إن هيرناندو كورتيس ليس مثالاً يجب أن نتبعه في شخصيته وطموحاته. ومع ذلك، أظهر أحد أفعاله التزامه التام بأهدافه. في ربيع عام 1519، قاد هيرناندو كورتيس، حاكم إسبانيا، حملة استكشافية لغزو المنطقة التي تسمى الآن المكسيك. وكان معه إحدى عشرة سفينة وسبعمائة رجل. بعد شهور في البحر، وصل كورتيس ورجاله أخيرًا إلى شواطئ المكسيك. وكان التحدي التالي هو السفر عبر البر إلى العاصمة. عرف كورتيس أن هذا السفر سيكون صعبًا ومحفوفا بالمخاطر. وأراد أن يَعْرِف رجاله أن العودة إلى الوراء ليست خيارًا، لذلك أحرق جميع السفن. فجعل العودة إلى إسبانيا مستحيلة وفي نفس الوقت خلق دافعًا قويًا للنجاح. وبالمثل، يجب على كل شخص يتزوج أن يلتزم التزامًا مطلقًا، مدركًا أنه عندما يتزوج لا يوجد خيار آخر.
مقدمة
الزواج الكتابي شيء رائع[1]. ولكن يجب على الأزواج الذين يرغبون في اختبار روعته وتذوق صلاحه أن يفحصوا تعليم الكتاب المقدس عنه، ثم يسعوا إلى طاعة ما يتعلموه. فالزواج المُرضِي يتطلب الجهد والتضحية.
◄هل يريد شخص ما أن يشارك كيف أنه في بداية الزواج كان يتوقع الاستمتاع بمزاياه، دون يدرك الالتزامات المطلوبة منه؟
كي نفهم الزواج يجب أن نعود إلى بدايته، إلى سفر التكوين. فقصة الخلق تعلمنا عن الزواج.
فكما أن الله الآب والابن والروح القدس في شركة معاً، فقد صممنا الله لنكون اجتماعيين. خلقنا لتبادل الحوار. لقد خلقنا من أجل الحميمية والشركة. قال الله ليس جيدًا أن نكون بمفردنا!
كل جزء من وصف سفر التكوين للأحداث يعطي كرامة للزواج. فأخذ الله ضلعًا من آدم وجعله نظيرًا جميلًا، ثم “أحضرها الله بكرامة خاصة إلى آدم باعتبارها آخر أعمال الخالق وأكثرها كمالًا. إن كل خطوة ومرحلة في هذا الوصف تشير إلى تقدير الزواج”[1]. “والواقع أن كلمة
(“أحضرها”) تعني ضمناً أن الله أحضرها لآدم رسميًا وأتم روابط عهد الزواج، وهو ما نطلق عليه بالتالي عهد الله (الأمثال17:2)”[2].
الزواج هو اتحاد مبهج
عندما قال آدم “هَذِهِ ٱلْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي.....” كان يعبر عن الاحترام والبهجة. لم يقل آدم،” أخيرًا، خادمة. الآن لدي شخص لغسيل الملابس، وطهي طعامي، وتدليك ظهري، والأعمال المنزلية! لا، بل قال آدم، أخيرًا، معينا نظيري”.
الزواج هو اتحاد بين شخصين متساويين
“......معينا نظيره تقابل نظيرا كاملا” (18:2).
يقول متى هنري، “أخذ الله المرأة من ضلع من جانب آدم، لم تأتي من رأسه لتتحكم فيه، ولا من قدميه ليدوسه عليها، بل من جنبه لتكون مساوية له، وتحت ذراعه ليحميها، وقريبة من قلبه لتكون محبوبته”[3]. ويقول آدم كلارك، “كان يجب أن تشبه الرجل تمامًا، لا تكن أدنى ولا أعلى منه، بل مساوية له في كل شيء[4]“.
الزواج هو اتحاد عهد
“ لِذَلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا” (تكوين 24:2). لا تعتمد الزيجات القوية على الرومانسية، (المشاعر الرومانسية تأتي وتذهب)، أو المتعة، (مع أن الزيجات الصحية تجلب الفرح)، أو الإشباع الشخصي (مع أن الزيجات القوية تحقق ذلك فعلًا). فمزايا الزواج الرائعة لا تؤدي إلى زواج قوي، لكنها نتيجة زواج قوي. يقوم الزواج على أساس العهد الثابت - رجل وامرأة ملتزمان ببعضهما البعض مدى الحياة.
