يحتوي الجزء من (رو1:12 إلى 7:15) على العديد من التعليمات العملية للحياة في الكنيسة والخدمة وعلاقات المؤمن بالمؤمن وعلاقته مع المسؤولين الحكوميين.
مُقدّمة للتدريس العملي (12: 1 - 15: 7)
تُقدم أول آيتين مدخل لهذا القسم من التعليمات (ليس لهذا الإصحاح فقط ولكن بطول الطريق حتي إصحاح 15: 7). علينا أن نكون مكرّسين تمامًا لخدمة الله. يأتي ذلك من تصريحاته في الإصحاح السابق: أننا مدينون بكل شيء لله (35) وأن طرقه حكيمة تمامًا (33).
يؤكد الكلام التوضيحي لتعبير ذبيحة حية تقديم الكل والجميع على مذبح التكريس. لا يمكننا أن نحتفظ بجزء من حياتنا لأنفسنا بعيداً عن إرادة الله. لا يمكننا حماية رغبات أو طموحات معينة من طلب استيداعها بالكامل لله مثل الذبيحة التي ستقدم يتم التخلي عنها تمامًا ولكن بدلًا من أن نموت كالذبيحة نعيش ونحيا من أجل الله. هذا يعني ضرورة الحفاظ على الالتزام والتعهد. يومًا بعد يوم يجب علينا أن نرفض السماح لأي تحوُّل لولائنا وكذلك رفض أي تطوُّر من البيئة المحيطة يجعلنا بعيدًا عن الله.
كلمة (العقلية) تعني أن هذه العبادة تشمل العقل (الذهن) والروح. تقديم الذات كذبيحة مٌقدسة هو عبادة روحية بالمقابلة مع مجرد دين رسمي (انظر الملاحظة رقم 1: 9).
خدمة التكريس التام والكامل غير ممكنة دون التغير الموصوف والموضَّح في الآية الثانية. لا نكون مطابقين (مشابهين) للعالم في قيمه وسلوكياته أو آرائه. الشخص الذي يعتبر كل مسألة من وجهة نظر الإرادة الكاملة لله فهو يناقض العالم. فهو لن يسمح لأي رغبات شريرة. إنه لا يتسامح معها كالمعتاد.
لاحظ أن الجسد يجب أن يكون مقدسًا. الخطية ليست جزءًا أساسيًا من الجسد والتي لا يمكن تطهيرها من قِبَل الله. الجسد ليس شريرًا في حد ذاته ولا يخطئ بدون الإرادة ولكن يمكن استخدام الجسد للخطية.
الآيات من (12: 1 إلى 15: 7) تصف كيفية العيش بحياة مُتجددة ومُتغيّرة و مٌكرسة.
◄ يجب على الطالب قراءة الإصحاح الثاني عشر للمجموعة.
خدمة متواضعة في الجسم (12: 3-8)
دراسة المقطع – رومية الجزء 6، المقطع 1
ملاحظات الآية تلو الآية
(3) تشير النعمة التي أُعطيَت لبولس إلى سلطته الرسولية وموهبة الإعلان (الوحي).[1]
أولئك الذين لديهم وجهة نظر سليمة لنعمة الله ووسائل خلاصهم يجب أن يكونوا متواضعين بطبيعة الحال. حتى أولئك الذين لديهم مواهب روحية خارقة يجب أن يكونوا متواضعين إذا كانوا يتذكرون أن مقدرتهم وقدراتهم لا تأتي أو تتأتّي إلا من الله، وليس من أنفسهم وهي لـِخدمة الآخرين.
(4-5) بصفتنا أعضاء في الجسد فنحن نحتاج الآخرين وأننا مُلزَمون بخدمة الآخرين. الاستعارة التصويرية للجسد نجدها أكثر وصفًا في (1 كورنثوس12: 12-26).
