◄ اذكر بعض المشكلات التي تواجه الرعاة اليافعين. ثم تعرف على المشكلات التي تواجهك والمذكورة في تيموثاوس الأولى وتيطس. اقرأ رسالتي تيموثاوس الأولى والثانية ورسالة تيطس.
◄ احفظ 2 تيموثاوس 4: 7 – 8 وتيطس 2: 11 – 14
مقدمة
تعرف رسائل تيطس وتيموثاوس الأولى والثانية بالرسائل الرعوية. أغلب الظن أن تيموثاوس الأولى وتيطس كتبتا بين عام 64 و65 م. كانت رسالة تيموثاوس الثانية هي آخر رسائل بولس، والتي كتبت قبيل استشهاده في عام 66 أو 67 م.
كتبت هذه الرسائل لشابين كان بولس يدربهما، وقد صارا راعيين يقودان كنائسهما. كتب بولس هذه الرسائل ليتناول مشكلات كانت قد ظهرت في تلك الكنائس.
على عكس الرسائل الموجهة للكنائس، كانت هذه الرسائل شخصيةً، فهي رسائل من معلم مرموق لتلميذين كانا يواجهان التحديات في خدمتهما. وبسبب هذه الخلفية، تعد هذه الرسائل مصادر قيمة للرعاة الجدد الذين يطلبون المشورة الكتابية في قيادتهم لكنائسهم.
تيموثاوس الأولى
الهدف
في رحلته التالية لإطلاقه من السجن، ترك بولس تيموثاوس ليرعى الكنيسة في أفسس، وتابع بولس رحلته إلى مكدونية.[1]كانت تلك الكنيسة اليافعة قد تأسست قبل ما يتراوح بين 5 و8 سنوات على يد بولس. وكتب بولس هذه الرسالة ليحذر من المعلمين الكذبة، وليشجع تيموثواس الشاب في منصبه كراعي، وليعطي تعليمات مفصلة بشأن أمور تتعلق بسياسة الكنيسة وتعيين الرعاة.
المحتوى
المعلمون الكذبة في الكنيسة
كان أول اهتمامات بولس في هذه الرسالة أن يساعد تيموثاوس على مواجهة المعلمين الكذبة الذين سببوا اضطراباً في كنيسة أفسس. وبدلاً من تنال تفاصيل هذا التعليم، يحذر بولس من آثار هذا التعليم. لقد أدى التعليم الكاذب إلى أسئلة جدلية ومناقشات.[2]كان أولئك المعلمون يريدون أن ينظر إليهم الناس كمعلمين، ولكنهم لم يفهموا التعاليم التي كانوا يعلمون بها.[3]وبدلاً من "الكلام الباطل" (الجدل الفارغ والتكهنات)، يريد الله من المؤمنين في الكنيسة أن يبنوا بعضهم بعضاً ("بنيان الله") إلى المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و ايمان بلا رياء.[4]
يبدو أن جزءاً من الرسالة عن المعلمين الكذبة كانت تتعلق بالاستخدام الخاطئ للناموس. يؤكد بولس على قيمة الناموس "إن كان أحد يستعمله ناموسياً"، ويظهر الخطايا التي تنتج عن عصيان ما يعلمه الناموس.[5]في حين أن رسالة غلاطية تنادي بأن التبرر بالنعمة وليس بالناموس، تؤكد رسالة تيموثاوس الأولى على أن للناموس دور هام في التحذير من السلوك الذي لا يرضي الله.
يدلي بولس بثلاثة تصريحات بشأن المعلمين الكذبة:
تشجيع لتيموثاوس. يصرح تيموثاوس باختباره الخاص بصفته كان عدواً للمسيح ورُحِم.. ولهذا السبب، يمكن لتيموثاوس أن "يحارب المحاربة الحسنة" بثقة في قوة المسيح على تغيير الحياة.[6]
تركيز على التعليم الصحيح. يرد بولس على العقيدة الخاطئة بالعقيدة الصحيحة. في 1 تيموثاوس 4 يصف بولس العقيدة الصحيحة على أنها ترياق مقاوم لسم العقيدة الخاطئة.
التحذير من الدوافع الخاطئة. في فقرة لاحقة من الرسالة، يسلط بولس الضوء على دوافع المعلمين الكذبة. في 1 تيموثاوس 6، يحذر بولس من أن تعليمهم ينبع من الكبرياء والعقول الفاسدة والطمع. ويشير إلى أن الحل هو القناعة بما نملك. لقد أدت محبة المال بالبعض إلى الابتعاد عن الإيمان، أما المؤمن الحقيقي فعليه أن يتبع "البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة."[7]
توجيهات للكنيسة
◄ ماهي مؤهلات القائد في كنيستك؟ اكتب قائمةً بالصفات وقارنها بما جاء في 1 تيموثاوس 3 وتيطس 1.
