لقد خطَّط بولس أن يقوم برحلةٍ إلى رومية. أرادَ أن يعظ بالإنجيل هناك (1: 15)، ويُقوي المؤمنين (1: 11-12)، ويحصل على دعم كنيسة رومية للقيام برحلةٍ تبشيرية إلى أسبانيا (15: 24).
الغرض من الرسالة إلى أهل رومية هو تقديم بولس نفسه ولاهوته عن الخلاص إلى مؤمني رومية. تُظهِر الرسالة الأساس للعمل التبشيري العالمي من خلال شرح لاهوت الخلاص.
لقد خطَّط بولس أن يستخدم الكنيسة في رومية كقاعدة لإطلاق عمل تبشيري في أسبانيا، والتي كانت أقدم مستعمرة رومانية في الغرب ومركز الحضارة الرومانية في هذا الجزء من العالم.
لم تتم زيارة بولس إلى رومية بالطريقة التي خطَّط لها. تمَّ القبض عليه واعتُقل في أورشليم. ناشدَ قيصر عندما بدا له أنه لن يحصل على العدل في أورشليم. وصلَ رومية كسجينٍ بعد رحلةٍ خطيرة شملت حطام سفينته في عام 60 ميلادية. كان حُرًا في استقبال الزوار ليتشجع بهم ويشجعهم بالرغم من قيوده (أعمال الرسل 28: 30-31). يقول بولس إن أموره كانت تعمل من أجل "نهوض وتقدُّم الإنجيل" (فيلبي 1: 12). كان هناك متجددون حتى في بيت قيصر. وقد أُطلِق سراحه بعد عاميْن. أما قيامه برحلته إلى أسبانيا، فهو أمرٌ غير معروف.
هناك العديد من الأسئلة التي تَرِدُ بطبيعة الحال ردًا على طلب بولس، والتي من الممكن أن تساعد على إطلاق رحلته التبشيرية. قد يسأل أحدهم: "لماذا ينبغي أن تكون الشخص الذي يذهب؟" لذلك، بدأ بولس الرسالة بذكره تفانيه في العمل الكرازي (1: 1). وشرحَ فيما بعد دعوته الخاصة ونجاحه كرسولٍ للأمم (15: 15-20).
سؤالٌ آخر هو: "لماذا يحتاج كل شخصٍ لسماع الإنجيل؟ من الجائز ألا يكون هناك احتياجٌ لهذه الرسالة في كل مكان." لقد شرحَ بولس إمكانية نشر الإنجيل للبشرية كلها في العالم أجمع (1: 14-16؛ 10: 12)، وكذا إلحاح العمل التبشيري (10: 14-15). وأظهر أنه يمكن أن تنطبق الرسالة على كل شخصٍ في العالم، حيث أن الجميع في أمسّ الحاجة لسماعها.
رسالة رومية منذ ذلك الحين إلى الآن
لا تزال تخدمُ رسالة رومية غرضها الأصلي المتمثل في توفير أسس العمل المرسلي، بل وأكثر من ذلك. وكما أوضحَ بولس لماذا يحتاج الجميع لسماع الرسالة، فقد شرحَ ما هي الرسالة، ولماذا يمكن خلاص الناس بهذه الطريقة فقط. وقد ردَّ على بعض الاعتراضات الشائعة. شرحه هذا ودفاعه عن الرسالة التي وعظَ بها يغلُب على معظم السفر ويُشكِّل بنائه.
كل ما لدينا في رسالة رومية هو تفسيرٌ وشرحٌ لاهوتي للخلاص. يقدم لاهوت بولس في الخلاص دفاعًا فوريًا ضد المتهودين؛ كما يعمل على تصحيح الأخطاء الواردة حديثًا في عِلم الخلاص (العقائد المختصة بالخلاص) “Soteriology” أيضًا.
كتبَ ويليام تيندال، في كتابه "مقدمة لرسالة رومية"، قائلًا: "كان ذهنُ بولس أن يُفهم بإيجاز من خلال هذه الرسالة كل تعليم إنجيل المسيح، وأن تُعَد مقدمةً لكل العهد القديم."[1]
على مرّ التاريخ، استخدم الله الرسالة إلى رومية لاستعادة أهم الحقائق المنسية.
في عام 386م، التزمَ أوغسطينوس بترك حياة الخطية بعدما قرأ (رومية 13: 13-14).