(6-8) هذه الآيات تعدد الخدمات المتعددة. على كل مؤمن أن يتبع الخدمة التي دُعِىَ إليها وأصبح موهوبًا فيها. إذا لم يمتلك الشخص النعمة القائمة والمؤسسة على الاتضاع فإنه قد يستنفذ جهوده بطريقة خاطئة وربما يسعى للحصول على رضا وقبول الإنسان ويفشل في دعوته الحقيقية.
تم تحذير أصحاب المواهب من سوء الاستخدام المحتَمل. على سبيل المثال يجب أن يعطِي الموهوب ببساطة وليس لغرض تكريم نفسه. يجب أن يكون المسئول الدؤوب المجتهد - يقظة للتفاصيل ويمكن الاعتماد عليها في كل وقت. الشخص الذي يساعد المحتاجين يجب أن لا يفعل ذلك بتعجرف أو كبرياء يذل المُتلقِّي والمحتاج.
◄ كيف يستخدم المسيحيون أصحاب المواهب مواهبهم الروحية بشكل مختلف عن الطريقة التي يستخدمها أهل العالم الموهوبين؟
[1]Image: “Roman coin hoard: 1 Gold solidus of Valentinian I”, retrieved from The Portable Antiquities Scheme/The Trustees of the British Museum, https://finds.org.uk/database/images/image/id/1023830/recordtype/artefacts, licensed under CC BY 2.0, desaturated and cropped from the original.
دراسة الممر – رومية الجزء 6، المقطع 2
ملاحظات الآية تلو الآية
السلوك والتصرف ناحية الآخرين (12: 9-21)
(9) الحب يجب أن يكون حقيقيًا وصادقًا. ارفض الشر وتمسك بما هو جيد. يرتبط زيادة الحب بحسن التمييز حول ما هو جيد (في 1: 9-10).
(10) الكنيسة هي عائلة الله بها العديد من الإخوة والأخوات. يجب علينا أن نكون على استعداد بأن يذهب التكريم للآخرين بدلًا من أنفسنا.
(11) لا تكن كسولًا في المسئوليات. يجب أن يكون (المسيحي) المؤمن نموذجًا لأخلاقيات العمل الجيدة. ليس لديه الكثير من الوقت لإضاعته إذا كان يعيش لغرض تمجيد الله. يجب أن يعمل كما لو كان يعمل من أجل الله (أفسس 6: 6-7).
(12) فرحتنا وسعادتنا لا تعتمد على ظروفنا لأن لدينا الرجاء الأبدي. أن تكون صبورا معناه أن تتحمّل بالإيمان. يجب أن يكون الشخص له موقف ثابت في الاعتماد على الله مستعدًا للصلاة في أي وقت.
(13) مساعدة المؤمنين الآخرين باحتياجاتهم المادية. الضيافة تعني تلبية احتياجات الآخرين من أكل (غذاء) ومأوى.
(14) لا تعامل الناس كما يستحقون، ولكن كما سيعاملهم المسيح. إعطاء الناس ما تعتقد أنهم يستحقونه هو إدانة حرفية وهذا الدور مُخصّص لله وليس لك.
(15) كُن مستعدًا للمشاركة مع الفرحين والباكين.
(16) لا تهتم بالامور العالمية. لا تُفضِّل الناس على أساس أنهم من الطبقات العليا. كن مُحترِمًا حتى للفقراء. لا تبحث عن طرق لوضع نفسك فوق الآخرين.
(17) ليس من حقك أبدًا أن تضر شخصًا ما لأنه قد أضرك. نحن غير مدعوّين لمعاقبة الناس ولكن لغفرانهم.
إظهار الصدق، إذا كنت تريد أن يحترمك الناس فإنه ليس كافيًا لك ولله أن تعرف أنك صادق. استمر في الحفاظ على السياسات التي تظهر الصدق ليراها الجميع فمن الأسهل أن تحافظ على سمعة جيدة من إعادة البناء عليه بعد أن تضررت بأذي.
