خدم الدكتور روبرتسون ماكويلكين مُرسلًا في اليابان لمدة 12 عامًا. وصار فيما بعد رئيسًا لجامعة كولومبيا الدولية. كان معروفًا جيدًا كاتبًا ومتحدثًا ومعلمًا. وقد عانت زوجته مورييل مرضًا دماغيًا يؤثر في قدرة الإنسان على التفكير والتذكر والتواصل. وعندما تطور المرض إلى وضع احتاجت فيها موريل لرعاية دائمة، استقال الدكتور ماكويلكين من رئاسة الجامعة لرعاية زوجته المريضة. وقال إنه يفي بالوعد الذي قطعه لها عندما تزوجا. وهو يؤمن أن رعاية زوجته أهم من الاحتفاظ بمنصب رئيس الجامعة.
مؤسسة الله للزواج
الله هو مؤسس الزواج لأول بين رجل وامرأة خلقهما. لقد صمم الله الزواج ليطابق تمامًا احتياج الناس. لقد صُمم خصيصًا من أجل الطبيعة البشرية. في كل ما يصممه الله وفي كل ما يطلبه، هو يريد الأفضل لنا دائمًا (تثنية 6: 24). هدف الله أن تكون خطته للزواج لكل من الزوجين مصدرًا لتوفير أفضل صحة عاطفية وعلائقية وروحية.
قال الله في الزواج يترك الرجل والمرأة والديهما ويتحدان معًا. يضع الزواج شخصين مختلفين في صداقة وشراكة أقوى وأقرب من أي علاقة إنسانية أخرى. الزواج ليس مجرد شخصين يجتمعان معًا في شراكة محدودة. لقد اندمجت حياتهما إذ أصبحا شخصًا واحدًا، بمعنى ما. وهذا ليس طمسًا لشخصياتهما الفردية، بل هو اتحادًا خاصًا.
الزواج الكتابي
الزواج الكتابي أمر جميل. ولكن يجب على الأزواج الذين يرغبون في اختبار جماله وتذوق جودته أن يفحصوا ما تعلمه الأسفار المقدسة عن هذا الأمر، ثم يتبعون طواعية ما يتعلمونه. إذ الزواج المرضي يحتاج إلى جهد وتضحية.
الزواج الكتابي من أجل الشركة
يصف سفر التكوين خلق الله للزواج. وكل جزء من هذا الوصف يعطي كرامة للزواج.
"قال الرب الإله ليس جيدًا أن يكون آدم وحده. فأصنع له معينًا نظيره" (تكوين 2: 18).
فكما أن الله هو آب وابن وروح قدس في شركة، فقد صممنا الله لنكون اجتماعيين أيضًا. لقد خلقنا لصنع محادثة معًا. لقد خلقنا لأجل الألفة والشركة. قال الله إن الوحدة ليست أمرًا جيدًا!
أخذ الله ضلعًا من الرجل وجعله امرأة جميلة، أي شخصًا آخر – مخلوق على صورة الله بالمثل، متساوٍ في القيمة، ولكنه مختلف في التصميم – وهذا الشخص أكمل الرجل. إنها "هبة مقدمة بتكريم خاص للإنسان باعتبارها آخر أعمال الخالق وأكملها".[1]
يجب على الزواج أن يكون اتحادًا مفرحًا.
عندما قال آدم: "هذه الآن عظم من عظامي" (تكوين 2: 23) كان يعبر عن التقدير والفرح. لم يقل آدم: "أخيرًا عبد! الآن لدي شخص يغسل ملابسي، ويطبخ طعامي، ويدلك ظهري، ويقوم بالأعمال المنزلية!" لا، لقد قال آدم: "أخيرًا، هذه هي المعين الذي يكملني!"
يجب على الزواج أن يكون اتحادًا بين متساويين.
"… معينًا نظيره" (تك 2: 18).
لقد وضع الله تصميم المرأة لتتوافق تمامًا مع الرجل وتكمله.
