[1]◄ اقرأ (متى 18: 2-6، 10-14). ما التحذيرات التي نراها في هذه الآيات؟ كيف تصف الأهمية التي يراها الله في الأطفال؟
يقول البعضُ أحيانًا أن أهمية الأطفال ترجع لكونهم الجيل التالي، ومستقبل الكنيسة، وقادة المستقبل. كل هذا صحيحٌ، لكن أول كل شيء ترجع أهمية الأطفال لكونهم أشخاصًا. وأحيانًا يبدو أن الكبار ينسون أن الأطفال هم أناسٌ ذو أنفُس أبدية، وإمكانات غير معروفة."
[1]"توقَّفَ مسافرٌ في قريةٍ صغيرة، حيث رأى شيخًا يجلس على جانب الطريق، فسأله: «إنني لم أسمع أبدًا عن هذه القرية من قبل. هل من رجالٍ عظماء قد وُلدوا هنا؟» فأجاب الشيخ: «لا، أطفالٌ فقط.»"
لقد أعطى اللهُ شعبَ إسرائيل القديم عهدًا. لقد وعدهم أن يباركهم ويهتم بهم. وأعطاهم شروطًا بالطاعة.
وقد أرادَ الله أن يسري هذا العهد على كل الأجيال. فأخبرَهم: "وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ." (تثنية 6: 6-7).
إن تربية الأطفال على أن يتبعوا إرادة الله كانت مهمة لتتميم العهد، نظرًا لأن العديد من بركات الله كانت مشروطة ومعتمدة على الطاعة المستمرة لشعبه. فإذا اختار الجيل التالي عدم الولاء لله وطاعته، لكانَ من الممكن حينئذٍ أن يفتقدوا فوائد علاقتهم مع الله. هذا معناه أن التعليم الواعي للأطفال كان ضروريًا.
◄ ماذا تعتقد بخصوص ما استطاع شعب إسرائيل فعله ليتأكدوا أن أطفالهم سيتخذون القرار باتِّباع الله؟
أيُّ غايةٍ قد قصدَها الله؟ كان عليهم أن يُعلِّموا أطفالهم بجدٍّ، واستمرارٍ، وثباتٍ، وليس بالصدفة. وكان عليهم أن يضعوا تذكيرًا لهم بناموس الله في أماكنٍ مرئية، حتى يروا كلمة الله في كل مكانٍ. وكان عليهم ألا ينسوا أبدًا أو يتجاهلوا وصايا الله.
إن التعليم الراسخ معناه أنهم سوف لا يمتلكون أية زينةٍ، أو وسائل ترفيهٍ، أو سلوكياتٍ تُناقض ناموس الله.
لذلك، فإن هذه الآيات تؤكد أن مسئوليةَ الوالدين أن يُعلِّموا أطفالهم قيم الله بشكلٍ مستمر وثابت، وأن يحفظوهم من التعاليم والنماذج التي من الممكن أن تؤثر عليهم عكسيًا.
◄ لقد أُعطيت هذه الوصية للوالدين. ما التطبيقات التي ينبغي أن نطبقها على خدمة الأطفال في الكنيسة؟
أولًا: إننا نعلَم أن تدريبَ الأطفال مسئوليةُ الوالدين في المقام الأول. فينبغي على الكنيسة أن تُعلِّم الوالدين كيف يُعلِّمون أطفالهم. وليس علينا أن نفترض أبدًا أن الأطفال يمكنهم أن يتلقُّوا تعليمهم الروحي من خلال الكنيسة فقط لأن الوالدين لا يستطيعون فعل ذلك.
ثانيًا: ينبغي أن تقوم الكنيسة بخدمة الأطفال في وجود عائلاتهم بقدر الإمكان. ساعِد الأطفال بأن تساعد والديهم. عندما تقوم بالكرازة، على الكنيسة أن تحاول أن تجذب العائلات إليها.
يأتي بعضُ الأطفال من بيوتٍ غير مؤمنة إلى الكنيسة وينالون الخلاص. عندما يحدث ذلك، على الكنيسة أن تحاول أن تخدم عائلاتهم. إنْ لم يستجِب الوالدان، فينبغي أن تكون الكنيسةُ العائلةَ الروحية للأطفال، كما ينبغي أن يكون أعضاءُ الكنيسة كأقاربٍ لهم يعتنون بهم روحيًا.
