كان ستيفن وسارة يحاولان معرفة ما إذا كان الزواج هو مشيئة الله لهما. وقد عرفت سارة أنها إذا تزوجت من ستيفن – الذي كان مرسلاً مسيحيًا – فإن حياتها ستتغير من مناح عدة. إذ سوف تنتقل إلى بلد جديد، وتتعلم لغة جديدة، وتتكيف مع ثقافة جديدة. كانت تعرف أنها ستترك ما كان مألوفًاومريحًا لها. وسيكون هناك إحباطات وتضحيات كثيرة. لن يكون الزواج مجرد التزام بالحب تجاه زوجها، بل أيضًا عمل إيمان ومحبة للرب يسوع.
وقد أدرك ستيفن وسارة مع مرور الوقت أنهما غير متوافقين، ولا ينبغي لهما الزواج. شعرت سارة بخيبة أمل. صلّت بسبب خيبة أملها. ولأجل أن يعينها الله على أن تكون مثمرة له خلال هذه الفترة من حياتها. وبينما كانت تصلي، أدركت أن هذا الخضوع لإرادة الله كانعمل إيمان ومحبة للرب يسوع بقدر ما كان الزواج.
العزوبية
نستكشف في هذه الدورة الدراسية تصميم الله للزواج. ونتعلم من الكتاب المقدس عن مقاصد الله للزواج. ونناقش إرشادات الله للزواج والطرائق العملية لتقوية زواجنا. ونحن نرى صلاح خطة الله للزواج.
الزواج هو إرادة الله لأغلب الناس. لكن الكثير من الناس يعيشون عدة سنوات كبالغين في عزوبية ما قبل الزواج. يكون وقت العزوبية هذا طويلاً في بعض الأحيان. ويعاني بعض الأشخاص من فترة أخرى من العزوبية بعد وفاة شركائهم أو بعد الطلاق. وبعض الناس لا يتزوجون على الإطلاق.
قد يكون بعض الأشخاص غير متزوجين لسبب أو أكثر من هذه الأسباب:
يفضلون مزايا العزوبية بدلاً من الزواج.
قلقون من الزواج لأنهم لم يروا علاقات زوجية جيدة.
يركزون حاليًا على أهداف مثل التعليم أو الوظيفة.
لا يشعرون بالحاجة العاطفية أو الجسدية للزواج.
لم تتح لهم فرصة زواج جيد.
ولأن اختيارات الشخص الأعزب تؤثر بصورة كبيرة في علاقاته مع الله والآخرين، يركز هذا الدرس على حياة المؤمن غير المتزوج.
ما قاله الرب يسوع وبولس عن العزوبية
سأل الفريسيون الرب يسوع سؤالاً بخصوص الطلاق. وبعد سماع رد الرب يسوع، استنتج تلاميذه أنه من الأفضل ألا يتزوجوا (متى 19: 10). وقد أجاب الرب يسوع، الذي كان غير متزوج وأعزب طوال حياته على الأرض، أن معظم الناس يحتاجون إلى الزواج وأن قلة منهم فحسب هم القادرون على قبول العزوبية طويلة الأمد (متى 19: 11-12).
كان لدى الرسول بولس- الذي لم يتزوج قط أو كان أرملًا- نصيحة مشابهة للمؤمنين غير المتزوجين في كورنثوس. إذ بسبب إغراء ممارسة الزنا، يجب على أغلب الناس أن يتزوجوا (1 كورنثوس 7: 2، 8-9). وقد عرف بولس أن الله خلق العلاقة الجنسية الحميمية في الزواج كعطية صالحة (1 كورنثوس 7: 7؛ 1 تيموثاوس 4: 1-5؛ عبرانيين 13: 4). وقال إنه لا ينبغي للجنس أن يحدث خارج إطار الزواج (1 تسالونيكي 4: 3-4).
وقد وصف بولس فائدة حياة العزوبية. إذ يمكن للمؤمنين غير المتزوجين أن يركزوا وقتهم وطاقتهم وجهدهم على إرضاء الرب والخدمة (1 كورنثوس 7: 32-35).
