تعلَّمنا في الدرس الماضي عن بذل الذات، والمحبة غير المشروطة. لقد تعلَّمنا أيضًا أن هناك على الأقل خمس طرائق (لغات) محبة، يُمكن التعبير عن المحبة بها. يُمكن لمعظم الناس أن يميزوا فطريًّا لغة أو اثتنين من هذه اللغات، ويعبِّروا بها عن محبتهم.
لقد ناقشنا كلمات التشجيع واكتشفنا سُبلًا عملية لتوصيل محبتنا إلى أفراد الأُسرة. سنتعلَّم في هذا الدرس لغات المحبة الأربعة الأخرى، ثم نطبِّق عمليًا بعض التطبيقات على إظهار محبتنا لأبنائنا.
لغة المحبة الثانية: الوقت الخاص
هؤلاء الذين لغتهم الأولى في المحبة هي الوقت الخاص يشعرون بالمحبة أكثر؛ عندما يقتطع الآخرون −عمدًا− وقتًا خاصًا لهم. هذا الوقت يخصَّص بحرص ليكونوا معًا، ويركز كل واحد تفكيره في الآخر. إنه وقت المتعة والشركة.
لا يأتي الوقت الخاص عَرَضًا أو من فراغ، فإذا كنت عالقًا في زحام مروري أو في انتظار موعد، فعليك استخدام الوقت بحكمة، ولكن هذا الوقت ليس كمثل الوقت الخاص القصدي. يمكن لشريك الحياة أو أحد أبنائك العمل على مشروع ما معك، وستكون لهذا قيمة، ولكن هذا الوقت معهم قد لا يوفِّي احتياجهم من الوقت الخاص معك.
محادثة بلا مقاطعات هي واحدة من أفضل أشكال الوقت الخاص. في مثل هذه المحادثة، يستمع كل شخص بانتباه إلى الآخر. يصرف كل فرد المُشتِّتات، مثل الرسائل النصيَّة والمكالمات الهاتفيَّة، ليمكنه التركيز على محادثة الشخص الآخر.
إليك بعض الطرائق التي يمكنك بها إظهار أنك تستمع بانتباه:
حافظ على التواصل البصري.
استمع بنشاط. استجب لما يقوله الآخر. لا تفكِّر فحسب فيما تريد قوله تاليًا. بدلًا من ذلك، خذ وقتًا للتحقُّق من فهمك لما يقوله الشخص الآخر. يمكنك تأكيد أنك تستمع بصورة صحيحة بقول شيء ما مثل: "إنْ كنتُ أسمعك جيدًا، فأنت تشعر بأن…."
لا تقاطِع. كثيرًا ما يظن المُستمع أنه يفهم الفكرة، فيُسرع بالمقاطعة ليُدلي بدلوه، ولكن هذا يُشعِر المتحدِّث بأن المُستمع لم يأخذ الوقت الكافي للفهم الحقيقي.
استمع إلى المشاعر وليست الحقائق فحسب. عندما نحاول فهم منظور شخص آخر، فإننا نُظهر له أننا نشعر بقيمته. عندما نستمع بقلوبنا فإن الرسالة التي ننقلها هي أن آراءه ومشاعره مهمة لنا؛ وأنه هو نفسه مهم لنا.
أفضل وقت خاص هو عندما لا تكون تفعل شيئًا، بل تتواصل مع الآخر، ولكن الأشكال الأخرى للوقت ذات قيمة أيضًا. يمكن للعائلات قضاء وقت خاص معًا يوميًّا خلال الوجبات، مُركِّزين عن قصد، كل واحدٍ على الآخر، بينما يتناولون الطعام.
قراءة القصص للأطفال، واللعب معهم، أو عمل شيء ما ترفيهي معهم، دائمًا ما يُعد من وسائل قضاء الأُسرة وقتًا خاصًا معًا. العمل على مشروع أو عمل يدوي− من أجل المتعة وليس للمدرسة أو العمل أو الخدمة− يمثل أيضًا وقتًا خاصًا.
عندما يكون أحد أفراد الأُسرة بعيدًا يمكن قضاء الوقت الخاص عبْر الهاتف.
الوقت الخاص يُخَصص ولا يُشتَّت ولا يُعجَّل، من أجل التركيز كلٌ على الآخر، والاستمتاع كلٌ بصحبة الآخر. من الأفضل أن يخصص الشخص وقتًا مع شريك حياته وأبنائه يوميًّا.
عندما لا يُخصص الوقت
عندما يكون أحد الزوجين أو الوالدين قائد خدمة، يصبح الأمر صعبًا حيال تخصيص وقت تحديدًا مع العائلة. كثيرًا ما يشعر أبناء القساوسة أن بإمكان أي شخص سواهم أن يتصل بأبيهم ويحصل على انتباهه، بينما هو مشغول للغاية عن توفير وقت لهم. قد يبدو أن وقت العائلة تجري التضحية به عادةً في سبيل الخدمة.
لا يمكن تفادي المقاطعات تمامًا بالنسبة للخادم، وعليك محاولة تخصيص وقت لأُسرتك، فإن فعلتَ ذلك؛ من المرجَّح أن يفهموا التزاماتك المعتادة والمقطعات الزائدة والطارئة.
الشخص الذي لغته الأساسيَّة للمحبة هي الوقت الخاص يشعر بأنه محبوب أقل عندما لا يحظى بوقت قصدي ومركَّز مع أُسرته. إنه يشعر بالألم أكثر عندما لا يأخذ الوقت الخاص أولوية، وعندما تُنحى خطط الوقت الخاص عندما تطرأ المقاطعات. من الصعب عليه أن تكون عائلته مشغولة عنه أكثر من اللازم، ويشعر بأنه أقل قيمة عندما يستمع إليه أفراد الأُسرة بانتباه مُشتَّت.