تقييم خدمة الأطفال في كنيسةٍ
◄ كيف يمكنك أن تُقيِّم نجاح خدمة الأطفال في كنيسةٍ معينة؟
ليس بالضرورة أن تتصف خدمتك للأطفال بالنجاح حتى لو:
كان لديك مدرسون ذوو قدرات عظيمة.
كان عدد الأطفال والمدرسين في تزايدٍ.
كان الأطفال يتعلَّمون أشياءً روحية.
كان المدرسون يستخدمون مادةً عالية الجودة.
كان الأطفال يستمتعون بالخدمة.
لا بُدَّ من توافر هذه الخصائص في خدمة الأطفال الناجحة. إذا افتقرَتْ الخدمة إليها، فستنتُج المشكلات. على أية حال، من الممكن أن تتوافر هذه الخصائص أو بعضها في خدمةٍ ما للأطفال، ومع ذلك لا تزال الخدمةُ فاشلةً.
تتصف خدمتك للأطفال بالنجاح لو:
كان الأطفال ينالون الخلاص، ويتأكدون من خلاصهم.
كان الأطفال ينمون روحيًا بالتدريج.
كان الأطفال يكبرون مُتَّبعين المبادئ الروحية الكتابية.
لم تتصف خدمتك بالنجاح مع الطفل الذي:
لم ينَل الخلاص بعد.
يختار نماذج كقدوةٍ له من العالم.
يكبر مُتَّبعًا وسائل ترفيه وعلاقات غير نقية.
يرفض مشيئة الله لحياته ويتبع طموحاتٍ شخصية.
تشكيلُ حياةٍ تواكب الحق الإلهي هو عمل التلمذة. التلمذةُ أن تُنمِّي شخصًا في اتِّباعٍ ناضجٍ ليسوع. لن تُكمِّل لحظةُ الخلاص الحقَ الإلهي أوتوماتيكيًا من خلال أنماط تفكير شخصٍ، أو اتجاهاته، أو افتراضاته، أو أسلوب حياته. إن هذا التكامل للحق يستغرق وقتًا. هذا هو العمل الحقيقي للتلمذة.
الضرورة الأولى لخدمة الأطفال
◄ في اعتقادك، ما الشيء الأول الذي تحتاجه لخدمة الأطفال؟
تتشكل خدمة الأطفال من مجموعةٍ من المشاركين تتضمن الأطفال والكبار المتداخلين في الخدمة. تتضمن تلك المجموعة قادةً طبيعيين، وأشخاصًا يؤثرون على الآخرين بشخصياتهم، حتى وإن لم يكونوا في مواقعٍ رسمية. بين الكبار والأطفال هناك قادةٌ طبيعيون.
الاحتياجُ الأول للخدمة بيئةٌ مسيحية مع جوٍ روحي إيجابي. هناك يمكنك أن ترعي مسيحيين غير ناضجين عقليًا، أو جسديًا، أو روحيًا، أو اجتماعيًا.
يعني هذا أنه ينبغي أن يكون الكبار نماذجَ روحية. لا يمكنك أن تستعين في خدمة الأطفال بأشخاصٍ ليسوا مؤمنين جادين. ولا يمكنك أن تضم أطفالًا يؤثرون بقوةٍ على الآخرين كي يرفضوا رسالتك.
تتصف خدمتك للأطفال بالفشل فعلًا لو:
كان الكبار الذين يساعدون في الخدمة هناك بسبب قدرة خاصة لديهم أو أي سببٍ آخر، لكنهم ليسوا نماذجَ روحية يُحتذى بها.
كان الأطفال غير مهتمين بالأمور الروحية التي تسود على المحادثة والتفاعل الاجتماعي داخل المجموعة.
كانت كل الأنشطة الروحية مُنقادة من خلال الكبار فقط دون مشاركة الأطفال.
كان هناك فقط أطفالٌ قليلون يريدون أن يتعاونوا ويظهروا اهتمامًا روحيًا، وغير مقبولين اجتماعيًا من أغلب الآخرين.
