في مطلع ستينات القرن الأول الميلادي، وُضِعَ بولس تحت الإقامة الجبرية في روما لمدة عامين. ورغم كونه سجيناً، كان يتمتع بحرية نسبية. كان يسكن منزلاً مستأجراً وكان مسموحاً له باستقبال الزائرين.[1]وخلال فترة سجنه هذه، كتب بولس أربعة رسائل. وكانت ثلاثة منها موجهة لكنائس، أما الرابعة فكانت موجهة لرجل آمن من خلال خدمة بولس.
تعد تلك الرسائل من أبهج رسائل بولس، إذ تظهر نصرته على الظروف الصعبة التي مرت بحياته، كما أنها تشجعنا لنكون فرحين رغم صراعاتنا.
وتتسم هذه الرسائل بعمليتها الشديدة، فهي تخاطب مشكلات مثل العلاقات الأسرية والحرب الروحية (أفسس) والتواضع والوحدة (فيلبي) وسيادة المسيح (كولوسي) والغفران والاسترداد (فليمون).
تأسست كنيسة أفسس خلال الرحلة التبشيرية الثالثة لبولس. كرز أبولوس في أفسس، وكان أكيلا وبريسكيلا يعملان هناك، وقضى بولس ثلاث سنوات يعظ ويعلم في أفسس. وأضحت هذه المدينة مركزاً للخدمة الكرازية للمقاطعة المحيطة، من أفسس "حَتَّى سَمِعَ كَلِمَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي أَسِيَّا، مِنْ يَهُودٍ وَيُونَانِيِّينَ."[1]
كانت أفسس موطناً لمعبد شهير هو معبد الإلهة ديانا (والتي تعرف أيضاً باسم أرطميس). كانت الطقوس الخفيانية شائعةً، وكان اقتصاد المدينة يتمحور حول بيع الأشياء المتعلقة بالهيكل. وكانت خدمة بولس تعطل هاتين المصلحتين. وحرق المؤمنون الجدد كتب الفنون السحرية التي تضاهي قيمتها 6 ملايين دولار. وكنتيجة لذلك، قام ديمتريوس وغيره من الحرفيين الذين كانوا يكسبون عيشهم من بيع الأشياء التي تستخدم في عبادة أرطميس بحركة شغب مناهضة لخدمة بولس. وتعد الحرب الروحية من المواضيع الهامة في رسالة أفسس.
هناك عامل آخر جدير بالذكر في رسالة أفسس. من غير المعتاد ألا تحتوي رسائل بولس على تحيات شخصية لأناس من الكنيسة. فنجد أنه حتى الرسالة إلى أهل رومية، والتي لم يكن بولس قد زارها بعد، كانت تحتوي على تحيات لأعضاء من الكنيسة يعرفهم بولس. وفي كتابته لرسالة أفسس، الكنيسة التي كرز فيها بولس لثلاث سنوات، كنا لنتوقع أن نجد قائمةً طويلةً من الأسماء. ولكن رسالة أفسس لا تحتوي على أية تحيات شخصية. والسبب المرجح هو أن رسالتي أفسس وكولوسي كانتا رسالتين دوارتين قصد بولس عند كتابتهما أن تتم مشاركتهما مع العديد من كنائس آسيا الصغرى. وتم تعيين تِيخِيكُسُ لتوصيل الرسالتين ولنقل السلام والتحية لتلك الكنيستين.[2]
المحتوى
عند إلقاء نظرة عامة على أفسس نجد هذين القسمين الكبيرين:
(1) العقيدة: ما فعله الله للكنيسة (أفسس 1 – 3)
(2) التطبيق: ما يفعله الله في الكنيسة (أفسس 4 – 6)[3]
في القسم الأول يتناول بولس عقيدتي الاختيار والكنيسة. في القسم الثاني يناشد بولس قرائه أن يعيشوا كما يحق لمكانتهم ككنيسة الله المختارة.
العقيدة: ما فعله الله للكنيسة (أفسس 1 – 3)
خلاص المؤمنين (أفسس 1: 3 – 2: 10)
بعد تحية مختصرة يبدأ بولس بصلاة يسرد فيها البركات التي لنا في المسيح. ويعد أفسس 1: 3 – 14 تمجيداً جميلاً يذكر فيه بولس القارئ بالمكاسب الروحية التي لنا في المسيح.
