Lesson 8: البيئة والمسيحية

في نهاية هذا الدرس، يجب على الطالب أن:

(1) يفهم لماذا خلق الله كل الأشياء، وأن الإنسان متميزًا عن باقي الخليقة.

(2) يدرك أن الله أعطى للإنسان سلطان على باقي الخليقة.

(3) يتعرف على عدة طرق للتعامل مع خليقة الله بشكل صحيح.

جورج واشنطن كارفر ولد في وقت العبودية في أمريكا حوالي عام 1860. وبعد إلغاء العبودية، أراد أن يتعلم. ولم يكن التعليم متاحًا بسهولة للأطفال السود في ذلك الوقت، لكن كان هناك امرأة لطيفة قالت له “ يجب أ=ن تتعلم بقدر استطاعتك وبعد ذلك تعود بمعرفتك إلى الناس”. فصلى جورج، “يا رب أرني أسرار الكون”، وقال إن الله أجاب، “أنت أصغر من أن تفهم أسرار الكون”. ثم صلى جورج، “ إذن يا رب أرني أسرار الفول السوداني”. ويقول جورج إن الله وافق على طلبه. كان الفول السوداني مهمًا لأنه كان المحصول الرئيسي الذي يزرعه العديد من المزارعين الفقراء. كان جورج يعلم أن اكتشاف المزيد من منتجات الفول السوداني سيزيد من قيمة المحاصيل. واكتشف جورج 300 منتج محتمل من الفول السوداني و100منتج من البطاطا الحلوة. وقام بتدريس الزراعة في معهد توسكيجي لمدة 47 عامًا ووجد طرقًا لتعليم أساليب جديدة للمزارعين، ومساعدتهم على تحسين أراضيهم وإنتاج محاصيل أفضل. كان جورج واشنطن كارفر بركة عظيمة للعالم بسبب إيمانه بالله وثقته في أنه إذا أدرنا خليقة الله على نحو سليم، يمكن أن يعود ذلك بفوائد عظيمة على البشرية.

تعريف: علم البيئة هو دراسة طرق ارتباط الكائنات الحية ببعضها البعض وبيئتها.

◄ على التلميذ قراءة تكوين 1: 1 و1: 26-28 للمجموعة.

إن مسؤولية الإنسان عن الأرض قائمة على حقيقة أن الله خلق الأرض لمجده (مزمور 148) وجعل الإنسان متسلط عليها. لأن الإنسان مخلوق على صورة الله، وله سلطان على الخليقة بما يتفق مع طبيعة الله. قال كاتب المزمور:” وَتَنْقُصَهُ قَلِيلًا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ. تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ” (مزمور 8: 5-6)[1]. إن البشر لهم دور خاص في العالم. فهم ليسوا مجرد حيوان آخر. لكن أعطى الله للإنسان أن يتسلط على الأرض والمخلوقات التي تعيش عليها.

قال الله لآدم وحواء أن يتكاثروا ويملئوا الأرض. وأن يتسلطوا على الأرض هم ونسلهم من بعدهم. بما في ذلك استكشاف الأرض والسكن في مناطق جديدة، واكتشاف واستخدام المعادن، وتربية الحيوانات، وتطوير التكنولوجيا.

كان كل شيء حسنًا عندما خلقه الله. وكان عمل الإنسان في رعاية جنة عدن (تكوين15:2) ممتعًا منسجمًا مع الطبيعة. لكن بعد السقوط في الخطية، تأثرت الطبيعة باللعنة، وأصبح عمل الإنسان صعبًا (تكوين 3: 17-19). فلم تعد الأرض تبدو بكمالها الأصلي[2]، لكنها ما زالت تعلن مجد الله في تكوينها المذهل.

بعد الطوفان، قال الله أن الناس يمكن أن يأكلوا الحيوانات (تكوين 9: 3). وحرمت شريعة موسى أكل بعض الحيوانات، لكن العهد الجديد يخبرنا أنه يُسمح لنا الآن بأكل أي حيوان صالح للطعام (مرقس 19:7، 1تيموثاوس 4: 4). فالحيوانات لا تملك حق أن تتساوى مع البشر.

