وُلدتْ بوسبا في بلد أسيوي وكانت سعيدة للغاية لزواجها من رجل أعمال شاب، وتوقعا أن يعيشا معًا حياة هانئة. ولكن مرَّت سنون كثيرة، ولم تُنجب بوسبا، وقال طبيب إن بوسبا لا يمكنها الحمل. شعرَ الزوج بحزنٍ وغضبٍ شديدين، وقرَّر تطليق بوسبا والزواج من امرأة أخرى. صارت بوسبا الآن عجوزًا وتعيش وحيدة في منزل صغير ولم يعد لها أقارب يهتمون بها. ولأنها بوذيَّة تتمنى أن تُنجب أطفالًا في حياتها التالية، فتتخلَّص من عارها.
◄ لو كنتَ قسًّا في قرية بوسبا، فماذا كنت ستقول لها؟ ما الرسالة المسيحية لبوسبا؟
في هذا الدرس، سننظر في المنظور الكتابي لقضية عدم الإنجاب.
الأبناء وخطة الله للبَركة
بعد أنْ خلقَ الله الرجل والمرأة مباشرة قال لهما أنْ يُنجبا ويُكثرا البشريَّة ويملئا الأرض (تكوين 1: 28).
في العهد القديم، أحيانًا ما كان الله يَعِد ببركات ليست على المستوى الفردي فحسب، بل لأجيال عدة للأُسرة. على سبيل المثال، وعدَ الله إبراهيم لم يكن شخصيًّا لإبراهيم بل لنسله المستقبلي. لقد وعدَ الله إبراهيم أنَّ عدد نسله سيكون مثل رمل البحر. لقد وُلِدَ له إسحاق بطريقة معجزيَّة، ثم عندما تكاثرت الأُسرة مع كل جيل، أظهرت الأعداد المتزايدة أنَّ الله تمَّم عهده.
قال الله لبني إسرائيل في خروج 23: 25-27 أنه سيباركهم عندما يَدخلون أرضهم. وعدَ الله بني إسرائيل أنه سيبارِك طعامهم وينزع المرض من بينهم، ولن يسمح بالعقم أو الإجهاض، وسيدمِّر أعداءهم. هذه الوعود تتوقف على طاعة بني إسرائيل، وحدَّد لهم متطلباته (مثل الوصية في خروج 23: 32). لقد قُطعتْ الوعود لأمة وليس لأفراد. كان الأفراد يتأثرون بالطاعة العامة أو العصيان العام للأمة. على سبيل للمثال، كان يمكن لرجل أن يمرَض أو امرأة تصير عاقرًا، ليس بسبب خطية فرديَّة بل لأن الأمة لم تكن أمينة تجاه الله. ولذلك، ربما لم يكن الحرمان من الأبناء بسبب خطيتها الشخصية.
مقطع تثنية 7: 12-15 يحمل وعودًا لبني إسرائيل؛ أنهم ينالون البَركة ولن يعانوا المرض ولا العُقم لا هم ولا حيواناتهم. تقول الآية 12 إن بني إسرائيل سينالون البركات إن أطاعوا الله لأن الله عقد عهدًا مع آبائهم. يمكن لشخص في إسرائيل أن يكون فقيرًا أو امرأة تكون عاقرًا، إذا لم تكن الأمة أمينة تجاه الله.
كان الأبناء مهمين في خطة الله لشعبه. لقد تحدثنا في أجزاء أخرى من هذه الدورة التدريبية عن كيف ينبغي تقدير قيمة الأبناء لأنهم مخلوقون على صورة الله. لكل طفل قيمة وتنبغي معاملته بمحبة واهتمام. ومع ذلك، فبعض الأحيان يشعر الناس أن للطفل قيمة إذ يحافظ على قوة العائلة في المستقبل. وأحيانًا يقدِّر الأب الأبناء باعتبارهم امتداد لهويته. علينا تذكُّر أنَّ الله يهِب الأبناء من أجل قصده المعيَّن (ملاخي 2: 15).
