أنجبت سوزانا ويسلي 19 طفلًا، ولكن بسبب ظروف ذلك العصر لم يعش تسعة منهم طويلًا. كان جون وتشارلز ويسلي من بين العشرة الآخرين. بعد أنْ كَبُر جون، طلب منها كتابة وصف لطريقة تربيتها للأطفال، وأرسلت له خطابًا بالوصف.[1]
لقد علَّمت الأطفال الصلاة الربانية بمجرد بدئهم الكلام، وكانوا يصلُّونها كل صباح ومساء. كان الأطفال يقرؤون معًا أصحاحًا من الكتاب المقدس يوميًّا. في هذه الأيام، كانت أكثرية النساء لا تنال قدرًا كافيًا من التعليم، ولكن سوزانا أصرَّت أنْ يتعلَّم كل أطفالها القراءة. لقد أعطت أولوية للتعليم على تعلُّم العمل.
قالت سوزانا: "الإصرار على الإرادة الشخصية هو أصل كل الخطايا والشقاء". لقد علَّمت أبناءها التحكُّم في نزواتهم والخضوع للسُلطة. وقالت إنَّ كل تصرُّف طاعة يجب أنْ يُثنى عليه، حتى لو لم ينفَّذ نموذجيًّا. يمكن التسامح مع الأخطاء، ولكن كل عمل عصيان قصدي يجب معاقبته.
كان العائلة دائمًا ما تتناول الطعام معًا، وتعلَّم الأطفال تناول ما يُقدَّم لهم، دون تذمُّر.
يخبرنا الكتاب المقدس أنَّ "الجهالة مرتبطة بقلب الولد…" (أمثال 22: 15). يقول داود إنَّ الأطفال يُولدوا متكلمين بالأكاذيب "… ضلّوا من البطن متكلمين كذبًا" (مزمور 58: 3). ولأن هذا صحيح، فإن الآباء مسؤولون عن تقويم أبنائهم.
إذا خيَّرتَ طفلًا في الثالثة من عمره بين تناول المثلجات الآن أو امتلاك مصنع مثلجات بعد سنة، سيختار أنْ يحصل على المثلجات الآن. حتى إنْ شرحت الفرق للطفل، فعلى الأرجح أنَّه سيختار المثلجات الآن، إذا كان اتخذَّ قراره. يُظهر لنا هذا المثال أنَّ الشرحَ ليس كافيًا لتقويم طفل.
شَرحُ ما هو صواب وخطأ ليس كافيًا لتقويم طفلٍ، لأن:
لا يمكن للطفل فهم المنطق الناضج (1 كورنثوس 13: 11).
لا يمكن للطفل رؤية العواقب الكاملة على المدى البعيد لأفعاله.
الطفل ليس ناضجًا بما يكفي للتحكُّم في نزواته ورغباته بالعقل.
ربما يبدو من القسوة التسبُّب في ألمٍ جسدي للطفل، ولكن الآباء المحبِّين يَفعلون ذلك ليمنعوا الأذى الأسوأ: "مَن يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبَّه يطلب له التأديب" (أمثال 13: 24). على سبيل المثال، الطِفل الصغير الذي يلعَب إلى جوار النار، يُمكن أنْ يسقُط فيها ويعاني إصابات بالغة، لأنه لا يُدرك الخطر. ولكن إنْ ضربته أمه ضربة خفيفة، عندما يقترب من النار، فإن ذلك الألم الخفيف سيحميه من ألمٍ أكبر.
بعض الناس اختبروا إساءات جسديَّة من أناس لم يحبونهم. تلك التجربة تجعلهم يكرهون فكرة أنْ يُعاقِب أي شخص طفلًا جسديًّا. ومع ذلك، الآباء الذين يتجاهلون التقويم الملائم يُسبِّبون الكثير من المتاعب لأطفالهم لاحقًا.
◄ على الطلاب قراءة أمثال 19: 18؛ 29: 17.
ينبغي للتقويم أنْ يبدأ عندما يكون الطفل كبيرًا بما يكفي لفهم أنه يقاوِم والدَيه. حتى الطفل الصغير جدًّا يعرِف عندما يرفُض التعاون.
معظم التقويم لا بدَّ أنْ يحدث بينما الطفل صغير وغض (أمثال 22: 15). تمامًا كما يصبح الطمي صلبًا بالوقت ويَصعُب للفخاري تشكيله كما يرغب،تصبح شخصية الطفل عصيَّة على الترويض بمرور الوقت. إذا واصلَ الطفل عصيان والديه بعد سِن العاشرة، فإن الآباء ليسوا ناجحين في تقويمهم، وتتضاءل فرصهم في النجاح. يصبح التقويم الجسدي أقل وأقل تأثيرًا كلما كبُرَ الطفل. من الخطأ أنْ يظن الآباء أنَّ التقويم سيكون أسهل عندما يكبُر الطفل، لأن العكس صحيح، وفي النهاية سيصير مستحيلًا.