◄ اقرأ أفسس 1: 3 – 14. ما هي البركات الروحية التي لنا في المسيح؟
إن خلاصنا هو من الثالوث. في 1: 3 – 6 يشرح بولس دور الآب في اختيارنا. فالله قد اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم أمامه في المحبة. إننا مختارون "فيه" (أي في المسيح) لنكون قديسين وبلا لوم. كانت خطة الخلاص من تصميم الآب.
في 1: 7 – 12 يظهر بولس دور الابن في الفداء. بفضل الموت الكفاري للمسيح، صار لنا "فداء بدمه غفران الخطايا، بحسب غناه في المجد." إن فداء أحدهم يعني افتدائه من الأسر. والمثال العظيم الذي نجده في العهد القديم هو فداء إسرائيل من العبودية في مصر. وفي العهد الجديد، كل من يؤمن بيسوع يُفدى من عبودية إبليس.
في 1: 13 – 14 يظهر بولس دور الروح القدس في اقتنائنا. فقد "ختمنا" بالروح. في تشبيه جميل يقول بولس إن الروح "عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ." فهو يوفر "العربون" لميراثنا في ملكوت الله الأبدي. بفضل الروح، صرنا "مقتنى" وصار لنا وعد السماء.
[4]تتواصل عقيدة الفداء في أفسس 2، حيث يذكرنا بولس بأننا كنا "أمواتاً في الذنوب والخطايا." إن خلاصنا غير مبني على أي فضل فينا، بل "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ." "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ."[5]إن عملية الفداء بالكامل هي عطية الله. ليس هناك ما نفتخر به.
[3]من Walter A. Elwell and Robert W. Yarbrough, Encountering the New Testament (Ada, MI: Baker
Academic, 2005).
[4]"هذه هي المبادلة الرائعة التي أجراها معنا:صار ابناً للإنسان معنا، وجعلنا أبناءً لله معه،بمجيئه إلى الأرض أعد لنا مكاناً في السماء،اتخذ هيئتنا الفانية ومنحنا الخلود،قبل ضعفنا وجعلنا أقوياءً بقوته،أخذ فقرنا وحوّل لنا غناه." جون كالفن
Institutes of the Christian Religion, 4.17.2
يقول بولس إن الله سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح. لقد "اختارنا فيه قبل تأسيس العالم."
يستخدم البعض كلمة اختيار بمعنى أنه قبل تأسيس العالم اختار الله كل فرد مُخَلَّص. و"المختارون" تعينوا مسبقاً للخلاص. وهكذا، فإن ذلك يعني منطقياً أن بقية الناس سبق تعيينهم للدينونة ولا يمكنهم أن يخلصوا. ويبدو ذلك منافياً لرسالة الكتاب المقدس التي تنادي بأن الله يحب "كل" البشر.
ويستخدم البعض كلمة اختيار بمعنى لا يزيد على علم الله المسبق بمن سيختاروا الخلاص. ويقول هؤلاء إن التعيين المسبق هو ببساطة علم الله المسبق باختيار الإنسان. ووفقاً لهذا الرأي، يكون الخلاص متوقفاً على قرارنا. ويبدو هذا المفهوم منافياً لتركيز الكتاب المقدس على سيادة الله.
إن هذين المبدئين (سيادة الله ومحبة الله للجميع) يتم تناولهما في مقطعين محوريين عن التعيين المسبق: رومية 9 – 11 وأفسس 1. في رومية 9 – 11 نرى عدل الله في تحديد طريقة الخلاص. إن الله متسيد. ولن يخلص أحد سوى بالإيمان بيسوع المسيح، الطريق الذي حدده الله منذ الأزل كطريق للخلاص.
في أفسس 1، يقول بولس إن الخلاص يكون للفرد بسبب مكانته "في المسيح." قبل تأسيس العالم، اختير المسيح ليكون الباب الذي يتحقق من خلاله الخلاص. وكل من يؤمنون هم مختارون "فيه." وبسبب محبة الله للجميع، فالطريق إلى الخلاص مفتوح لكل من يؤمن.
ونرى هذا التوازن أيضاً في العهد القديم. كان إسرائيل هو الأمة المختارة، شعب الله المختار. إلا أن "لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ."[1]إن اختيار الله لإسرائيل كأمة لم يعني خلاص كل إسرائيلي. فالبعض (مثل عخان) بسبب العصيان خسروا الوعود. وآخرون لم يولدوا من إسرائيل (مثل راحاب) آمنوا بوعود الله فورثوا الوعود المعطاة لإسرائيل. إن الخلاص يتطلب أن يؤمن الأفراد ويشاركوا في وعود الله لإسرائيل المختار.