انظر على مجموعة الأطفال واسأل نفسك هذه الأسئلة. لو بدأ ولدٌ جديد يأتي لخدمتنا، فأيُّ أطفالٍ في المجموعة من المُحتمل أن يتبعهم؟ لو انضمَّت بنتٌ جديدة، فلمَن ستميل لأن تتبعها؟ هل ستكون هذه التأثيرات جيدة أم سيئة؟
الاحتياجُ الأول للخدمة بيئةٌ مسيحية إيجابية. لا بُدَّ أن تبدأ خدمة الأطفال بهذا الاحتياج الأول. لأنه لو افتقدَتْ الخدمة بالفعل لهذا، فلا بُدَّ لها أن تبدأ من جديد، وإلا فإنها لن تحقق الهدف الصحيح.
مبدأ "تواصل الحياة"
تأتي معرفة الله من خلال العلاقات.
عندما تحدَّثَ الله ليعقوب، عرَّفَ نفسه. إنه لم يقُل: "أنا إله الكون،" أو "أنا الإله الذي خلقَ العالم،" مع أن هاتيْن العبارتيْن صحيحتان. لكنه قالَ: "أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ." (تكوين 28: 13).
يعلن الله عن نفسه من خلال أشخاص.
أصبح إبراهيم رجلَ الإيمان، وآمنَ آخرون بالله من خلاله. لقد صلَّى أليعازر خادمه: "أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ." (تكوين 24: 12).
من الواجب أن يأتي أشخاصٌ ليتعرفوا على الله بصورةٍ أفضل؛ لأنه إلهك.
نعتقدُ أحيانًا أن التلمذة مجرد إخبار الناس بما يحتاجون أن يعرفوه وبما يجب أن يفعلوه. عليك أولًا أن تُظهِر لهم حياةً يريدون أن يتبعوها. إذا أرادوا أن يعيشوا مثلك، فحينئذٍ سيصغون لتوجيهاتك عن كيف يعيشون.
التلمذة هي تواصل الحياة. أسلوبُ حياةٍ، بدوافعه وقيمه الأصيلة، يُنقَل من مُتلمِذٍ إلى تلميذٍ.
يقرر مبدأ "تواصل الحياة" أن التلمذة تحدث عندما يزرع معلمٍ أسلوب حياته، بدوافعه وقيمه الأصيلة، داخل حياة تلميذٍ.
لقد فهمَ المعلمون اليهود في القرن الأول أن التلمذة كانت نقلًا للحياة. عندما كان شابٌ يريد أن يكون تلميذًا لمعلمٍ يهودي، كان عليه أن يسأل المعلم أن يقبله. وإذا قبلَه، كان عليه أن يبدأ مشاركة حياة هذا المعلم. كان عليه أن يبقى معه معظم الوقت، ليس فقط أن يتعلم عقيدته، بل يتعلم منهاج حياته.
ابتعدَ يسوع عن تلك العادة في ذلك الوقت باختياره رجالٍ لم يطلبوا أن يكونوا تلاميذه. لكنه اتَّبعَ عادة التلمذة من خلال مشاركة الحياة معًا بهدف نقل الحياة.
بعد موت يسوع وقيامته، قُبض على بعضٍ من تلاميذه، وأُخِذوا أمام نفس المحكمة التي أدانته. من المُحتمل أن أعضاء السنهدريم اعتقدوا أن مشكلاتهم كانت قد انتهت منذ أن قُضيَ على يسوع. لقد افترضوا أن تهديدات قليلة تكفي لتخويف وإسكات تابعي يسوع. عندما استجوبوا التلاميذ، استطاعوا أن يروا أنهم ليسوا بمتعلمين (مثقفين)؛ بالتأكيد أقل تعليمًا من أي عضوٍ في المحكمة. لكن الكتاب المقدس يقول إن السنهدريم عرفَ أنهم كانوا مع يسوع (أع 4: 13). لقد طبعَ يسوع حياته فيهم.