عندما يكبُر الطفل ويصبح يافعًا يصير من غير الممكِن تأديبه جسديًّا عما كان طفلًا. يحتاج الشاب أو الشابة إلى الاحترام، حتى لو لم يكن سلوكه أو سلوكها ناضجًا. على الأبوين استخدام وسائل تقويم أخرى، مثل الحرمان من الهاتف المحمول لفترة، أو تقليل وقت الترفيه، أو تقليل وقت الأنشطة الاجتماعية. ولكن يظل التواصل القائم على المحبة والاهتمام هو الأهم. على الأبوين إدراك أنَّ الشباب يتخذون قرارات حقيقية، ورغم أنَّ للأبوين تأثير، فلا يمكنهما منع شاب من تحقيق إرادته الشخصية واختبار عواقب قراراته.
لا يعرف بعض الآباء إلى أي مدى يجب أنْ يذهبوا في العِقاب الجسدي للطفل. إذا كان الطفل مستمرًا في التصرُّف بغضب وعصيان بعد التقويم، فالعِقاب إذًا لم يكن شديدًا كفاية (هذا المبدأ لا ينطبق على الطفل الأكبر من التأثر بالعقاب الجسدي). على العقاب أنْ يكون شديدًا بما يكفي ليندم الطفل على عصيانه، ويختار الخضوع للسُلطة. لا بدَّ ألَّا يُسبِّب التأديب إصابة. التقويم الذي يترك كدمات أو علامات على البشرة تدوم لأكثر من دقائق معدودة، يُعدُّ أشدَّ من اللازم.
يستخدِم الكتاب المقدس مثالًا للعقاب الجسدي، ليشرَح كيف يتعامل الله مع أبنائه.
◄ على الطلاب قراءة أمثال 3: 11-12؛ عبرانيين 12: 5-8.
يُخبرنا هذان المقطعان أنَّ الله يؤدِّب أبنائه ويحبهم. ولهذا، فالأب الذي يحب ابنه يؤدبه. التأديب الملائم علامة على المحبة، ونَقص التأديب يعني نَقص المحبة.
يُعلِّم التأديب الجسدي الطفل الانضباط الذاتي لأنه يتعلَّم مقاومة الإغواء، لمعرفته أنه سينال العقاب إنْ أخطأ. إنه يُنمي شخصية أقوى بينما يقاوم إغواء الخطأ. عندما يكبُر الطفل سيقاوم الإغواء لأنه يفهم العواقب، وليس بسبب التأديب الجسدي. ومع ذلك، فالطفل الذي لا يُقوَّم باستمرار يصير ضعيفًا في مواجهة الإغواء عندما يكبُر، حتى مع معرفته بسوء العاقبة.
تخيَّل أبًا لا يعطي طفله إلا الحلوى، لأن الطفل يريدها. إنه لا يريد أنْ يُحزِن الطفل، ولكنه في واقع الأمر يؤذيه. وبالمثل، الأب الذي ينصاع لسلوك طفله يَضرُّ بشخصية الطفل وقراراته المستقبلية. الكتاب المقدس يقول حتى إنَّ من لا يؤدب ابنه لا يحبه (أمثال 13: 24).
الطفل الذي يعيش في منزل بلا حدود لا يكون سعيدًا. تجلب حدود الأمان. إذا تعلَّم الطفل أنه يحصل على مبتغاه بالجدَل والجَلبة، سيفعل ذلك دائمًا، ولكنه لن يكون سعيدًا. يكون الأطفال سعداء عندما تكون هناك حدود تؤمِّنهم وترشِدهم، ولا يَشعرون أنَّ عليهم التشاجُر ومقاوَمة السيطرة للحصول على مبتغاهم. الطفل الذي لا يخضَع للتأديب نادرًا ما يكون سعيدًا.
عندما يكبُر الطفل لن تعطيه الحياة كلَّ ما يريد، ولن ينال الاحترام ولا يحصل على ترقيات إذا كان فظًّا وأنانيًّا وغير مسؤول. على الآباء تربية الأطفال بطريقة تُعدُّهم للحياة. على الآباء تذكُّر أنهم لا يربٌّون أطفالًا بل كبارًا.
على الآباء شَرح التأديب لأبنائهم وتوضيحه من أجل مساعدتهم على النمو ليصيروا أناسًا لهم شخصية جيدة ويكتسبون الاحترام والثقة.
◄ على الطلاب قراءة أمثال 22: 15؛ 23: 13-14؛ 29: 15.