(18) عِش في سلام مع الجميع على قدر ما يمكنك. السلام في أفضل حالاته هو علاقة متناغمة. في بعض الأحيان يتطلب السلام اعتذارًا حتى عن إساءة غير مقصودة. في بعض الأحيان يتطلب المواجهة الطيبة مع مَن أساء بحيث يمكن حل المشكلة التي تعوق علاقتك. إذا رفضت الاعتذار أو المواجهة عند الحاجة فإنك لا تفعل ما في وسعك للحفاظ على السلام.
(19) لا تنتقم، بدلًا من ذلك اترك مساحة لغضب الله. إذا أراد الشخص أن يكون المعاقب والمنتقم فإن ذلك يدل على أنه لا يؤمن أن الله يقوم بعمله على أكمل وجه.
(20) اعمل الخير للآخرين بدلًا من محاولة منحهم ما يستحقونه. إن جمع جمر نارٍ على الرأس لا يعني الانتقام بطريقة دقيقة لأن ذلك من شأنه أن يتناقض مع النقطة الرئيسية للآية. يمكن أن يكون رمزًا لذوبان صلابة موقف الشخص.
(21) لا تَدَعْ الشر يُغَيرك ويهزمك روحيًا. ومع ذلك لا تقابله بالشر ولكن بالخير. أن تصبح لك مرارة وتقابله بطريقة خاطئة معناه هزيمتك روحيًا حتى لو كنت الفائز في الصراع.
◄ فَكّر في الكيفية التي لن يقوم بها الشخص بشكل جيد مع هذه التعليمات إذا لم يكن مُستسلمًا تمامًا لله. ما هو الشيء في حياتك الذي يجب أن يتغير بسبب هذه التعليمات؟
تفسير رسائل الرسول
كُتبت رسائل بولس ردًا على حالات محددة: "عادةً ما كانت المناسبة نوعًا من السلوك الذي يحتاج إلى تصحيح أو خطأ عقائدي تعليمي يحتاج إلى تصحيح أو سوء فهم يحتاج إلى مزيد من الضوء والإيضاح"[1].الرسائل ليست في شكل اللاهوت النظامي ولكن اللاهوت الذي تشكل استجابة للحاجة. هذا اللاهوت هو عملي منذ البداية. لن ينمو ويتطور بمعزل عن الحياة الحقيقية الواقعية.
لم تكن رسائل العهد الجديد إنتاج أدبي لعامة الناس ولكنها كانت مُخَصّصة لأكثر من مستلم واحد وللتطبيق الفوري. أخبر بولس أهل كولوسي أنه ينبغي لهم أن يتبادلوا مع اللاودوكيين الرسائل التي تلقتها كل كنيسة منه (كولوسي 4: 16). بدأت الكنيسة في وقت مبكر جدًا لجمع رسائل بولس وتعميمها ونشرها معًا. لذلك فنحن نعلم أنهم رأوا الرسائل تنطبق على الكنيسة في جميع الأماكن ولجميع الأوقات.
على الرغم من وجود فجوة زمنية وثقافية بيننا وبين المتلقين الأصليين للرسائل فقد كتبت الرسائل إلى المسيحيين مومنى العهد الجديد الذين يواجهون مشاكل مشابهة جدًا لنا. لذلك فإن رسائل بولس أسهل من جهة التطبيق على الكنيسة الحديثة من بعض أشكال الأدب التي نجدها في الوحي المقدس. فهي ليست مكتوبة على وجه التحديد إلى الأمة اليهودية كما أنها لا تعالج ولا تخاطب الناس الذين تحت ناموس العهد القديم.
يوفر الوضع الأصلي للكتابة تفسيرًا مع مكان انطلاق لتطبيق حديث. مبدأ التفسير هو أننا يمكن أن نفهم الكتابة بشكل أفضل إذا كُنّا نعرف مَن الكاتب ولمن كُتِب ولماذا كُتِب. توفر الرسائل للمفسر ميزة معرفة هوايات مؤلف الرسالة والمستلمين لها .