وقد ظل بولس غير متزوج (1 كورنثوس 9: 5). لقد اختار أن يظل غير متزوج حتى يتمكن من التركيز على العمل الكرازي الذي قدمه الله له. واعتبر العزوبية عطية (1 كورنثوس 7: 7-8). لقد تحمل آلامًا كثيرة في خدمته (2 كورنثوس 11: 23-28). وكان من الأسهل مواجهة هذه المعاناة لأنهلم يكن لديه مسؤولية نحو زوجة أو أبناء (1 تيموثاوس 5: 8).
ورغم أن بولس وجد في العزوبية ميزة لخدمته، إلا أن كذلك ثمة طرق تجعل الزواج ميزة للخدمة.
◄ كيف ترى أن العزوبية ميزة للخدمة؟ كيف ترى أن الزواج ميزة للخدمة؟
قال بولس إنه يجب على الناس أن يأخذوا عدة أمور في الاعتبار عند اتخاذ قرار الزواج أو عدم الزواج:
قدرتهم الشخصية أو عدم قدرتهم على العيش في حياة العزوبية (1 كورنثوس 7: 9، 36-37)
الظروف الصعبة الراهنة، مثل الاضطهاد (1 كورنثوس 7: 26)
مسؤوليات الزواج (1 كورنثوس 7: 27-28، 32-35)
الأولويات الصحيحة
فلا العزوبية ولا الزواج أفضل ولا أكثر روحانية من الأخرى. تحمل كل منهما تجارب وصعوبات وبركات وفرص فريدة. كل منهما مناسب في أوقات ولأشخاص مختلفين.
يجب أن يأتي تحقيق الذات والكمال في النهاية من علاقة الإنسان مع الله، سواء كان الشخص متزوجًا أم لا (مزمور 73: 25؛ 107: 8-9). علاوة على ذلك، يجب على جميع المؤمنين – المتزوجين وغير المتزوجين – أن يركزوا على الأبدية لأن الحياة قصيرة، والأبدية أكيدة (1 كورنثوس 7: 31).
◄ على طالب ما قراءة متى 6: 26-33 على المجموعة.
يوضح الرب يسوع في هذا المقطع أن قيم العالم وأولوياته تختلف تمامًا عن قيم المؤمنين وأولوياتهم. إن الهدف الأسمى للمؤمن هو الشركة في ملكوت الله. الأولوية الرئيسة للمؤمن هي أن يحيا حياة البر بنعمة الله. ويعد الله بتسديد الاحتياجات الجسدية والمادية لأبنائه عندما يخضعون لكلمات الرب يسوع في متى 6: 33.
متى لا بد أن يتزوج المؤمن؟ عندما يساعده الزواج على خدمة ملكوت الله بصورة أفضل. وعندما يساعده الزواج على أن يعيش حياة بر أكثر إثمارًا ونصرةً.
متى يجب على المؤمن غير المتزوج أن يبقى أعزبًا؟ عندما يكون السعي وراء الزواج أو الزواج بحد ذاته قد صرفه عن دوره في ملكوت الله. عندما يكون أكثر إثمارًا روحيًا كشخص أعزب. وعندما يستطيع أن يتمتع بالنصرة الروحية ويحافظ على الطهارة الأخلاقية دون التمتع بالعلاقة الجنسية الحميمية المنصوص عليها في الزواج.
◄ إذا كنت أعزبًا، توقف للحظة من أجل التفكير شخصيًا بصدق.
هل تعيش في طاعة كلمة الله؟
ماذا أعطاك الله لتفعله في ملكوته الآن؟
في رأيك، ما الذي دعاك الله لأجل فعله في حياتك على المدى الطويل؟
هل تعتقد أن الزواج سيجعلك تعمل أفضل أو أسوأ في علاقتك مع الله وعملك من أجل الله في العالم؟
إن قبول أولويات الله يساعد المؤمنين غير المتزوجين على اتخاذ القرار بالسعي للزواج أم لا. كما أنه يشكل فهمنا لما يجب أن نبحث عنه في الزوج المحتمل. يجب على كل مؤمن راغب في الزواج أن يبحث عن شخص يضع الله في المقام الأول، ويعيش مطيعًا لكلمة الله، ويسعى إلىالتعمق في ملكوت الله.