ماذا رأوا عن يسوع في أولئك التلاميذ؟ هل كانت سلوكياته أم أسلوب كلامه؟ ربما، لكن هناك المزيد. لقد رأوا شجاعةً نتجَتْ عن إحساسٍ بالدعوة المقدسة. ورأوا التزامًا ثابتًا بالحق بأي تكلفةٍ. كما رأوا احترامًا للسلطة، لكن رفضًا للمساومة والرياء. بكل تأكيد، إن قلوب أولئك السياسيين الفاسدين والمتدينين المنافقين قد اهتزَّت عندما أدركوا أن مشكلاتهم كانت قد بدأت للتو. لقد تضاعفَ يسوع ودامَ تأثيره من خلال التلمذة.
كان د. بول براند يلاحظ بعضًا من طلابه الشباب في كلية الطب عندما كانوا يفحصون مرضى ويُشخِّصون أمراضهم في مستشفى بالهند. عندما لاحظَ أن واحدًا منهم يتعامل بلطفٍ مع مريض، كان مندهشًا عندما ارتسمَ تعبيرٌ معين على وجه الطبيب المتدرب. لقد تطابق ذلك التعبير تمامًا مع وجه د. بيلتشر، وهو الجراح الذي درَّب د. براند في إنجلترا. شرحَ د. براند للأطباء المتدربين أن ردَّ فعله هذا كان بسبب معرفته أن د. بيلتشر لم يذهب إطلاقًا للهند، ولم يفهم كيف استطاع الطبيب المتدرب أن يقلده. في النهاية، قالَ أحدُ الأطباء المتدربين: "إننا لا نعلم أي شيءٍ عن د. بيلتشر، لكن يا د. براند، هذا كان تعبيرك الذي كان يرتديه."[1]
لقد قال أحدهم: "إنك تُعلِّم قليلًا بما تقوله، وأكثر بما تفعله، وأعظم بما تكونه."
اِحذر من قوة تأثيرك كقدوةٍ. إنك تُعلِّم دائمًا. إنك تتلمذ غالبًا بأسلوب حياتك.
إنك تُظهِر له كيف تستجيب لمشاكله بالطريقة التي تستجيب بها لمشاكلك.
إن اللطف، والكياسة، والصبر مهمُّون لمساعدة الأطفال. يكون البعضُ قادرين أن يتعاملوا بلطفٍ وكياسةٍ وصبرٍ مع الأطفال أكثر من غيرهم.
إنْ أعطيتَ شخصًا اهتمامًا كاملًا، لأظهرتَ أنك تُقدِّره. لا تتسرع عندما تتحدث إليه. اِعتبر ما تقوله لغة جسدك، إذا تحوَّلتَ متجهًا لمهمتك التالية، أو عاملًا شيئًا بينما هو يتكلم، أو مُحوِّلًا انتباهك لشخصٍ آخر.
تدرَّب على الإصغاء الجيد. علامات الإصغاء الجيد هي: التواصل البصري، والتعبير المُركِّز، وتجاهل الارتباك، والاستجابة لدعابة المتكلم أو انفعالاتٍ أخرى.
لو كان عليك في الحقيقة أن تسرع ولم تستطعِ التوقف لتسمع، فيمكنك أن تشرح الموقف. لن يزعجهم ذلك الأمر أو يضايقهم، إذا كنتَ عادةً تعطيهم الاهتمام الذي يحتاجونه. بصفةٍ عامة لو شعرتَ بأنك مشغولٌ جدًا لدرجة أنك لا تستطيع أن تخصص وقتًا لهم، فإنك محتاجٌ أن تفعل شيئًا؛ أن تتوقف وتدرس ما العمل الحقيقي الذي ينبغي أن تقوم به.
◄ أيُّ أطفالٍ يشكلون جزءًا من حياتك؟ ما هي بعض الطرق التي يمكنك بها أن تُظهرِ لهم أنهم مهمُّون؟ هل لديك بعض العادات التي عليك أن تغيرها؟
أكِّد أن إتاحتنا لله أكثر أهمية من قدراتنا. يحتاج الله إتاحتهم أكثر من قدراتهم. سيكمل الله نواقص قدراتهم كي يتمموا دعوته.
[2]يميل الصغار لعدم الثبات في أشياءٍ عديدة. من يومٍ لآخر يتغيرون من مظهرٍ روحي إلى آخرٍ متمرد، ومن كرماءٍ إلى أنانيين، أو من ناضجين إلى أطفال. ليس هذا لأنهم مزيفون أو منافقون. إنهم لا يزالون ينمون، وشخصياتهم غير ثابتة.