وبنفس الطريقة، اختير المسيح قبل تأسيس العالم ليكون الخلاص من خلاله. وحين نكون "في المسيح" بالإيمان، نستقبل بركات الخلاص التي له. إننا مختارون في المسيح.
إن الاختيار هو قرار الله المتسيد أن يكون الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد للخلاص. "لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ."[2]ونرى ذات الفكرة في بطرس الأولى 1: 18 – 20. لأنا افتدينا لا بأشياء تفنى، "بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ." يقول بطرس إن المسيح كان "مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ."[3]فالاختيار في المسيح وحده وبالمسيح وحده.
في أفسس 1، يفرح بولس بخلاص المؤمنين. في أفسس 2 – 3، يفرح بخليقة الله، الكنيسة. ومن الأفكار الرئيسية الهامة في رسالة أفسس وحدة الكنيسة، جسد واحد من اليهود والأمميين. أمميون كانوا قبلاً "غُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ" صاروا الآن "قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ."[1]لقد كانت خطة الله منذ البداية أن يشمل الأمم في عائلته. وكان هذا هو الوجه الصادم لبشارة الإنجيل بالنسة لأخوة بولس اليهود: أن تتكون الكنيسة من كل من اليهود والأمم في المسيح.
في الكتاب المقدس لا تعني كلمة "سر" شيئاً لا يمكن معرفته، بل تعني شيئاً كان غير معروف وصار معلناً. في أفسس 3 يتحدث بولس عن السر الذي صار الآن معلناً: "أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ."[2]في إشارة إلى قوة رب النعمة، بولس – أصغر جميع القديسين – الرجل الذي اضطهد المسيح وكنيسته، قد اختير لكي " أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى."[3]
يختتم بولس القسم العقائدي بصلاة أن يمتلئ مؤمني أفسس، وهم قديسين وأمناء في المسيح يسوع، إلى كل ملء الله.
التطبيق: ما يفعله الله في الكنيسة (أفسس 4 – 6)
في القسم الثاني من هذه الرسالة، يتحدى بولس المؤمنين ليسلكوا "كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا."[4]إن الحياة التي تليق بدعوتنا:
تحقق الوحدة في الكنيسة (أفسس 4: 1 – 16)
تنتج سلوكاً أخلاقياً (أفسس 4: 17 – 5: 21)
تؤثر على العلاقات في الأسرة والعمل (أفسس 5: 21 – 6: 9)
تُعاش فقط بقوة الرب (أفسس 6: 10 – 18)
لا يمكن الفصل بين العقيدة المسيحية والحياة المسيحية. لا بد أن تُرى عقيدة الكنيسة في حياة الكنيسة التي يعمل فيها كل عضو بشكل صحيح، كنيسة تحرص على "البنيان في المحبة."[5]وتُرى عقيدة الخلاص بالنعمة في سلوك "الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ."[6]
ويختتم بولس هذه الرسالة مشجعاً، قائلاً إن الكنيسة قادرة على تحقيق مهمتها والانتصار على قوى الظلام. ويختتم كلامه بطلبة صلاة من أجل استمرارية استعلان الإنجيل وبالبركة الرسولية.
تأسست كنيسة فيلبي خلال الرحلة التبشيرية الثانية لبولس. وكانت أول كنيسة تزرع في أوربا. سافر بولس وسيلا إلى فيلبي بعد أن رأى بولس رؤيا لرجل مكدوني يطلب المعونة.[1]وبالرغم من أن فيلبي كانت المدينة الرئيسية لذلك الجزء من مكدونية، إلا أنها لم تحتوي على عدد كبير من السكان اليهود. وكانت الصلوات تقام فيها على ضفة النهر لأنه لم يكن بها مجمع.[2]
وكانت ليدية من أول من آمنوا في فيلبي، وكانت امرأة ثرية. وبعد معموديتها، صار بيتها هو مكان اجتماع المؤمنين. في المدن ذات الأعداد الكبيرة من السكان اليهود، كانت مقاومة الإنجيل عادةً ما تأتي من الرؤساء الدينيين، أما في فيلبي، فقامت المقاومة بعد أن أفسد بولس وسيلا دخل الرجال الذين كانوا يسيطرون على فتاة تسكنها روح عرافة. ألقي القبض على بولس وسيلا، وضربا وسجنا. وفي تلك الليلة ضرب زلزال المنطقة ففتحت أبواب السجن وفك المساجين من قيودهم. وبدلاً من الهرب، كرز بولس وسيلا ببشارة الإنجيل للسجان.