يجب أن يكون الزواج علاقة شفافية وثقة وقبول. “ وَكَانَا كِلَاهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَٱمْرَأَتُهُ، وَهُمَا لَا يَخْجَلَانِ” (25:2). فلأن الخطية لم تكن أفسدت براءة الزوجين الأولين بعد، كان زواجهما بلا دينونة، بلا خجل، وبدون خوف. يخبرنا العهد الجديد “لِيَكُنِ ٱلزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَٱلْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ...” (عبرانين4:13).
لا يوجد زواج قوي في حالة انعدام الأمن أو الثقة أو مع وجود الشك أو الخوف. حيث الأزواج غير متيقنين من التزام بعضهم البعض بالزواج. لكن الزيجات القوية تتطلب تعهدًا ثابتًا، “حتى يفرقنا الموت”.
التعبير المجازي “احرِق الجسور خلفك”، يعني أن التزامك يجعل العودة إلى الوراء مستحيلة.
الزيجات الناجحة تحرق كل جسر وكل سفينة. فالطلاق أو الانفصال ليسا خيارا إلا بسبب الإيذاء أو الخيانة. حتى في حالة حدوث ذلك، يجب أن نتذكر أن الله يمكنه الاسترداد في كثير من الأحيان.
محبة العهد هي عطاء الذات والاحترام حتى عندما تكون العلاقة صعبة (1كورنثوس 13). فالالتزام الضعيف ينتج عنه محاولات ضعيفة، وانفصال عاطفي، وانسحاب، وإغراءات.
يحيا الزوج في محبة العهد عندما لا يتخلى أبدًا عن عروسه حتى عندما تكون غير متجاوبة أو مستهترة أو مريضة. وتحيا الزوجة في محبة العهد عندما تختار احترام زوجها وطاعته، من أجل المسيح، حتى عندما لا يحبها زوجها.
فمحبته تفوز باحترامها، واحترامها يفوز بحبه. ويستمران في النمو.
◄ ما هي المشاكل التي تحدث إذا تزوج الناس وهم يعتقدون أنه يمكنهم تغيير قرارهم لاحقًا إذا كانوا غير سعداء بالزواج؟ وما الفارق الذي يصنعه الالتزام الكامل الناتج عن إيمان الشخص بأن زواجه دائم؟
بعض الناس يُفَضِلون اتباع أسلوب حياة لا يشمل الأطفال، لكن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله يُسَر عندما يكون للوالدين أبناء أتقياء.
من المهم أن نعرف أن الله لا يريد مجرد نسل، بل يريد أبناء أتقياء.يدعو الله الآباء والأمهات لتعليم أبنائهم اتباع المسيح.
الزواج الكتابي يكون للمسيح.
، يكشف الروح القدس في أفسس 5: 30- 32 عن معنى أعمق للزواج، ظل مخفيًا حتى مجيء يسوع. وهو أن الزواج صورة أرضية - انعكاس - للعلاقة بين يسوع المسيح وكنيسته.
يبدأ بولس هذا الجزء بحَثْ المؤمنين على “الامتلاء بالروح” (أفسس 5:18). وفي هذا السياق يقدم الإرشادات التالية حول الزواج:
العروس الممتلئة بالروح القدس ستخضع لعريسها (“رأسها”)، “في الرب” بنفس الطريقة التي يخضع بها المؤمنون ليسوع (أفسس 24:5، 32؛ انظر أيضًا 1بطرس 3: 1)، هكذا تُظْهِر الزوجة ليسوع ولزوجها تقديسًا (احترامًا).
من المهم أن تضع الزوجة “الرب” أمامها عندما تخضع لزوجها. فهي تخضع لله وليس لزوجها فقط. عينها على يسوع الذي هو وحده بلا عيب. فخضوع الزوجة عن طيب خاطر لزوجها هو عبادة ليسوع.
والخضوع الكتابي، مثل المحبة، لا يمكن فرضهما. فهو عطية تقدمها الزوجات لأزواجهن قائمة على الخضوع المسيح (أفسس33:5). إن الخضوع في “كل شيء” (باستثناء ما يهدد صحتها أو يهدد علاقتها بيسوع)، هو عبادة ليسوع.
إن خضوع الزوجة لزوجها هو دليل على الاحترام (الآية 33)، كجزء من الحياة الممتلئة بالروح (5: 18-21). فهذا الاحترام النابع من “روح وديع وهادئ” ثمين جداً في عيني الله (1بطرس 3: 4).
