Lesson 8: لغات الحب الخمس - الجزء الأول

في نهاية هذا الدرس يجب على الطالب أن:

(1) يصف خصائص وسلوكيات الحب الحقيقي.

(2) يشرح معنى أن تحب شخصًا دون شروط.

(3) يناقش أهمية التعبير عن الحب بلغة الحب الأساسية لشخص ما.

(4) يستخدم كلمات التعضيد للتعبير عن الحب والتقدير على الصفات الشخصية لأحد أفراد الأسرة، وعلى سماة شخصه، وسماته الذاتية.

كان جوزيف محبطًا لأن زوجته كانت غير سعيدة. ولم يفهم ماذا أرادت منه. لقد عمل جوزيف بجد ووفر لزوجته وأبنائه المنزل والطعام وكل ما هو ضروري للحياة. وسمح لزوجته بشراء أي شيء ترغب فيه. ولم يكن على زوجته أن تقلق بشأن أي شيء. فما الذي يمكن أن تريده الزوجة أكثر من ذلك؟ شعر جوزيف أن زوجته لا تقدر عمله هذا.

لم تكن هانا سعيدة لأنها أرادت من جوزيف أن يُظهر محبته بالتفكير في أمور خاصة ليفعلها لأجلها. كانت هديتها المفضلة من جوزيف عبارة عن لوحة خشبية صغيرة تحمل اسمها صنعها لها جوزيف في ورشته. وقد تمنت أن يشتري لها الزهور أحيانًا، بدلاً من أن يطلب منها شراء ما تريد هي.

تحدث جوزيف وهانا عن مشاعرهما وسعيا في فهم احتياجات بعضهما بعضًا.

◄ ماذا يعني أن تحب شخصًا ما بحق؟

◄ يجب على الطالب أن يقرأ 1 كورنثوس 13: 4-8 أمام المجموعة. واذكر وفقًا لهذه الآية تلك صفات الحب وأفعاله. واسرد الأشياء التي يصنعها الحب وما لا يفعله.

سخة قابلة للطباعة بصيغة PDF متاحة هنا.

نسخة قابلة للتحرير بصيغة .docx متاحة هنا.

قد يبدو من هذا المقطع أن المحبة تُعرف بما ليس فيها أكثر ما تعرف بما فيها. لكن وصف المحبة بما ليس فيها يعلمنا ما هي المحبة حقًا. فإذا لم تكن المحبة غرورًا فماذا تكون؟ إنه العكس. المحبة اتضاع.

◄ الآن حدد الأضداد لكل من الأمور التي ليست في المحبة، كما هو موضح في 1 كورنثوس 13: 4-8 والواردة في الجدول أعلاه.

الحب الحقيقي:

• ليس مجرد شعور (رغم أن المشاعر غالبًا ما تصاحب الحب).

• إنه يعطي طواعية وليس عن اضطرار.

• [1]إنه التزام.

• إنها تضحية.

• إنها غير مشروطة؛ لا تعتمد على تصرفات الطرف الآخر.

• هي عن قصد وليست عرضية.

• تكلف شيئًا ما.

• تسعى لما هو أفضل للطرف الآخر.

• تعبر عن نفسها بالبذل.

"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد…" (يوحنا 3: 16). الحب الحقيقي يعبر عن نفسه بالبذل. هذا لا يعني دائمًا تقديم هدية مادية ملموسة. في بعض الأحيان تكون الهدية عبارة عن كلمات محبة. وفي أحيان أخرى تكون الهدية هي الوقت: أن تكون مع شخص ما وأن تكون متاحًا له. وأحيانًا يقدم الحب بأعمال الخدمة أو بلمسة محبة. لقد أحبنا الله الآب كثيرًا لدرجة أنه أعطانا أفضل ما لديه، أي ابنه الوحيد، حتى نتمكن نحن أيضًا من أن نصبح أبناءه. وعندما نحب الآخرين حقًا، فإننا سوف نعطي أيضًا.

