اشتهر ديل كارنيجي بكتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين”. كان يؤمن بأن جميع الناس يستحقون الاهتمام والاحترام لأنهم ذوو قيمة بطبيعتهم كأشخاص. أسس ديل كارنيجي معهد خاص به لتعليم هذه المبادئ. وذات مرة أقام معهد ديل كارنيجي فصل مسائي لتدريس رجال الأعمال، وقام بتعليمهم كيف يكونوا ودودين ويتواصلوا مع الآخرين. وعندما أجرى الطلاب الاختبار، فوجئوا بسؤال غير متوقع وهو” ما اسم المرأة التي تنظف دائمًا الردهة عندما تغادر الفصل”؟ لقد مر الطلاب بها عدة مرات أثناء مغادرتهم الفصل للعودة إلى المنزل، لكنهم لم يعتبروها مهمة بما يكفي لجذب انتباههم، مع أنهم كانوا يتعلمون عن كيفية أن تكون ودودًا وتكوين علاقات مع الآخرين. فهم افترضوا أنه يجب عليهم استخدام مهاراتهم الجديدة للتواصل مع الأشخاص المهمين فقط.
القيمة المسيحية للإنسانية
كل البشر الذين وضعوا إيمانهم في يسوع المسيح هم أعضاء في جسد واحد - جسد المسيح: “ لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلَا يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلَا حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لِأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ” (غلاطية28:3).[1]
ويخبرنا إنجيل لوقا عن حوار أشار فيه يسوع إلى الوصية “تحب قريبك كنفسك”. ثم سأله الناموسي “ وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟” (لوقا 29:10). وكان سؤالًا مهمًا لأن الناموسي افترض أنه ليس عليه أن يحب الجميع. وكان يعتقد أن الوصية تطلب منه أن يحب فئة معينة من الناس فقط.
والناس في جميع الثقافات لديهم مبادئ متشابهة للغاية. فهم يعرفون أن السرقة والقتل والقمع أمور خاطئة. ومع ذلك، لا يشعرون أن الجميع يستحق معاملة عادلة. ربما لن يسرقوا من صديق، لكنهم سيسرقون من شخص غريب. ربما لن يقتلوا شخصًا من أُمَّتِهِم، لكنهم سيقتلون أجنبيًا. ربما لن يضطهدوا أقاربهم، لكنهم سوف يضطهدون أشخاص من جنس آخر يحتقرونه.
يؤمن المسيحيون أن كل إنسان هو على صورة الله وله قيمة غير محدودة.
يخبرنا الكتاب المقدس أنه في كل مرة ظهر فيها ملاك للناس، كانت كلماته الأولى هي “لا تخف”، لأن حضوره كان عظيمًا ومدهشًا. وفي بعض الأحيان كان الناس يسقطون أمام الملائكة بدافع العبادة[2]. ومع ذلك، فالبشر أهم من الملائكة.[3]
قد تقابل شخصًا متسولًا من الطبقة الدنيا، وغير متعلم، وغير ذكي، وذو شخصية سيئة، ويفتقر إلى المهارات، وليس له تأثير، ومظهره مثير للاشمئزاز، ولكن يمكنه أن ينَعِمَ بالفداء ويتغير مصيره الأبدي، فيصبح أعظم من أي إنسان رأيناه على الأرض.[4]لذلك، فهو يستحق الاحترام.
◄ يجب على التلميذ قراءة غلاطية 28:3 للمجموعة.
تذكر هذه الآية ثلاث طرق غالبًا ما يُصَنَف الناس على أساسها. العِرْق والطبقة الاجتماعية التي تشمل المستوى الاقتصادي والجنس. ويمكننا إضافة تصنيفات أخرى مثل العمر والمستوى التعليمي والمهارات. لكن لا يؤثر أي من هذه التصنيفات على قيمة الإنسان عند الله.
◄ هل يمكن لشخص أن يكون أكثر قيمة من غيره؟ مع الشرح.
