عندما كان ماركوس طفلًا، علَّمه والداه أنْ يعمَل جيدًا. لقد كان سعيدًا دائمًا عندما تسنح له الفرصة للعمل وكسب المال، وكام مستعدًا دائمًا لأداء أي عمل يكلفه به شخص ما. كشاب، كان يعمل في الحدائق وتوصيل الجرائد وإصلاح الدراجات. كان ماركوس مهتمًّا بأن يصير رجل أعمال، ولكنه عَرٍفَ أنَّ الله دعاه للخدمة. درَسَ ماركوس في معهد للكتاب المقدَّس، وليدفَع مصروفات المعهد كان يعمل في تنظيف المكاتب، وفي المطاعم والحدائق. عندما تخرَجَ صار خادمًا، ولكنه كان يعمل أحيانًا في طلاء المنازل أو ترميم المباني لأن خدمته لم توفر له الدخل الكامل. دائمًا ما حاول أنْ يضع خدمته ونموه الشخصي على رأس أولوياته وليس جني الأرباح، حتى رغم أنه كان متزوجًا ويعول أطفال. وفي نهاية المطاف وفرت له خدمته الدخل الكامل.
كُتبَت الرسالة الأولى إلى تيموثاوس إلى شاب كان مسؤولًا عن كنائس عدة. يمكننا أنْ نرى من 1 تيموثاوس 4: 12 أنَّ الله يتوقع من المؤمنين الشباب أنْ يكونوا قدوة في الشخصيَّة والسلوك. عليهم أنْ يجعلوا من ذلك أولويَّة ليتأسسوا في العقيدة المسيحيَّة. عليهم إظهار الطهارة والإيثار والمحبة في كل تصرفاتهم مع الآخرين. على سلوكهم وخطابهم أنْ يُمجِّد الله ويجلب به المجد.
على الشباب المؤمنين أنْ يعيشوا حياةً مدقِّقة ومثمرة. عليهم ألا يسيئوا استخدام القوَّة التي منحها لهم الله خلال هذه المرحلة من الحياة. عليهم ألا يضيِّعوا فرصَ التعلُّم وتطوير مهاراتهم وتحمُّل المسؤوليَّة. ينبغي ألا تضيع سنوات المراهَقة والبلوغ المبكِّر في الرغبات الأنانيَّة. إنها السنوات الرئيسيَّة للنمو والخدمة. يمكن لله أنْ يمكِّن المؤمنين الشباب من تعلُّم الانضباط ليكونوا مثمرين في كرمته.[1]
[1]للمزيد عن هذا الموضوع، راجِع الدرس الثاني عشر التكوين الروحي، المتاح من Shepherds Global Classroom.
العمل
وجهات نَظَر حول العمل
في بعض الثقافات، من المعتاد رؤية أشخاص جالسين ولا يعمَلون كثيرًا، حتى إنْ كانوا شبابًا موفوري الصحة. رغم احتياجاتهم ووجود أشخاص مسؤولين منهم، فإنهم بلا دافع للعمل. يقولون إنهم سيعمَلون إذا عُرضتْ عليهم رواتب جيدة. إنهم غير مستعدين للعمل برواتب متدنيَّة أو القبول بعمل مكانته متواضعة. إنهم مستعدين للعمل للتحسين من بيئتهم ما لم يستفيدوا شخصيًّا.
أحيانًا ما يشعر الناس بالحماس عندما يجدون وظيفة، خاصة إنْ كانوا يعيشون في بلد تنتشر فيه البطالة ومن الصعب الحصول على وظيفة جيدة. إنهم يستمتعون بارتداء زي العمل ويَشعرون بالفخر حيال وظيفتهم. ولكن بينما يستمتعون بالحالة، لا يفكِّرون كثيرًا في كيفيَّة خدمة العمل أو العملاء. إنهم فخورون بكونهم جزءًا من شركة، ولكنهم لا يُدركون لماذا عُيِّنوا بها.