تذكَّر أنَّ الغرض من التقويم هو تنمية الطفل. عندما يفهَم الطفل الخطأ الذي ارتكبه، ويشعُر بالأسف بالفعل، قد لا يكون التأديب الجسدي ضروريًّا. الغرض من التقويم ليس إقرار العَدل؛ لا يتعيَّن على الآباء التيقُن من أنَّ الطفل ينال الجزاء المُستَحَق.
◄ كيف يختلِف التقويم الأبوي عن أفعال الشخص الذي يسيئ إلى الناس أو يهددهم بالأذى المادي ليُرغمهم على الانصياع لما يريد؟
الشخص العنيف على استعداد لإيذاء الناس ليحصل على ما يريد، بينما الأم أو الأب يحب طفله. التأديب الجسدي من أجل منفعة الطفل، والآباء المُحبون لا يرغبون في إيذاء الطفل. لا يمكن للشخص الشعور بمحبة شخص متنمِّر أو يمارس القمع، ولكن يمكن للطفل معرفة أنه محبوب عندما يقوَّم. يمكنه إدراك أنَّ حياته أفضل بسبب سُلطة والديه.
بعض الآباء يُعاقِبون أطفالهم بشدَّة ودون اتساق بسبب الغضب أو القسوة. إنهم يؤذون الطفل جسديًّا وعاطفيًّا. إنهم يعاقِبون أطفالهم كوسيلة للتنفيس عن ضغوطهم وإحباطهم في الحياة. هذه مشكلة خطيرة يجب ألَّا يتساهل معها مَن يلاحظها. على الأصدقاء والجيران والأقارب مواجهة الشخص الذي يسيء إلى طفل. على شريك حياة الشخص المسيء طلب المساعدة من الأقارب أو الأصدقاء أو قِس. من المهم حماية الأطفال.
◄ بعض الآباء يُذلِّون أبنائهم علانية عندما يخطؤون. أهذا أسلوب جيد للتقويم؟
◄ على أحد الطلاب قراءة أفسس 6: 4 على المجموعة.
يحتاج الطفل إلى التيقُن من محبة والديه، وأنَّ تقويمهما له بغرض منفعته. عندما يتعرَّض طفل للمذلَّة من أبويه يشعُر أنه غير محبوب. ربما يشعُر بالمرارة وبأن سُلطة والديه أمرًا مريعًا عليه الهروب منه. على الآباء تقويم أطفالهم على انفراد وتفادي إحراجهم في حضور آخري. على الآباء تنبيه أطفالهم وتقويمهم بلطف وصَبر.[1]يخبرنا أمثال 16: 21 أنَّ "حلاوة الشفتين تزيد علمًا".
◄ تخيَّل أنك طلبتَ من طفلك العناية بحيواناتك، ولكنك عند عودتك لمنزلك مساءً تجد الحيوانات جائعة، وكنتَ مُرهَقًا من العمل طوال النهار، ولكن عليك إطعام الحيوانات قبل أنْ ترتاح لأن طفلك لم يُطِع. أينبغي أنْ تغضَب؟ هل من الخطأ أنْ يغضَب الآباء على أبنائهم؟
على الآباء تذكُّر أنَّ التقويم يجب أنْ يكون لمنفعة الطفل. عندما يغضَب أحد الأبوين لأنه يشعر بعدم الاحترام أو لأن عصيان الطفل يسبب له الإزعاج يصير غاضبًا إذ لا يكون بوسعه عمل أي شيء صالح (يعقوب 1: 20). يكون غضبه متمركزًا حول ذاته.
يمكن للأب التعبير عن غضبه السليم بهذه الطريقة: "لم تُطعم الحيوانات يا بني كما أخبرتك، وقد جاعت، وكان من الممكن أنْ تظل جائعة الليل بطوله لو لم أطعمها. كان عليَّ إطعامها مع أنني مُتعَب من العمل طوال النهار. أنا غاضب لأنني لا أريدك أنْ تكون من هؤلاء الذين يتجاهلون احتياجات الآخرين بتجاهل مسؤولياتك. يعلمنا أمثال 12: 10 'الصدّيق يراعي نفس بهيمته. أما مراحم الأشرار فقاسية'".
طلبتْ ربيكا من أطفالها ألا يأخذوا طعامًا ولا شرابًا للحجرة التي بها سجادة جديدة. في اليوم التالي رأت أحد الأطفال يأكل هناك، فوبَّخته. فيما بعد، مشى أحد الأطفال على السجادة وفي يده كوب عصير فوبَّخته. خلال الأيام القليلة التالية، كان الأطفال يأخذون مشروبات أحيانًا إلى تلك الغرفة، ولكن ربيكا كانت مشغولة ولم تقوِّمهم. وفي أحد الأيام سكب أحد الأطفال مشربًا غازيًّا على السجادة، وغضبتْ ربيكا وضربته.
