لم يكن لأي سفر آخر في الكتاب المقدس تأثير على الكنيسة بقدر حجم تأثير رسالة بولس إلى أهل رومية عليها. لقد بدأت ثلاث نهضات عظيمة بدراسة رومية.
في الأيام القاتمة المحيطة بسقوط الإمبراطورية الرومانية، قاد أغسطينوس نهضةً في الكنيسة. أرجع أغسطينوس فضل خلاصه من عبودية الخطية إلى قرائته رسالة رومية. لقد علمت رسالة رومية أغسطينوس قوة الله على خلاص الإنسان من الخطية.
[1]في الوقت الذي جعلت فيه الكاثوليكية الرومانية الكنيسة أسيرة التقاليد والعقيدة الخاطئة، تعلم مارتن لوثر من رومية 1: 17 أن "عدالة الله هي البر الذي به نعمة ورحمة الله تبررنا بالإيمان... صارت كلمات بولس هذه بوابتي إلى السماء."[2]لقد علمت رسالة رومية لوثر قوة الله على التبرير بالإيمان.
في إنجلترا في القرن الثامن عشر، لم يكن هناك سوى مؤمنون قليلون يؤمنون بأنه من الممكن أن ينال الإنسان يقين الخلاص الشخصي. وحصل جون ويسلي على يقين الخلاص من خلال دراسته لرسالة رومية، وكان سبباً في بداية نهضة أثرت على العالم حتى يومنا هذا. لقد علمت رسالة رومية جون ويسلي قوة الله للخلاص.
[1]"رسالة رومية هي الإنجيل خالصاً. حري بالمؤمن لا أن يحفظها فقط عن ظهر قلب، بل أن يشغل نفسه بها يومياً، وكأنها الخبز اليومي للروح. لا يمكن للمؤمن الاكتفاء من تأمل أو قراءة هذه الرسالة، فكلما تعامل المؤمن معها، ازدادت غلاوةً وازداد تذوقه لها." مارتن لوثر – مقدمة إلى رسالة رومية.
[2]مقتبس من Roland H. Bainton, Here I Stand: A Life of Martin Luther, (Nashville, TN: Abingdon Press, 1950), 49-50
خلفية رسالة رومية
تاريخ الكتابة
كتبت رسالة رومية خلال رحلة بولس التبشيرية الثالثة في حوالي عام 57م. وأغلب الظن أن بولس كان في كورنثوس حين كتبها. ورغم أن بولس لم يكن قد زار روما بعد، إلا أن خاتمة الرسالة تنم عن أنه كان يعرف العديد من أعضاء كنيسة رومية. كان بولس يأمل أن يزور روما، ولكنه سافر أولاً إلى أورشليم لتوصيل معونة مادية قدمتها كنائس آسيا الصغرى.[1]وفي أورشليم، تم إلقاء القبض على بولس وسافر إلى روما كسجين.
الأهداف
إن هدف بولس من كتابة رسالة رومية يحتوي على ثلاثة دوافع: أمور طارئة تتعلق بكنيسة روما، وأمر شخصي يتعلق بخدمة بولس المستقبلية، وهدف عام هو تعريفنا بكيفية مصالحتنا مع الله.
