كان جوناثان إدواردز قسًّا ولاهوتيًّا محترَمًا عاشَ في القرن الثامن عشر. كان له ولزوجته سارة أحد عشر ابنًا. كانت سارة زوجة وأمًا رائعة، ذات تأثير كبير في تشكيل شخصيات أبنائها الأحد عشر. وجوناثان نفسه كان أبًا متفانيًا. قيلَ عن القس إدواردز أنه "كان يمضي ساعة كل ليلة بعد عودته للمنزل، في الحديث مع أفراد الأسرة، قبل أن يصلِّي للبركة لكل طفل".[1]
بَحَثَ إيه إي ونشيب− وهو مُعلِّم عاش في نهايات القرن التاسع عشر− في إرث جوناثان وسارة، متبعًا حياة نسلهما لمئة وخمسين سنة بعد موت جوناثان. لقد وجَدَ أنَّ إرثَ جوناثان يشمل:
نائب لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية
عميد لكليَّة حقوق
عميد لكليَّة طِب
ثلاثة أعضاء كونغرس
ثلاثة حُكام ولايات
ثلاثة عُمَد
ثلاثة عشر رؤساء كليَّات
ثلاثون قاضيًا
ستون طبيبًا
خمسة وستون أستاذًا جامعيًّا
خمسة وسبعون ضابط جيش
ثمانون موظفًا عموميًّا
مئة محامٍ
مئة قِس/ قائد كنيسة
مئتان وخمس وثمانون خريج جامعة
كيف لمثل هذا الإرث المثمر أنْ يتحقَّق؟ ما الذي غُرسَ في حياة الأحد عشر ابنًا لإدوارد، وأثمرَ هذا النسل المعروف بنزاهته ومسؤوليته وقيادته وخدمته للمجتمع؟ بالتأكيد كان جوناثان أبًا تقيًّا ودؤوبًا، وكان مثالًا أمينًا لأبنائه.
يخبرنا الكتاب المقدس أنَّ اختيارات الآباء تؤثر في علاقة الأبناء بالله لأجيال تالية.
◄ على الطلاب في المجموعة قراءة تثنية 5: 9-10 وتثنية 7: 9.
بصرف النظر عن أي اختيارات اتخذها والدا المرء، فكل شخص لديه الفرصة لخدمة الرب وليكون أبًا تقيًّا أو أمًا تقيَّة لأطفاله. يمكنك أنت ونسلك خدمة الرب بأمانة، واختبار بَرَكاته ونعمته. هل أنت على استعداد للالتزام بكونك أبًا أو أمًا يَخدِم الرب بأمانة وتقود أطفالك إلى معرفته؟
عندما تحدث الله للمرة الأولى إلى يعقوب، لم يقل: "أنا إله الكون"، أو "أنا الله الذي خلقَ العالَم"، مع أنَّ هاتين العبارتين صحيحتين. لقد قال: "...أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق..." (تكوين 28: 13). (تكوين 28: 13). لم يستهل يعقوب علاقته مع الله بأي معرفة مُسبَقة عنه، فلم يَعرف الله إلا من تعاليم أبيه وجدِّه.
بدأ إبراهيم تقليد عبادة الله. آمن كثيرون بالله بسبب إبراهيم، حتى قبل أن يلتقوا بالله بأنفسهم. عندما صلَّى أليعازر خادم إبراهيم، تحدَّث إلى الرب، إله سيِّده إبراهيم (تكوين 24: 12).
عُرِّف الله فيما بعد مرات كثيرة بأنه "إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب" (على سبيل المثال: خروج 3: 15). أشارَ يوسف، في الجيل التالي، إلى الوعود التي قطعها الله لإبراهيم وإسحق ويعقوب (تكوين 50: 24). توقَّع يوسف من عائلته أن تكون أمينة تجاه الله، بسبب وعود الله للأجيال السابقة.