◄ ما الخطأ في طريقة ربيكا في التربية؟
كانت قاعدة ربيكا ألا يأخذ الأطفال أطعمة أو مشروبات إلى الغرفة حيث السجادة الجديدة، ولكنها تساهلت لاحقًا تجاه كسر القاعدة إلى أنْ وقع حادث. لقد عاقبتْ الطفل على الحادث وليس كسر القاعدة. هذا يعلِّم الأطفال أنَّ بوسعهم كسر القواعد ما دام بوسعهم منع العواقب السيئة من الحدوث. هذه الفكرة تُنتج شخصية سيئة لأنها أساس كل كسر لقاعدة. يكسر الشخص القاعدة لأنه يظن أنَّ بوسعه الحصول على النتائج التي يرجوها ومنع الأشياء السيئة. على الآباء تقويم العصيان بدلًا من عقاب الأطفال على الحوادث.
طلبَ مايكل من أبنائه إدخال دراجاتهم إلى المنزل، ولكن كل مساء، عندما يعود من العمل، كان يجد الدراجات بالخارج. ثم ذات يوم فقدَ مايكل أحد أدواته في العمل، ثم جرحَ إصبعه، كما انفجرَ إطار سيارته في طريقه للعودة. عندما عاد إلى المنزل وجدَ الدراجات بالخارج، وعاقبَ أبنائه.
◄ ما الخطأ في أسلوب مايكل في تقويم أبنائه؟
يتساهل كثير من الآباء مع العصيان عندما يكونوا في حالة مزاجية جيدة، ويعاقِبون العصيان عندما يكونوا غاضبين حيال مواقف حياتية أخرى. لا يتعلَّم الأطفال الطاعة إلا بالتقويم المستمر.
◄ طالِع النقاط التالية واشرح لماذا كل منها مهم. ماذا يحدُث إذا لم يتبَع الآباء هذه التوجيهات؟
يجب أنْ تكون المتطلبات ملائمة لقدرات الطفل ونضجه.
لا تعاقِب إلا العصيان المقصود وليس الحوادث.
يجب أنْ تكون القواعد والمتطلبات واضحة ومفهومة.
عندما يعصى طفل، على الآباء شرح ما كان على الطفل عمله.
لا تعاقِب أبدًا طفلًا على شيء خارج سيطرته.
[1]مع أنَّ 2 تيموثاوس 2: 24-25 وغلاطية 6: 1 كُتبتْ كتعليمات للتعامُل مع الخطية في الكنيسة، فإن تعليمات التعامُل بلطف وطول أناة أثناء تقويم المخطئين تنطبق على سياق التربية أيضًا.
تعليمات عملية من الأطفال
أجرى عالم نَفسٍ بريطاني يدعى آر إف هرتز مشروعًا بحثيًّا منذ سنوات. لقد طلبَ من مئة ألف طفل بين الثامنة والرابعة عشر من عمرهم من 24 دولة مختلفة أنْ يدوِّنوا قائمة بقواعد السلوك لآبائهم. هذا البحث ليس له سلطان كلمة الله، ولكنه يُظهر لنا بعض الاحتياجات التي يشعُر بها الأطفال. إليك بعض أهم الإجابات المشتركة:
لا تتشاجرا أمام أطفالكما.
لا تكذبا على طفل.
أجيبا دائمًا عن أسئلة الأطفال.
عاملا أطفالكم جميعًا بالمودة نفسها.
لا بد من وجود [صداقة] بين الوالدَين والأطفال.
رحِّبا بأصدقاء أطفالكما في المنزل.
لا تلوما ولا تعاقبا أطفالكما أمام أصدقائهم.
ركِّزا على مزايا الطفل ولا تؤكدا على إخفاقاته.
حافظا على ثبات مودتكما وحالتيكما المزاجية.
عندما ينتقِد أحد الوالدَين الآخر باستمرار في وجود الأطفال، فإن الأطفال يفترضون أنَّ بوسعهم الاختلاف مع الطرف الذي يُعامل بعدم احترام، ويمكنهم رؤية أخطائه.[1]على الأبوين مناقشة اختلافاتهما على انفراد ومحاولة الوصول إلى سياسات يتبعانها بتعاون.
لا ينبغي للآباء الكذب على الأطفال (كولوسي 3: 9)، ولا حتى لمنحهم أسبابًا للتعاون أو التخفيف من قلقهم. عندما يُدرك طفل أنَّ أبويه يكذبان عليه، لا يعود يشعر بأمان. بعض الآباء لا يمكنهم تعزية أبنائهم أو توجيههم عندما يخافوا، لأن الأطفال لا يصدِّقون ما يقوله الأبوان.