رسالة رومية هي أكثر الرسائل التي أخذت الشكل الرسمي في كل كتابات بولس الرسول. إنها تتبع هيكل (تركيبة) مخطط. تُعتبر تقريبًا في شكل أطروحة لاهوتية. بولس لم يذكر أخطاءً محددة في كنيسة رومية ولم يتحدث عن حالات محددة كما فعل في رسائله إلى الكنائس التي أسسها وزارها.
يجب على المؤمنين أن يقدموا الولاء والخضوع إلى الحكومة المدنية لأن الحكومة هي التي أقامها الله.
قد يكون هناك الكثير من النقاش والاختلاف عندما تتناول المجموعة دراسة هذا الأمر في النص القادم. يجب على قائد المجموعة محاولة جعل هذا النص يصحح آرائهم.
◄ يجب على الطالب قراءة (13: 1-7) للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية
(1-2) أنشأ الله الحكومة. هذا لا يعني أن كل حاكم صالح وبار، ولكن الله يريد إقامة وتأسيس السلطة والسيادة البشرية. إن رفض الإنسان أن يكون تحت سلطة بشرية هو تمرد ضد الله. تمامًا كما أننا لا نحب الله حقًا إذا كُنّا لا نحب الأخ الذي نراه (مرئي) كذلك لا يمكننا أن ندّعي أننا تحت سلطة وسيادة الله في حين نرفض الإذعان والخضوع للسلطة البشرية المرئية. المسيحي والمؤمن الحقيقي لا ينبغي أن يعامل السلطات (ضباط القانون) بعدم احترام.
(3-4) الغرض من الحكومة هو معاقبة الأشرار. عندما تعمل الحكومة بشكل صحيح يخاف الأشرار منها. لن يكون المسيحيون المؤمنون في صراع مع الحكومة في ظل الظروف العادية، لأن صفات وسمات المسيحية تجعل المسيحي المؤمن مواطنًا صالحًا. ومع ذلك حاول مرات عديدة حُكّام وملوك في التاريخ بالمطالبة بالولاء على حساب الولاء الذي ينتمي فقط لله فتحولوا إلى مضطهدين للمسيحيين المؤمنين.
في الواقع فإن الحكومة التي تعمل بشكل صحيح تتماشى مع سلطة الله. تخبرنا الآية الرابعة أن الحكومة لديها سلطة من الله لتنفيذ القوانين حتى عن طريق قتل الأشرار ومرتكبي الاثم.
يعتقد المسيحيون (المؤمنون) في بعض الدول أنه من الخطأ العمل في موقع حكومي وخاصة المواقع التي قد يتطلب منهم استخدام العنف. يعيش العديد من المسيحيين مَن لهم هذا الاعتقاد في بلدان اضطهدت فيها الحكومة المسيحيين وهي فاسدة للغاية. على أي حال إذا كانت الحكومة تعمل بشكل صحيح فإنه ليس من الخطأ للمسيحي أن يخدم في منصب حكومي لأن الحكومة لها سيادة من الله.
(5) من المفترض أن يُقدم المسيحي الخضوع للسلطة ليس فقط خوفًا من العقاب الحكومي ولكن للضمير النقي الصالح. التمرد ضد الحكومة أو رفض الامتثال للقوانين هو إنكار لدور الحكومة. لا يمكن اتخاذ جميع القرارات من قِبَل الأفراد إذا كان هناك حكومة. يجب إخضاع الحرية الفردية إلى السلطة التي تحمي الحقوق الفردية حتى وإن كنا لا نتفق دائما مع الطريقة التي يتم بها حماية الأفراد.
(6-7) يجب على المسيحي دفع الضرائب الواجبة قانونيًا للحكومة. اتبع الطرق العرفية لإظهار الاحترام.
