ليس سرًا أن الرجال والنساء يختلفون في نواحٍ عدة! إذ يكافح العديد من الرجال للتعبير عن مشاعرهم، بينما تعتبر العديد من النساء أن التعبير عن المشاعر جزءًا من التواصل الفعلي. يميل الرجال إلى تحمل المزيد من المخاطر، بينما تهتم النساء بالأمان عادة. ينجذب الرجال بطبيعتهم إلى الجمال الجسدي، بينما تنجذب معظم النساء بطبيعتهن للعلاقة الحميمة العاطفية. ويمكن إدراج العديد من الاختلافات إلى جانب هذه الأمور.
ثمة اختلافات في شخصية الزوج والزوجة، بالإضافة إلى تلك الاختلافات المعتادة بين الجنسين. إذ ربما يستمتع أحدهما الحضور وسط الناس، بينما الآخر يستمتع بالعزلة. ثمة تفضيلات صغيرة، مثل مقدار الضوء الذي يجب أن يكون في المنزل أو درجة الحرارة التي يجب أن تكون عليها الغرفة. تعاني العديد من الزيجات من مشكلات بسبب الخلافات حيال كيفية إنفاق المال. هذه الاختلافات ليست بالضرورة اختلافات في الشخصية؛ إذ يمكن أن تكون اختلافات في الشخصية والرأي ببساطة.
يعتقد الناس أحيانًا أن الخلافات يجب أن تنتهي لأن الزواج يصنع اتحاد بين الرجل والمرأة. وقد يظن الإنسان أن خلافات زوجته عيوب يجب تصحيحها. وقد يحاول كل من الزوجين تغيير آراء وعادات وتفضيلات الزوج الآخر باستمرار.
صحيح أنه يجب على كل شخص أن يتطور ويتحسن بسبب تكوين علاقة. رغم ذلك، تكون محاولتنا لتغيير شخص ما بمثابة هجوم على الشخص ذاته بعض الأحيان. إذ ينمي كل من الزوجين نظام محبة الآخر واحترامه وتقديره وخدمته في الزيجات الصحية السليمة.
◄ ما الاختلافات الأخرى بين الرجل والمرأة؟ وما الاختلافات الأخرى في الشخصية التي يجب على الناس قبولها؟
اختيار أن تَخدم
يقول جاري توماس في كتابه الزواج المقدس:
الزواج الجيد ليس شيئًا يمكن إيجاده، بل هو شيء تسعى لأجله. فهو يستلزم عملًا شاقًا. يجب أن تصلب أنانيتك. وعليك مواجهة الشريك بخطأه أحيانًا، والاعتراف بخطأك أحيانًا أخرى. إن ممارسة الغفران أمر ضروري. ولا شك أن هذا عمل شاق، لكنه يؤتي ثماره في النهاية. إنه يخلق علاقة جمال وثقةودعم متبادل في نهاية المطاف.[1]
يقتبس توماس من أوتو بايبر:
إذا كان الزواج… تجربة مخيبة للآمال لكثير من الناس، فإن السبب يكمُن في /[خمول] إيمانهم. إذ يكره الناس حقيقة أن بركات الله يمكن إيجادها والاستمتاع بها عندما يُبحث عنها باستمرار فحسب (متى 7: 7؛ لوقا 11: 9). ولذلك فإن الزواج هو هبة ومهمة يجب تتميمها.[2]
تفشل الزيجات في الازدهار غالبًا، وذلك لأن الأزواج والزوجات يفكرون في احتياجاتهم الخاصة بدلًا من محاولة تلبية احتياجات بعضهما بعضًا.
لا يمكننا تلبية الاحتياجات العميقة لبعضنا بعضًا. أبانا السماوي وحده يستطيع أن يشبع اشتياقاتنا ورغباتنا بالكامل، ولهذا السبب آتى الرب يسوع. إذ إن هدفه هو خلاصنا، وأن يملأنا بروحه– أي الروح القدس– وأن يدخلنا في علاقة عميقة ومرضية مع "أبا الآب" (رومية 8: 14-15؛ غلاطية 4: 6).
