يفترض القارئ الحديث أحياناً أن الكنيسة الأولى كانت خاليةً من المشكلات الكبيرة. بل وهناك من يقول أحياناً: لو كنت معاصراً للكنيسة الأولى لتمتعت كثيراً بحياة الوحدة والنهضة الرائعة! ولكن تظهر رسائل بولس لكورنثوس وغلاطية صورةً مختلفةً تماماً. لقد كانت الكنائس في القرن الأول تصارع بسبب العقيدة الخاطئة والخطايا المتفشية بين أعضائها واختلاط الأمر فيما يتعلق بتعاليم كتابية هامة وأسئلة تتعلق بالسلطان وبالتأديب الكنسي. أي أن هذه الرسائل تصور عالماً شديد الشبه بعالمنا اليوم. وبسبب ذلك، تعلم هذه الرسائل الموجهة لكنائس مضطربة الكثير لكنائس القرن الحادي والعشرين المضطربة.
كورنثوس الأولى
الكاتب وتاريخ الكتابة
كانت مدينة كورنثوس ميناءً بحرياً على برزخ بين بحر ايجه والبحر الأيوني.[1]كانت البضائع يتم تنزيلها على أحد جانبي البرزخ، وكانت تنقل عبر قطاع ضيق من اليابسة، ثم كانت تُحَمَّل إلى السفن على الجانب الآخر من البرزخ. كان الموقع الاستراتيجي لمدينة كورنثوس يوفر فرصاً هائلةً للإنجيل. فقد كان البحارة ينتظرون في هذه المدينة بينما يتم تنزيل البضائع من سفنهم وتحميلها. وكان ذلك يوفر فرصةً للتبشير للأشخاص من كل أنحاء الامبراطورية.
زرع بولس الكنيسة في كورنثوس أثناء رحلته التبشيرية الثانية، في حوالي عام 50م.[2]قضى بولس مع أكيلا وبريسكيلا (مؤمنين من روما) 18 شهراً في التبشير في كورنثوس. وبدأ بالتبشير في المجمع. وحين طرد من المجمع، انتقل إلى منزل خاص مجاور. واستجاب الكثير من أهل كورنثوس، بمن فيهم رئيس المجمع، لرسالة الإنجيل.
كتب بولس رسالة كورنثوس الأولى بعد حوالي خمسة أعوام. وكُتبَت الرسالة بينما كان بولس يمكث في أفسس في رحلته التبشيرية الثالثة.[3]كتب بولس الرسالة كرد على بعض المشكلات التي ظهرت في كنيسة كورنثوس. لم يستطع بولس السفر على نحو فوري إلى كورنثوس، لذا كتب هذه الرسالة وأرسلها مع تيموثاوس. عُيّن تيموثاوس لتوصيل الرسالة ولتقديم مزيد من الإرشاد خلال زيارته.[4]
الأسلوب
تتصف كورنثوس الأولى بصعوبة وسهولة التفسير! إنها سهلة لأن كورنثوس الأولى رسالة اقتضائية، أي أنها كتبت كرد فعل لموقف معين كن يقتضي كتابتها. ويجعل هذا الرسالة بسيطةً. فبدلاً من أن تكون مقالةً عقائديةً معقدةً، يخاطب بولس مشكلات مباشرة.
إلا أن هذا النوع من الرسائل قد يكون صعباً لأن بين أيدينا جانب واحد فقط من المراسلات التي تمت بين بولس والكنيسة. واستنتاج المشكلات التي كان بولس يرد عليها قد يجعل رسالة كورنثوس الأولى صعبة التفسير.
هناك مثالان يظهران رد بولس على أسئلة الكنيسة في كورنثوس. يبدأ 1 كورنثوس 7: 1 بهذه الكلمات: "وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا..."، ثم يكتب بولس عبارةً أغلب الظن أنها اقتباس من رسالتهم: "فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً." ثم يرد بولس على هذه الفكرة قائلاً إن الأفضل للرجال والنساء أن يجتنبوا كل العلاقات الجنسية: "وَلكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا."
وهكذا أيضاً يبدأ 1 كورنثوس 8: 1 بالكلمات التالية: "وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ..."، وأغلب الظن أن العبارة التالية اقتباس من رسالتهم: "فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْمًا." ورد بولس هو: "الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي."[5]عندما نقرأ الرسائل إلى كورنثوس، نطلع على جانب واحد فقط من المراسلات. وفي بعض الأحيان يكون علينا أن نميز بين نصيحة بولس والاقتباس من رسائل مؤمني كورنثوس.