في سفر الأعمال يذكر لوقا أن فيلبي كانت "كُولُونِيَّةُ."[3]وكان لهذه العبارة البسيطة معنى كبير لقراء سفر الأعمال في القديم. فقد تأسست فيلبي ككولونية رومانية في عام 42 ق.م. في عهد القائد الروماني أنطونيوس. كان الكثير من الجنود حين يتقاعدون يذهبون للإقامة في هذه المدينة، وكان السكان يعفون من العديد من الضرائب الرومانية. كانت مكانة فيلبي ككولونية نقطة فخر لقاطنيها. ويلمح بولس إلى هذه العقلية حين يتحدى مؤمني فيلبي أن يعيشوا كمواطنين سمائيين.[4]
الأهداف
تعد رسالة فيلبي من رسائل فيلبي الأكثر إيجابيةً والتي تذكر بعض المشكلات التي تناولها في رسائله إلى كورنثوس وغلاطية. وهناك سببان لكتابة هذه الرسالة.
هدف شخصي، وهو التعريف بخبر سجن بولس والتعبير عن تقدير الكنائس للدعم المادي لخدمته.[5]يبتهج بولس بأمانتهم ويشجعهم على أن يحيوا حياة الفرح.
وهدف توجيهي هو مخاطبة خطرين كانا يواجهان كنيسة فيلبي: خطر خارجي من المعلمين الكذبة، وخطر داخلي كان ناجماً عن الانقسام بين عضوين بالكنيسة.
المحتوى
الفرح رغم الظروف (فيلبي 1)
بالرغم من أن بولس كان في السجن، كان واثقاً في أن الله يعمل مقاصده. وبسبب حبس بولس، أتيحت له الفرصة ليكرز لحارس السجن. ولم يكن بولس يعلم ما إذا كان سجنه سينتهي بإطلاق سراحه أم بقتله. ولكن بغض النظر عن ذلك، كان فرحاً لأن له "الحياة هي المسيح والموت ربح."[6]
وكان هناك رف آخر من الطبيعي أن يهدد فرح بولس، وهو غيرة المؤمنين منه. فقد كان هناك مجموعة في روما تكرز "بمسيح الخصام"، مما زاد من معاناة بولس. إلا أنه بغض النظر عن دوافعهم، فرح بولس بالكرازة بالإنجيل. كان بولس واثقاً أن الخير سيتحقق من الإنجيل بغض النظر عن الدوافع الخاطئة لأولئك الناس. فقد كان موقف بولس الشخص أقل أهميةً بالنسبة له من ملكوت الله.[7]
التواضع مفتاح الوحدة (فيلبي 2)
في جزء لاحق من الرسالة يتناول بولس مشكلة الانقسام بين شقيقتين في كنيسة فيلبي.[8]كانتا مؤمنتين صالحتين عملتا مع بولس من أجل الإنجيل. ولكن للأسف، كان الخلاف الشخصي بين هاتين الشقيقتين يهدد وحدة الكنيسة. وليضع أساساً للتعامل مع هذا الانقسام، أشار بولس إلى مثال المسيح كنموذج للوحدة المسيحية.
ما معنى أن يسوع "وضع نفسه"؟
فيلبي 2: 5 – 11 يسمى بترنيمة المسيح لأنه يلخص حياة يسوع وموته وقيامته وصعوده. وتجادل الكثيرون حول معنى 2: 8، حيث يقول بولس إن يسوع "وضع نفسه". إن يسوع لم يتنازل عن ألوهيته، بل تنازل عن الامتيازات التي له كملك الكون. لقد وضع يسوع نفسه – أي اتضع – حين أخذ طبيعتنا البشرية، ولكنه لم يتنازل عن طبيعته الإلهية.