الحب الحقيقي غير مشروط. لا يعتمد على سلوك أو استحقاق الشخص المحبوب. إنه لا يقول: "إذا فعلت هذا وأرضتني بهذه الطريقة، فسوف أحبك؛ ولكن إذا فعلت ذلك وأغضبتني فلن أحبك".

يقول الحب المشروط: "إذا كان سلوكك يعجبني، فسوف أكافئك بعبارات الحب التي لها معنى عندك. ولكن إذا لم تفعل ما أريد، فسوف أمنع عنك تعبيرات الحب ذات المغزى".

الحب الحقيقي غير مشروط. وسوف يعبر عن نفسه بغض النظر عما يفعله أو لا يفعله المتلقي. سوف يعبر عن نفسه حتى عندما يكون المتلقي غير قادر على التأثر بالحب؛ وعندما لا يكون لديه ما يعطيه في المقابل.

من المهم إدراك أن حب شخص ما دون قيد أو شرط لا يعني بالضرورة أن نمنحه ما يريد. وهذا لا يعني أننا نزيل عواقب سلوكهم الخاطئ. وهذا يعني أننا نحاول دائمًا أن نفعل ما هو أفضل لهم. من الصعب مشاهدة أحد أحبائك يعاني، ولكن إذا كانوا يرتكبون خطأً، فإن تجربة المعاناة غالبًا ما تكون هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يصرفهم عن سلوكهم المدمر. أحيانًا يكون الأفضل لأحبائنا هو السماح لهم بالصراع. وفي أوقات أخرى، يكون من الأفضل لنا أن نساعدهم على الخروج من صراعهم هذا. وكثيرًا ما نحتاج إلى مشورة أناس أتقياء ومعونة الروح القدس لنعرف ما يجب أن نفعله في هذه المواقف.

◄ ما الذي يحفزنا على حب الآخرين بهذا الحب غير المشروط؟

◄ على الطالب قراءة رومية 5: 8 على المجموعة.

يشعر الكثير من الناس أن محبة الله تعتمد على أدائهم السلوكي. ولهذا السبب، فإنهم لا يفهمون لماذا يجب عليهم أن يحبوا الآخرين دون قيد أو شرط. لكن رومية 5: 8 تخبرنا أن الله أحبنا بالفعل بينما كنا أعداء له. لقد بذل المخلّص بينما كنا خطاة. حبه لجميع الناس غير مشروط. وحبه لا يعتمد على سلوكك أو كمالك. الله يحبك كما أنت كشخص مخلوق على صورته.

هو يريدنا أن نحب الآخرين بالطريقة نفسها التي يحبنا بها (يوحنا 15: 12؛ أفسس 5: 2؛ 1 يوحنا 4: 11). السبب الرئيس الذي يجعلنا نحب الآخرين دون قيد أو شرط هو أن الله يدعونا لمثل هذا الحب (متى 5: 43-48؛ 1 بطرس الأولى 4: 8).

يحب الله التنوع. فهو يعطي الناس شخصيات فريدة من نوعها. ولا يوجد شخصان لديهما طريقة التفكير والتعبير عن مشاعرهما نفسها. وبسبب الاختلافات في الشخصية، فإن احتياجات أفراد أسرتنا تختلف بعض الشيء عن احتياجاتنا. إن اختلافاتنا اليومية تؤثر في العلاقات الأسرية.

إحدى الطرائق التي يختلف بها الأفراد هي كيفية التعبير عن الحب وما يجعلهم يشعرون بالحب والتقدير والأمان في علاقاتهم مع الآخرين.

هناك العديد من الطرق للتعبير عن الحب، والعديد من الطرق لجعل الناس يشعرون بالحب. يسرد جاري تشابمان خمس طرائق للتعبير عن الحب.[1] يسميهم لغات الحب الخمس. تعد هذه الطرق في إظهار الحب، نظامًا كاملًا للسلوك، وليس مجرد عمل فردي.

