مراجعة الدرس
راجع النقاط الرئيسية للدرس التاسع. اسأل الطلاب المستعدين لمشاركة صلواتهم الشخصية من الدرس الخامس.
Search through all lessons and sections in this course
Searching...
No results found
No matches for ""
Try different keywords or check your spelling
2 min read
by Tim Keep
راجع النقاط الرئيسية للدرس التاسع. اسأل الطلاب المستعدين لمشاركة صلواتهم الشخصية من الدرس الخامس.
بنهاية هذا الدرس، يجب على الطلاب أن:
(1) يفهموا أهمية الاعتراف والخضوع والخدمة.
(2) يكتسبوا حكمة عملية لغلبة الخطية المحيطة.
(3) يمارسوا هذه التدريبات.
شهادة 1
لقد خلصتُ في سن السابعة عشرة. كان لدي اختبار تجديد رائع على المذبح الموجود في كنيستنا الريفية الصغيرة. كان اختبارًا رائعًا جدًا لدرجة أنني عرفت أنني لن أخزى الله مرة أخرى، بأي شكل من الأشكال، ومع ذلك، بعد عدة أسابيع، فشلت بطريقة ما وكانت سحابة فوق روحي. شعرت وكأنني بحاجة للعودة إلى المذبح. ذهبت إلى أمي وسألتها عما يجب عليَّ فعله. قالت، "يا بني، فقط قم ببناء مذبح في قلبك، اعترف بذلك كله لله وواصل المسير." لقد فعلت ذلك، وعادت أشعة شمس الضمان واضحة. وبعد 40 سنة من الحياة للرب والدراسة والتدريب - اكتشفت أن القليل من الناس لديهم القدرة على تقديم مثل هذه الإجابة البسيطة والعملية لمشكلة الخطيئة! - دكتور مايكل أفيري
شهادة 2
منذ سن مبكرة، كنت ماهرًا في فن الرياء. كان والداي في خدمة الموسيقى. وكطفل صغير تعلمت كيف أقول الأشياء الصحيحة، وأرنم الترانيم الصحيحة، وأرفع يدي في الأوقات المناسبة. لقد جعلت اعتراف الإيمان طوال المدرسة الثانوية وكل ذلك من خلال الكلية، بما في ذلك أربع سنوات في كلية الكتاب المقدس. ومع ذلك، هناك فرق بين اعتراف الخلاص وامتلاك الخلاص. على الرغم من أن معظم الناس، بما في ذلك الأصدقاء الأوفياء، اعتقدوا أنني كنت مؤمنًا، لكنني أدركت أن كل ذلك كان استعراضًا وحسب. عشت حياة الخطية سرًا، مخفية عن أصدقائي وعائلتي. كنت أيضًا اشارك في الخدمة خلال هذا الوقت. في بعض الأحيان، كنت أطلب غفران الله، لكنني كنت أقول له دائمًا إنني سأفعل بشكل أفضل، وأن أكون أفضل وأن أحاول إصلاح نفسي. وفي غضون أيام أو أسابيع من الصلاة، كنت أفضل العودة إلى طرقي الخاطئة.
في مارس من عام 1999، أثناء القيادة إلى النهضة الروحية التي كنت أقود الموسيقى فيها، وصلت إلى الحضيض. في تلك الرحلة التي استغرقت 45 دقيقة بالسيارة، أعلن لي الله أعماق خطيتي وكرهت ما رأيته. صرخت إلى الله وأخبرته أنني لم أكن أعتقد أني مؤمن. قلت له إنني سئمت من محاولة إصلاح نفسي وفشلت. ما زلت أتذكر كلمات هذه الصلاة: "يا رب، إما أن تخلصنى أو لا، ولكن في كلتا الحالتين كنت أقوم بتزييفها!". وفي لحظة، فعل الله لي ما كنت أحاول القيام به لنفسي عدة مرات: لقد خلصنى! لم يكن هناك شك في ذهني أنه قام بهذا العمل. وحياتي لم تكن هي نفسها بل تغيرت منذ ذلك الحين.
على مدى السنوات القليلة التالية بعد تجديدى، أعطاني الله فرصًا في الخدمة، وبنعمة استخدمني لمجده. ومع ذلك، كنت أخشى من جعل الناس يرونني على حقيقتي. كنت أخشى أنه إذا اكتشفوا، بطريقة ما، من اعتدت أن أكون عليه، فلن يستمعوا إلى كلمة قلتها أو لايصدقون خدمتي. وبينما كنت أعترف رأسيًا إلى الله، فإن آخر ما أردت القيام به هو الاعتراف أفقيًا لشخص آخر.
عندما ركعت للصلاة في صباح أحد الأيام بينما كنت اتمتع بوقت التعبد الشخصي في شهر مارس من عام 2006، تكلم الله بوضوح إلى قلبي وأخبرني أنني بحاجة إلى الاعتراف بماضىَّ. منذ أكثر من أسبوع، كنت اصارع لكى أشارك بحياتي السابقة. وأخيرًا، في صباح يوم الثلاثاء، اتصلت برئيس جامعي سابق وشاركت قصتي، واعترفت بريائى، وطلبت الغفران. في حين أنني لا أتذكر بالضبط ما قاله ردًا على ذلك، فما أتذكره هو الشعور بعبء يتم رفعه. كنت حرًا! - القس كيث واجونر، نامبا، ايداهو.
تقدم هاتان القصتان منظورًا مفيدًا ونافعًا للحياة المنتصرة. بالنسبة لشهادة د.أفري فأنها تعلم الشباب المسيحيين كيفية التعامل مع الفشل وهم يتعلمون السير مع الرب:
(1) "بناء مذبح"،
(2) "اعترفوا جميعًا إلى الله"،
(3) "تحركوا للأمام".
أنا أقدّر بساطة هذا، أليس كذلك؟ كثيرًا ما نجعل الحياة المسيحية معقدة للغاية.
ولكن ماذا عن الصراعات المستمرة أو الخطايا أو الإحساس بالخجل الذي يربطنا؟ إن شهادة القس كيث، هي شهادة على الكيفية التي يمكن للتدريبات الروحية أن تحررنا من المشاكل الأكثر عمقًا في حياتنا الروحية.
ستوفر ممارسة التدريبات الروحية، إلى جانب خدمة الروح القدس، التدريب لحياة منتصرة. إنها ضرورية للغاية للتحرك خارج حياة مسيحية اسمية، فاترة، مهزومة في أغلب الأحيان. وقد أثبت ذلك كل جيل مخلص من المؤمنيين.
لقد تعلمنا المكانة المهمة للتدريبات الروحية في حياة كل مؤمن. كانت مهمة في حياة يسوع. وإذا تم تشكيلنا إلى صورته، يجب أن تصبح مهمة بشكل متزايد في حياتنا كذلك.
ونحن أيضًا نتعلم أن هذه التدريبات الروحية تحارب العالم والجسد والشيطان. وأنها وسيلة النعمة، التى تجهزنا للمعركة. أنها توفر التمتع بقدر أكبر من الله؛ وأنها وسيلة للنعمة لتشكيل التلاميذ العاديين إلى صورة المسيح.