دراسة المقطع – رومية الجزء 6، المقطع 4
النقطة الرئيسية من (13: 8-10)
الحب يتمم الناموس لأنه يحفز المؤمن أن يفعل ما هو حق تجاه الآخرين.
تثبت هذه الآيات أن الناموس(القانون) لا يصبح بلا صلة بالمؤمن. المؤمن يتمم الناموس (القانون) لأنه بالنعمة يمكن أن يكون لديه الحب الموصوف. النعمة ليست مجرد تغطية لانتهاكات القانون (الناموس). النعمة تشمل عمل الله فينا لتحقيق إرادته لنا.
(8) أن تكون مديونًا هنا في هذا المعنى يعني أن تفشل في إعطاء ما هو مستحق لشخص ما. ترِد في الآية السابقة بعض أنواع الالتزامات. وليس من الخطأ الاقتراض والسداد بجدول زمني إذا كانت هذه هي الطريقة المتفَق عليها للوفاء بالتزاماتنا. يأمرنا الكتاب كما في الآية السابعة بإعطاء كل شخص ما هو مستحق له مِنّا.
◄ ما هي النتائج عندما لا يدفع المسيحي ما اقترضه؟
(9-10) إذا كنت حقًا تحب شخصًا ما كنفسك فلن تسرق منه ولا تكذب عليه ولا تشتهي ما لديه وما يملك ولا تنتهك زواجه. لا يمكن أن تمنع مجرد الصداقة والحب كما هي شائعة في العالم هذه الأخطاء ولكن محبة المسيح فينا ستمنعنا من الخطأ حتى للغرباء ولأولئك الذين يسيئون إلينا ويهينوننا.
معظم الثقافات والأديان المختلفة تُعلّم أننا مدينون بمثل هذا الحب لبعض الناس ونوعية معينة كأفراد الأسرة وأعضاء القبيلة. لكنهم يعتقدون أنه لا يوجد مثل هذا الحب لبقية الجنس البشري. قد يعتبرون أنه يجوز السرقة من الأجانب الغرباء أو أصحاب العمل وأن يكونوا غير لطفاء مع الغرباء. المسيح يأمرنا بامتداد الحب لكل شخص نحن على اتصال معه. لتوضيح أمر محبة قريبك (جارك) قال الرب يسوع قصة رجل ساعد غريب الجنس في (لوقا 10: 36-37).
[1]".......أن يحمي الجميع كل الأجزاء وأن كل جزء ينبغي أن يقدم الطاعة لإرادة الكل. بعبارة أخرى أنه ينبغي للمجتمع أن يحمي حقوق الافراد وأنه (في المقابل لهذه الحماية) يجب على كل فرد أن يخضع لقوانين المجتمع وبدون ذلك الخضوع من الكل يكون من المستحيل أن تمتد وتصل الحماية لأحد". (السير ويليام بلاكستون تعليق على قوانين إنجلترا).
دراسة المقطع – رومية الجزء 6، المقطع 5
◄ يجب على الطالب قراءة (13: 11-14) للمجموعة.
السلوك والعيشة في النور (13: 11-14)
(11) يشير الخلاص في هذه الآية إلى الخلاص النهائي في مجئ المسيح الثاني. نحن لا نعيش كما لو أن هذا العالم سيستمر إلى الأبد. يجب أن نعيش كأناس يتوقعون أن تمر الأشياء بسرعة.
(12) الليل يشير إلى الوقت المؤدي والذي يقود إلى مجيء الرب. (انظر أيضًا 2بطرس 19:1)، الظلام في العهد الجديد مرتبط بالأفعال الخاطئة. (انظر أيضًا 1تسالونيكي 5: 4-8 وأفسس 5: 11-14).
(13) هنا يتم وصف حياة الخاطئ المهمل. هذا هو الشخص الذي لا يهتم بالمستقبل وخاصة لا يفكر في أبديته. وهو يعيش من أجل المتعة دون الاهتمام بالأخلاق. حياة المسيحي عكس ذلك تمامًا.