على النقيض من الناس الذين يرفضون العمل، بعض الناس يركِّزون أكثر من اللازم على المسار الوظيفي أو كسب المال. ربما ينتقلون إلى مدينة معدل الرواتب فيها أعلى، لأنهم يريدون العمل وكسب المزيد من المال بقدر استطاعتهم. إنهم يتجاهلون أجزاء أخرى مهمة من الحياة مثل تنمية علاقاتهم مع الله وعائلتهم.
يمكن للناس في المجتمع عمل أشياء بعينها، ولكن لا ينبغي أنْ ينصاع المؤمنون لما هو طبيعي في ثقافتهم، بل بالحري يجدوا ما يقوله الله ثم يطيعونه. يقول الكتاب المقدَّس الكثير عن العمل والدأب والإنتاجيَّة.[1]
أصل العمل
الله مُبدع (مزمور 104: 24). الله مُنتِج (مزمور 104). الله يعمل دائمًا، ويشارك في حياة الأفراد وأحوال العالَم في كل العصور (يوحنا 5: 17). عندما خَلق الله الناس، خلقهم على صورته ومثاله. أرادَ الله أنْ يكون الناس مدبِّرين مبدعين ومنتجين لخليقته. لقد منحَ الله البشريَّة السلطان على كل حيوانات الأرض والبحر والسماء (تكوين 1: 26). لقد جعل الناس مدبِّرين ووكلاء على موارد الأرض (تكوين 1: 28-30).
العمل جزء من تصميم الله لحياة البشَر. منذ البدء، أعطى الله الناس مسؤوليَّة عظيمة. كلُّ واحد منَّا سوف يُسئل أمامه عما إذا أتممنا العمل الموكل إلينا بأمانة أم لا.
مبادئ من سِفر الأمثال
لقد كُتبَ سِفر الأمثال للشباب خصيصًا، ليعلِّمهم أنْ يفكِّروا ويتصرَّفوا بحكمة. تقول الأمثال الكثير عن العمل.
◄ على الطلاب قراءة كلِّ مقطعٍ كتابيٍّ للمجموعة.
أمثال 6: 6-11؛ 10: 5. النمل يمثل قدوة للناس.
إنه يعمل بدأب حتى دون وجود من يجبره على العمل. ليس هناك من يخبرهم بما عليهم عمله أو كيف ينبغي أنْ يعملوه، ومع ذلك فالنمل مُنتِج للغايَّة. إننا نتعلَّم من النمل أنَّ ليس علينا أنْ نُجبَر على العمل. علينا أنْ نرغب العمل لأن هكذا يقوتنا الله.
إنه يعمل في وقت العمَل. هناك أوقات للعمل، وهناك أوقات أخرى للأنشطة والراحة. قد يكون من المفيد أن تسأل نفسك: "ما المفترض أنْ أفعل الآن؟".
يعمَل النمل عندما تكون هناك فرصة للعمل. تتغيَّر الفصول وربما تمُر فرصة ربح موارد. الفرص تأتي وتذهب. علينا استخدام الفرصة التي لدينا الآن، وإلا ستضيع.
إنه يعمَل ليكون لديه طعام في وقت الحاجة. علينا ألَّا ننام أو نسترخي عندما يكون وقت العمل. إذا تكاسلنا في الوقت الذي من المفترض أنْ نعمل فيه ونكون مشغولين، فإن احتياجاتنا المستقبليَّة لن تلبى. علينا أنْ نعمل اليوم لكي نجد احتياجات الغد.
أمثال 19: 15، أمثال 20: 4، أمثال 12: 24. لقد هيأ الله العالَم بحيث تكون لاختياراتنا عواقب حقيقيَّة (غلاطيَّة 6: 7).
إذا واصلنا اختيار الكسل الجسدي سنصبح ضعفاء جسديًّا. إذا واصلنا الكسل الفكري، ستتناقص قدرتنا على التعلُّم والتفكير والنقاش.