في عام 1515م، أدرك مارتن لوثر معنى (رومية 1: 17). ورأى أن مَن يهرب من حُكم ودينونة الله هو مَن يؤمن بوعد بالغفران. وهذا ما أعطاه توكيد الخلاص الذي سعى إليه لوقتٍ طويل. وأصبح هذا التوكيد أساس رسالته بأن الإيمان وحده هو الطريق الذي يمكن به أن نخلُص.
في عام 1738م، وجد ﭽون وسلي توكيد الخلاص الشخصي الذي سعى إليه لسنواتٍ. حدثَ ذلك بينما كان في اجتماع مع شبابٍ آخرين حيث اجتمعوا بانتظامٍ لدراسة كيفية اتِّباع المسيحية الكتابية. وبينما كان شخصٌ يقرأ مقدمة لوثر لرسالة رومية، شعرَ وسلي أن قلبه "دفأ بشكلٍ غريب." "شعرتُ أنني وثقتُ في المسيح، المسيح وحده، لخلاصي: وأُعطِيتُ توكيدًا بأنه محا كل خطاياي، وخلَّصني من ناموس الخطية والموت."[2]
بالنسبة لهؤلاء الرجال الثلاثة، كان فَهْم رسالة رومية هو الدافع للتبشير والكرازة بحماسٍ وغيرة. لا تزال تتمم رسالة رومية غرضها المتمثل في توفير أسس الإرساليات من خلال شرح لاهوت الخلاص.
إن رسالةَ رومية بالكامل شرحٌ للعبارات الواردة في (1: 16-18).
[3]كل شيءٍ في الآيات 1-14 يقود للتصريح الوارد في الآية 15، حيث قال بولس: "فَهكَذَا مَا هُوَ لِي مُسْتَعَدٌّ لِتَبْشِيرِكُمْ." تشرح الآيات 16-18 بإيجاز ما هو الإنجيل ولماذا يحتاج إليه الجميع. الإنجيل هو الرسالة التي يمكن أن يتبرر بها الخطاة بالإيمان. والسبب في حاجة الجميع لهذه الرسالة هو أنهم تحت غضب الله.
طريقةٌ أخرى لتحديد الغرض الأساسي من رسالة رومية أنها شرحٌ للإنجيل مبنيٌ على قرار الله أنَّ مَن آمنَ سيخلُص وَمن لم يؤمن سيُدان.
نرى ذروة رسالة رومية في (10: 13-15)، حيث يشرح بولس سبب ضرورة وإلحاح حَمل الرسل للإنجيل. يخلُص الناس بالإيمان، لكن لا يمكنهم أن يؤمنوا به إنْ لم يسمعوه.
[1]ويليام تيندال، "مقدمة لرسالة رومية،" العهد الجديد بالإنجليزية، 1534.
[2]ﭽون وسلي، أعمال ﭽون وسلي، (كانساس سيتي، دار نازارين للنشر)، 103.
[3]" إن القصدَ العام من هذه الرسالة نشرُ الأبدية، قصدٌ غير قابلٍ للتغيير، أو قرارٌ إلهي: "مَن آمنَ سيخلُص، ومَن لم يؤمن سيُدان." (ﭽون وسلي)
عرض الإنجيل من خلال رسالة رومية
يمكن شرح الإنجيل باستخدام آياتٍ من رسالة رومية وحدها. هذا الأسلوب من عرض الإنجيل يُسمَّى أحيانًا "الطريق الروماني".
العبارة الأولى من شرح كل شاهدٍ كتابي هي أهم عبارة لا بُدَّ من تذكُّرها.
توضح هذه الآية المشكلةَ الحقيقية لدى الناس. إنهم لم يطيعوا الله، وقد عصوه عمدًا. ولا واحد مُستثنى من هذا الأمر. ولا واحد يمكن أن يقبله الله بناءً على فِعله دومًا الشيء الصحيح.
لمزيدٍ من التأكيد على هذه النقطة، يمكنك استخدام (3: 10) "لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ." و(5: 12) "وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ."
يستحق الخطاة موتًا أبديًا، لكن الله يقدم حياةً أبديةً كهديةٍ من خلال يسوع. توضح هذه الآية لماذا الخطية خطيرة جدًا. لأنه بسبب الخطية يجتاز حُكم الموت إلى كل شخصٍ. إنه موتٌ أبديٌ، دينونة الله التي يستحقها كل خاطئٍ. على النقيض من الموت الذي نستحقه، فإن الله يقدم هبة الحياة، وهو شيءٌ لا نستحقه.