يذكرنا متى هنري قائلاً: "خُلقت المرأة من ضلع من جنب آدم. لم تُخلق من رأسه لتسود عليه، ولا من قدمه حتى لا يدوسها بقدمه، بل من جنبه، لكي تكون مساوية له، أسفل إبطه ليحميها بذراعه، وبالقرب من قلبه، لكي تكون محبوبة لديه."[2]لم تكن المرأة أدنى ولا أعلى من الرجل، بل كانت مساوية له.
الزيجات القوية لا تعتمد على مشاعر رومانسية ثابتة (المشاعر بطبيعتها غير ثابتة)، أو المتعة (رغم أن الزيجات الصحية تجلب الفرح)، أو الإشباع الشخصي (رغم أن الزيجات القوية تحقق الرضا). فوائد الزواج الرائعة لا تصنع زواجًا قويًا؛ بل هي نتيجة لزواج قوي. يؤسس الزواج على أساس لا يتزعزع من العهد – أي رجل وامرأة ملتزمان ببعضهما بعضًا حصرًا مدى الحياة.
يجب أن يكون الزواج علاقة واضحة ومليئة بالثقة والقبول - "وكانا كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان" (تكوين 2: 25). وبسبب أن الخطية لم تُفسد بعد براءة الزوجين الأولين، فإن زواجهما كان من دون إدانة، ولا خجل، ولا خوف. يقول لنا العهد الجديد: "ليكن الزواج مكرمًا عند كل واحد والمضجع غير نجس" (عبرانيين 13: 4).
لا يوجد زواج قوي مع وجود شعور بانعدام الأمن، أو عدم الثقة، أو الشك، أو الخوف، إذ لا يثق كلٌ منهما في التزام الآخر تجاهه في الزواج. وهكذا يتطلب الزواج القوي وعدًا لا ينتهي إلا بموت أحد الزوجين (رومية 7: 1-2).
قصد الله هو أن يكون الزواج عهدًا بين رجل وامرأة لمدى الحياة (متى 19: 3-6). لقد قال بولس الرسول إن المؤمنين لا يكونون تحت رباط عند انفصال أزواجهم غير المؤمنين عنهم (1 كورنثوس 7: 15)، ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يطلب الانفصال عن الشريك غير المؤمن (1 كورنثوس 7: 12-14، 16). لقد كتب بولس سابقًا أن الرب قال الشيء نفسه: إذ لا ينبغي للمؤمنين أن يختاروا ترك/الانفصال عن أزواجهم، ولكن متى فعلوا ذلك، فلا يجب عليهم أن يتزوجوا شخصًا آخر (1 كورنثوس 7: 10-11، متى 5: 31-32، متى 19: 9).
محبة العهد هي بذل الذات والاحترام والتجمل حتى عندما تكون العلاقة صعبة (1 كورنثوس 13). يقود الالتزام الضعيف إلى جهد ضئيل، وانفصال عاطفي، وانسحاب، وإغواء بالخطية.
يعيش الزوج محبة العهد عندما لا يتخلى عن عروسه أبدًا، حتى عندما تكون غير متجاوبة أو مسيئة أو مريضة. وتعيش الزوجة محبة العهد عندما تختار أن تقدم الاحترام وتطيع زوجها، من أجل المسيح، حتى عندما لا يبادلها زوجها المحبة.
إن حبه يكسب احترامها، واحترامها يكسب حبه. ويستمرون هكذا في النمو!
◀ ما المشكلات التي تظهر إذا تزوج الناس معتقدين أن بإمكانهم العدول عن قرارهم لاحقًا إذا كانوا غير راضين عن هذا الزواج؟ ما الفرق الذي يحدثه الالتزام التام عندما يعتقد الشخص أن زواجه دائم؟
الزواج الكتابي هو المكان المناسب للإشباع الجنسي والإنجاب
لقد جعل الله الجنس ممتعًا وقويًا بصورة فريدة. إنه عمل يهدف لتحقيق الاتحاد الجسدي والعاطفي والروحي. إن الحياة الجنسية الصحية ليست مبهجة وتجلب الاتحاد فحسب، بل إنها تغذي العلاقة الزوجية. إن الجنس هو عطية من الله يجب التمتع بها بالكامل في إطار الزواج، وذلك بالنسبة لأولئك الذين يريدون اتباع الأخلاق الجنسية وفق الكتاب المقدس.[3]
◀ على الطلاب قراءة 1 كورنثوس 7: 1-5 والعبرانيين 13: 4 معًا.
