الكنيسة الإنجيلية كنيسةٌ تُعلِّم الإنجيل الكتابي للخلاص بالنعمة وحدها من خلال الإيمان وحده. ليس من أعمالٍ حسنة يقوم بها الإنسان تُضاف إلى كفارة المسيح يمكن أن تساعدنا في استحقاق الخلاص.
إن إعلانَ الإنجيل الصحيح (الحقيقي) أولويةُ الكنيسة الإنجيلية؛ لأن مؤمني الإنجيل يدركون أنه أكثر أهمية من أي شيءٍ آخر.
الإنجيل هو الكنز الخاص الذي استلمته الكنيسة من قِبَل الله، حيث ترغب أن تشارك به العالم.
تتضمن الفقرات القليلة التالية بعض السمات النموذجية لمعظم الكنائس الإنجيلية.
(1) يؤمن الإنجيليون بالسلطان المطلق للإنجيل. إنكار سلطان الإنجيل يعني وضع الإنجيل موضع الشك.
(2) يؤمن الإنجيليون بالعقائد التاريخية والتأسيسية للمسيحية. إنكار تلك العقائد يعني تناقض الإنجيل. على سبيل المثال، المذاهب التي تنكر ألوهية المسيح تنكر أيضًا كفاية عمله الكفاري للخلاص، وتُعلِّم بدلًا من ذلك إنجيل الأعمال.
(3) لدى الكنائس الإنجيلية أقل عبادةٍ شكلية. إنهم لا يريدون الإنجيل مختفيًا في أشكالٍ دينية معقدة. إنهم لا يريدون أن يعتقد الناس أن خلاصهم نتيجة طقوسٍ دينية.
(4) تؤكد الكنائس الإنجيلية على الاختبار الروحي الشخصي. تظهر هذه السمة لأنهم يؤمنون بالخلاص الفردي (الشخصي) والإيمان الواعي. ينتُج تأكيد الاختبار الروحي الشخصي عادةً جرَّاء أسلوب عبادةٍ حي ملتهب أكثر من مثيله في الكنائس غير الإنجيلية.
◄ كيف تُظهِر كنيستك هذه السمات؟ هل من سماتٍ أخرى توضح أن الإنجيل هو الأولوية؟
مركزية الإنجيل
يمنح الإنجيلُ الكنيسةَ إرساليتها. الكنيسة التي لا تضع الإنجيل أولويتها، قد نسيت الإرسالية المُعطاة من قِبَل الله.
[1]لقد درسنا المأمورية العظمى الموجودة في (متى 28: 18-20). ما الإرسالية الأساسية للكنيسة؟
يخلق الإنجيلُ الكنيسةَ في المكان الذي يوعظ فيه. عبر التاريخ، تتأسَّس الكنيسة الحقيقية أينما يُوعظ بالإنجيل.
إن ميراث الكنيسة منذ عصر الرسل لم يتأسَّس من خلال استمرارية المؤسسات، لكن من خلال استمرارية الإنجيل المُخلِص الموعوظ به.
لا بُدَّ لكل المؤسسات التي أنشأتها الكنيسة أن تخدم أولوية الإنجيل. على سبيل المثال، يلزم لبرنامج تدريب الرعاة أن يجهزهم كي يقودوا الكنيسة في تحقيق إرساليتها من الكرازة والتلمذة.
تتجه المؤسسات لتستحوذ على وجودها الخاص وتنسى الإرسالية الأصلية. تأكيدٌ متجددٌ للإنجيل دائمًا يقود إلى إعادة تشكيل المؤسسات.
تُطوِّر الكنيسة تقاليد العقائد، وأشكال العبادة، والحياة المسيحية، وسياسة الكنيسة؛ لكن تأكيدًا متجددًا للإنجيل يقود إلى إعادة تشكيل التقليد.