الهدف
كان الدافع من كتابة بولس لرسالته الأولى لأهل كورنثوس هو انزعاجه بسبب تقرير جائه من ثلاثة من قادة الكنيسة.[6]قال اسْتِفَانَاسَ وَفُرْتُونَاتُوسَ وَأَخَائِيكُوسَ إن هناك انشقاق في الكنيسة، وأن هناك تهاون مع الخطية، وأن سلطان بولس الرسولي جاري عصيانه. فكتب بولس رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس للرد على هذه المشكلات وللإجابة على أسئلة مؤمني كورنثوس.
محتوى كورنثوس الأولى
في المقدمة صرح بولس بأن سلطانه هو في كونه "رسول يسوع المسيح"، ويذكِّر مؤمني كورنثوس بأنهم "المقدسين في المسيح يسوع، المدعوين قديسين."[7]ثم يتناول سلسلة من المشكلات التي تظهر فشل أهل كورنثوس في الحياة وفقاً لدعوة الله لشعبه.
الانشقاق (1 كورنثوس 1 – 4)
كان بولس قد زرع الكنيسة في كورنثوس. وكان الواعظ الموهوب أبولوس قد كرز هناك وفقاً لتعليمات أكيلا وبريسكيلا.[8]من المحتمل أن يكون بولس قد زار كورنثوس.[9]انقسمت الكنيسة في كورنثوس إلى فرق، وكانت كل مجموعة تزعم أنها تحت قيادة أحد هؤلاء المعلمين. وأعلن البعض أنهم فوق كل هذا الانشقاق، زاعمين أنهم "للمسيح". إلا أن حتى هذه المجموعة كان دافعها هو روح الكبرياء وليس التواضع.[10]
وتظهر المشكلات التي ناقشها بولس لاحقاً في 1 كورنثوس أن هذا الانشقاق كان له تأثير على العبادة الأسبوعية والاحتفاء بمائدة الرب في كورنثوس. إضافةً إلى ذلك، ربما كان هذا الانشقاق عاملاً في عدم استعداد الكنيسة لمواجهة الخطية المتفشية بين أعضائها.
يبدأ بولس بالدفاع عن خدمته. فإن الذين زعموا أنهم لأبولوس رفضوا سلطة بولس الرسولية وهزأوا من مظهره وكلامه غير الجذابين. ويدافع بولس عن سلطانه الرسولي لكي تكون له قاعدة لمخاطبة المشكلات القائمة في الكنيسة. وكأب روحي لهم، يحب بولس "أولاده الأحباء"[11]كثيراً فلا يستطيع أن يتركهم لشرهم. لذا يبدأ بولس بدفاع ضارٍ عن خدمته قائلاً "بُولُسُ، الْمَدْعُوُّ رَسُولًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ..."[12]
وإذ قارن بعض أعضاء الكنيسة كلمات بولس البسيطة بخطابة أبولوس اللبق، يشرح بولس أنه لم يأتِ "بسمو الكلام أو الحكمة." "وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ."[13]لم يهاجم بولس أبولوس،[14]بل أثبت أن خدمته في كورنثوس كان أساسها قوة الروح القدس العاملة في رسالته. يفتخر أهل كورنثوس بالحكمة البشرية، ويدعوهم بولس إلى العودة لبشارة الإنجيل.
الفجور (1 كورنثوس 5 – 6)
◄ كيف ينبغي أن يتعامل قادة الكنيسة مع الخطية المتفشية بين أعضاء الكنيسة؟
لكون كورنثوس ميناء روماني ومدينة تعج بالمعابد الوثنية التي كانت تحتوي على الزنى كجزء من عبادتهم للأوثان، كانت مدينة كورنثوس تشتهر بالمجون الجنسي. وكانت كلمة "كورنثي" تشير إلى فعل إفساد أخلاقيات المرء.
لقد رفضت كنيسة كورنثوس أن تؤدب أحد أعضائها كان يعيش في علاقة غير أخلاقية مع زوجة أبيه، وهو سلوك يرفضه حتى الوثنيون.[15]إلا أن كنيسة كورنثوس كانت قد صارت شديدة الكبرياء لدرجة جعلتها ترفض مواجهة هذه المشكلة.
