في هذه الدورة الدراسية، سوف نتعرف أكثر على الأسرة التي تعيش معًا في مسكن واحد. إذ العديد من التركيبة المتنوعة من الأشخاص تشكل تلك المجموعات التي تعيش معًا في منزل واحد تحت مسمى عائلة. ثمة عائلات بها أب أو أم فقط، وأخرى منقسمة بسبب الطلاق، وغيرهم يجمعهم زواج ثان، وعائلات تبنت أطفالًا، وعائلات متعددة الأجيال، وعائلات تستضيف أطفالًا أو بالغين آخرين مؤقتًا.
كل واحد منا لديه مفهوم عقلي عن معنى الأسرة. فالمناقشات عن معنى الأسرة تثير فينا مشاعر مختلفة، وهذا وفق تجاربنا الشخصية عن الأمر.
كيف تؤثر طفولتنا فينا
ربما لديك ذكريات رائعة عن طفولتك، أو ربما تصارع ساخطًا بسبب ما مررت به في الطفولة. ربما يتعاون أفراد أسرتك ويشجعون بعضهم بعضًا في أغلب الوقت، أو ربما يتجنبون بعضهم بعضًا، بل يتصارعون عندما يكونون معًا. ربما شعرتَ أن أسرتك كانت أساسًا ومعينًا رائعًا في حياتك، أو ربما بدا منزلك وكأنه سجنًا ومصدرًا للألم سعيتَ للهروب منها. ربما عندما ترى أسر أفضل من أسرتك، تشعر أن خاصتك خذلوك.
إن فهمنا لطبيعة أسرتنا مهم، لأنه يؤثر في فهمنا للحياة ولهوية الله. يتحدث الكتاب المقدس عن أن الله أبًا لشعبه. وإن علاقاتنا مع والدينا – وخاصة آباءنا – تشكل وعينا عن أبينا السماوي. فإذا كان أبونا الجسدي غائبًا، أو مسيئًا لنا، أو مهملًا، أو متطلبًا، أو مخادعًا، أو سلبيًا، أو مؤذيًا بأي شكل، يحتمل أن يتضرر مفهومنا عن الله كأب. هكذا قد نجد صعوبة في رؤية الله الأب الصالح، إلى أن نعرفه من خلال كلمته، ومن خلال حياة الرب يسوع، ومسيرتنا الشخصية معه. إنه حقًا أب صالح، يحمي أبنائه ويعيلهم بقوة. يسمعلأبنائه ويتحدث معهم، ويرشدهم، ويفرح بسلامتهم. يستطيع الله أن يساعدنا على إعادة تشكيل فهمنا ووعينا عنه عندما نتعرف عليه حقًا.[1]
كيفية تأثير الفروقات الروحية فينا
لقد واجه البعض منا رفضًا من عائلاتنا لأننا نتبع المسيح. فقد قال الرب يسوع أننا يجب أن نتوقع الاضطهاد من أفراد الأسرة غير المؤمنين بسبب اتباعنا وإخلاصنا له. يتعرض المؤمنون في أماكن عديدة للخيانة أو الخزي أو الإهمال أو الإساءة أو القتل على يد أفراد عائلاتهم الذين رفضوا المسيح.
◄ على طالب ما قراءة متى 10: 21-22، 28، 32-39. بعد قراءة هذه الآيات، ناقش الأسئلة التالية:
ماذا يجب على المؤمنين توقع بحسب هذا المقطع؟
ما الوعود المقدمة فيه؟
كيف يجب أن ينظر المؤمنون إلى الاضطهاد؟
قد لا يواجه آخرون بيننا هذا الاضطهاد من الأسرة، لكنهم قد يواجهون صعوبات في العلاقات بسبب إيماننا هذا. يمكن أن تكون علاقاتنا الأسرية متوترة، أو غائبة، أو محدودة لأن حياتنا كمؤمنين تختلف كثيرًا عن حياة بقية أفراد أسرتنا. قد يساء فهمنا أو لا يقدم لنا الاحترام. قد يحاول أقربائنا تعطيل خدمتنا. فحتى الرب يسوع نفسه قد واجه هذه العقبات (مرقس 3: 21، يوحنا 7: 3، 5)، لذلك لا ينبغي لنا أن نندهش إذا واجهنا الأمر ذاته.
[1]راجع الدرس 4 من كتاب التشكيل الروحي، Shepherds Global Classroom، وذلك للتعرف على كيفية تجديد فهمك ووعيك عن هوية الله.
أنت وأسرتك
في بضعة دقائق، ستقدم نفسك لزملائك في الفصل، لن تكتفي بذِكر اسمك فحسب، بل ستشاركهم عن شخصيتك في إطار أسرتك.