[1]"هناك اتصالٌ مباشر بين ربوبية المسيح وإرسالية الكنيسة للعالم. يتَّضح هذا في تقرير متى عن المأمورية العظمى. إن الأمرَ دقيقٌ؛ لأن كل السلطان في السماء وعلى الأرض قد أُعطِي من الله الآب إلى الله الابن على أن مسئوليةَ الكنيسة أن تتلمذ جميع الأمم." (هِربرت كَين، عمل الكرازة)
نماذج على فُقدان أولوية الإنجيل
(1) المؤسساتية (النزعة المؤسسية)
حيث إن الكنيسة تعمل في تحقيق إرسالية الكرازة، فمن الضروري أن تضع خططًا، وتُكوِّن فِرَقًا، وتُطوِّر برامج، وتجد دعمًا. تُشكِّل الكنيسة مؤسسات كي تخدم أغراضًا عملية. في كثيرٍ من الأحيان، تُشكَّل المؤسسات أثناء أوقات النهضة الروحية عندما يلتزم الناس وتتحفَّز الكنيسة كي تحقق إرساليتها.
المؤسسات ضرورية. المؤسسة ببساطة هيئةٌ من الناس والموارد على المدى الطويل. بدون مؤسسات، لن تتواجد مبانٍ كنسية، ولا إرساليات خارجية، ولا نشر للكتب المقدسة أو أي أدبٍ آخر، ولا مدارس مسيحية أو برامج تعليمية، ولا تدعيمًا ماديًا للخدمة. حتى أن الكنيسةَ المحلية مؤسسةٌ لن تتواجد إن لم يلتزم مجموعةٌ من الناس بها.
إذا كانت مؤسسةٌ ما ناجحة، لربما تصبح كبيرة مع عددٍ كبير من الناس وكذا ميزانية ضخمة. لكي تحفظ المؤسسة، يتطلب هذا مجهودًا كبيرًا ونفقات. في بعض الأحيان، يبدأ العاملون في المؤسسة يشعرون أن مبنى المؤسسة الهدفُ الأساسي. إنهم يفكرون أن عملهم هو أن يحفظوا المؤسسة لتتقدم أكثر من الإرسالية الأصلية لها.
مع أن المؤسسات ضرورية، فينبغي أن تُقيَّم باستمرار ويُعاد تشكيلها من خلال أولوية الإنجيل.
(2) الدِين كعملٍ تجاري
نظرًا لأن لدى الخدمة إمكانية ربح المال، فبدأ بعضُ الناس خدمات كأعمالٍ تجارية. ليس من الخطأ لخدمةٍ أن تبيع أشياء لتساعد في نفقاتها، وليس من الخطأ لخدمةٍ أن تبحث عن دعمٍ مالي. على أية حال، لو دُفِع شخصٌ بغرض المال أكثر من أولوية الإنجيل، لفسدَ قلبه، ولن يُسِرَّ عمله الله (1 بطرس 5: 1-2؛ 2 بطرس 2: 3). كان سيمون رجلًا، أراد موهبةً روحية ليتربَّح ماليًا، لكن الرسول أخبره أن قلبه كان خاطئًا (أعمال الرسل 8: 18-23).
(3) التوفيقية
التوفيقية مزيجٌ من المسيحية وعقائدٍ متناقضة وممارساتٍ من دياناتٍ أخرى. مثالٌ على التوفيقية من زمن العهد الجديد الديانةُ السامرية. الأجانب الذين عبدوا الأوثان تنقَّلوا داخل أرض إسرائيل وخلطوا ديانة إسرائيل بعبادتهم الوثنية؛ حيث قال يسوع إنهم لم يعرفوا ما عبدوه (يوحنا 4: 22).
مثالٌ آخر على التوفيقية من تاريخ هايتي. عندما كانت هايتي مُستعمَرةً فرنسية، طُلِب من عبيدٍ أفارقة أن يهتدوا للمسيحية. هم خلطوا عقائدهم الأولى مع الكاثوليكية الرومانية. لا يزال كثيرٌ من سكان هايتي يمارسون الشعوذة، التي هي عبادة الأرواح، لكنهم يستخدمون رموزًا مسيحية وأسماءَ قديسين مسيحيين.
في بعض الأحيان، حدثت التوفيقية لأن المسيحية ارتبطت بأمةٍ هيمنَتْ على أخرى. احتاجَ الناس أن يُرضوا الأمة المُهيمِنة، فقبِلوا عاداتهم الدينية، لكنهم احتفظوا بمعتقداتهم الأصلية.