إن لم تنجح في تقديم انتباه خاص لشريك حياتك أو طفلك، فربما لن يشعروا بمحبتك لهم، حتى لو كنتَ تفعل أشياء من أجلهم. قد يعمل الرجل بجدٍ من أجل أُسرته، ومع ذلك لا تشعر زوجته بمحبته لأن مشغول أكثر من اللازم عن توفير وقت لها.
ذهب شاب لأبيه يخبره بقِصَّة سمعها مؤخرًا. كان الأب يقرأ كتابًا، لكنه توقَّف واستمعَ له لدقيقة، ثم عاود القراءة بينما كان ابنه في منتصف قِصَّته. ظلَّ الفتى طوال حياته يتذكر شعوره في تلك اللحظة.
كيف يبدو الوقت الخاص عادةً لأُسرتك؟ أي صعوبات عليك أن تتغلب عليها، ليمكنك أن تقضي وقتًا ذي مغزى معهم؟
لغة المحبة الثالثة: الهدايا
هؤلاء الذين لغتهم الأولى في المحبة هي الهدايا يشعرون بالمحبة أكثر عندما يعطيهم شخص آخر شيئًا يُظهر أنه يفكِّر فيهم.
الهدايا التي تُشعر المرء بأنه محبوب، هي تلك التي تُقدم بعناية، إذ تُختار بحسب اهتمامات المتلقي، وليست بالضرورة عمليَّة أو هناك حاجة إليها. وهدايا المحبة لا تُقدَّم لمجرد أن المُعطي لم يَعُد يحتاجها. على المُعطي أن يختار الهدية أو يصنعها عن قصد.
الهدية التي تُشعر المرء بأنه محبوب ليست بالضرورة باهظة الثمن، فيمكنها أن تكون شيئًا يستمر للحظة، مثل طعام مميَّز أو قطعة حلوى، أو يمكن أن تكون تذكارًا بسيطًا لمناسبة بينهما. بالنسبة لمَن لغته الأساسية في المحبة هي الهدايا، فإن أعياد الميلاد وتذكارات المناسبات والأعياد، لهي أمور بالغة الأهمية. وهي مهمة على وجه الخصوص لأفراد العائلة، لأن الهدية تذكِّرهم بهذه الأيام. من المؤلم جدًّا ألا يتلقى الشخص هدايا في هذه المناسبات.
إن تقديم الهدايا لا بد ألا يقتصر على المناسبات، بل يكون نمطًا مستمرًا في العلاقة. مَن كانت لغته الأساسية في المحبة هي الهدايا، على أفراد أُسرته وأحبائه أن يجعلوا من إهدائه عادةً، إذ يساعده ذلك على تذكُّر أنه محبوبٌ ومحلُّ اهتمامهم.
الزوجة التي لغة محبتها الأولى الهدايا قد تشعُر بأنها غير محبوبة إذا اعتقدتْ أنَّ زوجها حاول توفير النفقات بأن يشتري لها هدية هناك حاجة لها. مثل أن يشتري لها مكنسة جديدة بدل المكسورة. من الجيد أن يكون لديها مكنسة جديدة، ولكن هذه الهدية لن تساعدها على الشعور بأنها محبوبة.
الهدايا ذات مغزى عندما تُظهِر أن الشخص يفهم المتلقي ويهتم به. إنها ذات مغزى عندما لا تكون ضرورية. تكون الهدية ذات مغزى عندما تشمل بعض التفكير والجهد والتكلفة.
الأطفال الذي لغتهم الأساسية في المحبة هي الهدايا، يَشعرون بالسعادة عندما يشتري لهم والدهم المثلجات أكثر من سعادتهم عندما يدفع مصروفات الدراسة، حتى لو كانت مصروفات الدراسة أكبر بكثير من ثمن المثلجات وأهم منها. بدلًا من مطالبة عائلتك بتقدير ما تقدمه بصورة دورية، اعثر على وسائل تفعل بها شيئًا مميَّزًا لهم.
يجعل بعض الناس شركاء حياتهم أو أبناءهم يتوسلون من أجل كل شيء. الشخص المُقتصِد الذي نادرًا ما يشتري أشياءَ لنفسه، قد لا يجد من السهل عليه أن يكون سخيًّا مع الآخرين ويهاديهم بهدايا غير ضرورية، ولا يريد لأفراد أُسرته أن يتوقعوا استلام هدايا، ولكن إن كانت الهدايا مهمة لزوجته أو أبنائه، فعليه الاجتهاد للتغلُّب على ميله الطبيعي. عليه بمحاولة رؤية الهدايا بعيونهم؛ مهمة وتستحق. عندما تقدِّم الهدايا قدِّمها بحريَّة وبفرح!
◄ على طالب ما قراءة 2 كورنثوس 9: 6-9 على المجموعة. يحض بولس في هذا المقطع المؤمنين على العطاء بسخاء لإخوتهم المؤمنين الذين في احتياج. استخرج من هذه الآيات أربعة أو خمسة دوافع للسخاء. بأي شكل تنطبق المبادئ التي في هذا المقطع على السخاء تجاه عائلاتنا؟
◄ ما موقع تقديم الهدايا في أُسرتك؟ هل تختبر أي صعوبة في التعبير عن المحبة بتقديم الهدايا؟ ما تلك الصعوبات وكيف يمكنك التغلُّب عليها؟
لغة المحبة الرابعة: أعمال الخدمة
أولئك الذين لغتهم الأولى للمحبة هي أعمال الخدمة يشعرون بأنهم محبوبون بالأكثر، عندما يفعل الآخرون أشياءَ من أجلهم.