إن تعليم بولس هام لفهم التأديب الكنسي الصحيح. أمر بولس بأن يتم استبعاد ذلك الشخص من الكنيسة راجياً أن يقوده ذلك إلى التوبة.[16]فعلى الكنيسة أن تدين الخطية بين أعضائها لسببين: ليكي يتوب الخاطئ ولاجتناب أن يلام الإنجيل. لم يتحدث بولس في هذا الجزء عن أعمال غير المؤمنين، ولا حتى عن خاطئ تائب، بل كان يتحدث عن الخطية الإرادية المستمرة من قِبَل عضو فعال في الكنيسة.
وفي نفس الإطار، تحدث بولس عن القضايا القضائية بين المؤمنين. ففي حين رفض أهل كورنثوس مواجهة الخطية في الكنيسة، كانوا يسرعون بأخذ الخلافات الشخصية إلى المحاكم. ويتسائل بولس كيف لهم أن "يدينوا العالم" إن لم يكونوا حكماء بالقدر الكافي لفض النزاعات بين الأخوة المؤمنين.
أسئلة من أهل كورنثوس (1 كورنثوس 7: 1 – 16: 9)
يتناول بولس في هذا الجزء سلسلة من الأسئلة التي طرحها أهل كورنثوس في رسالة كانوا قد أرسلوها لبولس.[17]ويبدأ بولس التحدث عن كل من تلك المواضيع بعبارة "وأما من جهة..."، فيسرد بولس السؤال ثم يجيب على المشكلة المطروحة.
التبتل والزواج (1 كورنثوس 7: 1 – 23)
كان البعض ينادون بأنه "حَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً."[18]ويجيب بولس بأن الزواج هو الإطار الصحيح للعلاقة الجنسية. ويتناول في هذا المقطع أيضاً مشكلة الطلاق، وكانت مشكلةً صعبةً على وجه خاص بالنسبة للمؤمنين الجدد الذي كانوا متزوجين من غير مؤمنين.
غير المتزوجات والأرامل (1 كورنثوس 7: 25 – 40)
لسبب "الضيق الحاضر"، كان بولس يعتقد أنه من الأفضل أن تظل غير المتزوجات غير متزوجات. إلا أنه أوضح أن ذلك كان رأيه الخاص، وليس "أمر من الرب." ويشير "الضيق الحاضر" إلى اضهاد المؤمنين من قبل الحكومة الرومانية. وقد يشير أيضاً إلى احتمالية زيادة الاضطهاد إذ يقترب الوقت المحدد لمجيء الرب.[19]
الطعام المقدم للأوثان (1 كورنثوس 8: 1 – 11: 1)
◄ في سياق خدمتك، ما الممارسات الثقافية التي تعادل مشكلة تناول ما ذبح للأوثان في كورنثوس؟
جاء الحوار الأطول لبولس رداً على مسألة تناول ما ذبح للأوثان الصعبة. لقد بنا أهل كورنثوس قرارهم على معرفتهم الفائقة: "نعلم أن لنا معرفة." ويرد بولس قائلاً إنه بدلاً من أن نبني قراراتنا على المعرفة وحدها (لأن المعرفة تنفخ)، علينا أن نسلك بدافع المحبة (التي تبني).
يفرق بولس بين تناول الطعام في مناطق الطعام في المعابد الوثنية والتسوق في الأسواق العامة. فالأكل في صالة الطعام بأحد المعابد قد يجعل المؤمن "القوي/ ذا المعرفة" يعثر الأخ الضعيف الذي قد يواجه إغراءً لمخالفة ضميره. وكمثال للروح التي على أهل كورنثوس إبدائها، يذكرهم بولس بأنه تخلى عن حقه في توقع الدعم المالي كراعٍ لهم لكي يكرز لمدينتهم.
إضافةً إلى ذلك، فإن تناول الطعام في المعبد الوثنية كان يعد مشاركةً في الممارسات الوثنية.[20]ويختتم بولس هذه الجزئية قائلاً "لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ."
ورغم أنه على المؤمنين ألا يأكلوا في سياق وثني ديني، يتعامل بولس بطريقة مختلفة مع مسألة التسوق في الأسواق العامة التي تبيع اللحم الذي ذبح للأوثان. فلأنه لا يوجد ارتباط مباشر بعبادة الأوثان، يقترح بولس ألا يطرح المؤمنون الأسئلة، وأن يشتروا ما توفر. والاستثناء من هذه الحرية هو وجود شخص قد يعثره هذا. فالأخ الضعيف قد يربط بين شراء اللحم وعبادة الأوثان. وفي هذه الحالة يذكر بولس أهل كورنثوس بمسئولية المؤمن بألا يطلب ما له، بل ما لقريبه.