◄ ما الأمثلة التي رأيتها على المزج بين المسيحية ودياناتٍ أخرى؟
دوافعٌ عالمية يمكنها أن تسبب التوفيقية. لو اعتقدَ الناس أن قبول الإنجيل سيجلب عليهم ربحًا ماليًا، ونفوذا سياسيًا، لقَبِلوا مظهر المسيحية بدون الاهتداء الحقيقي إليها (الإيمان الحقيقي بها). حينئذٍ، سيواصلون اتِّباعهم عقائدهم القديمة وممارساتهم، لكنهم سيدعونها بمُسميَّاتٍ مسيحية.الأفضل أن تكرز الكنيسة بدون عرض أشياء تجعل الناس يستجيبون بدوافعٍ خاطئة.
تبدو المسيحية كديانةٍ غريبة عندما يُكرز بالإنجيل من خلال مرسلين أجانب. على أية حال، من المهم للمسيحية أن تُزرع في كل ثقافةٍ وتتَّخذ شكلها الحقيقي (الذي تكون عليه) في تلك الثقافة. لا ينبغي أن تستمر مثل ديانةٍ غريبة. على العموم، من المهم للمرسلين والكارزين أن يميزوا أي تفاصيلٍ لثقافةٍ لا تتوافق مع المسيحية. هذا التمييز عمليةٌ ينبغي على المسيحيين المحليين القيام بها، ولا يمكن أن تنتهي بسرعة.
(4) الديانة المألوفة
أحيانًا تُعتبر ديانةٌ أنها الديانة الرسمية للأمة. على سبيل المثال، في بعض الأمم، معظم الناس مسلمون. وفي أممٍ أخرى، يَعتبِر معظم الناس أنفسهم روم كاثوليك. لا يتبع الكثيرون بحقٍ المستوى الأخلاقي لديانتهم ويمارسون فقط عاداتهم بين الحين والآخر، لكنهم يزعمون أنهم يتبعون تلك الديانة.
يطلق الكثيرون على أنفسهم مسيحيين؛ لأنه في كل دوائرهم الاجتماعية يُعتبر كل الأشخاص الصالحين مسيحيين. في الحقيقة، إنهم لم يتوبوا بعد، بل يتبعون المستوى الأخلاقي الخاص بهم.
الإنجيل دعوةٌ للتوبة والخضوع للمسيح. لقد قال يسوع إنه لا يمكن لشخصٍ أن يكون تلميذًا له إنْ لم يقبل الموت عن الذات ويصير تابعًا حقيقيًا (لوقا 9: 23).
تعريف أن شخصًا مسيحيٌ لا يمكن أن يكون مألوفًا في مجتمعٍ آثم. الفضيلة العادية لمجتمعٍ دائمًا أقل كثيرًا من الفضيلة المسيحية، والمسيحي يُغاير العالم.
◄ كيف تظهر المسيحية المألوفة بدون توبة غالبًا في مجتمعك؟
(5) الطائفية
لا يمكن أن نتوقع أن جميع المسيحيين سيتفقون مع كل المذاهب. هناك اختلافاتٌ بين المسيحيين، حتى مع أنهم يقبلون الإنجيل كسُلطتهم للعقيدة.
في بعض الأحيان، تُشدِّد الكنائس بصورةٍ أكبر على عقائدها التي تميزها عن الكنائس الأخرى، لكن عقائدهم تلك لا تكون بقدر أهمية العقائد التأسيسية للمسيحية. ينبغي ألا تقول كنيسةٌ على كنائسٍ أخرى إنها ليست مسيحية حقيقية، إذا كانت تلك الكنائس تُعلِّم الإنجيل الحقيقي.
لا يجب أن تؤسس الكنيسة هُويتها بمحاربة كنائسٍ أخرى. بل ينبغي أن تؤسس نفسها أولًا بالإنجيل، حينئذٍ ببناء صداقة مجموعة ملتزمة من الأعضاء.
◄ على أي أساسٍ ينبغي أن تقبل كنيسةٌ الأخرى ككنيسة مسيحية حقيقية؟
(6) الخلل التعليمي
يمكن التأكيد على تعليمٍ حقيقي إلى حد أن يبدو مُناقضًا لحقٍ آخر. من خلال التأكيد على النعمة، ربما تبدو كنيسةٌ أنها تقلل من الاحتياج لطاعة الله. من خلال التأكيد على لحظة الخلاص، ربما تبدو كنيسةٌ أنها تنسى عملية التلمذة. بينما تُؤكَّد على أمانة الله تجاه العاصي المنحرف، ربما تفشل الكنيسة أن تُحذِّر من خطر الارتداد. بينما تُكرَّم المواهب الروحية، ربما تفشل الكنيسة أن تُكرِّم الروحانية العميقة.