تُلبِّي أعمال الخدمة الاحتياجات العملية. ربما تكون أو لا تكون أشياءَ لا يستطيع المتلقي عملها بنفسه. يمكن للخدمة أن تكون بسيطة، مثل تقديم كوب ماء، وقد تكون العناية بشخص مريض، وقد تكون مدُّ يدِ العون في وقت احتياج.
في أغلب العائلات، ستكون ثمة أوقات طويلة، يحتاج فيها شخص واحد عناية مستمرة. وبسبب المحبة العائلية والالتزام، سيواصلون عمل الكثير من أعمال الخدمة. حتى إن كُرِّسَ الكثير من الوقت لأعمال الخدمة، فينبغي لأفراد الأُسرة تذكُّر أنْ يعبِّروا عن محبتهم بأساليب أخرى ذات مغزى، خاصة إذا لم تكن لغة المحبة الأساسية لهذا الشخص أعمال المحبة.
الكثير من أعمال الخدمة تكون روتينية ومن السهل إغفالها أو اعتبارها أمرًا مسلَّمًا به. كثير من النساء يعبِرن عن محبتهن بالطهي والأعمال المنزلية. ويمكن للرجل أن يعمل ليقوت أُسرته. إذا كنتَ تخدِم أُسرتك بوسائل يومية مثل هذه، فلا يزال عليك أن تجد وسائل خاصة لتعمل بها أعمال خدمة لفرد الأُسرة الذي تلك هي لغته الأساسية في المحبة.
عندما لا تُبدي زوجة اهتمامًا باحتياجات زوجها البسيطة، فإنها تفشل في التحدُّث بلغته في المحبة. ربما تفكِّر: "يمكنه جلب الماء لنفسه"، ولكن إنْ جلبت له الماء بنفسها، فقد يكون ذلك تعبيرًا عن محبتها المميَّزة.
وبالمثل، على الزوج أنْ يُظهر المراعاة. عندما يعمل الزوج مهمة اعتادت الزوجة أنْ تعملها، لمنيحها بعض الراحة، فإن ذلك يُكرِم دورها ويعترِف بأن عملها شاق ومهم.
قد يشعر الزوج بأنه يعمل بجدٍ كافٍ، ومن واجب زوجته أن تهتم بالأعمال المنزلية. وربما يفكِّر حتى أن عليها أن تكون فعالة أكثر مما هي عليه. إذا كان يظن أن المهام المنزلية تنال من كرامته، فهذا يبيِّن أنه يعتبر النساء أدنى من الرجال ويستحققن مهامًا أدنى. النساء لسن أدنى، والأعمال المنزلية ليست أقل من العمل خارج المنزل.
ربما يشعر الرجل عندما يساعِد في الأعمال المنزلية أنه يأخذ دور الخادم (تحت زوجته)، ولكن هذا ليس صحيحًا. إذا تطوَّع للمساعَدة فهذا يُظهر قيمة المهمة وقيمة الشخص الذي يساعده. إن خِدمته تُكرِم الزوجة التي اعتادت تأدية تلك المهام، وتُظهر تقديره لها. لن تراه زوجته كخادم، بل سيزداد احترامها له.
إذا مدَّ الناس يد العون كرهًا وعلى مضض، سيبدو أنهم مُكرهون على المساعدة، ولن توصل معونتهم رسالة محبة. ولكن إذا أدوا أعمال الخدمة بابتهاج وبذلوا فيها جهدًا، فسوف يُظهر هذا أنهم اختاروا بحريَّة أن يخدموا، لأن لا أحد يمكنه إجبارهم على الخدمة هكذا. توصِّل هذه الخدمة المبتهجَة رسالة محبة بوضوح، وتساعدهم أيضًا على كسب احترام أحبائهم.
متى يكون الأمر صعبًا بالنسبة لك أن تخدِم أُسرتك؟ كيف يتغيَّر منظورك بالتفكير في الخدمة كعمل محبة؟
لغة المحبة الخامسة: التلامس الجسدي
أولئك الذين لغة المحبة الأساسية عندهم هي التلامس الجسدي يشعرون بأنهم محبوبون أكثر عندما يلمسهم أفراد أُسرتهم بمحبة.
ثمة أساليب مختلفة للتعبير عن المودة من خلال اللمسات. بعض هذه اللمسات لائق في إطار علاقات بعينها، وفي ظروف معينة، ولكن في علاقات أخرى تصبح غير لائقة. إليك مجموعة أمثلة:
العناق.
وضع ذراع على ظهر أو كتف شخص ما.
وضع يدك على كتف شخص ما.
التربيت على ظهر أو كتف شخص ما.
الجلوس معًا.
إمساك الأيدي.
التقبيل.
تدليك الظهر.
حمل طفل.
تمشيط أو مداعبة شَعر طفل.
تقديم عناية رقيقة وعطوفة عندما يمرض شخص ما أو يُصاب بضَعف جسدي.
يمكن للمسات أن تكون ذات مغزى على نحو خاص عندما يمرُّ شخص ما بوقتٍ عصيب. خلال أوقات الحِداد والألم والحزن والوحدة أو الاكتئاب، يمكن للعناق أن يكون ذا مغزى لشخص لغته الأولى في المحبة هي اللمسات الجسدية، أكثر من أي كلمات أو خدمات.
بالنسبة للشخص الذي لغة المحبة الأساسية لديه هي اللمسات، من المهم أن تعبِّر عن محبتك جسديًّا حتى عندما يكون مريضًا، إن كان ذلك ممكنًا. تذكَّر أن المحبة غير مشروطة ومُضحية. لقد عانق الأب في لوقا 15: 20 ابنه التائب وقبَّله، مع أن رائحة الابن كانت كريهة وكان قذرًا ومنفرًا بكل السُبُل.