نجد أن الكثير من الصراعات مصدرها الرغبة في حماية حقوقنا. ويشير بولس إلى مثال المسيح الذي تنازل عن الامتيازات التي له كإله لكي يخدم البشرية. لم يتشبث يسوع بامتيازات الألوهية، بل "أطاع حتى الموت، موت الصليب." لقد احتمل الذل – حتى ميتة صليب العار – ليقدم لنا الخلاص. وكنتيجة، رفعه الله إلى مكانته التي يستحقها وأعطاه سلطاناً على الكون.[9]
وينبغي أن يكون لدى كل مؤمن نفس توجه الاتضاع هذا، فينظر إلى احتياجات أخوته المؤمنين. "لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا."[10]
تحذيرات من أعداء الإنجيل (فيلبي 3)
رغم أن رسالة فيلبي تتسم بالطابع الإيجابي، إلا أن بولس يكتب تحذيراً قوياً من بعض المشاغبين الذين كانوا يمثلون خطراً على الكنيسة، وهم المهودون الذين تحدثنا عنهم سابقاً في رسالة غلاطية. وكان المهودون يصرون على أن يخضع المؤمنون للختان وللشريعة اليهودية. ونعتهم بولس بالكلاب وفاعلي الاثم والمفسدين.
رد بولس على إصرار المهودين ممارسة تقاليد الشريعة بإشارته إلى حياته كمثال. فلو كان الالتزام بالشريعة يأتي بالخلاص، لاتكل بولس على جسده. فقد كان مختوناً بحسب الناموس، وكان من سبط بنيامين، عبراني من العبرانيين، وكان فريسياً يحرص على تنفيذ الشريعة، كان غيوراً على الإيمان اليهودي حتى أنه كان يضطهد المسيحيين، من جهة الناموس كان بولس بلا عيب. إلا أن كل تلك الأشياء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفة يسوع المسيح. لقد نال بولس الخلاص، ونال أهل فيلبي الخلاص، ونلنا نحن أيضاً الخلاص، ولكن ليس بتطبيق الشريعة، بل بالمعرفة الاختبارية ليسوع المسيح ربنا.[11]
توصيات ختامية (فيلبي 4)
في الإصحاح الأخير يوصي بولس أفودية وسنتيخي أن تظهرا الوحدة التي علّم بولس عنها في الإصحاح الثاني. فإن كان لهما فكر المسيح، ستقومان بحل خلافاتهما. كما يوصي الكنيسة بالفرح في كل الظروف، وبحفظ سلام الله في قلوبهم وأفكارهم. ويختتم الرسالة بشكر الكنيسة لدعمها لخدمته.
كتبت رسالة كولوسي خلال الفترة التي سجن فيها بولس في روما. كذلك يوصف تيموثاوس بأنه كاتب الرسالة،[1]ربما لكونه سكرتيراً لبولس.
ليس هناك دليل على أن بولس قام بزيارة كنيسة كولوسي. ولكن حلقة الوصل المرجحة بين بولس والكنيسة هو أبفراس، وكان رجلاً من كولوسي، ربما آمن خلال رحلة بولس التبشيرية في أفسس، على بعد حوالي 160 كم. عاد أبفراس ليزرع كنيسة كولوسي، إلى جانب زرع الكنائس في المدن القريبة مثل لاودكية وهيرابوليس. وكتب بولس الرسائل لكنيستي لاودكية وكولوسي، وطلب بأن تتبادل المجموعات الرسائل.[2]
الهدف
خلال سجن بولس، أخبر أبفراس عن بدعة تهدد الكنيسة في كولوسي. فكتب بولس لأهل كولوسي لتناول هذا التعليم الخطير. إضافةً إلى ذلك، كتب بولس رسالته ليشجع مؤمني كولوسي على النضج في المسيح. وتشمل الرسالة التحذير من العقيدة الخاطئة والنصائح التي تحقق النمو الروحي.
المحتوى
تشترك رسالة كولوسي مع رسالة أفسس في الكثير من الأفكار التي تتناولها كل منهما: وحدة الكنيسة، حقيقية الحرب الروحية، وضرورة الحياة كما يليق بالدعوة التي دعينا بها كمؤمنين. والتشابه ليس غريباً، فقد كتب بولس الرسالتين في نفس الفترة، وكانت كل منهما تخاطب احتياجات مشابهة.
ورغم أن تفاصيل البدعة التي انتشرت في كولوسي كانت تختلف عن التعليم الكاذب الذي يهدد الكنيسة اليوم، إلا أن رسالة بولس هامة لكنيسة اليوم أيضاً:
المسيح هو سيد الخليقة.