.1كان الهدف الطارئ لكتابة رسالة رومية هو مخاطبة مسائل كنيسة تتعلق بمؤمنين من اليهود والأمم. كانت كنيسة روما قد تأسست على يد يهود آمنوا وربما عادوا من أورشليم بعد يوم الخمسين. في عام 49م طرد الإمبراطور كلوديوس اليهود من روما.[2]وحين عاد اليهود إلى روما بعد بضع سنوات، كانت الكنيسة تحتوي على فئتين: المؤمنون من اليهود الذين اتبعوا شريعة موسى، والمؤمنون الأمميون الذين اعتادوا العيش بدون قيود الشريعة. وخاطب بولس المسائل التي كانت تهم الكنيسة التي تتكون من اليهود والأمميين مثل:
هل يتحقق الخلاص من خلال طاعة الشريعة؟
ما هو مستقبل إسرائيل كشعب الله؟
كيف ينبغي أن يتعامل المؤمنون مع القناعات المختلفة فيما يتعلق بأمور مثل شريعة الطعام؟
.2يظهر في نهاية رسالة رومية الدافع الشخصي لكتابة بولس للرسالة. كانت أهمية إسبانيا كجزء من الإمبراطورية الرومانية آخذة في التزايد، لذا كان ذلك متوافقاً وشغف بولس بالوصول إلى المراكز لاستراتيجية للعالم الروماني. وتمثل هذه الرسالة خطة بولس لتكون روما قاعدة عمليات للقيام بحملة تبشيرية لإسبانيا.[3]
.3كان هدف بولس الكبير هو تعليم كيف تمت مصالحتنا مع الله. تعلم المؤمنون اليهود أن التبرير لا يحدث عن طريق طاعة الشريعة، بل بالنعمة، بالإيمان وحده. وكانت الرسالة تذكرةً للمؤمنين الأمميين بأن الله اختار أن يعمل من خلال الجنس اليهودي، لذا عليهم ألا يحتقروا أخوتهم وأخواتهم اليهود. إن كل المؤمنين، يهوداً كانوا أم أمميين، قد تصالحوا مع الله بالنعمة وحدها.
[2]أع 18: 2 كتب المؤرخ سويتونيوس أن هذا القرار صدر بسبب شغب اندلع بين اليهود بسبب "كريستوس". ولأن "كريستوس" هي اللفظة اللاتينية لكلمة "المسيح"، فمن المرجح أن المشاجرات كانت بين اليهود والمسيحيين.
في بعض الأحيان يتجاوز القارئ المقدمة ليصل إلى الجزء الرئيسي في السفر مباشرةً. إلا أنه في الكتاب المقدس، توجد أهمية حتى لمقدمة السفر. إنه كلمة الله الموحى بها، فكل الكاتب "نَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ."[1]
عادةً ما تعطينا مقدمات رسائل بولس معلومات هامة ومحورية بالنسبة لهدفه من كتابة الرسالة. ومن خلال مقدمة رسالة رومية نتعلم أن:
(1) العهد القديم تنبأ برسالة الإنجيل.
(2) الإنجيل يعلن أن يسوع هو المسيا، فهو:
ابن داود
ابن الله
مقام من الأموات
(3) الإنجيل هو قوة الخلاص لكل من يؤمن، لكل من اليهود والأمميين.
(4) يعلن الإنجيل بر الله لكل من يؤمن.
بر الله المعلن في الدينونة(رومية 1: 17 – 3: 20)
◄ لماذا تعد حقيقة الدينونة لازمة لبشارة الإنجيل السارة؟
[2]يبدأ بولس بخبر الدينونة "المحزن": فكل البشرية مدانة أمام الله البار.
في1: 17 – 32يكتب بولس عن خطية الأمم، وبالأخص الوثنيين الذين "أَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى."[3]في هذا الجزء يتناول بولس الرسول الخطايا التي كان القارئ اليهودي ليعدها خطايا خاصة بالأمم: عبادة الأوثان، الشذوذ الجنسي، القتل، القسوة، الخ. ويحذر بولس من أن هذه الخطايا تستوجب الموت.
في رومية 2: 1 – 16 ينتقل بولس إلى الشخص الذي يدعي كونه فاضلاً. وهو الشخص الذي يزعم الصلاح ويدين الأممي الوثني المذكور في الإصحاح الأول، ولكنه أيضاً خاطئ.
في رومية 2: 17 – 3: 8 يخاطب بولس اليهود. ومن خلال سلسلة من الأسئلة المجازية يتحدث بولس عن بر الله في إدانة اليهودي الذي "أخطأ تحت الناموس."