ورغم أن كل شخص يحتاج إلى أن يكون محبوبًا بجميع الطرائق الخمس، يبدو أن معظم الأفراد يشعرون بأنهم محبوبون بنوع واحد أكثر مما يشعرون مع الأنواع الأخرى. إذ لا تعني تعبيرات الحب الأخرى الكثير بالنسبة لهم.

لغات الحب الخمس

يظهر الناس الحب من خلال:

1. كلمات التشجيع

2. الوقت الخاص

3. الهدايا

4. أعمال الخدمة

5. التلامس الجسدي

وبالمثل، يتعرف الناس على الحب ويتلقونه بهذه الطرائق الخمس.

لغة الحب الأساسية

يعرف معظم الناس الحب بصورة طبيعية ويعبرون عنه بطريقة أو اثنتين من تلك الطرائق الخمس. وإذا لم يعبر أفراد الأسرة عن حبهم للشريك أو الابن بلغة الحب الأساسية لذلك الشخص، فقد لا يشعر هذا الشريك أو الابن بالحب، رغم إظهار الحب لهم بطرائق أخرى.

قد تعبر امرأة معينة عن حبها في المقام الأول بمنح وقتها لمن تحبهم. وتحاول أن تكون متاحة للتحدث والتفاعل مع من تحبهم. إنها تخصص وقتًا للقيام بالأنشطة معًا. وبالمثل، نظرًا لأن هذه هي الطريقة الأساسية لإظهار الحب، فهي الطريقة الأكثر سهولة للتعرف على حب الآخرين لها. إنها تشعر بالحب أكثر عندما يمنحها شخص ما وقته. وإذا اشترى لها زوجها هدايا أو فعل لها شيئًا، فهذا لا يعني لها الكثير كما هو الحال عندما يقضي وقتًا خاصًا معها.

قد يظهر رجل معين الحب بالمقام الأول بالتلامس الجسدي. إذ يحتضن زوجته وأبنائه ويسعد عندما يعانقونه ويريدون التقرب منه. وقد يعانق أصدقاءه أو على الأقل يربت على أكتافهم أو يدفعهم أو يتصارع معهم بمودة. وربما يقدّر العمل الجاد الذي تقوم به زوجته من أجل أسرتهم، لكن العمل ليس هو ما يجعله يشعر بأنها تحبه. يشعر بالحب عندما تجلس بجانبه وتسمح له بوضع ذراعه حولها، أو عندما تلمسه بطرق عاطفية مختلفة.

تحتوي السيارة على خزان وقود. ولا تعمل السيارة عندما يكون الخزان فارغًا. عندما يتلقى الشخص الحب بالطريقة التي يألفها عن الحب ويحتاج إليه، فإنه يأخذ الوقود العاطفي. وعندما يمتلئ الخزان العاطفي للشخص، فإنه يكون لديه الثقة والطاقة لمواجهة التحديات. وهكذا يصبح أكثر قدرة على التعاون مع الآخرين. وأكثر قدرة على حل النزاعات. ويشعر بالدافع للتحسن والإنجاز.

عندما لا يتلقى الشخص الحب بالطريقة التي يحتاجها، فإنه يفتقر إلى الوقود العاطفي. ويكون نادرًا ما يبذل جهودًا كبيرة للإنجاز أو التحسن، إذ لا يشعر بالحب.

إذا لم نظهر حبنا لأفراد أسرتنا باستمرار عبر لغة الحب الأساسية الخاصة بهم، فقد لا يدركون مدى حبنا لهم. وهذا صحيح، بغض النظر عن مدى شعورنا بأننا نحبهم. إذ يجب أن ننقل حبنا بطريقة يفهمونها.

إذا أذينا شخص ما عبر لغة الحب الأساسية الخاصة به، فسيكون الأمر أسوأ بكثير. مثال على ذلك، إذا كانت كلمات التشجيع هي أهم طريقة يمكننا من خلالها إظهار الحب لطفلنا، فإن كلماتنا الناقدة تؤذي الطفل أكثر مما لو كان لديه لغة حب أساسية مختلفة عن نوعه الخاص به.

