بالإضافة إلى المقاطع الكتابية التي ستُناقش في هذا الدرس، يوجد العديد من الشواهد الكتابية مُقدَّمة في الحواشي السُفلية. ربما لا يتسع الوقت لطلاب الفصل كي يتصفحوها ويقرأوها كلها أثناء الجلسة. قد يختار قائد الفصل بعضها ليُقرأ.
يشير تعبير "خلاص" إلى التغيير الذي يحدث عندما يخلُص شخصٌ. هدف الكرازة أن تقود الخاطئ إلى اختبار الخلاص.
◄ اقرأ رسالة تسالونيكي الأولى والعدد الأول. ما تفاصيل التغيير الذي حدثَ لأهل تسالونيكي عندما نالوا الخلاص؟
لكي نفهم لماذا يحتاج شخصٌ للخلاص، وأيضًا ماذا يحدث عندما يخلُص، يلزمنا أن نفهم أولًا حالة الخاطئ قبل الخلاص.
بسبب خطية آدم، يكون كل شخص منفصلًا بالفعل عن الله عندما يولد.[1]يعني هذا أن كل شخص يكون مستقلًا بذاته، ويذهب في طريقه الشخصي.
أربع خصائص للخاطئ مُقدَّمة في المقطع أدناه.
بمجرد أن يبدأ شخص في وضع اختيارات، إنه يبدأ بذلك في ارتكابه خطية. يكون كل خاطئ مُذنبًا في كثير من الخطايا.[2]
الخطية هي تعدٍّ على قانون الله.[3]نظرًا لأن الله عادل تمامًا، فإنه لا يسمح بأي عذرٍ للخطية، وسيُدان كل شخص على ما قد فعله.[4]لا يوجد أدنى شك في ذنب أي شخص أو الحُكم المُستحق عليه. كل خاطئ قد ديِنَ بالفعل.[5]
يكون الخاطئ عدوًا لله.[6]لا يستطيع خاطئٌ أن يدخل في علاقةٍ مع الله إلا إذا مُحِيَت ذنوبه ضد الله.
يكون الخاطئ أيضًا في حالةٍ غير مناسبة لإقامة علاقة مع الله؛ لأنه يكون فاسدًا في شهواته.[7]لأنه عبد للخطية، يكون الخاطئ بلا قوة حتى يُغيِّر حالته.[8]
لذلك، فما الخلاص الذي يحتاج إليه الخاطئ؟ نظرًا لأن الخاطئ يكون مذنبًا، فإن الخلاص يعني الغفران. لأنه يكون عدوًا لله، فإن الخلاص يعني المُصالحة. لأنه يكون فاسدًا، فإن الخلاص يعني التطهير. لأنه يكون عديم القوة، فإن الخلاص يعني التحرير. هذا فقط قليلٌ من الجوانب الخاصة بالخلاص الذي يحتاج إليه الخاطئ.
في لحظة الخلاص، يكون الخاطئ مغفورًا له، ومتصالحًا مع الله، ومُطهَّرًا، وحُرًا من سلطان الخطية. يصف بولس الحالة الآثمة السابقة لمؤمني كورنثوس التي تضمَّنت كثير من الخطايا المرعبة. حينئذٍ قالَ: "هَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا." (1 كورنثوس 6: 11).
لا يستطيع الإنسان أن يدفع ثمن خطيته. الخطية ضد إلهٍ غير محدود، والإنسان لا يمتلك ما هو غير محدود القيمة حتى يدفعه.
ولا شيء استطاع الإنسان أن يفعله حيال احتياجه؛ لذا فليس هناك أي شرط موضوع على الإنسان كي يحقق الخلاص.[1]لو كان ممكنًا للإنسان أن يحقق خلاص نفسه، فلا فائدة ولا ضرورة إذًا من موت يسوع على الصليب.[2]
◄ لو أراد الله أن يغفر، فلماذا لم يغفر ببساطة بدون الصليب؟
نظرًا لأن الله قدوس، فينبغي أن يحكم طبقًا للحق والعدل.[3]
تخيَّل لو أن ذبيحة المسيح لم تُقدَّم. ماذا لو غفرَ الله الخطايا بدون الكفارة؟
لو غفرَ الله الخطايا بدون الكفارة، لمَا بدَت الخطية مهمة، ولمَا بدا الله إله عادل وقدوس. لو تمَّ الغفران بدون كفارة، لمَا عُبِدَ الله كإلهٍ عادل وقدوس. الغفران بدون كفارة لا يكرم الله بصفةٍ مطلقة، بدلًا من إكرامه.