أولًا، فكر في أي صلة قرابة تُدعى بها داخل أسرتك، مثل ابن أو ابنة، زوج أو زوجة، أب أو أم، عم أو خالة، جد أو جدة. هل يمكنك التفكير في ألقاب إضافية؟ ربما لديك ألقاب عدة.
ما الأدوار أو المكانة الأخرى التي تتصف بها في أسرتك؟ هل أنت الأكبر أم الأصغر؟ العائل المالي؟ الشخص الذي يعتني بالمنزل؟ مقدم الرعاية لشخص مسن أو محدود القدرات؟ فكر في الأدوار والمسؤوليات الأخرى التي لديك داخل أسرتك.
◄ قدّم نفسك لزملائك في الفصل، مع تحديد ألقابك ومسؤولياتك داخل أسرتك.
◄ الآن، توقف للحظة لتفكر في كيفية تأثير ألقابك ومسؤولياتك تلك على (1) نظرتك لنفسك و(2) نظرتك للآخرين داخل أسرتك.
بغض النظر عما قد تشعر به تجاه أفراد أسرتك المباشرين أو غير المباشرين، إلا أنهم خاصتك. ربما تكون أسرتك محطمة وتحمل علامات الأذى والألم. أو ربما يغار الناس من أسرتك لأنك تبدو مثاليًا: لديك زواج جيد، وأطفال أذكياء وأصحاء، ومنزل مليء بالحب والسلام والضحك.
سواء كانت أسرتك ضعيفة أو قوية، فإن الله يهتم بأسرتك ويتعمق داخلها. فهو يدبر لأسرتك.
◄ اكتب أسماء أفراد أسرتك (على مستوى 3-4 أجيال على الأقل من أفراد الأسرة). مثال على ذلك، أسماء أجدادك (الجيل الأول)، وأسماء والديك (الجيل الثاني)، واسمك وأسماء إخوتك (الجيل الثالث)، وأسماء أطفالك أو بنات وأبناء إخوتك (الجيل الرابع).
ارسم نجمة بجوار أسماء الأشخاص الذين تربطك بهم علاقة وثيقة وجيدة. ارسم مثلثًا بجانب أسماء الأشخاص الذين تربطك بهم علاقة محدودة، ومربعًا حول أسماء الأشخاص الذين انقطعت عن التعامل معهم لأي سبب كان.
هل من أشخاص تعتبرهم جزءًا من أسرتك، رغم عدم وجود صلة قرابة حقيقية معهم: أشخاص يتواجدون في التجمعات الأسرية والاحتفالات كافة وكأنهم من الأسرة؟ أكتب أسمائهم وارسم دائرة حولهم.
الأسرة البشرية الأولى
◄ أبقِ كتابك المقدس مفتوحًا على سفر التكوين بينما ندرس حياة آدم وحواء وإبراهيم وسارة.
العُرس الأول
كان آدم وحواء أول أسرة بشرية: زوج واحد وزوجة واحدة، ذكر وأنثى متحدان في زواج. في العُرس الأول، قال آدم: "هَذِهِ ٱلْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى ٱمْرَأَةً لِأَنَّهَا مِنِ ٱمْرِءٍ أُخِذَتْ" (تكوين 2: 23).
الآية التالية تعطي التعريف الكتابي للزواج: "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا" (تكوين 2: 24). تتكرر هذه العبارة نفسها في العهد الجديد في متى 19: 5 وأفسس 5: 31. إن اتحاد الجسد الواحد بين الرجل والمرأة هو التزام غير مشروط، ووعد أمام الله والإنسان باستمراره مدى الحياة.
الزواج معجزة ثلاثية الأوجه. إنه معجزة بيولوجية يصبح بها شخصان جسدًا واحدًا فعليًا؛ إنه معجزة اجتماعية إذ تتضافر بها عائلتين مختلفتين معًا؛ إنه معجزة روحية، إذ إن العلاقة الزوجية تصور اتحاد المسيح وعروسه الكنيسة.[1]
يعكس الزواج شكل العلاقات في الثالوث
[2]لقد صمم الزواج ليعكس شخص الله وعلاقاته. الله الآب، والله الابن، والله الروح القدس هم وسيظلون دائمًا في علاقة مع بعضهم بعضًا. كل منهم فريد في دوره، لكن كل أقانيم الثالوث هم واحد دائمًا وجوهر واحد دائمًا. ونرى في العلاقة بين أقانيم الثالوث تلك الوحدة والألفة والإخلاص والمحبة الثابتة. ولقد صُمم الزواج الكتابي على مثال هذه العلاقة المدهشة. إن تدبير الله هو أن يكون كل زوج وزوجة طاهرين في محبتهما ومتعهدين ببعضهما بعضًا مدى الحياة.