◄ ينبغي أن تطالِع المجموعة معًا مزمور 127: 3-5 بينما يقرأه أحدهم بصوت مسموع.
يقول هذ المقطع الكتابي إن الأبناء بَركة من الله، وهم ميراث يباركه الله، ومكافأة من الله، ويمثلون حماية مستقبلية لأمان أُسرتهم.
ثمة بركتان تجتمعان معًا أحيانًا في الكتاب المقدس؛ طول الأيام والأحفاد. كان أيوب مُبارَكًا إذ كان له عشرة أبناء، وعاش طويلًا بما يكفي ليرى أربعة أجيال (أيوب 42: 13، 16). بَركة المزمور 128: 6 هي عطية الحياة لترى أحفادك.
باركَ الله عائلة يوناداب بأنه سيكون هناك دائمًا رجلًا يقود الجيل التالي من العائلة (إرميا 35: 19). لقد وعدَ الله عائلة المَلِك داود بأنه سيكون هناك دائمًا رجلًا منهم يجلس على العرش (2 صموئيل 7: 16).
لذا فإننا نرى أن بركات الله للعائلة تشمل عادة الأبناء، والأبناء هم وسيلة الله لتمديد بَركة الله إلى الأجيال المستقبلية.
فهمٌ كتابيٌّ للعُقم
قد يعني العُقم في بعض الحالات أنَّ الله لعنَ عائلة. يخبرنا الكتاب المقدس بحالات لعنَ فيها الله عائلات بالعُقم. لأن الملِك أبيمالك أخطأ، فقد منَعَ الله نساءه من الحَمْل إلى أن صحَّح خطأه (تكوين 20: 18). لم تكن النساء هن المُخطئات، ولكنهن اختبرن نتائجَ خطية المَلِك.
بعدَ أن أخطأ آدم وحواء، قال الله إنَّ العالم سيتأثر بخطيتهما. شملتْ اللعنات علاقات بشرية صعبة، وألم وحزن في الولادة، وعمل شاق، ومقاومة الأرض للاستصلاح، وأخيرًا الموت (تكوين 3: 14-19). لقد اختبرَ كل فرد− من أيام آدم− اللعنة منذ مولده، وقبل حتى أن يرتكب أي خطايا. حتى الرب يسوع، الذي بلا خطية، دخلَ إلى عالمنا في جَسد بشري حامل اللعنة. ولذلك، علينا ألا نعزو معاناة شخص ما إلى خطيته. جميعنا نشيخ ونمرَض ونتألم لأشياء كثيرة، ونموت أخيرًا. هذه المشكلات، إلى جانب مشكلات الإنجاب، هي نتائج خطية آدم.
إلى جانب خطية آدم الأصلية، فإننا نتأثر بخطايا أسلافنا، لأن أفعالهم خلقتْ المجتمع الذي وُلدنا فيه. إننا نتأثر بخطايا عائلاتنا ومجتمعنا وأمَّتنا. يتحمَّل المؤمنون في كل أنحاء العالم أوضاعًا خلقها مجتمعهم من دون أن يكون لهم يد فيها. قد تخبر أسرة ما الفقر لأنهم في مكان ما حيث القليل من الديمقراطية والفرص. يمكن أن يُلَد طفل بعيبٍ خَلقيٍّ، مع أنه لم يختر أن يخطئ (يوحنا 9: 1-3).
لا يمكننا فهم أسباب الله في منح الأبناء أو منعهم. أحيانًا ما يحظى الذين يعيشون بلا مبالاة، وفي خطايا متمردة، بأبناء كثيرين، ولا يربونهم بطريقة تمجِّد الله (مزمور 17: 14). وأحيانًا لا يكون للمؤمنين الأتقياء أبناء. لا ينبغي لنا افتراض أن خطية بعينها لشخص ما أدَّت إلى عدم الإنجاب.
نحن نعلم أن الله يمكنه التدخُّل بالشفاء والبَركة في أي وقت يختار. ولكن في العموم، يمكن للمؤمنين تحمُّل أوضاع العالَم. إننا ننتظر في إيمان الوقت الذي سيجدِّد فيه الله خليقته (رومية 8: 18-23).
