إذا كان يعتقد أن هناك شروطًا أخرى فإنه يتوقع أن يتم خلاصه جزئيًا بالأعمال بدلًا من الخلاص التام بالنعمة.
مقدمة الجزء الثالث من رسالة رومية
الجزء الثالث له ثلاثة أجزاء. الجزء الأول (3: 21-31) يُبيِّن أن الإنسان يجب أن يتبرر بالطريقة التي يقدمها الله، لأن الإنسان لا يمكن تبريره على أساس ما قام به. الجزء الثاني (الإصحاح الرابع) يستخدم إبراهيم وداود كرسم توضيحي للإيمان المُبرِّر وتبين أن هذا التعليم الكتابي ليس جديدًا. الجزء الثالث (الإصحاح الخامس) يشرح كيف أن ذبيحة المسيح تجعل هذا النوع من التبرير ممكنًا. في هذا الدرس سوف ندرس كل الثلاثة مقاطع.
النقطة الرئيسية من 21:3- 21:5
تدبير الله لخلاص الإنسان هو ذبيحة المسيح التي تقدم التبرير بالنعمة من خلال الإيمان.
الجزء الأول: طريق الله للتبرير (3: 21-31)
النقطة الرئيسية من 3: 21-31
وسائل الله للتبرير هي النعمة من خلال الإيمان وإستحاله التبرير بالأعمال.
مُلخص المقطع (3: 21-31)
لا أحد صالحًا على أساس حفظ الناموس لذا وجب إيجاد بعض الوسائل الأخرى لتبرير الإنسان. المعضلة التي تم عرضها في (26:3) هي أن يبرر الله الخاطئ، ويكون قاضيًا بارًا في نفس الوقت. تم حل هذه المعضلة من قِبَل الله بتوفير ذبيحة كأساس للغفران والتسامح.
◄يجب على الطالب قراءة (3: 21-31) للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية
(21) يتحقق البر المقبول من الله بعيدًا عن الناموس. يقول الرسول إن هذه الفكرة ليست جديدة ولكنها عَلَّم بها الناموس والأنبياء. "ولكن الآن" تشير إلى وقت الإعلان الكامل من الإنجيل في المسيح كما تعلن الآية التالية ذلك. (انظر أيضًا الآية 25)
(22-23) ليس هناك فرق بين الطريقة التي يخلص بها اليهود والأمم. لأنهم تحت الدينونة على قدم المساواة. لم يخلص أي شخص بسبب الذبائح والطقوس من شعب الله في القديم عندما اتبعوا الطقوس التي أعطاهم إياها الله. كل من خلص خلص بسبب أنه تلَقَّي نعمة تجاوبًا لإيمانه. (انظر الآية 30).
الخلاص لأي شخص هو بالإيمان. مصطلح "الكل والجميع" يستخدم عدة مرات هنا مثل إذ أخطأ الجميع. كل من يؤمن يخلُص. تعتبر عبارة "لكل وعلى كل شيء" تشديد على انفتاح وشمولية العرض تماماً كما تؤكد عبارة "بالإيمان لإيمان"على حالة الإيمان (17:1).
(24) النعمة لنا مجانية لأن الرب يسوع دفع ثمن الفداء.
(25) "الخطايا السالفة" هي الخطايا التي ارتكبها البشر قبل مجيء المسيح. لم يتم التكفير عنها عن طريق حفظ الطقس والذبائح الطقسية لكن بموت المسيح. على الرغم من أن هذه الخطايا اُرتكِبَت قبل موت المسيح. الله غفر لهم على أساس كَفَّارَة المسيح في المستقبل لأنه كان مُخطّطًا لذلك من البدء. (انظر الآية 21).
أظهرت الكَفَّارَةُ أن الله بارٌ على الرغم من أن عدله لم يكن فوريًا. وأظهرت أن الله يتعامل مع الخطية على محمل الجد.