◄ اختر واحدة من النقاط في القسم أعلاه، وصِف المشكلات التي تنتُج إذا لم يتبَع أحد الأبوين هذا التوجيه.
[1]يمكن هنا تطبيق التعليمات والمبادئ من أفسس 4: 29-32؛ 5: 33؛ و1 بطرس 3: 7-12.
بيت مسيحي مؤمِن
◄ عندما يدخل شخص غريب بيتك، هل يرى على الفور أنَّ هذا بيت مسيحيين؟ كيف؟
◄ على أحد الطلاب قراءة تثنية 6: 6-9 على المجموعة.
كان على بني إسرائيل الانتباه إلى تشكيل المستقبل عن طريق تشكيل شخصيات الأطفال. كيف كان عليهم عمل ذلك؟ كان عليهم إيجاد بيئة آمنة لتدريب أطفالهم على المبادئ الكتابية. كان عليهم عَرض النصوص الكتابية في كل مكان ("اكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ")، لم تقتصر المسألة على كتابة النصوص المقدَّسة في المنزل، ولكن كان يجب أنَّ يتسق كل شيء في المنزل مع النصوص المقدَّسة.
لم يكن من المفترض أنْ تضع عائلة الوصايا العشر على حائط، وعلى آخر تضع صورة لنجم تسلية دنيوي خاطئ. كان ذلك ليربك فهم الأطفال للقيَم بشدة.
يتأثر الأطفال من دون وعي بالأشياء التي يرونها ويسمعونها يوميًّا. إذا كانت محطة راديو تعمل دائمًا في بيتهم، فإنهم يستقون الفلسفة التي تكمن في تلك الموسيقى.
من المستحيل أنْ يحمي الأبوان أطفالهما من كل فلسفة شريرة أو تأثير دنيوي، ولكن على الآباء المسحيين تعليم أطفالهم تقييم كل ما يسمعونه، ورؤيته من زاوية كلمة الله. لقد صلى الرب يسوع: "لست أسأل أن تأخذهم من العالَم بل أن تحفظهم من الشرير… قدِّسهم في حَقك. كلامك هو حق" (يوحنا 17: 15، 17).
يلاحظ الأطفال مَن يعتبرهم آباؤهم أبطالًا. إنهم يعرفون مَن يحترمهم آباؤهم. سيكون من غير المتسق أنْ يعلِّم أب أو أم أطفاله الحق المسيحي، بينما هو نفسه يقدِّر الأناس الدنيويين وغير الأخلاقيين. مَن يَفعل ذلك يوصَّل لطفله أنه سيكون أسعد إنْ صار طفله نجم ترفيه ناجح أكثر من أنْ يكون مسيحي أمين.
بعض الآباء يظنون أنه لا بأس بالسماح للأطفال بالتعرُّض لأمور فيها خطية، إذا كانوا سيشرحون للطفل خطأ هذه الأشياء. فكِّر في هذا: إذا كنتَ تحاول إطعام طفلك طعامًا صحيًّا فلن تضع أمامه كومة من الحلوى والكعك، ثم تحاول شرح لماذا عليه أنْ يأكل الخضروات. كل التفاصيل عن الفيتامينات لا يمكنها التغلُّب على رغباته الطبيعية التي تستعر عند رؤية الحلوى.
يسمَح بعض الآباء بتشغيل التليفزيون طوال الوقت، دون اهتمام بما يشاهده أطفالهم. على المسيحيين تذكُّر أنَّ المجتمع يعلِّم بأنَّ لا بأس بالخطية، ما دامت النتائج تحت السيطرة. يعرِض التليفزيون أناسًا يعيشون حياة خطية دون عواقب، ولكن هذا ليس وصفًا صحيحًا للحياة. يجعل التليفزيون الطفل يظن أنَّ والدَيه يمنعانه من الاستمتاع بالحياة، وينتظر الوقت الذي يفعل فيه ما يشاء.
يعيش مسيحيون كُثَّر مع أقاربهم غير المسيحيين في منزل واحد. وفي هذه الحالات، لا يمثل المنزل بيئة محميَّة مِن التأثيرات الخاطئة. من المهم للآباء للمسحيين أنْ يمثلوا قدوة للمحبة والأمانة والنقاء والفرح، بينما يصلُّون أنْ يُعين الروح القدس الطفل ليختار الاتجاه القويم في الحياة.
عائلات غير نموذجية
لأن العائلات غير نموذجية، فالعلاقات كثيرًا ما تحوي تاريخًا من الأخطاء والصراعات غير المحلولة.