العريس الممتلئ بالروح سيحب عروسه كما أحب المسيح كنيسته (أفسس25:5). يجب أن يحبها العريس كما يحب جسده (الآيات 28-29). وأن يُظهر نفس التضحية الممتلئة بالروح التي أظهرها يسوع تجاه كنيسته عندما “بذل نفسه من أجلها”. هذا هو “الخضوع” الوارد في (أفسس21:5). وقال أحد المفسرين:
كما أنه (يسوع) بذل نفسه ليتألم على الصليب ليخلص الكنيسة، كذلك يجب أن نكون مستعدين لإنكار أنفسنا وتحمل المشقة والألم لإسعاد زوجاتنا. من واجب الزوج أن يكدح لدعمها وتوفير احتياجاتها. أن يحرم نفسه من الراحة، إذا لزم الأمر، للعناية بها في حالة المرض. أن يدفع عنها الخطر ويدافع عنها. ويحتملها عندما تكون منفعلة، ويتمسك بها عندما تدفعه بعيدًا. أن يصلي معها وهي في مشكلة روحية. وأن تكون مستعدًا للموت لإنقاذها. ولما لا؟ فإذا تحطمت السفينة، وكان هناك لوح أمان واحد، أفلا يرغب في وضعها عليه، ورؤيتها آمنة من جميع الأخطار؟ ولكن هناك المزيد ... يجب أن يشعر الزوج أن الهدف الأكبر في حياته هو أن يسعي لخلاص زوجته. عليه أن يوفر لها كل ما تحتاجه لحياتها الروحية.. ويجب أن يكون قدوة. وأن يقدم لها المشورة عندما تحتاجها. وأن يجعل طريق الخلاص أسهل ما يمكن. إذا كان لدى الزوج روح المُخَلِص وإنكاره لذاته، فلن يشعر بأنها تضحية كبيرة جدًا إذا كان بإمكانه توفير خلاص عائلته[7].
على العريس أن يطلب نقاء عروسه كما يطهر المسيح عروسه الكنيسة. “لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا....، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لَا دَنَسَ فِيهَا وَلَا غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلَا عَيْبٍ” (أفسس 5: 26 27).
في العصور القديمة، كانت عرائس الملوك تُطهر أجسادها باستخدام أدوات تجميل باهظة الثمن، “ستة أشهر من الزيت أو المر، وستة أشهر من الروائح العطرة، ومع أشياء أخرى لتطهير النساء”. (انظر إستير 2: 12 وما يليها). بهذه الطريقة كانت تستعد العذراء لزوجها.
بالمعنى الروحي، يجب على الزوج توفير كل الوسائل اللازمة لإسعاد زوجته. كالأمانة، والحب غير المشروط، والتفاهم، والصلاة، والمشورة، والتعليم، واللطف.
عندما يعامل الزوج زوجته بمثل هذا الحب، سوف يعود عليه بالسعادة. يقول بولس “.... مَنْ يُحِبُّ ٱمْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ” (أفسس28:5). الأزواج الذين يحبون زوجاتهم بهذه الطريقة المضحية سوف يكافئهم الرب، وعلى الأرجح من خلال احترام زوجته له ومحبتها وإخلاصها.
◄ ما هي الأمور المحددة التي يجب على الزوج أن يفعلها لتقديم الدعم الروحي لزوجته؟
[1]تفسير إليكو لقراء اللغة الإنجليزية (ملاحظات حول تكوين22:2). https://biblehub.com/genesis/2-22.htm 29 ديسمبر 2020.
(1) أن يفرحوا بقصد الله الأصلي من الزواج ويقدروا دورهم الفريد في الزواج.
يجب أن يتذكر الأزواج أن زوجاتهم هبة من الله فهي “نظير مثالي”، وأن يضحوا بحياتهم من أجل سلامتها الروحية والعاطفية والجسدية. يجب أن يعرب عن الامتنان لها ويحبها بالرغم من عيوبها، مدركًا أن الله وحده هو الذي يستطيع تغيير ما يلزم أن يتغير فيها. وسوف يكرم الله طاعته وإيمانه.
يجب على الزوجة أن تحترم اختيار الله لزوجها أن يكون رأس لها، وأن تُظْهِر له الاحترام بكل طريقة ممكنة، وأن تحترم قيادته. يجب عليها أن تختار الخضوع والاحترام حتى عندما يرتكب بعض الأخطاء، وتصلي أن يغير الله ما يحتاج إلى تغيير فيه. وسوف يكرم الله طاعتها وإيمانها.
(2) على المتزوجين تنمية الألفة الروحية والجسدية الحقيقية.
يجب أن يسعوا للتعرف على بعضهم البعض دون خوف أو نقد أو مقارنة بالآخرين أو إساءة أو شهوة أو إرضاء للذات أو انحطاط. يجب أن يعيشوا بشفافية ونزاهة أمام الله وبعضهم البعض.