(26) هذه الآية تظهر حل المعضلة العظمى. كيف يمكن أن يكون الله عادل ويبرر الخاطئ في نفس الوقت؟ قدمت الكَفَّارَةُ الطريق. يغفر الله لمن يؤمن. مرة أخري أظهرت الكَفَّارَةُ أن الله يعتبر الخطية أمرًا خطيرًا.
◄ما هي المشكلة التي قد تنتج إذا غفر الله للناس دون الكَفَّارَة؟
الله هو القاضي البار للكون. وقد أعلن أن الخطية خطيرة جدًا لدرجة أن لها عقاب أبدي. تفصل الخطية الانسان عن الله. الله هو المسئول عن العدل في نهاية المطاف للكون أي مكافأة من يصنعون الخير من البشر ودينونة لأولئك الذين يرتكبون الخطأ.
إن الغفران بدون أساس يتعارض مع هوية الله ذاتها. إنه يهين الله لأنه يجعله يظهر وكأنه متعارض ومتناقض في رد فعله عن الخطية. يبدو أنه غير عادل إذا عاقب بعض الناس وغفر للآخرين. هذه ليست مشكلة صغيرة لأن الكون كله موجود لتمجيد الله. كيف يمكن للناس أن يمجدوا الله بصدق إذا كانوا لا يفكرون فيه على أنه عادل ؟
كان الحل أن يكون هناك شيء يظهر الخطية كم هي فظيعة ويقدم سببًا لغفرانها ويظهر طبيعة الله في نفس الوقت حتى يتمكن الناس من الاستمرار في إكرام الله على أنه مقدس وعادل.
الكَفَّارَةُ تتفق مع هذا الاحتياج. أظهرت ذبيحة الصليب أن الخطية خطيرة وفظيعة وأن ضرورة التوبة تجعل الخاطي يعترف بِشَر خطاياه بينما يجعل تقديم الخلاص مجانًا للجميع الحرية في صورة حرية فردية بحيث يكون من الإنصاف والعدل من الله أن يغفر للذين يقبلون خلاصه المجاني ولا يغفر لمن يرفضونه.
لماذا لا يغفر الله لأولئك الذين لم يتوبوا؟ أن يغفر الله لشخص لا يزال في الخطية دون التوبة يلغي الغرض والهدف من الكَفَّارَةِ: تقديم الغفران مع إظهار عدل الله.
(27) لا يوجد أساس للافتخار ومدح الذات لتحقيق الخلاص. كان هناك بعض الناس الذين يعتقدون أن الشخص متكبر إذا ادَّعى معرفته بأنه خَلَص. لكن الشخص الذي يعرف أن خطاياه قد غُفرت بالنعمة لديه سبب أن يكون متضعًا لا مفتخرًا بكبرياء..
(28) التبرير لا يعتمد على البر السابق. التبرير يعني أن الخاطئ الذي يتوب ويؤمن يُحسب له إيمانه برًا كما لو أنه لم يخطئ. تبدأ حياة الطاعة لله بالتبرير وليس قبل ذلك. لا يمكن للشخص أن يغير حياته بقصد جعل نفسه مقبولًا عند الله. إنه مقبول بالفعل من الله من خلال العمل الكفاري للمسيح وليس بأي طريقة أخرى.
(29-30) هذه الآيات ربطت النص بموضوع رسالة رومية. الرسالة هي للعالم كله. هذه الحقيقة تقوم على التوحيد. لأن هناك إله واحد فقط. ظهر قصده وتنطبق أهدافه على كل البشرية على عكس الآلهه المحلية التي قد تكون مهتمة فقط في شعب واحده أو عشيرة واحدة. الله يعتزم دائمًا أن تشارك إسرائيل معرفتها لله مع الأمم (أشعياء 42: 6، 43: 21، 49: 6).