ليس من العدل إلقاء اللوم على امرأة لعدم الإنجاب، وكأن خطيتها سبَّبت لعنة. وبالمثل، إذا مات طفل قبل ولادته، ففي العادة لا يكون ذلك بسبب شيء فعلَته الأم. يعاني الأفراد بطرائق شتى بسبب خطية آدم، وخطايا الآخرين، والحالة العامة للعالَم. ولأن الجميع أخطأوا فالبشرية تُشارِك معًا الذنب لحالة العالَم، ولكن الأفراد يعانون بطرائق محدَّدة ومختلفة.
معجزات الله
أظهرَ الرب يسوع محبة الله بمعجزاته وشفائه للناس. إننا نرى الكثير من معجزات الله لشعبه، في كل صفحات التاريخ المسجَّل في الكتاب المقدس.
الله يريدنا أن نحيا بسعادة دون ألم في عالَم جميل (تكوين 1: 28، 31، 1 تيموثاوس 6: 17). ومع ذلك، فأولوية الله هي خلاصنا من الخطية، ليمكننا التمتُّع بعلاقة أبدية معه. يأخذ خلاص الخطاة وقتًا إذ لا بد للناس أن يقرروا التوبة والإيمان. إذا أنهى الله كل الألم الآن، فسيتوب قليلون، لأنهم لن يفهموا شرَّ الخطية. لذا، فالآن يجب أن تستمر المعاناة بصورة عامة بينما يُوعَظ بالإنجيل في كل المسكونة. لا يمكننا توقُّع أن تحل المعجزات مشكلاتنا كلها وترفع عنا الألم، مع أن الله يصنع المعجزات لنا أحيانًا. في النهاية، ستنتهي كل المعاناة لهؤلاء الذي يدخلون في علاقة مع الله، ولكن في الوقت الحاضر يحزَن الله معنا في آلامنا (يوحنا 11: 35) ويعزينا بسُبل شتى (2 كورنثوس 1: 3-7).
واحدة من معجزات الله هي جعل امرأة عاقرًا أمًا لأطفال (مزمور 113: 9).
يسجِّل الكتاب المقدس ستة مواقف على الأقل أعطى فيها الله ابنًا لامرأة عاقر. مع أن الله صنعَ تلك المعجزة مرات أخرى كثيرة، فهناك ستة مواقف مسجَّلة، حين كان الأطفال ضروريين في التاريخ. وَلَدت سارة إسحاق (تكوين 21: 1-3). ووَلَدت رفقة يعقوب وعيسو (تكوين 25: 21، 25-26). وولدت راحيل يوسف (تكوين 30: 22-24). ووَلَدت زوجة منوح شمشون (قضاة 13: 2-3، 24). ووَلَدت حنَّة صموئيل (1 صموئيل 1: 20). ووَلَدت أليصابات يوحنا (لوقا 1: 13، 57).
في كل حالة من هذه الحالات، اختبر الزوجان الألم بسبب عدم الإنجاب. في السجل الكتابي، لم يَلُم الله أي أحد من أجل عدم إنجاب المرأة. ولا يقدِّم الكتاب المقدس أي إشارة أن الله كان ساخطًا على أي الوالدَين. يقول لوقا 1: 5-7 إن زكريا وأليصابات كانا بارَّين أمام الله، ويطيعان وصاياه تمامًا، ومع ذلك، كانا بلا أبناء حتى سن الشيخوخة. لا يُذكَر في أي من هذه الحالات الست أنَّ الوالدَين قدما توبة أو اعترفا بخطية في صلاتهما من أجل الإنجاب. ولم تشمل رسائل الله لهما أي ذِكر لأي سبب لحرمانهم من الأبناء. توضِّح هذه الحالات أنَّ الناس ينبغي ألا يُلاموا بشكل فردي على عدم الإنجاب.