إن لغة التلامس الجسدي لا تتعلق بالضرورة بالجنس، فالنشاط الجنسي هو أحد صور التلامس. يمكن للرغبة في أن تَلمِس وتُلمَس أن تتمثَّل في نشاط جنسي، ولكن النشاط الجنسي وحده لن يكون كافيًا للشخص الذي لغته الأولى للمحبة هي التلامس.
إن الرغبة في الشعور بالمحبة عبْر التلامس الجسدي يمكنها أن تجعل الشخص يشعر بالرغبة في نشاط جنسي غير أخلاقي. من المهم أنْ يقدِّم الوالدان لأبنائهم لمسات ملائمة وغير ذات طابع جنسي، كفاية بما تُلبَّى حاجة الأطفال للتلامس الجسدي. الطفل الذي يشعُر بأنه محبوب قدرة أكبر على مقاومة الإغواء.
خطايا التلامس الجسدي
أولئك الذين لغتهم الأولى في المحبة هي اللمسات الجسدية يتضررون بالأكثر من المعاملة الجسديَّة القاسية. مثل ضرب شخص بدافع الغضب (غلاطية 5: 20)، أو صفع شخص ما لإذلاله (متى 5: 39)، أو ضرب شخص ما كإساءة استخدام للسُلطة (متى 24: 48-49)، وهذا شَرٌ. إننا نَعرِف بفضل هذه النصوص الكتابيَّة أن لا حقَّ للآباء في إيذاء أبنائهم، حتى إن شَعروا بالغضب أو الإحباط. ويقول الله أيضًا أن ضرب الأبناء لآبائهم لهو شَرٌّ (خروج 21: 15).
عندما يمارس الآباء التأديب الجسدي اللائق للأبناء بشرط التحكُّم في أنفسهم، وبروح الوداعة (كولوسي 3: 21) من أجل التقويم وبناء البِرِّ، فلا يُعد ذلك خطية، بل إنَّ الله يطالب الآباء بأن يُنقذوا أرواح أبنائهم (أمثال 13: 24؛ 19: 18؛ 29: 15؛ عبرانيين 12: 5-7).
كل الممارسات الجنسيَّة اللا أخلاقية والإساءات تُعد شرًّا، بما فيها زنا القُربى (لاويين 20: 11-12، 14).
حدِّد لغتك الأولى للمحبة
لا يكون الناس، دائمًا، على دراية بلغة المحبة الأساسيَّة لديهم. وربما لا يفكرون في السبُل التي يعبِّرون بها عن محبتهم للآخرين. وقد لا يكونوا على دراية بما يفعله الآخرون ويجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون. خُذ برهة للتدبُّر فيما تعرفه عن لغات الحب الخمس.
◄ بأي لغة من لغات المحبة تعبِّر تلقائيًّا وبالأكثر عن محبتك للآخرين؟
◄ ما لغتك الأولى والثانية للمحبة؟ إنْ كنتَ تجد صعوبة في تمييز إلى أيٍّ من تعبيرات المحبة تميل أكثر، فإليك بعض الأسئلة لمساعدتك:
ما بعض الأمثلة على أشياء تُسعدك؟
ما ذكرياتك المفضَّلة؟
ماذا يجعلك تشكو (ولو في نَفْسِك)؟
ماذا يجرحك؟
لغات الحب الخمس للأطفال
يحتاج الناس جميعًا إلى تلقي تعبيرات المحبة بانتظام، وباللغات الخمس، ولكن هذا ينطبق خاصة على الأطفال. إنهم بحاجة دائمة ومتسمرة إلى سماع ورؤية أنهم محبوبون محبة غير مشروطة من والديهم، ليصيروا أطفالًا متوازنين وأصحاء عاطفيًّا. عندما يعبِّر الآباء عن محبتهم لأبنائهم في صور كثيرة متنوعة، مرات عدة يوميًّا، فهذا يشبه سقوط مطر خفيف بوداعة ليروي قلوبهم.
لا تفترض أن أطفالك يعرفون محبتك ويشعرون بها. لا بد أن يعاينوا مظاهر محبتك باستمرار وانتظام، وفي لغتهم الأولى للمحبة، وكذلك اللغات الأربع الأخرى.
تحديد لغة المحبة الأساسية للطفل
يسجِّل غاري تشابمان وروس كامبل هذه الأفكار لكيف يمكنك استكشاف لغة المحبة الأولى لطفلك:[1]
لاحظ طريقة طفلك في التعبير عن محبته لك.
لاحظ طريقة طفلك في التعبير عن محبته للآخرين.
استمع لما يطلبه طفلك كثيرًا.
لاحظ ما يشكو طفلك منه باستمرار.
أعطِ طفلك اختيارين ليختار بينهما.
ربما لا يكون من الممكن تحديد لغة المحبة الأساسية لدى طفلك قبل سن الخامسة.
ملاحظات خاصة على لغات الحب الخمس للأطفال
لن نشرح بالتفصيل هنا كل لغة من لغات المحبة، بما أننا ناقشناها قبلًا. بدلًا من ذلك، سنذكر بعض التطبيقات العملية لإظهار المحبة لأطفالك.
كلمات التشجيع
يبدو تقديم كلمات التشجيع صعبًا عندما يتصرف شخص ما على نحو خاطئ أو لا يؤدي حسنًا. لكن إذا وجدتَ شيئًا صادقًا ومشجعًا لتقوله، فسوف يحفِّز هذا الأطفال، ومن المرجح أنهم سينمون.