مسؤولية الإنسان في إدارة الموارد

مع أن الإنسان له سلطة على باقي المخلوقات، إلا أنه ليس السلطة العليا. فالإنسان مسؤول أمام الله.

لا تزال الأرض وثمارها ملكًا لله.

◄ يجب على التلميذ قراءة مزمور 24: 1 ومزمور 50: 10-11 للمجموعة.

إن الله يملك الأرض، لقد خلق الله الأرض لتعلن مجده (مزمور 19: 1)، وتلبي احتياجات الإنسان (تكوين29:1)، وتكون مكانًا ممتعا يعيش فيه. لا يجب أن نعبد الأرض، لأنها من عمل يدي الله (رومية25:1). ولا ينبغي أن نستغل الأرض بطرق مدمرة.

في بعض الأحيان يستفيد الناس من الأرض لكنهم في نفس الوقت يدمرونها. فيقوموا باستخراج المعادن ولكنهم يتركون الأرض عديمة الفائدة. وأحيانًا يزيلوا كل الأشجار من منطقة ما، مما يجعل المطر يجرف كل التربة الجيدة. أويصطادوا الحيوانات للحصول على الطعام حتى لا يتبقى منها المزيد في المنطقة. وربما يلقي الناس القمامة في الأنهار حتى تصبح المياه غير صالحة للاستخدام.

خلق الله الأرض لتكون مثمرة، ومن الخطأ أن يستخدم الناس الأرض بطريقة مدمرة. فتدمير الأرض لا يرضي الله.

كما خلق الله الأرض لخدمة أجيال عديدة من الناس لآلاف السنين. وينبغي أن نشعر بالمسؤولية عن إدارة وتحسين البيئة للجيل القادم. فالشخص الذي يدمر الأرض لمنفعة سريعة لا يحب جيرانه ولا الأجيال القادمة.

هل تحب أن تعرف أنه بعد عشرين عامًا من الآن سوف يسرق شخص ما أطفالك؟ بالطبع لا. ومع ذلك، يسرق الناس أطفالهم من خلال تدمير البيئة التي سيعيش فيها أطفالهم في المستقبل. وإذا لم يكن لديك أطفال، فلا يزال عليك الاهتمام بأطفال الآخرين الذين سيرثون الأرض يومًا ما.

وكثير من الناس حريصون على الأرض التي يمتلكونها لكنهم لا يهتمون بالأراضي العامة. يجب على المؤمنين أن يكونوا مثالا يحتذى به في الاهتمام بالبيئة، لأننا نعلم أنها ملك لله ولأننا نهتم بجيراننا وبالأجيال القادمة.

في بعض الأحيان يفكر الناس أن، “هذه الأرض ليست ملكي، لذا يمكنني ترك قمامتي هنا” أو “يمكنني قطع كل الأشجار، حتى الصغيرة جدا منها”.

◄ على التلميذ أن يقرأ تثنية 22: 6 للمجموعة.

في المكان الذي كُتِبَ فيه سفر التثنية، كانت هناك طيور يمكن صيدها بسهولة أثناء وجودها في العش. إذا استمر الناس في أخذ الأم والبيض أو الأطفال، فستختفي هذه الطيور من الوجود قريبًا. فأمرهم الله بترك الأم حتى لا تنقرض تلك الأنواع. وهناك قوانين موجودة اليوم في أماكن مختلفة لا تتفق مع هذا المبدأ، لكن الآية تعلمنا أنه يجب علينا توخي الحذر للحفاظ على موارد الأرض العامة.

عندما خلق الله النباتات، لم يخلق الخضروات والفاكهة فقط، لكنه خلق الزهور والعديد من الأشياء الجميلة. وهذا يخبرنا بأن الله لا يهتم فقط بالاستخدام العملي للأرض، وإنما يهتم بالجمال أيضًا (لوقا27:12). خلق الله جمال الطبيعة من أجل توفير بيئة جميلة يسكنها الإنسان.

فالجبال، والصحاري، والأنهار، والسهول، والغابات جميعها لها جمال طبيعي. وفي بعض الأحيان الأشخاص الذين ولدوا في مكان معين لا يُقَدِّرون الجمال المحيط بهم لأنهم اعتادوا عليه.