◄ على الطلاب قراءة أفسس 4: 17-24 و1 يوحنا 2: 15-17 على المجموعة.
شعوب العالم تعيش من أجل ذاتها. إنهم يختارون أن يفعلوا الأشياء التي ترغب فيها أجسادهم وعقولهم (أفسس 2: 3)، وهم على استعداد لعصيان كلمة الله. غالبًا ما يفعل الخطاة ما يشعرهم بالرضا، أو ما هو ملائم لهم، أو ما يجعل الآخرين يلتفتون إليهم. أولويتهم هي إرضاء أنفسهم. قد يبنون علاقة رومانسية مع شخص ما لمجرد أنهم منجذبون جسديًا إليه. قد يكونون على علاقة مع شخص ما لمجرد أنه ينتابهم مشاعر مثيرة عندما يكونون مع هذا الشخص.
قد لا يرغب الأنانيون في الالتزام بعلاقة الزواج ذات العطاء الذاتي. وقد يكونون على استعداد لإقامة علاقات جنسية من دون زواج رغم أن الله يقول إن مثل هذه العلاقات خاطئة (1 كورنثوس 6: 9-11).
قد يتخلّى الأنانيون المتزوجون عن شريك حياتهم عندما يصبح الزواج صعبًا. قد يُطلّقون وينتقلون إلى علاقة جديدة مع شخص آخر. لدى الله شيء أفضل بكثير لأولئك الذين يطيعون إرشادات كلمته (مزمور 19: 8، 11؛ تثنية 6: 24).
يدعونا الرب يسوع لإرضاء الله في كل شيء (متى 16: 24؛ 2 كورنثوس 5: 9؛ كولوسي 1: 10). وبما أننا أتباع المسيح، فإن أولوية حياتنا الشخصية يجب أن تكون ملكوت الله وبره. علاوة على ذلك، فإن الأولوية في سعينا للزواج يجب أن تكون ملكوت الله وبره أيضًا. يجب علينا أن نكرم اللهفي دوافع زواجنا وفي الطريقة التي نتبعها في الزواج. يجب أن نستمع إلى قيم الرب يسوع التي وضعها ونطيع ما يقول إنه الصواب والصالح. ثم يجب علينا أن نكرم الله بإطاعة مقاصده منا كأزواج وزوجات.
لكل شيء وقت
البلوغ المبكر هو أفضل وقت لأغلب الناس للزواج (أمثال 5: 18؛ ملاخي 2: 15؛ تيطس 2: 4). يجب على الشخص البالغ أن يكون مدربًا وجاهزًا للحياة. ويجب أن يكون الرجل أو المرأة ناضجين وقادرين على تحمل المسؤولية واتخاذ قرارات حكيمة (1 تيموثاوس 4: 12). ومن الناحية المثالية، يكون الشباب مستعدين لتحمل مسؤوليات الزواج وتربية الأبناء. كما أن أجساد الفتيات تكون جاهزات للإنجاب، وفي معظم الحالات تكون لديها رغبات جنسية قوية وحاجة إلى العلاقة الزوجية الحميمية.
أصبح من الشائع في العديد من الثقافات اليوم أن يقوم الشباب بتأخير الزواج إلى ما بعد اكتمال تعليمهم العالي أو أن يصبحوا مستقرين في حياتهم المهنية. الشباب الآخرون غير مهتمين بالزواج لأنهم يريدون العيش بلا مسؤولية.
يعيش العديد من الشباب حياة غير أخلاقية جنسيًا قبل زواجهم. إذ لديهم رغبات جنسية قوية. إنهم يريدون عاطفيًا الرفقة الحميمية. ومع ذلك، فإنهم لا يريدون الالتزام بالزواج وتربية الأبناء وإعالة الأسرة، إما بسبب أهداف حياتهم وإما عدم رغبتهم في تحمل المسؤولية.