إذا رفَضنا العمل عندما يكون بمقدرتنا، فالله يقول إننا نستحق أنْ نكون بلا طعام (اقرأ 2 تسالونيكي 3: 6-12).
إذا عَملنا بجدٍ سيكافئنا الله كثيرًا بزيادة بفرص أكبر ومسؤوليَّة أعظم.
لقد وضعَ الله العواقب العامة لاختياراتنا. إننا لا نختار عواقبنا، ولكننا نختار أفعالنا!
أمثال 14: 23، أمثال 20: 6. يعتقد بعض الناس أنهم متقدي الذكاء ولكنهم يَرفضون العمل. إنهم يحبون أنْ يحلموا ويتكلموا عن الأشياء التي كان ينبغي لها الحدوث، ولكنهم لا يفعلون أي شيء بأنفسهم. الله يريدنا أنْ نعمل حقًّا، لا أنْ نتحدَّث فحسب. إنه يريد منا أنْ نتحمَّل مسؤوليتنا ونكون أمناء تجاه ما قلنا إننا سنفعله.
أمثال 15: 19. أحيانًا ما يتكاسل الناس حيال كيف يفعلون أي شيء. إنهم يختارون السبيل السهل، حتى إنْ لم تكن له نتيجة جيدة. ربما يفعلون شيئًا بكلفة أقل ولكنه لن يصمد عبْر الزمن. وربما تتطلب هذه الطريقة جهدًا أقل، لكن المنتَج الأخير سيكون رديء الجودة. وربما يستسلمون لضغوط الآخرين بدلًا من الاستعداد لموجهة التحديات وعمل ما هو صواب.
◄ ما الأمثلة التي يمكنك التفكير فيها حينما يتكاسل الأشخاص في عمل شيء ما؟
يعلمنا هذا المثَل أننا عندما نتكاسل في عمل شيء ما، فإن ذلك سيخلِق مشكلات لنا وللآخرين لاحقًا. ولكن عندما نفعل الصواب، سُنكافأ بنتيجة جيدة. يجب أن نتدبر أمرنا الآن، ليمكننا التمتع بأفضل النتائج فيما بعد.
◄ ما الأمثلة التي يمكنك التفكير فيها عندما تسبَّب الكسل في صعوبات ومتاعب لاحقة؟ ما الأمثلة التي يمكنك التفكير فيها عندا تسبَّبت الأمانة والدأب في نتائج طيبة؟
أمثال 12: 11؛ 21: 20؛ 28: 19. لقد وهبكم الله، أيها الشباب، القوة والصحة اللتان تتمتعون بهما، فلا تهدروهما على مساعٍ بلا قيمة. لقد ائتمنكم الله لتكونوا مدبِّرين صالحين لقدراتكم الجسديَّة والذهنيَّة. لقد أعطاكم فرص خدمته، ولتكونوا خدامًا أمناء عليكم بضبط النفس. لن يمكنكم إشباع كل رغبة للمتعة، بل عليكم تركيز طاقتكم ومواردكم ووقتكم لتتميم هدف الله.
الله يتوقع منكم أنْ تعملوا لتلبية احتياجاتكم، واحتياجات أُسركم (1 تيموثاوس 5: 8)، واحتياجات أولئك المستحقين للمساعدة وليس لهم أحد يقوتهم (1 تيموثاوس 5: 3-16؛ أفسس 4: 28؛ يعقوب 1: 27؛ 2: 15-16).
◄ أي نوع من العمل ينبغي للمؤمنين أنْ يكونوا مستعدين لعمله؟ هل المكانة مهمة؟ إنْ كانت مهمة فكيف، ولأي درجة؟
سنتحدث عن الماليات بناء على ما ناقشناه عن العمل. لقد ناقشنا للتو أهم الأسباب التي يطلب الله بسببها أنْ نعمل، بما فيها إعالتنا في احتياجاتنا الأساسيَّة، وإعالة الآخرين في احتياجاتهم. العمل هو طريقة الله للإعالة في الاحتياجات الأساسيَّة؛ الملبَس والمأكَل (1 تيموثاوس 6: 8). في مواضع شتى، يكسب الناس المال بالعمل، ثم ينفقونه على أمور ماديَّة. في أماكن أخرى، يتقاضى الناس أجرهم في صورة طعام ومسكن أو خدمات. في كلتا الحالتين، يعول الله الناس من خلال العمل.