المسيح هو رأس الكنيسة.
علينا أن نسلك كما يحق لدعوتنا كأولاد الله.
سيادة المسيح (كولوسي 1)
إن الفكرة المحورية في رسالة كولوسي هي سيادة المسيح المقام. في تصريح جميل يظهر بولس سيادة المسيح على الطبيعة، وسلطانه على الكنيسة، ودوره في الفداء. لقد كان المسيح وسيطاً في الخلق (كل الأشياء خلقت به)، ووهدف الخليقة (كل الأشياء خلقت... له). المسيح هو "رأس" الجسد، الكنيسة. وفي المسيح ودم الصليب تصالحنا نحن الذين كنا قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر مع الله. إن المسيح هو مركز الخليقة، رأس الكنيسة، رب الفداء.[3]
بدعة كولوسي (كولوسي 2)
بعد هذا التصريح الإيجابي عن طبيعة المسيح، ينتقل بولس إلى تحذير سلبي من التعليم الخاطئ الذي كان يهدد الكنيسة في كولوسي. غير أن طبيعة بدعة كولوسي ليس موضحاً في الرسالة، ولكن ردود بولس تكشف عن بعض خصائص البدعة. فقد واجهت الكنيسة في كولوسي مزيجاً من التهود التقليدي، والتصوف اليهودي والتعاليم الوثنية. وكانت بدعة كولوسي تحتوي على مزيج من هذه الأفكار الخاطئة.
ألزم اليهود التقليديون مؤمني كولوسي بالاحتفال بالأعياد اليهودية وشريعة الطعام والختان.[4]
طالب المتصوفون اليهود أهل كولوسي بالصوم للمشاركة في عبادة الملائكة.[5]
شجع الوثنيون مؤمني كولوسي على ممارسة طقوس الحماية من الأرواح الشريرة. إن بولس لا ينكر قوة الأرواح الشريرة، ولكنه يوضح أن الحل ليس في الطقوس الوثنية، بل في نصرة التي حققها المسيح بالفعل على قوى الظلمة.[6]
◄ ما علاقة بدعة كولوسي بنا اليوم؟
يشير مصطلح "التوفيق بين الأديان" إلى المزج بين أكثر من دين؟ وفي كولوسي شمل هذا التوفيق اليهودية والتصوف والوثنية والمسيحية. واليوم تواجه الكنائس في بعض الثقافات الوثنية أحياناً إغراءً للجمع بين العقيدة المسيحية وممارسات الثقافة المحيطة (عبادة الأسلاف، الأعياد الوثنية، الطقوس التي تمارس لطرد الأشباح والأرواح، الخ). وفي القرن الأول كما في القرن الحادي والعشرين، يظل الرد على كل هذه التعاليم واحداً: يسوع هو الرب. لقد هزم يسوع قوى الظلام وصارت لنا النصرة في المسيح وحده. ولا يوجد مكان في المسيحية لأية طقوس أو ممارسات أخرى.
كما كرنا سابقاً، لا يعطي بولس وصفاً كاملاً لبدعة كولوسي، إذ لم يكن مهتماً بالطبيعة التفصيلية للتعليم الكاذب، بل بإنجيل المسيح الحق، رب الخليقة والكنيسة.
النمو والنضج المسيحي (كولوسي 3 – 4)
في أفسس ينتقل بولس من العقيدة إلى الممارسة. لأن المسيح جالس عن يمين الله، فعلينا نحن المقامين مع المسيح أن نضع تركيزنا على الأمور السماوية. فبدلاً من التركيز غير الصحي على التعليم الكاذب، علينا أن نتذكر أننا متنا عن مثل هذه الأشياء، وصرنا الآن نعيش مع المسيح في الله.[7]
كيف تكون الحياة مع المسيح في الله؟ يصف بولس هذه الحياة الجديدة بمصطلحات عملية. وتشمل جانبين:
(1) علينا أن "نخلع" الممارسات القديمة، أن نميت كل مات هو أرضي: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ، الخ. الأُمُورَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ.[8]
(2) علينا أن "نلبس" الإنسان الجديد الذي على صورة المسيح. ويشمل ذلك أَحْشَاءَ الرَأْفَاتٍ، وَاللُطْف، وَالتَوَاضُع، وَالوَدَاعَةً، وَطُولَ الأَنَاةٍ، والتسامح، وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْمَحَبَّةَ. وفيما تتطور فينا هذه الصفات، سيملك سلام الله على قلوبنا وستسكن فينا كلمة المسيح.[9]وهذه الحياة الجديدة تغير وجه العلاقات الأسرية (3: 18 – 4: 1) وتجعل الإنجيل جذاباً لغير المؤمنين (4: 5 – 6).