يجب أن تعكس علاقة الزواج الإنساني تلك العلاقات داخل الثالوث بهذه الطرائق الآتية:
الزواج التزام حصري وغير مشروط نحو الآخر.
يجب أن يكون الزواج علاقة حب وعطاء للذات.
يجب أن يكون الزواج علاقة مثمرة.
الوصية الأولى
في العُرس الأول الذي أقامه الله بنفسه،
باركهما الله. وقال لهما الله: "اثمروا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الأرض" (تك 1: 28).
إن الإثمار والإكثار هما أول وصية أعطاها الله في الكتاب المقدس. لقد صمم الزواج ليكون علاقة مثمرة قائمة على محبة بذل الذات. إن فعل الإنجاب في إطار الزواج يمجد الخالق، إذ يعمل الزوج والزوجة معًا على تعزيز عمل الله الخلاق ووجود المزيد من البشر في العلاقة الأسرية. يا له من امتياز ومسؤولية!
◄على طالب ما قراءة مزمور 127: 3-5 على المجموعة. يستخدم هذا المقطع تشبيهات لفظية لوصف الأبناء. ما تلك التشبيهات اللفظية؟ كيف يجب أن نفكر في أبنائنا وفقًا لهذه الكلمات والتشبيهات؟
يوضح لنا الكتاب المقدس أن الأبناء هم عطية، وملكية ثمينة. لا ينبغي اعتبارهم محض نتيجة لعلاقة جنسية. وسواء كانت الظروف المحيطة بعملية حمل طفل ظروف محببة وصالحة أو لا، فإن مانح الحياة لديه قَصد في الحمل وولادة كل طفل، بما في ذلك أنا وأنت. الله لديه هدف لكل شخص بغض النظر عن ظروف ولادته.
نعم، البنون هبة من الله، ولكنهم أيضًا هبة الوالدين لله.
"أفلم يفعل واحد وله بقية الروح. ولماذا الواحد. طالبًا زرع الله. فاحذروا لروحكم ولا يغدر أحد بامرأة شبابه" (ملاخي 2: 15).
البنون أمانة مقدسة. يتوقع الله من الوالدين أن يُنشئوا أبناءهم لتحقيق مقاصد الله الخاصة. يريد الله أن يستخدم أبنائنا لتعزيز ملكوته (تكوين 18: 19). لقد استأمنا الله لتنشئة أبنائنا من أجل حياة خدمته (تثنية 6: 2). نحن لا نُنشئهم لخدمتنا أو لتحقيق أحلامنا. ينبغي أن نراهم كالسهام التي يطلقونها لتصل إلى الهدف الذي دبره الله لهم.
سقوط الأسرة البشرية وانكسارها
في تكوين 3، نرى الأسرة المثالية الوحيدة التي وجدت على الإطلاق، قد سقطت في حالة من الانكسار والعوز المطلق إلى مخلص. أخطأ آدم وحواء، وحلت لعنة الموت على البشرية جمعاء. لقد تضررت علاقة آدم وحواء ببعضهما بعضًا دائمًا وانفصلا عن الله.
لقد شوهت خطة الله الكاملة للأسرة لأن الناس صدقوا أكاذيب الشيطان.
يستمر تكوين 4 في الكشف عن انكسار الأسرة البشرية الساقطة.
لاحظ في تكوين 4: 1، يوجد حدث الحمل والولادة الأول. تغطي هذه الآية فترة زمنية مدتها تسعة أشهر، أي الفترة ما بين الحمل بالطفل وولادته. تمهل لتتخيل كيف كانت تلك الأشهر التسعة من الحمل لحواء، عندما حاولت مشاركة مخاوفها وأفراحها مع آدم. ولم يكن هناك معهم من يقدم لها النصائح، ولا أحد يجيب على أسئلتها. وقد كانت بطنها المتضخمة، وركلات طفلها، وعملية الولادة نفسها مع مخاضها وألمها، جميعها تختبر لأول مرة من أم بشرية. فلا عجب أن قالت حواء عن ميلاد قايين: "اقتنيت رجلًا من عند الرب" (تكوين 4: 1).
يمر الوقت، ومن الآية التالية نتعرف على الحمل والولادة الثانية. الآن لدى آدم وحواء عائلة مكونة من أربعة أفراد. وفي النصف الثاني من الآية نفسها تلخيصًا لوظائف أبنائهم. وبحلول الآية 3، أصبح الأبناء رجالًا بالغين، وفي الآيات التي تليها نقرأ القصة المأساوية لجريمة القتل الأولى. إذ قتل الابن الأكبر لآدم وحواء أخاه سخطًا وغيرةً. هل تتخيل الصدمة والحزن والحيرة والوجع والألم؟
قد تكون إجابتك عن هذه الأسئلة: "نعم! أتخيل الأمر. في الواقع، لقد واجهت أمرًا مشابهًا!" دعني أشجعك: أنت لست وحدك. من الممكن استرداد أسرتك! ثمة خبر سار لكل أسرة.