في هذا الدرس، سوف نستكشف بإيجاز العديد من التدريبات الروحية الكلاسيكية ونبحث عن طرق عملية لدمجها في مسيرتنا مع الله[1].
"اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا." (يع5: 16).
وفقًا للمسيح، فإن ممارسة الاعتراف إلى الله في الصلاة الفردية الخاصة هي طريقة للحصول على الغفران المستمر[1]. ولكن الروح القدس يعلم أيضًا أن الاعتراف لبعضنا البعض هو وسيلة للشفاء الروحي. يبدو أن يعقوب يعلم أن الشفاء الروحي يؤدي أحيانًا إلى الشفاء الجسدي أيضًا.
تعريف التدريب على الاعتراف
إن التدريب على الاعتراف هو الاعتراف لشخص آخر بتواضع لفشل (خطية) روحي محدد ومناطق معروف أنها ليست مسيحية كوسيلة للشفاء الروحي[2]. فالاعتراف إلى مؤمن آخر نحتاج إليه خاصة في مناطق الخطية المحيطة وعندما يكون الإحساس: الشعور بالذنب والعار لفشل الماضي لن يختفي. في حين أن الغفران يأتي من خلال الاعتراف إلى الله، إلا أن الكثيرين قد اكتشفوا أن الاعتراف إلى عضو موثوق به في جسد المسيح هو في كثير من الأحيان خطوة متواضعة لتحريرهم.
◄ مطلوب قراءة (يع 5: 16) معًا. لاحظوا العلاقة بين الاعتراف والشفاء.
عدم الاتفاق بين "الخطية" والاعتراف
إن تدريب الكتاب المقدس للاعتراف يجعل بعض المسيحيين غير مرتاحين لأنه يبدو مستبعدًا لحياة القداسة والسير المنتصر مع الله. قد يتساءل البعض، كيف يمكن للمرء أن يدعي أنه يعيش حياة مقدسة ولديه أشياء يجب الاعتراف بها؟ يتعلق أحد الجوانب المركزية للجدل بالكيفية التي يعرف بها المعلمون المؤمنون الخطية.
[3]يميل بعض المؤمنين إلى تعريف الخطية على نطاق واسع تمامًا على أنها أي "قصور" في بر الله الكامل. وفي هذا التعريف، لا يوجد في كثير من الأحيان أي اختلافات كتابية بين الخطايا المتعمدة مع سبق الاصرار، والخطايا التي تستولى على المؤمنين فجأة (بسبب الضعف الروحي)، أو المواقف والعواطف غير المسيحية. ويعرّف الممؤمنون الآخرون الخطية بضيق شديد بتعد واعِ، متعمد ضد قانون الله ولا شيء أكثر من ذلك. فكلا الطرفين المتطرفين يميلان إلى تجاهل اهتمامات الحياة الحقيقية التي يمتلكها الممؤمنون المخلصون الأمناء.
[4]من ناحية، إذا كنا نعتقد أن التمرد المتعمد متساوٍ مع الانزلاقات الروحية أو المواقف غير المسيحية، عندئذ قد نستخف بالخطيئة المعتادة، والتي يقول عنها الكتاب المقدس أن المؤمنين الحقيقيين "لا يمكنهم" ارتكابها[5]. يقول البعض، "كلنا خطاة"، دون تمييز. من ناحية أخرى، بتعريف الخطيئة على نحو ضيق كإنتهاك صارخ لناموس الله، أصبح العديد من المؤمنين لديهم بر ذاتي. وقد أصبحوا غير حساسين تجاه مدى خطورة "الخطايا" المحزنة للروح القدس - الأفكار النجسة، والبحث عن الأخطاء، وموقف الشكوى، وعدم الصلاة، والغش، وفشل الإنقياد بالروح، والتعصب، والغطرسة، وما إلى ذلك. إنهم يبررون المواقف والسلوكيات غير المسيحية لأنهم يرونها فقط كضعف أو أخطاء بشرية، بدلاً من الخطايا.
لا ينبغي لنا أن نشعر بالقلق إزاء تعريفات الخطيئة بقدر ما يتعلق بمشاكل الحياة الحقيقية في حياتنا وشخصيتنا التي تأتي بيننا وبين الله وتعيق علاقتنا مع الآخرين. تذكر أن هدف الله في الخلاص هو تشكيلنا إلى صورة ابنه.
يجب أن نسمح لكلمة الله بتشكيل فهمنا للخطأ وكذلك معيار ما هو صحيح.
بعض الطرق التي يصف بها الكتاب المقدس الخطية[6]
مثلما لدى شعب الأسكيمو في أمريكا الشمالية خمس كلمات مختلفة على الأقل لوصف الثلج، فإن الكتاب المقدس يعرف ويصف الخطية بطرق مختلفة.
◄ ابحث عن هذه الشواهد الكتابية التالية وناقشها.
الخطيئة كإهمال[7]، عدم فعل كل الصلاح الذى يجب أن افعله.
الخطية هى اختيار وقرار[8]، اختيار إرادي لما أفعله وأعلم أنه ضد ناموس الله.
الخطية هي مخالفة الضمير[9]، فعل شئ نعتقد أنه خطية، حتى لو لم يكن مخالفًا لكلمة الله.
الخطية هي الجهل[10]، انتهاك غير مقصود لوصايا الله التي تحتاج إلى تغطية دم يسوع حتى لو لم نكن على علم بها.
خطية واحدة[11]، فعل واحد يغيظ الرب.
ممارسة الخطية[12]، ممارسة الخطية كأسلوب حياة، والتى لا يفعلها الابن الحقيقي لله. هذه هى الخطية التى أمر فيها يسوع الرجل الأعرج والمرأة الزانية أن لا يخطئوا فيما بعد.
العمى عن تحيزنا وريائنا[13]، هذه خطية جهل بطرس والآخرين معه.
إحزان الروح القدس[14]، أي فكر، أو كلمة، أو فعل غير متشابه بالمسيح، تحزن الروح القدس.
المواقف والرغبات الدنيوية[15]، التذمر والشكوى ضد الله أو اشتهاء الأشياء الخاطئة.
الخطايا غير المقصودة[16]، أو خطايا الغفلة[17]، الخطية التى تتغلب على المؤمن في لحظة التجربة والضعف.