إن الكثير مما جاء في رسالة تيموثاوس الأولى هو نصائح لتيموثاوس. يقدم بولس التوجيهات الإرشادية لتيموثاوس اليافع حول أمر مثل:
الصلاة الجماعية والعبادة العامة (1 تيموثاوس 2)
كانت المسائل المتعلقة بالعبادة والسلوك في العبادة العامة ذات أهمية بالنسبة للراعي الشاب تيموثاوس.
مؤهلات القائد في الكنيسة (1 تيموثاوس 3)
كان هناك منصبان في الكنيسة الأولى. الأسقف (أو المشرف) كان يعلم ويعظ. كان الأسقف هو المسئول عن الاهتمام بالرعية وحراسة أعضاء الكنيسة من الضرر الروحي.[8]وكان للشمامسة أيضاً مسئوليات روحية، ولكنهم كانوا مسئولين تحديداً عن مجالات الخدمة المادية.[9]والمؤهلات التي نادى بها بولس للمنصبين تركز على الشخصية أكثر منها على الواجبات. كان اهتمام بولس الأول هو أن يكون لقادة الكنائس شخصية صالحة تؤهلهم لقيادة كنيسة الله.
احتياجات الفئات الخاصة داخل الكنيسة (1 تيموثاوس 5: 1 – 6: 2)
كانت من القضايا الهامة الأخرى بالنسبة للراعي الشاب كيفية التعامل مع احتياجات الفئات المختلفة داخل الكنيسة. لا يقدم بولس التعليمات لإعانة الأرامل والشيوخ والعبيد أيضاً.
يختتم بولس رسالته إلى تيموثاوسبحثه على أن "يجاهد جهاد الإيمان الحسن" وتذكرته بان يعرض عن "الكلام الباطل الدنس و مخالفات العلم الكاذب الاسم."[10]لقد اؤتمن تيموثاوس على الإنجيل. ويجب أن يكون ذلك هو اهتمامه الأول – بل ويجب أن يكون ذلك هو الاهتمام الأول لكل راعٍ يسير في خطى تيموثاوس.
كان تيطس مؤمناً أممياً، وأغلب الظن أنه آمن من خلال خدمة بولس.[1]كان تيطس مع بولس في مجمع أورشليم وكان ممثلاً لبولس في كورنثوس خلال صراع بولس مع الكنيسة المضطربة. وفي وقت كتابة هذه الرسالة، كان تيطس يخدم في جزيرة كريت الجبلية. وبعد زيارة بولس لكريت، تُرِكَ تيطس للإشراف على الكنائس في المدن ذات أعداد السكان الكبيرة على الساحل.
في نهاية الرسالة، يطلب بولس من تيطس أن ينضم إليه في نِيكُوبُولِيسَ.[2]ويبدو مما ذكر 2 تيموثاوس 4: 10 أن تيطس أُرسِلَ لاحقاً من نِيكُوبُولِيسَ إلى مدينة دَلْمَاطِيَّةَ. وفي ذلك الوقت، كان بولس قد أُلقي القبض عليه وتم إرساله إلى روما حيث استشهد.
الهدف
مثل رسالة تيموثاوس الأولى، كتبت الرسالة إلى تيطس لإرشاده كراعٍ شاب يبني الكنيسة المحلية. يتناول بولس في الرسالة مواضيع المعلمين الكذبة والقيادة الكنسية والسلوك المسيحي. ومن الأفكار المحورية في الرسالة أهمية أسلوب الحياة المسيحي لبيان الإيمان المُخَلِّص.
المحتوى
خطورة المعلمين الكذبة
كان التعليم الكاذب خطراً مستمراً في الكنيسة الأولى. وواجهه بولس بثلاث طرق:
(1) دعا للقيادة السليمة في الكنيسة (تيطس 1: 5 – 9).
(2) يؤكد أن أسلوب حياة أولئك المعلمين الكذبة يثبت زيف رسالتهم (تيطس 1: 10 – 16 و3: 9 – 11).
(3) يقدم صورةً للحياة الصحيحة (تيطس 2: 1 – 3: 9). وكعادته، نرى أن أسلوب بولس هو التركيز على الحق، وليس فقط مهاجمة الخطأ.