الوقت الخاص
من المفيد للأُسر أن تتناول الطعام معًا، مرة على الأقل يوميًّا، مع التركيز على المحادثة فيما بينهم.
في الأُسرة متعددة الأطفال من السهل تجاهل الوقت الخاص لأحدهم. ومع ذلك، فتخصيص وقت خاص مع كل طفل على حدة لعمل شيء خاص، سيساعده على الشعور بمحبتك. قضاء الوقت مع الطفل بمفرده سيمنحه أيضًا فرصة آمنة لمشاركة أفكاره الخاصة التي يمكن أن يتردد في مشاركتها أمام إخوته أو أفراد الأُسرة الآخرين.
كثيرًا ما سيطلب الأطفال فجأة وقتًا خاصًا مع والدَيهم. أحيانًا ما سيكون الطفل منفتحًا قرب وقت النوم وعلى استعداد للبوح بشيء ما يُثقل صدره، ومن المهم جدًّا أن يخصِّص الوالدان وقتًا للاستماع لأطفالهما في تلك الأوقات. في الكثير من المرات، تكون هناك مسألة روحية تشغل الطفل، ويذهب أبيه أو أمه طلبًا للمعونة. لدى الآباء والأمهات فرصة ذهبية لقيادة أبنائهم للنمو في الرب يسوع في هذه الأوقات.
تعلَّم أن تسأل أطفالك أسئلة مفتوحة في الوقت الخاص معهم، ليساعدك ذلك على فهم كيف يفكِّرون وبمَ يشعرون. لا يمكن أن تكون إجابة الأسئلة المفتوحة "نعم" أو "لا". ليست للأسئلة المفتوحة إجابات محدَّدة. عادة ما تبدأ الأسئلة المفتوحة بكلمات مثل "لماذا…"، أو "ماذا..." وعادة ما تبدأ بكلمات مثل "أخبرني عن…"، أو "ما رأيك في….".
اهتم بالاستماع بانتباه إلى إجاباتهم عن الأسئلة وحاورهم بما ينبغي. في بعض الحالات، سيكون عليك أن تسأل أسئلة متابعة، وفي أحيانٍ أخرى سيكون عليك التأكد من أنك تفهم بوضوح ما يحاولون شرحه. في بعض الأحيان، سيكون عليك تشجيهم حيال ما يستوعبونه أو يشعرون به. من المهم ألا يشعر الطفل وكأنه في مقابلة، فعلى المحادثة أن تكون طبيعية. سيساعد انتباهك الطفل على الشعور بأنه مسموع ومُقدَّر ومحبوب.
إنَّ تخصيص وقت للاستماع الجاد لطفلك وهو يحكي قصة، سيوصل له أيضًا رسالة محبتك بطريقة ذات مغزى كبير بالنسبة له. وكذلك تخصيص وقت لتحكي القصص أو القراءة لطفلك لهو وسيلة رائعة لمشاركة الوقت الخاص معًا.
وكذلك اللعب معًا أو العمل على مشروع ممتِع معًا يمثل وسيلة لمشاركة الوقت الخاص مع أطفالك.
بعض الآباء لا يُعطون أطفالهم وقتًا خاصًا كافيًا، ويحاولون التعويض عن هذا بالهدايا، بينما لا يمكن للهدايا تعويض الوقت الخاص. يحتاج الأطفال إلى كثير من الوقت الخاص مع والدَيهم، بغض النظر عن لغة المحبة الأساسيَّة لديهم. لا يمكن لأي عدد من الهدايا ان يحل محل قضاء الوقت مع أطفالك.
الهدايا
كثير من الآباء نادرًا ما يشترون لأطفالهم لعبة أو كتابًا مثيرًا للاهتمام، لأن هذه الأشياء لا تبدو ضرورية. يُمكن لهذه الأشياء أن تكون مفيدة لنمو الطفل، إلى جانب كونها تعبيرًا عن المحبة.
أعمال الخدمة
إليك بعض أفكار التعبير عن محبتك لطفلك بأعمال الخدمة:
حضِّر وجبته المفضَّلة لعيد ميلاده.
امنحه عناية حانية عندما يَمرَض.
ساعِد طفلك في مشروع مدرسي.
اعمل الأعمال المنزلية مع طفلك، وأظهِر له تقديرك لعمله.
افعل مع طفلك شيئًا مفيدًا لشخص خارج بيتك.
التلامس الجسدي
كل الرُضَّع والأطفال لا بد أن يختبروا المحبة من خلال اللمسات الجسدية. لدى الرُضَّع احتياجات عملية مثل الطعام وتغيير الحفَّاضات، ولكنهم لا يزالون بحاجة إلى الاحتضان والمداعبة والتقبيل. هذه اللمسات الرقيقة توصِّل المحبة بطريقة يشعرون بها وضرورية لصحتهم العاطفية والنفسية.
يمكن للعب الأب العنيف مع ابنه أن يمثل تعبيرًا عن المحبة، ولكن يجب ألا تكون تلك المنافسة مؤذية، أو لها طابع السيطرة أو التحكُّم، أو تُسبِّب الغضب.
التأثيرات طويلة المدى لأفعال الوالدَين وكلماتهما
على الوالدَين اتباع مثال الله في تعاملهما مع أطفالهما، فهو دائمًا ما يتعامل مع أبنائه بمحبة غير مشروطة ومثالية وباذلة. إنه يؤدب أبناءه ويقوّمهم ويدربهم بسبب محبته لهم (العبرانيين 12: 5-7). يعمل الله في حيوات المؤمنين به في سياق العلاقة بين الأب وابنه، بهدف أنْ يصيروا على مثاله (العبرانيين 12: 10-11).