يكتب جوردون وينهام قائلًا:
… إن رسالة سفر التكوين… عبارة عن قصة نصرة النعمة رغم خطية الإنسان، ونصرة النعمة حتى في الأسر التي حطمتها الخطية. يبدأ السفر بأحسن صورة لعملية خلق العالم التي تصل إلى ذروتها بخلق الإنسان على صورة الله وإعلان الله أن كل ما صنعه هو حسن جدًا…. ومنذ الأصحاح الثالث بدأت الأمور تسوء، حين حل العصيان، /[والصراع]، والموت محل الطاعة والانسجام والحياة. وتزداد الأمور سوءًا في الأصحاح 4… ويصل الأمر إلى /[أسوأ مستوى في] الأصحاح 6، حين يُقال إن الأرض امتلأت ظلمًا (تكوين 6: 11، 13).[4]
[1]The Woman’s Study Bible, (Thomas Nelson, Inc., 1995), 9.
[2]"الزواج هو… إعلان لشخص الله باعتباره صانع العهد العظيم وحافظه. إذ في العهد، تكون العناصر الحاسمة هي الإخلاص والنزاهة، وليس العاطفة".
- Robertson McQuilkin, An Introduction to Biblical Ethics
[3]من الضروري الإشارة إلى أن الولادة لم تكن جزءًا من اللعنة. لكن الألم أثناء الولادة هو نتيجة اللعنة، لكن الولادة ذاتها كانت دائمًا من تدبير الله المدهش لإنجاب الجيل القادم. ولم يكن العمل بحد ذاته لعنة، بل كانت صعوبة العمل هي اللعنة. في الواقع، الوصايا الأخرى التي أعطاها الله لآدم وحواء في تكوين 1: 28 تشير إلى أننا مخلوقون لنعمل! العمل هو إحدى الطرائق التي نعكس بها صورة الله فينا.
[4]قد كتب جوردون ونهام (Gordon Wenham) الأسرة في الكتاب المقدس (Family in the Bible)، تحرير ريتشارد س. هِس (Richard S. Hess) وم. دانيل كارول (M. Daniel Carroll R.)، Grand Rapids، MI: Baker Academic، 2003، 29.
الانكسار في عائلة إبراهيم
نقرأ أيضًا في سفر التكوين عن إبراهيم، أبو الأمة العبرية (تكوين 11: 27-25: 11).[1]وقد أتى الله بالمخلص إلى العائلة البشرية عبر عائلة إبراهيم.
يورد تكوين 11 سلسلة نسب أبرام، الذي كان من نسل سام بن نوح. ويخبرنا تكوين 11: 30 أن ساراي زوجة أبرام لم تكن قادرة على إنجاب أبناء. وهذه الآية هي آية دموع، وألم، ووجع قلب، وإحباط، ويأس، وغضب، وحزن للكثير من الذين قرأوها. إذا كان بإمكانك وضعاسمك بدلاً من اسم ساراي في هذه الآية، فاعلمي أنكِ لست وحدِك.
لأولئك الذين يريدون إنجاب الأبناء، ولكنهم يعانون من العقر والعقم، فإن قراءة مقاطع مثل تكوين 1: 28 ومزمور 127: 3-5 سوف تسبب لهم ألمًا وحزنًا عظيمين. وطبيعي أن نشعر أن الافتقار للأبناء عقاب أو لعنة.
الحقيقة هي أن افتقارك للأبناء لا يعني أنك أقل أهمية عند الله. أنت غير منسي. عقرك وعقمك لا يعنيان أن أسرتك معيبة. لقد عانى آخرون من الأسى العميق ذاته.
إن كيفية تعامل الزوجين مع مشكلة العقم، سواء معًا أو كأفراد، لهو أمر هام للغاية. إذ يمكن للاختيارات غير الحكيمة أن تؤدي لمزيد من المشكلات، كما سنرى في حياة أبرام وساراي.
في انتظار الوعد
أصبح أبرام أبًا رئيسًا لأسرته بعد موت أبيه. وقد وعد الله أن يجعل أبرام أمة عظيمة (تكوين 12: 2) ووعد بإعطاء أرض كنعان لنسل أبرام (تكوين 12: 7). وكان عمر أبرام 75 سنة (تكوين 12: 4) وساراي أصغر منه بعشر سنوات (تكوين 17: 17). وقد كانت ساراي امرأة تبلغ من العمر 65عامًا وذات جمال غير عادي (تكوين 12: 11)، ولكن لا تزال عاقرًا، وقد تجاوزت بالفعل سنوات الإنجاب المعروفة.