أهمية الأعمال الصالحة
عُرِفَ المعلمون الكذبة من أسلوب حياتهم الشرير الذي كان تعليمهم ينتجه. وكان الذين اتبعوا المعلمين الكذبة في كريت رَجِسُينَ غَيْرُ طَائِعِينَ وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَل صَالِحٍ مَرْفُوضُين.[3]وبنفس الطريقة، ينبغي أن يُعرَف التعليم الصحيح بأسلوب الحياة الذي يشجعه. بعد التحذير من التعليم الكاذب، يخصص بولس جزءاً كبيراً من رسالته لتصوير الحياة المسيحية الحقيقية. يؤكد بولس أن العقيدة الصحيحة تؤدي حتماً إلى السلوك الصحيح.
يتحدى بولس تيطس لـ"يتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح."[4]فإن عاش أعضاء كنيسة كريت كما ينبغي لهم أن يعيشوا، فإن حياتهم ستوافق العقيدة التي علمهم إياها بولس وتيطس. ويقدم بولس تعليمات محددة للرجال المتقدمين في العمر، وللنساء المتقدمات في العمر، وللشابات والشباب والخدم. ويذكر بولس تيطس بأنه لا بد أن يكون القائد نموذجاً للأعمال الصالحة والعقيدة السليمة.[5]
إن أسلوب الحياة المدقق يعد شهادةً قيمةً لحق الإنجيل. ويقدم بولس دافعين للأعمال الصالحة:
ينبغي أن يعكس أسلوب حياتنا مثال يسوع "الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ."[8]ينجذب غير المؤمنين إلى الإنجيل من خلال حياة أولاد الله الأتقياء.
تعد تعاليم بولس في رسالة تيطس مكملاً هاماً لتعاليمه في رسالة غلاطية. ففي غلاطية، يحذر بولس من أولئك الذين يظنون أن الأعمال الصالحة تبرر. وفي تيطس يحذر بولس ممن ينادون بأن التبرير لا يثمر عن أعمال صالحة.
حين نتبرر حقاً بالنعمة بالإيمان، تتغير حياتنا. يوضح بولس في رسالته إلى تيطس كما في رسالته إلى أهل غلاطية أننا نخلص "لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ."[9]رغم أننا لا نخلص بأعمالنا الصالحة، إلا أن الخلاص يغير من كل جوانب حياتنا. فقبل أن نتبرر، كنا "أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ..."[10]والآن بعد أن تجددنا، علينا أن "مهتم أن نمارس أعمالاً حسنةً."[11]
يختتم بولس رسالته بتوجيهات شخصية. كان مزمعاً أن يرسل أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ في مكان تيطس إلى كريت. وحين يتم هذا الاستبدال، على تيطس أن يجيء بزيناس وأبلوس للانضمام إلى بولس في نِيكُوبُولِيسَ.
[5]"ظهرت نعمة الله لكل البشر... كما تشرق الشمس على كل إنسان، كذلك تشرق الشمس الروحية على الجميع. وفي الحالتين، فقط من يغمض عينيه عمداً يُحرَم من هذه النعمة العظيمة." مستوحاة من آدم كلارك، تفسير العهد الجديد
كتبت الرسالة الثانية إلى تيموثاوس، وهي رسالة بولس الأخيرة، في 65 – 67 م بينما كان في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيه. كان بعض رفقائه قد تركوه، وكان بعضهم في مهام بعيدة، فكان وحيداً. لذا كتب إلى تيموثاوس طالباً معونته. كان بولس يعاني من البرد، لذا طلب من تيموثاوس أن يحضر له رداءً. كان بحاجة إلى مساعدين، لذا طلب من تيموثاوس أن يأتي بيوحنا مرقس. أراد أن يستمر في العمل حتى النهاية، لذا طلب كتبه، ولا سيما الرقوق.[1]
السجن الأول لبولس
السجن الثاني لبولس
اتهمه اليهود
القي القبض عليه من قِبَل روما
تمتع بولس بحرية نسبية وبإمكانية استقبال الزائرين
كان بولس وحيداً
في منزل مستأجر
في زنزانة سجن باردة
انتهى بإطلاق سراح بولس
انتهى بقتل بولس
المحتوى
الأمانة
في نهاية حياته، تأمل بولس حياةً عاشها في طاعة أمينة لدعوة الله له. كذلك نجده يتطلع إلى أشخاص مثل تيموثاوس سيواصلون الخدمة في المستقبل. لقد كانت الأمانة أمراً هاماً بالنسبة لبولس في تلك المرحلة من حياته. ويناشد تيموثاوس أن يتابع الخدمة بأمانة.