لقد تعلمنا في الدرس الأول كيف أنَّ الله خلقَ الناس جميعًا من أجل الدخول في علاقة معه ومع الآخرين. وتمثل التعبيرات عن المحبة جانبًا مهمًا لنا من كل علاقة، فهي مهمة لنا لفهم كيف يتلقى أزواجنا وزوجاتنا وأبناؤنا وكل فرد من أفراد عائلتنا الصغيرة المحبة ويشعر بها. هذه المعرفة تمكننا من التعبير عن محبتنا لهم بوسائل تمثل أعظم معنى لكل فرد منهم.

نادرًا ما يكون الزواج كما توقع الناس له بالضبط. كثيرًا ما يُحبط الناس بسبب الاختلافات ما بين أنفسهم وشركاء حياتهم. عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن المحبة، فقد يبدو أن الوضع الأفضل هو أن تكون لغة المحبة الأولى عند الطرفين هي نفسها. في هذه الحالة، يمكن تجنُّب الكثير من سوء الفهم والإحباط، ومع ذلك، فالاختلافات من هذا النوع يمكنها تقوية أواصر الزواج، إذا التزم الأزواج والزوجات تجاه زواجهم، وتنمية علاقة المحبة بين الطرفين.

[1]إن عملية فهم كل طرف للآخر، والتكيُّف معه، وإظهار الاهتمام بطرائق ذات مغزى، ينمي كلٌ من طرفي العلاقة، ويمثل تعبيرًا رائعًا عن المحبة. فيما نخدِم أفراد أُسرتنا بإظهار المحبة لهم بطرائق تُشعرهم بأنهم محبوبون، فإننا ننمو في الفهم والشخصية.

عندما يتعلَّق الأمر بالتعبير عن المحبة لشركاء حياتنا وأفراد أُسرتنا، فمن المهم إدراك أننا لا يمكننا التعبير عن المحبة بأسلوبنا المفضَّل، أو عدم التعبير عن المحبة إلا عندما نشعر بالرغبة في ذلك، فالمحبة اختيار والتزام، دافِعُها قيمة العلاقة. في بعض الحالات، سيكون علينا تعلُّم طرائق جديدة لإظهار المحبة. ربما لم نكبُر في أُسرة تعبِّر عن المحبة بطريقة معيَّنة، ولكن فرد الأُسرة يحتاج اليوم إلى أنْ يُحَبَّ بهذه الطريقة. في مواقف مثل هذا، فإن التعبير عن المحبة بطريقة غير مألوفة، فد يشعرنا للوهلة الأولى بعدم الراحة أو الغرابة، ولكن بوسعنا التعلُّم! من المهم ألا تتصرَّف وكأن التعبير عن المحبة واجب غير مُفرِح أو غير مريح. إنْ بدا الأمر وكأننا نتصرَّف مُرغَمين؛ فتعبيرنا عن المحبة لن يُعبِّر عن محبة حقيقية.

◄ على الطلاب أنْ يقرأ للمجموعة رومية 12: 9-10، 16، و 1 بطرس 3: 7-8. استخرج من هذه النصوص أسبابًا عدة عن لمَ ينبغي لنا أنْ نهتم بنوعية الطرائق التي يُحب أفراد أُسرتنا أنْ يعاملوا بها.

من المهم تذكُّر أنَّ المحبة ما هي إلا التزام باذل للسعي إلى الخير الأعظم لشخص آخر.

إننا نُولدُ بطبيعة متمركزة حول الذات، فالمحبة الحقيقيَّة لا تأتي أيًّا منا طبيعيًا. ولا تصير المحبة الحقيقيَّة ممكنة إلا بعمل الروح القدس في قلوبنا (رومية 5: 5). بصفتنا مؤمنين، علينا تعلُّم أن يكون لنا فِكر المسيح وطريقته، كما يصفها بولس الرسول في الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي. عندما نفعل ذلك، سوف:

• لن نفعل شيئًا بدافع من الطموح الأناني (آية 3).

• لن تكون لنا نظرة مبالغة لأهميتنا (آية 3).