[5]كولوسي 2: 18 أغلب الظن أن "عبادة الملائكة" لا تعني أنهم كانوا يعبدون الملائكة (الأمر الذي كان ليخالف كل التعاليم اليهودية). بل أغلب الظن أن هذه العبارة تشير إلى فكرة يهودية خرافية تقول إنه من خلال الممارسات التقشفية، كالصوم لفترات ممتدة، يمكن للعابدين على نحو غامض الانضمام للملائكة حول العرش السماوي الإلهي. وكان المعلمون الكذبة في كولوسي يدعون هؤلاء المؤمنين لاتباع تلك الممارسات.
إن أقصر رسائل بولس هل الرسالة إلى فليمون، وكان مؤمناً ثرياً من كولوسي. يبدو أن فليمون كان قد آمن خلال خدمة بولس في أفسس. وصار بيته مكاناً لاجتماع كنيسة كولوسي.
كما كان شائعاً في القرن الأول، كان فليمون يملك العبيد. وهرب أنسيمس، وهو أحد عبيد فليمون، إلى روما. كانت روما المدينة الأكثر امتلاءً بالسكان في كل الإمبراطورية، فكانت المكان الأكثر أماناً لاختباء هارب. (كما قد يسافر هارب اليوم إلى مدينة نيويورك أو مدينة مكسيكو أو لاغوس أو أية مدينة كبيرة أخرى للاختفاء.)
إلا أن أنسيمس لم يستطع الاختباء من الله! ففي هذه المدينة الكبيرة، جمع الله بين بولس وهذا العبد الهاربز وآمن أنسيمس وبدأ يساعد بولس.
وفي مرحلة ما، اضطر هذا المؤمن الجديد أن يواجه ماضيه. من المحتمل أن يكون قد سرق المال من سيده قبل أن هرب.[1]واجه أنسيمس احتمالية عقوبة شديدة، فكان من الممكن أن يوصم العبد الهارب على جبهته، بل وقد يقتل. وهكذا، وفي ضوء معرفته بهذا، كتب بولس رسالة التماس ليأخذها أنسيمس معه لدى عودته لمواجهة فليمون.
الهدف
كان الهدف من رسالة بولس بسيطاً: التماس للمصالحة. لقد تصالح أنسيم مع الله، ويطلب بولس من فليمون أن يتصالح مع عبده الهارب.
المحتوى
يبدأ بولس بشكر فليمون على كرمه السابق مع المؤمنين. لقد كانت محبة فليمون للمؤمنين هي أساس التماس بولس نيابةً عن أنسيمس، والذي صار الآن أخاً مؤمناً.
لم يقدم بولس التماسه استناداً إلى سلطته الرسولية (كما في غلاطية)، بل على أساس المحبة. وفي منتصف الرسالة تقريباً ذكر سبب كتابته للرسالة، "أَطْلُبُ إِلَيْكَ لأَجْلِ ابْنِي أُنِسِيمُسَ."[2]كان فليمون ابن بولس في الإيمان، والآن صار له ابن آخر، هو عبد فليمون الهارب.
إن اسم أنسيمس يعني "نافع"، أو "مربح"، وكان اسماً شائعاً للعبيد. قال بولس في رسالته " الَّذِي كَانَ قَبْلًا غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلكِنَّهُ الآنَ نَافِعٌ لَكَ وَلِي."[3]والآن صارت حياة أنسيمس تتفق ومعنى اسمه، فبقوة المسيح صار نافعاً.