◄ تخيل أنك فنان، وأنك قضيت وقتا طويلا في رسم لوحة جميلة وأهديتها لصديق. ثم في يوم ما عندما ذهبت لزيارته رأيت اللوحة ملقاه على الأرض وتالفة من آثار أقدام الناس. كيف سيكون شعورك؟

هناك العديد من المجتمعات حيث يلقي الناس كل نفاياتهم على الأرض. فهم ينظفون ساحاتهم الخاصة لكنهم يتركون القمامة في كل مكان آخر فتمتلئ شوارعهم بالقمامة.

◄ما الذي يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى فهمه؟

يجب أن نهتم بالأماكن التي نتشاركها مع الآخرين، لصالحهم ولصالحنا.

◄ ما الذي يمكن أن تفعله الكنيسة لتغيير الحي الذي تقع فيه؟

تختلف الحيوانات عن البشر. فهي ليست مخلوقة على صورة الله. وبالتالي ليس لديهم أرواح خالدة (جامعة21:3) ولا يتمتعون بحقوق الإنسان.

سمح الله للإنسان بأكل الحيوانات، مما يعني أنه مسموح باصطياد الحيوانات البرية من أجل الغذاء وتربية الحيوانات الأليفة كطعام.

وكان من الشائع أيضا في أغلب تاريخ البشرية أن يمتلك الناس حيوانات أليفة لإنجاز العمل.

◄ هل يهتم الرب بطريقة معاملة الإنسان للحيوانات؟

◄ يجب على التلميذ قراءة أمثال 12:10 للمجموعة.

هذه الآية تعلمنا أن الصديق يرعى حيواناته جيدًا. وأن القسوة من صفات الشرير.

يجب على الشخص الذي يملك حيوانًا أن يتأكد من حصوله على الطعام والماء والمأوى الذي يحتاجه. فهناك مشكلة في الشخص الذي لا يبالي باحتياجات الحيوانات التي يملكها.

تذكر أن كل الحيوانات هي ملك لله (مزمور50: 10-11). جميعها خلقها الله وأوجدها بتنوع كبير. كان بإمكانه أن يصنع القليل فقط بغرض الطعام والعمل، لكنه خلق آلاف الأنواع من الحيوانات، بالإضافة إلى الحشرات وأشكال الحياة المجهرية. فإبداع الله المذهل يظهر في تنوع الحيوانات.

بعض الحيوانات قادرة على إظهار الولاء والتقدير لأصحابها. فهم يستمتعون باهتمام البشر ويتعلمون أن يتجاوبوا معهم. فهم أذكياء بما يكفي لتعلم أشياء كثيرة. من الواضح أن الله صممهم للتفاعل مع الناس. وأعطى الله الإنسان سلطان خاص على الحيوانات. (تكوين 9: 2).

أعطى الله الحيوانات ذكاء وطبيعة لتتجاوب مع الإنسان. إن الإساءة إليهم تُعَد عدم احترام لمقاصد الله. بالإضافة إلى هذه الحقيقة، فإن الشخص الذي يستمتع بإيذاء الحيوانات هو غريب ومنحرف.

ويستخدم الكتاب المقدس مثال الراعي عدة مرات. فداود كان راعياً قبل أن يصبح ملكاً على إسرائيل. ووصف داود الله بالراعي في مزمور 23، حيث أدرك أن الله يعتني بشعبه كما يعتني الراعي بخرافه. والعهد الجديد، يُقارن القساوسة بالرعاة (1بطرس 5: 2 ومقاطع أخرى كثيرة). لن تكون هذه المقارنة منطقية إذا لم يكن الله يتوقع أن يعتني الناس بحيواناتهم.

كانت رعاية داود للخراف جزءًا من تدريبه على رعاية الشعب. بنفس الطريقة، فإن رعايتنا للأرض والحيوانات التي عهد بها الله إلينا ستعدنا لرعاية البشر.

الأخضر هو اللون الأكثر شيوعا في الطبيعة باستثناء الأماكن التي تفتقر إلى الماء أو التربة الجيدة. إنه أكثر الألوان راحة لعيوننا.

العديد من الناس الذين يعيشون في المدن يشعرون بالانتعاش عندما يخرجون من المدينة إلى بيئة طبيعية أكثر.