يجب على الشباب المسيحيين الذين يؤخرون الزواج أن يفكروا بعناية في أولوياتهم. يجب عليهم التأكد من أنهم يعيشون حياة تقية ونقية ويتبعون إرادة الله. يحتاج البعض إلى التأمل في الأهمية التي يوليها الله للزواج وتربية الأبناء الأتقياء.
شركاء يعيشون معًا رغم أنهم غير متزوجين
يعيش الرجل والمرأة معًا ببعض الأحيان في علاقة حميمية، لكنهما يؤخران الزواج. قد يكونان ملتزمين تجاه بعضهما بعضًا، لكنهما لم يقطعا عهدًا للزواج. الناس لديهم أسباب مختلفة في ذلك الأمر:
تكون في بعض الأحيان التوقعات الثقافية لحفلات الزفاف المتقنة والمكلفة، عائقًا للأزواج الفقراء في إقامة حفل زفاف مقبول.
وقد لا يلتزم الزوجان بالزواج في بعض الأحيان بسبب الخوف من فشل زواجهما. قد يعتقدون أن الانفصال سيكون أقل كارثية إذا لم يكونوا متزوجين. قد يتوقعون أن تصبح علاقتهم أقوى أثناء إقامتهم معًا.
لقد حفظ الله العلاقة الجنسية الحميمية للزواج (عبرانيين 13: 4). فالشريكان اللذان يعيشان معًا ولكنهما غير متزوجين مذنبان بعصيان كلمة الله. العلاقة الحميمية بينهما لا يمكن أن تكون كما ينبغي أبدًا، وذلك بسبب افتقارهم إلى الالتزام التام والدائم نحو بعضهم بعضًا وافتقارهم إلى الثقة المتبادلة.
يجب على المؤمنين ألا يتبعوا نموذج غير المؤمنين، بل يجب عليهم بدلاً من ذلك أن يطيعوا كلمة الله. يجب على الكنيسة أن تتمسك بمقاصد الله فيما يتعلق بالأخلاق وأن تقدم الدعم العملي لمعونة الأزواج على اتباع التدبير الكتابي للزواج. على سبيل المثال، عندما لا يتمكن الزوجان من إقامة حفل زفاف باهظ الثمن، يجب على أسرة الكنيسة أن تدعمهما في إقامة حفل زفاف بسيط. وهذا من شأنه أن يساعد الأزواج على طاعة تدابير الله من جهة الأخلاق بالزواج. كما أنه سيساعد الزوجين على عدم بدء زواجهما بالديون المالية. يجب أن يتذكر المسيحيون أن الزواج أهم بكثير من حفل الزفاف نفسه، ومع ذلك فالتزام يجب أن يكون علنيًا وقاطعًا.
◄ على الطلاب قراءة رومية 12: 2 وفيلبي 2: 15-16 على المجموعة. ناقش كيف يمكن لالتزام المؤمنين بالأخلاق أن يغير الثقافة المحيطة بهم.
يجب على كل ابن لله أن يسلم رغباته للرب يسوع. إذ سيختبر كل مؤمن طوال الحياة في أمر إخلاصه للرب يسوع باعتباره ربًا له. سيحدث أمر صعب… أو لن يحدث خير نتمناه… وسيسألنا الرب يسوع نحن أتباعه: "هل أنا ربكم؟ هل ستثق بصلاحي؟ هل ستصدق أن لدي الخطة المثالية لأجلك؟ هل سَتُطيعني؟ هل ستخضع لي؟ هل ستستجيب لما أفعله؟ هل تمجدني بهذا؟"
بعض العزاب سعداء بالبقاء في العزوبية. لكن أولئك الذين يرغبون في الزواج ولم تتح لهم فرصة جيدة للزواج يجب أن يقبلوا بكل تواضع اختيار الله بعدم الزواج.
الرجال والنساء المسيحيون… يدركون أنه إذا أراد الله لهم أن يتزوجوا، فسوف يوضح ذلك في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة له. ولكن يجب أن يأتي هو دائمًا في المرتبة الأولى، ويجب أن [يثقوا بالله تمامًا] دائمًا.[2]
والله جدير بالثقة وصالح. هناك عمل يريد أن يفعله في قلب المؤمن غير المتزوج وحياته. سوف يسمح الله دائمًا بما هو الأفضل لأبنائه، والأهم من ذلك، ما سيمجد الرب يسوع. يعمل الله في كل شيء ليجعلنا مثل الرب يسوع في شخصيتنا (رومية 8: 28-29)، وليمكننا من عبادة الرب يسوع كما ينبغي لنا إلى الأبد (1 بطرس 1: 6-7).