[1]للمزيد عن هذا الموضوع، راجِع الدرس الثالث من الحياة المسيحيَّة العمليَّة، المتاح من Shepherds Global Classroom.
الماليَّات
تتحدث الكثير من المقاطع الكتابيَّة عن المال. كيف نفكر في المال ونتعامَل معه يؤثر بشدة في علاقتنا بالله والناس. ولأن المال موضوع مهم للغايَّة، يريدنا الله أنْ نحظى بفهم صحيح للمال واستخداماته.[1]
مبادئ من سِفر الأمثال
◄ على الطلاب قراءة كلِّ مقطعٍ كتابيٍّ للمجموعة.
ما مصدر أماننا؟
في النهاية، الله هو معيل الأبرار (أمثال 10: 3).
علينا ألا نحب الغِنى ولا نثق به، لأن قوَّته وفترته محدودتان (أمثال 11: 4، 28).
◄ ما الأفكار والمواقف والأفعال التي تُظهر الثقة في الله باعتباره معيل المرء ومصدر أمانه؟
ثمة أشياء كثيرة أهم من الغنى؛ منها:
العلاقات الطيبة مع الآخرين (أمثال 15: 17).
المعرفة والحكمة (أمثال 8: 10-11).
مخافة الله والعلاقة الطيبة معه (أمثال 15: 16).
التمتُّع بكرامة بسبب الشخصيَّة الحسنة (أمثال 11: 16).
◄ أي من هذه الأشياء تجد صعوبة في تطبيقها أكثر من غيرها؟
تحذيرات من إساءة استخدام المال:
لا تعصَّ كلمة الله أبدًا من أجل فرصة لربح المال (أمثال 10: 2؛ 15: 27).
لا تتخذ قرارات متعجِّلة أو متهورة (أمثال 21: 5).
لا تَعِد بسداد ديون الآخرين (أمثال 6: 1-5؛ 17: 18).
◄ أي هذه المبادئ من الأمثال الأكثر إهمالًا في ثقافتك؟
[1]للمزيد عن هذا الموضوع، راجِع الدرس التاسع من الحياة المسيحيَّة العمليَّة، المتاح من Shepherds Global Classroom.
الأصدقاء المقرَّبون
◄ على الطلاب قراءة أمثال 13: 20 و 1 كورنثوس 15: 33 للمجموعة.
للصداقات الوطيدة تأثير قوي في حياة الشباب. عادة ما يصير الناس أصدقاء مقرَّبين مع مَن يشاركونهم قِيَمهم. لكن الصداقة تغيِّر كل مَن في دائرتها للأفضل أو الأسوأ. إذا استمررت في الصداقة الوطيدة مع شخص ما، فمع مرور الوقت سوف يؤثر فيك.ستتأثر وجهات نظرك وفلسفاتك وأولوياتك وسلوكك واختياراتك وشخصيتك. إنَّ أقرب أصدقائك سيؤثرون فيك بنموذجهم، وكذلك بقبولهم أو رفضهم لاختياراتك، وبكلماتهم المُقنِعة.
◄ على كل طالب كتابة من اسم إلى خمسة أسماء لأشخاص بعينهم، للإجابة عن كل سؤال من هذه الأسئلة:
إلى مَن أتطلع عادة للحصول على القبول والتشجيع؟
مع مَن أتحدث عن مشكلات حياتي؟
مِمن أطلب النصيحة عندما يكون عليَّ اتخاذ قرار؟
مَن يؤثر فيَّ بسلوكه؟
ما الفلسفات التي أشاركها؟
فكر في الأشخاص الذين كتبتَ أسمائهم. كيف ترى شخصيَّاتهم؟ وماذا عن سلوكهم؟ وماهية حديثهم؟ إذا اتبعت نموذجهم، فهل ستكون تابعًا للمسيح؟ (1 كورنثوس 11: 1). هل يتمتَّعون بهذه السمات:
يخافون الرب (تثنية 10: 12، 20؛ مزمور 112: 1).