(3) على المتزوجين أن يتبعوا مثال نعمة الله عندما يفشلوا
عندما سقط آدم وحواء في الخطية وشعرا بالخزي والندم، أعلن الله لهما عن قدرته على استردادهما. فضحى الله بحيوان ليصنع أقمصة لآدم وحواء من أجل ستر عريهما (تكوين21:3). كان عمل الله المحب هذا رمز للنعمة ولوعد الله بالفداء من خلال المسيح. عمل الفداء الذي أتاح لهم ولنا الغفران والاسترداد. فمن خلال المسيح يمكن للأزواج أن يعودوا إلى العلاقة الحميمة بلا حياء حتى بعد فشلهم.
مثال يسوع في احترام المرأة
كانت المرأة تعتبر أدنى من الرجل في العالم الروماني وفي اليهودية في القرن الأول. ولا تزال تلك النظرة المتدنية للمرأة سائدة في العديد من الثقافات حول العالم، وفي العديد من العائلات. فلا يحترموا النساء، ويستخدموهن كأدوات جنسية ويسيئوا معاملتهن. لكن احترام يسوع السامي للمرأة يجب أن يكون مثالا لنا.
المرأة بالنسبة للمسيح مساوية للرجل في الكرامة والقيمة. قال يسوع: “ أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى” (متى4:19)، (تكوين27:1). فالمرأة مخلوقة على صورة الله مثل الرجل. لديها وعي ذاتي، وحرية شخصية، وحرية تقرير المصير، ومسؤولية شخصية عن أفعالها.
كان يسوع ينظر للمرأة على أنها إنسان. كان تلاميذ يسوع من الجنسين ذكور وإناث. ونظر يسوع إلى المرأة كشخص له كيان، وليس مجرد شيء يرغب فيه الذكور. فهو ينظر لها كشخص أتى من أجله إلى العالم.
يقدم جيمس بورلاند، مع جون بايبر ووين غروديم، هذه الأمثلة الواضحة عن نظرة يسوع السامية للمرأة واحترامه لها كما هو موجود في الأناجيل الأربعة:
(1) خاطب يسوع النساء علنًا في مواقف كثيرة.
كان هذا غير معتاد بالنسبة للرجل في أيام يسوع (يوحنا27:4). فاندهش التلاميذ من رؤية يسوع يتحدث مع المرأة السامرية عند بئر سوخار (يوحنا 4: 7-26). كما تحدث بحرية مع المرأة التي أمسكت في ذات الفعل (يوحنا 8: 10-11). وكتب لوقا أن يسوع تحدث علانية مع أرملة نايين (لوقا 7: 12-13)، والمرأة المصابة بالنزيف (لوقا 48:8؛ متى 22:9؛ مرقس34:5) والمرأة التي دعته من الحشد (لوقا 11: 27-28). كما تحدث يسوع إلى المرأة المنحنية لمدة ثمانية عشر عامًا (لوقا12:13) ومجموعة من النساء على طريق الصليب (لوقا ٢٣: ٢٧-٣١).
(2) أظهر يسوع احترامه وتقديره الكبير للمرأة من خلال الطريقة التي تحدث بها معها.
سجل متى ومرقس ولوقا أن يسوع دعا المرأة التي تعاني من النزيف بأنها “ابنة” وأشار إلى المرأة المنحنية على أنها “ابنة إبراهيم” (لوقا16:13). وبدعوتهم “بنات إبراهيم” يضعهن يسوع في مكانة روحية مساوية لـ “أبناء إبراهيم”.
(3) أكد يسوع على قيمة المرأة عندما حملها مسؤوليتها الشخصية عن خطاياها.
يمكن ملاحظة ذلك في تعاملاته مع المرأة عند البئر (يوحنا 4: 16-18)، والمرأة الزانية (يوحنا 8: 10-11)، والمرأة الخاطئة التي دهنت قدميه (لوقا 7: 44-50). فهو لم يتجاهل خطيتهم بل واجهم بها. أكد عمله هذا أن لكل امرأة الحرية الشخصية، وهي مسؤولة عن اختياراتها، ويجب أن تتعامل شخصيًا مع مشاكل الخطية والتوبة والغفران.
كيف يجب أن ينعكس تقييم يسوع للمرأة على الكنيسة اليوم
تناقش العديد من الكنائس والطوائف اليوم الدور الكتابي المثالي للمرأة في الخدمة وفي المنزل. ولكن قيمة ومساواة المرأة كشخص مخلوق على صورة الله لا ينبغي أن يكون موضع نقاش. كان يسوع يؤكد باستمرار على قيمة ومكانة المرأة. فالنساء هن أول من بشرن بالقيامة (يوحنا17:20). و قَدَّرَ يسوع شركتهن وصلواتهن وخدمتهن المسيحية ودعمهن المالي وشهادتهن. كرّم يسوع النساء وعلّمهن وخدمهن بطريقة رائعة.