• نعد الآخرين أهمَّ من أنفسنا (آية 3).

• نولي عنايتنا لاهتمامات الآخرين (آية 4).

علينا أن نتعهد بالتزامات لكي ننمو في محبتنا لأفراد أُسرتنا. ينبغي أنْ نتعلَّم ملاحظة احتياجاتهم ونبحث عن وسائل لتلبيتها. ينبغي أن يكون هدفنا إظهار محبتنا لهم بالطرق التي تُشعرهم أنهم محبوبون بالأكثر.

كآباء، علينا أيضًا تعليم أبنائنا أنْ يكونوا مُراعين لإخوتهم وأبويهم وأجدادهم بهذه الطرائق. يحتاج أبناؤنا إلى تعلُّم محبة أُسرهم وخدمتها. يمكنهم تعلُّم كيفية التعبير عن المحبة لأُسرهم بأكثر الوسائل ذات المغزى. علينا أنْ نكون قدوة لهم في ذلك، وعلينا أيضًا أنْ نستغرق الوقت الكافي لشرح هذه المفاهيم لهم وإرشادهم في تطبيقها على علاقاتهم.

◄ ما الطرائق التي يمكن للآباء استخدامها لمساعدة أبنائهم على تعلُّم هذه المحبة الباذلة من أجل الآخرين، والبدء من أُسرتهم؟

هؤلاء الذين لغتهم الأولى في المحبة تتمثل في كلمات التشجيع يشعرون بالمحبة أكثر؛ عندما يستخدم الآخرون تعبيرات صادقة عن تقديرهم. إنْ كانت لغة المحبة الأولى لامرأة هي كلمات التشجيع، فيمكن لزوجها أنْ يعبِّر عن محبته لها من خلال حديثه معها أو حديثه عنها، فيمكنه أن يَكتب لها رسالة يُعدِّد فيها الأسباب التي يقدِّرها من أجلها، ويمكنه أن يتحدث إلى شخص آخر عن جمال شخصية زوجته أو براعة عملها. عندما تسمع زوجته هذه الكلمات، ستشعر بالمحبة والتقدير.

يمكننا أن نسأل أصدقاءنا النصيحة بطريقة تؤكد قيمتهم عندنا. على سبيل المثال:

• "إنَّ منظورك للأمور كثيرًا ما يساعدني، لذا فأنا أود معرفة رأيك في…".

• "أنت خبير في هذه المسألة، وأحب معرفة نصيحتك".

• "أنت تعرف أكثر مني بكثير عن _____، لذا سأكون سعيدًا إذا منحتني بعض الترشيحات أو التوصيات".

يجب قول كلمات التشجيع بإخلاص، وإلا ستكون بلا قيمة أو حتى جارحة. يُمكِن لكلمات التشجيع أنْ تُضعِف العلاقة إن لم تكن مُخلِصة. ما لم مبنيَّة على حقائق، فلا يمكن للمستمع أنْ يثق بدافع المتكلِّم.

تطابق كلمات التشجيع الصادقة الواقع؛ إنها ليست مُصطَنَعة ولا مُبالِغة. تخرج كلمات التشجيع من القلب، فما يُقال هو ما يشعر به القائل حقًّا ويصدِّقه.

يمكن لكلمات التشجيع أنْ تمثل دافعًا لدى المستمع لكي ينمو وينجح أكثر، ولكن ينبغي ألا تكون بهدف التلاعب. لا ينبغي لنا أنْ نسعى للسيطرة على الآخرين بكلمات التشجيع.

◄ على طالب ما قراءة أفسس 4: 29 على المجموعة. ما الوصف الموجود هنا للأشياء التي يجب ألا تُقال؟ ما الذي يجب على كلماتنا تحقيقه؟ هل بعض الكلمات ملائمة في موقف وغير ملائمة في موقف آخر؟

ما نقوله للآخرين ينبغي دائمًا أنْ يكون ملائمًا ورؤوفًا. ينبغي للأشياء التي تُقال أنْ تمنح الله فرصةً للعمل في حياة أولئك الذين نتحدَّث إليهم. ما نقوله يجب أنْ يكون للبنيان وليس للهدم. يجب أنْ يدعم الصحة والشفاء ولا يحطِّم أبدًا.