◄قال الرسول إن التبرير بالإيمان لا يُبطل الناموس، بل يثبته . كيف ذلك؟
[1](31) التبرير دون الطاعة السابقة للناموس لا يعني إلغاء الناموس. فإنه لا يزال معيار البر. أي نظرية للكَفَّارَةِ والتبرير التي تجعل الناموس بلا صلة بالمؤمن لا تتفق مع هذه الآية19[2]. إذا كان الشخص يسأل عن العفو والغفران ولكن لا ينوي البدء في طاعة الله فهذا يدل على أنه لم يفهم شر الخطية والسبب الحقيقي في أنه يحتاج للغفران. وهو يحاول الحصول على فوائد الخلاص بمجرد فقط التظاهر باحترام الناموس.
[1]"لا يمكن لاحد ان يحقق الناموس بالتمام مثل هؤلاء من تابوا ورجعوا عن خطاياهم وآمنوا بالمسيح لخلاصهم" من تفسير ماغنوكلم لرسالة رومية
[2]شرح خدمات جون وسلي في كيف أن الايمان أساس الناموس بطريقة رائعة
الجزء الثاني: مثال إبراهيم (4: 25-1)
النقطة الرئيسية للفصل الرابع
تَبَرَّر إبراهيم الذي اختاره الله ليكون أبًا لشعب الله بالإيمان.
مٌلخص النص (4: 25-1)
عقيدة وتعليم التبرير بالنعمة من خلال الإيمان مؤسسة منذ العهد القديم. تبَرَّر أبونا إبراهيم الذي اختاره الله ليكون أبًا لشعب الله بالإيمان. كذلك فهِم الملك داود التبرير بالنعمة. الختان لم يكن وسيلة للخلاص ولكن أٌعطي في وقت لاحق كدليل وعلامة على الإيمان الذي كان بالفعل لإبراهيم . أصبح إبراهيم الأب والمثال لكل أولئك الذين سيخلُصُون في وقت لاحق بالإيمان.
◄يجب على الطالب قراءة الفصل الرابع للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية
(1) كان إبراهيم الأب البيولوجي لليهود. السؤال هو: "ما الذي حصل عليه إبراهيم بالضبط؟" سنجيب على هذا السؤال من أجل الإجابة على سؤالٍ آخر "مَن الذي سيرث؟" و"كيف يمكننا أن نرث؟"
(2) تقود نظرية وتعليم الخلاص بالأعمال وتؤدي بطبيعة الحال إلى الافتخار.
◄ما هو الإيمان الذي كان لإبراهيم وحُسِبَ له برًا وإيمان خلاص؟
(3) لم يكن إبراهيم يعرف خطة الخلاص بأكملها وبالتالي لم يستطع أن يضع إيمانه في كَفَّارَةً المسيح. ومع ذلك كان يؤمن بوعد الله بقدر ما أٌعلِن له. جزء من الوعد المذكور في هذا الإصحاح هو أن إبراهيم سيكون أبًا لأمم كثيرة (17-18) ولكن بقية الوعد هو أن تتبارك فيه وفي نسله جميع شعوب الأرض (التكوين 12: 2- 3، 22: 17-18). تكرر الوعد ليعقوب (سفر التكوين 14:28) معني تتبارك أن يكون له رضى وقبول الله. لذلك كان الوعد أنه من خلال نسله يتم تقديم رضي الرب لجميع شعوب الأرض. كان وعد النعمة المقدّم لجميع الناس.
تبرر إبراهيم لأنه آمن بوعد الله بالنعمة. كان تبريره هو نفسه تبريرنا على الرغم من أن إيماننا له مزيد من القناعة.
(4) إذا كان الشخص يعمل لخلاص نفسه فالخلاص إذن ليس عطية. وبدلًا من ذلك فيكون على سبيل الدَين الذي يحاول تسديده (انظر 11: 6).
(5) الشخص الذي "لا يعمل" ليس شخص لا يهتم بطاعة الله ولكن الشخص الذي لا يعمل العمل كوسيلة للخلاص. يؤمن الشخص بوعد الله لخلاصه بدلاً من الاعتماد على أعماله لدخول السماء.