كلمة الله تشكِّلهم (يوحنا 17: 14-17).
يضعون مرضاة الله وطاعته في كلِّ شيء على رأس أولوياتهم (2 كورنثوس 5: 9-10).
هل يؤثر أصدقاؤك فيك لتقترب من الله في مسيرتك معه وطاعتك له؟ هل يخبرونك بما هو صحيح (ما يتماشى مع كلمة الله)، أم يخبرونك بما هو سهل في تصديقه؟ هل يشجعونك على عمل ما تحب عمله، أم يشجعونك على عمل ما هو صواب في عينيِّ الله، حتى إنْ كان صعبًا؟
كان هناك شابًا له تأثير. وكان الشباب الآخرون يتطلعون إليه كقدوة لسلوكهم. عندما كانوا يتفوهون بشيء ساخر أو فج، كانوا ينظرون إليه لمعرفة ما إذا كان يبتسم. عندما كانوا يَفعلون شيئًا متمردًا، كانوا ينظرون إليه ليروا ما إذا كان يغمز بعينه، في علامة موافقَة. لقد أرادوا مسرَّته، ولكن لا أحد منهم توقف ليفكِّر مليًّا في هذه الأسئلة: لماذا أريد القبول منه؟ هل هو شخص عليَّ السعي لمسرَّته؟ هل شخصيته وسلوكه يمثلان قدوة حسنة لي؟
نحتاج إلى توخي الحكمة عند التفكير في هذه المواضيع. على المؤمنين أن يكونوا حذرين في اختيار أصدقائهم المقربين والمؤثرين بالأكثر في حياتهم. بالطبع، يريد الله من شعبه التأثير في الآخرين غير الناضجين روحيًّا أو الذين لا يزالوا غير مؤمنين، لكن هؤلاء الأشخاص غير مؤهلين ليكونوا أصدقاءنا المقرَّبين ومشيرينا والمؤثرين فينا. ويجب ألا نسعى لقبولهم.
◄ على أحد الطلاب قراءة المزمور 101 للمجموعة.
هذا المزمور كَتَبه الملك داود الذي كان يخاف الرب، وتعهَّد أمامه بأن يعيش حياة النزاهة. كان يعرفِ أنَّ الأناس الذين يؤثرون فيه إما سيساعدونه على تحقيق هذا الوعد أو سيمنعونه عنه. ولذلك، قرَّر ألا يختار سوى المؤمنين والأتقياء ليكونوا مؤثرين فيه.
نحن لسنا ملوكًا مثل داود، ولا نملك السلطة ولا المسؤوليَّة لمعاقبة الأشرار. ومع ذلك، يمكننا اتباع مثال داود بطرائق أخرى. يمكننا الالتزام بحياة تتسم بالنزاهة. ويمكننا تقرير ألا نختار سوى الأتقياء ليكونوا أقرب أصدقائنا وأكبر المؤثرين فينا.
اتخاذ القرارات
تمثِّل مرحلة البلوغ المبكرة الوقت الملائم لاتخاذ قرارات كثيرة، ستستمر آثار بعضها مدى الحياة (أو حتى الأبديَّة).[1]إليك بعض الأسئلة التي يجب التفكير فيها مليًّا عند مراعاة اختياراتنا:
هل هذا الفعل يتوافق مع مشيئة الله لي؟ يقول لنا المجتمع: "كن نفسك"، و"كن صادقًا مع نفسك"، و"اتبع قلبك". لكننا مدعوون لنكون صادقين مع المسيح، وليس مع أنفسنا. في الواقع، يطلب الله منا أنْ نقول "لا" لرغباتنا عندما تتعارض مع طاعته (متى 16: 24-26). إنه يدعونا لنحيا بحسب معيار برِّه. لأن الذي سينالون بَركته هم أولئك الذين يخافونه ويطيعونه في كل شيء (مزمور 15؛ 112؛ متى 5: 3-11). وعندما نتبعه بأمانة، فإننا نصير أناسًا بحسب قلبه.