موضوعات التشجيع

ثمة موضوعات مختلفة لكلمات التشجيع، وليست لكل كلمات التشجيع القيمة أو الأهمية نفسها. لتخرج بكلمات تشجيع أعلى جودة، عليك بالتفكير أكثر وبذل الجهد. أحيانًا، قد يبدو غريبًا أنْ تقول بعض الكلمات، ولكن هذه الكلمات توصِّل المحبة بأقوى السُبُل وأكثرها معنى.

الثناء على المظهر

يمكن لمدح مظهر شخص ما أنْ يكون وسيلة للتشجيع، خاصة إنْ أظهرتْ كلماتك التقدير لمجهوده أو الطريقة التي تعكس بها ملابسه شخصيته. ومع ذلك، فالثناء على مظهر شخص ما هو تشجيع ضعيف، خاصة عندما لا يخاطِب جوهر الشخص.

يميل الأشخاص الجذَّابون− الذين اعتادوا تلقي الثناء− أنْ يشعروا بعدم الثقة تجاه مظهرهم، لأنهم يبدؤون الشعور بأنْ قيمتهم تتوقف على مظهرهم الذي يجب أنْ يكون مثاليًّا.

لا تحدِّد الجاذبية قيمة المرء. وكذلك، هناك حدود لما يمكن للأفراد أنْ يفعلوه للتحسين من جاذبيتهم. بسبب هذه الأشياء، لا يجب الإفراط في استخدام هذا النوع من التشجيع.

الثناء على الإنجازات والخدمة

ثمة طريقة أخرى لتشجيع شخص ما بالكلمات، هي بالثناء على إنجازاته وأدائه. على المتحدِّث أنْ يأخذ وقته في التعبير عن تقديره لما فعله الشخص الآخر، بدلًا من اعتبار عمله تحصيل حاصل.

أمثلة:

• زوجة تُثني على زوجها لتحقيق هدف صعب كان يعمل عليه.

• زوج يلاحظ مساعدة زوجته له في مشروع ما، ويشكرها ويثني عليها.

• أفراد أُسرة يُثنون على الطاهي الذي طبخَ وجبة لذيذة يستمتعون بها.

عند الثناء على أداء أو إنجاز، حاول تجنُّب إشعار الشخص بأنَّ محبتك له تتوقف على أدائه. على سبيل المثال، أنْ تخبر ابنك أنك فخور به لأنه أبلى حسنًا في اختبار، يمكن أنْ يشعره بأنك تحبه أقل عندما تقل درجاته. واحدة من طرائق تشجيع قيمة الشخص هي القول: "أنا سعيد لأنك أبليتَ حسنًا في الاختبار. أنا فخور بأنك تتحمَّل مسؤولية الدراسة وتبذل أقصى جهدك". ولكن، مهما اختلفت طريقتك، لا تنسى أنْ تثني على إنجازاته المهمة عنده.

مدح الشخصية والثناء على الجهد

من الأفضل تشجيع شخصية شخص ما والثناء على الجهد الذي يبذله ويجعله ناجحًا، أكثر من تشجيع الأداء الطيب فحسب. على سبيل المثال: الطفل الرياضي يجب الثناء على جهوده الدؤوبة وموقفه الحَسن، أكثر من الثناء على فوزه في المباريات. يمكن للقليلين أنْ يمتازوا دائمًا في الأداء، ولكن الأهم من ذلك أن يمكن للشخص اختيار إظهار سمات شخصية جيدة.

الاحتفاء بشخص ما لهُويته

أفضل أنواع التشجيع هو الثناء على سمات الشخص؛ أي مميزاته الشخصية وخصاله وطباعه. هذا النوع من التشجيع أقوى من تشجيع الإنجازات، لأن الأمر يتأسس على قيمة الشخص نفسه، وليست الظروف المتغيرة.