فالشخص ذو الذكاء العالي،أو التعليم، أو المهارات، أو القوة البدنية، أو الخبرة القيادية، أو المال هو أكثر قيمة لإنجاز بعض الأشياء. ومع ذلك، من الخطأ اعتبار الشخص أكثر قيمة كإنسان بسبب تلك الخصائص. فهذه الخصائص لها قيمة عملية، ولكن الطبيعة الأساسية للبشرية المخلوقة على صورة الله لها قيمة غير محدودة وأبدية.
[4]تشرح 1كورنثوس 15 التغير الرائع لأجساد المؤمنين الذي سيحدث في وقت القيامة.
التحيز
يميل الناس إلى الاعتقاد بأن أفراد مجموعة عرقية معينة لديهم خصائص محددة. وفي بعض الأحيان نستخدم هذه العبارات بالإشارة إلى لون البشرة، مثل “الأشخاص البيض دائمًا ________” أو “السود جميعًا ________”.
أحيانًا نشير إلى جنسية معينة، مثل الهايتيين أو الألمان أو اليابانيين. وفي بعض الأحيان يكون الأمر أكثر تحديدًا، مثل الاسم القبيلة أو مجموعة عرقية داخل الأمة.
أحيانًا تكون العبارات التي نشير بها إلى فئات معينة من الأشخاص تنم عن الإطراء، ولكنها غالبًا ما تكون عبارات نقدية. وتعني أن جميع أفراد في تلك المجموعة لديهم نفس العيب.
إليكم أمثلة على العبارات الانتقادية التي يدلي بها الأشخاص حول المجموعات العرقية أو الجنسيات. سنجد أننا نصف مجموعات عرقية مختلفة بهذه السمات.
________ كسالى.
________ يثملون كثيراً.
________ سيسرقون إذا سنحت لهم الفرصة.
________ يتقاتلون بشكل متكرر.
________ لا ينهوا العمل بشكل جيد.
________ ليسوا أذكياء بما يكفي للقيام بعمل جيد في المدرسة.
________ يغضبون سريعًا.
________ كذابين.
من الواضح أن الاختلافات العرقية موجودة، وهذه الاختلافات هي أكثر من المظهر الجسدي.قد تتفوق مجموعة عرقية في بعض الرياضات أو أنواع العمل بسبب قدراتها البدنية والعقلية.
ليس من الخطأ ملاحظة الخصائص الجسدية والثقافية لأي مجموعة. غير أنه، من الخطأ الحكم على الشخص بسبب عرقه أو ثقافته. يمكن لأي شخص من أي مجموعة عرقية أن يكون تقيًا وصادقًا ولطيفًا. فمن الخطأ معاملته على أنه شخص سيئ دون أن تعرفه شخصيًا.
إن خبراتنا الشخصية تؤثر على الطريقة التي نرى بها الآخرين. فإذا تلقى شخص ما معاملة سيئة من بعض أفراد جماعة معينة، سيظن أنهم كلهم سيئين. ويزداد هذا الانطباع إذا تكررت تلك المعاملة السيئة، أو إذا حدثت الخبرة السيئة في سن صغير.
والصراعات الطويلة الأجل بين جنسيتين معينين، يمكن أن تفرز أجيالا ذات تحيزات ضد بعضهم البعض.
وعندما يسمع الطفل والديه والبالغين الآخرين يتحدثون عن أشخاص من مجموعة معينة، يتشكل رأيه في تلك المجموعة.
يجب على المؤمن أن يفحص مواقفه تجاه الجماعات العرقية وأن يصلي من أجل أن يساعده الله في إظهار العدل والمحبة. يجب أن نتذكر أن الله يهتم بالآخرين بنفس الطريقة التي يهتم بها بنا ولا يُسَر إذا تعاملنا معهم بشكل غير عادل.