يجب أن تجعلنا الأوصاف الكثيرة للخطية الموجودة في الكتاب المقدس متواضعين وتجعلنا نشعر بحاجتنا المستمرة إلى دم يسوع المطهر. يجب أن نذكر أن يسوع مات وقام مرة أخرى - ليس فقط للتكفير عن الخطية المتعمدة، بل عن كل فكر وكلمة وعمل يسبب ألمًا ويقلل من مجده. يجب أن نذكر أيضًا أنه بغض النظر عن المسافة التي قطعناها في مسيرتنا مع الرب، فإننا نحتاج باستمرار إلى يسوع كمدافع (كشفيع) لنا: "يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ"[18]
نصائح عملية ورعوية بشأن الخطيئة، للدكتور مايكل أفيري
كتب الدكتور مايك أفيري: "لا يؤمن المؤمنون بالخطية. ومع ذلك، لا يزال هناك دائمًا احتمال مشترك حتى يصل إلى السماء. علاوة على ذلك، هناك احتمال واضح في مكان ما على طول الطريق، سوف نخطئ ونحتاج إلى الغفران. وهذا هو السبب في كتابة (1يو2: 1-2)
يقدم الدكتور أفيري النصائح العملية التالية فيما يتعلق بالخطيئة:
(1) لا تقلل من خطيتك أبدًا - "آه هذا لا يهم"!
(2) لا تعظم خطيتك - كيف؟ يمكن أن يرفض المؤمنون أصحاب الضمير أن يتوبوا ويتحركوا للأمام -يبدو أنه لا يمكنهم أن يغفروا لأنفسهم ويسمحوا لها بأن تطاردهم.
(3) لا تبرر خطيتك بسبب الظروف.
[19]كيف يتعامل الشخص مع خطيته يروي الكثير عنهم وعن (نضجهم). المؤمن الصادق الناضج لن يلعب بالكلمات. ولكنه سوف... يعترف بفشله على وجه السرعة، ويتوب عنها، ويجد نعمة، ويقوم بالتعويض إذا لزم الأمر، ويتحرك إلى الأمام. ولكن المؤمن غير الناضج أو الجسدي سوف يتصارع مع الله، ويبرر نفسه، وربما ينفي الخطية. هذا هو ذروة الكبرياء الديني. تذكر ان الله يقاوم المستكبرين لكنه يعطي نعمة للمتواضعين.
عندما نرتكب الذنب، أمامنا خياران:
أولاً: يمكننا أن نغطي الخطايا ونعاني من العواقب. "مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ." (أمثال 28: 13).
ثانيًا: يمكننا الاعتراف بالخطايا والعثور على الشفاء. وفقًا لـ (يعقوب 5: 16)، فإن الاعتراف يجلب الشفاء. والمعترفون يجدون الحرية التي لا يمتلكها المنكرون.
يمكننا التغلب على الخطايا بالنعمة. يمكننا أن نعيش فوق كل خطية متعمدة ومعروفة بالنعمة فالحياة التى تعتمد على النعمة في المسيح من خلال قوة الروح القدس!
قوة الاعتراف
إن الاعتراف إلى أخ أو أخت موثوق به هو سلاح قوي ضد الخطية والإغراء.
(1) الإعتراف يجعل التجربة والإغراء يفقد قوته:
المعارك السرية هي الأكثر صعوبة في الفوز، والإغراء يكون أقوى عندما نكون معزولين ووحدنا. ما هي الخطية التي يغريك الشيطان بها؟ ما هي المواقف الخاطئة التي يمكن أن تنمو في قلبك إذا لم تعرضها للضوء؟ فالاعتراف يجلب قوة، وراحة، ومشورة من صديق روحي في معركتي ويجعل الانتصار أكثر احتمالاً[20] العديد من العائلات تضع أعمدة إنارة خارج منازلهم ليلا كرادع للدخلاء. الاعتراف هو رادع للخطية لأنه يضع إغراءاتنا حيث يستطيع الآخر رؤيتها ومساعدتنا في الدفاع عنها.
(2) الاعتراف يوجه ضربة حاسمة لعدونا الأكبر – الكبرياء:
إن الميل لحماية صورتنا في كل واحد منا. نريد أن يفكر الناس جيدًا فينا، وبالتالي، يميلون إلى ارتداء قناع والتظاهر بأننا شخصيات ليسوا على حقيقتهم. إن عمل تواضع الاعتراف سوف يقتلع الرياء ويهيئ تربة قلوبنا من أجل حصاد البر[21].
(3) الاعتراف غالبًا ما يطلق ضميرًا مذنبًا حرًا مما ينتج عنه ضمان الغفران:
نحن نعلم أن الله وحده يستطيع أن يغفر، ولكن، كأعضاء في جسد المسيح، سكنى الروح، تم تعييننا لتمثيله على الأرض. عندما نغفر لبعضنا البعض من خلال الروح القدس، يتم إطلاق نعمة الله الروحية. عندما يتكلم الإخوة والأخوات الممتلئين بالروح بكلام الرحمة بعضهم مع البعض، يكون الأمر كما لو أن يسوع نفسه يتحدث بهذه الكلمات. لقد حررنا بعضنا بعض. بهذا المعنى، نحل على الأرض ما قد حل في السماء[22]
في ظل العهد القديم، كان كهنة اللاويين هم ممثلو الله، ويؤكدون غفران الله للناس على الأرض واستعادة النعمة. هؤلاء الكهنة لم يقدموا فقط الذبائح والصلوات، بل كانوا وكلاء الله البشريين ليعلنوا لشعبه الطهارة الطقسية والغفران[23] عندما يتم شفاء الأبرص، على سبيل المثال، من مرض برصه - وهو مرض يجعله غير صالح للعبادة والشركة - كان عليه أن يقدم نفسه إلى الكهنة لتأكيد هذا الشفاء. كان كهنة الله هم ممثلو الله البشريين، ومؤيددين من الله لاستعادة الإنسان إلى الشركة.
◄ بعد أن شفى يسوع بطريقة معجزية العشرة البرص في (لو17: 14)، فماذا طلب منهم أن يفعلوا؟[24] لماذا كان يطلب ذلك؟ هذا يوضح حقيقة أن الله نادرًا ما يتجاوز كنيسته ولكن يسكب نعمة من خلال الكنيسة.
يعلم العهد الجديد كهنوت المؤمنين. وككهنة، ممتليئين بالروح القدس، نحن لا نقدم فقط الذبائح الروحية المقبولة لدى الله[25]، ولكننا أيضًا نمثل حب الله لبعضنا البعض. عندما نمد المحبة الغافرة، يبدو الأمر كما لو أن الله يمد محبته الغافرة أيضًا. وعندما نميز الانكسار الروحي والتوبة الحقيقية لمؤمنين آخرين ونقول لهم: "إذا كان الله غفر لك، فنحن نغفر لك أيضًا"، هناك نعمة شافية تنسكب في قلوبهم، وتغسلهم من الشعور بالذنب والخزى. وينطبق نفس الشيء علينا عندما نعترف. وكل من اختبر هذا سيشهد لسلطان الله الهائل إذا منحه لكنيسته لتدبير النعمة الشافية.
نصائح عملية لممارسة الاعتراف:
(1) ابحث عن شخص تقى (غير مثالي) بحيث يمكن أن تعترف له ببعض الخطايا المحيطة أو الصراع السري واخرج طاهرًا. اطلب منه الصلاة من أجلك.
(2) كن صادقًا وتأكد من عدم إلقاء اللوم على الآخرين. لا تعترف بالتفاصيل غير الضرورية. اطلب الحكمة.