(6-8) وصف داود أيضًا قبول الله الذي يعتمد على الغفران. إن الله لا ينسب ذنب الخطية السابقة للمؤمن. يبين الرسول بولس أن عقيدة وتعاليم التبرير بالنعمة من خلال الإيمان ليست فكرة جديدة - حتى الملك داود أدركها.
كيف نعرف أن هذا يشير إلى الخطية السابقة وليس الخطية المستمرة؟ يعلن لنا (رومية 6: 2) بما أننا "متنا للخطية" لذلك نحن "لا نعيش بعد فيها" إن الرسالة الكاملة للإصحاح السادس تزيل الفكرة القائلة بأننا نستطيع أن نعيش في الخطية بينما نكون متبررين بالإيمان. (انظر أيضًا 5: 6-8): "بينما كُنَّا ضعفاء" و"نحن بعد خطاة" مما يعني أن لدينا الآن قوة ولم نعد خطاة كما كُنَّا من قبل. لكن الآن تغيرنا وتبررنا.
(9) يقدم هذا السؤال موضوع كيف يمكن للشخص أن يحصل على هذه المكانة كونه متبررًا بالإيمان. هل هذه البركة تأتي فقط للأشخاص الذين هم من الختان؟
◄مَن جاء أولًا: الناموس أم النعمة؟
(10-12) لم يكن إبراهيم مختونًا عندما حصل علىى النعمة. جاء الختان في وقت لاحق. لذلك فمن الممكن لشخصٍ غير مختون أن يحصل على النعمة بالإيمان. إبراهيم هو الأب الروحي لأولئك الذين يتبعون مثاله الإيماني ("السلوك بخطواته") حتى لو لم يتم ختانهم. ليس الإسرائيليون أولاده الروحانيين ما لم يؤمنوا. على الرغم من أنهم ينحدرون منه (أحفاده) بيولوجيًا.
(13-14) من يرث بركة إبراهيم؟ إذا كان أولئك الذين يحفظون الناموس فالأمر إذًا ليس بالإيمان الذي في الوعد.
(15) الناموس وسيلة الحكم والقضاء لأنه يكشف عن الخطية. إنه ليس وسيلة لقبول النعمة. إذا لم يكن هناك ناموس ما كان هناك انتهاكات للناموس. لم يتحدث بولس عن ناموس موسى على وجه التحديد ولكن عن متطلبات الله للإنسان بشكل عام. ليس هناك مكان نجد فيه متطلبات الله غير معروفة بالتمام (20:1).
(16-17) كان لإبراهيم العديد من الأحفاد بيولوجيًا الذين شكلوا دولًا وشعوبًا مختلفة. على أي حال هنا يقول الرسول إن إبراهيم كان أبًا لكثيرين لأنه هو أب لكل الذين لديهم الإيمان.
يتم التبرير بالإيمان حتي يُعطَى بالنعمة. إذا كانت هناك حاجة إلى أي إجراءات لتأهيل المُتلقي فإن الأمر لن يكون تمامًا بالنعمة. لأنه بالنعمة يجب أن يتم قبول التبرير بالإيمان فقط. الشخص الذي يحاول شراءه لا يفهم معني الخلاص.
◄ما هو وعد الله لإبراهيم؟ كيف كان يشبه وعدنا بالخلاص والتبرير؟
(18-19) آمن إبراهيم بالله حتى عندما لم يكن هناك شيء في ظروفه لإعطائه الأمل والرجاء. جسده كان ميتًا فيما يتعلق بالقدرة على الإنجاب وسارة كانت أيضًا غير قادرة جسديًا لتحمل بطفل. ولكن الإيمان الحقيقي لا يعتمد على الظروف.
هذا الإيمان هو عكس الثقة في الأعمال. وهذا ما يفسر لماذا إسماعيل ابن هاجر يمثل نوع الخلاص بالأعمال (غلاطية 4: 22-31).