وكمثال لعدم الإخلاص، يشير بولس إلى البعض في مقاطعة آسيا ممن تركوه، وخاصةً فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ.[2]كان بولس محبطاً بسبب العاملين معه الذين تخلوا عنه. ولاحقاً يذكر دِيمَاسَ، الذي كان أيضاً عاملاً معه وتركه.[3]إن الحياة الأمينة مع الرب لا تضمن خلو الحياة من خيبة الأمل والإحباط. ولعل ما كان أشد ألماً من الآلام الجسدية التي تكبدها بولس نتيجةً لتحطم السفينة والجلد والسجن، من الضغوط الفكيرة التي احتملها من أجل مواجهة المشكلات التي ظهرت في كنائس مثل غلاطية وكورنثوس، كان الجرح العاطفي الذي اختبره بولس نتيجةً للتخلي والترك في ذلك الوقت الحرج.
ولكن شكراً للرب أنه كانت هناك نماذج لأضخاص ابتهج بولس بأمانتهم، فقد تذكر أُنِيسِيفُورُسَ الذي كان مثالاً للخدمة في كل من أفسس وروما.[4]كما أشار إلى أخاص كانوا عاملين معه خدموا بأمانة مثل كِرِيسْكِيسَ وتيطس وتِيخِيكُسُ.[5]وفي مثال رائع لنعمة الله يطلب بولس أن يرافق مرقس تيموثاوس إلى روما. لقد كان يوحنا مرقس هو من ترك بولس خلال رحلته التبشيرية الأولى وكان سبباً في الانقسام الذي حدث بين بولس وبرنابا.[6]ولكن بعد 15 عاماً أثبت مرقس أنه جدير بالثقة، فطلب بولس مجيئه إليه قائلاً "أَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ."[7]
والحقيقة أن ما سبق ذكره كان أكثر من مجرد خواطر شخصية. فقد أراد بولس أن يلهم تيموثاوس إلى الأمانة. ومن خلال سلسلة من التشبيهات يوضح بولس معنى الأمانة.
فالجندي أمين لمن يجنده (2 تيمو 2: 3 – 4).
والرياضي يتنافس بحسب القوانين (2 تيمو 2: 5).
المزارع يثبت أن الأمانة تؤدي إلى المكافأة في المستقبل (2 تيمو 2: 6).
المعلمون الكذبة
ما انفك خطر المعلمين الكذبة يشغل بولس بشد، فحث تيموثاوس على أن يظل أميناً وأن يرفض الانغماس في "المباحثات الغبية والسخيفة"[8]التي تأتي من "الناس الأشرار المزورين" الذين "يُضّلّون ويُضَلّون." فعلى تيموثاوس أن "يثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْ وَأَيْقَنْ..."[9]عليه أن "يكرز بالكملة"، وأن "يوبخ وينتهر ويعظ" وأن "يصحو في كل شيء، ويحتمل المشقات، وأن يعمل عمل المبشر". باختصار، عليه أن "يتمم خدمته."[10]وهنا، كما في تيموثاوس الأولى وتيطس، نجد أن الحل لمواجهة التعليم الكاذب هو الأمانة للحق.
وداع
إن رسالة تيموثاوس الثانية هي بمثابة توديع بولس للحياة الأرضية والخدمة. إلا أن بولس واجه المستقبل بثقة وشجاعة، إذ كان يتطلع إلى الجعالة نتيجة أمانته.
كان بولس قبل سنوات قد شهد قائلاً "وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ."[11]والآن، في مواجهة الموت يشهد قائلاً "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا."[12]
تعلمنا الرسائل الرعوية أهمية العقيدة الصحيحة. والحل الأكثر فعاليةً لمشكلة التعليم الكاذب هو الحق. في هذه الرسائل، يولي بولس اهتماماً أكبر بالعقيدة الصحيحة منه للتعليم الكاذب. وبطريقة ما، فإن رد الفعل الأكثر فعاليةً في مواجهة العقيدة الكاذبة اليوم هو "الإِيمَانِ (الإنجيل) الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ."[1]
في عصر دمر فيه الفشل الأخلاقس والتعليم المهرتق بعض من قائدة الكنائس، نجد قيمةً كبيرةً في تعليم الرسائل الرعوية عن مؤهلات قادة الكنيسة. لا تستطيع أية كنيسة أن تحتمل تكلفة تجاهل هذه المعايير، بل تختار الكنائس الحكيمة القادة الملتزمين بهذه الصفات التي يحددها بولس في تيموثاوس الأولى وتيطس.