تخبرنا الآيات الواردة في رسالة كورنثوس الأولى أن أحد أهداف الزواج هو إشباع الرغبات الجنسية. لقد سلم الزوج والزوجة نفسيهما لبعضهما بعضًا وتنازلا عن ملكية أجسادهما. وهذا يعني أن الشخص المتزوج لا ينبغي أن يتوقع ممارسة الجنس إلا عند اختيار شريكته ذلك، بليجب عليه أيضًا أن يستجيب لرغبات الطرف الآخر. ولا تخبرنا الآيات أنه يمكن للإنسان أن يطلب القبول رغمًا عن إرادة الطرف الآخر. تطالب الآيات بدلاً من ذلك، أنه يجب على كل واحد منهم أن يستجيب لاحتياجات الآخر.
ويخبرنا هذا المقطع أنه لا ينبغي للمتزوجين أن يحرموا بعضهم بعضًا من هذا الامتياز. ورغم أن الامتناع عن ممارسة الجنس لفترة قصيرة مع الصيام أمر مشروع، إلا أن الامتناع الطويل يسبب الفتنة نتيجة عدم إشباع الرغبة. يختار الأزواج الانفصال لعدة أشهر أو أكثر في بعض الأحيان، وذلك بسبب ذهاب أحدهم للعمل أو الدراسة في مكان بعيد. يجب عليهم أن يفكرا قبل اتخاذ مثل هذا القرار فيما إذا كانت هذه الخطة تناسب تدبير الله أم لا. وقد يعانيان مشكلات بسبب الانفصال الطويل.
يفضل بعض الناس اتباع أسلوب حياة لا يشمل إنجاب أبناء، ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله يسر عندما يكون للوالدين أبناء أتقياء (ملاخي 2: 15). ضروري الانتباه إلى أن الله لا يريد فعل الإنجاب فحسب، بل ما يريده هو أبناء أتقياء. إن الله يدعو الوالدين لتعليم أبنائهم اتباع المسيح.
الزواج الكتابي من أجل المسيح
◀ على الطلاب قراءة 1 بطرس 3: 1-7 وأفسس 5: 22-33 معًا. يجب على المجموعة أن تبقي هذه المقاطع أمامهم للفحص خلال هذه المناقشة.
يكشف الروح القدس في أفسس 5: 30-32 المعنى الأعمق للزواج، وهو ما كان مخفيًا حتى مجيء الرب يسوع. الزواج صورة أرضية – انعكاس – للعلاقة بين الرب يسوع المسيح وكنيسته.
يبدأ بولس في هذا القسم بعملية حض المؤمنين للامتلاء بالروح (أفسس 5: 18). ويقدم في هذا السياق الإرشادات التالية بشأن الزواج.
إن العروس المملوءة بالروح سوف تخضع لعريسها (أي "رأسها") في الرب، وذلك بالطريقة نفسها التي يخضع بها المؤمنون للرب يسوع (أفسس 5: 24، 32؛ انظر أيضًا 1 بطرس 3: 1). تلك هي الطريقة التي تُظهر بها الاحترام للرب يسوع ولزوجها. وهكذا واجب الزوجة أن تقبل قيادة زوجها حتى ولو كان هذا الزوج غيرمؤمن. وإذا فعلت ذلك، من المرجح أن يصبح زوجها غير المخلّص مؤمنًا.
لا بد أن يكون الرب في ذهن كل زوجة في خضوعها، فهي تخضع للرب ومن أجله، وليس لزوجها فحسب. إذ عينها على الرب يسوع، الذي هو وحده بلا عيب. إن خضوع الزوجة لزوجها هو نوعٌ من عبادة للرب يسوع.