لكن الله مُحِب، ويريد أن يغفر الخطايا. إنه لم يُرِد أن يترك البشرية جمعاء في حالةٍ آثمة، حيث يلقون مصيرهم "الهلاك الأبدي"، مع أنهم يستحقون ذلك.
إن ذبيحة يسوع على الصليب قدمت الذبيحة غير محدودة القيمة، التي كانت مطلوبة. تأهَّل يسوع (1) بواسطة كونه بلا خطية[4](كامل، ولا يحتاج خلاص نفسه)، و(2) بواسطة كونه الله وإنسان.
تقدم الكفارة ما هو مطلوب كأساسٍ للغفران. الآن، يستطيع الله أن يغفر خطايا الشخص الذي يتوب ويؤمن بوعده. ولا واحد يفهم ويدرك الذبيحة على الصليب يمكنه أن يعتقد أن الخطية غير مهمة بالنسبة لله.
تقدم الكفارة طريقًا حيث يستطيع الله أن يحسب الخاطئ مُبرَّرًا. تقدم (رومية 3: 20-26) شرحًا منطقيًا عن كيفية عمل الكفارة.
يخبرنا الكتاب المقدس أن وسيلة الخلاص التي قدمها الله هي قطعًا الطريق الوحيد. لو أن شخصًا رفضَ الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان بالمسيح، فلن يمكنه أن يخلُص.[5]
هذا سبب أهمية أن نعرف عقيدة الخلاص بالنعمة وحدها من خلال الإيمان وحده. الخلاص بالنعمة وحدها؛ لأنه لا يوجد أي شيء نستطيع أن نفعله كي نربحه أو نستحقه. إنه بالإيمان وحده؛ لأنه لا يوجد أي شيء نستطيع أن نفعله كي نحققه. يمكننا فقط أن نؤمن بوعد الله.
[5]مرقس 16: 15-16؛ أعمال الرسل 4: 12؛ عبرانيين 2: 3.
النعمة أولًا
◄ ماذا يحدث أولًا: يستجيب الإنسان لله أو لعمل الله داخله؟
تصل نعمة الله داخل قلب الخاطئ، مُخلِّصةً إياه من خطاياه، مُولِّدةً فيه شهوة الغفران.[1]الخاطئ بلا قوة، بدون معونة الله، حتى يترك خطاياه.[2]يعطي اللهُ الخاطئَ القدرةَ كي يستجيب إلى الإنجيل. لو هناك شخص غير مُخلَّص، فإن ذلك ليس بسبب عدم امتلاكه نعمة، لكن بسبب عدم استجابته للنعمة التي أعطاها له الله.
لقد ماتَ يسوع عن خطايا العالم بأسْرهِ، ويريد خلاص كل شخص.[3]تعطي نعمةُ الله كلَ شخصٍ القدرةَ كي يستجيب، لكن دون إجبارٍ. هذا السبب الذي جعل الله يدعو الخاطئ أن يختار أن يتوب ويؤمن.[4]
لا تعني التوبة أن الخاطئ يجب أن يصحح حياته ويبرر نفسه أمام الله حتى يغفر الله خطاياه. إن هذا مستحيلٌ؛ لأن الخاطئ مقيد بالخطية، ولا يستطيع تحرير نفسه، لكن عليه أن يرغب أن يحرره الله من خطاياه.
الإيمان هو الشرط الوحيد للغفران، لكن لا يمكن أن يتواجد الإيمان لأجل الخلاص بدون توبة. لو لم يرغب الخاطئ أن يتوب، لمَا خلَصَ من الخطية.
التوبة لازمة؛ لأنه لو لم يعترف الخاطئ بشر خطيته، لمَا أرادَ أن يتوب. ولو لم يرَ أن خطيته شرٌ حقًا، لمَا رأى لماذا يجب أن يترك فعله للخطية. ولو لم يدرك حقيقةً لماذا يحتاج إلى الغفران، لمَا رأى أن خطيته شرٌ.
لو لم يرَ الخاطئ نفسه مجرمًا حقًا، وبلا عذر، ومستحقًا العقاب، فإنه بذلك لم يكن قد تاب. ولو لم يعترف أنه خاطئ، بل يريد ديانةً تسمح له بالاستمرار في خطيته، فإنه أيضًا لم يكن قد تاب؛ لأنه أرادَ أن يستمر مذنبًا.