حتى الآباء المسيحيون غير نموذجيين. ربما لا يحافظوا دائمًا على الاتساق في سَن القواعد وتنفيذها. إنهم لا يفهمون كل وقت موقف مراهقيهم؛ فالأمور تغيَّرت في الجيل الجديد. إنهم لا يتعاطفون دائمًا مع قضايا طفلهم الحقيقية. إنهم يتعاملون طول الوقت بموقف مناسب، وقد يقولون كلمات مؤذية.
لقد خلقَ الله الإنسان الأول وصمَّم العائلة. لقد خلقَ الرجل وخلقَ له زوجة ومنحهما أطفالًا ليربياهم. يَعرِف الله كل شيء؛ لقد عرفَ أنَّ الآباء سيرتكبون الأخطاء، ولكنه صمَّم الأبوة والأمومة على أي حال. لقد رأى أنَّ تلك هي الطريقة المثلى، على الرغم من عيوب الناس. هذا يعني أنَّ هناك سبيل لنجاح الأُسرة. ثمة مزايا كثيرة لنظام العائلة، حتى عندما لا يكون نموذجيًّا.
حقيقة أنَّ الله صمَّمَ نظام الأبوة والأمومة ذات مغزى للأطفال. إنه يعني أنَّ الأطفال عندما يتمرَّدون فإنهم يختارون رفض النظام الذي أسسه الله. لقد قال الله: "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق" (أفسس 6: 1). يتمرَّد الآباء على خطة الله عندما يتجاهلون تتميم المسؤوليات التي منحها لهم الله. إنَّ رَفْضَ خطة الله يعني التمرُّد عليه.
المسؤولية في تربية الأطفال
ثمة ثلاثة نطاقات للمسؤولية في التربية؛ للطفل نطاق مسؤولية، وللأبوين نطاق، ولله نطاق. لقد نظرنا بالفعل بالتفصيل في نطاق مسؤولية الأبوين في الدرسَين السابقَين. لننظر الآن في وجود الله في حياة الأطفال ومسؤوليتهم.
عَملُ الله في حياة الأطفال
الله يريد أنْ يحظى الأطفال بعلاقة شخصية معه عبْر الإيمان بالرب يسوع. (اقرأ متى 18: 1-6؛ 19: 13-15).
الله أمين ليجذب أطفالنا إلى علاقة معه. (اقرأ يوحنا 6: 44).
الله يتكلَّم مع أطفالنا من خلال كلمته (اقرأ 2 تيموثاوس 3: 14-15).
علاقة الأطفال مع الله
يُمكن لخطايا الأطفال أنْ تُغفَر (1 يوحنا الأولى 2: 12).
يُمكن للأطفال أنْ يعرفوا الله (1 يوحنا 2: 13).
يُمكن للأطفال النمو في علاقتهم مع الله (1 صموئيل 2: 26).
يُمكن للأطفال أنْ يعبدوا الله (متى 21: 15-16).
يُمكن أنْ يَستخدِم الله الأطفال والشباب (يوئيل 2: 28).
يزخر الكتاب المقدس بأمثلة لأطفال وشباب يستخدمهم الله لتحقيق أهدافه، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: صموئيل، وخادمة امرأة نعمان، والفتى الذي استخدَمَ الرب يسوع غداءه لإشباع الجموع، ودانيال، ويوسف، وداود، ومريم.
مسؤولية الطفل
إنَّ مسؤولية الطفل بحسب كلمة الله هي طاعة والدَيه (أفسس 6: 1-3). ماذا لو كان الوالدان على خطأ أحيانًا؟ على الطفل تتميم مسؤوليته ولا يجعل مسؤوليته مشروطة بسلوك والدَيه. سلوك الوالدَين ليس مسؤولية الطفل، فمسؤوليته هي الطاعة.
إذا قرَّر الطفل ألا يطيع والدَيه سوى عندما يكونا على صواب، فلن يكون للأبوين سُلطة. ولا يمكن لهذا أنْ يكون ما قصده الله، لأن هذا قد يدمِّر النظام الأبوي.
الطفل ليس مسؤولًا عن كيفية استخدام والدَيه لسُلطتهما. إنَّ نطاق مسؤوليته هو الطاعة. ماذا لو أخبرَ أب طفله أنْ يفعلَ شيئًا خاطئًا، مثل أنْ يجلب له جعة من الثلاجة؟ ليست على الطفل مسؤولية تقرير ما إذا كان الأب على صواب أم خطأ. يمكنه التعبير عن رأيه باحترام، ولكن عليه الطاعة.
هناك استثناءات للطاعة، عندما يتعلَّق الأمر بإصابة جسدية محتمَلة أو إساءة أو أفعال غير أخلاقية. مثل هذه الأوامر يجب الإبلاغ عنها لسُلطة أعلى يمكنها حماية الطفل.