إن الصغار غير ثابتين، لكنهم يحتاجونك أن تكون ثابتًا في توقعك تجاههم. فإذا مرُّوا بأيامٍ سيئة وأخبرتَهم خلالها أنهم غير مستحقين لأي شيءٍ، فإنك بذلك تنقص من توقعهم من أنفسهم. إنهم لا يعرفون بعد ماذا عليهم أن يفعلوا، ويؤثر تقييمك على ما سيصبحون عليه.
تكلَّم أكثر عن خطة الله الخاصة لحياتهم. أخبِرهم أن الله قد أعطي كل واحدٍ منا قدرات خاصة. تكلَّم عن الرضى في اكتشاف مشيئة الله.
شابٌ صغير لديه إمكانية قيادية من الممكن أن تتولَّد لديه أفكارٌ كثيرة، لكنه لا يعرف جيدًا أن يتجاهل السيئ منها. مظهرٌ من مظاهر النضوج هو القدرة على التمييز بين الأفكار الجيدة والأخرى السيئة. ساعده على تعلُّم الحكمة، لكن لا تحبطه من الأفكار التي لديه.
فوق كل شيء، تذكَّر أن الله لديه الخطة الكاملة لكل شخصٍ، وهو يعمل على تحقيقها. صلِّ لأجل التمييز حتى تتمكن من العمل وفق خطة الله في تنمية وتطوير التلميذ. صلِّ أن معجزات النعمة والعناية الإلهية تُحوِّل حياة التلميذ للمسار الصحيح.
[2]"عندما ينفدُ عطف شخصٍ ما على الصغار، فإن منفعته على الأرض تكون على وشك الانتهاء." (ﭽورﭺ ماكدونالد)
تحسين طرق التعليم
◄ ما هي بعض خصائص أسلوب التعليم الجيد؟ عندما ترى شخصًا يُعلِّم، كيف تعرف أنه معلمٌ جيد؟
يتحكم المعلم في أسلوب التعليم. هناك مظاهر مختلفة للأسلوب الذي ينبغي على المعلم أن يخطط له بعناية.
(1) معدل التعليم
الناسُ مثل الزهريات ذات الفوهات الضيقة. لو قُمتَ بالصب فيها على نحوٍ سريعٍ جدًا، فالبعضُ لن يدخل فيها. وبالمثل، لو قُمتَ بإدلاء المعلومات بسرعةٍ جدًا، فإنهم لن يتعلموها. عندما يتعلم شخصٌ معلومات جديدة، ينبغي أن يربطها بما يعرفه فعلًا. وينبغي أيضًا أن يفكر في كيفية تطبيق هذه المعلومات على حياته. لذلك، فهناك حدود للسرعة التي يمكن للمعلم أن يُعلِّم بها.
من الأفضل أن تغطي نقطةً واحدة بطريقةٍ لا يمكن نسيانها عن أن تغطي نقاط عديدة سينسونها. ومن الأفضل بالنسبة لهم أن يتعلموا كيف يطبقون مفهومًا رئيسيًا واحدًا عن أن يسمعوا كمية كبيرة من المعلومات التي لا يرون فيها أية أهمية.
(2) المناقشة الجماعية
يحتاج أغلب الناس أن يتناقشوا مع آخرين أثناء تعليمهم. ويحتاجون أن يكونوا قادرين على أن يسألوا أسئلةً ويُعيدوا مفهومًا بكلماتهم الخاصة. إن لم يسمح أسلوب المعلم بتفاعل المستمعين، فإنهم لن يتعلموا بالقدر أو الكيفية المطلوبة.
بإمكانك أن تقدم موضوعًا من خلال سؤالٍ، مثل: "لماذا من المهم أن ...؟" أو "ما أهم شيء تعرفه عن ...؟" لا تقضِ وقتًا طويلًا في المناقشة التمهيدية، لكن استخدمها لتجذب اهتمامهم.