التحيز في الخدمة
إن قصة يونان في العهد القديم مفيدة جدًا. حيث يخبرنا يونان لماذا هرب من عند الله:
هرب يونان من الله بسبب كراهيته العميقة للآشوريين. ولأنه كان يعلم أن دعوة الله له للخدمة بين أهل نينوى تعني أن هناك احتمالًا قويًا أن يظهر الله رحمته لهم.
إن المفهوم الاجتماعي للعنصرية ليس مفهومًا كتابيًا. يُعَلِّمنا الكتاب المقدس أن كل البشر من جنس واحد - الجنس البشري:” وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ ٱلْأَرْضِ، وَحَتَمَ بِٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ”(أعمال الرسل 26:17).
ويدعو الله الكنيسة للوصول بالإنجيل إلى كل أمة على الأرض (أعمال الرسل 1: 8). فقيمة الروح البشرية هي نفسها بغض النظر عن الجنس.
عدم احترام فئات معينة من الناس
لأن الناس يميلون إلى قبول الأولويات الأرضية والدنيوية، فإنهم يميلون إلى استخدام طريقة خاطئة لتقييم البشر. فتصنف العديد من المجتمعات بعض الأشخاص على أنهم أقل أهمية وتعاملهم كما لو كانوا أقل من باقي البشر.
فيما يلي قائمة بأمثلة للطرق التي تعاملت بها المجتمعات المختلفة مع فئات معينة من الناس باحتقار. بعض هذه الممارسات حدثت في الماضي،لكننا لا نزال نمارس البعض الآخر.
أمثلة واقعية على عدم احترام فئات معينة من الناس:
كبار السن الذين لم يعودوا نافعين، لذلك يُترَكون في مكان منعزل ليموتوا.
يملك الناس أشخاصًا ينتمون إلى مجموعة عرقية مختلفة كعبيد ويمكنهم بيعهم أو معاملتهم بالشكل الذي يختارونه.
بعض الشركات تضع لافتات تقول إنها لن توظف الذين ينتمون لفئة معينة.
تعتبر النساء ملكاً لأزواجهن، ويعاملهن الزوج كيفما يشاء.
تُترك الفتيات الصغيرات ليموتن لأن العائلات تريد أبناء فقط.
ترسل دولة جنودًا إلى منطقة معينة لقتل كل شخص من عرق معين.
التخلي عن الأطفال ذو الإعاقات العقلية أو الجسدية.
بعض الدول لديها قوانين تمنع المرأة من قيادة السيارة أو الحصول على تعليم جامعي.
الأشخاص الذين يتحدثون اللغة الدارجة في البلد ولكن لا يتحدثون اللغة التي تُدَرَّس في المدارس، غير مسموح لهم بالتحدث عن أنفسهم في مكتب حكومي.
يتم تعيين الأشخاص الذين يحملون أسماء إنجليزية بدلاً من أسماء أفريقية.
يمكن بيع الفتيات للعبودية أو الدعارة من قبل آبائهن.
يُقتل الأطفال قبل ولادتهم لأن الأمهات غير مستعدات لإنجاب الأطفال.
بعض الفلسفات والديانات تدعم إساءة معاملة فئات معينة من الناس.
ولا يؤمن أنصار نظرية التطور الملحدين أن البشر مخلوقين على صورة الله. فهم يعتقدون أن الإنسان المعاصر تطور من خلال التنافس وتدمير البشر الأضعف والأقل ذكاء. ويعتقدون أننا موجودين لأن “البقاء للأصلح”. إذا كان هذا صحيحًا، فسيكون مناسبًا للإنسان أن يستمر في تدمير كل من هو ضعيف من البشر. لكننا نعلم أن كل الناس مخلوقين على صورة الله، وبالتالي هم مميزون بالنسبة لله.
تسمح العديد من دول العالم للأطباء بقتل الأجنة قبل ولادتهم. حتى أن بعض الحكومات طلبت قتلهم بسبب الزيادة السكانية. وفي العديد من البلدان، تطلب الأمهات من الأطباء قتل أطفالهن قبل الولادة لأنهن ليسوا في وضع يسمح لهن بإنجاب طفل. كل هذا يُعَد تجاهل للقيمة الإنسانية وحقوق الإنسان الذي لا يستطيع التحدث عن نفسه.