◄ من الطريقة التي عرَّف بها نفسه، ماذا نعرف عن الطريقة التي يعرِفُ بها الناس الله؟
لا يدخُل الناس عادة في علاقة مع الله عن طريق سماع التعاليم عنه فحسب. عادةً ما يعرف الناس عن الله، بمراقبة حياة أولئك الذين لهم علاقة مع الله. إنَّ أعظم التأثيرات الروحية تنبع من الآباء المكرَّسين لله.
إليك بعض الأسئلة الشخصية المهمة جدًا لتتدبَّر فيها: ماذا يتعلَّم أطفالك عن الله بمراقبة حياتك؟ هل يريد أطفالك أن يكونوا أمناء تجاه الله بسبب علاقتك مع الله؟
مسؤولية الآباء
الله يمنح الآباء مسؤولية عظيمة: "ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ أيضًا لا يحيد عنه" (أمثال 22: 6).
على الأبوين أنْ يكونا هادفَين في تعليم أبنائهما اتباع الله. على الآباء والأمهات فهم مسؤوليتهم في إرشاد أبنائهم وتدريبهم.
تقع المسؤولية الأساسيَّة في تدريب الأطفال على عاتق الأبوين، وليس المجتمع ولا المدرسة ولا الكنيسة. على الأب والأب التيقُّن من حضور أطفالهما الكنيسة، ولكن لا يفترضا أنَّ الكنيسة ستدرِّب الأطفال نيابة عنهما.
◄ على أحد الطلاب قراءة أفسس 6: 1-4 على المجموعة. ماذا يتعيَّن على الآباء فعله؟
إنَّ تدريب الطفل ليس مسؤولية الأم منفردة. على الأب المسؤولية القصوى في توفير الحماية الروحية لأُسرته.
على الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في تدريب أطفالهما وإعدادهم للحياة. التدريب والإعداد للحياة لا يعني التجهيز لمسار وظيفي فحسب، ولكنه يعني التدريب على أسلوب الحياة الصحيح؛ الحياة التي سيباركها الله. على الآباء ألا يتركوا أبنائهم يتبعون الخطية، آملين أنْ يتغيَّروا لاحقًا.
تحذِّرُنا الأسفار المقدسة من تعلُّم فلسفات العالَم.
◄على أحد الطلاب قراءة كولوسي 2: 8 على المجموعة.
تُحذرنا هذه الآية من أنْ تسبينا الفلسفة الخاطئة ونمط الحياة الخاطئ. هذا العالَم قد يسلِب أطفالنا بتعليمهم اتباع سُبل العالَم بدلًا من اتباع المسيح.
من الأفضل أنْ يتلقَّى الأطفال تعليمهم بالكامل من أبوين ومعلِّمين مسيحيين. في المناطق التي لا تتوفر فيها المدارس المسيحية، على الآباء التأكد من أنَّ الطفل يتعلَّم الرؤية الصحيحة للحياة. قد يعلِّم التعليم العَلماني الطفل الإلحاد ونظرية التطوُّر والإيمان غير المسيحي. الأطفال على وجه الخصوص عُرضة للتعاليم الخاطئة (أفسس 4: 14) وعلى الآباء حماية أبنائهم. على القساوسة تعلُّم كيفية الوعظ بالتعاليم التي تحمي الناس من الفلسفات الخاطئة. على القساوسة والمعلِّمين تزويد الأُسر بالمعلومات لمساعدتهم على تأسيس أطفالهم في الحق.
التدريب المبكِّر
◄ ثمة كتاب بعنوان "الأطفال من الأسمنت الليِّن" (Children Are Wet Cement). في رأيك، إلامَ يُشير هذا العنوان؟
على الآباء إدراك أنَّ الأطفال يتعلَّمون عن الحياة ويقرِّرون ما هو مهم، في سِن صغيرة جدًا. تتكوَّن شخصية الطفل في سنواته المبكرة.