تمثل ولادة إسماعيل ما يمكن إنجازه جسديًا بدلًا مما يحدث بالإيمان. الخلاص بالوعد ثم الإيمان ثم المعجزة.
(20-21) يتمجد الله أكثر بإيمان الشخص أكثر من قدرته.
(22) انظر الملاحظات على الآية الثالثة.
◄هل لنا نفس الخلاص الذي تلقاه إبراهيم؟
(23-25) إيمان إبراهيم مثالٌ لنا. لم يكن يعرف خطة الله للخلاص كلها لكنه آمن بالجزء الذي أٌعلن له. يجب علينا أن نؤمن بالتفاصيل المكشوفة لنا لخطة الخلاص التي لم يعرفها إبراهيم: موت وقيامة المسيح. تُبيِّن هذه الآيات أننا نتلقى نفس التبرير الذي حصل عليه إبراهيم لأنه يقول إن البر كان له وسوف ينسب لنا على نفس الأساس.
الجزء الثالث: كَفَّارَةٌ المسيح (5: 1-21)
النقطة الرئيسية للإصحاح الخامس
المسيح في موته وقيامته عكَس نتائج الخطية لأنه قدَّم المصالحة والبر والحياة.
مُلخص الإصحاح الخامس
والآن صُولِحنا مع الله بالمسيح بعد أن تبررنا بالإيمان (عدد1). تُقدم لنا عبارة "بربنا يسوع المسيح" موضوع الإصحاح: فاعلية عمل المسيح الكفَّاري. جلبت خطية آدم العالم ليكون تحت الخطية والموت. كل شخص بعده قد ارتكب الخطية أيضًا ولكن كَفَّارَةَ المسيح عكست آثار الخطية.
◄يجب على الطالب قراءة الإصحاح الخامس للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية
[1](1-2أ) هذه الآية تربط القسم السابق بهذا القسم. موضوع الإصحاح هو فاعلية عمل المسيح. السلام يشير إلى المصالحة مع الله - العداوة قد زِيلَت وتحول عَنَّا غضب الله.
قال الرب يسوع إنه هو الباب. هذه الآية تقول شيئًا مماثلًا لأن به صار لنا حق الوصول والدخول للنعمة بالإيمان. هو الطريق والحق والحياة.
(2ب-5) هذه الآيات تصف اختبار المؤمن وهو يعيش في النعمة. هيكليًا يعتبر هذا وصف إدراجي ثم يعود الرسول بولس إلى التفسير اللاهوتي للكَفَّارَة.
يقول بولس الرسول إن افتخارنا بسبب الرجاء بأننا سوف نختبر مجد الله. قال أيضًا إنه يمكننا أن نفرح ونفتخر أيضًا حتى في المحن والضيقات.
يمكن للمؤمن أن يتحمل "الأشياء الصغيرة" (ظروف الحياة) لأن الأشياء الكبيرة هي آمنة. يحاول الخاطي الحصول على الفرح من الأشياء التي في الحياة لكن الأشياء ليست كافية لتشبعه (ليست فيها الكفاية لتلبية احتياجاته). ظروف الحياة ليست سيئة للغاية إذا كانت الحياة بالنسبة لنا رحلة ولكن ظروف الحياة تبدو بائسة إذا كانت الحياة هي كل شئ.
تَحمُّل المؤمن بأمانة للضيق يُنجز أمرًا للمؤمن (انظر أيضًا يع 1: 2-4). نُنمي الصبر ونحن نتحمَّل الضيق بالإيمان ونحن نطور. الصبر ليس مجرد الاستعداد للانتظار لكنه القدرة على تَحمُّل الأمر بإيمان. نستمر في اْختبار ورؤية عمل الله كلما نتدرب ونمارس الإيمان بالصبر الذي يعطينا الأمل والرجاء. نعلم أن قصد الله سيتم ويتحقق حتى عندما تبدو الظروف سيئة.