بعض الديانات مثل الهندوسية والبوذية تؤمن أن الناس يعانون بسبب أفعالهم الخاطئة التي اقترفوها في حياتهم السابقة. ويعتقدون أن الأشخاص المظلومين يستحقون الوضع الذي يعانون منه الآن. ويعتقدون أنه إذا تحمل الإنسان المعاناة والقمع، فسينعم بحياة أفضل في المرة القادمة. هذه الديانات لا تشجع على مساعدة المظلومين، لأنهم يعتقدون أن ما يمروا به أمر ضروري.
فالفلسفات والأديان الخاطئة تجعل الناس يتسامحون مع سوء المعاملة الفظيعة لفئات معينة من الناس. وتقبل المجتمعات ظروف الظلم الاجتماعي الشديد على أنه وضع طبيعي.
لكن المسيحيون مختلفون. فالعقيدة المسيحية الخاصة بخلق الإنسان على صورة الله هي الأساس المناسب الوحيد لقيمة الإنسان.
◄ ما هي أشكال عدم الاحترام لفئة معينة من الناس الشائعة في مجتمعك؟
الجار الصالح
كانت قصة السامري الصالح (لوقا 10: 29-37) صادمة للمستمعين كالعديد من أمثال يسوع. فعندما أخبرهم يسوع كيف تجاوز الكاهن واللاوي الشخص الجريح دون مساعدته، لم يتفاجأ أحد. فالكهنة واللاويين كانوا جزءًا من المؤسسة الدينية، لكن الناس كانوا يعلمون أنهم فاسدون بسبب المال والسلطة. توقع المستمعون أن يكون الشخص الثالث هو بطل القصة، لكنهم أصيبوا بالصدمة وخيبة الأمل لكونه سامريًا. كان السامريون ذو أنساب مختلطة، وعقيدة مشوشة. فاحتقرهم اليهود لكلا السببين.
هل تتذكروا عندما سأل الناموسي اليهودي يسوع “من هو قريبي”؟ لقد أراد أن يحدد يسوع له الأشخاص الذين يجب أن يحبهم. فهو مثل معظم الناس في العالم، كان يعتقد أن التزاماته الأخلاقية كانت تجاه فئة مختارة من الناس، وأنه ليس عليه أن يهتم بالآخرين.
أجاب يسوع على هذا السؤال بأننا يجب أن نهتم بأي شخص نقابله. أي شخص ألتقي به هو قريبي. لكن يسوع أجاب أيضًا على سؤال لم يسأله أحد، من هو الجار الصالح؟ أو أي نوع من الأشخاص يمكن أن يُظهِر لنا هذه المحبة؟ وقال لهم أن الشخص الذي لا يحترمه المجتمع يمكن أن يكون هو الشخص الذي يرضي الله ويظهر المحبة التي يريدها الله.
يحذر الرسول يعقوب الكنيسة من محاباة الناس وفقًا لمعايير العالم.
◄يجب على التلميذ قراءة يعقوب 2: 1-9 للمجموعة. ما المواقف المشابهة لذلك التي رأيتها في الكنائس؟
كثير من الأشخاص الذين يعتبرون مهمين على الأرض، ليسوا هم من يكرمهم الله. وكثير من الناس الذين يرضون الله لا يتم تكريمهم على الأرض. قال يسوع في الأبدية سوف تنقلب أوضاع أشخاص كثيرين (متى30:19).
عندما يجتمع الإخوة المؤمنون معًا، يأخذ الفقير مكانة لا يحظى بها في العالم، لأنه يُحترَم كأخ مسيحي. والغني يفقد المكانة التي له في العالم، لأن ماله لا يضعه فوق الآخرين في الكنيسة (يعقوب 1: 9-10).