تعريف الإيمان المُخلِّص
◄ لو أن شخصًا لديه إيمان مُخلِّص، فما معنى أنه يؤمن؟
لو اعتقدَ أنه توجد شروط أخرى، لتوقَّعَ خلاصه بصورةٍ جزيئة من خلال أعماله بدلًا من خلاصه الكامل بالنعمة.
الخلاص
◄ على أحد الطلاب أن يقرأ (أعمال الرسل 26: 16-18) على المجموعة. ماذا تقول هذه الآيات عمَّا ستكونه خدمة بولس؟
تقول هذه الآيات إن خدمة بولس ستقود الناس إلى الخلاص. يصف العدد الثامن عشر الخلاص. إنه يتضمن التحوُّل من الظلمة إلى النور، ومن سلطان الشيطان إلى الله، واستلام الغفران، وكذا ميراث القديسين. يحدث ذلك من خلال الإيمان بالمسيح.
إن التغيير من خاطئٍ إلى مؤمنٍ لتحوُّل عظيم. يدعوه الكتاب المقدس خليقةً جديدة (2 كورنثوس 5: 17). الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا.
يترك الشخص المُخلَّص، والذي اختبر تغييرًا في حياته، عبادة الأوثان وأي ممارسةٍ دينية يمكنها أن تتعارض مع الحياة الأمينة والمُخلِصة تمامًا مع الله (1 تسالونيكي 1: 9).
إن التغيير عادةً مدهشٌ للآخرين (1 بطرس 4: 3-4). إنهم لا يفهمون لماذا يتغير الشخص كثيرًا. أقرب الأصدقاء للشخص وأقاربه ربما يضطهدونه (متى 10: 34-36).
لم يعُد الشخص المُخلَّص يشترك في شهوات وأولويات العالم. هذا التناقض أحدُ الأدلة على أن هذا الشخص قد اختبرَ الخلاص (1 يوحنا 2: 15). يحب الشخص المُخلَّص المؤمنين الآخرين، ويرغب صداقتهم (1 يو 3: 14).
[1]تتغير رغبات الشخص عندما يخلُص. بينما يستمر لديه إغراءات، إلا أنه يكون قادرًا على مقاومة إغراء الخطية؛ لأن الرغبات الآثمة لم تعُد تسيطر عليه بعد. إنه يمتلك رغبةً تجاه كلمة الله؛ لأنه قد اختبرَ نعمة الله (1 بطرس 2: 2-3).
يحب الشخص المُخلَّص الله ويريد مسرَّته. ولن يعتبِر وصايا الله صعبة أو غير سارة (1 يوحنا 5: 2-4).
يحتفظ الشخص المُخلَّص بعلاقةٍ شخصية مع الله، مُعبِّرًا عنها بصورةٍ خاصة في الصلاة (1 كورنثوس 1: 2).
◄ في كلماتك الخاصة، اكتب عن التحوُّل الذي يحدث عندما يختبر شخصٌ الخلاص.
[1]"لن يرضى الراعي بأمانة عن "قرارات"، لكن عن "مؤمنين" يواصلون علاقتهم الجادة مع المسيح؛ مؤمنون يجوعون لكلمة الله، الذين يسلكون في المحبة المسيحية، ويشاركون باستمرار بالإيمان بموت المسيح وقيامته، ويُصلُّون بلا انقطاع." (تيموثي كيب، كمال الكرازة الكتابية والاهتداء)
صفات المولود ثانيةً
يقول الكتاب المقدس إنه عندما يولد شخصٌ ثانيةً، تصير كل الأشياء جديدة. تتضمن الأشياء الجديدة الآتي:
طبيعة جديدة – الطبيعة الإلهية (2 بطرس 1: 4).
سيد جديد – المسيح من خلال الروح القدس (متى 23: 10؛ رومية 8: 14).
شهية جديدة لكلمة الله (1 بطرس 2: 2).
اتجاه جديد للمحبة (رومية 5: 5؛ 1 يوحنا 4: 7-8).
علاقة جديدة مع الله كابن أو ابنة له (يوحنا 1: 12).
مساعد (مُعِين) جديد في الروح القدس (يوحنا 14: 16؛ رومية 8: 26-27).
شفيع جديد في يسوع المسيح إذا سقطنا في خطية (1 يوحنا 2: 1).
رجاء جديد وحي في الحياة الأبدية (رومية 8: 12؛ 1 يوحنا 3: 2).