إن الخضوع الكتابي، مثل الحب، لا يمكن أن يكون إكراهًا. إن الخضوع الكتابي هو عطية تقدمها الزوجات لأزواجهن توقيرًا للمسيح (أفسس 5: 33). والخضوع في كل شيء هو عبادة للمسيح.[4]
إن خضوع الزوجة لزوجها توقير له (أفسس 5: 33)، وهذا يعد جانبًا من الحياة المملوءة بالروح القدس (أفسس 5: 18-21). هذه الكرامة تأتي من روح وديع وهادئ، قيم للغاية أمام الله (1 بطرس 3: 4).
إن العريس المملوء بالروح سوف يحب عروسه كما أحب الرب يسوع كنيسته (أفسس 5: 25). يجب على العريس أن يحب عروسه كما يحب جسده (أفسس 5: 28-29). ويجب عليه أن يظهر التضحية الذاتية نفسها المملوءة بالروح القدس كما أظهر الرب يسوع من نحو كنيسته عندما أسلم نفسه من أجلها. وهذا هو عمله في الخضوع لله (أفسس 5: 21). وقد قال أحد المفسرين الآتي عن هذا الأمر:
إذ كما بذل (الرب يسوع) نفسه وتألم على الصليب ليخلص الكنيسة، كذلك علينا أن نكون على استعداد لإنكار أنفسنا وتحمل /[العمل الشاق والصعوبات]، حتى نتمكن من تعضيد سعادة الزوجة. فمن واجب الزوج أن /[يجتهد] لتعضديها؛ ولتوفير احتياجاتها؛ وأن يحرم نفسه من الراحة والتساهل، إذا لزم الأمر، من أجل الاعتناء بها في المرض؛ وأن يتقدمها عند مواجهة الخطر؛ والدفاع عنها إذا كانت في /[وضع خطير]؛ وأن يتحملها عندما تكون عصبية؛ والتمسك بها عندما تُبعده عنها؛ وأن يصلي معها عندما تكون في ضيقة روحية؛ وأن يكون مستعدًا للموت من أجل إنقاذها. لماذا لا يحدث هذا؟ إذا تحطمت السفينة، وكان هناك لوح واحد يمكن الاستعانة به للنجاة، ألا ينبغي له أن يكون على استعداد لوضعها عليه، ورؤيتها آمنة مهما كان الخطر الذي يهدد نفسه؟ ولكن هناك المزيد… يجب على الزوج أن يشعر أن الهدف الأعظم في حياته هو السعي من أجل خلاص زوجته. عليه أن يزودها بكل ما قد تحتاجه من أجل روحها… وعليه أن يكون قدوة؛ وأن يقدم المشورة لها إذا احتاجت إليها؛ وأن ييسر لها طريق الخلاص قدر الإمكان. إذا كان لدى الزوج روح وإنكار الذات كمخلّص، فلن يعتبر أي تضحية كبيرة طالما يمكن لهذا أن يعزز خلاص أسرته.[5]
يجب على العريس أن يسعى لطهارة عروسه كما طهر المسيح عروسه الكنيسة (أفسس 5: 26-27).
تقول رسالة بطرس الأولى 3: 7 إنه يجب على الزوج أن يعيش مع زوجته بطريقة متفهمة، أي أن يبذل قصارى جهده ليفهمها. وعليه أن يدرسها حتى يفهم احتياجاتها. إذ تدعى المرأة في هذه الآية "الإناء الأضعف". الزوجة تحتاج إلى الاهتمام من زوجها. وعليه أن يحميها ليس من الأذى الجسدي فحسب، بل أيضًا من القلق والضغط النفسي.
يجب على الزوج توفير كل الوسائل اللازمة لازدهار زوجته، أي: الإخلاص، والمحبة غير المشروطة، والفهم، والصلاة، والمشورة، والتعليم، واللطف.
عندما يعامل الزوج زوجته بهذه المحبة، سوف يكافأ بالسعادة. إذ يقول بولس: "من يحب امرأته يحب نفسه" (أفسس 5: 28). الأزواج الذين يحبون زوجاتهم بهذه الطريقة الباذلة للنفس سوف يكافئهم الرب أكثر من ذلك، وهذا على الأرجح باحترام زوجته ومحبتها وإخلاصها.