(3) إذا شعرت أنه ليس لديك ما تعترف به، فاطلب من زوجتك أو زوجك أو زميلك في السكن أو صديقك أن يعطيك بعض الاقتراحات! اسأل "هل ترى أشياء في حياتي مؤذية وضارة؟".
(4) اقبل كلمة الله من خلال الشخص الذى تعترف له. "هذا هو أفضل فهم لكهنوت جميع المؤمنين. اسمع لتأكيدات الله بأنه قد غفرت لك خطاياك وصدقها[26].
(5) لا تبث أوتذيع اعترافاتك. قد يتطلب بعض إخفاقات القائد الروحي الاخلاقية اعترافًا للكنيسة، لكن معظم اعترافاتنا تتطلب دائرة صغيرة جدًا من واحد أو أثنين. يقول كيث دروري، "إن دائرة الاعتراف نادرًا ما تكون أكبر من دائرة الجرم أو الإساءة"[27].
◄ تأمل تدريب الاعتراف مع مجموعتك. ما هي الأفكار المفيدة؟ هل هناك أجزاء من هذا التعليم مربكة ومحيرة؟ اسمح لبضع دقائق للتأمل الشخصي أيضًا.
"كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ:«اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». (1بط5: 5).
لا يوجد أي تدريب أكثر أهمية من تدريب الخضوع، على الرغم من أنه يقدم بعض التحديات وكثيرًا ما أسيء فهمه وإساءة معاملته. (سنوضح بإيجاز بعض هذه التحديات وسوء الفهم والتجاوزات في هذا القسم.)
تعريف تدريب الخضوع كتابيًا
يعرِّف ريتشارد فوستر تدريب الخضوع بأنه "القدرة على وضع الحمل الفظيع المتمثل في الاضطرار إلى الحصول على طريقتنا الخاصة."[1] وهذا التدريب يتبع مثال يسوع، الذي أخلى نفسه، أخذًا صورة عبد، وأطاع حتى الموت[2].
◄ اقرأ الآيات التالية بعناية. ضع خطا تحت كل الكلمات التي لها علاقة بالخضوع.
"وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ اسْتِفَانَاسَ أَنَّهُمْ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ، وَقَدْ رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ،كَيْ تَخْضَعُوا أَنْتُمْ أَيْضًا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ، وَكُلِّ مَنْ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيَتْعَبُ." (1كو16: 15-16).
"خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ." (أف5: 21).
"أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، أَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ" (أف5: 22-23).
"وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ" (أف5: 24).
"أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ،" (أف6: 5-6).
"أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ" ( كو3: 18).
"أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ هذَا مَرْضِيٌّ فِي الرَّبِّ." (كو3: 20).
"فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ. إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ فَكَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ،" (1بط2: 13).
"كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ:«اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».(1بط5: 5).
"اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ." (عب13: 17).
هذه الآيات لا تترك أحدًا! الخضوع هو تدريب للجميع: "الخدام"، "الإخوة"، "بعضكم بعضًا"، "الزوجات"، "الأطفال"، "أنفسكم"، "الشباب"، "جميعكم". الكتاب المقدس يدعونا للخضوع لله، وللملوك والحكام، والقادة الروحيين، والأزواج، والآباء والأمهات، والسادة ولبعضنا البعض.
الخضوع هو عمل الطاعة:
يقول بولس "حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً"[3] إذا فالخضوع للسلطات هو بأمر من الروح القدس. ربما كان أحد أعظم الدروس التي يمكن أن نتعلمها في أي وقت هو الخضوع فقط لأن الله يوصي به. هذا هو الخضوع لكلمة الله.
الخضوع هو عمل ولكنه أيضًا موقف:
يتضمّن الخضوع أكثر من مجرد أعمال الخضوع، لكنه موقف الخضوع أيضًا. يمكننا أن نفعل ما يسأل الناس ظاهريًا فقط، بينما فى داخلنا يكمن الاستياء أو الغضب تجاههم. تذكرت قصة الطفل الصغير الذي كان يسيء التصرف. أخبرته والدته أن يجلس، وهو ما فعله. لكن شخصًا ما سمعه يقول: "أنا أجلس في الخارج، لكنى أقف في الداخل!" يريد الله أن نكون أشخاصًا "يجلسون" فى الداخل وفى الخارج أيضًا!
الخضوع للسلطة التي رتبها الله هو عمل ثقة
أولاً: إنه عمل يشهد على ثقتنا في خيارات الله السيادية. يحثنا بولس على "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَاللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ"[4] إذا كنا نعتقد أن الله هو حقًا السيد الرب وأنه في نهاية المطاف هو المسؤول عن من الذي ينتخبه، من مدرب أو مشرف، أو الآباء، أو زوجي، أو من يحصل على منصب، إذًا فالخضوع يصبح شهادة على حكمته.
تذكر، أن بولس عاش تحت حكم الديكتاتوريين الرومانيين القساة. ومع ذلك لم يبرر التمرد. كان يعلم أن الله ذو السيادة العليا. وقبله بقرون، قال الله لنبوخذ نصر، عن طريق دانيال، "حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ."[5] فثق أن الله هو صاحب السيادة العليا.
ثانيًا: الخضوع غالبًا ما يكون عمل ثقة في قدرة الله على تغيير قلب قائدنا. عندما لا نحب القرارات التي يتم اتخاذها، ولكن لا يوجد شيء يمكننا القيام به لتغيير الأشياء، ونحن نصلي بالوعد "قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ"[6] لقد سمعت زوجات يشهدن أنه عندما توقفن عن الشجار مع أزواجهن وبدأن في الصلاة من أجلهم وإظهار احترامهن لهم، بدأ الله يغير قلوب أزواجهن!
الخضوع يمكن أن يكون عمل سجود وعبادة:
اجعل المسيح بؤرة تركيزك أنك ستحرّر من الخوف! هكذا ينصح بولس كنيسة أفسس قائلاً: "وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ"، "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا... الرَّبِّ لأَنَّ هذَا حَقٌّ"، "أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا.. كَمَا لِلْمَسِيحِ". كما لو كان بولس عندما يكتب، فإنه يعرف صعوبة ما يطلب. فهو يعرف جيدًا كيف أن القادة البشريين المعيبين غالبًا ما يكونون، لذلك يقول: "انظروا إلى القائد الأعلى، إلى الشخص المثالي الذي هو فوقهم، والذى عيّنهم! افعلوا ذلك من أجله! افعلوا ذلك خشوعًا له! واخضعوا للقائد الدنيوي المعيب بدافع السجود والعبادة لمن لا ولن يفشل أبدًا أو يرتكب خطأ.