من اللائق أنْ نصلي إلى الله ليمنحنا بَرَكة الأبناء، ولكن علينا، في النهاية، قبول قرار الله. لا ينبغي لنا افتراض أنَّ مشيئة الله هي مَنح الأبناء في جميع الأحوال، كما أنَّ الله لا يشفي كل الحالات أو يرفع كل نوع من الألم.
لقد صلى بولس الرسول ثلاث مرَّات حيال شيء قال إنه شوكة في الجسد (2 كورنثوس 12: 7-10). إننا لا نعرف ماهية المشكلة بالضبط، ولكنها تبدو مشكلة جسدية. كانت شيئًا ترجَّى الله أنْ يغيِّره، ولذلك صلى من أجل معجزة. ولكن عوضًا عن رفع الشوكة، قال له الله إنه سيمنحه نعمة أكبر من الضَعف. قال بولس إنَّ ذلك الضَعف المعيَّن سيجلب المجدَّ لله، إذ ساعَده على إظهار قوة الله. قال بولس إنه سيكون سعيدًا في ضَعفه وألمه، لأن فيهما يتمجَّد الله.
كان إيمان بولس الرسول عظيمًا، ولكنه لم ينل معجزات كلما شاء. لقد قَبِلَ مشيئة الله. مع أننا نتوق دائمًا لمعجزة بَرَكة من الله، فعلينا قبول قرارات الله. إنه يُمجَّد أكثر أحيانًا بالطريقة التي يعمَل بها في ضَعْفِنا.
◄ أعطِ مثالًا لوقتٍ أظهرَ فيه الله عنايته في حياتك دون معجزة كنت تترجاها.
نظرة المجتمع للعُقم
ا تتشابه المجتمعات جميعًا في تقديرها للأبناء، ففي بعض الدول ترغب العائلات في كثرة الإنجاب، إذ يمكن للأبناء مساعدتهم في المعيشة، كما يحمي أفراد العائلة بمن فيهم الأعمام وأبناء العمومة الأفراد في وقت الضرورة ويعتنون بهم. تبغي كل زوجة في العائلات الكبيرة أن تضيف أفرادًا للأُسرة بإنجابها. والرجل الذي لديه كثرة من الأبناء، خاصة الذكور، يحظى بمكانة مميزة في العائلة، ويُتوقَّع من العائلة أن تعتني بأفرادها من كبار السِن.
وفي دول أخرى، تعيش معظم العائلات في مناطق حَضَرية، ويتولى الأب والأم العمل. في المدن، يكون الأطفال أقل قابلية في مساعدة ذويهم على المعيشة. وقد تكون تربية وتعليم الأطفال مكلفة. عبْر الزمن، بينما تعيش العائلات في المدينة لأجيال عدة، ربما يرغبون في عدد أقل من الأبناء. الكثير من الأُسر في الحَضَر لا يريدون سوى طفل أو اثنين.
إنَّ قيمة الأطفال كبيرة في كثير من الثقافات، إذ على كل زوجين الإنجاب ليشعرا بالاحترام والتقدير. ربما تشعر امرأة عاقر بأنها فاشلة في أهم دور منوطة به. وتشعر المرأة التي لا تتزوج بالخزي إذ لن يكون لها أطفال، ولم يخترها أحد لتكون زوجة.
في كثير من المجتمعات ترغب الأُسر في إنجاب الذكور ليقودوا العائلة في المستقبل ويعززونها، بينما للفتيات قيمة أدنى، لدرجة أنهم قد يتعرضن للإجهاض أو التخلي. جرَّمت بعض الدول معرفة نوعطفل قبل الولادة، لأن عائلات كثيرة قد تُجهِض الإناث. إننا نعرِف من الكتاب المقدس أن للإناث نفس قيمة الذكور وكرامتهم، لأن جميعهم مخلوق على صورة الله مثاله (تكوين 1: 27). ولذلك، فعلى العائلات التي تتبع المسيح تقدير الفتيات والفتيان على حدٍ سواء، بصرف النظر عن الثقافة والأعراف المجتمعية.