(14) لا تسمح بأي رغبات خاطئة شريرة. لا تستخدم الطبيعة البشرية ذريعة للخطية. اسلك في النور ولا يكُن لديك أي شيء في حياتك تخجل منه.
قبول الاختلافات في الممارسات الدينية (14: 1 - 15: 7)
(1) الأخ الضعيف هو الذي يشعر بالذنب تجاه شيء لا يُحرِّمه الله حقًا (انظر 1كورنثوس 8: 7-12).
(2-3) كان للناموس اليهودي قواعد وقوانين تجاه الطعام (الأكل). كان هناك العديد من المسيحيين اليهود في الكنيسة وكذلك الأمم الذين درسوا القوانين اليهودية (ناموس اليهود). الشخص الذي يشعر بحرية من أي قيود على الغذاء قد يميل إلى احتقار الشخص الذي يشعر بقيد في ذلك. إن مَن يحاول اتباع قواعد الغذاء التي في الناموس قد يميل إلى الحكم على الآخرين بأنهم خطاة.
(4) الله سوف يحاكم خُدّامه ويمنحهم النعمة التي يحتاجونها. لا تحكم على الآخرين على أشياء ليست واضحة في الكتاب المُقدّس.
في جميع أنحاء العالم هناك تنوع بين المؤمنين بشأن أشياء مثل أساليب المعمودية وطرق خدمة العشاء الربًاني (كسر الخبز) واختيار ترجمة (تفسير) الكتاب المقدس واللباس (الملابس) والترفيه. يجب أن نحافظ على الوحدة المسيحية ولكن لا نتوقع أن تتوحد التفاصيل داخل جسد المسيح. يجب أن يكون شعارنا: "الوحدة في الضروريات والحُريّة في غير الأساسيات ولكن الحب في كل شيء!"
(5-6) كان هناك العديد من أيام الأعيادعند اليهود وكان لها عادات خاصة لكل منها. كان يوم السبت أيضًا مثيرًا للجدل على الرغم من أن الكنيسة بدأت في الاحتفال بيوم الرب بدلًا من ذلك. مبدأ الراحة في اليوم السابع لا يزال له فوائد يجب أن نحتفظ بها حيث أنه مبدأ الإبداع وليس مجرد العُرف الذي أنشئ في ذلك الوقت الذي أعطي الله الناموس لموسى.
"فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ " تدل هذه الآية على أن هناك آراء مُحدَّدَة تكون ضرورية. لا ينبغي أن يكون الشخص غامضًا في ما يعتقده حول القضايا المختلفة. التسامح والتغاضي عن الآراء الأخرى لا يعني أننا لا نعرف أراءنا ما هي ولا يعني أننا نتجاهل الأدلة والمنطق.
(7-9) نحن لا نملك أنفسنا. يجب على كل حياة أن تكرم المسيح. افتدانا موت المسيح وقيامته ونحن ننتمي إليه الآن.
(10-12) كل شخص سيُقدم كشف حسابه (يقدم تقريرًا) إلى الله في الدينونة. لذلك فإن آراءنا حول بعضنا البعض أقل أهمية.
(13-15) من المهم لنا أن لا نحاول أن نسبب العثرة لمؤمن آخر. بالنسبة للمسيحيين المؤمنين الأمور ليست نجسة لأن كل شيء ينتمي إلى الله. ولكن إذا كان الشخص يعتقد شيئًا ما خاطئًا ويفعل ذلك الشئ بأي حال فانه ارتكب خطية لأنه اختار أن يفعل الخطأ. نحن نتسبب في عثرة الآخر إذا كنّا نؤثر عليه للقيام بشيء يعتقد أنه خطأ. (نص آخر من الكتاب المقدّس حول هذه المسألة هو 1 كورنثوس8).
(16) قد يكون للشخص عقيدة وتعليم صحيح، ولكنه يلحق الضرر والأذي للآخرين بسبب عدم اهتمامه بتأثير ما يقوم به على الآخرين.