إن المبدأ الأساسي هو المحبة. ومحبة الله تحول دون مشاركة المؤمن في مأدبة وثنية تقدم في أحد المعابد الوثنية. والمحبة لأخوتنا المؤمنين تحول دون تناول المؤمن للحم قد يؤدي إلى إعثار أخ ضعيف.
العبادة والمواهب (1 كورنثوس 11: 2 – 14: 40)
يتناول بولس بعد ذلك مسائل السلطان ومائدة الرب والمواهب الروحية. لقد ظهرت هذه المشكلات كنتيجة للكبرياء والانشقاق الذي كان ينهش في كنيسة كورنثوس. فبدلاً من أن يعدوا أنفسهم أعضاءً في جسد واحد، كان أهل كورنثوس يستخدمون المواهب الروحية كسبيل للدعاية لأنفسهم. ورد الفعل الصحيح لهذا التوجه هو تذكر أن المحبة أعظم من المواهب الروحية.
قيامة المسيح وقيامة الأموات (1 كورنثوس 15)
رداً على أسئلة تتعلق بمستقبل المؤمنين الراقدين، يبدأ بولس بتأكيد حقيقة قيامة المسيح التاريخية. ثم يقول إن قيامة يسوع هي "باكورة الراقدين." فلأن المسيح غلب الموت، صار للمؤمن وعد القيامة.
الجمع لأجل قديسي أورشليم (1 كورنثوس 16: 1 – 4)
في رحلته التبشيرية الثالية، جمع بولس تقدمةً من كنائس الأمم دعماً لمؤمني أورشليم الذين كانوا يعانون بسبب معارضة رؤساء اليهود. كانت التقدمة أمراً هاماً بالنسبة لبولس كتعبير عملي عن عقيدة الوحدة في الكنيسة. فبواسطة هذه التقدمة أظهر المؤمنون الأمميون أن عضويتهم للكنيسة كانت تشمل إلزاماً بدعم أخوتهم المؤمنين (اليهود).
وداع (1 كورنثوس 16: 5 – 24)
يختتم بولس رسالته بالتحدث عن نيته القيام بزيارة مستقبلية لكورنثوس، والسلام بيده، والوداع.
[1]الخريطة مأخوذة من https://www.bible-history.com/
[20]1 كور 10: 1 – 22 يستخدم قصة عدم إيمان شعب إسرائيل كتحذير من المشاركة في الممارسات الوثنية.
رسالة كورنثوس الثانية
الخلفية والهدف من رسالة كورنثوس الثانية
كتبت الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس بعد عام من كتابة بولس للرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. يبدو أن زيارة تيموثاوس لم تسفر عن حل لمشكلات كورنثوس. لذا قام بولس بزيارة الكنيسة بنفسه. ولكنها كانت زيارةً "مؤلمةً" قاومت الكنيسة خلالها سلطانه.[1]عاد بولس إلى أفسس حيث كتب رسالةً أخرى (ضائعة) وأرسلها مع تيطس.[2]
ومن أفسس، سافر بولس إلى مكدونية حيث انتظر ورود أخبار من كورنثوس. وأخبره تيطس بأن معظم أهل كورنثوس قد تابوا عن تمردهم.[3]إلا أن مجموعةً صغيرةً ما انفكت ترفض سلطان بولس. والجزء الأخير من رسالة كورنثوس الثانية يخاطب هذه المجموعة ويعد الطريق لزيارة بولس الثالثة.
أهداف كتابة الرسالة الثانية لأهل كورنثوس:
مدح أهل كورنثوس على توبتهم التي أخبر بها تيطس (1 – 7)
استكمال جمع التقدمة لمؤمني أورشليم (8 – 9)
التعامل مع التمرد المستمر من قبل بعض الأعضاء (10 – 13)
يوضح الجدول التالي الخط الزمني لرسالتي كورنثوس الأولى والثانية. وبالرغم من أن بعض التواريخ غير مؤكدة، إلا أن هذا هو الجدول الزمني المرجح لتعاملات بولس مع كنيسة كورنثوس.
بولس وكنيسة كورنثوس
العام
زيارة بولس
رسالة بولس
50م
زراعة الكنيسة خلال رحلة بولس التبشيرية الثانية
رسالة غير معروفة (1 كورنثوس 5: 9)
55م
كتابة رسالة كورنثوس الأولى من أفسس وإرسالها على يد تيموثاوس.