إن أحد أهداف الله من الزواج هو أن يكون مجالًا للتدريب على الخدمة؛ إنها نوع الخدمة نفسها التي نراها عند الرب يسوع (يوحنا 13: 14). يريد الله أن ينمي قلب الخادم المتواضع والمهتم بالآخر في كل من الزوجين (فيلبي 2: 3-8).
تتحقق بعض الزيجات السعيدة والأكثر جمالًا لأن أحد الزوجين اختار أن يتناسى ذاته ويخدم الطرف الآخر عبر الصعوبات غير العادية سواء مرض أو فشل أو مأساة أو حزن. ويشهد بعض الأزواج أن حياتهم كانت على وشك الدمار بلا أمل لو لم تصل زوجاتهم من أجلهم، وتغفر لهم، وتسائلهم، وتحبهم محبة غير مشروطة بينما كانوا غير محبوبين من الجميع. وتشهد بعض الزوجات أن صبر أزواجهن وتفهمهم هو الذي مكنهن من التغلب على الضرر العاطفي الناتج عن الأب المسيء أو أي صدمة أخرى. كل هذا لأننا نعيش في عالم ساقط وخاطئ، إذ تئن كل الخليقة (رومية 8: 22)، وكل شخص متزوج يحمل جراحات وندوب. لكننعمة الله يمكن أن تمكننا من رعاية ببعضنا بعضًا وتضميد جراح بعضنا بعضًا!
كل منا ولد أنانيًا. وطبيعي أن نهتم باحتياجاتنا أكثر من اهتمامنا باحتياجات الآخرين. ولكن يمكن لنعمة الله المخلصة والمقدسة أن تغيرنا بسكنى الروح القدس حتى نصير أشخاصًا يضعون احتياجات الآخرين قبل احتياجاتنا. يزدهر الزواج عندما يهتم كل من الزوجين باحتياجات الطرف الآخر ورغباته.
لقد خلق الله الرجال والنساء ذو احتياجات ورغبات مختلفة. وهذا يعني أنه لا ينبغي للرجل أن يعتقد أن زوجته سوف تفرح بالأشياء نفسها التي تسعده. ولا ينبغي للزوجة أن تعتقد أن زوجها يريد أن يعامل بالطريقة نفسها التي تريد أن تعامل بها. مؤكد أن بعض أساليب اللطف والمجاملة هي نفسها لكليهما بالفعل، ولكن يوجد بعض الاحتياجات الفريدة لكل من الرجال والنساء.
إذا فهمنا الاحتياجات الخاصة للرجال والنساء، يمكننا أن نفهم كيفية سد احتياجات شريك الحياة. إنه لمحزن أن كثرة الجدال والنقاشات بين الأزواج والزوجات لا تحل المشكلات لأن كل شخص يفشل في فهم احتياجات الطرف الآخر. وقد يشعر كل منهما بالغضب والاستياء لأن الآخر لا يتفهم الأمر.
الجميع بحاجة إلى الحب والاحترام، ولكن هناك فرق بين الرجل والمرأة. الحاجة الأساسية عند المرأة هي الحب، والحاجة الأساسية عند الرجل هو الاحترام.[1]
◄ كيف لاحظت هذا الفرق بين احتياجات الرجال والنساء؟
[1]كان كتابLove and Respectالذي كتبه Dr. Emerson Eggerich مفيدًا للغاية في هذا الجزء.
كيف يُظهر الزوج حبه لزوجته
تقول رسالة أفسس 5: 25، 28 "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها… كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم…".
ينبغي على الزوج أن يخبر زوجته بأنه يحبها مرارًا وتكرارًا، ولا ينبغي له أن يفترض أنها تعرف ذلك. ويجب عليه أيضًا إظهار حبه بما هو أكثر من الكلمات. يجب عليه إظهار الحب بالطرائق التي تثير اهتمامها. ولا ينبغي له الاعتقاد بأنها تشعر بالحب لأنه يظهر الحب بالطرائق التي تثير اهتمامه هو. إذ إن احتياجاتها تختلف عن احتياجاته.