◄ " في الآيات التي قرأناها في وقت سابق، لاحظوا كيف أن معظم الأوامر المقدّمة يتبعها "الرب قريب"، "كما للمسيح"، "في خوف الله"، "كما للرب"، إلخ. كيف تظن أن موقفك تجاه الخضوع سيتغير إذا جعلت الرب محور اهتمامك بدلاً من زوجك أو رئيسك أو معلمك أو راعيك؟
سيكون علينا جميعًا أن نخدم القادة ونعمل من أجل الناس الذين يصعب التعامل معهم في بعض الأحيان. إن مفتاح الحرية هو جعل الخضوع هو عمل عبادة وسجود. وأن نصلي، يا يسوع، هذا القائد الذي أقمته في حياتي معيوب، لكنني سأخضع له من أجلك! أرى نقاط ضعفهم، لكنني لن أستخدم نقاط ضعفهم كذريعة للانتقاد العلني أو الثورة الهادئة. سأغض النظر عن القائد وانظر إليك يا الله، وسأعبدك لحكمتك في هذا الاختيار الذي صنعته لنا. أنت تعرف ما هو الأفضل لي ولعائلتي ولبلدي. أنت تعرف ما هي مقاصدك في المستقبل. لذلك لن أتمرّد على إرادتك، ولكنى أخضع لخطتك السيادية.
هذا لا يعني بالطبع أننا نصبح سلبيين. إننا لا نصلي أو نعمل من أجل التغيير؛ إننا لا نقوم بدورنا لتحقيق العدالة. لكنه يعني أن كل الجهود المتأصلة في الإيمان والثقة في أن الله يتحكم في حياتنا وعالمنا.
يكتب بطرس هذه الكلمات إلى العبيد: "أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا.. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ[7]. وهذه ليست كلمات سهلة لسماعها اليوم، ولكن يجب علينا سماعها.
الكتاب المقدس يعلم خضوع المؤمنين المتبادل بعضهم لبعض:
يتكلم الكتاب المقدس عن الخضوع للسلطات المرتبة من الله ولكن أيضًا خضوع المؤمنين الممتلئين بالروح وأعضاء جسد المسيح بعضهم لبعض. وغالبًا عندما يتم تعليم الخضوع، فإنه ينصح الزوجات والأطفال فقط بذلك. ولكن الكتاب المقدس يؤكد على الخضوع المتبادل من كل مؤمن للآخر. "وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ،"[8] فالخضوع بعضنا لبعض يعني تعلم التنازل عن حقوقنا وتجاوبنا لاحتياجات الآخر والاستماع لرأي أحدنا الآخر والتضحية من أجل السلام والانسجام. وهذا يعد من أصعب الدروس التي يتعلمها طلاب الجامعة والأطفال والأزواج وأعضاء الكنيسة. ولكن هناك حرية فى تعلم ذلك!
إن القادة المعينيين من الله في البيت والكنيسة والحكومة يمارسون الرقابة ولكنهم لا يمارسون "الاستبداد على من هم في خدمتهم"[9] يجب علينا ألا نستخدم السلطة للإيذاء ولكن للمساعدة. يرفع الإنجيل ويكرم كل عضو في جسد المسيح، وبالتالي هناك طرق نخضع بها جميعًا لبعضنا البعض. تخضع الزوجات إلى أزواجهن، ولكن يجب على الأزواج أيضًا أن يحبوا زوجاتهم وأن يخدموهن كما فعل المسيح. يجب على أعضاء الكنيسة أن يخضعوا إلى قادة الكنيسة، لكن هؤلاء القادة لا "يَسُودُون (أبدًا) عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ"[10]. عندما يرتدي كل مؤمن ثياب التواضعً، ويقبل مكانه المعطى له من الله في الجسد ويخدم بفرح بعضنا البعض، سيكون الخضوع اختبارًا مباركًا. ويبقى الخضوع سليمًا وصحيحًا عندما يمتلئ المؤمنون بالحب وبالتواضع.
الخضوع للسلطات أمر بالغ الأهمية للنضج الروحي:
لن يتشكل أحد على الإطلاق إلى صورة المسيح ما لم يخضع للسلطات أو يجعل احتياجاته ورغباته وآرائه خاضعة لآخر. ولن نقود أبدًا حتى نتعلم ان نتبع أولاً. ولن يتم الوثوق بنا أبدًا حتى نتعلم طاعة الأوامر.
إن عدم خضوعنا بعضنا لبعض والتنازل عن حقوقنا هو السبب الجذري للصراعات العديدة في المنزل، والمدرسة، ومكان العمل، والمجتمع، والكنيسة المحلية. فالخضوع للسلطة هو طريقة الله لحمايتنا، ونجاحنا، ووحدتنا، وتشكيل المسيح فينا.
لن أنسى أبدًا خيبة الأمل والسخط الذي شعرت بهما صباح الاثنين كمدرس في الفيلبين. قبل أيام قليلة، كنت قد أعطيت طلاب الخدمة المتخرجين قريبًا مهمة بسيطة ولكنها مهمة نهائية. لقد أوضحت أن المهمة كانت تسلم في صباح يوم الاثنين، وأن كل طالب يجب أن يكون حاضرًا، وأن هذه المهمة كانت شرطًا للتخرج. ولصدمتي، عندما وصلت إلى الفصل، علمت أن ثلاثة من طلابنا المتخرجين في خدمتنا اختاروا عدم الخضور إلى الفصل وعدم تسليم المهمة. أدركت أن غيابهم كان احتجاجًا على ما اعتقدوا أنها مهمة "غبية".
غادرت الفصل، وسرت إلى مسكن الرجال، ووجدت هؤلاء الطلاب الثلاثة يجلسون في إحدى غرفهم وهم يضحكون ويقضون وقتًا ممتعًا. ظنوا أنهم أذكياء. ظنوا أنهم يستطيعون فعل ما يريدون القيام به دون عواقب. ظنوا أن المهمة غير مهمة، وأنه لا ينبغي عليهم القيام بها. لكنهم تعلموا خلاف ذلك! كنت شديد القسوة عليهم لأن ما أعرفه هو أنهم لن يتأهلوا أبدًا لقيادة قطيع الله حتى يتعلموا اتباع الراعي. جميع الشبان الثلاثة قُدمِوا إلى تأديب، وبعد سنوات شكرني. اثنان من هؤلاء الشباب قساوسة اليوم.
حدود الخضوع – متى يكون الخضوع مدمرًا؟
هناك مناسبات عندها يصبح الخضوع مدمرًا وقد يحتاج إلى رفض. فيما يلي بعض الإرشادات للمناقشة:
(1) يصبح الخضوع مدمرًا عندما يصبح مطلبًا ومسيئًا:
ابتعد عن القادة الذين يطلبون الولاء الأعمى والتبعية الطائشة. "فقط أفعل ما أقوله ولا تسأل أسئلة!" هي لغة مسيئة، خاصةً عندما يتم التحدث بها إلى شخص بالغ. فالكثيرون اليوم أصيبوا بهذا النوع من الإساءات. الخضوع لايعني أننا لا نعبر عن رأينا أو نواجه المشاكل أو نثير قضايا مثيرة للجدل. يمكن القيام بذلك بروح الخضوع المتبادل.