إذا كانت لدى عائلة احتياج قوي للفخر بطفل، فقد ترفُض طفلًا معاقًا جسديًّا أو ذهنيًّا. في بعض الدول، تزخر الملاجئ بكثير من الأطفال المعاقين الذين تخلَّت عنهم عائلاتهم. من الخطأ معاملة الأطفال هكذا، لأنهم مخلوقون على صورة الله وكل منهم ثمين في عينيه، مهما كانت قدراته أو حدوده.
في بعض المجتمعات، يأتي تعدد الزوجات بسبب قيمة الأبناء، حيث يريد الرجل إنجاب الكثير من الأبناء بالزواج من نساء عدة. يُخبرنا الكتاب المقدس أنَّ خطة الله هي أن يكون لكل رجل زوجة واحدة (تكوين 2: 22-24، 1 تيموثاوس 3: 2).
يسجِّل العهد القديم مواقف أعطت فيها الزوجة جاريتها لزوجها لكي يُنجب منها، وتنال الزوجة المكانة بسبب نسل جاريتها. أعطت كلٌ مِن راحيل وليئة، زوجتا بعقوب، جاريتها إلى يعقوب لكي يُنجِب منها، وتنالا هما كرامة.
تسبب استخدام الجاريات للإنجاب في علاقات معقَّدة. أعطتْ ساراي جاريتها هاجر لإبراهيم، متوقعة أنْ تنال مكانة أكبر إذا أنجبتْ الجارية (تكوين 16: 2-6). حَبلتْ هاجر وشعرتْ بأنها أفضَل من ساراي، فعاقبتها ساراي بعنف محاولة تعزيز سُلطتها.
وُلدتْ ليليا في إحدى دول غرب إفريقيا. وبعد زواج دام ثلاث سنوات لم تُنجب. وفي مجتمعها لم يكن تبني الأطفال ليرفع عنها العار. رأت ليليا امرأة حبلى في قرية فقيرة، واتفقت معها على شراء طفلها. وارتدت ليليا أشياء تحت ملابسها لشهور عدة لتبدو حُبلى، وعندما حان موعدة ولادة الطفل، تظاهرات ليليا بالسفر لمستشفى لتلد هناك، وعادت بالرضيع من القرية الأخرى.
إذا أرادتْ أُسرة الأطفال أساسًا من أجل منفعة العائلة، فقد يُخفقون في تقدير طفلهم كإنسان مخلوق على صورة الله. قد يَرفضون أن يُحبوا طفلًا معاقًا أو يقبَلونه. وقد يَرفضون ابنة لأنهم يريدون ابنًا. إنهم يُشعِرون المرأة التي لا تُنجب بالخزي وعدم الاستحقاق. إنهم لا يرون قيمة لتبني الأيتام أو المشرَّدين. كل هذه السلوكيات والأفعال أنانيَّة وخاطئة. إننا نُهين خالقنا عندما نعامِل الناس بسوء لأيٍ من هذه الأسباب (خروج 4: 11؛ أمثال 14: 31).
كان مَلِك إنجلترا هنري الثامن (1509-1547م) يريد ابنًا ذَكرًا بأي شكل. طلَّق هنري زوجته إذ كانت لها ابنة وليس ابنًا وتزوج من امرأة أخرى. عندما أخفقت زوجته الثانية في إنجاب ذكَر اتهمها بالخيانة وأعدمها.
أثبتَ الطب أنَّ الحيوانات المنوية للذَكَر هي المسؤولة عن تحديد نوع طفل. لا يقرِّر جسَد المرأة إذا كان سيحبل بذكَر أم بأنثى. ومع ذلك، غَضِبَ كثير من الرجال على زوجاتهم لإنجاب بنات بدَل الذكور.
كان لرجل يدعى جوزيف وزوجته بنتان. عندما ذهبتْ زوجة جوزيف إلى المستشفى لتلِد للمرة الثالثة، كان جوزيف يأمل وَلدًا، ولكن الطفل الثالث كان فتاة. غضبَ جوزيف للغاية لدرجة أنه رفض زيارة زوجته في المستشفى ورفض دفع فاتورة الولادة.