سيحدُث معظم التأديب قبل بلوغ الأطفال سِنَّ المراهَقة. معظم أهداف المعرفة الكتابية، وأهداف نمو الشخصية، والأهداف الاجتماعية، والعادات الروحيَّة ينبغي أنْ تُطوَر قبل سِن المراهقة.
قبل سِن الخامسة، سيكون الطفل قد تعلَّم أساسيات العلاقات بين الناس، وأيَّ سلوك سيجلب له النتائج المرجوة. إنه يَعرِف ما إذا كان بوسعه توقُّع الإنصاف من عدمه، وما إذا كانت المكافآت والعقاب متسقة. إنه يَعرِف ما إذا كان محبوبًا ويَعرِف ما إذا كانت مشاعره مُهمة للآخرين. ويَعرف إذا كان سيُغفَر له حين يُخطئ. لقد تعلَّم إما أنْ يعترف بأخطائه وخطاياه أو يخفيها. لقد قرَّر ما إذا كان يمكنه الثقة في رعاية أصحاب السُلطة عليه، وفي وفائهم بوعودهم.
يتعلَّم الأطفال من كلمات أبويهم وقدوتهما، حتى عندما لا يحاول الأبوان تعليمهم (أفسس 5: 1). توفِّر قدوة الكبار مفهوم الحياة للأطفال. يتعلَّم الأطفال ما هو مهم برؤية ما هو مهم للآباء. بمراقبة الكبار، يتعلَّم الأطفال كيف يُعاملون الآخرين، وكيف يستجيبون للمواقف المختلفة، وكيف يتمِّمون مسؤولياتهم. يبدأ هذا التعليم منذ مولِد الطفل.
أحيانًا ما يظن الآباء أنهم لا يعلِّمون الأطفال إلا عندما يَشرحون لهم أمرًا. ومع ذلك، يتعلَّم الأطفال من الآباء بمراقبتهم.
يشاهد الأطفال الكبار ويتعلمون كيف يتعاملون مع الضغوط. إنهم يتعلمون كيفية التعامل مع الغرباء، وكيفية التعامل مع الأناس متواضعي المكانة، ويتعلمون كيفية الاستجابة للنقد، ويتعلمون كيفية الاستجابة لاحتياجات الآخرين. الآباء دائمًا ما يعلِّمون الأطفال، حتى حينما لا يُدركون ذلك.
إذا كان الطفل دائم التعرُّض للنقد سيتعلَّم إخفاء أخطائه، واختلاق الأعذار وإلقاء اللائمة على الآخرين. عندما يكبُر سيصبح ديَّانًا ومرائيًّا وكتومًا. إذا كان هناك صراع دائم في المنزل، سيصير هيَّابًا أو عدوانيًّا. إذا سخَّفَ أفراد العائلة منه، فربما ينسحب من التواصل مع الناس أو يصبح متنمرًا. إذا أشعره أبواه بالخزي طوال الوقت، فسوف يتعلَّم الحياة بالذنب، ولن يشعر أبدًا أنَّ الله يقبله. إنْ لم يمكنه أبدًا الارتقاء لمتطلبات السلوك التي يضعها أبواه، فسوف يتمرَّد في نهاية المطاف ضدها، وسينضم لمجموعة من المتمردين تكون بديلًا عن أُسرته.
إذا كان الناس طويلي الأناة معه، فسوف يتعلَّم الصبر مع الآخرين. وإذا شجَّعه الآخرون فسوف يثق بنفسه ويحاول. وإذا تلقى المديح، فسوف يشعر بقيمته، وسيمكنه الاعتراف بفضل الآخرين. وإذا عاينَ الإنصاف، فسوف يكون منصِفًا.
إذا كسَر أب أو أم قاعد يُلزم طفله بها، سيظن الطفل أنه سيستطيع يومًا ما كسْر القواعد أيضًا عندما يكبُر. إذا كان أحد الأبوين قاسيًا تجاه الآخرين، سيتمنى الطفل أن يصير قويًّا ليكون قاسيًا مع الآخرين. إذا ظنَّ الأبوان أنَّ احتياجات الطفل ومشكلاته غير مُهمة، سيفكِّر الطفل أنه يومًا ما سيكبُر ويمكنه العناية بنفسه ولا يضع في اعتباره احتياجات الآخرين.