تعلمنا رسالة تيطس أهمية الأعمال الصالحة لتجسيد الإنجيل. لقد أفسدت حياة بعض من يزعمون الإيمان شهادة الكنيسة في بعض الأحيان. على المؤمنين أن يجعلوا بشارة الإنجيل جذابةً لغير المؤمنين. فالإيمان الصحيح لا بد وأن ينتج سلوكاً صحيحاً.
وتعد كلمات بولس الأخيرة دعوةً للأمانة مدى الحياة. أيها الطالب، إن الاستمرار في الخدمة سيجعلك تواجه حياة مليئة بالتحديات. ومثل بولس، قد يتركك العاملون معك. ومثل تيطس وتيموثاوس، قد تقابل المعلمين الكذبة. وكالمؤمنين في كل العصور، ستواجه التجارب والمقاومة. ولكن كلمات بولس الأخيرة تذكرنا بأن الجعالة تستحق التكلفة. فلا تستسلم، لأن هناك إكليل في انتظارك.
ولد ويليام بوردن في أسرة ثرية في عام 1887. ارتاد بوردن جامعة يايل استعداداً لمستقبل في مجال الأعمال، ولكن الله دعاه ليكون مبشراً للمسلمين في شمال الصين. وفي طريقه إلى الصين، وأثناء دراسته للعربية في مصر، أصيب بوردن بالتهاب السحايا ومات عن عمر يناهز الخامسة والعشرين. ولم يرَ الصين قط.
وبعد وفاته، أُعطي الكتاب المقدس الخاص به لوالديه. وفي الكتاب وجدا ورقةً يعود تاريخها إلى اليوم الذي استجاب فيه لدعوة الله لذهابه إلى الصين. كان بوردن قد كتب عبارة "دون تحفظ." فقد التزم بأن يهب نفسه بالكامل لدعوة الله. وحين عارضت أسرته دعوته وفرضوا عليه الضغط للمشاركة في تجارة الأسرة، كتب عبارة "لا تراجع." لقد التزم بوردن بإتمام السعي دون تراجع. وقبل أيام معدودة من وفاته أضاف بوردن عبارةً أخيرة: "لست نادماً." كان رودبن يستطيع أن يواجه المستقبل واثقاً من أنه عاش طائعاً لدعوة الله له.
لقد فهم ويليام بوردن جيداً شهادة بولس الأخيرة. إن الشخص الذي يعطي نفسه للرب دون تحفظ، ويتبع الرب دون تراجع، ينال إكليل البر. وفي ذلك اليوم سنقول مع بولس ومع ويليام بوردن: "لست نادماً." وهذا هدف يستحق لكل مؤمن.
واجبات الدرس التاسع
(1) في بداية الدرس التالي، قم بحل الامتحان على هذا الدرس. ادرس أسئلة الامتحان جيداً استعداداً للامتحان.
(2) قم بحل الواجبين التاليين:
اكتب قائمة بمؤهلات قادة الكنائس في مجتمعك. عليك أن تطبق المعايير الكتابية المذكورة في تيموثاوي الأولى وتيطس على البيئة الثقافية التي تخدم بها.
بعد قراءة تيموثاوس الثانية، اكتب صفحةً واحدةً كخطاب وداع. لو أنك تواجه الموت، ما الشهادة التي كنت لتتركها؟ قد يساعدك هذا الواجب على تقييم حياتك الحاضرة وخدمتك الحالية، كما سيشكل في خدمتك المستقبلية إذ تصير أكثر وعياً بالتراث الذي تتركه لمن سيأتون من بعدك.
امتحان الدرس التاسع
(1) ما التاريخ المرجح للرسائل الرعوية؟
(2) اذكر أمراً من محتوى رسالتي تيموثاوس الثانية وتيطس يظهر أن بولس هو الكاتب.
(3) ما هدف بولس من كتابة رسالة تيموثاوس الأولى؟
(4) كيف تعد شهادة بولس تشجيعاً لتيموثاوس في مواجهة المعلمين الكذبة؟
(5) اذكر المنصبين المعروفين في الكنيسة الأولى.
(6) ماذا كانت علاقة تيطس ببولس؟
(7) ماذا كان هدف بولس من كتابة الرسالة إلى تيطس؟
(8) ما دافعي الأعمال الحسنة كما يذكر بولس في الرسالة إلى تيطس؟
(9) كيف تنطبق رسالة بولس عن الأمانة كما جاءت في رسالة تيموثاوس الثانية على خبرة يوحنا مرقس؟
(10) اذكر 4 طرق تتكلم بها الرسائل الرعوية للكنيسة اليوم.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.