بعد تقديم بعض المعلومات، يمكنك أن تسأل سؤالًا يجعلهم يشرحون المفهوم بطريقتهم الخاصة. على سبيل المثال: "ما الخطأ الذي وقع فيه الشخص في قصة ...؟" أو "لماذا من المهم لنا أن ...؟" اسأل أسئلة ينبغي إجابتها بشرحٍ، بدلًا من أسئلةٍ تُجاب بنَعم أو لا. إنك في حاجةٍ لأسئلةٍ سهلة بطريقةٍ كافية تُمكِّن أغلبهم من أن يتلقُّوا إجابات جيدة من الأطفال. إنهم سيفقدون الاهتمام لو كانت إجاباتهم عادةً خاطئة.
لا تضغط على طالبٍ أن يشارك بشيءٍ شخصي. بدلًا من ذلك، حاوِل أن تخلق جوًا يشعر فيه بحرية أن يقوم بهذا.
لا تسمح لأفرادٍ معينين أن يستحوذوا على كل فرص الكلام بمفردهم. فيمكنك أن توجه سؤالًا لعضوٍ صامت: "فيما تفكر يا تشارلز؟" وينبغي أن تشجع المشاركة والتفاعل من خلال آخرين: "فيما يفكر بقيتكم؟"
لا تسمح لأشخاصٍ في الفصل أن يتناقشوا فيما بينهم متجاهلين المجموعة.
لا تسمح بأية مقاطعة للحديث، حتى ولو كان المتكلم طفلًا.
حاوِل أن تؤكد كل تعليق بأية طريقة قبل أن تنقُده. ولو كان يحتاج لتصحيحٍ، حاوِل أن تصححه من خلال تمديده.
(3) المُلاءَمة
اسأل نفسك دائمًا هذا السؤال: "ما أهمية هذه المادة؟" لو لم تعرف الإجابة، فلن يعرفوا هم أيضًا. "ما الاختلاف الذي ينبغي أن تصنعه فيهم؟ هل من تطبيقاتٍ ينبغي أن يطبقوها على حياتهم؟" إذا لم تستطِع أن تفكر في أيِّ من هذه الأسئلة، فمن المُحتمل ألا يستطيعون أيضًا.
إذا رأوا أن الموضوع الرئيسي ملائمٌ لهم، فسيصغون باهتمامٍ أكبر. لكي تتحكم في الفصل، ركزِّ أن تجعله مشوقًا أكثر من مجرد أن تحفظ الانضباط.
(4) الأهمية
وضِّح نتائج الحق الذي تُعلِّمه. ماذا يحدث عندما يعرف الناس هذا الحق ويتبعونه؟ ماذا يحدث عندما يرفض الناس هذا الحق؟
أوحِ لهم بموضوعاتٍ عظيمة. تجنَّب أن تقضي وقتًا طويلًا جدًا في الموضوعات الأصغر. أخبِرهم قصصًا عن آخرين قد عاشوا الحق الذي تشاركهم به. إنهم لن يتذكروا الخطوط العريضة، لكنهم سيتذكرون تلك القصص.
قدِّم لهم أبطالًا. إنهم يتطلعون لأشخاصٍ كي يُعجبوا بهم ويقلدوهم. احكِ لهم سير أبطال الإيمان – ليس فقط أولئك الذين رأوا معجزات عظيمة، لكن أيضًا الذين أنجزوا مهام عظيمة بقوة الله. ساعدهم أن يروا أن إرساليةَ الكنيسة نشرُ الإنجيل، وأن صناعةَ تلاميذٍ أعظمُ تحدٍّ وأكبرُ عملٍ قد أُنجز في العالم.
(5) المرئيات
لو أمكنَ، استخدم صورًا ملونة بينما تحكي قصصًا. وعندما تُعلِّم مفاهيم، اكتب كلمات وعبارات رئيسية على سبورة أو لوحة. إنهم سيتذكرونها بصورةٍ أفضل إذا رأوها وسمعوها.
(6) العمل
يتعلم الناس من خلال العمل. يمكن للأطفال أن يتعلموا من خلال صنعهم شيء أو تمثيلهم قصة. يمكن للمعلم أيضًا أن يوجههم في تمثيل قصةٍ كتابية. إن ذلك يتطلب وقتًا، لذا فمن المُحتمل أنك لن تتمكن من تمثيل القصة بالكامل في كل وقتٍ، لكن ينبغي أن تجد طرقًا لتقوم ببعض أعمال التمثيل في كل وقتٍ.