ترغب الزوجة في معرفة أن الزوج يحميها جسديًا وعاطفيًا. ولا بد للزوج أن يتعامل مع أي خلافات مع الجيران. ولا بد للزوج التأكد من أن المنزل مكان آمن. وعليه أن يتكلم دفاعًا عنها عندما ينتقدها الآخرون، حتى الأقارب. ولا يجوز له أن يضرب زوجته أو يؤذيها جسديًا بأي شكلمن الأشكال لإجبارها على طاعته. وعليه أن يبذل قصارى جهده لتوفير الاحتياجات المادية لأسرته. وإذا كان الزوج مهملًا بالمال، تشعر زوجته أنه لا يهتم باحتياجات أسرته.
الأمور المالية عند الأزواج
أيها الأزواج، المشكلات المالية هي أحد أكبر أسباب الخلاف في الزواج.
امتنعوا عن فعل أي شيء غير أمين أو فاسق من أجل الربح؛ وتذكروا أنكم تحت سلطان الله.
أعط عشورك للكنيسة لأنك تثق أن الله سيعولك.
ابحثوا عن أفضل وضع للتوظيف ولكن كن على استعداد للقيام بعمل غير مبهج لك حاليًا.
سواء كنت موظفًا أم لا، ابحث عن عمل للقيام به كل يوم لمساعدة نفسك والآخرين.
لا تنفق أموال الغد باقتراض المال اليوم.
عندما تنفق المال من أجل المتعة، أشرك زوجتك وأطفالك.
ادخر دومًا لتغطية النفقات الإلزامية مثل إيجار منزلك.
استثمر المال لتحسين وضعك بدلاً من إنفاق المال للمتعة.
(2) الزوج الذي يحب زوجته يحفظ نفسه لأجلها.
يجب على الزوج أن يحفظ نفسه طاهرًا أخلاقيًا ويسعد بزوجته، "الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائمًا" (أمثال 5: 19). إذا أقام الزوج علاقات غير لائقة أو فاسقة مع نساء أخريات أو استخدم تسلية غير طاهرة، فإن زوجته تشعر بأنها غير محبوبة.
(3) يحب الزوج زوجته بسعيه فهمها.
لن ينجح الزوج في فهم زوجته باستمرار، لكن عليه أن يأخذ الوقت الكافي للاستماع إليها وفهمها. يقول الكتاب للأزواج:
إذا سخر الزوج من مشاعر زوجته وآرائها، فإنها لا تشعربالحب. إنها تحتاج منه إلى أن يحاول فهم قلقها حتى لو كانت عبارتها لا تبدو منطقية بالنسبة له.
ولأن الله جعل الرجل رأس البيت (أفسس 5: 23)، فإن الزوج لديه مسؤولية قيادة البيت (1 تيموثاوس 3: 4-5). رغم ذلك، يجب على الزوج والزوجة تخصيص وقت للحديث معًا حتى يتمكنوا من الاتفاق على معظم القرارات. ولا ينبغي للزوج أن يتسرع في اتخاذ القرار دون مراعاة مشاعر وآراء زوجته. وإذا لم يتمكنوا من الاتفاق على أمر ما، فقد يحتاج الزوج إلى اتخاذ قرار، لكنه يجب أن يشعر بالأسف لأنهم فشلا في التوصل إلى اتفاق بينهما. عادة ما يكون غياب الاتحاد بينهما بمنزلة إنذار للزوج. وغالبًا ما تتمتع النساء بالحكمة والفطنة التي يحتاجها الرجال لاتخاذ قرارات سديدة.
◄ يجب على الطالب قراءة أفسس 4: 2-3، 15-16 على المجموعة. والنظر في كيفية تطبيق هذه الآيات على العلاقة بين الزوج والزوجة؟
تشعر العديد من الزوجات أن أزواجهن لا يقدرون العمل الذي يقومن به. وأن على الزوج إظهار الامتنان نحو زوجته. ويجب عليه أن يدرك المجهود الذي تبذله من أجل أسرتهم. ولا ينبغي له أن ينتقدها أبدًا أمام الآخرين.[3]إذ يجب أن يمتدح شخصيتها وجاذبيتها وقدراتها. وعليه أيضًا أن يوفر لها الملابس الجيدة بقدراستطاعته. لا تشعر الزوجة بالحب عندما تشعر أن زوجها لا يهتم بمظهرها.