إن الله قادر على أن يوفر زوجة تقية لأحد أبنائه. ويمكنه أن يساعد الرجل المسيحي في العثور على زوجة تقية، إذ يبحث الرجل عن امرأة فاضلة تكرم الله بحياتها (أمثال 18: 22؛ 19: 14؛ 31: 10).
يمكن للمرأة غير المتزوجة التي تعيش من أجل المسيح أن تثق في الله ليعتني باحتياجاتها على أفضل شكل، سواء أرشد الله الرجل إلى الزواج منها أم لا. إذ يمكنها أن تحيا حياة كاملة ومثمرة روحيًا بفضل تدبير الله وأمانته.
إذا كانت العزوبية هي اختيار الله لها، فستجد أن الله محب ومعيل وحامٍ وقائد مثالي. يمكن أن يكون الرب يسوع زوج قلبها (إشعياء 54: 5)، ويمكنها أن تحبه وتكرمه وتخضع له وتطيعه بدلاً من الزوج الأرضي.
إذا أصبح الزواج اختيار الله لها، فإن وقت عزوبتها سيكون قد علمها أن تثق في الله (الذي هو المحب الكامل الوحيد والمعيل والحامي والقائد)، حتى عندما تتعلم الحب والإكرام والخضوع لشخص غير كامل، مثل زوج بشري.
لا بد على جميع المؤمنين أن يجدوا ملء شبعهم في المسيح، وليس في رفيق بشري. حتى لو كان شخص ما يفضل أن يكون متزوجًا، فإن العزوبية الطويلة تمنحه الفرصة للتأكد من أنه قد اكتمل في الرب يسوع بالفعل. إن العزوبية تعطي الفرصة لإثبات أن الرب يسوع كافٍ ومشبع (فيلبي 4: 11-13).
إن حقيقة أن الله خلق الزواج، وأننا يجب أن نقدر الزواج كمؤسسة مقدسة، هي أمر واضح في جميع أنحاء الكتاب المقدس…. لم يكن من الجيد أن يكون آدم وحيدًا، ولكن هل كان ذلك لأن الله نفسه لم يكن كافيًا لتلبية احتياجات آدم؟ بالتأكيد لا! وكما يشرح الكتاب المقدس، خلق الله حواء لأن آدم كان بحاجة إلى معين، أو رفيق ليقوم بالعمل الذي دعاه الله للقيام به على الأرض. نعم، كان هناك الكثير من البركات والفوائد التي حصل عليها كل من آدم وحواء من خلال رفقتهما مع بعضهما بعضًا، لكن زواجهما لم يكن ليحل محل الله أبدًا. كان لا يزال هو الله، وكان لا يزال من المفترض أن يكون هو غايتهما الأولى والأساس للحب والعبادة.[4]
قد يتعلم الشخص أن يختبر المزيد من محبة الله عندما لا يكون لديه زوج أو أسرة توفر له المودة الجسدية والعاطفية. الآيات مثل المزمور 73: 25-26 هي تشجيع في أوقات التجارب العاطفية والإغراءات الجسدية:
"من لي في السماء. ومعك لا أريد شيئًا في الأرض. قد فني لحمي وقلبي. صخرة قلبي ونصيبي الله الى الدهر".
كما كتبت ليزلي لودي،
كان لداود صاحب المزمور الكثير من الرفقة النسائية في حياته. لكن أُلفَة داود مع الله هي التي جلبت له الرضا الكامل الذي تصوره هذه الآيات.[5]
المؤمن الوحيد سيجد أن الرب يسوع كافي ومُشبع؛ إذ إن العلاقة مع الله مُرضية ومشبعة.