كيف سيؤثر هذا الفعل في سمعتي؟ إننا نبني سمعتنا مع كل خيار نتخذه (أمثال 20: 11). صحيح أننا علينا الاهتمام أكثر بما يراه الله فينا. ولكن عندما يعرِّفنا الآخرون بأننا نزيهون، فإننا نؤثر في الآخرين من أجل الحق ونصبح شهودًا موثوقين للمسيح. يخبرنا أمثال 22: 1 إنَّ علينا منح الأولويَّة للسمعة الطيبة على الثروة الماديَّة.
ما العواقب التي ستتبع هذا الاختيار؟ يُظهر لنا أمثال 22: 3 أنَّ علينا الاستعداد للمستقبل من خلال اتخاذ خيارات جيدة اليوم. عندما نفكِّر في خياراتنا، علينا أنْ نأخذ في الاعتبار العواقب المرتقَبة لكل منها، وكيف لاختياراتنا أن تؤثر في حياتنا وحياة الآخرين؟
يخبرنا أمثال 4: 23 أنَّ اختياراتنا وسلوكياتنا تنبع من قلوبنا. إذا أردنا اختيار اختيارات جيدة تسرُّ قلب الله، فعلينا التأكد من أمانتنا تجاهه (تثنية 6: 2، 5-6؛ تثنية 13: 4).
[1]للمزيد عن هذا الموضوع، راجِع الدرس الخامس من الحياة المسيحيَّة العمليَّة، المتاح من Shepherds Global Classroom.
الصحة الجسديَّة
الشباب مسؤولون عن اختياراتهم الشخصيَّة، بما في ذلك طعامهم ونشاطهم البدني، وتمارينهم الروتينيَّة، وعادات نومهم. وفي كل هذه ينبغي ضبط النفس (1 كورنثوس 9: 27). على المؤمنين تذكُّر أنَّ أجسادهم هيكل الروح القدس، وأنهم افتُدوا بدم المسيح (1 كورنثوس 6: 19-20). ولأننا أيضًا خدام الله، علينا العنايَّة بأجسادنا وتعلُّم الانضباط أنفسنا في كل اختياراتنا في هذه الأنشطة، لنكون في أفضل حالاتنا من أجله.[1]
◄ على الطلاب قراءة 1 كورنثوس 6: 12-13، 19-20، و 1 كورنثوس 10: 31 للمجموعة.
فكِّر في اختياراتك الغذائيَّة وكمياتها الأسبوع الماضي. ربما كانت لديك وفرة من الطعام، مع اختيارات متعددة لما يمكنك أكله. وربما لم يكن لديك سوى بعض الطعام، واختيارات قليلة. في كلتا الحالتين، ينبغي أنْ يمجِّد طعامك وشربك الله. إذا كان ممكنًا أن تدعو الرب يسوع ليجلس ويأكل معك، فهل ستختار الأطعمة نفسها والكميات التي تختارها عادةً؟ قد يبدو هذا سؤالًا سخيفًا، ولكن ربما يكون بمنزلة تذكير بأنْ تتفكر مليًّا وتشكُر الله على ما لديك، وتضبط نفسك في الطعام.
والنوم نطاق آخر في حياتك على المؤمن أنْ يُظهر فيه ضبط النفس. يجب ألَّا نكون كسالى وننام كثيرًا (أمثال 6: 10-11؛ 20: 13)، لكن الله صمَّم أجسادنا لتحتاج إلى راحة منتظمة وكافية (مزمور 3: 5). يحتاج البالغون الأصحاء عادةً إلى ما بين ست وثمانية ساعات من النوم كل ليلة.