عندما ينتقد الزوج زوجته فإنه قد يجعلها تعتقد بعدم كفايتها كشخص ويثبط عزيمتها. يقول بولس للمؤمنين: "ولا يطعنوا في أحد ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس" (تيطس 3: 2). وإذا كان النقد ضروريًا، فيجب علىالزوج الحرص الشديد على تأكيد تقديره لزوجته بصورة أكبر من انتقاده لها. وينبغي أن يجتنب الإشارة إلى أمثلة النساء المتفوقات على زوجته في مختلف الصفات.
(5) يحب الزوج زوجته بتخصيص وقت للعلاقة.
إن مشاركة الحياة معًا تتطلب وقتًا للحديث معًا. إذ تتعمق العلاقات بالكلمات (أمثال 16: 24؛ 20: 5). يجب على الزوجين التحدث عن الأمور التي تذخر بها أيامهما. يجب أن يتحدثا عن صداقاتهما، ومشاعرهما، ورغباتهما، واهتماماتهما. إذ تشعر الزوجة بالحب عندما يوفر زوجها الوقت للتحدث والاستماع لها. وعندما يعود إلى المنزل متعبًا من العمل، قد لا يشعر بالرغبة في التحدث أو السماع عن مشكلات في المنزل، لكن يجب ألا يهمل هذه الحاجة عند زوجته. وإذا كان الزوج يريد العلاقة الحميمة الجسدية ولكنه غير متاح لعلاقة الحميمية العاطفية، فإن الزوجة تشعر بأنها مستغلةوغير محبوبة.
(6) يحب الزوج زوجته بالصبر على ضعفتها.
يعلمنا 1 بطرس 3: 7 "كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف…" إذ إن معظم النساء لسن أقوياء جسديًا مثل أغلب الرجال. كما أن معظم النساء أكثر عرضة للألم العاطفي والضيق من الرجال. يجب على الرجل أن يطمئن زوجته ويشجعها. يجب أن يتعلم كيفية تخفيف التوتر عنها. وعليه أن يتجنب مطالبتها بأمور عديدة عندما تكون متعبة أو متوترة أو قلقة.
(7) يحب الزوج زوجته بتلبية احتياجاتها العملية.
فكما يريد الرجل أن يحصل على أفضل الأدوات لعمله ومكان جيد للقيام بعمله، عليه أن يوفر بيئة صالحة لزوجته. وعليه التأكد من إصلاح المنزل وتجهيزه بالأشياء التي تحتاجها.
نتائج محبة الأزواج لزوجاتهم
يجد معظم الأزواج أنهم عندما يظهرون الحب لزوجاتهم، تستجيب زوجاتهم بالفرح والتعاون. وتشعر النساء بالسعادة عندما يخلص أزواجهن لهن ويظهرن الحب لهن بالطرق المذكورة أعلاه. ويحصل الرجال على أقصى استفادة من زوجاتهم عندما يظهرون الحب لهن (أفسس 5: 28). ومع ذلك، لا يضمنالرجال النتائج دائمًا. إذ تحدث استثناءات بالتأكيد. لا ينبغي للرجل أن يظهر الحب بغرض الحصول على ما يريد فحسب؛ بل ينبغي أن يظهر المحبة من أجل إرضاء الله وسد احتياجات زوجته بدلًا من الاهتمام باحتياجاته الخاصة.
تعرضت بعض الزوجات لأضرار عاطفية بسبب تجارب سابقة، وقد لا يستجين لمحبة أزواجهن سريعًا. إن عملية إظهار الحب هذه ليست أسلوبًا يمكن اختباره لبضعة أيام كتجربة. يجب على الزوج أن يستمر في إظهار المحبة بهذه الطرق على الدوام بسبب المحبة التي في قلبه لله ولزوجته. إذ يحب المسيح الكنيسة بهذا الإخلاص والتعهد بالتضحية بالذات.
[1]هناك العديد من الأسفار المقدسة التي تخص هذه الحقيقة بما في ذلك أفسس 5: 28-31؛ كولوسي 3: 19 (الحماية العاطفية)؛ 1 تيموثاوس 5: 8 (الحماية الجسدية)؛ نحميا 4: 13-14 (الحماية الجسدية)؛ 1 تيموثاوس 2: 14 (الحماية الروحية).