فرص سانحة للخدمة
[6]عندما يصل المؤمنون غير المتزوجين لشبعهم في المسيح، فإنه يجعل من عزوبيتهم فرصة لأجل خدمة الآخرين. إذ يمكنهم أن يتعلموا الانتباه إلى احتياجات الآخرين وتلبيتها، بدلاً من التركيز على احتياجاتهم الخاصة والشعور بالاستياء. إذ إن مساعدة الآخرين إحدى أفضل الطرائق لعيش حياة مثمرة ومرضية. وشخصيتهم تلك التي نمت خلال هذا الوقت من الحياة سوف تساعدهم على الاستمرار في الإثمار طوال حياتهم.
◄ يجب على الطلاب قراءة فيلبي 2: 3-4 وتيطس 3: 8، 14 على المجموعة.
توفر مواقف الحياة المختلفة فرصًا فريدة من نوعها كما ذكرنا سابقًا. إذ في كل مرحلة من مراحل الحياة، يستطيع الإنسان فعل أشياء، ولا يستطيع في أشياء أخرى. قد أعدت إحدى السيدات الشابات قائمة بهذه الأشياء التي يمكنها فعلها لا سيما لأنها عزباء. إذ سوف يكون لدى الرجال والنساء غير المتزوجين أمور مختلفة توضع في قوائمهم تلك.
ولأنني سيدة شابة عازبة، فمن الأسهل لي أن:
أزور كبار السن وقضاء بعض الوقت معهم.
إعداد الطعام وتقديمه للمشردين.
دراسة شاملة للكتاب المقدس وإعداد دروس الكتاب المقدس للأطفال.
خدمة النساء والفتيات في منزلي.
قضاء وقت مستمر في الصلاة الشفاعية.
تعلم مهارة جديدة.
كتابة رسائل وبطاقات تشجيعية.
التطوع لمساعدة الآخرين في المشروعات.
تعديل جدول أعمالي سريعًا عند ظهور حاجة خاصة أو حدث مفاجئ.
كل شخص لديه فرص أو مسؤوليات محددة بسبب ظروف حياته. ويمكن أن تتضمن القائمة التي ستكتبها أم لأطفال صغار أمثلة على الأشياء التي تعلمها لأطفالها أو الطرائق التي تدربهم عليها. ولأنها هي أمهم، فقد أعطاها الله الفرصة والمسؤولية للخدمة بهذه الطرائق. (في نهاية هذا الدرس سوف تُعِدُّ قائمتك الخاصة).
الرفقة
من الضروري لغير المتزوجين أن يكونوا علاقات صحية مع الآخرين. خلق الله الناس لتكوين علاقات معه ومع الآخرين، كما ناقشنا في دروس سابقة.
يحتاج العزاب إلى تكوين علاقات مع الأشخاص الذين يستطيعون خدمتهم- ربما الأطفال أو الشباب أو كبار السن.
يحتاج العزاب إلى مشيرين أكبر سنًا، وأكثر نضجًا، لأجل الحصول على المشورة والمُساءلة.
يحتاج العزاب إلى أصدقاء بالمكانة نفسها في الحياة، وذلك حتى يتمكنوا من تشجيع بعضهم بعضًا في الرب وفي الشركة معًا.
يجب أن يكوّن العزاب صداقة مع المتزوجين ومع الأسر. إذ هناك العديد من النعم المتبادلة في تكوين مثل هذه الصداقات.
إن تكوين مجموعة واسعة من العلاقات مع الآخرين يمنح المرء العديد من الفرص ليخدم. توفر الصداقات بعض الدعم العاطفي والروحي الذي يحتاجه الشخص الأعزب. وتكوين الصداقات يساعد في سد حاجتهم إلى أسرة، خاصة إذا كانوا لا يعيشون بالقرب من أسرهم.
لكن لا بد من إضافة تنبيهين آخرين:
يجب على الشخص غير المتزوج أن يتجنب تكوين علاقات غير حكيمة أو غير أخلاقية بسبب الاحتياجات العاطفية والجسدية.
ويجب عليه أن يعطي الأولوية للعلاقة مع الله فوق أي علاقة إنسانية أخرى.