الخضوع مثل المحبة، هو هدية نعطيها لبعضنا بعضًا بدافع احترام المسيح. يعتبر قائد ضعيف الذى يتعين عليه طلب الخضوع. عندما يأتي سلطاننا من الله، لن نحتاج إلى المطالبة به. سيدافع الله عن قادته. سيحارب الله حروبهم. سوف يمنحهم الله سلطة روحية سيتبعها الآخرون عن طيب خاطر.
تعلَّم هارون ومريم بالطريقة الصعبة أن الله سيدافع عن القائد المتواضع. لقد تمردوا ضد قيادة موسى بسبب العيوب التي رأوها في عائلته[11]. وبدأ تمردهما بالكراهية لزوجة موسى مما أدى إلى الشك فى سلطة موسى: "هل تكلم الرب فقط من خلال موسى؟" فقالا هل كلم الرب موسى وحده. ألم يكلمنا نحن أيضًا؟ "لكن موسى تعامل مع هذه المشكلة بهدوء وسمح لله ان يتعامل معها[12].
(2) يصبح الخضوع مدمرًا عندما يصبح تسترًا لخطية شخص آخر:
فى (أع16: 37)، رفض بولس إطاعة أمر لأنه صمم لتغطية الخطية. إذا طلبت أي سلطة أن نغطي خطايانا أو نشارك في خطيتهم، فلدينا الحق والواجب لرفض الخضوع.
(3) يصبح الخضوع مدمرًا عندما يكون خضوعنا للقانون الإنساني انتهاكًا لكلمة الله:
عندما طالب مسؤولون من السنهدريم أن لايعلم بطرس ويوحنا أو يتكلما باسم يسوع، أجابوا باحترام: "إن كان حقًا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله، فاحكموا. لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا".
ليس من السهل دائمًا تحديد حدود الخضوع:
دائمًا ما يكون من الصعب تدريس هذا الموضوع لأنه يشتمل على علاقات إنسانية، والعلاقات معقدة بسبب الخطية. لأن البشر معيوبون، بما في ذلك الرؤساء، والديكتاتوريون، والمخرجون، والأزواج، والمديرون، إلخ. هل يجب على المواطن أن يخضع لحكومته حتى عندما تكون فاسدة؟ هل يجب على الموظف التصرف باحترام نحو رئيسه عندما لا يستحق الاحترام؟ ريتشارد فوستر، يعطينا كلمة حكيمة هنا:
في بعض الأحيان يكون من السهل تحديد حدود الخضوع. يطلب من الزوجة معاقبة الطفل بشكل غير معقول. يُطلب من الطفل مساعدة شخص بالغ في ممارسة غير قانونية. مطلوب من المواطن أن ينتهك مايمليه الكتاب المقدس والضمير من أجل الدولة (الحكومة). في كل حالة، يرفض التلميذ، ليس بغرور، بل بروح الوداعة والخضوع.
في كثير من الأحيان يكون من الصعب للغاية تحديد حدود الخضوع. ماذا عن شريك الزواج الذي يشعر بالاختناق ويمتنع من الإشباع الشخصي بسبب مهنة الزوج / الزوجة؟ هل هذا شكل مشروع من إنكار الذات، أم أنه مدمر؟ ماذا عن المعلم الذي يعطي الطالب درجة ظلمًا؟ هل يخضع الطالب أو يقاوم؟ ماذا عن صاحب العمل الذي يرقي موظفيه على أساس المحسوبية...؟ ما الذي يفعله الموظف المحروم، لا سيما إذا كانت الزيادة مطلوبة من أجل مصلحة عائلته؟
هذه مسائل معقدة ببساطة لأن العلاقات الإنسانية معقدة. إنها أسئلة لا تقدم إجابات مبسطة. لا يوجد شيء اسمه قانون الخضوع سيغطي كل حالة. يجب أن نكون متشككين للغاية في جميع القوانين التي تدعي التعامل مع كل ظرف من الظروف[13]
في تعريف حدود الخضوع، نحن (نتكل) إتكالاً عميقًا على الروح القدس[14]. خذ بضع لحظات لمناقشة حدود الخضوع هذه.
◄ ربما هناك حدود قد تضيفها أو شهادات يمكنك مشاركتها في مخاطر الخضوع الأعمى.
نصائح عملية لممارسة الخضوع
[15](1) إذا كنت طالبًا جامعيًا أو تعمل في خدمة أو شركة، فهناك دائمًا سياسات وقواعد مؤسسية للحفاظ عليها. تدرب عليها باستمرار. وقف عن قطع الزوايا.
(2) اطلب من الروح القدس أن يعلمك كيفية تطوير موقف أكثر خضوعًا للسلطة.
(3) تعلم أن تخضع لمن حولك بدلاً من المطالبة بحقوقك.
(4) درب نفسك على الخضوع لأوامر صغيرة: "ابتعد قليلاً"، "لا".
(5) راجع الكتاب المقدس عن الخضوع في هذا الدرس واطلب من الرب أن يساعدك في معرفة كيفية تطبيقها في حياتك.
"فَقَالَ لَهُمْ:«مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ... وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا، بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ، وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ"[1]
سوف يدربنا نظام الخدمة بشكل أعمق في التواضع شبه بالمسيح. بين الرعاة والمعلمين والموسيقيين والمسيحيين العاديين في الكنيسة العالمية، فإن الحسد هو واحد من أكثر الخطايا السامة المتجذرة في قلب الإنسان. في كثير من الأحيان لا ندرك وجودها المميت هناك. هل شعرت بالألم عندما لم يتم الاعتراف بك وتكريمك كما تعتقد أنك تستحق؟ وهل تشعر بالاستياء عندما يحصل الآخرون على الفضل في العمل الذي أنجزته؟ وهل تجد صعوبة في الابتهاج والفرح في نجاحات الآخرين؟ وهل تكون مسرور فى السر عندما يفشل الآخرون؟ وهل تشعر بعدم الأمان عند الإشادة بالآخرين؟ عندما يقوم الآخرون بالأداء، هل تحتفظ بأفكار سرية يمكنك القيام بذلك الآداء بشكل أفضل؟ لقد تم إغراء جميعنا بهذه الطرق إلى حد ما، لا يمكن إلا أن تحترق قوتنا التنافسية من أجل التفوق فقط باحراق طبيعتنا بواسطة يوم الخمسين، من خلال نار الروح القدس الآكلة[2] ولكن حتى بعد يوم الخمسين، يجب علينا أن نزرع فكر المسيح الوديع المتواضع - فكر الخادم.
تعريف تدريب الخدمة
إن تدريب الخدمة هو زراعة فكر وأفعال خادم في كل موسم من فصول الحياة. ويعرف يسوع من هو الخادم. كان هو أعظم من أي شخص آخر، وأعطى أكثر من أي شخص آخر، وجعل نفسه أقل من أي شخص آخر.
◄ قراءة (في 2: 5-11) معًا.
رسالة فيلبى تعلمنا أن حياة الخادم تبدأ بفكر المسيح.