[3]هذا تطبيق لتعليمات الله لنا في سياق الزواج بحسب أفسس 4: 29-32؛ 5: 25-29؛ متى 7: 12.
كيف تظهر الزوجة احترامها لزوجها
توصي رسالة أفسس 5: 33 بالآتي: "…فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها".
الرجل يحتاج إلى الاحترام والمهابة. إذ يفضل معظم الرجال أن يحظوا باحترام الآخرين بدلاً من أن يكونوا محبوبين من قِبلهم. لقد خلق الله الرجال لأجل حماية أسرهم ودعمهم وقيادتهم. إن مكانة الأب والزوج تستحق الاحترام حتى قبل أن يصنع أي شيء يكسبه الاحترام. وعلى الزوجة أن تحترم زوجها وتقدره حتى إذا كان سلوكه خاطئًا. ويجب عليها أن تعامله كإنسان مخلوق على صورة الله، وأنه مهم حتى عندما لا يطبق سلطته كما ينبغي له بالضبط (أفسس 5: 23). وهذا لا يعني أنها لا تستطيع أن تخبره بأنها لا توافق على تصرفاته أو قراراته، ولكن لا ينبغي لها معاملته بطريقة غير محترمة.
عندما تحترم الزوجة وتقدر زوجها بالخضوع الحر لسلطته، فإنها تظهر محبتها للرب يسوع (أفسس 5: 22، 31-33).
تعتقد بعض الزوجات أنهن يحببن أزواجهن حتى عندما يعاملونهن بغير احترام، فينتقدونهن أمام أصدقائهن، ويصنعون أمورًا في الخفاء، ويتفوهون بكلمات جارحة. يجب أن يفهموا أنه لا يمكن لأي قدر من المودة أن يعوض عن عدم الاحترام.
لدى معظم النساء ميل قوي لأن تكون أمًا لطفل صغير. لديهن قدرة طبيعية ورغبة طبيعية في تلبية احتياجات الطفل. تخيل كيف ستشعر المرأة إذا قال أحدهم: "أنت غير قادر على رعاية طفل". وبالمثل، لدى الرجال ميل قوي للحماية، وتوفير الرعاية، والقيادة. لذا عندما تقول زوجة رجل ما أنه غير قادر على القيام بهذه الأمور، فإنه يشعر بأنه رجل فاشل.
يجب أن تتفهم الزوجة أنه سيكون هناك رجال آخرون يتمتعون بشخصيات أقوى، أو يكسبون أموالاً أكثر، أو يشغلون مناصب أعلى من زوجها. لكن لا ينبغي لها أن تجعل زوجها يشعر بالفشل بمقارنته مع غيره. وكما نتعلم من أفسس 5: 21-33، إن الزوجة متحدة كجسد واحد مع زوجها. وعندما تنتقدهالزوجة أو تقارنه بغيره، فإنها تلحق الضرر بهما وبالعلاقة بينهما.
◄ يجب على الطالب قراءة أمثال 31: 11-12، 26 أمام المجموعة. وماذا تعلمنا هذه الآيات عن كيفية معاملة الزوجة الصالحة لزوجها في سلوكها وكلماتها؟
(1) تحترم الزوجة زوجها بكلمات التعضيد.
يجب على الزوجة أن تعضد إمكانيات زوجها. وسيكون الاحترام واضحًا في كلمات التعضيد التي تقولها الزوجة لزوجها. الكلمات لها تأثير قوي في أغلب الرجال. إما أن تبني أو تهدم (أمثال 14: 1). إذ ستكون مشجعة أو مثبطة. إما أن تقوي ثقته أو تحطم روحه (أمثال 18: 21). قدلا ينجح الرجل في كل مشروع أو يكون قادرًا على شغل بعض المناصب، ولكن يجب على زوجته أن تعضد جهوده لتوفير المسكن والأمن لأسرته. يجب أن تحاول ألا تثنيه عن طرح أفكار والدخول في تحديات جديدة.
◄ يجب على الطلاب قراءة أمثال 15: 4؛ 16: 24 على المجموعة.