على الأبوين إظهار الخضوع لله باستمرار. يحتاج الأطفال إلى معرفة أنَّ والدَيهم يطيعان كلمة الله. إذا أظهرَ أحد الأبوين أنَّ إرادته أهمَّ من سلطان الله، فسوف يتوقَّع أطفاله أنْ يعيشوا بالطريقة نفسها. على الأبوين أنْ يشرحا كثيرًا لأطفالهما أسباب القرارات والعوامل المؤثرة فيها. هذا يعلِّم الطفل اتخاذ القرارات.
يتعلَّم الأطفال عندما يلعب الآباء والأمهات معهم. عليهم تعلُّم الإنصاف ومراعاة المشاعر والاستجابة لاحتياجات الآخرين. اللعب يطوِّر مهارات الأطفال. تشمل أهداف الألعاب العائلية التعلُّم والنمو الشخصي والتمتُّع بالعلاقات بين أفراد العائلة. التنافس في ألعاب العائلة أمر حسَن، ولكن لا ينبغي أنْ يكون بهدف السيطرة على الآخرين، ليشعُر الفائز بالتفوق. السؤال الذي ينبغي التفكير فيه خلال لعبة هو: "هل يستمتع الجميع باللعبة؟" إذا كان الفائز وحده هو مَن يستمتع باللعبة، فهناك شيء خطأ في الهدف. وإذا شعرَ الناس بالإحباط أو الغضب خلال اللعبة، فاللعبة لا تثمر الثمار الصحيحة.
يُظهر الأبوان قيمة الطفل عندما يستقطعان وقتًا لمشاركته أنشطته. على الأبوين مساعدة الطفل في مشروعات المَدرسة، وصناعة الألعاب أو إصلاحها، وتزويد الطفل بمساحة في البيت، والاستماع إلى قصصه ودعاباته، والتخفيف عنه عندما يكون حزينًا.
على الآباء معرفة معلِّمي أبناءهم في المدرَسة. عليهم حضور أي اجتماعات مع المعلِّمين لمعرفة موقف أبنائهم في المدرَسة. على كلا الوالدَين الحضور إنْ أمكن. إذا لم يحضَر الأب، سيبدو أنَّ أمورًا أهم من طفله تشغله. على الآباء سؤال المعلِّمين عن الدرجات وما يحدث في المدرسَة. على الأرجح، يبذل المعلِّمون قصارى جهدهم الحماية من سوء المعاملة للطفل إذا عرفوا أنَّ والديه يهتمان.
يعرِف الناس الذين يعيشون معًا كأُسرة بعضهم بعضًا جيدًا. إنهم يتعلمون احتياجات كل فرد وأخطائه. ويمكن لكل منهم محبة الآخر والتعبير عن تلك المحبة أكثر مما يمكنهم محبة أي شخص على وجه الأرض. أما إنْ لم يحبوا بعضهم بعضًا، فيمكنهم إيذاء بعضهم بعضًا أكثر من أي شخص آخر. بعض الناس يعامِلون الغرباء أفضل مما يعامِلون خاصتهم. لا بد للمنزل المسيحي أنْ يكون موضعًا للصبر والغفران والاهتمام والرأفة.
عمالة الأطفال
يحتاج الطفل الصغير إلى الوقت ليلعب ويرفِّه عن نفسه يوميًّا. يحتاج الطفل إلى وقت للراحة واستخدام خياله وقراءة الكتب ويلعب بصنع شيء أو بناء شيء أو الاستمتاع بالطبيعة. في بعض الظروف، عندما تعمل العائلة معًا في الزراعة أو تربية الحيوانات، أو ما شابه، يمكن أنْ يكون من الجيد للأطفال المشاركة في العمل العائلي، ولكن على الآباء تذكُّر بعض القيم الأخرى كذلك.