احترام المرأة في العهد الجديد
يظهر تقدير المرأة في العهد الجديد في شخص الروح القدس. عند حلول الروح القدس يوم الخمسين. انسكب على “البنون والبنات” “العبيد والإماء” (أعمال الرسل 2: 17). فلم يُظْهِر الروح القدس أي محاباة.
وفي رومية 16، يصف بولس امرأة تُدعى فيبي بأنها “خادمة للكنيسة” (الآية 1)، و بريسكيلا وأكيلا بأنهم “ ٱلْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي”(3 -4).[1]ومريم “ٱلَّتِي تَعِبَتْ لِأَجْلِنَا كَثِيرًا”.[2]يونياس باعتبارها واحدة “معروفة لدى الرسل” (الآية 7)، ونساء أخريات أيضًا.
في رسالة تسالونيكي الأولى يشبه بولس حنان الله بمحبة الأمهات عندما كتب “ بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي ٱلْمُرْضِعَةُ أَوْلَادَهَا” (1تسالونيكي 2: 7). وفي أفسس يطلب من الأزواج أن يحبوا زوجاتهم “ أيُّهَا ٱلرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا”. و”يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ”(أفسس 5 :25، 28). كما يقول بطرس للأزواج “ كذَلِكُمْ أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ ٱلْفِطْنَةِ مَعَ ٱلْإِنَاءِ ٱلنِّسَائِيِّ كَٱلْأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً،...” (1بطرس 3: 7).
من الواضح أن المرأة كانت ذات قيمة في الكنيسة الأولى، وكانت الكنيسة تُعَلِّم الرجال أن يحترموا النساء. حان الوقت للقادة الروحيين في كل مكان للدفاع عن النساء والوقوف ضد إساءة معاملتهن في كل ثقافة. حان الوقت لكي نعتز بالمرأة كشخص خلقها الله بشكل فريد على صورته. يجب أن نبني أي تعليم عن الفروق بين دور الرجل والمرأة في الكنيسة أو المنزل على هذا الأساس، وإلا يصبح تعليمنا طريقًا للإساءة المعاملة.
الزواج من خلق الله وليس من صنع الإنسان. لذلك، يجب أن نذهب إلى الله من أجل الإرشاد، وليس إلى العالم أو الثقافة. فهو وحده يعرف كيف يجعل زواجنا قويًا ودائمًا وناجحًا. لكننا لن نكون أبدًا زوجين كما يجب أن نكون بدون الروح القدس!
مشاركة المجموعات
◄ اشرح المبادئ التي يجب أن تعلمها الكنيسة لتعزيز الزواج. ما هو المفهوم الذي تفتقر إليه بشكل خاص في بيئتك؟
◄ كيف تعامل ثقافتك النساء بشكل مختلف عن الرجال؟
◄ كيف تعامل الكنائس في بلدك النساء بشكل مختلف عن الرجال؟ هل هناك فرق بين الكنائس والثقافة؟
◄ بناءً على مثال يسوع، ما هي العادات التي يجب أن تتغير؟
صلاة
أبي السماوي
شكرا لك من اجل عطية الزواج الرائعة. ساعدنا على بذل الجهد اللازم لاختبار الزواج بالطريقة التي خططت لها.
ساعدنا على إظهار محبة تشبه المحبة بين المسيح والكنيسة.
ساعدنا على تجاوز أراء ثقافتنا في احترامنا لبعضنا البعض.
نشكرك على عمل الروح القدس الذي يجعل العلاقات الممتعة والقوية ممكنة.
واجب الدرس السادس
(1) أكتب الفروق بين الرجال والنساء في ثقافتك. وكيف يمكن إصلاح هذه الفروق من خلال التطبيق الدقيق للحق الكتابي؟
(2) اختر مبدأين جديدين عليك من هذا الدرس. اكتب فقرة تشرح كل منها بكلماتك الخاصة.
(3) جهز عرض موجز عن أحد الموضوعات المدرجة أدناه. (سيخصص قائد الفصل موضوعًا لكل طالب.) شارك العرض التقديمي في بداية الفصل الدراسي التالي.
قصد الله من الاتحاد في الزواج.
الهدف الكتابي للزواج.
طرق تعزيز الزواج.
النظرة الكتابية للمرأة.
الأدوار التي وضعها الله في الزواج وأهمية الامتلاء بالروح القدس من أجل تحقيق هذه الأدوار.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.