(17) المسيحية تتكون لا من قواعد حول نمط الحياة ولا حرية. إنها نصرة روحية وحياة في الروح.
(18-19) يُسَرّ الله عندما نخضع كل ما نقوم به للمسيح ونبذل قصارى جهدنا لبناء الآخرين.
(20-23) كل الأشياء تنتمي إلى الله والشخص الذي يتذكر ذلك الأمر يمكن أن يكون له الحرية. ومع ذلك إذا قام الشخص بعمل شئ يعتقد أنه خطأ فإنه يخطئ بهذا الاختيار. يجب على الأخ الذي يشعر بالحرية أن يحد من حريته في تجنب التسبب في سقوط الآخرين.
لا توجد أي توجيهات موجهه للأخ الضعيف عدا أنه لا يحكم على الشخص الذي يتمتع بحرية أكثر. فالأضعف هو مُلزم بضميره ولا يستطيع تغيير سلوكه ولكن الأخ الأقوى لديه خيارات.
من المحتمل أن يكون هناك الكثير من النقاش أثناء تغطيته المقطع السابق ولكن بعض الأسئلة التي يجب أخذها في الاعتبار هي:
"ما هي المسائل التي تتركها الكنيسة للأعضاء لاتخاذ قرار فردي فيها؟"
أيضًا "ما الأشياء التي نراها متسامَح فيها عند أعضاء الكنائس الأخرى؟"
؛ "كيف يمكننا أن نكون مخلصين لتطبيق مبادئ هذا المقطع في آرائنا من الآخرين؟"
أضواء: التعرف على المتهودين
بكل بساطة لم يكُن المتهودون أتباع اليهودية أي الدين اليهودي. كان المتهودون يهودًا في الكنيسة الذين ادّعوا أنهم مسيحيون مؤمنون لكنهم يعتقدون أن متطلبات اليهودية ضرورية للمسيحيين المؤمنين. لم تكن مشكلة لليهود المُجَددين مواصلة ممارسة طقوس اليهودية. لقد عاش الكثيرون اليهودية وخاصة خلال الجيل الأول من كنيسة العهد الجديد. كانت المشكلة في الواقع عندما لم يفهموا اليهود الذين ادّعوا أنهم تجددوا معنى إنجيل النعمة.
اعتقد المتهودون أنه من الضروري أن يقبل الأممي (غير اليهود) كل قواعد اليهودية بما في ذلك الختان لكي يَخلُص. وحثّوا المتجددين من الأمم على اتخاذ جميع قواعد اليهودية بما في ذلك الختان. لم يبشّروا بإنجيل الهالكين ولكن بشروا المتجددين بأشياء أخري التي جلبت من شأنها الارتباك والانقسام. كان أكبر "انتصار" مُسجّل في رسالة غلاطية حيث قادوا الكنيسة كلها في تضليل. رسالة بولس إلى غلاطية تهدف إلى إعادتهم للإنجيل الحقيقي.
أُحِيلَت المسالة (القضية) إلى مجلس الكنيسة وسُجلت الجلسة في سفر (أعمال 15). أدرك الرسل أن اتباع طريقة المتهودين سيكون بمثابة إنكار لإنجيل النعمة وإنكار أن الإنجيل قُدِّم على قدم المساواة للأمم. صحح قرار المجلس المؤمنين الحقيقيين الذين كانوا حقًا مضللين ولكن لم يمنع أولئك الذين لديهم دوافع خاطئة. اعتبر بولس الرسول هؤلاء المتهودين أعداءً للإنجيل.
يطبق جزء من رسالة (رومية 14: 1 – 12:15) حقائق الإنجيل الذي شرحه بولس الرسول من خلال هذه الرسالة لهذه المسألة. لا يجب على المؤمنين أن يدينوا بعضهم البعض بتدقيقهم للدين اليهودي. ينتهي القسم مع التركيز على أن الإنجيل هو للعالم كله.