في أيوب 24، قائمة طويلة يصف فيها أيوب أفعال الرجل الشرير، أحد تلك الأفعال هو الإساءة إلى المرأة العاقر (أيوب 24: 21). لا يُسر الله عندما يُساء إلى امرأة عاقر.
◄ كيف تقدِّر ثقافتك الأطفال؟ ما بعض الأسباب التي تجعل الناس يريدون الإنجاب؟
◄ ما مظاهر عدم الإنصاف التي تقع في مجتمعك بسبب العادات؟
ما يقوله الله
في الحوادث الست المذكورة في الكتاب المقدس عندما منح الله ولدًا لإمرأة لا تُنجب، لم يكن أيٌّ من الأبوين يتلقى اللوم على أنه لم يكن يُنجب. في الواقع، كان الأبوان مُختاران بعناية الله ليكونا والدَين لأبناء مميَّزَين. دُعيَ زكريا وأليصابات بارًّين (لوقا 1: 5-6). لا ينبغي افتراض أن امرأة ما صارت عاقرًا لأنها أغضبتْ الله.
يقول أيوب 24: 21 إنَّ إساءة معاملة المرأة العاقر لهو سلوك الرجل الشرير. الله لا يُدين العاقرات ولا يسيء إليهن، وكذلك علينا أنْ نكون.
يتحدَّث الله في إشعياء 56: 4-5 إلى رجل غير قادر على الإنجاب. يقول الله إنَّ هذا الرجل إنْ أطاع الله وعاش في تقوى، ستكون له كرامة وسمعة حسنة، أكثر مما كان سينال من إنجاب البنين والبنات.
دعا بولس الرسول نفسه أبًا لتيموثاوس (1 تيموثاوس 1: 2) وتيطُس (تيطُس 1: 4) وأُنسيمُس (فليمون 10). لقد دعا نفسه أبًا للمؤمنين من أهل كورنثوس (1 كورنثوس 4: 15). لم يكن بولس أبًا بيولوجيًّا لهم، ولكنه أباهم الروحي. كانت الأبوة الروحيَّة أهم.
يخبرنا متى 12: 46-50 عن وقت عندما أتت أم الرب يسوع وإخوته ليروه بينما كان يُعلِّم. ثم سأل الرب يسوع المستمعين "من هي أمي ومن هم إخوتي؟" ثم قال إنَّ مَن يصنعون مشيئة الله هم إخوته وأخواته وأمه. نعرف أنَّ الرب يسوع كان يهتم لأسرته، وحتى على الصليب رتَّب العناية بأمه (يوحنا 19: 26-27). ولكن الرب يسوع كان يقول إن العائلة الروحيَّة أهم من البيولوجيَّة.
لا تحل عائلة الإيمان محل العائلة البيولوجية، ولكن موضع الفرد في عائلة الإيمان يمنحه الهوية الأهم. إنَّ تعبير "أخ" أو "أخت" المستخدَم في الكنيسة يُظهر أهمية العلاقات في عائلة الإيمان (كولوسي 1: 2).
كانت دبورة نبية عملت قاضيةً لبني إسرائيل (قضاة 4: 4). وقادت دبورة أيضًا أمة إسرائيل خلال حرب للتحرُّر من قمع أمة أخرى. دَعتْ دبورة نفسها في قضاة 5: 7 أمًّا في إسرائيل. لا يَذكُر الكتاب المقدس أبدًا أبناء دبورة البيولوجيين، ولكنها كانت أمًا لإسرائيل لأنها اهتمت بالشعب في قيادتها.
قال بطرس الرسول إن النساء اللاتي يتبعن مثال سارة هن بناتها. تخيَّل أي مكانة عظيمة نالتها سارة بهذه العبارة؟ هذه المكانة قائمة على مثالها في الإيمان والطاعة، وليس دورها كأمٍ لإسحاق.
يُدعى جميع الذين نالوا الخلاص بالنعمة عبر الإيمان أبناء إبراهيم (غلاطية 3: 7). يُكرم إبراهيم إكرامًا جمًّا بصفته أبٌ لملايين المؤمنين. من مثاليِّ إبراهيم وسارة، رأينا أنَّ الله يُكرم بشدَّة الأبوة والأمومة الروحيَّين.