[3]تتابع مرور السنوات، ولم يولد بعد ابن، رغم أن وعد الله قد جُدد بوضوح في تكوين 13: 14-17. يبدو أن أبرام قد يئس من إمكانية إنجاب ابنه من صلبه، لأنه في تكوين 15: 2-3 يقول لله أن عبده هو وريثه. فأجاب الرب وقال له: "لا يرثك هذا. بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك" (تك 15: 4). ثم قطع الله لأبرام وعدًا ثانيًا بنسل لا يُحصى، فآمن أبرام بالرب (تكوين 15: 6).
فكر فيما كانت عليه سنوات الانتظار هذه بالنسبة لساراي:
بقدر ما ربما كانت أحكام الآخرين مؤلمة لساراي، فخيبة أملها هي ما كانت تؤلمها أكثر من أي شيء آخر. ربما كانت تتوق ليس فحسب إلى تحقيق رغبتها في أن تكون أمًا، بل أيضًا ليكون لها الشرف والتقدير الممنوحين للأمهات في مجتمع لا تحظى فيه المرأة بأهمية تذكر. نحن نعلم أن العقم عند الرجال يمكن أن يكون سببًا في فشل الحمل، لكن لم تكن هناك مثل هذه المعرفة البيولوجية في عالم ساراي. استمدت هوية ساراي كامرأة، وكشخص له قيمة، بحسب قدرتها الإنجابية ورعايتها للأبناء. لن تكتسب قيمة في أعين الرجال بكونها إنسانة صالحة ومخلصة، بل بميلاد ورثة رجال لزوجها. إذ إن الرحم الخاوي يعني حياة خاوية.[4]
حلول بشرية ونتائج مؤلمة
[5]عندما كان أبرام يبلغ من العمر 85 عامًا، خطرت لساراي فكرة – لحل مسألة إنجاب أبرام ابن. إذ يمكن لخادمة ساراي أن تكون والدة طفلهما! (تكوين 16: 1-4). لكن ما كان يأمل أبرام وساراي أن يكون حلاً مثاليًا دمر سلام بيتهما عندما حملت هاجر. وما بدا أنه أمرًا صحيحًا كان خاطئًا شديدًا. إن محاولتهم لمساعدة الله على تحقيق وعده لم تؤد إلا لخلاف وشقاق. عندما يفشل الناس في وضع ثقتهم في تدبير الله وتوقيته، فإن العلاقات المحطمة والمشاعر المجروحة تكون هي النتائج الطبيعية لوضع كهذا.
تضاعف التوتر، والأذى، وسوء الفهم، ومشكلات التواصل، والغضب، والهجر، واليأس في السنوات التي تلت ذلك الأمر (تكوين 16-21)، ليس فحسب في بيت أبرام وساراي، بل في بيت ابن أخيهما لوط.
أسر معيبة
لقد اختار الله أبرام ليكون أبًا لأمة عظيمة، والنسل الذي سيولد منه يسوع! يبدو أن أبرام كان يفسد خطة الله بعمله هذا، كما كان حال بقية أفراد أسرته! لقد كانت أسرتهم مثالاً للأسرة المعيبة بشدة.
بالوصول تكوين 49: 33، يكون إبراهيم وسارة وإسحاق ورفقة ويعقوب وزوجاته قد ماتوا جميعًا. لقد كانوا، هم وأبناء يعقوب، أسرة تعاني من الإخفاقات والعيوب الكارثية. كان الصراع، والجدل، والمحاباة، والخداع، والهجر، والتنافس بين الأخوة، والاغتصاب، وسفاح القربى، كل هذه الأمور جزءًا من قصة أسرتهم. ولا تعبر أي من هذه الكلمات أي أسرة مزدهرة ومسالمة!
ومن المؤسف أن هذه القصة يمكن أن تتكرر في جميع أنحاء الكتاب المقدس وفي أنحاء العالم في القرون التي تلت ذلك. وبالطبع، حتى هذه الأسر كانت فيها هناك أوقات فرح، وقصص حب جميلة، وحتى عدد قليل من الرجال الأبرار.
وفي كل ذلك، لم يتخل الله أبدًا عن تدبيره لفداء البشرية. كما أنه لم يغير هدفه لأجل الأسرة. إذا واصلت قراءة العهد القديم، فسوف تكتشف موضوعًا جميلاً عن الفداء يمر عبر قصة الأسرة العبرية بأكملها. إذ تشير أحداث كثيرة إلى شخص الرب يسوع. مثل تقدمة إبراهيم لإسحاق؛ والفصح وهروب بنيإسرائيل من العبودية في مصر؛ وخلاص راحاب من الدينونة وضمها إلى شعب الله؛ والعديد من الأحداث الأخرى التي توضح جمال الوعد بأن المخلص سوف يأتي ويفدي البشرية.