المشكلات التي لدى الأطفال حيال أوامر والدَيهم لا تتعلَّق عادة بالشك فيما إذا كان الأمر متسقًا مع المبادئ المسيحية. عادة ما يقاوِم الطفل المتمرِّد أبويه في الأعمال الدورية مثل تنظيف غرفته أو المساعدة في الأعمال المنزليَّة، أو العودة للمنزل في وقت محدَّد، أو تقييد الترفيه.
يقاوِم الطفل المتمرِّد سُلطة والدَيه بادعاء الحق في اتخاذ القرار عندما تكون أوامر والدَيه خاطئة. تنبع مقاومته من رغبة أساسيَّة في الاستقلالية والسيادة الذاتية. في أي عمر يصل المرء إلى ذلك؟ إنه لا يَحدُث أبدًا.
إنَّ مفهومًا مثل الاستقلالية لهو محض وهمٍ. دائمًا ما ستكون عليك مسؤوليات تنبع مِن مراعاة الآخرين. ستكون هناك دائمًا مهام تَعرف أنَّ عليك إتمامها، حتى لو لم تكن أمك هناك لتخبرك بذلك. الشخص الذي يُصرُّ على العيش دون التزام جهة الآخرين يتسبَّبُ في ألم ودمار وأذى لأي شخص يَثق به ويعتمِد عليه.
أحيانًا ما يشعر الأطفال بالإساءة من قلق والدَيهم، إذ يَشعرون أنَّ على الأبوين الثقة بهم أكثر. إذا حاول الطفل فَهْم قلق الوالدَين واحترامه، يمكن للوالدَين الثقة أكثر بالطفل وربما السماح له بتعديل الضوابط. عندما يرفُض الطفل مخاوف الوالدَين، يشعر الأبوان أنَّ عليهما فرض المزيد من الضوابط عليه.
الاعتراف بالأخطاء
كثير من الناس يخشون الاعتراف بمشكلة في العلاقة بسبب خشيتهم أنَّ يَضعفهم الاعتراف في النزاعات المستقبلية. في الواقع، موقف النزاهة والاستعداد لعمل ما هو صواب يعزِّز موقف المرء. السبيل الوحيد لتعزيز موقف المرء هو الاعتراف بالأخطاء، وعمل ما هو صواب، والاستعداد لتصحيح ما أخطأ فيه.
أحيانًا ما يريد الشخص في موضع سُلطة من مرؤوسيه الاعتراف بأخطائهم، لكنه لا يعترف بأخطائه، إذ يعتقد أنَّ هذا سيعزِّز من سُلطته، ولكن هذا خطأ. إذا لم يمكن للشخص المسؤول الاعتراف بأخطائه فلا يُمكن لمرؤوسيه الثقة به. هذا المبدأ ينطبق على كل أنماط السُلطة، بما فيها الأبوية.
أيها الآباء والأمهات، إذا كنتم في صراع مع أطفالكم، فعلى الأرجح قد ارتكبتم أخطاء عليكم الاعتراف بها. ربما يبرِّرُ الطفل أخطاءه بأخطائك. اعتذر عن كلماتك القاسية وردود فِعلك القاسية وإخفاقك في فهْمِ الموقِف. ربما لن يحدُث تقدُّم في حل النزاع قبل أنْ تفعلَ هذا، لأن "يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (يعقوب 4: 6).
عليك الاعتراف بأخطائك سواء أكنتَ أبًا أو أمًا أو طفلًا. التوبة والاعتذار والخضوع المستمر للسُلطة المُعطاة من الله، سيجني لك في المعتاد تعاونًا أفضل من الآخرين، ولكن ليس هذا السبب الذي عليك الاعتراف بأخطائك من أجله. عليك أنْ تَسرَّ قلب الله.
عندما تعترف بأخطائك، ليس عليك التأكُّد من لوم الآخرين على أخطائهم. لا تستخدِم أخطاء الآخرين لتبرير أخطائك.
قد تتحسَّن العلاقة على الفور، وربما تأخذ وقتًا. أحيانًا يحتاج الناس إلى رؤية تغيير حقيقي قبْل أنْ يتغيروا أيضًا. ولكن ما يدفعك لعمل ما هو صواب ليس أنْ تدفَع شخصًا آخر للتغيير. عليك أنْ تفعل ما يريده الله منك. ربما لن يتغيَّر الشخص الآخر، ولكن سيكون ضميرك صالحًا وتنال بَرَكات الله لأنك تُتمِّم مسؤوليتك، وثق أنَّ الله يُتمِّم مسؤوليته.