زيارة "مؤلمة" رفض خلالها سلطان بولس كرسول (2 كورنثوس 2: 1)
رسالة غير معروفة "شديدة اللهجة" أرسلت مع تيطس من أفسس أدت إلى التوبة (2 كورنثوس 7: 8 – 16)
56م
رسالة كورنثوس الثانية، تمت كتابتها من مكدونية، أرسلت بيد تيطس
57م
زيارة بولس الأخيرة لكورنثوس (2 كورنثوس 12: 14)
محتوى الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس
الأسلوب الذي كتبت به الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس يظهر تنوع أهدافها. فمن يقرأ يجدها كمقتطفات، ردود من بولس على مواضيع عديدة مختلفة. وكالرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، إنها رسالة اقتضائية تتناول قضايا محددة تتعلق بالوضع في كورنثوس. والأفضل من أعطاء نظرة عامة على هذه الرسالة أن نحدد بعض الأفكار الرئيسية التي تم تناولها في الرسالة.
الدفاع عن رسولية بولس
في شيء من الحرج البادي يدافع بولس عن رسوليته في مقطع طويل. لقد استخدم أعداء بولس آلامه وضعفاته كدليل ضد سلطانه كرسول. وأولئك الأعداء يجدون المجد في النجاح والقوة، أما بولس فيفتخر بضعفاته "لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ."[4]إن سلطانه هو من الله الذي اختار أن يعمل من خلال ضعفات بولس كسبيل لإعلان مجد الله.
الدفاع عن نزاهة بولس
كان بولس ينوي زيارة كورنثوس في وقت سابق، ولكنه أجل زيارته ليعطي مجالاً للشفاء من جراح الزيارة السابقة. ولهذا السبب سافر إلى مكدونية بدلاً من أن يذهب مباشرةً إلى كورنثوس. وصار تغيير الخطة هذا أساساً لقيام أعداء بولس بالهجوم عليه: إذ اتهموه بعدم المصداقية. لذا يشرح بولس سبب تغيير خطته في ضوء قيادة الله لخدمته.[5]
التخطيط لزيارة بولس الثالثة
ظل البعض يرفضون سلطانه وينادون بضعف بولس. كتب بولس عن نيته العودة إلى كورنثوس، وناشدهم أن يتوبوا قبل مجيئه. ورغم الاضطراب الذي أثاره هؤلاء الأعداء، كان هدف بولس هو المصالحة. وفي فقرة سابقة من الرسالة نجده يؤكد لمخطئ تائب الغفران.[6]وفي نهاية الرسالة يناشدهم مرة أخرى بالاسترداد. إن هدف بولس هو المصالحة، وليس الانتقام.
أغلب الظن أن تاريخ كتابة رسالة غلاطية كان حوالي عام 48م. كرز بولس وبرنابا للجزء الجنوبي من غلاطية خلال الرحلة التبشيرية الأولى، والتي بدأت في عام 47م. ومن المرجح أن بولس كتب رسالة غلاطية للرد على مشكلات ظهرت بين أولئك المؤمنين الجدد بعد رحيلة بفترة وجيزة.
ومن الحجج التي ترجح هذا التاريخ حقيقة أن بولس لم يذكر مجمع أورشليم في هذه الرسالة. ولأن الرسالة تتناول مشكلة الأمم والشريعة (المسألة التي تم اتخاذ قرار بشأنها في مجمع أورشليم عام 49م)، فمن المرجح أن بولس كان ليذكر المجمع لو كان كتب الرسالة بعد 49م. وبهذا، تصير رسالة غلاطية أولى رسائل بولس إن كانت قد كتبت عام 48م.
الهدف
يتضح الهدف من كتابة الرسالة في المقطع الافتتاحي لها. فبعد قبول المسيح كنتيجة لخدمة بولس، ترك مؤمنو غلاية الإنجيل. ويكتب إليهم بولس ليدعوهم للعودة إلى إنجيل المسيح، الخبر السار، شريعة المحبة المعاشة في قوة الروح.
بعد رحيل بولس وبرنابا عن غلاطية بوقت قصير، جاء معلمون كذبة إلى الكنيسة. ونادوا بأنه على المؤمنين الأمميين أن يختتنوا وأن يتبعوا الشريعة اليهودية. وأولئك المعلمون لم ينكروا عمل يسوع المخلص بالكامل، إنما أصروا على أننا نتبرر بالإيمان في المسيح إضافةً إلى طاعة الشريعة. وكتب بولس الرسالة ليذكر المؤمنين الجدد بأننا قد تبررنا بالعمة، بالإيمان وحده.