أمثلة:

• "الأطفال ينجذبون إليكِ! أنتِ تجيدين شرح الأمور لهم، وصبورة للغاية تجاه أسئلتهم".

• "أثق بك، لأنني وجدتك جديرًا بالثقة".

الأمر ذو الصِلة بهذا النوع من التشجيع هو تمييز كيف يعمل الله في حياة شخص ما، ويجعله قادرًا على العمل بطريقة محدَّدة أو فعل شيء بعينه.

أمثلة:

• "أحب أنْ أرى الله يعمل فيك ويستخدمك في حياة الشباب الذين تُرشدينهم. واحدة منهم أخبرتني أنها تريد أنْ تعيش من أجل يسوع، بسبب رؤيتها لحياتك".

• "أؤمن أن الله سيعينك في المهمة الصعبة التي وُكلتَ بها. سأصلي من أجلك".

التعبير عن الفرح والشُكر لحضور الشخص وعلاقته بك، تُعد من أقوى كلمات التشجيع. إنها تعبِّر عن قيمة الشخص.

أمثلة:

• " دائمًا ما تكون التجمعات العائلية مميزة عند وجودك فيها ".

• "أحب أن أكون معك".

• "أنت غالي عندي، وأنا أحبك".

ملاحظات مهمة تتعلق بكلمات التشجيع

1. لا تنتقد أبدًا السمات الجسدية لشخص ما أو تسخر منها. يَحمِل الناس سماتهم الجسدية طوال حياتهم. لا تسمِّ أحدًا أبدًا باسم سمة جسدية، خاصة إن كانت عيبًا.

2. شجِّع نقاط القوى والمزايا والسلوك الحسن، من أجل تحفيز المستمِع على مواصلة النمو في هذه السمات. الحديث عن العيوب نادرًا ما يفيد.

3. تقديم النُصح قد يمثِّل الإشارة إلى خطأ في ذهن المُستمِع، فيما يمكن لكلمات التشجيع أن تساعد الشخص على الشعور بالأمان أكثر بينما يتلقى النصح. إذا أردتَ تقديم النصح لشخص ما، فقدِّم له التحفيز مع النُصح.

4. المقترحات التي تأتي في صورة شكاوى لا تحفِّز. على سبيل المثال: لا يفيد القول إن مهمة تأخر إتمامها، أو التعبير عن الحَرَج لإخفاق شخص ما فيها. هذه العبارات تجعل الشخص يشعر وكأنه فشلَ بالفعل، وإذا أنجز المهمة متأخرًا فسوف يظل يشعُر بالفشل.

الكلمات الجارحة

الشخص الذي يحتاج بالأكثر إلى كلمات التشجيع هو الشخص الذي تأذى بالأكثر من الكلمات الجارحة. النقد مؤلم على نحو خاص، ويُشعِر الشخص بالشك حيال قيمته كإنسان. الكلمات المتسرعة والغاضبة تُسبِّب جروح عاطفية قد لا يُشفى الشخص أبدًا منها كليًّا. هذا على وجه الخصوص عندما لا يفهم المتحدث مقدار الألم الذي تسبِّبه كلماته، ولا يعتذر أبدًا.

مثلما ترتبط أقوى كلمات التشجيع بقيمة المرء، كذلك الكلمات الرديئة. إنَّ أكثر العبارات الجارحة لتُعدُّ هجومًا شخصيَّا. على سبيل المثال: "أتمنى لو لم أقابلك قَط".

وأيضًا من العبارات الرديئة تلك التي تُعلن شيئًا ما عن جوهر شخصية المرء: "أنت____". العبارات المحطِّمة عن السلوك تشمل تلك التي تبدأ بـ "أنت دائمًا______"، أو "أنت لا_____ أبدًا". هذه العبارات تحمل انطباعًا أن الشخص من غير المحتمل أن يتطوَّر بسبب عيوب جوهرية غير قابلة للتغيير.