التأكيد الشخصي للخلاص
◄ ما الأسباب الخاطئة التي ربما تجعل شخص يظن إنه مؤمن (مسيحي حقيقي)؟
من الممكن أن يظن شخص أنه مؤمن
لأنه اعتمدَ (معمودية الماء)،
لأنه عضو في كنيسة محلية،
لأنه يؤمن بعقائد مسيحية معينة،
لأنه يتبع عادات دينية معينة،
لأنه يتبع مقياس من الأعمال المستقيمة،
لأنه يمتلك خبرات روحية، أو
لأنه قد اتخذ قرارًا أو جاهرَ بالإيمان.
وفقًا للكتاب المقدس، ولا واحدة من هذه الأشياء تكفي أن تؤكد لشخصٍ أنه مؤمن.
يخبرنا الكتاب المقدس أنه بإمكاننا أن نتأكَّد من خلاصنا. يمكننا أن نثق أن الله قد قبِلَنا. لا ينبغي أن نحيا خائفين؛ لأن روح الله يؤكد لنا أننا أولاد الله.[1]
هذا التأكيد تامٌ؛ لدرجة أنه لا ينبغي أن نخاف من يوم الدينونة.[2]يقول البعض إنهم يتمنون أن يُقبَلوا لدخول السماء، لكننا نستطيع أن نمتلك تأكيدًا أفضل من ذلك. ليس كافٍ أن يؤمن شخص أن الخلاص مُقدَّم للبشرية بصفةٍ عامة، لكن عليه أن يدرك أنه "هو نفسه" مُخلَّصٌ.
◄ كيف يمكن لشخصٍ أن يتأكَّد من خلاصه؟
يعتمد البعض على مشاعرهم، لكن المشاعر قابلة للتغيير، وربما تكون خادعة.
الحياة المتغيرة دليلٌ على أن الشخص مُخلَّصٌ، لكن هذا الدليل لا يتواجد في اللحظة الأولى. ليس لنتائج الخلاص وقت حتى تظهر. لذلك، ففي وقت التوبة، ليست الحياة المتغيرة أساس التأكيد.
يستطيع المؤمن أن يتأكد من خلاصه من خلال معرفته أنه قد اتَّبعَ الطريق الروحي للخلاص. لو أن شخصًا تابَ فعلًا وآمنَ كما يوجهه الكتاب المقدس، لامتلكَ الحق أن الله غفرَ خطاياه. عندما يتوب أحدٌ ويؤمن، يعطي الله شهادة الروح أنه صارَ ابنًا لله.
لو أن شخصًا حاولَ أن يشعر أنه مُخلَّص عندما لم يتُب فعلًا، لارتبكَ وخدعَ نفسه.
لو أن شخصًا (1) تابَ بالفعل، (2) وثقَ في وعد الله في الكتاب المقدس، و(3) استلمَ شهادة الروح، فلن ينخدع. هذا التأكيد مبنيٌ على كلمة الله الصادقة والجديرة بالثقة. يحفظ الله دومًا وعوده.
يوجد نوعٌ من الناس؛ يظن بسهولة أنه مُخلَّصٌ عندما يسمع أن الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان. إنه لم يتُب توبةً حقيقية؛ ذلك لأنه لم يرَ أنه احتاج إليها. إنه لم يرَ أبدًا نفسه كخاطئٍ مستحق دينونة الله. إنه يعتقد أن النعمة تعني أنه بإمكانه أن يذهب في طريقه الخاص. نظرًا لأنه يقبل الحق الخاص بالمسيحية، فإنه يعتقد أنه مسيحي على الرغم من أنه لم يختبر تغييرًا. إنه لم يُسلِّم أبدًا إرادته الذاتية؛ بدلًا من ذلك، قبِلَ الله كجزءٍ من حياته وما زال يعيش وفقًا لإرادته الخاصة. ليس هذا بداية علاقة مُخلِّصة مع الله، تبعًا للوصف الكتابي.
تعيينات
(1) لقد درسنا في هذا الدرس عشر كلمات عن جوانب الخلاص. في فقراتٍ قليلة، اشرح أيٍ من هذه الكلمات بدا أكثر أهمية بالنسبة لك في علاقتك مع الله. هل تحتاج أن تفكر في بعضها بشكلٍ أوسع؟
(2) بناءً على أشكال المسيحية الظاهرة في بلدك، وبصفةٍ خاصة في المنطقة التي تعيش فيها، بماذا يفكر الناس في معنى كوْنهم مسيحيين؟ في اثنتيْن إلى ثلاث صفحات، صِف أنواع عديدة من الناس، وماذا سيقولون عن المسيحي. اشرح ما الخطأ في مفهومهم عن التوبة، والإيمان المُخلِّص، أو أية عقيدة أخرى.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.