المحتوى
تعد رسالة غلاطية هي الرسالة الأشد لهجةً بين رسائل بولس، فنجده ينتهر الغلاطيين على حماقتهم لالتفاتهم إلى إنجيل آخر ويدعوهم للعودة إلى إنجيل المسيح الحق. ويفعل ذلك من خلال سلسلة من الاختيارات المتناقضة. تعد الرسالة إلى أهل غلاطية دعوةً لاتخاذ قرار خطير: الحرية في المسيح أو العبودية في الجسد.
الإنجيل الحقيقي والإنجيل الزائف
على عكس رسائل أخرى يعرِّف فيها بولس نفسه على أنه رسول وخادم ليسوع المسيح، نجد أنه في رسالة غلاطية يعرِّف نفسه من خلال كلمات السلطة وحدها. "بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ."[1]وهي لغة السلطان الرسولي.
وواجهت رسالة بولس مقاومةً من المهودين في غلاطية. ومن المرجح أن جزء من تلك المقاومة كان أن "بولس لم يكن من تلاميذ المسيح. بل وكان مضطهداً للكنيسة! فلماذا تنصتون لرسالته؟ ليس رسولاً حقيقياً." فأجاب بولس قائلاً إنه لم يتم اختياره من قبل إنسان أو بجهود بشرية. بل أنه صار رسولاً بدعوة من يسوع المسيح نفسه والله الآب الذي أقامه من الأموات."
أراد بولس أن يعرف مؤمنو غلاطية أن الإنجيل الذي كرز لهم به هو الإنجيل الحقيقي ليسوع المسيح. وسجلت إحدى عظات بولس في غلاطية في أعمال الرسل 13: 16 – 41.
◄ اقرأ عظة بولس في أعمال الرسل 13: 16 – 41. ما المواضيع التي شملتها عظته؟
لاحظ محتوى هذا الملخص للإنجيل:
عمل الله من خلال تاريخ إسرائيل ليأتي بمخلص.
يسوع هو المخلص، كما أعلن يوحنا المعمدان.
رُفِضَ يسوع من قبل " السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ."[2]
"وَبِهذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى."[4]وهذه رسالة خطيرة ومحورية للمؤمنين الأمميين. من رسالته الأولى كرز بولس بأننا نتبرر بالإيمان (كل من يؤمن)، وليس بشريعة موسى.
هذا هو الإنجيل الحقيقي، رسالة التبرير بالإيمان وحده. في الوقت الذي كتب فيه بولس رسالة غلاطية، كان أولئك المؤمنون الجدد قد تحولوا إلى "إنجيل آخر"، إنجيل ليس بإنجيل.[5]إن عبودية "التبرر بأعمال الناموس" هي أبعد ما يكون عن الخبر السار "للتبرير بالإيمان" الذي كرز به بولس.
التبرير بالإيمان
الإنجيل:
"بالإيمان نخلص."
المهودون:
"بالإيمان الشريعة نخلص."
مخاطر تهدد الإنجيل اليوم:
"نخلص بالإيمان _____."
النعمة في مقابل الشرعوية
ما هو "الإنجيل الكاذب" للشرعويين؟ كان "المهودون"[6]ينادون بأن المؤمنين الأمميين يستحقون الخلاص فقط من خلال إطاعة كل أوجه شريعة موسى. أما بولس فكان يعلِّم أن التبرير بالنعمة وليس بالأعمال. واستند في ذلك إلى 4 حجج:
خبرة بولس. أشار بولس إلى البشارة التي أعلنت له في الطريق إلى دمشق. لقد كان بولس عدواً للإنجيل، وكان يضطهد الكنيسة. كان "يتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِه فِي جِنْسِه، إِذْ كُان أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِه."[7]فلو كان الخلاص يتحقق بطاعة الناموس، لما كان بولس بحاجة إلى الإنجيل، إذ كان أميناً في طاعتة الناموس. أما الله، فسر بأن يعلن ابنه، وأن يأتي ببولس إلى حقيقة أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بالإيمان بيسوع المسيح.[8]
خبرة الغلاطيين. استقبل الغلاطيون الروح القدس "بالإيمان" وليس "بأعمال الناموس." لا يمكنهم أن "يتمموا بالجسد" العمل الذي "ابتدأ بالروح."[9]
خبرة إبراهيم. "آمن إبراهيم بالله، فحسب له ذلك براً." والآن صار كل من يؤمن "ابناً لإبراهيم."[10]وكما قد تبرر إبراهيم بالإيمان، يتبرر المؤمن بالإيمان لا بالأعمال.