لقد شرَحَ بولس الرسول مزايا عدم الزواج. يمكن للشخص غير المتزوج أن ينصب تركيزه على إرضاء الله من دون الكثير من المسؤوليات (1 كورنثوس 7: 32-35). حتى لو كان الشخص غير المتزوج لا يُنجب، قال بولس إنَّ عدم الزواج أفضَل إذا أمكنَ للمرء أنْ يعيش حياة نقيَّة. بسبب هذه العبارات، يمكننا التأكد من أن عدم الزواج هو مشيئة الله لبعض الناس.
مثل عدم الزواج، هناك أيضًا مزايا لعدم الإنجاب. كما لدى الله فرص لغير المتزوجين، لديه أيضًا فرص للمتزوجين غير المنجبين. مع أنهم لم يختاروا عدم الإنجاب، عليهم بذل قصارى جهدهم في العمل من أجل الله.
في العزوبية وعدم الإنجاب وحالات أخرى، يمكننا الثقة بأن الله سيعمل من خلالنا ليجلب المنافع الروحية لنا وللآخرين (رومية 8: 28).
هناك الكثير من الأطفال الذين يفتقدون عناية الآباء. ومن المرجح أنَّ لا أحد سيلبي هذا الاحتياج في حياتهم إلا إنْ بذل بعض الأفراد والأزواج في عائلة إيمان جهدًا لإظهار المحبة لهم.
الأبناء بَركة من الله، ومن اللائق أنْ يصلي زوجان لله من أجل الإنجاب.
من الخطأ افتراض أنَّ مشيئة الله دائمًا هي منح الأبناء معجزيًّا. إنه لا يقرر كل مرة أنْ يهب أبناء، كما لا يصنع معجزة لكل حالة.
من الخطأ إلقاء اللوم على امرأة أو زوجين لعدم الإنجاب. لقد تأثرت الحالة البشريَّة بخطية آدم، وخطايا أسلافنا، وخطايا مجتمعنا.
ينبغي لنا أنْ نحب ونقدِّر الأبناء والبنات سواء، لأنهم جميعًا على صورة الله.
يمكن للمرء أنْ يكون أبًا روحيًّا أو أمًا روحيَّة، يؤثر في أجيال كثيرة، حتى من دون أبناء بيولوجيين.
الله يمنح غير المتزوجين وغير المُنجبين فرصًا خاصة للخدمة.
علينا تكريس حياتنا لله وتمجيده في الحالات التي يختارها لنا.
خدمة الراعي
مع الأسف، انحرفت كثير من الكنائس إلى اتباع الثقافة المجتمعية أكثر من كلمة الله، عندما يتعلق الأمر بقضية العُقم.
على الراعي تعليم شعبه النظر إلى العُقم من منظور كتابي، خاصة كما لخصناه في قسم سابق.
إذا كان الراعي يصلي من أجل معجزة إنجاب لزوجين، فعليه ألا يضع مسؤولية إيمانية على عاتق الزوجة أو الزوج. عندما كان الرب يسوع يشفي طفلًا صغيرًا أو يُقيم ميِّتًا، لم يكن للشخص المُشفى أو المُقام إيمان شخصي في المعجزة. إذا كان الراعي على يقين من أنَّ الله يريد عمل المعجزة، فعلى الراعي أنْ يتحلى بالإيمان ولا يلوم الزوجة أو الزوج لنقص إيمانهما.
في رومية 12: 15، قيل لنا أنْ نبكي مع الباكين. على الراعي أنْ على دراية بأوجاع الناس في كنيسته. عليه أنْ يبادِر بتشجيع وتعزية أولئك الذين يتألمون بسبب العُقم أو فقدان طفل. ويمكن أنْ يكون هناك زوجان يتألمان لفقدان طفل لم يعِش حتى موعدَ ولادته. تذكَّر أنَّ كلا الزوجين يتألم، حتى وإنْ اختلفت طريقة تعبير كلٍ منهما. على الراعي ألا ينتظر مجيء الحزانى إليه طلبًا للمشورة. على القس تعليم شعبه أنْ يشجِّع ويدعم كلٌ منهم الآخر.