◀ ما الأمور المحددة التي يجب على الزوج القيام بها لتقديم الدعم الروحي لزوجته؟
ضروري أن نتذكر كيف تقدم الوصايا في هذه الآيات. إذ لا يُطلب من الزوج فرض سلطته على زوجته. ويقال للزوجة أن تطيع زوجها، لكن لا يطلب من الزوج أن يجبرها على الطاعة. يُطلب منه أن يحب زوجته ويضحي بما يلزم لرعايتها. وبالمثل، لا يُطلب من الزوجة أن تطلب الرعاية من زوجها؛ بل قيل لها أن تحترمه.
لا ينبغي أن تكون أولوية الزوج الحفاظ على سلطته بل توفير الرعاية المُحبة. ولا يجب أن تكون أولوية الزوجة هي المطالبة بما لنفسها، بل احترام زوجها.
الرسول بطرس يحذر الزوج من أن صلاته سوف تتعطل إذا لم يراع زوجته بصورة صحيحة. يمكننا من كلمات بولس وبطرس رؤية أن الرجل الذي لا يهتم بزوجته كما ينبغي، هو شخص لا يحب الله كما ينبغي. والمرأة التي لا تقدم الاحترام لزوجها لا تقدم الاحترام لله كما ينبغي. إذ سلوكنا في الزواج يؤثر في علاقتنا مع الله.
[1]تشارلز إيليكوت (Charles Ellicot) محرر، تفسير إيليكوت لقراء الإنجليز (Ellicot’s Commentary for English Readers)، ملاحظات على تكوين 2: 22. مأخوذ عنhttps://biblehub.com/genesis/2-22.htm#commentaryفي 29 ديسمبر 2020.
[2]متى هنري، التفسير الكامل للكتاب المقدس، (مطبوعات إيجلز، 2011). (تعليق على تكوين 2: 21-25). النسخة الإنجليزية موجودة على:https://studylight.org/commentaries/eng/mhm/genesis-2.html في 31 يوليو 2023.
لقد وضع الله تصميم الزواج ليستمر طوال حياة الزوجين. إذ يتعهد الرجل والمرأة في الزواج بأن يتحليا بالإخلاص لبعضهما بعضًا ما داما كانا على قيد الحياة.
يسجل الكتاب المقدس كلمات الرب يسوع عن الزواج، تلك التي قالها في حواره مع الفريسيين.
◄ على طالب ما قراءة متى 19: 3-8 على المجموعة.
قال الرب يسوع إن الله قصد استمرار الزواج طوال حياة الزوجين. وإنه وضعَ ضوابط للطلاق للأشخاص الذين لا يتبعون الله.
ثمة أسباب عدة ليخلق الله الزواج ليدوم، وقد تحدثنا عن بعضها في الجزء الأخير. ثمة سبب آخر لديمومة الزواج، وهو الأبناء. إن الخضوع لتدبير الله للزواج يخلق أفضل بيئة لتربية الأبناء. عندما يكرم الوالدان الله بالخضوع لمبادئه في زواجهموأسرتهم، سوف يقدران على تربية أبناء أتقياء حقًا (ملاخي 2: 15).
لقد صمم الله حياة الإنسان على أن يستغرق عدة سنوات من الطفولة حتى البلوغ. ويعتمد الأبناء خلال هذا الوقت على والديهم من أجل الحماية والإعالة والتنشئة. وهذا يختلف عن الحيوانات التي تنمو لتصل للبلوغ خلال عام أو عامين. إنما البشر يحتاجون إلى المزيد من الوقت لبناء شخصية ناضجة. لقد صمم الله الأسرة كوسيلة لتربية الأبناء. إذ تقع العديد من المشكلات في المجتمع لعدم وجود أسر تتمتع بوالدين أُمناء حقًا.
يتطلب الزواج من الناس قطع وعدًا بأن يتعهدوا بحياتهم كلها لبعضهم بعضًا. ولكل ثقافة أشكال واحتفالات لإظهار أن الزواج هو تعهد جاد. وحفل الزفاف وسيلة الرجل والمرأة للإعلان عن تعهدهما ببعضهما مدى الحياة علنيًا.
وتحتفظ معظم الحكومات بسجلات الزواج. وتؤثر قوانين الزواج على ملكية الممتلكات وحضانة الأطفال والميراث.