الشريعة نفسها. يقول بولس إن كل من يتكل على أعمال الناموس هو تحت لعنة الله، أما "البار فبالإيمان يحيا."[11]يناشد بولس المؤمنين الغلاطيين قائلاً "فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ."[12]
من هو الشخص الشرعوي؟
هل الشخص الذي يحرص على طاعة الله شخص شرعوي؟ كلا! فالله يتوقع من أبنائه أن يطيعوه.الشرعوي هو الشخص الذي يخضع لشريعة الله لكي ينال الخلاص.
المشكلة في القلب، لأنه من الخارج، قد يبدو الشرعوي والشخص ذو الإيمان متشابيهن.إن المؤمن يطيع الله لأنه يحب الله ويريد أن يرضيه.أما الشرعوي فيطيع الله لكي يستحق رضاه.إن الدافع للطاعة، وليس الطاعة في حد ذاتها، هو ما يجعل الشخص شرعوياً.
ثمر الروح في مقابل عبودية الجسد
◄ هل تعطينا الحرية من أعمال الناموس تصريحاً بأن نسلك بحسب رغباتنا الجسدية؟
أدرك بولس الخطر الذي من الممكن أن يتأتى بفعل التطبيق الخاطئ لرسالة التبرير بالإيمان وحده. فقد يقول من يقرأ رسالة بولس "ما أروع هذا الخبر! أتبرر بالنعمة بالإيمان. وليس للشريعة أهمية. يمكنني أن أفعل ما يحلو لي! أستطيع أن أحيا بحسب رغباتي الجسدية." ويرد بولس في رومية وفي غلاطية على هذا التعليم الخاطئ. ففي رومية، يذكر القارئ بأن من يموت عن الخطية لا يمكنه أن يحيا بعد في الخطية.[13]وفي غلاطية يقول بولس: "اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ."[14]
يحذر بولس القارئ قائلاً "لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا."[15]لم يُنادي بولس قط بأن الشريعة عديمة الفائدة، بل علَّم أن الناموس يتحقق (أي يكتمل) بالمحبة. إن رد بولس على الشرعوية ليس تصريحاً بارتكاب الخطية عمداً. بل الرد على الشرعوية هو المحبة. بالمحبة تتمم الشريعة. إن كنا نحب الله فإننا سنسلك في شريعته طوعاً، ومن خلال الشريعة نعرف كيف نسلك كما يرضي الله. نطيع ليس من منطلق العبودية، بل المحبة. فالمحبة تتمم الناموس.
المحبة:
الاستباحة:
الشرعوية:
"إنني مُخَلَّص بالنعمة، وأطيع الله بدافع محبتي لمن خلصني بنعمته!"
"إنني مُخَلَّص بالنعمة، والأعمال لا قيمة بها."
"إنني مُخَلَّص بأعمالي.
يقدم بولس مقابلة بين أعمال الجسد وثٍمر الروح.[16]يقول إننا إن عشنا في الروح وسلكنا في الروح، فإننا سنظهر ثمر الروح في حياتنا. إن كنا نزرع للجسد، فإننا سنحصد فساداً، وإن كنا نزرع للروح، فإننا سنحصد حياة أبدية.[17]إن ناموس المحبة ليس تصريحاً للخطية، بل المحبة تمكِّننا من السلوك في طاعة الله.
ولناموس المحبة تطبيقات عملية عظيمة للمؤمن. فالحياة بهذه الطريقة تجعلنا نسترد من يسقطون أمام التجارب، وسنحمل بعضنا أحمال بعض، وسنقيّم أنفسنا جيداً، وسنحصد حياةً أبديةً.[18]وهذه هي الحرية المسيحية الحقيقية.
[6]"المهود" مصطلح يستخدم لوصف المعلمين الذين ظهروا في الكنيسة الأولى والذين حاولوا المزج بين الممارسات اليهودية والعقيدة المسيحية. كانوا يزعمون أنهم مسيحيون، ولكنهم كانوا يصرون على أن المؤمنين الأمميين يجب أن يتبعوا الشريعة اليهودية.
حين نواجه المشكلات في الكنيسة، يظهر لدينا ميل في بعض الأحيان للاعتقاد في أن الأمور لم تكن بهذا السوء في الماضي. ولكن أهل كورنثوس وأهل غلاطية يذكروننا بأن مشكلات اليوم ليست بجديدة. فهذه الرسائل تخاطب كنيسة القرن الحادي والعشرين بشكل مباشر.