◄ يمكن لبعض الأعضاء أن يتحدثوا عن دروسٍ حديثة أو عظاتٍ قد قدموها من قبل، ويصفوا كيف يمكنهم أن يستخدموا المظاهر السابقة في أفضل أسلوبٍ. يمكن للبعض أن يصفوا ما يقومون به فعلًا في تطبيق هذه المظاهر.
طريقة تقديم الإنجيل للأطفال: الكتاب الصامت (كتاب بلا كلمات)
كلُ صفحةٍ من صفحات الكتاب الصامت ملونةٌ بلونٍ مختلف وتمثل جزءًا من الإنجيل. أدناه ملخص الرسالة التي تقدمها كل صفحة. عندما تستخدم الكتاب الصامت، يجب أن تضيف شرحًا أكثر وتدَعْ الطفل يتفاعل ويسأل أسئلةً.[1]
ملحوظة: يضع البعضُ الصفحة ذهبية اللون أولًا، ثم السوداء، ويواصلون من خلال الألوان الأخرى بنفس النظام المُدوَّن هنا.
الصفحة السوداء: تُذكِّرنا بالخطية، والأفعال السيئة التي قُمنا بها. يقول الكتاب المقدس إن الجميع قد أخطأوا. وبسبب الخطية، صرنا في مشكلةٍ مع الله. (عند هذه النقطة، عليك أن تسأل الطفل أن يعترف بأنه خاطئٌ).
الصفحة الحمراء: الخبر السار أن يسوع، ابنَ الله، قد مات لأجلنا حتى يغفر لنا خطايانا. يمثل اللون الأحمر دم يسوع. لقد مات يسوع، لكنه قام من الأموات، ويعدُّ السماء لنا.
الصفحة البيضاء: عندما يغفر لنا الله، يجعلنا أنقياء القلب. إنه يزيل كل الخطايا التي ارتكبناها. بإمكانك أن تصلي وتسأل الله أن يغفر لك. الله مستعدٌ أن يغفر لك إذا كنتَ نادمًا على خطاياك وتريد أن تتركها.
الصفحة الذهبية: اللون الذهبي يمثل السماء؛ المكان الذي يعدُّه الله لنا. عندما تنتهي حياتنا هنا على الأرض، سنعيش مع الله في السماء حيث لا يوجد حزنٌ، ولا ألمٌ، أو شرٌ.
الصفحة الخضراء: عندما يغفر لك الله، تصير ابنًا له. إنك ستنمو في علاقتك معه. اللون الأخضر يمثل النمو. إنك ستتعلم أكثر عن الله وستتعلم كيف يريدك أن تحيا. عليك أن تقرأ كتابك المقدس، وتصلي يوميًا، وتستمع لآخرين مختبرين حياة العُمق مع الله.
(1) انظر مرةً أخرى على المادة المُقدَّمة في هذا الدرس تحت عنوان "تواصل الحياة". ادرس تفاعلك مع الأطفال، ليس فقط أثناء وقت التعليم، لكن في أي وقتٍ تتقابل فيه معهم. ماذا تحتاج كي تتغير؟ ليكُن لك محادثة مع أحد الأشخاص الذين يعرفونك جيدًا. وضِّح له (أو لها) المادة واشرح تقييمك لنفسك. اسألهم عن رأيهم الأمين. عليك أن تكتب تقريرًا أنك قُمتَ بأداء هذا الواجب، لكن يمكنك أن تختار إذا كنتَ ستقدم تفاصيل تقييمك أم لا.
(2) جهِّز درسًا أو عظةً للأطفال. صمِّمها بعنايةٍ مُستخدِمًا المظاهر الستة الخاصة بالأسلوب. كُن مستعدًا لتشرح كيف قُمتَ بتصميمك.
(3) أوجِد طريقةً لتشتري أو تصنع كتابًا صامتًا. تعلَّم كيف تقدمه، ثم قدِّمه لثلاثة أشخاص على الأقل. اكتب فقرةً تصِف فيها اختبارك.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.