ليس من اللائق أن تكون محبة الآباء لأطفالهم مشروطة بسلوكهم. بالطبع تقديم الجوائز الإيجابية أو التبعات السلبية للسلوك هو جانب مهم من تدريب الطفل، ولكن التعبير عن المحبة يجب ألا يُمنَح أو يُسلَب بسبب السلوك.
إذا اختبرَ الطفل محبة والدَيه غير المشروطة باستمرار، سوف يفهم بسهولة أكبر محبة الله له ويثق بها. ومع ذلك، فمن الصعب لأولئك الذين تعرضوا لإساءة أو إهمال في طفولتهم أن يفهموا محبة الآب السماوي ويثقوا بها، حتى بعد أن يكبروا.
إنَّ فهم الأطفال لأنفسهم− خاصة قيمتهم كأفراد− غالبًا ما يتأتى مما يسمعوه ويتلقوه من الآخرين. إن أفعال والدَيهم وكلماتهم هي الأكثر تأثيرًا، ولكن للأقارب والأصدقاء تأثير أيضًا. إنَّ تلقي الأطفال تعبيرات المحبة التي يحتاجونها أو حرمانهم منها يُشكِّل صورتهم الذاتية. عندما تُسحَب المحبة من الأطفال، أو يتعرَّضون إلى إساءات عاطفية أو جسدية، فهذا يدمِّر نظرتهم لقيمتهم الذاتية بصورة تؤثر في حياتهم بأكملها.
تؤثر كلمات الآباء في فهم الأطفال لأنفسهم: على سبيل المثال:
كلمات التشجيع: "أنا فخور بك لعملك بجدٍ كبير! أعرف أنَّ بوسعك النجاح!" يوضِّح هذا للطفل أن جهده ليس عبثًا، ويصدِّق أن بوسعه تحقيق الإنجازات.
كلمات الهدم: "أنت كسول. لا يمكنني الاعتماد عليك في أي شيء!" يمكن لهذا أن يؤدي لتصديق الطفل أنه غير قابل للتغيير، وأن لا فائدة من محاولته التغيير ليكسب احترامك، لأنك قد يئستَ منه بالفعل. يمكن لهذا أن يجعل الطفل يشعر بأنك رفضته.
كلمات التشجيع: "لا بأس. جميعنا نرتكب أخطاء بعض الأحيان، ثم نتعلَّم أن نؤدي أفضل في المرة التالية" يُخبر هذا الطفل أن من الآمن ارتكاب الأخطاء، وأن محبتك له لا تتوقف على أدائه المثالي. إنه يخبر الطفل أيضًا أن بوسعه توقُّع النمو، وهناك سبب لمواصلة المحاولة.
كلمات الهدم: "أنت غبي. أنت دائمًا ما تُفسِد الأمور". يمكن لهذ أن يقود الطفل بسهولة إلى تصديق أنه لا رجاء في المحاولة، ومن السهل أنْ يصله أن قيمته تتوقف على أدائه المثالي، وبما أنه دائم الخطأ فهو غير قادر على اكتساب قيمة، ولن يستحِق أبدًا المحبة؛ لا محبتك ولا محبة أي شخص آخر.
يتشكَّل فهم الطفل لنفسه كشخص من خلال المحبة التي تصله أو تُسحَب منه. ومقدرته على التواصل مع الآخرين بطرائق صحية إما أن تنمَّى أو تقيَّد بعلاقته بوالدَيه. يمكن للطفل المحبوب تعلُّم أن يحِب الآخرين أيضًا محبة باذلة وغير مشروطة، وكذلك يكون لديه مخزون من المحبة يمكنه اللجوء إليه.
إنَّ المحبة الحقيقية هي قوت الأطفال، كما هي قوت الكبار.
مزايا الشبع العاطفي
يستفيد الأطفال بطرائق مختلفة من الشبع العاطفي. عندما يعرف الأطفال أنهم محبوبون، تكون لهم القوة والثبات اللذان يحتاجانهم لمواجهة التحديات والنمو.
الأطفال الذين يَعرفون أنهم محبوبون محبة غير مشروطة يكونوا آمنين عاطفيًّا. وبسبب هذا، فإنهم يكونون أكثر استعدادًا لقبول التأديب والتقويم والإرشاد من والدَيهم، أكثر مما سيكونون عليه خلاف ذلك. وستكون لديهم قدرة على مقاومة إغواء الأقران وضغوطهم، لأنهم آمنون كما هم، وليسوا بحاجة إلى إثبات أنفسهم لأحد.
الفتاة التي تغازل الفتيان كثيرًا، ربما تتصرَّف هكذا خشية ألا تكون محبوبة بين أقرانها ولا ينتبه أحد إليها، بينما الفتاة الخجولة مع الفتيان، ربما تفكِّر أنه ستُرفض إنْ عبَّرت شخصيتها. يمكن للفتيات اللاتي يتلقين المودَّة والتشجيع من آبائهن، أنْ يتعاملن مع الفتيان بصورة صحيَّة أكثر، من دون خجَل أو غزَل. إنهن راسخات في هويتهن الآمنة بسبب محبة آبائهن.
التعبير الأبوي الصادق وغير المشروط والمستمِر عن المحبة بلغاتها الخمس يَحمي الأطفال من الكثير من الأذى. الأطفال المحبوبون لا يطلبون المحبة والأمان من الآخرين الذين يسعون لأذاهم.
باختصار، للشبع العاطفي فوائد كثيرة للأطفال:
الفهم الصحيح لقيمة المرء ومصدرها.