لم يكن الله راغبًا في أن نلقَى مصيرنا المحتوم الذي نستحقه. لأنه يحبنا، فقد وفَّر سبيلًا لنا لنلتقي برحمته. مات يسوع كذبيحةٍ حتى يمكن أن يُغفر لنا. لم ينتظرنا الله أن نفعل شيئًا لنستحق الخلاص؛ إن الخلاص يأتي إلينا "بينما لا نزال خُطاةً". لا يُقدَّم الخلاص للصالحين، بل للخطاة.
إن الإيمان بوعد الله يجعلنا أصدقاءً لله، ولن نُحسب مذنبين فيما بعد.
إن السلام مع الله يعني أننا لم نعُد أعداءً له؛ بل متصالحين. لقد انتُزعَت الخطية التي فصلتنا عن الله من الطريق. أن تُبرَّر يعني أن تُحسب غير مذنبٍ. أن تُبرَّر بالإيمان يعني أن الإيمان بوعد الله هو المطلب الوحيد للغفران.
لارتباطنا بالمسيح، لم نعُد مُدانين بالخطايا التي ارتكبناها.
لقد عاش المسيح حياةً بلا خطية، ووفَّى بمتطلبات العدل بموته على الصليب. بالإيمان نُقبَل من الله الآب، حيث أنه يعاملنا كما لو لم نخطئ أبدًا.
الخاتمة
اشرح أنه يمكن للخاطئ أن يخلُص بأن يصلي لله، ويعترف بأنه خاطئ، ويطلب الغفران على أساس ذبيحة يسوع لأجله.
للتعلُّم والممارسة
أفضل طريقة للتعلُّم والممارسة أن تضع علامةً أولًا على كل آيةٍ مُستخدَمة في رسالة رومية بأن تضع دائرةً حولها أو خطًا تحتها. حينئذٍ، ضع رقمًا بجانب كل آيةٍ يشير لترتيب استخدامها. على سبيل المثال، اكتب الرقم 1 بجانب الآية المُستخدمة أولاً.
مارِس عرض الإنجيل. اقرأ كل آيةٍ وأعطِ الشرح المُتماشي معها. تأكَّد أنك تتضمن المفاهيم الواردة في العبارة الأولى بعد كل آية. أضِف أي شرحٍ مطلوب، مُستخدِمًا عبارات أخرى إن كانت مفيدة. ليس من الضروري أن تستخدم فقط الكلمات المُقدَّمة في هذا الدرس.
مارِس حتى يمكنك أن تقوم بذلك دون أن تستخدم أي شيءٍ آخر ما عدا الكتاب المقدس.
الممارسة داخل الفصل
ينبغي أن يقوم اثنان أو ثلاثة طلاب بالعرض مُستخدِمين أسلوب عرض "الطريق الروماني" لأجل المجموعة. وعلى المجموعة مناقشة الطرق التي يمكن بها تحسين العرض. حينئذٍ، ينبغي تقسيم الطلاب لأزواجٍ كي يمارسوا. وعلى كل طالبٍ أن يقوم بالعرض مرتيْن، لمستمعين مختلفين.
تعيينات
(1) قدِّم الإنجيل مُستخدِمًا هذا الأسلوب إلى ثلاثة أشخاص على الأقل. اكتب فقرةً عن كل محادثة، وكن مستعدًا أن تخبر بها في الجلسة التالية للفصل.
(2) كن مستعدًا أن تكتب من الذاكرة (مُستعينًا بالكتاب المقدس فقط) الشواهد الكتابية "للطريق الروماني"، وعلى الأقل عبارة واحدة من الشرح على كلٍ منها.
(3) الدرس التالي عن الوعظ الكرازي. على كل طالب أن يكتب الخطوط العريضة أو ملخصًا لعظة كرازية كان قد وعظها، أو سمعها، أو يودُّ أن يطورها. وعليه أن يُحضرها معه في الجلسة التالية للفصل.
امتحان "للطريق الروماني"
اكتب المراجع الخاصة بالكتب المقدسة المستخدمة في عرض إنجيل طريق رومية. أسفل المرجع، اكتب جملة توضيحية واحدة على الأقل. لا تكتب الآيات.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.