[1]من الصعب على الطفل العمل لساعات طويلة، ليس بسبب احتياجاته الجسدية فحسب، ولكن لأن العمل المنوط به الأطفال غالبًا ما يكون مكررًا ورتيبًا. إنه يرغب في وقت للأنشطة التي يستخدِم فيها خياله. من المحزن أن يضطر الطفل للعمل كثيرًا، لدرجة أن وقت راحته لا يفعل فيه سوى تناول الطعام والنوم، لكي يمكنه مواصلة العمل.
بعض العائلات تعاني اقتصاديًّا ويعتقدون أنهم بحاجة إلى عمل أطفالهم. ومع ذلك، إذا أخفقوا في تعليم أبنائهم فإن حالة العائلة ربما لن تتغيَّر أبدًا. إذا عَمِلَ الطفل بدلًا من الذهاب للمدرسة، فعلى الأرجح سيمضي عمره يعمل بأجور متدنية. معظم الوظائف وفرص العمل لن تكون متاحة له.
بعض الناس يوفرون تعليمًا لأطفالهم ولكنهم على استعداد لاستغلال أبناء الأُسر الفقيرة بتشغيلهم لساعات طويلة في حقولهم أو منازلهم أو في البيع في الشوارع، مع معرفتهم أنهم غير متعلمين. على المسيحيين العمل معًا لإيجاد حلول أفضل للعائلات في مجتمعاتهم.
يمكن للأطفال الاستمتاع بالعمل إذا تولوا مهامًا تمنحهم شعورًا بالإنجاز. يمكنهم أيضًا الاستمتاع بالعمل مع والدَيهم إذا كان الأبوان مُشجِّعان. على الآباء أن يكونوا عقلانيين في توقعاتهم مما يمكن للطفل عمله، وينبغي لهما تقديم تقييم بنَّاء بطريقة إيجابية، ليحفِّزوا أبناءهم على مواصلة التعلُّم والنمو.
من الجيِّد للأطفال أن تكون عليهم مسؤوليات يومية لتعليمهم تعليمهم أنْ يكونوا موثوقين ودقيقين. على الآباء استخدام التشجيع اللفظي لتأكيد السمات الشخصية التي يرونها في أطفالهم أثناء عملهم، مثل المبادرة والدأب والحرص والإصرار. على الآباء تعليم أبنائهم مبادئ العمل من كلمة الله.
من الجيد أن تسنح للأطفال فرصة كسب المال واختيار أوجه إنفاقه. يمكِنهم تعلُّم قيمة عملهم وتعلُّم كيفية إنفاق المال من أجل مصلحتهم الفضلى. الطفل الذي يعمل ليكسب المال قد يُدرك أن عليه ألا ينفقه بالكامل على الحلوى؛ ويرغب في شراء شيء يحتفظ به. على الآباء تعليم أبنائهم التفكير في المال واستخدامه بتقوى.
من الجيد تعريف الأطفال والمراهقين بأنماط مختلفة من العمل تنمي قدراتهم. من الجيد للنشء التعلُّم من فرصة العمل مع أناس لهم مهارات مختلفة.
◄ ما حالات عمل الأطفال الموجودة في مجتمعك؟ ماذا ينبغي للآباء عمله؟ ماذا ينبغي للكنيسة عمله؟
[1]"عندما يفقِد المرء تعاطفه مع الصغار فإنَّ فائدته على الأرض تكاد تنفد". - جورج مكدونالد
تنشئة الطفل الهادفة
الآباء والأمهات مسؤولون عن تنمية شخصية أطفالهم. سجَّل زوجان مسيحيَّان، هما مات وماري فريدمان، السمات التي رغبا تنميتها في أطفالهما. بعد تسجيل القائمة، راجعاها ووضعا خططًا عملية يمكنهما بها مساعدة أطفالهما على النمو في كل هذه السمات. لن تكون العملية سريعة، فهذه السمات لا تظهر فجأة. عل الآباء أن يكونوا هادفين ودؤوبين خلال سنوات تربيتهم لأطفالهم. القائمة التالية تشمل بعض السمات التي وضعها آل فريدمان. وقد أضفنا بعض السمات الأخرى للقائمة.