(2) تحترم الزوجة زوجها بالخضوع له (1 بطرس 3: 5).
خضوع الزوجة لا يعني أنها أدنى من زوجها. بل معنى هذا أن أدوارهم مختلفة. ونرى حتى في الثالوث أن الابن يخضع للآب، مع أن الابن ليس أقل من الآب في الطبيعة أو القوة أو أي صفة.
وهذا المبدأ ليس سهلاً لبعض الزوجات، خاصة إذا كان أزواجهن لا يعيشون بحسب كلمة الله، أو إذا كانوا قساة معهن. تشعر بعض الزوجات أنهن قادرات على اتخاذ قرارات أفضل لأنفسهن أو لأسرتهن مما يستطيع أزواجهن اتخاذها. تكون الزوجة أحيانًا على حق، والزوج هو الذي على خطأ. أما إذا كانت الزوجة لا تخضع لزوجها إلا إذا اتفق معها في الرأي، فهي تهيمن بسلطتها وليست خاضعة حقًا. إذ يعني الخضوع السماح لشخص آخر باتخاذ القرار.
يحدث بطرس الرسول الزوجات ويقول:
"كنّ خاضعات لرجالكنّ حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة… ولا تكن زينتكنّ الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن." (1 بطرس 3: 1، 3-4).
ثمة العديد من المواقف الصعبة. والعديد من الزوجات يطرحن الأسئلة. "إذا طلب مني _______ هل يجب أن أفعل؟" لا يمكن لهذا الدرس أن يتحدث عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواقف الحادثة بالفعل. لكن إشكالية الخضوع في كثير من الأحيان لا تكون نتيجة مطالبة الزوج بأشياء لا ينبغيللزوجة أن تفعلها. قد لا ترغب الزوجة في الخضوع لأنها تعتقد أن زوجها سيكون غير عقلاني إذا فعلت ذلك. ربما يكون الزوج غير محب ولطيف. وقد لا ترغب الزوجة في التنازل عن حريتها في اتخاذ قراراتها بنفسها. وقد يكون لدى الزوجة نوعًا من التحدي. إذ تستخدم الزوجة تصرفات زوجها السيئة أو أخطائه كذريعة لرفض سلطته عمومًا. وهذا يعد عصيانًا لوصايا كلمة الله.
يخبرنا الكتاب المقدس أن الزوجة الصالحة الخاضعة يمكنها أن تربح زوجها للرب. نحن لا نضمن أن يصبح الزوج مؤمنًا بسبب الزوجة الصالحة، ولكن احتمالية أن يصبح مؤمنًا تقل أكثر إذا كانت زوجته المسيحية متمردة. قد تنال الزوجة استحسانًا كبيرًا من زوجها باحترامها لها، لكن هذا ليس السبب الرئيس الذي يدفعها للقيام بذلك. إذ عليها أن تحترم زوجها لأنها تدين له بالاحترام ولأنها تريد أن ترضي الله.
يقول سفر الأمثال 12: 4 "المرأة الفاضلة تاج لبعلها. اما المخزية فكنخر في عظامه". إذا عاملت الزوجة زوجها بغير احترام أمام أصدقائه، فإن هذا ينتقص من كرامته وقد لا تتمكن من استعادتها أبدًا. الرجال يقدرون الرجال الآخرين الذين لديهم زوجات مخلصات. ويشفقون على الرجال الآخرين الذين لديهم زوجات غير مقدرة.
عندما تتعلم الزوجة أمور خاصة بإعداد الطعام والعناية بالمنزل بما يرضي زوجها، يشعر زوجها بالفخر. وإذا رفضت تغيير عاداتها من أجله، فإنه يشعر أنه غير مهم لها.
إذا كانت الزوجة مشغولة بالعمل أو الأصدقاء أو الكنيسة أو الترفيه ولا تخصص وقتًا للاستماع لحديث زوجها أو مراعاة احتياجاته، فإنه يشعر بأنه غير مهم عندها.
يعلّم تكوين 2: 18 "وقال الرب الإله ليس جيدًا أن يكون آدم وحده. فأصنع له معينًا نظيره".