(1) يتميز الخادم بالتواضع وليس بالترويج الذاتي:
[3] وجد يسوع فى "صورة الله" (عدد 6). يمتلك يسوع "الصفات الأساسية للإله"[4]. تقول رسالة العبرانيين، "بَهَاءُ مَجْدِهِ (الله)، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ (الله)"[5]. وقال يسوع: "أنا والآب واحد"، و"من رآنى فقد رأى الآب... ألست تؤمن أنى فى الآب والآب فيّ"[6]
لكن يسوع لم يحسب "خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ." كل ما هو الله، يسوع هو كذلك؛ ومع ذلك فهو لم يتشبث به. بكل معنى الكلمة، كان يسوع معادلا لله. حتى أنه طالب هذه المساواة لنفسه، ولهذا أبغضه اليهود: "بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ."[7]، وسجد له توما قائلاً: "ربي وإلهي"[8]. وصف كاتب العبرانيين يسوع بأنه "رَسْمُ (بصمة) جَوْهَرِهِ، أى (طبيعة الله)، وهي كلمة تستخدم في النقش على الخشب، والنقش على المعادن، والنقش على الخزف، وختم عملة معدنية. يسوع هو الله الذى صار جسدًا!
يسوع "أخلى نفسه" (7 أ). تأتي الكلمات "أخلى نفسه" من الكلمة اليونانية "kenosis" أو "أفرغ نفسه" أو "وضع جانبًا". وهذا يعني أنه على الرغم من أن يسوع المسيح لم يتخل عن ألوهيته، إلا أنه في الوقت الذي وضع فيه الحقوق جانبًا وامتيازات طبيعته الإلهية. على الرغم من أن يسوع المسيح لم يتخل عن ألوهيته أبدًا، إلا أنه اختار أن يضع جانبًا ثوبه الملكي جانبًا وأن يلبس خرق الإنسانية. يقول جون ويسلي: "على الرغم من أنه بقي كاملاً"[9]، إلا أنه ظهر وكأنه كان فارغًا؛ لأنه أخفى ملؤه عن رؤية الناس والملائكة".
لن يتغير جوهر يسوع وهويته أبدًا. أما بالنسبة للأغراض الفدائية، فقد أصبح راغبًا في التخلي عن تمييزه وكرامته وسمعته ليصبح ضعيفًا وعاجزًا ولكى يظهر شخصًا عاديًاً، وأقل حظًا. وهنا قلب الخادم ومثالنا الذى يجب أن نتبعه.
[10]وبينما أتأمل ما وضعه ربنًا جانبًا، فإنى أُجبر على رؤية حماقة الأشياء التي تمسكت بها وقمت بحمايتها كحق من حقوقى. هل نحن غالبًا ما نكون مهتمين بما يفكر فيه الناس من جهتنا - سمعتنا أو شعورنا الجيد - أكثر من فعل الشيء الصحيح؟ يا رب، دع فكر يسوع المتواضع يكون فينا! إن طريقة تفكير يسوع هي توبيخ قوي للطموح الأناني بكل أشكاله وصوره.
(2) يتميز الخادم الحقيقي بالوفاء الكامل لإرادة سيده:
أخذ يسوع "صورة عبد" (7 ب). أن تكون "عبدًا" يجب أن تكون في أضعف ظروف الحياة. العبد يعيش فقط لإرادة سيده.
عندما دخل يسوع الخدمة، اخضع إرادته لإرادة أبيه واختار أن يعيش حياة الإتكال المتواضع. لم يفكر من حيث الترويج الشخصي أو كم يكسب. العقلية المتأصلة فى العبد هى الوكيل الذى يوجد نجاحه في الإهتمام بالأشياء التي ترضي السيد.
كن حذرًا بشأن التفكير في الطريقة التي قام بها ابننا الصغير البالغ من العمر سبع سنوات، تيموثي، قبل بضع سنوات. عندما اضطررت للذهاب من المنزل لفترة من الوقت، قلت: "بنى، سوف يعود الأب في غضون بضع ساعات، وعندما أعود، يجب أن تنظف غرفة نومك." قال بفرح: "حسنًا، بابا!". وعندما عدت، قابلنى بابتسامة كبيرة وقال: "انظر، أبي، لقد غسلت كل الأطباق في الحوض!" فأجبت "أوه، هذا جيد حقًا"، "هل قمت بتنظيف غرفتك أيضًا؟" سقط رأسه الآن، واختفت الابتسامة. فقال: "آه... لا، يا أبى". قلت له بحزن "إذا أنت تعرف عواقب العصيان". وقمت بتصحيح ابني لأنه اختار طريقته الخاصة في الطاعة، مما جعله "تضحيته" ليس أقل من فعل تمرد أناني. قد يكون آخرون قد صفقوا لمجهوداته، لكنني كنت أعلم بشكل أفضل. تذكرنا هذه القصة بأن حتى أكثر المثابرة البطولية في مساعينا الأنانية هي التمرد على الله. الخادم يفعل إرادة سيده.
(3) كون الخادم الحقيقي مستعد لمشاركة نقاط ضعف أولئك الذين يُخدمهم:
يعلم بولس أن يسوع جاء "في شبه الناس" و"في الهيئة كإنسان" (7 ب -8 أ). وهذا يعني أن يسوع أخذ كل الصفات الأساسية للبشرية. ففي المسيح، تنازل الله عن مجده الأبدي، ليشبهنا، ليختبر ألمنا، ويعاني كما نعانى نحن، ويجرب كما نجرب نحن. فلماذا فعل هذا؟ بسبب المحبة! ليكون هو بديلنا! لكى يتعاطف مع نقاط الضعف التى لدينا:
"فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" (عب2: 14).
"مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ." (عب2: 17)[11]
"لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ." (عب4: 15).
في يسوع، أصبح الله إنسانًا كاملاً. وفكر المسيح هو الرغبة في المشاركة في الفقر والجوع والعطش والتشرد والإرهاق والغضب والحزن والألم الجسدي والخيانة وحتى اليأس العاطفي من أجل الآخرين. في بستان جثيماني، كان يسوع حزينًا حتى إلى حد الموت حتى نتمكن من اختبار الخلاص والفداء[12]. لقد فهم توبيخنا، واحتقارنا، وكراهيتنا، وغضبنا، وكبريائنا. ومع ذلك كان هو أكثر الناس بهجة وفرحًا ممن عاشوا على الإطلاق[13]. وهذا هو شكل العبد. ونحن يجب علينا أن يكون لنا نفس هذا الفكر. فهل هذا ممكن؟
عبودية التشبه بالمسيح من خلال التدريب والجهد البشري بعمل النعمة
كان التواضع في المسيح عميقًا جدًا وشاسعًا جدًا. لكننا نميل إلى الأنانية. إن أولئك المدعويين للخدمة ليسوا هم فقط المحتاجين، ولكن في كثير من الأحيان يكونوا أنانيين، وقحين، وغير شاكرين، وفي بعض الأحيان لا يبدون سوى القليل من الاهتمام بإرهاقنا وحاجتنا إلى العزلة. نحن في كثير من الأحيان ناقدين. غالبًا ما تنقطع محادثاتنا وتقل استجمامنا بسبب مطالبهم وحالات الطوارئ. وبدون فكر المسيح، سنفقد رقة قلبه وبهجة التصرف. وستكون خدمتنا مميزة بأكثر تهيّجًا للآخرين عن التواضع. إذن كيف نقبل فكره؟
(1) يزرع فكر الخادم من خلال التدريب:
يقول بولس في فيلبي إنه يجب أن "يكون" لنا فكر المسيح. الكلمة التي يستخدمها هي: وسيلة للتذوق والاحترام، لنضع محبتنا على، ونقيم شيئًا واحدًا على شئ آخر بكثير، هذا ما يجب على كل مؤمن فعله. في الحياة اليومية، بكل تحدياتها، يجب أن نختار طريق يسوع لا طريقنا!