الفئة
السمات التي يتوجب امتلاكها في سن الثامنة عشر
السمات الروحيَّة
يعرف أنه على صورة الله ذات القيمة الأبدية.
يعرف أنه خاطٍ بحاجة إلى مخلِّص.
يسلِّم حياته للمسيح.
له حياة تعبدية يومية.
يمارس المواهب الروحيَّة.
يكون مستعدًا للخدمة المسيحيَّة.
يظل طاهرًا جنسيًّا حتى الزواج.
على دراية بالكتاب المقدس.
يفهم العقائد المسيحية الأساسية.
يحفظ شواهدَ كتابية مهمة (300 آية).
يعرِف قصص الكتاب المقدس.
يعرِف أسفار الكتاب المقدس.
يعرِف الوصايا العشر والعظة على الجبل.
انظر موضوعات الإنجيل عن الخطية والخلاص عبْر الكتاب المقدس.
النظرة الكتابية للعالم
يعرِف كيف يدافع عن إيمانه.
يستطيع الإجابة عن الأسئلة المهمة في الحياة من منظور كتابيِّ.
فهم ما الذي يجعل المسيحية فريدة من نوعها بين ديانات العالَم ومِلَله.
الفكر (التعليم)
تلقى تعليمًا مسيحيًا إن أمكن.
يكون راسخًا في المواظبة على القراءة أو الاستماع إلى بودكاست أو مقاطع الفيديو التعليمية.
يَدرُس في الجامعة أو التدريب المهني، اعتمادًا على مواهبه ودعوته.
السمات الشخصية
يمارس ضبط النفس.
متواضع؛ قادرًا على الاعتذار.
يُظهِر احترام السلطة.
يتحدث بلطف.
يعرف كيفية استخدام الوقت بحكمة؛ ملتزم ذاتيًّا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والترفيه، وغير ذلك.
المال والخدمة
يفهَم اهتمام الله بالفقراء.
يمارِس السخاء وخدمة الفقراء.
يمارِس تقديم العشور والادِّخار.
يعرِف كيفية استخدام الميزانيات.
العلاقات
يحب إخوته وينسجم معهم.
يُظهر اللياقة في المناسبات الاجتماعية.
يعرف كيف يكون صديقًا مخلصًا.
يمكنه التحدث مع البالغين باحترام وثقة.
الصحة
يهتم بالنظافة الشخصية.
يتمرَّن بانتظام.
يتناول ما يُقدَّم له من طعام.
يختار طعامًا صحيًّا كلما أمكن.
المهارات
تنمية الوزنات التي وهبها له الله.
يطوِّر مهاراته من خلال الانضباط في الممارسة المنتظمة.
وصَفَ مات فريدمان ما فعله هو وزوجته بعد تسجيل هذه السمات.
بمجرد أنْ سجلنا هذه [السمات] على ورقة، رسمنا خطًّا رأسيًّا في منتصف الورقة وسألنا نفسَينا: "ماذا علينا أنْ نفعل الآن لننفِّذ ما علينا تجاه تنمية هذه السمات في أبنائنا؟" وكتبنا على الجانب الأيسر من الورقة [مسؤولياتنا] الأبوية.[1]
إذا بدتْ هذه المسؤوليات كثيرة جدًّا، تذكر فحسب أنَّ الله أعطانا من 16 إلى 18 سنة لتلمذة أبنائنا. من المهم:
وضع خطة تلمذة.
تأسيس طقوس عائلية، مثل تناول الطعام معًا مرَّة يوميًّا، وبضع دقائق من التعليم أو التدريب التأسيسي الهادف.