إذا جُرحَ شخص ما، خاصة في لغته الأولى للمحبة، فسوف يحاول غريزيًّا أن يبتعد عن أي جُرح آخر. إن القاذفون بالسلب لا يتسمون بالسخاء عادةً بالكلمات الإيجابية، فلا يكون رجاء المُستمِع إلا ضعيفًا في أنه سينال معاملة جيدة إذا غيَّر من سلوكه. إنه لن يُحفَّز على تحسين سلوكه لكي ينال المحبة.

أحيانًا ما يقول الغاضبون أمورًا جارحة، لأنهم يريدون جَرح شخصًا ما. في مرات أخرى، تكون نيَّات الشخص حسنة، ولكن كلماته لا تزال جارحة. يستخدِم بعض الناس الكلمات السلبية لمحاولة إجبار شخص ما على التصرُّف بصورة أحسن، ولكن هذا في الغالب لا ينجح.

◄ على طالب ما قراءة كولوسي 3: 8 على المجموعة. على المؤمنين اتوقف سيرهم في درب هذه الخطية تجاه الله والآخرين.

◄ صِف بأسلوبك المحبة الحقيقية. لماذا على الروح القدس مساعدتنا لنُحب الآخرين كما ينبغي؟

◄ اشرح ماذا يعني أن تُحب شخصًا ما محبة غير مشروطة. ماذا تعني محبة الله غير المشروطة لك؟

◄ لماذا من الأهمية بمكان أن تعبِّر عن المحبة لشريك حياتك أو ابنك أو ابنتك بلغة المحبة الأولى بالنسبة لهم؟

◄ كيف يمكن لاستقبال كلمات التشجيع أن يفيدك؟

◄ كيف عبَّرتَ عن محبتك لأفراد أُسرتك بكلمات التشجيع هذا الأسبوع؟

أيها الآب السماوي،

أشكرك من أجل تعليمي اليوم عن المحبة الحقيقية غير المشروطة. أشكرك من أجل وصفها في كلمتك ومن أجل تقديمها لي.

ساعدني لأتعلَّم أن أُحِب أُسرتي وأخدمها مثلما أحبني المسيح وخدمني. اجعلني أركِّز على ما هو خير لشريك حياتي وأبنائي وإخوتي ووالديَّ.

أشكرك من أجل تذكيري بأهمية الكلمات التي أقولها. أعتذر عن الكلمات التي تفوهتُ بها وجرحت الآخرين ولم تُكرمك. أرجوك ساعدني لأتذكَّر أن كلماتي يجب أن تكون مشجِّعة وللبنيان والشفاء.

آمين

(1) تحدَّث إلى زوجين يتمتعان برابطة زواج قوية، واسألهما عن حياتهما. عندما تنتهي من المحادثة اكتب فقرتين عن الملامح التي شاركاها وأي شيء تريد تطبيقه على حياتك.

إليك بعض أفكار عن الأسئلة:

• ما بعض الاختلافات بين شخصيتيكما التي أثَّرت في علاقتكما؟

• كيف نما كلٌ منكما بسبب هذه الخلافات؟

• كيف كان عليك تعديل توقعاتك ومنظورك وسلوكك بحيث يمكنك إكرام الآخر وخدمته؟

• ما بعض الوسائل العملية التي تُظهِر محبتكما، كلٌ للآخر؟

• ماذا يفعله أو يقوله شريك حياتك يشعرك بأنك محبوب؟

• كيف أثَّرت علاقتك بشريك حياتك في علاقتك مع الله؟

(2) في أمثال 31: 10-31 يستخدم الكاتب كلمات تشجيع عدة لزوجته. ترسم أوصاف سلوكها وكلماتها ملامح شخصيتها. علام يتحدث الكاتب عن زوجته بكلمات مشجعِّة؟ ابحث عن هذه الأشياء في المقطع:

• مظهرها.

• إنجازاتها وخدمتها.

• شخصيتها ومجهودها.

• هويتها البشرية.

• هويتها بصفتها مؤمنة.

ماذا نتعلَّم مما أكَّد عليه هذا المقطع؟