الحياة الفكرية
يجب على جميع المؤمنين أن يعملوا على أن تظل أفكارهم نقية بنعمة الله (أمثال 4: 23). يُعد مزمور 19: 14 صلاةً نسأل الله فيها أن يعيننا لنعيش له بانتباه في كلماتنا وأفكارنا. وتذكرنا هذه الصلاة بأننا مساءلون أمام الله عما نختار أن نفكر فيه ونتكلم به.
لدينا حرية الاختيار بشأن ما نضعه في أذهاننا (فيلبي 4: 8): أي ما نشاهده، أو نستمع إليه، أو نقرأه. فإذا أردنا أن نقدم الكرامة لله، يجب علينا أن نختار الطعام العقلي النقي الذي يقربنا إليه ويعيننا على طاعته (رومية 12: 2؛ 13: 14).
يجب على أتباع المسيح ألا يستمتعوا بمعرفة خطايا الآخرين (مزمور 101: 3؛ 1 كورنثوس 15: 33). إن الاستمتاع بتفحص السلوك الفاسق اشتراك في الخطية ذاتها التي يقترفها شخص ما (رومية 1: 32). إن التطلع والاستماع للخطية سوف يفقد المؤمن حساسيته نحوها، ويفقد تركيزه على إرضاء الرب (أمثال 13: 20). إذ تؤكد كلمة الله على حاجتنا إلى مهابة الرب في كل الأوقات (أمثال 23: 17)، وأن نبغض الشر كما يبغضه هو أيضًا (أمثال 8: 13). إذ عندما نخشى الرب ونبتعد عن الشر، نبارك بكل بركة (مزمور 111: 10).
وعندما نتمرد على إرشادات الله بشأن ما يجب وضعه في فكرنا وما يجب أن نتأمل فيه، يجب علينا أن نعترف بخطيتنا ونتوقف عن فعل تلك الأمور. إذ يجب علينا أن نغير فكرنا عمدًا في هذه الأشياء بأفكار صالحة وتقية، وهذا حتى في تلك الحالات التي نكون قد سمعنا فيها أو رأينا شيئًا سيئًا عن طريق الخطأ.
◄ يجب على الطلاب قراءة مزمور 19: 14؛ 1: 1-2؛ فيلبي 4: 6-8؛ أفسس 5: 25-27 على المجموعة.
تخبرنا الآيات الواردة في رسالة فيلبي عن إرادة الله لحماية قلوبنا وفكرنا، ولكن يجب أن نتعاون معه بالتأمل الهادف في الأمور الصالحة. إذ إن التأمل في الكتاب المقدس مهم لأجل حياة فكرية صحية ونقية. وتخبرنا رسالة أفسس أن كلمة الله تنقينا. وهذا يشمل أذهاننا وأفكارنا بالتأكيد.
◄ ما الأنشطة التي تساعدك على التمتع بحياة فكرية تمجد الله؟ وما الآيات الأخرى التي ساعدتك في حياتك الفكرية؟
العزوبية والجنس
إذا كنت تدرس هذا الدرس فحسب من الدورة بأكملها، فيرجى أيضًا دراسة الدرس الرابع، إذ يناقش موضوع الطهارة الجنسية والقضايا الأخلاقية.
[1]"القناعة هي الرضا الذي يأتي من معرفة أن الله هو القادر على ظروفي ويعطيني الأفضل لي."
- فِل براون
[2]مقتبس عن .Leslie Ludy, Sacred Singleness (Eugene, OR: Harvest House Publishers, 2009), 24
[3]صلاة
"أنا لك يا رب. تلك هي هويتي، دعوتي، الأمان الخاص بي، راحتي، هدفي، فرحتي ومكافأتى. أنا بحاجة إليك. أنت كافي. أنت تملأني. أنت مصدري. أنت تكمّلني."
[5]Leslie Ludy, Sacred Singleness, (Eugene, OR: Harvest House Publishers, 2009), 67. كانت ليزلي لودي تشير إلى مزمور 16: 11، 73: 25، 107: 9.
[6]"إذا كنت أعزبًا، فتذكر أنك لست مدعوًا لهدر وقتك وحريتك في مساعي مركزية حول الذات، ولكن لخدمة الكنيسة والعالم."