يخبرنا جامعة 5: 12 أنَّ النوم مكافأة للمشتغِل بجد. يتحدث أمثال 3: 24 ومزمور 4: 8 عن النوم المريح واللذيذ الذي يمنحه الله لأبنائه. هذا هو النوم الذي يردُّ لأجسادنا صحَّتها. إننا نتحرَّر بفضل السلام الإلهي من قلق اليوم وهمومه، لمعرفتنا أنَّ الله الأمين يرعانا. النوم الهانئ يُنعِش أجسادنا وعقولنا، ويعدُّنا للأنشطة المقبلة في الخدمة.
يندرِج أمثال 3: 24 ضمن جزء من سِفر الأمثال ينطوي على تعليمات لنعيش حياتنا بحكمة وفهم وتمييز. إذا أردتَ نومًا هانئًا فعليك اتخاذ قرارات حكيمة في نطاقات أخرى في حياتك، مثل الوقت الذي تقضيه في مشاهدة التليفزيون أو الأفلام أو تصفُّح مواقع الإنترنت، أو في استخدام الهاتف المحمول، أو تمضية الوقت مع الأصدقاء.
يمكن للنوم أنْ يتأثر باختيارات الطعام وكمياته خلال اليوم، ومقدار التمارين الرياضيَّة التي مارستها، وكيف تعاملتَ مع موقف صَعب، أو كيف تنفق مالَك. يُمكن للنوم أنْ يكون هانئًا عندما تمتلئ من ثمر الروح المذكور في غلاطية 5: 22-23.
◄ خذ بعض الوقت لقراءة الشواهد الكتابيَّة المذكورة أعلاه. قيِّم نومك بناءً على المبادئ المذكورة في هذه الشواهد. هل تعطي جسدك الراحة التي يحتاجها ليعمل كما أراد له الله؟ لاحظ سياق الآيات في المزامير؛ حيث كتبها داود في ظروف صعبة جدًّا، ومع ذلك اختبر أمانة الله في ردِّ الحيويَّة إلى جسده بالنوم.
[1]للمزيد عن هذا الموضوع، راجِع الدرس الثالث عشر من الحياة المسيحيَّة العمليَّة، المتاح من Shepherds Global Classroom.
التعامل مع الضغط
بفضل تصميم الله، تمتلئ سنوات البلوغ المبكِّر بالكثير من المسؤوليات والاهتمام الذي يتطلب الانتباه ويسبب ضغطًا (مراثي إرميا 3: 27). قد يحاول الشخص الحصول على درجة جامعيَّة أو بدء عمل أو العمل في وظيفة أو حتى وظائف متعددة. ثمة علاقات متشعبة تحتاج تركيز الشباب الكامل. تحتاج الماليات والمواصلات واحتياجات المنزل إلى اهتمام، ولكنها تسبِّب ضغطًا.
يمكن تعريف الضغط على أنه "رد الفعل الجسدي والعاطفي للأحداث التي تهدِّد الحياة أو تمثل تحديات لنا"[1]فكِّر في رؤيتك لظروفك وكيف تتعامَل ذهنيًّا مع المواقف التي تختبرها.
كيف تفكِّر في الأمور المتعلقة بمستقبلك؟ ما المشاعر التي تسمَح لها بتملُّكك حيال مسؤولياتك؟ أي منظور يؤثر في كيفيَّة تعاملك مع ذلك الموقف؟ ما حالتك المزاجيَّة العامة وشخصيتك (أمثال 15: 15)؟
إنَّ مفاهيمك وحالتك المزاجيَّة وشخصيتك، تؤثر جميعها في مواقف الحياة ومستوى الضغط الذي ستختبره. بينما الضغط هو جزء طبيعي من الحياة، فإن طريقة تعاملك مع الضغط هي مسألة شخصيَّة. أحيانًا ما يسبِّب القلق الصداع وألم العضلات والإرهاق وارتفاع ضغط الدم والبثور، والكثير من الأمراض والإعاقات العقليَّة والعاطفيَّة والجسديَّة (أمثال 12: 25). يُمكِن للاستجابة الخاطئة للضغط أنْ تعوقك بشدَّة عن خدمة المسيح. بسبب هذا، ليست مفاجأة أنْ كلمة الله تخبرنا ألَّا نقلَق أو نكون مهمومين.