في رومية 3: 9 – 20 يختتم بولس قائلاً "ليس بار ولا واحد."[4]فكل البشرية مدانة أمام الله القدوس.
بر الله معلن في الخلاص (رومية 3: 21 – 8: 39)
بعد التحدث عن الدينونة، ينتقل بولس إلى الخبر السار (الإنجيل)، ألا وهو أننا قد تبررنا أمام الله ليس بالأعمال، بل "بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ."[5]يشرح بولس كيف أن بر الله معلن في الخلاص وفي التغيير الذي يشهده المؤمن.
التبرير بالإيمان وحده (رومية 3: 21 – 5: 21)
كما قد تبرر إبراهيم بالإيمان وحده، كذلك نتبرر نحن بالإيمان لا بالأعمال. لنا سلام مع الله بالكفارة التي قدمها يسوع المسيح بموته.الذي فيه نبتهج في رجاء المجد. وبه لنا حياة. يقول بولس إنه ليس هناك داع لافتخار اليهودي أو الأممي إلا بالنعمة المجانية التي يهبها الله في يسوع المسيح. إن بر الله يعلن في نعمته المجانية الممنوحة للبشر.
التبرير والخطية (رومية 6: 1 – 23)
عند سماع اختبار بولس الفَرِح لقوة النعمة قد يتسائل القارئ: هل نحيا في الخطية كي تكثر النعمة؟ وقد يهاجم أحدهم عقيدة النعمة التي يقدمها بولس قائلاً إنها تقود الإنسان إلى متابعة الحياة في الخطية عمداً. ويرد بولس على هذا التساؤل قائلاً: حاشا! فكيف لنا - نحن الأموات بالخطايا - أن نحيا بعد في الخطية؟ إننا بمعموديتنا في المسيح متنا عن الخطية. وبفضل النعمة، لم نعد نحيا تحت سلطان الخطية. كما لم تعد أجسادنا آلات إثم: فمن خلال قوة الخلاص توهب أجسادنا لله كآلات بر. فإذ قد تحررنا من الخطية صرنا خداماً للبر. لقد أعلن بر الله في سلطانه على تحريرنا من الخطية.
الخطية والشريعة (رومية 7: 1 – 25)
◄ اقرأ رومية 7. من الموصوف في هذا الإصحاح؟
لأننا تبررنا مجاناً بنعمة الله، صرنا الآن "نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ."[6]وربما يسأل القارئ اليهودي بولس قائلاً: ماذا تعني؟ هل الشريعة خطية؟ يجيب بولس قائلاً: حاشاً! فالشريعة تحدد الخطية، وبهذا فإننا تنبهنا إلى حقيقة الخطية وتوقظ في قلوبنا المتمردة رغبةً في الخطية. وهكذا تصير الشريعة التي أعطانا إياها الله للصالح، تصير أداة إثم.
ويشرح بولس هذا المبدأ في مقطع صار من أكثر المقاطع إثارةً للجدل في رسالة رومية. وهناك 3 طرق أساسية في تفسير رومية 7: 7 – 25:
(1) صورة للحياة المسيحية الطبيعية. يجادل الكثيرون في التقليد المُصلَح قائلين إن بولس يصور حياة المؤمن الذي يرغب في حفظ شريعة الله ولكنه يعجز عن فعل ذلك. إلا أنه من الصعب أن تتحقق المصالحة بين الصورة المجيدة للحياة المبررة التي نراها في رومية 4 – 6 (لنا سلام مع الله...، تحررنا من الخطية) والعبودية المصورة في رومية 7 (ويحي أنا الإنسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت؟).
(2) صورة للمؤمن غير المقدس. يقترح البعض في تقليد ويسلي أن بولس يصور حياة المؤمن المبرر ولكن غير المقدس بشكل كامل. ومرة أخرى نجد صعوبات في التوفيق بين هذا والصورة التي يرسمها بولس للمؤمن المنتصر الذي يحيا في سلام مع الله.