العبودية
العبودية هي الحالة التي يكون فيها الشخص مملوكًا لشخص آخر. في معظم الدول التي تسمح بالعبودية، لا يتمتع العبد بحقوقه كإنسان. يمكن للمالك أن يفعل ما يشاء بالعبد وكأن العبد حيوان أو آلة. وتخضع رغبات العبد وطموحاته لإرادة المالك. فيمكن للمالك أن يفرق بين الزوج والزوجة، أو أخذ الأطفال من والديهم.
في العهد القديم، حد الله من العبودية وحمي حقوقًا معينة للعبد. وكان الاهتمام بحقوق العبد غير مألوف في تلك الأوقات. وقال الله في العهد الجديد أنه سيد كل الناس، ولا يحابي أحدًا بسبب مكانته، وأن السيد الذي يملك عبيدًا يجب أن يكون لطيفًا وعادلاً (أفسس 6: 9). إن مبدأ معاملة العبد بالقدر الذي يستحقه كل إنسان أدى في النهاية إلى إلغاء العبودية في الدول الأكثر تأثراً بالكتاب المقدس.
لا تزال العبودية قائمة في العديد من الأماكن وبأشكال مختلفة. على سبيل المثال، في بعض الأماكن، يبيع الآباء أطفالهم بغرض العمل أو للاستغلال الجنسي. وفي بعض الأحيان يقدمون الأطفال للمعابد الوثنية لدفع ثمن النجاة من المرض أو اللعنات. وأحيانًا يجبرون النساء على العمل في الدعارة ضد إرادتهن. أو يتم تهريب الأشخاص إلى دولة أخرى بغرض استعبادهم.
القمع الاقتصادي
في أماكن تفتقر إلى الحرية الاقتصادية، قد تشبه الظروف إلى حد ما العبودية. فلا يتمتع الناس بحرية إدارة أعمالهم الخاصة. وهناك فرصة ضئيلة لأي شخص لتغيير وظيفته من أجل وضع أفضل. فيعمل بعض الرجال مقابل أجر بالكاد يطعمون به عائلاتهم. ونادرا ما يشترون أي شيء باستثناء الطعام الأساسي. ولا يمكنهم تحمل تكاليف الرعاية الطبية. فبغض النظر عن مدى صعوبة العمل، لن يتمكنوا أبدًا من العيش في منزل أفضل، لأن المال لا يكفي أبدًا لاحتياجاتهم. وأصحاب العمل لا يدفعون أكثر لأنهم دائمًا ما يجدون أشخاصًا يعملون بأجور منخفضة.
إن القمع الاقتصادي مسألة معقدة. والخطأ لا يقع على عاتق أصحاب العمل فقط. فبعض الدول يوجد بها العديد من العمال المتاحين ولكن هناك القليل من المصانع والشركات الكبيرة. فعندما تكون الحكومة فاسدة، تعوق إنشاء الشركات الكبيرة عن طريق المطالبة بضرائب عالية ورشاوى. لكن إذا سَمَحَت بإنشاء العديد من الشركات، ستكون أجور العمال أعلى لأن سيمكنهم اختيار مكان العمل وسيتعين على الشركات جذبهم بأجور وظروف أفضل. لكن نظرًا لقلة عدد الشركات المسموح بها، وقلة الخيارات المتاحة أمام العمال للتوظيف، فيدفع أصحاب العمل أجور منخفضة لعمالهم. وبالتالي لا يستطيع العمال كسب ما يكفي لتلبية احتياجاتهم المالية.
إن هدف الحكومة هو خدمة الشعب من خلال حمايتهم من الاعتداء والحفاظ على حرياتهم. والحريات الأساسية للإنسان هي: الحق في التعبير عن الرأي، وممارسة الدين، والعمل من أجل الربح، وحق الملكية الخاصة. والشخص الذي لا يُسْمَح له بفعل هذه الأشياء لا يتمتع بحقوقه الكاملة كإنسان.
أحيانًا يقبل المسيحيون في مكان ما الظروف على أنها أمر واقع ولا يحاولون مساعدة الأشخاص المقهورين اقتصاديًا.