(2) يجب قبول فكر الخادم بتواضع:
لا يمكننا خلق فكر خادم. يجب أن نترك الروح القدس ينتج ذلك فينا أكثر وأكثر. لأن المسيح الآن يسكن فينا بروحه، هناك إحساس لدى كل مؤمن أن له فكر المسيح. لكن يجب علينا الخضوع له. ويجب أن نختار امتلاكه بالنعمة.
كيف تميز بين خدمة البر الذاتى وبين الخدمة الحقيقية .
| خدمة البر الذاتى | الخدمة الحقيقية |
|---|---|
| تأتى خدمة البر الذاتى عن طريق المجهود البشرى. | تأتى الخدمة الحقيقية من علاقتنا مع الله. |
| تعجب خدمة البر الذاتى بالخدمة الكبيرة. | الخدمة الحقيقية لا تميز بين الكبيرة والصغيرة. |
| تتطلب خدمة البر الذاتى مكافأة خارجية. | الخدمة الحقيقية تكتفي بالاختفاء. |
| خدمة البر الذاتى تهتم كثيرًا بالنتائج. | الخدمة الحقيقية لا تحتاج إلى حساب النتائج. |
| خدمة البر الذاتى تلتقط وتختار من تخدم. | الخدمة الحقيقية تخدم الجميع دون استثناء. |
| تتأثر خدمة البر الذاتى بالمزاج. | تدرب اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﺗﻟﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﺣﺗﯽ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﮐون ﺻﻌﺑﺔ. |
| خدمة البر الذاتي وقتية. | الخدمة الحقيقية هى أسلوب حياة. |
| خدمة البر الذاتي غير حساسة، وتصر على الخدمة حتى عندما لا تكون مطلوبة. | الخدمة الحقيقية يمكنها حجب خدمتها إذا لزم الأمر. |
| خدمة البر الذاتي تشق جسد المسيح. | الخدمة الحقيقية تبني جسد المسيح والشركة المقدسة. |
مكافآت الخدام
اُختتم هذا الدرس بخطاب قلبي خالص كتبته منذ عدة سنوات للرعاة الذين حصلوا على امتياز الخدمة في الفلبين. إنه يمثل العديد من أفعال الخدمة التي شهدناها على مر السنين، ويوضح الطرق العديدة التي يمكن أن يخدم بها المسيحيون بعضهم البعض، ويتطلع إلى اليوم الذي ستكافأ فيه خدمتنا.
الإخوة الأعزاء، لقد برهن العديد من الرعاة والفعلة بشكل جميل على فكر المسيح لعائلتنا، وتعلمنا دروسًا روحانية لا تُصدق من خلال إيمانكم.
عندما تهتم بصبر وحب بطفل معاق لن يستطيع أن يشكرك أبدًا، وتهتم بزوج خلال فترات طويلة من المرض حتى يعمل الله معجزة شفاء، ويعود إلى خدمة الجماعة التي أضرت بك، وسمحت لله لكسر كبريائك ثم يرفعك إلى مكان السلطان الروحي، فإنك بذلك تظهر فكر المسيح.
عندما جزيت الشر بالخير، وتعبت بإخلاص مع قليل من التقدير أو المعرفة، واهتممت بالأرامل والمعوزين بينكم، وخدمت الرب بسرور من دون حب ورعاية ودعم رفيق، وسمحت للأخطاء الماضية أن تجعلك متواضعًا وجعلتك إنسان مصلي ومسحتك أنت اليوم، فأنك بذلك قد أظهرت فكر المسيح.
عندما كنت دائمًا تُعطي سيدك الأفضل من خلال الأزمات والفقر، وتقف من أجل الحق والبر حتى عندما كنت لا تحظى بشعبية، وتنازلت عن العمل الهامشي لكى تكرس نفسك للخدمة، وخدمت الله في هدوء ووداعة في مكانك المتواضع، أنت بذلك قد أظهرت قلب خادم.
لقد سجلت السماء خدمتك. أنا بالكاد أنتظر اليوم الذي يتوجك فيه يسوع! أريد أن أكون هناك عندما تتلقى مكافأة مجيدة لأنك عشت بفكر المسيح!؟
◄ في الفراغ أدناه، قم بتدوين ثلاث طرق على الأقل تعلم أن بإمكانك تطوير المزيد من قلب الخادم؟ كن مستعدًا لإجراء هذه التغييرات بنعمة الله وكن مستعدًا لمشاركة شهادتك مع مجموعتك خلال اجتماعك القادم.
(1) ________________________
(2) ________________________
(3) ________________________
(1) اقض مالا يقل عن ثلاثين دقيقة هذا الأسبوع لمراجعة هذا الدرس بما فى ذلك الشواهد الكتابية، طالبًا بصيرة من الروح القدس.
(2) اكتب فى مذكراتك أى تغييرات كان لا بد من حدوثها فى حياتك كما يعلنها لك الرب.
(3) تأمل فى مزمور واحد على الأقل فى وقت تعبدك اليومى واكتب فى مذكراتك ما الذى يقوله كاتب المزمور عن طبيعة وشخصية الله؟
(4) اكتب فى مذكراتك صلاة شخصية من أجل التغيير الروحى والنمو لبناء على هذا الدرس.
(5) تدرب على استخدام دليل الصلاة اليومي للدكتور براون في صلاتك اليومية الفردية الخاصة.
(1) ما هو النص الكتابى فى العهد الجديد الذى يعلمنا الاعتراف بالزلات لبعضنا البعض؟
(2) اذكر خمسة طرق لوصف الكتاب المقدس عن الخطية.
(3) ماهى الثلاث نصائح التى قدمها د. افرى عن الخطية؟
(4) كيف يمكن الخضوع للسلطات أن يكون عمل سجود وعبادة ؟
(5) متى يكون الخضوع مدمرًا؟
(6) اذكر ثلاث مميزات للخدمة الحقيقية.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.
Questions? Reach out to us anytime at info@shepherdsglobal.org
Total
$21.99By submitting your contact info, you agree to receive occasional email updates about this ministry.
Download audio files for offline listening
No audio files are available for this course yet.
Check back soon or visit our audio courses page.
Share this free course with others