(3) صورة للخاطئ المُدرِك. اعتبر آباء الكنيسة الأولى هذا الإصحاح صورةً لحالة بولس قبل تجديده، حين كان يحاول أن يحفظ الناموس بقوته الخاصة. إنها صورة لخاطئ أدرك احتياجه، ولكنه لم يتبرر بعد بالنعمة التي بالإيمان. إن هذا الشخص يطلب البر بطريقة ما، ولكنه لم يختبر بعد الفرح المذكور في رومية 8: 1 "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ."
التقديس: الحياة في الروح (رومية 8: 1 – 17)
إن الحل للصراعات المذكورة في رومية 7 هو قوة الروح. "لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ."[7]فبدلاً من المحاولات الفاشلة لحفظ الشريعة بقوتنا، فإننا نُمَكَّن من قِبَل الروح لكي "نميت أعمال الجسد."[8]ويعد المناخ الفَرِح الذي نجده في رومية 8 نقيضاً للصراعات المذكورة في رومية 7. لماذا؟ لأن "اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ." وهذه الحياة المنتصرة، وليس رومية 7، هي نموذج بولس للخبرة المسيحية.
إن الحياة المنتصرة لا تُعاش بقوتنا، بل بقوة الروح القدس. والروح القدس يحررنا من العبودية للخطية،[9]ويمنحنا يقين الخلاص،[10]ويرشدنا في الصلاة،[11]فحياة المؤمن تُعاش بالكامل بقوة الروح القدس.
يقين الرجاء (رومية 8: 18 – 39)
إن قمة تعاليم بولس عن الخلاص هي احتفائه بالمجد العتيد الذي ينتظر كل المؤمنين. يقول بولس "فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا." ويشجع بولس القارئ بوعد أن الله يجعل كل الأشياء تعمل معاً "للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده." ويذكرنا بأن رجائنا هو من الله الذي جعل خلاصنا ممكناً. "إن كان الله معنا، فمن علينا؟"
إن الله هو الذي يبررنا، وهو الذي يحفظنا. ويحتفي بولس بثقتنا كأبناء لله:
سؤال آخر قد يطرحه المستمع إلى تعاليم بولس هو: ماذا عن إسرائيل؟ هل خلف الله وعده لشعبه المختار؟ في رومية 9 – 11 يشرح بولس أن النسب إلى إبراهيم يكون بالإيمان، لا بالأصل العرقي.[12]إن الله لم يتخل عن إسرائيل، بل يعمل الله من خلال إسرائيل ليبارك كل الأمم. لقد وعد الله إبراهيم بأن تتبارك فيه كل قبائل الأرض.[13]وأعلن ذلك أيضاً أنبياء إسرائيل،[14]ويتحقق ذلك الآن في الأمم.[15]إن مباركة الله للأمم ليست رفضاً نهائياً لإسرائيل. بل سيتمم الله قصده لإسرائيل.
تتناول رسالة رومية من الإصحاح التاسع إلى الحادي عشر مشكلة عدم إيمان إسرائيل في 3 حقائق:[16]
لطالما كانت وعود الله موجهة إلى المؤمنين. الوعود المعطاة لإسرائيل في الماضي كانت لكل من يؤمن – من الأمم ومن البقية الأمينة المتبقية في إسرائيل (9: 6 – 29).
رُفِضَ إسرائيل لعدم إيمانه. في الحاضر، نالت الأمم البر الذي بالإيمان بينما لم ينل إسرائيل البر لأنه يطلبه بأعمال الناموس (9: 30 – 10: 21).
رفض إسرائيل مسألة مؤقتة وليست نهائية. فالله لم ينس وعوده. في المستقبل سيخلص كل إسرائيل ويرجعون إلى الله بالإيمان (11: 1 – 36).