الفهم الصحيح للجهد والأخطاء والنمو والمحبة غير المشروطة.
القدرة على تعلُّم تقديم المحبة غير المشروط للآخرين.
القوة والقدرة على مواجهة التحديات والنمو السليم.
الأمان العاطفي.
القدرة على قبول التأديب والتقويم والإرشاد.
القدرة على رفض التأثيرات الخاطئة للأقران.
يكونون أقل قابلية للدخول في علاقات مسيئة في المستقبل.
◄ ما الفوائد الأخرى التي رأيت الأطفال يكسبونها من المحبة الحسَنة؟
عيوب الجوع العاطفي
الأطفال الذين يفتقدون المحبة قد يَرفضون الإرشاد، لأنهم يعوزون الدافع لإسعاد والدَيهم. دون شبع عاطفي كامل تعوز الأطفال القوة والرابطة الإيجابية والولاء تجاه الوالدَين اللذين يحاولان قيادتهم.
الأطفال الذي يعانون الجوع العاطفي يصبحون أكثر عرضة للإساءة أكثر من الأطفال الذين في علاقات صحيَّة ومُحبة مع أفراد أُسرتهم. وبسبب حرمانهم هذا، قد يسعون إلى المحبة عند الآخرين الذين يبتغون استغلالهم أو إيذاءهم.
[1]دكتور جاري تشابمان ودكتور روس كامبل، لغات الحب الخمس للأطفال (مكتبات جرير).
سمات الأُسر القوية
لقد تعلَّمنا في هذه الدروس لغات الحب الخمس الأساسية. يحتاج المرء إلى تلقي المحبة باللغات الخمس كلها، حتى وإن كانت له لغة أو اثنتين أساسيتين. الأُسرة الصحيَّة هي التي ينمي كل فرد فيها العلاقة مع الآخرين يوميًا، عن قصد، بكلمات التشجيع والوقت الخاص وأعمال الخدمة ولمسات المحبة. تقديم الهدايا كل للآخر ربما لا يكون عادة يومية لكنه لا يزال جانبًا مهمًا من العلاقات الصحية في الأُسرة.
◄ كيف يُعبَّر بالأكثر عن المحبة في أُسرتك؟ هل يُعبَّر عن المحبة باللغات الخمس؟ ما مدى استمرارية مشاركة تعبيرات المحبة؟
أظهرت دراسة لا دينية استمرت 25 سنة على 14 ألف أُسرة أنَّ الكثير من الأُسرة الصحيَّة والناجحة والمتوازنة، من خلفيات ثقافية مختلفة، يشتركون في 6 سمات.[1]بعض هذه السمات يرتبط مباشرة بلغات المحبة المختلفة، مما يعكس أهمية التعبيرات المختلفة عن المحبة. وضع ستيننت وبيم قائمة بهذه السمات الست ووصفها:
الالتزام: يلتزم أفراد الأُسر القوية بتعزيز رفاه كل شخص وسعادتهم، ويقدِّرون قيمة وحدانيَّة الأُسرة.
التقدير والمودَّة: كثيرًا ما يُظهِر أفراد الأُسر القوية التقدير لبعضهم بعضًا. إنهم يقدِّرون قيمة الأُسرة.
التواصل الإيجابي: يتمتَّع أفراد الأُسر القوية بمهارات تواصل جيدة، ويَمضون الكثير من الوقت في الحديث بعضهم إلى بعض.
الوقت المشتَرك: تَمضي الأُسر القوية وقتًا خاصًا معًا بسخاء.
السلامة الروحيَّة: سواء أكانوا يَحضرون اجتماعات روحية أم لا، فالأُسر القوية شعور بوجود روح الخير الأعظم أو القوة العظمى في الحياة. ذلك الإيمان يقويهم ويمنحهم القَصد.
القدرة على التكيُّف مع الضغط والأزمات: أفراد الأُسر القوية قادرون على رؤية الضغط أو الكوارث كفرص للنمو.
[1]Dr. Nick & Nancy Stinnett and Joe & Alice Beam, Fantastic Families: 6 Proven Steps to Building a Strong Family, (Brentwood, TN: Howard Books, 2008).
التطبيق الشخصي
لقد نظرنا إلى الكثير من الأشياء في هذين الدرسين. لقد بدأنا بمناقشة المحبة الحقيقية، ثم التعرُّف على لغات الحب الخمسة التي نتعامل بها. وتعلَّمنا عن الشَبع العاطفي وحاجة أفراد أُسرتنا إلى اختبار محبتنا لهم عبْر وسيلة المحبة الأساسية عندهم. وتحدثنا عن كيف يمكِن لاختلافات الشخصية داخل الأُسرة أن تساعدنا على النمو في المحبة.
بعد ذلك، استكشفنا بعمق كل لغة من لغات الحب الخمس، ونظرنا في أمثلة لكل لغة منها، والضرر الذي يسببه تجاهل كل لغة منها أو إساءة استخدامها. وتعلَّمنا عن كيف يستفيد الأطفال من الشَبع العاطفي، وكيف يُعانون عندما يجوعون عاطفيًّا. لقد تحدثنا بمزيد من التفصيل عن تعبيرات المحبة لأطفالنا. ثم أشرنا إلى كيف ترتبط ممارسة كل لغة بست سمات للعائلات الصحيَّة.
بينما نختم هذه الدروس فإننا سنناقِش مسؤوليتك الشخصية؛ ما يمكنك عمله وما ينبغي عمله بما تعلَّمته.
(1) محبتك لأُسرتك مسؤولية.