- مقتبس عن بول لاميسيلا
الخاتمة
توفر العزوبية للمؤمنين فرصًا فريدة للنمو في علاقتهم مع المسيح وتعلم خدمة الآخرين. يجب على الأشخاص غير المتزوجين أن يجدوا شبعهم في المسيح بينما ينشئون علاقات صحية مع الآخرين. وعليهم أن يستغلوا فرص وحدتهم لمجد الله وخير ملكوته. إذ إن أولويات الله تساعد المؤمنين على اتخاذ قرارات سديدة فيما يتعلق بإمكانية الزواج.
للمناقشة الجماعية
◄ حدد وناقش العديد من الأولويات التي ينبغي أن توجه القرارات المتعلقة بسنوات العزوبية في الحياة، واختيار الزواج، والسعي إلى الزواج.
◄ كيف لكنيستك أن تخدم الأعضاء المنفردين بأكثر فعالية؟
◄ كيف لأسرتك أن تصادق شخصًا أعزبًا؟
◄ إذا كنت أعزبًا، كيف يمكنك المشاركة في أسرة كنيستك؟ كيف يمكنك أن تكون بركة للآخرين من مختلف الأعمار ومراحل الحياة؟
◄ ما الأفكار الواردة في هذا الدرس والتي تعد جديدة بالنسبة لك؟
◄ ما الأشياء الأخرى التي تتمنى مناقشتها في هذا الدرس؟
◄ ناقش كيفية تطبيق المفاهيم الواردة في هذا الدرس على مراحل أخرى من الحياة.
صلاة
أيها الآب السماوي،
نشكرك على كونك مخلصًا لنا في كل مراحل الحياة. أشكرك على نماذج أولئك الذين يعيشون في حضورك وعلى مجدك في سنوات عزوبيتهم.
ساعدنا على أن نكون مستسلمين لك بالكامل طوال حياتنا. ساعدنا في البحث عن الشبع وإيجاده أيضًا في علاقتنا معك. ساعدنا على استغلال الفرص التي قدمتها لنا في حياتنا الحاضرة.
مكننا من أن نكرمك دائمًا في اختياراتنا، وأفكارنا، وعلاقاتنا مع الآخرين، وخدمتنا. اجعلنا مثمرين لأجل مجدك.
آمين
تكليف الدرس
(1) فكر في موقف طَلب منك فيه الرب يسوع أن تستسلم وتخضع لتدبيره. وصِف الموقف وتفاعلك معه، وذلك في حدود فقرتين في الأقل. (قد يكون هذا موقفًا وقع مؤخرًا أو أمرًا من الماضي). كيف اختُبر إيمانك؟ كيف قادك الرب؟ هل استسلمت لتدبيره؟ ماذا قلت له؟ كيف كانت تبدو الطاعة في هذا الموقف بالنسبة لك؟
(2) ما الفرص السانحة أمامك بحسب حالتك الاجتماعية أو جنسك أو وضعك الحياتي؟ لا تفكر فيما لا يمكنك فعله حاليًا. لكن خذ بضع دقائق لسرد الأمور التي يمكنك القيام بها بحسب الوضع الذي جعلك فيه الله الآن. اكتب الآتي: "بسبب أنني ________ لدي الفرصة أن…".
(3) اقرأ وتأمل في الآيات أدناه، والتي أُشير إليها جميعًا في القسم الأخير من الدرس. اطلب من الله أن يريك أي أمر تحتاج إلى تغييره، حتى تكون حياتك الفكرية نقية ومرضية أمامه. اكتب صلاة تعترف فيها وتتعهد بالطاعة لله.
مزمور 1: 1-2
مزمور 19: 14
مزمور 101: 3
مزمور 111: 10
أمثال 4: 23
أمثال 8: 13
أمثال 13: 20
أمثال 23: 17
رومية 1: 32
رومية 12: 2
رومية 13: 14
1 كورنثوس 15: 33
فيلبي 4: 6-8
(4) اختر ثلاث آيات من التكليف الثالث لتحفظهم. اكتب أو اتل هذه المقاطع من الذاكرة في بداية الصف التالي.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.