على الراعي قيادة شعبه في بناء علاقات مع الأزواج الأكبر سنًا الذين بلا أبناء أو الأفراد الأكبر سنًا الذين بلا أبناء، والعناية بهم. على أعضاء عائلة الإيمان معاملتهم كآباء وأجداد بإظهار المحبة وقضاء الوقت معًا والمساعدة في الاحتياجات العملية.
على الراعي مساعدة غير المتزوجين والذين بلا أبناء على إيجاد سُبل للخدمة ومباركَة مجتمع الكنيسة. على القس تأكيد أهمية كلِّ فَردٍ في عائلة الإيمان.
للمناقشة الجماعية
◄ كيف يَنظر الناس في مجتمعك إلى الأطفال؟ كيف يَنظرون إلى العُقم؟
◄ كيف يَنظر المؤمنون في مجتمعك إلى الأطفال؟ كيف يَنظر المؤمنون في مجتمعك إلى العُقم؟
◄ كيف أثرت دراستك للمبادئ الكتابية المذكورة في هذا الدرس في فهمك للعُقم أو أثارت نقاشًا داخلك؟
◄ هل هناك زوجان ربما يعانيان من عدم الخصوبة في كنيستك أو أُسرتك؟ إن كان هناك زوجان، فكيف يمكن لكنيستك دعمهما وتزويدهما بمكان آمن لمشاركة حزنهما؟
صلاة
أيها الآب السماوي،
أشكرك من أجل العائلات المسيحية. أشكرك من أجل الأزواج والزوجات الذين يعيشون من أجلك، ومن أجل ما يجلبونه لملكوتك.
إننا نصلي من أجل هؤلاء الأزواج الذي يختبرون العُقم. إننا نصلي لكي تعزي قلوبهم وتشجعهم. ساعِدهم ليعرفوا أن محبتك لهم ثابتة، بغض النظر عن قدرتهم على الإنجاب.
إذا كانت مشيئتك لهم أن يُنجبوا أبناءً بيولوجيين، فإننا نثق بك لتحقيق ذلك في الوقت الذي عيَّنته. سواء أعطيتهم أبناءً جسديين أم لا، ساعِدهم ليكونوا آباءً وأمهات روحيين للآخرين.
ساعِد كلَّ المؤمنين على تقدير قيمة كل فرد بصفته مخلوق على صورتك.
آمين
تكليف الدرس
(1) اكتب صفحتين فيهما التالي:
اشرح مفاهيم مجتمعك تجاه الأطفال العُقم.
اشرح تعاليم الكتاب المقدس عن الأطفال.
اشرح تعاليم الكتاب المقدس عن العُقم.
اشرح من المفاهيم الكتابية لماذا لا ينبغي للأزواج تلقي اللوم على عُقمهم.
(2) شجِّع هؤلاء غير القادرين على الإنجاب.
الاختيار الأول: صِف كتابة كيف يمكنك إظهار تعاطفك واهتمامك بشخص من معارفك يتعامل مع حزن عدم الإنجاب. كُن مُحدَّدًا في ذِكْر بعض الأشياء التي يمكنك فعلها أو قولها لمباركة أخ أو أخت في المسيح.
الاختيار الثاني: اكتب رسالة تشجيع قصيرة لشخص ما تعرف أنه يعاني الحزن لعدم الإنجاب. حاول أن تفهم ما يمرُّ به. دعه يعرِف أنك تهتم بمشاعره. أخبره أنك تصلي من أجله. عندما تعطيه الرسالة، كُن متاحًا للاستماع أو إظهار تعاطفك معه بطريقة ملائمة.
تنظيم الأسرة
قبل الدخول في الدرس الحادي عشر، على الصف دراسة الملحق ب ومناقشته. هذه مناقشة مختصرة لتنظيم الأسرة، الذي هو موضوع مهم مرتبِط بالزوج والعائلة.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.