(4) تحترم الزوجة زوجها بتقديم المحبة الجسدية.
يبدو أن الرضا الجنسي أكثر أهمية عند معظم الرجال منه عند بعض النساء. قد لا تكون المرأة مهتمة في كثير من الأحيان بالجنس إلا إذا كانت عواطفها ومزاجها يميل لذلك، وهو أمر أقل مما يرغبه الرجل. وهذا يعني أن الزوج قد يكون ساخطًا في كثير من الأحيان بينما لا تفهم زوجته حاجته. وحتى أنها قد تحتقر الرغبة الجنسية لدى الرجال بسبب سوء المعاملة السابقة التي تعرضت لها أو عرفتها. لا بد للزوج أن يحاول التحلي بالصبر والتفهم لزوجته. ولكن على الزوجة أن تدرك أنه من الجيد لها أن تلبي حاجة زوجها الجنسية حتى في الأوقات التي لا تشعر فيها هي بالحاجة. إذا كان الرجل أمينًا ومخلصًا لزوجته، من دون ممارسة علاقات خاطئة مع النساء الأخريات، قد يشعر بالاستياء عندما لا تهتم زوجته بحاجته. إن إخلاص الزوج لعهده الزوجي لا ينبغي أن يعتمد أبدًا على إشباعه الجسدي، لكن اهتمام زوجته باحتياجاته الجنسية يمكن أن يضعف من صراعه مع الإغراءات.
يتحدث سفر نشيد الأنشاد عن أن "حبيبي لي وأنا له… تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى… هنالك أعطيك حبي". (نشيد الأنشاد 2: 16؛ 7: 11-12؛ أنظر أيضًا 1 كورنثوس 7: 3-5).
نتائج عصيان إرشادات الله
الأوصاف الواردة في هذه المقاطع لا تنطبق على كل صراع في الزواج، لكنها شائعة. إذ تُظهر هذه الأوصاف عملية السبب والنتيجة السلوكية الطبيعية التي تحدث عندما يستجيب الأزواج لمشاعرهم بطريقة غير روحية، بدلًا من (1) إدراك ما يشعرون به، (2) تذكر حق الله وما يريده لهم، و (3) الاعتماد على الروح القدس لمعونتهم على التجاوب وفقًا لطرق الكتاب المقدس.
إذا كانت الزوجة لا تسلك بالروح وتترك محبة الله تعمل فيها، قد تتصرف بطرق وفق طبيعتها تضر بزواجها. وإذا لم تشعر الزوجة بالحب، فإنها لا تشعر بالأمان. وتبدأ في تعضيد نفسها ومقاومة سلطة زوجها لأنها لا تثق في اهتمامه بها. وعندما تفعل هذا، يشعر هو بعدم الاحترام والتقدير. وإذا حاول تثبيت السلطة والمطالبة بالاحترام، فإنها تشعر أكثر أنه لا يحبها.
إذا كان الزوج لا يسلك بالروح ولا يسمح لمحبة الله أن تعمل فيه، قد يفشل في اتخاذ الموقف الذي يقوي زواجه. وعندما يشعر الزوج بعدم الاحترام، يشعر بالألم والغضب. وقد يقول أشياء جارحة لزوجته. ويمكن أن يؤثر الصمت إذا كان يحاول السيطرة في مشاعره. إذ لا يريد أن يكون بالقربمن زوجته أو يفتح لها قلبه، لأنه يشعر أنها ليست معينته. وعندما يفعل ذلك، لا تفهم زوجته السبب. وربما عاملته بطريقة غير مهذبة لأنها تحاول أن تجعله يدرك عدم سعادتها وأنه يجب أن يتغير. وعندما يغضب أو ينسحب تعتقد أنه يؤكد عدم اهتمامه بمشاعرها. وقد تصبح غير مقدرة ومحترمة له أكثر.
يصبح الإنسان أكثر عرضة للإغراءات عندما تتضرر العلاقة الزوجية. إذ تُغوى الزوجة بأن تكون أكثر مقاومة لقيادة زوجها. ويغويها التحدث مع الآخرين عنه بطريقة غير مهذبة. وقد يغويها الاستمتاع باهتمام لرجل آخر يبدو أنه يقدرها. وهكذا يُغوى الزوج بالابتعاد عن زوجته لأن تصرفاتها تسيء إليه. وهو لا يشعر برغبة في القيام بأعمال محبة نحوها. وقد يميل إلى الاستمتاع باهتمام لامرأة أخرى معجبة به.