◄ على الطلاب قراءة متى 6: 34، و1 بطرس 5: 7، ومزمور 105: 4 للمجموعة.
عندما تواجهنا ظروف ضاغطة فإننا نختار الثقة في الله والاتكال عليه، فهو الوحيد غير المحدود. إنه كليُّ القوَّة والحكمة والصلاح. إنه يهتم بأبنائه خير اهتمام. إنه يريدنا أنْ ندرك احتياجنا له، وأنْ نلقي عليه كلَّ همومنا، وأنْ نطلب قوَّته. وبينما نفعَل ذلك فإنه يمنحنا السلام والراحة وكلَّ ما نحتاجه. علينا أنْ نتعلَّم في شبابنا السكون والهدوء أمام الله، وانتظار قيادته (مزمور 46: 10؛ مراثي إرميا 3: 25-27).
◄ اذكُر المواقف الضاغطة التي تتعرَّض لها الآن. ماذا عليك عمله بناءً على كلمة الله؟
[1]Robert S. Feldman, Discovering the Lifespan, 2nd ed. (Upper Saddle River, NJ: Pearson, 2012), 317.
للمناقشة الجماعية
◄ ما الأفكار والمبادئ التي كانت جديدة عليك في هذا الدرس؟ ما المبادئ الكتابيَّة الأخرى التي فكَّرتَ فيها وتتعلَّق بهذه النطاقات من حياة الشباب؟
◄ كيف ستتأثر حياتك الشخصيَّة بما درستَه في هذا الدرس؟
◄ في كنيستك، أي هذه الموضوعات تحتاج مناقشتها بين المؤمنين الشباب؟
◄ كيف يمكنك التأثير في المسيحيين الذين تعرفهم، ليفكروا ويتصرَّفوا كتابيًّا في نطاقات الحياة هذه؟
صلاة
أيها الآب السماوي،
نشكرك لأن كلماتك تعلِّمنا كيف نعيش من أجلك في كلِّ مرحلة من مراحل حياتنا. نشكرك من أجل إعدادنا لنحيا حياةً مُثمِرة ومنتِجَة في سنوات شبابنا.
أعنِّا لنمجِدَك بأنْ نكون خدَّام أمناء في استخدامنا للقوة والموارد والفرص التي تمنحها لنا. ساعدنا لنؤثر بتقوى في الآخرين، ونختار أصدقاء ومشيرين أتقياء.
(1) يُرشِد بولس الرسول تلميذه تيموثاوس في 1 تيموثاوس 4: 12 ليكون قدوة في مسائل بعينها. حدِّد كتابةً هذه المناطق، ثم صِف كيف يمكن للشاب أنْ يحيا بحسب كل هذه السمات. أعطِ مثالًا عمليًّا واحدًا على الأقل لكل سمة.
(2) اختر واحدًا من الموضوعات التي في هذا الدرس:
النضج والشخصيَّة
العمل
الماليَّات
الأصدقاء المقرَّبون
اتخاذ القرارات
الصحة الجسديَّة
الضغط
اكتب ثلاث فقرات على الأقل عن موضوعك المختار:
لخِّص المبادئ الكتابيَّة المتعلقة بهذا الموضوع.
اشرح بعض العواقب السلبيَّة التي تنبع من هذه المبادئ.
صِف بعض العواقب السلبيَّة التي تظهر عندما يجري تجاهُل هذه المبادئ.
عندما تكتب عن العواقب الإيجابيَّة والسلبيَّة، تأكد من أنْ تفكِّر في تأثيرات الاختيارات الشخصيَّة على أناس مختلفين: الشخص نفسه، وأُسرته، ومجتمعه، وكنيسته.
Print Course
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.