والعديد من بيئات المدن ليس لديها حياة نباتية تقريبا. معظم الأرض مغطاة بالخرسانة واللون الأسود. وبدأت بعض المجتمعات تبذل الجهود لتوفير الحدائق وغيرها من المناطق الخضراء في المدن. ويجب على الناس في كل مجتمع أن يعملوا معا لتوفير أماكن لزراعة الأشجار والنباتات الأخرى. وينبغي لها أن توفر مناطق خضراء يستمتع بها الناس، ولا سيما مناطق لعب الأطفال. كما يمكن للعائلات أن يكون لها مساحات خضراء خاصة بها في ساحاتها ومنازلها عن طريق زراعة النباتات.

رأينا في بداية هذا الدرس تعريف البيئة.

◄ لماذا يجب أن يهتم المسيحيون بالبيئة؟

يعتقد بعض الناس أنه يمكننا إنقاذ الأرض من خلال منع التلوث. لكننا نحن البشر لا نستطيع إنقاذها، مع أننا يجب أن نقوم بدورنا للحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة. يعرف المسيحيون أننا لا نستطيع في النهاية أن نمنع تدهور الكون. وسيجدد الله الأرض في النهاية (رؤيا1:21). لذلك، نحن نعلم أنه لا يمكننا إنقاذ الأرض.

يعتقد بعض الناس أن البشر ليسوا أكثر أهمية من المخلوقات الأخرى، وأن علينا احترام الحيوانات لأن حقوقهم مساوية لحقوقنا. يعرف المسيحيون أن الله أعطى الإنسان سلطانًا على الأرض. ونعلم أن البشر يختلفون عن الحيوانات لأننا مخلوقون بشكل فريد على صورة الله ولدينا أرواح أبدية. لذلك، لا تتمتع الحيوانات بحقوق مماثلة لحقوق الإنسان.

يهتم المسيحيون بالأرض لأنها

(1) ملك الله،

(2) أوكل الله للإنسان مسئولية رعاية الأرض، و

(3) أننا نهتم بالأجيال القادمة.

◄ ما هي الممارسات الشائعة في بلدك أو مجتمعك والتي تُظهر أن الناس ليس لديهم فهم مسيحي واضح للبيئة؟

◄ مناقشة محتمَلة في الفصل: اطلب من شخص أن يغمض عينيه ويصف ما يراه دائمًا عندما يغادر ساحة كنيسته. كيف تبدو المنطقة المحيطة بالكنيسة؟ هل توجد قمامة على الأرض؟ هل يبدو أن هناك من يهتم بها؟ من يجب أن يهتم بهذه المنطقة؟ صف كيف يمكن لشعب الكنيسة أن يغيروها؟ ولماذا يجب أن يفكروا في الاهتمام بها؟ ما تأثير اهتمامهم بالمنطقة المحيطة بالكنيسة على الآخرين؟ يمكن للتلاميذ أن يفكروا بالمِثْل في المناطق المحيطة بمنازلهم.

فكر في الأسئلة التالية:

◄ ما العادات التي يجب عليك تغييرها؟

◄ كيف ​​يمكن لكنيستك أن تحدث فرقًا في مجتمعها بالقدوة والتعليم؟

◄ كيف ​​يمكن لمجتمعك تحسين بيئته إذا تعاون أفراد المجتمع؟

أبي السماوي،

شكرًا لك لأنك خلقت عالم ملئ بالجمال وغني بالموارد.

شكرًا لك لأنك أوكلت لنا مسؤولية الاعتناء بالعالم الذي خلقته.

ساعدنا أن نُقَدِّر خليقتك الرائعة.

ساعدنا أن نعمل معًا لحماية موارد الأرض وجمالها.

آمين.

(1) اكتب فقرة تصف فيها خطة تغير بها عاداتك بسبب الحق الذي تعلمته في هذا الدرس.

(2) اكتب صفحة تصف الممارسات الخاطئة في مجتمعك. ثم اشرح لشخص ما سبب ضرورة تغيير تلك الممارسات. مستندا في كلامك إلى نصوص كتابية محددة وإلى النظرة الكتابية للعالم.