يظهر الخلل التعليمي بمضي الوقت، وتظهر تأثيراته على المدى الطويل. أيُّ تعليمٍ (1) يسبب عدم المُبالاة بالخطية، (2) يطرح بعيدًا إمكانية تأكيد الخلاص، (3) يعرقل طريق الشخص الذي سيستجيب للخلاص، أو (4) يخفي الإنجيل، هو تعليمٌ مُخِلٌّ.
النهضات التاريخية وحركات الإصلاح
في أوقاتٍ عبر تاريخ الكنيسة، يبدو الإنجيل كأنَّه قد نُسي من قِبَل المؤسسات العظيمة. أخطاءٌ مثل المؤسساتية، والتوفيقية، والخلل التعليمي بدَت واضحةً أكثر من الإنجيل. كان من المُفترض أن يظهر القادة كنماذجٍ روحية، لكنهم بدوا مُظهِرين الدوافع الخاطئة، والسمات الخاطئة، والاهتمام بأمور العالم.
في بعض الأوقات، جاء الله بنهضةٍ عظيمة على الكنيسة. نهضةٌ طويلة الأجَل، ونتائج عريضة تتَّسم بثلاثة مظاهر:
(1) إصلاحٌ لاهوتي، عند استرداد الحق اللاهوتي المُهمَل.
(2) تجديدٌ روحي، بمزيدٍ من الصلوات، وعبادةٍ ملتهبة، ومزيدٍ من المُخلَّصين.
(3) أساليب جديدة للخدمة، حيث تجد الكنيسة أساليب جديدة لتكرز وتتلمذ.
كان الإصلاح البروتستانتي “The Protestant Reformation” (في أوروبا كلها في القرن السادس عشر) استردادًا لإنجيل الخلاص بالنعمة وحدها من خلال الإيمان وحده. لقد اختبرَ الآلاف الخلاص. وتُرجِم الكتاب المقدس للغات الشائعة وأصبح مُتاحًا.
كان الأنابابتِست “The Anabaptist” (في أوروبا كلها في القرن السادس عشر فصاعدًا) مهتمين بالخلاص الشخصي؛ لأن العديد من تابعي الإصلاح اعتقدوا أن الإيمان بالتعاليم الصحيحة كافٍ للخلاص، وأعلنَ الكثيرون منهم قبولهم حق الإنجيل دون أن يختبروا الخلاص. أكَّد الأنابابتِست على الخلاص الشخصي.
كان البييتِست "التقويون" “The Pietists” (في أواخر القرن السادس عشر في ألمانيا) مدركين أهمية التلمذة. وقد أقاموا مجموعةً صغيرة من الخدمات والبرامج من أجل تدريب المؤمنين للنضوج المسيحي.
بدأت النهضة الميثودية “The Methodist Revival” (أواخر القرن الثامن عشر في إنجلترا) بخدمة ﭽون وسلي. أنكرَ معظم قساوسة الكنيسة في إنجلترا أن التأكيد الشخصي للخلاص كان ممكنًا. لقد وعظَ وسلي أنه بإمكان كل شخصٍ أن يعرف أن لديه إيمانًا حيًا بالمسيح وتأكيدًا للخلاص من الروح القدس.
◄ ما الحقيقة العظيمة التي تحتاج أن تؤكد عليها في مجتمعك؟
خاتمة
بدأت مؤسسات مسيحية عديدة، كبيرة وصغيرة (تتضمن كنائس محلية)، بالتزامٍ نحو أولوية الإنجيل، ولكن بمرور الوقت، انحرف الكثير منها عن هذه الأولوية. لكي نجدد فعالية الكنيسة، لسنا بحاجةٍ إلى مذاهبٍ جديدة غريبة، أو إعلانٍ جديد. ما نحتاج إليه هو استرداد المبدأ الإنجيلي لأولوية الإنجيل.
اختبار
في الاجتماع التالي للفصل، كُن جاهرًا أن تكتب إجابات على الأسئلة التالية:
(1) ما السمات الأربع الخاصة بالكنائس الإنجيلية؟
(2) ما الطرق الستة التي تتجه بكنيسةٍ إلى فُقدان أولوية الإنجيل؟
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.