تذكرنا رسالة كورنثوس الأولى بوحدة الكنيسة. فبالرغم من أننا نختلف في مجالات عديدة، إلا أن جسد المسيح جسد واحد. وينبغي أن يرشدنا هذا الحق في التعامل مع الاختلافات داخل الكنيسة، وفي مواجهة الصراعات بين المؤمنين، وفي استخدام مواهبنا لبناء جسد المسيح.
إن هذه الرسائل تذكرنا بأننا مدعوون لخدمة المصالحة. في كورنثوس يشرح بولس أن الغفران ينبغي أن يُعطَى مجاناً حيثما كان هناك شقاق في الكنيسة. وهكذا أيضاً، في رسالة غلاطية يشرح بولس أنه علينا أن نطلب استرداد الساقطين.
تذكرنا رسالة غلاطية بعقيدة التبرير بالنعمة، بالإيمان العظيمة. يحذر بولس من أية محاولة لتعليم أن "التبرير بالإيمان مع شيء آخر..." فلا شيء (شريعة موسى، الأعمال، أو أي شيء آخر) يمكن إضافته للإيمان في عمل المسيح كأساس لتبريرنا أمام الله.
تذكرنا رسالة غلاطية بالتطبيقات الحياتية لناموس المحبة. إن ناموس المحبة يغير حياتنا كمؤمنين.
خاتمة
في شهر مايو من عام 1738، شهد ويليام هولاند ليقين الإيمان بعد استماعه لتشارلز ويسلي يقرأ من تفسير لوثر لرسالة غلاطية. كتب تشارلز في مذكراته: "قضيت بعض الساعات الخاصة هذا المساء مع مارتن لوثر، والذي كان مباركاً جداً بالنسبة لي... اجتهدت وانتظرت وصليت لكي أشعر بذاك الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي."
وبعد بضعة أيام، في أحد الخمسين، اختبر تشارلز نفسه تأكيد الإيمان. وبعد أربعة أيام، بينما كان يستمع إلى ويليام هولاند يقرأ من مقدمة مارتن لوثر لرسالة رومية، اختبر جون ويسلي الإيمان.
لقد غيرت رسالة التبرير بالإيمان لوثر والأخوين ويسلي وملايين المؤمنين الآخرين. ولم تزل هذه الرسالة اليوم بنفس الأهمية التي كانت عليها في القرن السابع عشر.[1]
[1]من J. I. Packer’s “Introduction” to Luther’s Commentary on Galatians. (Wheaton, IL: Crossway Classic Commentaries, 1998).
واجبات الدرس السادس
(1) في بداية الدرس التالي، قم بحل الامتحان على هذا الدرس. ادرس أسئلة الامتحان جيداً استعداداً للامتحان.
(2) اختر أحد الواجبات التالية:
كدليل إرشادي لدراسة رسالة كورنثوس الأولى، اكتب صفحةً واحدةً كإطار للتكلم عن كل من المشكلت التي تناولها بولس في هذه الرسالة. وينبغي أن يشمل الملخص على ثلاثة عناصر:
السؤال أو المشكلة
مخلص قصير لإجابة بولس
الشاهد الكتابي من 1 كورنثوس والذي نوقش فيه السؤال.
اكتب مقالاً يبلغ طوله صفحةً واحدةً عن التحديات الحديثة التي تواجه عقيدة التبرير بالنعمة بالإيمان. فبينما لم نعد نواجه المهودين ومحاولاتهم فرض الختان، ما الأشياء التي تضاف في بعض الأحيان من قبل المؤمنين للنعمة بالإيمان كأساس للتبرير؟
امتحان الدرس السادس
(1) لماذا كانت كرونثوس مدينةً هامةً في استراتيجية بولس التبشيرية؟
(2) من كان العامل مع بولس في تأسيس الكنيسة في كورنثوس؟
(3) ما المشكلات التي كانت في الكنيسة والتي كانت دافعاً لكتابة رسالة كورنثوس الأولى؟
(4) ما العبارة التي تقدم لنا كل سؤال يجيب عليه بولس في كورنثوس الأولى؟
(5) اذكر 3 أفكار تناولها بولس في كورنثوس الثانية.
(6) ما الهدف من كتابة بولس لرسالة غلاطية؟
(7) ما التعليم الخاطئ للمهودين؟
(8) ما لاختيار المقدم في غلاطية؟
(9) عرِّف الشخص الشرعوي.
(10) في حجته المضادة للشرعوية، أشار بولس إلى 4 أشياء، م هي؟
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.