فيما يلي مثال على عهود الزواج التي رُدِدَت في العديد من حفلات الزفاف:
أنا أتخذك لتكونيلتكون [زوجة/زوج]، لتكون[ي] لي ولأتمسك بكِ، من هذا اليوم فصاعدًا، في السراء والضراء، والغنى والفقر، والمرض والعافية، ولأحبكِ وأرعاكِ، حتى يفرقنا الموت حسب أمر الله المقدس؛ أتعهد لكِ بهذا.
المشاعر الرومانسية لن تكون على المنوال نفسه دائمًا. كما ليس للزواج الاستناد إلى مشاعر شخصية متقلبة. لذا، عهود الزواج تعني أن الرجل والمرأة يتعهدان بأن يتحليا بالإخلاص تجاه بعضهما بعضًا طوال حياتهما، وهذا العهد مطلق غير مشروط.
وبسبب ديمومة الزواج، لا ينبغي للمؤمنين أبدًا التصريح بما يشير ضمنًا إلى أنهم مستعدين لإنهاء زواجهم بسبب مشكلات في العلاقة. ولا ينبغي لأي إنسان أن يقول: "ليتني ما تزوجتك"، أو "ربما يجب أن نتطلق". قد تكون هذه التصريحات في بعض الأحيان، محاولة للتلاعب بالطرف الآخر لإظهار اهتمامه[ا] بالزواج. إذ يعتقد أحدهم أن الآخر قد يسعى[تسعى] جاهدًا[جاهدة] إرضاء زوجته[زوجها] بسبب هذه العبارات القاسية، لكن هذا نادرًا ما يحدث. يدافع الطرف الآخر عن نفسه بدلًا من ذلك بقوله: "حسنًا، يمكننا الطلاق إذا كنت تريد[تريدين] ذلك". ثم يُبدي كلاهما استعدادهما لإنهاء الزواج بسبب رغباتهما الخاصة، وتصبح العلاقة أسوأ.
◄ لماذا يبدأ الزواج بالعهود وليس مجرد تصريح بالحب؟
◄ هل يريد شخص ما المشاركة بكيفية دخوله للزواج متوقعًا الحصول على منافع عديدة، بينما لا يدرك التعهد الملزم له؟
الزواج شراكة مسيحية إيمانية
◄ على طالب ما قراءة 2 كورنثوس 6: 14-18 على المجموعة.
تخبرنا هذه الآيات أن تعهد المؤمن يتعطل إذا كان على علاقة وثيقة بغير المؤمنين. وكما لا يستطيع المؤمن أن يتعبد برفقة شخص يعبد الشيطان، كذلك أيضًا لا يستطيع أن يتبع أسلوب حياة غير المؤمنين وأولوياتهم. قد ينطبق هذا التحذير على أنواع مختلفة من العلاقات، بما في ذلك الشراكات التجارية.
الزواج أقرب شراكة إنسانية حميمية. ولا للمؤمن مجرد التفكير بالزواج من شخص غير مؤمن (1 كورنثوس 7: 39). إذ سوف يعاني المؤمن[ة] المتزوج[ة] غير مؤمن[ة] من الحزن كثيرًا والعديد من العوائق في تربية الأبناء واتخاذ القرارات المرتبطة بالمعيشة.
إذا كان الزوج والزوجة مؤمنين ولكنهما ينتميان إلى طائفتين مختلفتين، لا بد عليهما التأكد من أنهما متفقان على الأمور الروحية المهمة. عليهما تدبر الأمر ليكونا جزءًا من الكنيسة المحلية نفسها بعد الزواج.
طرائق لتقوية الزوجان زيجتهما
(1) عليهما تبجيل التصميم الأصلي للزواج الذي عينه الله وتقدير دوريهما الفريد في الزواج.
لا بد على الزوج تذكر أن زوجته هي عطية من الله، وهي المعين الذي يكمله. ولا بد عليه أن يبذل حياته من أجل أمانها وسلامتها الروحية والعاطفية والجسدية. ولا بد عليه أن يتحلى بالامتنان لله عليها، وأن يحبها بغض النظر عن استحقاقها، مدركًا أن الله وحده هو القادر على تغيير ما يحتاج إلى التغيير فيها. وأن الله سوف يكرّم طاعته وإيمانه.