أنْ تكون التلمذة جزءًا طبيعيًّا من أنشطة الحياة اليوميَّة، باستخدام فرص عدة للتعليم والتدريب.
الصلاة المستمرة بكلمة الله من أجل أبنائك.
لا تيأس أبدًا، حتى عندما تُخفِق.
◄ اختر بضعة عناصر من الجدول أعاه وصِف ما يمكن للآباء عمله قصدًا لتحقيق هذه الأهداف.
[1]Matt Friedeman, Discipleship in the Home, (Wilmore: Francis Asbury Society, 2010), 33.
عامِل الإرادة البشريَّة
◄ أحيانًا ما يقول أحدهم: "أنا نتاج خبراتي". ومثلها: "المرء ابن بيئته". هل هاتان العبارتان صحيحتان؟
البَشر مخلوقون على صورة الله. الناس يتخذون خيارات حقيقية ولا تتحكَّم فيهم فِطرة ولا بيئة. يدعو الله الناس، بين دفتي الكتاب المقدس، إلى اختيار ما هو صواب ورفْض الشرِّ. يُدين الله الناسَ على قراراتهم.[1]
إنَّ بيئاتنا وخبراتنا تؤثر فينا، ولكنها لا تسيطِر علينا، لأننا بشرٌ مخلوقون على صورة الله، ويمكننا اختيار اختيارات حقيقية. هذا يعني أنَّ الطفل يمكنه في النهاية اتخاذ قرارات تتعارض مع البيت والبيئة اللذان نشأ فيهما. الطفل الذي ينشأ في أسرة غير مؤمنة إذ حياة الخطية معتادة، يمكنه أن يتوب ويعيش من أجل الله. والطفل الذي ينشأ في أسرة مسيحية يمكنه ألا يتبَع الله.
ومع أنَّ الناس يتخذون اختيارات حقيقية، فإنهم ليسوا أحرارًا كليًّا. يخبر الكتاب المقدس أننا وُلدنا بطبيعة تميل إلى الخطية (مزمور 51: 5؛ 58: 3). للبشَر مَيل طبيعي لمقاومة السُلطة، واختيار اتجاههم، والاستسلام للخطية، وخداع الآخرين، والأنانية (أفسس 2: 1-3). الأطفال ليسوا محايدين، ينتظرون قيادتهم إلى أي اتجاه. يبحث الأطفال سريعًا عن سُبل تحقِّق رغباتهم، حتى لو كذبوا أو عصوا، لينالوا مآربهم. بالإضافة إلى ذلك، فنحن نعرف أنَّ الشيطان يحاول خداعهم وإغواءهم (أفسس 2: 2؛ رؤيا يوحنا 12: 9).
على الأبوان إدراك أنَّ التوجيه وحده ليس كافيًا ليجعل الطفل يفعل الصواب، فهناك صراع روحي (غلاطية 5: 17). على الأبوان الصلاة لروح الله ليؤثر في الطفل ويقوده. على الأبوين الاتكال على الله ليعطيهما الحكمة والقوة ليكونا قدوة روحيَّة حسَنة. على الأبوين الصلاة بحرارة ليتوب طفلهما ويختَبِر الولادة الروحية في سِن مبكرة.
حتى إذا آمنَ الطفل، على الأبوين ألا يتوقعا تحوله إلى مسيحي ناضج. لن تكون مواقفه ومشاعره متسقة، وربما يرضخ للغواية أحيانًا. طالما كان الطفل يُظهر رغبة في عمل الصواب، على الأبوين ألا يثبِّطا من عزيمته بإخباره أنه يُخفق في العيش كمسيحي، بل أنْ يُثنيا على سلوكيات الطفل الجيدة، ويشجعاه على الصلاة لله ليعينه في صراعاته.