أهميَّة تسليم كل جانب من جوانب الحياة لسُلطان الله
تخيَّل وجود دولة صغيرة عبارة عن جزيرة صغيرة اسمها فريكا، وبالقرب منها دولة كبيرة عبارة عن جزيرة أيضًا اسمها جريكا تريد احتلال فريكا. يَعِد حاكم جريكا حكومة فريكا بعقد معاهدة سلام، فقط إذا تخلَّت فريكا عن عشرة أفدنة من وسط الجزيرة لجريكا. هل سيكون هذا حلًا جيدًا للسلام؟ إذا سلَّمت فريكا جزءًا من أرضها للعدو سينتشر جيش العدو من هذه المنطقة ليغزو بقيَّة الأرض.
تخيَّل أنَّ حياتك أرضًا بها مناطق مختلفة؛ إحداها للتعليم أو العمل، وأخرى للترفيه، وأخرى للعلاقات العائليَّة، وهناك مناطق أخرى كثيرة.
ينبغي أنْ تكون كل الأرض بمناطقها كافة تحت سُلطان الله. ماذا يحدُث إذا خرجت إحداها، كالعلاقات العائليَّة، من تحت سلطانه؟ لقد سمحتَ للشيطان بالدخول إلى تلك المنطقة. من هذه المنطقة سيبدأ غزو المناطق الباقيَّة في حياك. وبالمثل، إذا كان شخص ما غير نقي في ترفيهه، فالشيطان سيغزو المناطق الأخرى في حياته. على المسيحي وضع كل نطاق من حياته تحت سلطان الله.
نقاط سريعة للوالدَين
◄ على الطلاب قراءة أفسس 6: 4، وكولوسي 3: 21، و1 كورنثوس 13: 11، وكولوسي 3: 8 للمجموعة.
إذا كان طفلك عاطفيًّا، ويعبِّر عن الغضب أو الإحباط، فهو يظن أنك لا تفهمه. وربما يظن أنك لا تهتم كفايَّة لتستمع إليه وتحاول فهمه.
حاول الاستماع والفهم. إذا كنتَ دائمًا لا تعير مشكلاته أهميَّة وتعدها تافهة أو سخيفة، فأنت لا تفهم حقًا ما يواجهه. إذا بدا الأمر مشكلة كبيرة بالنسبة له، فهو إذًا بمثابة تحدٍ لإٍيمانه وشخصيته. ما لم تفهم لماذا رد فعله بهذه القوة، فأنت لا تفهم المغزى وراء الموقف.
لا تتخلَّ عن طفلك أبدًا، ولا تنطق بعبارات يبدو منها أنك تخليت عنه.
لا تظن أنَّ كلَّ أطفالك متشابهون.
◄ على أحد الطلاب قراءة أفسس 4: 30-32 للمجموعة.
عندما تظهر المشكلات، لا تقرأ لائحة إخفاق الطفل التاريخيَّة. يريد الطفل التفكير في إخفاقاته الماضيَّة بعدِّها غير ذات صلة بالحاضر. إنه يعتقد أنه مختلف اليوم، ومن غير الإنصاف أنْ تذكِّره بالماضي. ومع ذلك، لا تتوقع أنْ يكون بهذا السخاء معك.
للمناقشة الجماعية
◄ ما بعض المفاهيم الجديدة عليك من هذا الدرس؟ هل يمكنك مشاركة بعض الأشياء التي تخطِّط لتغييرها في ممارستك؟
◄ ناقِش طرائق أوسع يمكن بها للعائلات الكنسيَّة العمل معًا لتحسين الحياة في المنزل ومساعدة أطفال الكنيسة.
صلاة
أيها الآب السماوي،
نريد أنْ تكون بيوتنا بيوت محبة وأمان وبَرَكة. ساعدنا لنكون أنقياء ومُحبين في كل ما نعمل.
نشكرك من أجل أمانتك مع كل ابن وابنة من أبنائنا. نعرف أنَّ روحك القدوس يعمَل في قلوبهم.
آمين
تكليف الدرس
(1) اذكُر التوجيهات الكتابيَّة السبع للعائلة. ثم اذكر تطبيقات عمليَّة لمواقف حياتيَّة حقيقيَّة. اكتب فقرة تشرَح كل تطبيق (سبع فقرات إجمالًا).
(2) اختر واحدًا من الموضوعات أدناه. اذهب إلى سِفر الأمثال واكتب قائمة بالأمثال التي تتحدث عن ذلك الموضوع. اكتب فقرتين تلخصان ما تقوله الأمثال عن الموضوع. ثم اكتب ثلاث فقرات عن كيف يمكن للوالدَين تعليم أطفالهم أو مراهقيهم المبادئ. الموضوعات:
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.