لا بد على الزوجة تبجيل اختيار الله لزوجها رأسًا لها، وتحترمه في كل شيء، وتكرم قيادته في بيتهما. ولا بد أن تخضع له وتحترمه طواعية حتى عندما يخطئ ويكون غير مستحق، مصلية لله أن يغير ما يحتاج إلى التغيير فيه. والله سوف يكرّمها لطاعتها وإيمانها.
(2)لا بد على الزوجين صقل ألفتهما الروحية وحميميتهما الحقيقيتين.
لا بد عليهما السعي لمعرفة بعضهم بعضًا من دون خوف أو انتقاد أو مقارنة بالآخرين أو إساءة أو شهوة أنانية أو تحقير. يجب أن يعيشا بشفافية ونزاهة أمام الله وأمام أنفسهما.
(3)لا بد على الأزواج اتباع مثال نعمة الله في إخفاق أي منهما.
عندما سقط آدم وحواء في الخطية وخجلا وندما، أعلن الله عن قدرته لفدائهما من إخفاقهما. لقد قَدَّمَ الله حملًا ذبيحة ليصنع أقمصة جلدية لآدم وحواء لتغطية عريهما (تكوين 3: 21). كان عمل الله المحب هذا نموذج للنعمة ووعده بالفداء بالمسيح. يقدم المسيح لنا الغفران والتجديد. إذ يستطيع الأزواج بالمسيح استرداد الحميمية بلا خجل حتى بعد إخفاقهما.
الخاتمة
الزواج خليقة الله وليس من صنع الإنسان. لذلك، لا بد أن نلجأ إلى الله ليرشدنا، وليس إلى العالم أو إلى الثقافة السائدة. فهو وحده يعرف كيف يقوي زيجاتنا، ويديمها، ويجازيها. ولكننا لن نصير أبدًا في الصورة التي يجب أن نكون فيها كأزواج من دون الروح القدس!
للمناقشة الجماعية
◄ ما حقيقة الزواج التي يغفل عنها كثيرون؟
◄ اشرح المبادئ التي يجب على الكنيسة تعليمها لتقوية الزواج. ما الفهم الذي تفتقر إليه خاصة في بيئتك؟
صلاة
أيها الآب السماوي،
أشكرك على منحنا عطية الزواج الرائعة. أشكرك على الصورة الجميلة التي صممت بها هذا الزواج. ساعدنا على اتخاذ العهد والالتزام الضروري لكي نختبر الزواج بالطريقة التي أقمته بها.
ساعدنا على إظهار محبة تشبه المحبة بين المسيح والكنيسة.
ساعدنا على تجاوز تصورات ثقافتنا في احترامنا لبعضنا بعضًا.
أشكرك على عمل الروح القدس الذي يصير العلاقات المفرحة والقوية ممكنة.
آمين
تكليف الدرس
(1) اختر مبدأين جديدين عليك من هذا الدرس. اكتب فقرة تشرح كل منهما بأسلوبك.
(2) عِد عرضًا تقديميًا مختصرًا عن أحد الموضوعات المذكورة أدناه. (سيحدد قائد الفصل موضوعًا لكل طالب). شارك العرض التقديمي في بداءة المحاضرة التالية.
تصميم الله للاتحاد في الزواج
المقاصد الكتابية للزواج
الأدوار إلهية التعيين في الزواج وأهمية الامتلاء بالروح لتتميم تلك الأدوار
ديمومة الزواج
(3) إذا كنت غير متزوج، ولكنك تخطط للزواج في المستقبل، اكتب فقرتين عن التعهد بطاعة مبادئ الله في زواجك المستقبلي. وإذا كنت متزوجًا، اكتب فقرتين عن التعهد بطاعة مبادئ الله في زواجك.
احترام المرأة
قبل متابعة حديثنا في الدرس الرابع، يجب على الصف دراسة الملحق أ ومناقشته. مناقشة موجزة عن احترام المرأة، وهو موضوع مهم يتعلقالصف دراسة بالزواج والأسرة.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.