[1]قد غير الله اسمي أبرام وساراي إلى إبراهيم وسارة في تكوين 17: 5، 15.
[2]راجع الدرس العاشر لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع.
[3]الله يعمل لأجل أن نصير مثل الرب يسوع. أحيانًا يجعلنا الله ننتظر، لأنه في فترة الانتظار، يعمل في قلوبنا ما لا يمكن القيام به بطريقة أخرى.
[4]David and Diana Garland, Flawed Families of the Bible, Grand Rapids, MI: Brazos Press, 2007, 21-22
[5]"الله لديه أسباب مقدسة لننتظر بينما نترجى، كما فعل مع أليصابات (لوقا 1: 7، 13)، وأن نسير قدمًا قبل أن نكون مستعدين للأمر، كما فعل مع مريم (لوقا 1: 34). وبينما نطيعه ونعبده فهو يوجه ويعلم ويوفِّر خطته التي لا تتحدد وفقًا لما حدود مخيلتنا."
- مقتبس عن Shauna Letellier, Remarkable Advent
عمل فداء الله في الأُسَرِ
يخبرنا الأصحاح الخامس من الرسالة إلى أهل أفسس بأن الله وضع تصميمًا للزواج ليكون صورة للعلاقة بين المسيح وعروسه، أي الكنيسة. فكما أن المسيح الرأس يبذل نفسه من أجل الكنيسة، كذلك على كل زوج، كرأس لزوجته، أن يبذل نفسه من أجلها. وبالمثل، يجب على كل زوجة أن تتبع مثال الكنيسة. فكما تخضع الكنيسة للمسيح، يجب على كل زوجة أن تخضع لزوجها.
لقد أفسد سقوط البشرية تصميم الله الأصلي للأسر البشرية وقاد لعواقب مهلكة للعلاقة الزوجية. تواجه كل أسرة الآن عواقب سقوط البشرية في الخطية. لكن،
جاء الرب يسوع ليفدي كل شيء، بما في ذلك الزواج نفسه. لقد جاء ليفدي ويسترد كل ما دمرته وأفسدته الخطية. وحيثما لا نستطيع أن نحيا بحسب خطة الله للزواج، فقد أتم الرب يسوع معايير الله بالكامل. لقد أحب الرب يسوع الكنيسة لدرجة أنه مات من أجلها. لقد خضع بالكامل لتدبير الله الآب. الرب يسوع هو الإيفاء التام والكامل لتدبير الله وما فشل زواجنا في تحقيقه: أي المحبة والخضوع.[1]
◄ كيف صار الرب يسوع مثالاً للوضع الذي يجب أن يتخذه المتزوج؟
لم يتمم الرب يسوع إرادة الله في خضوعه ومحبته الكاملين فحسب، بل مكّن الأزواج والزوجات من التغلب على الميول المهلكة الطبيعية للبشرية الساقطة. إذ يستطيع الأزواج والزوجات وبنعمته تحقيق خطة الله للزواج عندما يعيشون بقوة الروح القدس (أفسس 5: 18).
ما من أسرة كاملة، ولكن الله يريد أن يخلص كل الأسرة. يمكن لنعمة الله أن تعمل في الأسر من أجل تمكين الأفراد من أن يصيروا بحسب ما أراد الله لهم أن يصيروا بالأساس. عندما يختار الأفراد بالأسر طاعة إرشادات الله، فإن طاعتهم تساعد على التغلب على بعض العيوب والضعفات الطبيعية في كل أسرة. إن آثار السقوط التي تؤثر في العلاقات الإنسانية تتضاءل عندما نخضع لمشيئة الله.
مثال على ذلك، عندما يطيع الزوج التقي إرشادات الله له بحسب أفسس 5، فإنه يغلب ميله الطبيعي إلى إساءة استخدام سلطته على زوجته بأنانية. إن طاعته لله فدائية لأنها تقلل من آثار السقوط المهلكة. ومن الممكن أيضًا لهذه الطاعة أن تحض زوجته على الخضوع له.
إن الزوجة تستطيع التغلب على ميلها الطبيعي الخاطئ لمقاومة سلطة زوجها، عندما تخضع لزوجها في طاعة لإرشادات الله (أفسس 5: 24). إن طاعتها لله خلاصية، مما يعضد علاقتهما أن تكون مثل ما أراد الله أن يكون الزواج (1 كورنثوس 11: 3، 1 بطرس 3: 1-7).
إن وضع الله لإرشادات خلاصية من أجل الأسر المسيحية، يوضح لنا أن العلاقات الأسرية مهمة جدًا عند الله.