يختتم بولس هذا المقطع من رسالة رومية بتمجيد وتسبيح لله على حكمته ومعرفته الفائقة وطرقه وأحكامه.[17]ورغم أننا قد لا نفهم بشكل كامل طرق الله، إلا أننا نسبحه لأننا نثق في صلاحه وبره. نعلم أن "منه وبه وله كل الأشياء."[18]وتستحق طرقه تسبيحنا.
بر الله يُرَى في حياة المؤمن (رومية 12: 1 – 15: 13)
يتسم لاهوت بولس بالعملية دائماً، فالكثير من رسائل بولس تنقسم إلى قسمين رئيسيين. في القسم الأول يشرح بولس ما نؤمن به، وفي القسم الثاني يشرح كيف ينبغي أن نعيش. ويظهر هذا النمط في رسالته إلى أهل رومية:
(1) العقيدة: يعلم بولس كيف يتبرر الإنسان أمام الله (رومية 1 – 11).
(2) التطبيق: يعلم بولس كيف يحيا الإنسان البار (رومية 12 – 16).
يشرح بولس في رومية 12 – 15 كيف تُعاش المبادئ الموضحة في رومية 1 – 11 في الحياة اليومية. في رومية 12 يدعو بولس القارئ ليقدم ذاته كذبيحة حية مقدسة لله. وبر الله الظاهر في التبرير والتقديس يغير كل مجالات الحياة. فالإنسان الذي يسلك في الروح وليس بحسب الجسد يُظهِر بر الله في الحياة اليومية. ويذكر بولس بعض الأوجه العملية لهذا الأسلوب الجديد في الحياة:
نستخدم مواهبنا الروحية لخدمة الآخرين (12: 3 – 8).
نعامل الآخرين بطرق تظهر إيماننا (12: 9 – 21).
نخضع للسلطة (13: 1 – 7).
نتمم الشريعة بالمحبة (13: 8 – 14).
نمارس مبدأ الحرية بعدم إدانة الآخر (14: 1 – 12).
نمارس مبدأ المحبة عن طريق عدم ممارسة حريتنا على نحو يعثر أخاً ضعيفاً (14: 13 – 14: 23).
نسير في خطا المسيح "لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (15: 1 – 13).
خاتمة (رومية 15: 14- 16: 27)
في ختام الرسالة يشارك بولس بخطته لزيارة روما في طريقه إلى إسبانيا. كان يأمل أن تصير روما قاعدة حملته التبشيرية إلى إسبانيا. أرسل تحيته إلى العاملين معه، وكعادته في رسائله، اختتم الرسالة بتمجيد الله. وفي هذا التمجيد يسبح بولس الله على "إعلان السر" الذي "ظهر الآن."[19]والسر الذي ظهر هو أن بشارة الإنجيل السارة لكل الناس. لقد أٌعلِنَ بر الله "لإطاعة الإيمان"، فكل من يؤمن يخلص.
[2]إن الواجب الأول للمبشر بالإنجيل هو أن يعلن شريعة الله، لأنها تعد مُعلماً فتأتي بالإنسان إلى الحياة الأبدية التي في يسوع المسيح." مارتن لوثر "قبل أن أكرز بالمحبة والرحمة والنعمة علي أن أكرز بالخطية والشريعة والدينونة." جون ويسلي
تعلِّم رسالة رومية الكنيسة اليوم عن أهمية العقيدة الواضحة. تذكر أن بولس كتب هذه الرسالة لمؤمنين عاديين. في زمن يُعامَل فيه المؤمنون أحياناً كأطفال روحيين غير قادرين على استيعاب الحق الكتابي، تشرح رسالة رومية كيف يمكن أن يُعَلَّم المؤمنون العقيدة العميقة.
تعلم رسالة رومية الكنيسة اليوم أهمية تطبيق العقيدة في الحياة اليومية. لا يبدي بولس اهتماماً بالعقدية لمجرد الجدل الفكري، بل يعلّم العقيدة لتتغير حياة المؤمن.