كانت “جايلا” تعيش في قرية صغيرة لا يوجد فيها فرص عمل. فتركت أطفالها الثلاثة مع جدتهم وذهبت إلى المدينة للعمل كخادمة في منزل قِس مقابل 50 دولارًا شهريًا. ونادرا ما كانت ترى أطفالها. معظم الناس يرون أنه ليس جيدًا أن تنفصل الأم عن أطفالها بهذه الطريقة، لكن حتى المؤمنين يوظفون شخصًا في حالة “ جايلا”. ويتساءلون لماذا يجب أن يدفعوا أكثر، عندما يكون هناك شخص ما على استعداد للعمل بهذا المبلغ؟ لماذا يجب أن يساورهم القلق بشأن انفصالها عن أطفالها إذا اختارت هي أن تتركهم لتعمل؟
◄ هل المؤمنون ملزمون بالتدخل في وضع “ جايلا؟
يتحدث سفر عاموس عن القمع الاقتصادي عدة مرات. في عاموس 5: 11-12 يتحدث النبي عن رشاوي تجعل القضاة يميلون إلى جانب الأغنياء وتجعل العدل غير متاح للفقراء. في عاموس 8: 4-6 يدين النبي الأشخاص الذين يستخدمون موازين غش لخداع الفقراء. وفي عاموس 4: 1 قال إن النساء مذنبات أيضًا إذا كن يعشن في رفاهية اكتسبها أزواجهن عن طريق ظلم الفقراء. يقول عاموس النبي أن العدل يجب أن يفيض كالنهر (عاموس 5:24)، بمعنى أن يكون غزيرًا ومتاحًا للجميع.
القيمة الإنسانية وأدوار السلطة
فحقيقة أن كل شخص له قيمة غير محدودة لا يعني أنه لا ينبغي أن يكون هناك هيكل للسلطة بين الناس. فالقيمة المتساوية لا تعني سلطة متساوية. على سبيل المثال، مع أن كل أقانيم الثالوث متساوية وواحدة في الجوهر، إلا أن الابن يخضع للآب (يوحنا38:6). فأمر الله الزوجة بالخضوع لزوجها لا يعني أنها أقل منه (أفسس22:5). وأمر الله للأبناء أن يطيعوا والديهم. لا يعني أنهم أقل من آبائهم، إلا في النضج (أفسس 6: 1).
إن الله أسس الحكومة (رومية 13: 1-5). كما أسس السلطة في الكنيسة (عبرانيين17:13).
يجب أن يتذكر جميع القادة أنهم خدام (متى 20: 25-28). فالخدمة من خلال القيادة تعني أن تقود لصالح أولئك الذين تخدمهم. فالقائد لا يعمل من أجل ربحه الشخصي بل يضحّي بمصلحته لخدمة من يتبعونه.
◄ كيف تشرح حقيقة أن بعض الناس أكثر أهمية من غيرهم، لكن في نفس الوقت كل الناس متساويين في الأهمية؟
تطبيقات للمؤمنين
تأكد من رعاية الكنيسة لجميع فئات الناس.
هل نتذكر كبار السن ونقدم لهم الرعاية المطلوبة؟
هل نُقَدِر الأطفال ونوفر لهم التعليم والتشجيع المناسب؟
هل نرحب بالفقراء ونحرص على شعورهم بالراحة في الكنيسة؟
هل نتجنب تكريم الناس في الكنيسة بسبب ثرواتهم أو مكانتهم في المجتمع؟
هل نرحب بوجود أشخاص من أجناس مختلفة في حياة الشركة والخدمة في الكنيسة؟
هل هناك جماعة معينة في منطقتك تحتاج إلى التبشير؟
هل هناك أشخاص مضطهدون في منطقتك يحتاجون لمن يساعدهم؟
يجب على الأسرة المسيحية أن تقدر قيمة جميع أفرادها. فيجب احترام كل من الزوج والزوجة وتسديد احتياجاتهم. ولا ينبغي تجاهل الأطفال أو معاملتهم على أنهم غير مهمين. كما يجب تأديب الأطفال بشكل صحيح. فليس لديك الحق في أن تكون عنيفًا مع طفلك أو زوجتك.