ينوه بولس إلى أن فليمون يمكنه أن يطلق أنسيمس، ولكنه لا يأمره بأن يفعل ذلك.[4]ويطالب فليمون بأن يقبل أنسيمس بنفس الروح التي كان بها فليمون ليقبل بولس.[5]
[6]ويختتم بولس رسالته بطلبه من فليمون أن يصلي من أجل إطلاق سراح بولس. ويقول له إنه يرجو أن يتمكن من زيارة فليمون لدى إلاق سراحه. أتعتقد أنه كان يبغي بذلك تذكرة فليمون بأنه عما قريب سيرى كيف يعامل أنسيمس؟
يشكو الكثيرون من عدم إدانة بولس للعبودية. إلا أن وصايا بولس للسادة تخلق بيئةً لا يمكن أن تستمر فيها العبودية.[7]من غير الممكن أن تستعبد شخصاً تعتبره أخاً حقيقياً في المسيح.
خاتمة تاريخية
لا يذكر الكتاب ما حدث بعد أن عاد أنسيمس إلى فليمون. ولكن التاريخ يقدم لنا معلومتين توحيان بأن فليمون أطلق أنسيمس.
نقش قديم في لاودكية (بالقرب من كولوسي) مهدى من عبد لسيد حرره. وكان اسم السيد مرقس سيستيوس فليمون.
بعد بضع سنوات من هذه الرسالة، صار رجل يدعى أنسيمس أسقفاً لكنيسة أفسس.
من المحتمل أن يكون فليمون قد حرر أنسيمس كي يعود إلى بولس، والذي درب أنسيمس ليصير راعياً. وفي هذه الحالة، ربما استمرت خدمة بولس في أفسس من خلال وعظ أنسيمس، العبد السابق لفليمون، والذي آمن على يد بولس في أفسس. إن مقاصد الله تتجاوز ما يمكننا أن نراه!
تذكرنا رسائل السجن بأن عقيدتنا ينبغي أن تطبق في الحياة اليومية. في الرسائل يحث بولس القارئ على أن يحيا كما يليق بدعوته كمؤمن، فلا يكفي أن تعتنق العقيدة الصحيحة، بل يجب أن يُعاش إيماننا في حياتنا اليومية.
تعلمنا رسالتا أفسس وكولوسي عن حقيقية الحرب الروحية. "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ."[1]إن الحرب الروحية حقيقة. ولكن هاتان الرسالتان تعلمان أن هذه الحرب قد انتصر فيها المسيح بالفعل. إننا نحارب بثقة لأن المسيح قد غلب بالفعل. ويجب أن يكون تركيزنا الأساسي على المسيح الذي حقق النصرة، وليس على عدونا الذي يحارب في معركة خاسرة.
يذكرنا فليمون بأن إنجيل المصالحة يجب أن يعاش في الحياة الواقعية. لم يرضَ بولس برسالة غير فعالة في الحياة الواقعية، بل أصر على أن الإنجيل الذي صالح الله مع خاطئ هارب سيصالح فليمون وعبده الهارب. في عالم من الصراعات والعلاقات المكسورة، علينا أن نظهر قوة الإنجيل لكي نحقق المصالحة.
تعلم المؤمنون في الإمبراطورية الرومانية معنى أن يحيوا الإنجيل في عالم ساقط. كتب بولس أنه على أهل فيلبي يجب أن يحيوا "أَوْلاَدًا للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ."[1]علم بولس أن نور الكنيسة يزداد سطوعاً كلما ازداد عالمنا ظلاماً.
وفي أيام الإمبراطورية الروماية المظلمة، عرف بعض المؤمنين باسم "المراهنون للمسيح" لأنهم كانوا "يراهنون" بحياتهم لربح الآخرين للمسيح. ويستخدم بولس المصطلح نفسه في قوله عن أكيلا وبريسكلا "اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي."[2]لقد خاطرا بحياتهما من أجل بولس.
في القرن الأول، كان المؤمنون الرومانيون يجازفون بغضب المجتمع من أجل إنقاذ أطفال غير مرغوب فيهم تركوا عند أكوام القمامة في المدينة. في القرن الثالث، دعا أسقف قرطاج شعب كنيسته للاجتماع أثناء الوباء، طالباً منهم أن يعتنوا بالمرضى المحتضرين وأن يدفنوا الموتى، مخاطرين بحياتهعم لإنقاذ المدينة.
لقد كانت الكنيسة الأولى تعرف أن "خلع الإنسان العتيق" و"لبس الإنسان الجديد" يعني أكثر من التردد على الكنيسة، إنه يعني حياة جديدة تتبع الله ومقاصده. قد يعني ذلك المجازفة بالحياة لكي تضيء بشارة الإنجيل كأنوار في العالم.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.