وبعد الحقائق العظيمة التي جاءت في رومية 1 – 11، يواصل بولس قائلاً "فأطلب إليكم..."[1]ويربط حرف الفاء بين ما يستعد لقوله وما قاله بالفعل. وإن أردنا إعادة صياغة العبارة، يمكننا أن نقول: "بناءً على هذه الحقائق - التبرير والتقديس والاختيار - أدعوكم لتقدموا أجسادكم ذبيحة حية لله الذي وهبكم هذه البركات... وهكذا سيبدو هذا التغيير في حياتكم اليومية." ثم يتابع بولس بالتطبيق العملي لهذا التغيير لرومية 12 – 15. فلا يكفي أن نمتلك العقيدة الصحيحة، بل علينا أن نطبقها بشكل عملي على نحو يومي.
في يوم الأربعاء الموافق 24 من مايو عام 1738، حضر جون ويسلي اجتماعاً مورافياً في شارع ألدرسغايت بلندن. كان ويسلي قد عانى لسنوات طالباً تأكيداً لخلاصه. وكالكثيرين في ذلك الوقت، كان يؤمن أن التبرير يعتمد على قدرة الإنسان على أن يحيا حياة البر. وحين استمع ويسلي إلى قراءة ويليام هولاند من مقدمة مارتن لوثر لرسالة رومية، تغير ويسلي. وكتب لاحقاً:
"ذهبت في المساء غير راغب إلى اجتماع في شارع ألدرسغايت، حيث كان أحدهم يقرأ من مقدمة لوثر لرسالة رومية. وفي حوالي التاسعة إلا الربع، بينما كان القائد يشرح التغيير الذي يعمل به الله في القلب بالإيمان بالمسيح، شعرت دفئاً غريباً في قلبي. شعرت أنني كنت أؤمن بالمسيح وحده للخلاص، وأنني نلت تأكيداً لأنه حمل عني خطاياي وخلصني من ناموس الخطية والموت."[1]
وفي تلك الليلة، فهم جون ويسلي الحق المعلن في رومية 1: 17 "أما البار فبالإيمان يحيا." وهذا الحق العظيم كان بداية لنهضة انتشرت في إنجلترا ثم امتدت إلى أنحاء العالم.
[1]John Wesley, The Journal of John Wesley, May 24, 1738.
واجب الدرس الخامس
(1) في بداية الدرس التالي، قم بحل الامتحان على هذا الدرس. ادرس أسئلة الامتحان جيداً استعداداً للامتحان.
(2) اختر أحد الواجبات التالية:
قم بإعداد عظة أو درس كتاب عن التبرير بالإيمان من رسالة رومية يبلغ طوله 5 – 6 صفحات أو يكون على هيئة عظة مسجلة أو درس كتاب مسجل.
اكتب ملخصاً يبلغ طوله صفحة واحدة لرسالة رومية توضح فيه كل من التعاليم العقائدية في رومية 1 – 11 والتطبيق العملي في رومية 12 – 16، على أن يكون من إنشائك الخاص دون الاستعانة بدراسة موجودة بالفعل.
امتحان الدرس الخامس
(1) اذكر 3 أهداف لرسالة رومية.
(2) اذكر 4 حقائق من مقدمة رسالة رومية عن الإنجيل.
(3) اذكر 3 مجموعات من البشر المدانين كما جاء في رومية 1 – 3.
(4) في رومية 6، ما رد فعل بولس لمن يسأل عما إذا كان باستطاعتنا أن نواصل حياة الخطية لكي تكثر النعمة؟
(5) ما التفسيرات الثلاثة لرومية 7: 7 – 25؟
(6) يرد بولس على مشكلة عدم إيمان إسرائيل بثلاث حقائق. ما هي؟
(7) بحسب ما جاء في رومية 12 – 15، اذكر 3 طرق لنحيا حياة بر الله.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.