كل إنسان مسؤول أمام الله عن اختياراته. ولا يغفر الله ذنب امرئ بسبب ما فعله شريكه في الحياة. يعدنا الله بالقوة لمعونتنا على العيش كما ينبغي. ليس الغرض من هذه المعلومات أن يطلب الشخص ما هو مطلوب من زوجته أو أن يلوم الزوج على خطيتها. بل الغرض هو أن يدرك الإنسان مسؤوليتهفي إرضاء الله وتوفير ما يحتاجه شريك حياته.
أهداف خاطئة
يبحث الشخص أحيانًا عن طريقة لتسهيل حياته. يريد الزوج أن يجعل حياته أسهل عبر تغيير زوجته. وبالمثل، قد تعتقد الزوجة أن حياتها ستكون أفضل إذا تغير زوجها. يسأل الشخص مشيرًا أو راعيًا أو أصدقاء عن كيفية تغيير الطرف الآخر. تغيير الشريك ليس هوالهدف الصحيح. إن الشخص الذي يحاول أن يجعل حياته أسهل باستخدام الأساليب المختلفة في العلاقات لا يكون دافعه هو محبة الله أو الطرف الآخر.
يحاول المرء أحيانًا لسنوات أن يصحح أخطاء الطرف الآخر. فلا يتوقفون أبدًا عن انتقاد الأخطاء نفسها. ورغم أن كل شخص لديه أخطاء فعلية، إلا أنه يجب على كل شريك أن يقبل شريكه الذي له عيوب في النهاية. قد تكون العيوب عيوبًا في الشخصية، أو عيوبًا في السمات، أو عيوبًا روحية (حتى الخطية). وهكذا لا ينبغي أن تعتمد العلاقة على رغبة الطرف الآخر في التغيير. فقد يشعر بأنه غير قادر على التغيير. وأيًا كان السبب فهو لا يتغير، يجب أذًا على كل من الزوجين إظهار المحبة والاحترام، وتقدير المرء حتى مع أخطائه.
الخاتمة
لقد خلق الله طبيعة الرجال والنساء، ووضع الزواج لسد احتياجات الإنسان. ومع ذلك، فإننا نعيش في عالم تتضرر فيه الزيجات والأسر بشدة نتيجة الخطية. كل فرد منا يتضرر بصورة فردية من خطايانا وخطايا الآخرين التي أثرت علينا. لا يمكننا أن نختبر الزواج كما أراد الله دون النعمة التي تغيرنا وتساعدنا على إظهار النعمة للآخرين. نحن بحاجة إلى تطهير روح الله لكي تكون لدينا دوافع طاهرة، ومحبة قوية، وتواضع يقدم الخدمة.
للمناقشة الجماعية
◄ ما المفاهيم الجديدة بالنسبة لك في هذا الدرس؟ كيف تخطط لتغيير وضعك وسلوكك؟
◄ ماذا يمكن للكنيسة أن تفعل لتعضيد الزواج؟
صلاة
أيها الآب السماوي،
أشكرك على تدبير العلاقة الزوجية لتلبية العديد من الاحتياجات الخاصة. أشكرك لأنك أعطيتنا إرشادات للزواج.
أعنا في الحصول على الحب والتفهم لنكون مهتمين كما ينبغي. أعنا في أن يكون لدينا أسر تُظهر محبتك في العالم.
أشكرك على نعمتك التي تساعدنا على أن نحب مثلك.
آمين
تكليف الدرس
(1) احفظ 1 كورنثوس 13: 4-8. في بداية الصف التالي، واكتب أو اتلِ المقطع من الذاكرة.
(2) اكتب ورقة من صفحتين تصف فيها احتياجات الزوج أو الزوجة. وأعط أمثلة على سلوكيات الشريك التي تساعد على تلبية تلك الاحتياجات. استخدم الأسفار المقدسة لدعم كل الاحتياجات التي تناقشها.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.