عليك أن تكون مستعدًا للتغيير بأي طريقة ضرورية من دون انتظار لأن يحبك أفراد أُسرتك. المحبة الحقيقية لا تنتظر حتى يُظهر الشخص الآخر المحبة لك. المحبة تعبِّر عن نفسها حتى عندما يبدو الشخص الآخر لا يستحقها، لأن المحبة لا تقوم على استحقاق المتلقي.
(2) أنت مسؤول عن بذل قصارى جهدك للتعبير عن محبتك لأفراد أُسرتك بالطريقة الأكثر أهمية بالنسبة لهم.
من المرجَّح أنك ستبذل جهدًا إضافيًّا للتعبير عن محبتك بلغة أو اثنتين ليستا من طبيعتك. ربما تبدو لك بعض تعبيرات المحبة في البداية غير طبيعية أو غريبة أو سخيفة.
تعلَّم ملاحظة فرص إظهار المحبة لأفراد أُسرتك. كن متأهبًا لتلبية احتياجات أُسرتك وقتما يحتاجونها. إليك بعض الأمثلة بكل لغة محبة:
كلمات التشجيع: فكِّر: "____ ربما يشعر بعدم اليقين حيالما قاله للتو. ولكن كان محقًّا فيما قاله. علىَّ أن أقول شيئًا مشجِّعًا".
الوقت الخاص: اسأل: "هل تريد الحديث عن الأمر؟" ثم توقَّف عما تفعله، وامنحه كامل انتباهك، وأظهِر بلغة جسدك أنك تستمع حقًّا.
الهدايا: قُل بينما تُعطي الهدية: "رأيتُ هذا وجعلني أفكِّر فيك".
أعمال الخدمة: أعمال الخدمة: تدخَّل وقل: "هل أُحضِر ذلك لك؟" أو "أيمكنني مساعدتك في ذلك؟".
اللمسات الجسديَّة: اذهب إليه وقُل: "يبدو أنك بحاجة إلى عناق" بينما تحيطه بذراعك حوله.
(3) أنت مسؤول عن عواطفك.
لقد صمَّمك الله لتكون محتاجًا لعلاقات صحية مع الآخرين. ولكن سواء أكان ذلك ممكنًا أم لا، فالله نفسه هو مصدرك الذي لا ينضب وشبعك. في النهاية، أُسرتك ليست مسؤولة عن رفاهتك العاطفية. الله يحبك محبة كاملة؛ محبة لا يمكك لغيره أن يضاهيها. يمكنه تعويضك عن أي احتياج عندما تتمسك بمحبته (يوحنا 15: 9-11).
ربما لا تعبِّر أُسرتك عن محبتها لك بلغة المحبة الأساسيَّة لديك، وربما يجهلونها ولا يدرون احتياجاتك العاطفية. ربما يفتقدون الدافع للتعبير عن محبتهم لك بالطريقة المميَّزة عندك. ربما يمكنك أن تشرَح لهم متى تشعر أكثر بالمحبة، ولكن لا يمكنك دفعهم لاختيار هذه الوسيلة للتعبير عن محبتهم لك.
ربما تعبِّر أُسرتك عن محبتها لك بطرائق أخرى. عندما تصبح على دراية بلغات المحبة، ستبدأ في ملاحظ الطرائق التي تُظهر بها أُسرتك المحبة لك بالفعل. بينما لا يمكنك تغييرهم، يمكنك اختيار قبول تعبيراتهم عن المحبة وإظهار تقديرك لتلك المحبة.
صلاة
أيها الآب السماوي،
أشكرك من أجل منحي أُسرتي. ساعدني لأقدِّر كلَّ فردٍ منهم كما ينبغي، وأنمي علاقة حسنة مع كلِّ واحد منهم.
أشكرك من أجل إتاحة فرصة التفكير في السُبل التي أعبر بها عن محبتي لأسرتي. أرجوك ساعدني لأتعلَّم أن أكون على شَبه الرب يسوع؛ أن أعطي مِن وقتي وعواطفي وطاقتي الجسدية ومواردي، لأبارِكَ أُسرتي وأشجعها. ساعدني لأحظى بقلبٍ متواضع، لأتمكن وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاتي. وساعدني لأكون على دراية بالفرص التي عليَّ فيها التعبير عن محبتي لأٌسرتي.
لقد أظهرتَ لي ماهية المحبة الحقيقية، وتتوقع مني الالتزام بالمحبة نفسها تجاه أُسرتي التي وهبتها لي. إنني أختار أنْ أحبَّ زوجي/زوجتي وأطفالي محبة باذلة وغير مشروطة. امنحني النعمة والرحمة على أخطائي الكثيرة، وساعدني لأحبهم كما ينبغي.
آمين
تكليف الدرس
(1) فكِّر فيما تكون لغة المحبة الأساسية لشريك حياتك وأطفالك. اكتب أسماء أفراد أُسرتك، ثم اكتب لغة المحبة الأولى أو لغتين إلى جوار كل واحد.
(2) أي من تعبيرات المحبة سيتطلَّب جهدًا إضافيًّا من جهتك؟ ضع علامة عليها. اكتب مجموعة أفكار ستبدأ في التعبير بها قصدًا عن محبتك لأفراد أُسرتك، بهذه الطرائق.
(3) افحص ثقافتك، خاصة مجموعتك الاجتماعية. اصنع قائمة بلغات الحب الخمس في ثقافتك، وكيف تظهر كل لغة منها. هل عادةً ما يجري تجاهُل أي من هذه اللغات؟ ما بعض الطرائق المحدَّدة التي يمكن لأناس من مجموعتك الاجتماعية التعبير بها عادة عن المحبة بسبل أفضل مما هو معتاد في ثقافتك؟ اكتب بضعة فقرات للإجابة عن هذه الأسئلة.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.