يجب أن تساعد الفقراء بطريقة تحفظ كرامتهم. فلا يجب أن تساعدهم علانية للتباهي مما يتسبب في إهانتهم. وإذا عرضت على شخص فقير فرصة عمل جيدة لتسديد احتياجاته، فإنك بذلك تصون كرامته لأنه يستطيع الاختيار، ويمكنه الحصول على مال في مقابل العمل. فأفضل مساعدة نقدمها للفقراء هي أن نوفر لهم فرصة لتغيير وضعهم.
أكد أنبياء العهد القديم أن الله يريد من شعبه إطلاق المسحوقين (إشعياء 58: 6).
كما أكد العهد الجديد على حقيقة أن يسوع جاء بين الفقراء. وُلِد في مزود بقر، ومعظم أصدقائه وأتباعه كانوا من العمال والفقراء. واهتم يسوع بالمهمشين في مجتمعه مثل: الفقراء، والبُرَّص، والأرامل، والأجانب، والأطفال. قال إنه جاء ليبشر الفقراء ويطلق المأسورين.
ومنذ أيام الكنيسة الأولى، كان المؤمنين فعالين في مجتمعاتهم. فأخذوا الأطفال المشردين إلى منازلهم، وحرروا العبيد، وساعدوا المرضى. واهتموا بالأشخاص عديمي القيمة في مجتمعاتهم.
قال يسوع أننا يجب أن نصلي لكي يأتي ملكوت الله وأن تتحقق مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض (متى10:6). ونحن نعلم أن الظلم سينتهي عندما يأتي ملكوت الله بالكامل على الأرض. في هذه الأثناء، يجب أن نصلي من أجل تدخل الله وإنصاف المظلومين في كل مكان.
مشاركة المجموعات
سوف يثير هذا الموضوع مناقشات كثيرة في معظم المجموعات. وربما يشعر بعض التلاميذ بمشاعر قوية حول ما اختبروه أو لاحظوه.
◄ كيف سيتغير موقفك تجاه الأشخاص المختلفين عنك إذا أدركت قيمة كل شخص لدى الله؟
◄ ما هو الشيء الذي تتمنى أن تفعله بشكل مختلف بسبب ما تعلمته الآن عن قيمة الإنسان؟ شجع الطلاب على المشاركة بتعهداتهم الخاصة أكثر من التعبير عن الغضب مما فعله الآخرون معهم.
◄ كيف يجب أن تؤثر قيمة الإنسان على خدمة الكنيسة؟
صلاة
أبي السماوي،
أشكرك لأنك ميزتنا وخلقتنا على صورتك.
ساعدني على احترام كل الناس. ساعدني أن أتوب عن أي تحيزات أو استياء ضد أي انسان.
أصلي أن تحقق العدالة لأولئك الذين يتلقوا معاملة سيئة في جميع أنحاء العالم بسبب العرق أو الجنس أو العمر أو أي صفات أخرى.
ساعدني على الدفاع عن المظلومين والعمل على جعل مجتمعي عادلاً للجميع. ساعد كنيستنا وكل فرد مسيحي على إظهار محبتك للعالم بطرق واضحة.
آمين.
واجب الدرس الحادي عشر
(1) اكتب عن مسؤولية الكنيسة التي أوكلها لها الله بتغيير المعاملة التي يتلقاها الأشخاص في مجتمعها.
ماذا يجب أن تفعل كنيستك؟
ما الذي يجب أن يفعله الأفراد المسيحيون
ماذا ستفعل أنت؟
(2) ادرس تثنية 24: 10-22. وأكتب قائمة بالوصايا التي تؤكد على قيمة الإنسان. واشرح معنى كل منها.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.