يزخر الكتاب المقدس بالعديد من المقاطع التي تتحدث عن حاجة الوالدين والأجداد لتعليم أبنائهم وأحفادهم طرق الله. سننظر بإيجاز في ثلاثة منها.
◄ على طالب ما قراءة أفسس 6: 4 على المجموعة. ما الذي تعنيه هذه الآية؟
إنها خطة الله للوالدين من أجل تعليم أبنائهم معرفة الله وطاعته. إن الطريقة التي يقود بها الوالدين أطفالهما، ويرشدونهم، ويوجهونهم، ويدربونهم بما ينبغي أن يعكس الطريقة التي يمارس بها الله هذه الأشياء نحو أبنائه.
◄ على طالب ما قراءة مزمور 78: 1-8 على المجموعة. أجب عن الأسئلة التالية:
كم عدد أجيال الأسرة المذكورين في هذا المقطع؟
ما مسؤولية كل جيل؟
ما الأجيال الأكبر سنًا ليعلِّموا الأجيال الشابة؟
يفيض المزمور 78 بنعمة الله ورحمته المدهشة. ويحكي عن عمله في أسرة شعب إسرائيل منذ خروجهم من مصر حتى عهد الملك داود. لا بد أن يملأ هذا المزمور قراءه بالأمل في خضم ظروفهم الأسرية.
◄ على طالب ما قراءة تثنية 6: 1-9 على المجموعة. بالنظر إلى هذا المقطع، ما الأمور التي يتعين علينا فعلها بصفتنا شعب الله؟
هذه الآية جزء من خطاب موسى لبني إسرائيل، قبل دخولهم أرض الموعد التي أعطاهم الله إياها. لقد كانوا يتعلمون كيف يصيرون شعب الله ومعنى الانتماء إلى الله. لا تزال الحقائق الواردة في هذه الآيات أساسية للعيش كشعب لله.
يوصينا الله أن ننصت لكلمته بطاعة، وأن نفعل ما يطلبه منا! (الآيات 3-4).
نحن مطالبون بأن:
نحب الرب من كل قلوبنا ونفوسنا وقوتنا (الآية 5).
نحفظ كلمة الله في قلوبنا (الآية 6).
نعلم أبنائنا باجتهاد كيفية اتباع كلمة الله (الآية 7).
نحفظ كلمة الله في أذهاننا ونضعها أمامنا باستمرار (الآيات 8-9).
لاحظ أن هذه الوصايا لكل جيل (الآية 2). ويحمّل الله الوالدين والأجداد مسؤولية تعليم أبنائهم وأحفادهم العيش من أجله. إلى متى يفعلون هذا؟ كل أيام حياتهم (الآية 2). يخبرنا الله أنه يجب على الوالدين أن يعلموا أبنائهم طرقه طوال اليوم، وكل يوم، وأينما يذهبون، وفي كل ما يفعلونه (الآيات 7-9).
كانت التربية الروحية للأبناء من مسؤولية الوالدين. سوف يعلمون يوميًا وفق نموذج الوالدين وكذلك بترديد الشريعة دائمًا. وتتجلى أهمية هذه الوصية بقدر المدى الذي كان على الوالدين الذهاب إليه لتعليم أبنائهم. كان هذا أكثر من مجرد تعليم لحقائق الناموس؛ كان من المقرر أن يكون شرحًا لأسلوب حياة متداخل في نسيج الحياة اليومية. كان الإبداع ضروريًا لتعليم مبادئ الله أثناء الشركة في الأعمال المنزلية الدنيوية.[1]
لا يجب على الوالدين تهذيب عقول أبنائهم بالتعليم فحسب، بل قلوبهم أيضًا. ولا يجب عليهم أن يعلموا أبنائهم الحقائق عن الله فحسب، بل التطبيق العملي لكيفية العيش في طاعة وعلاقة مع الله أيضًا. وهكذا يعلم الوالدين أبناءهم بالإرشادات الشفهية والأمثلة الحياتية. وكلاهما ضروري للغاية.
قد يبدو هذا المقطع بسيطًا، لكنه في غاية الأهمية. إذ تقدم هذه الحقائق والوصايا الهدف والإرشاد للأفراد والأسر. إن الوالدين يعلمان أبنائهم أن يسعوا باستمرار إلى معرفة الله بتعمق وطاعته بالكامل في كل شيء، بينما يفعلون هما أيضًا الأمر نفسه. يجب أن يحظى الوالدان بسلوك يتمتع بالتعلم والطاعة مدى الحياة. وهذا يصير قدوة لأبنائهم، ويعطي أبناءهم اشتياقًا مستمرًا نحو الله.
