد ؟
ما هي الموارد التي أمتلكها ؟
هل هناك موارد إنتاج ينبغي أن أخطط لأمتلكها في المستقبل؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف سأفعل هذا؟
كيف أسأت استخدام المال و/أو الموارد ؟
كيف سأصحح أي إساءة استخدام للأموال و/أو الموارد المذكورة أعلاه؟
(2) اكتب عرضًا تقديميًا من صفحة واحدة للمبادئ المذكورة في هذا الدرس، مع تقديم تطبيقات محددة لبيئتك. وما الذي يحتاج الناس في بيئتك إلى فهمه حول المفهوم المسيحي للمال؟
(3) احفظ أمثال 3: 13-17 واكتب تأمل عنه يتكون من فقرة واحدة. وفي بداية الفصل التالي، اكتب هذا المقطع من الذاكرة وأعطه لقائد الفصل.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.