مع أنَّ كل إنسان يُولَد بمَيل للخطية، فلكل إنسان أيضًا احتياج إلى الله. يتحدَّث الروح القدس لكل شخص ويضع فيه الرغبة في العلاقة مع الله. نعرِف أنَّ الله يعيننا عندما نعلِّم أبنائنا كلمة الله. روح الله بمثابة محامٍ في قلب الطفل، يؤكد الحقَّ ويضع فيه الرغبة ليكون في علاقة مع الله.
على العائلة الاجتماع يوميًّا لبضع دقائق من قراءة الكتاب المقدس، والمناقشة، والصلاة. على كلا الأبوين والأطفال جميعًا الحضور. ينبغي أنْ يقود الأب الاجتماع، ولكن يمكنه أن يطلب من أفراد الأسرة النص الكتابي ويشاركوا بطرائق مختلفة.
لا يتوجب أنْ يتبع وقت العبادة النمط نفسه دائمًا. يمكن لهذا الوقت أنْ يشملَ أشكالًا مختلفة، فقد يشمل قصصًا كتابية، وقصصًا من تاريخ الكنيسة والإرساليات، ومناقشة أسئلة، واستخدام الأسئلة والأجوبة المحفوظة لتعليم العقيدة، وقراءة الموارد المسيحية، والترنيم، وحفظ الشواهد الكتابية، والمواد الدرامية، والأساليب المختلفة للصلاة.
أمثلة لأنشطة وقت العبادة: اختر قصة كتابية واجعل أفراد الأسرة يمثلونها.
على القساوسة قضاء بعض الوقت في تعليم كنيستهم عن وقت العبادة العائلي. على الآباء تذكُّر أنَّ الله أعطاهم مسؤولية تعليم أبنائهم كلمة الله (تثنية 6: 5-7).
للمناقشة الجماعية
◄ ما بعض المفاهيم الجديدة بالنسبة لك من هذا الدرس؟ كيف تُخطِّط لتطبيق الحق الذي تعلَّمته؟
◄ ماذا يمكن للكنيسة أنْ تفعله لتقوية العائلات ومساعدة الآباء في تربية الأبناء؟
◄ كيف يمكن لشعب الكنيسة العمل معًا للمساعدة في تحديات تدريب الأطفال على اتباع المسيح؟
◄ ما بعض نماذج الممارسات اليوميَّة التي ينبغي للعائلة اتباعها؟
صلاة
أيها الآب السماوي،
أشكرك من أجل تصميم العائلة ومنح الناس تلك الميزة العظيمة أنْ يصيروا آباء وأمهات.
ساعدني لأحبَّ أبنائي كما تحبهم. ساعدني لأتذكَّر دائمًا أنهم مخلوقون ليعرفوك ويخدمونك.
امنحني المحبة وطول الأناة الفهم اللازمين لتدريب الأطفال والتأثير فيهم ليتبعوك.
أعطِ القوة للمؤمنين في كنائسنا ليمكنهم إعداد العائلات والشباب والأطفال ليكونوا أقوياء في الإيمان والطاعة.
آمين
تكليف الدرس
(1) ادرس هذه المقاطع. استخدِم هذه المقاطع لكتابة ثلاث صفحات عن التعاليم التي تشملها الشواهد عن مسؤولية الأبوين:
تكوين 18: 17-19
تثنية 6: 4-9
مزمور 78: 1-8
كولوسي 3: 21
أفسس 6: 4
1 تيموثاوس 3: 4-5، 12
2 تيموثاوس 3: 14-17
متى 18: 5-6
(2) سواء كنت أبًا أو أمًا أو لا، اختر خمس سمات من المذكورة في الجدول من هذا الدرس. اكتب ثلاث وسائل عملية لمساعدة أطفالك على الوصول لكل سمة من السمات الخمس المذكورة.
(3) إذا كنتَ أبًا أو أمًا، فاكتب خطة التزام لممارسة العبادة اليومية مع أبنائك. اطلب من شخص ما أن يسائلك في هذه الخطة والالتزام.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.