◀ ما الطرائق العملية التي يمكن للوالدين أن يعلما بها أبناءهم كل يوم؟
الأسرة —ساحة التدريب على محبة الآخرين
◀ على طالب ما قراءة 1 يوحنا 4: 7-13، 19 على المجموعة.
موضوع هذا المقطع هو المحبة. لكي نعرف الله في غناه، يجب علينا أن نحب بعضنا بعضًا. ومعنى بعضنا بعضًا يشمل أسرتنا أيضًا. أحد الأسباب التي جعلت الله يمنحنا أسرة هو أن نتعلم كيفية محبة الآخرين. عندما نتعلم إظهار المحبة لأفراد أسرتنا (حتى عندما يكون الأمر صعبًا)، نصبح أكثر تشبهًا بالله – لأن الله محبة! (الآية 8).
عندما يحب أفراد الأسرة بعضهم بعضًا سواء كانوا أشخاصًا روحيين أو جسديين، فإنهم يثبتون أنهم مولودون من الله (الآية 7). وكلما يحبون بعضهم بعضًا تكتمل محبة الله فيهم (الآية 12).
الله لا يطلب منا أن نحب الآخرين فحسب، فهو قد أحبنا أولاً (الآيات 9-11، 19). لقد أحبنا بإرساله للرب يسوع ليكون كفارة عن خطايانا (الآية 10). فمحبة الله لنا هي الدافع لمحبتنا للآخرين (الآية 11).
قد تكون محبة أسرتنا سهلة للبعض وصعبة جدًا للبعض الآخر، ولكن يمكننا جميعًا الحصول على ما نحتاجه لطاعة وصية الله – إذ الله يسكن فينا بالروح القدس (الآيات 12-13).
يدعونا الله أن نحب بعضنا بعضًا، بما في ذلك والدينا وأزواجنا وأبنائنا. إن محبة أسرتنا لا تعني المجاوبة على الخطأ أو الشر. وهذا لا يعني أننا لا نطالب بالمساءلة أيضًا. هذا يعني ببساطة أننا نريد الأفضل لأفراد أسرتنا، وأننا على استعداد لبذل أنفسنا من أجل خيرهم.
[1]The Woman’s Study Bible, Thomas Nelson, Inc. 1995, 292
للمناقشة الجماعية
◀ اشرح باسلوبك بعض الأساليب التي يعكس بها الزواج العلاقات في الثالوث.
◀ تحدث عن كيفية فداء الله للزواج الذي أفسدته الخطية.
◀ اشرح لماذا يعد اتباع إرشادات الله في الزواج أمرًا مخلصًا.
صلاة
خذ بعض الوقت لتقديم الصلاة والشكر لله من أجل أسرتك. صلٍ من أجل أسرتك. صلٍ من أجل الآلام والإخفاقات، والاحتفالات والأفراح. اضفِ طابعًا شخصيًا على كلمات تثنية 6: 4-9، وحولها إلى صلاة خضوع وتضرع.
تكليف الدرس
(1) احفظ تثنية 6: 4-9. في بداية الصف التالي، اكتب أو اتلِ هذا المقطع من الذاكرة.
(2) يطلب الله منا في تثنية 6: 1-9 أربعة أشياء. قيِّم نفسك بالصلاة والصدق في كل أمر من هذه الأمور الأربعة.
نحن مطالبون بأن:
نحب الرب من كل قلوبنا ونفوسنا وقوتنا (الآية 5).
نحفظ كلمة الله في قلوبنا (الآية 6).
نعلم أبنائنا باجتهاد كيفية اتباع كلمة الله (الآية 7).
نحفظ كلمة الله في أذهاننا ونضعها أمامنا باستمرار (الآيات 8-9).
اكتب صلاة شخصية عن كل من هذه الأمور. (ليس مطلوبًا منك مشاركة ما كتبت مع قائد صفك ولكن يجب عليك الإبلاغ عن قيامك بالواجب).
(3) نتعلم من حياة إبراهيم وسارة عن أزمنة الانتظار الطويلة. تأمل هذه الأسئلة:
متى كان عليك أن تنتظر توقيت الله؟ ماذا تعلمت من أزمنة الانتظار هذه؟
ما مدى ثقتك بوعود كلمة الله؟ هل تجاهد مع الوعد الآن؟ هل يؤثر هذا الصراع في أسرتك؟ وكيف؟
هل سبق لك أن حاولت أن تعمل شيئًا لنفسك أو لأسرتك من دون أن تثق في الله؟ ماذا كانت النتائج؟
كيف يؤثر الافتقار للصبر والإيمان سلبًا في الأسرة؟
اكتب ثلاث فقرات ردًا على هذا الموضوع. (ليس مطلوبًا منك مشاركة هذه الكتابة مع قائد صفك ولكن يجب عليك الإبلاغ عن قيامك بالواجب).
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.