تشمل المقاطع الأخرى في هذا الموضوع مثل (رومية 4، وأعمال 15، غلاطية 2، 3، 5 وكولوسي 2: 11-23).
دراسة المقطع – رومية الجزء السادس، المقطع السادس الفصل الخامس عشر
(1-4) الأقوياء في الإيمان هم أولئك الذين يشعرون بالحرية يجب أن يكونوا مستعدين للتخلي عن بعض الامتيازات لمساعدة أولئك الضعفاء في الإيمان والذين لا يشعرون بالحرية من القيود الإضافية.
(5-7) هذه الآيات تختتم النص. الهدف هو الوحدة المسيحية. حب المسيح هو مثالنا.
قصة الوحدة والانتعاش (النهضة) والعمل المرسلي
دعا مالك أراضي ألماني الجنسية يدعى زينزندورف في عام 1722 مؤمنين من المورافيين المضطهدين لينتقلوا إلى ممتلكاته وأرضه لبناء مستعمرة. في نهاية المطاف كان عدة مئات من الناس انتقلوا إلى هذا المجتمع. تصارعوا في انقسامات حول مختلف المذاهب والتعليم وممارسات العبادة. لكن في عام 1727 طوَّروا "الوفاق الأخوي" (المعروف باسم "العهد المورافي للحياة المسيحية") ليساعدهم في تأسيس الوحدة.
في تلك السنة نفسها بدأوا يشهدون ويختبرون النهضة. كان لديهم اجتماع صلاة طوال الليل والعديد من خدمات العبادة الطويلة مع شعور غير عادي بحضور الله. ذات مرة انهار المتكلم إلى الأرض في رهبة وخشية لله. خلال خدمة الشركة وكسر الخبز تَحرّك الروح القدس بنار في الناس بطريقة نظر إليها زينزندورف في وقت لاحق من ذلك اليوم على أنها يوم الخمسين للكنيسة المورافية المتجددة. صولح أولئك الذين كانوا منقسمين وأصبح لديهم شعور عظيم. قاد زينزندورف صلاة الاعتراف والتوبة عن الانشقاقات في الجماعة. بدأوا ليلة الصلاة مع أعضاء مختلفين يتناوبون واستمروا لمدة 100 سنة.
أصبح المجتمع المورافي واحدًا من أعظم المرسلين التبشيريين في كل العصور. من 1733-1742 خرج 70 مبشرًا. السبعون من المجتمع المكوَّن من 600 نفس. توفي الكثيرون من الشباب من جرّاء الاضطهاد والظروف الصعبة وبحلول عام 1760 وبعد ثمانٍ وعشرين عامًا تم تفريغ و إرسال 226 مبشرًا. بحلول عام 1760 وبعد ثمانٍ وعشرين عامًا أصبح المورافيون بالآلاف في جميع أنحاء العالم.
اختبار الدرس والمراجعة: الدرس الحادي عشر
(1) اشرح تصوير وتوضيح الذبيحة الحية.
(2) ماذا يجب أن يحدث حتي نقدم لله عبادة روحية؟
(3) ما هي أساسيات التواضع؟
(4) من كان المتهودون؟
(5) اشرح التعبيرات "أخٌ ضعيف"، "أخٌ قوي".
الدرس الحادي عشر المهام:
اكتب صفحة لتطبيق بعض التوجيهات العملية لهذا النص على المؤمنين في هذه الأيام.
يحتاج الطلاب للتحضير للاختبار (الامتحان) النهائي. ويمكن جدولة ذلك على أن تؤخذ في الدرس التالي أو في وقت آخر. يجب أن يكون لدى الطلاب قائمة الأسئلة للدراسة والموجودة بالقرب من نهاية هذا المنهج. يجب على كل طالب إجراء الإختبار دون مساعدة من أي شخص آخر ودون النظر أو التطلُّع على أي مادة مكتوبة.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.