◄كيف تشجع نفسك عندما تكون في ظروف سيئة صعبة؟
نعلم أن رجاءنا لن يخزي (خيبة الأمل) لأننا بالفعل نختبر محبة الله في قلوبنا بالروح القدس. يقول الرسول في (أفسس 1: 13-14) إن الروح القدس هو الضامن أن الله سوف يحقق كل شيء آخر قد وعد به. الروح هو عربون العهد.
وتؤكد الآيات التالية (6-10) أننا لا نستحق زمان تبريرنا ولايمكن أن نفعل شيئا لتبريرنا. كُنَّا "ضعفاء بلا قوة" "بعد خطاة" و"أعداء".
(6) أن نكون ضعفاء(دون قوة) يعني أن نكون غير قادرين على خلاص أنفسنا وخاصةً من خلال الوفاء بمتطلبات الناموس. كُنَّا عاجزين عن تلبية متطلبات الله وخلاص أنفسنا من الخطية.
(7-8) من النادر أن يموت شخص ما لأجل الصالح (الطيب) ولكن مات المسيح لأجلنا ونحن بعد خطاة.
(9-10) يحيا المسيح لنا كوسيط وشفيع (محامي). يبرر بولس الرسول أسباب ذلك أنه إذا كان الله على استعداد أن يغفر لنا ونحن خطاة فيمكننا أن نثق أكثر في رضاه وصلاحه الآن ونحن متبررون في المسيح الذي صالحنا بموته نيابةً عنَّا. سنستمر مقبولين من الله من خلال ارتباطنا بالمسيح الحي المُقام.
يظهر تعبير "وبالأًولي كثيراً" خمس مرات في هذا الجزء.
مهم تسليط الأضواء على الآيات الآتية (12-19).
[1]محبة الله ليست لها سببٌ فينا (هكذا) وكذلك غير محدودة (ليس لها قياس) ولن تتوقف
هل نحن مذنبون بسبب خطية آدم؟
◄ هل نحن مذنبون بسبب خطية آدم؟ اشرح إجابتك.
تسليط الأضواء: هل نحن مذنبون بسبب خطية آدم؟
تقول (رومية 5: 12-19) أن البشرية دخلت كلها تحت الخطية والموت بسبب خطية آدم. هل نحن في أشخاصنا مذنبون بسبب خطية آدم؟ هل يُعاقب (يُدان) الخطاة على خطية آدم؟
لم يَقُل بولس أن الخطاة سيعاقبون على خطية آدم. في الآية 12 يقول أن الموت اجتاز إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع. كل شخص مُذنب بشكل فردي بخطيته. تُشدِّد الإصحاحات في (رومية 1-2) على احتياج البشر للتبرير لأنهم خطاة تعدوا ناموس الله. لن يدينَ الله الناس بسبب الحالة التي ولدوا فيها ولكن لإختيارهم أن يفعلوا الخطية. الدينونة وفقًا لأعمالهم (رؤيا 12:20، رومية 2: 6-16، 2كو 5:10).
ومع ذلك فبآدم دخلت الخطية للعالم لأنه أبو البشرية جمعاء التي لم تُولد بعد. فصل أدم بخطيته البشرية عن الله وبالتالي فهم منحرفون. وُلد كل الناس بسبب خطية آدم بميل نحو الخطية واتَّبع الجميع ذلك من خلال ارتكاب أعمال الخطية.
ويمكن تفسير العبارات التالية بهذا الفهم:
مات الكثيرون بسبب المعصية وخطية آدم (15).
واحد هو من يحكم بالإدانة والدينونة (16).
ملَك الموت بسبب خطية الواحد (17).
اجتازت الدينونة للجميع بسبب المعصية (18).
بسبب خطيتة أدم أصبح كثيرون خطاه (19).
لم يقل بولس إننا مذنبون بسبب خطية آدم ولكن آدم جلب الخطية لنا وتبعه الجميع. يحتاج الخطاة أن تُغفر "خطاياهم الكثيرة" (16) وليست خطيتهم من آدم (خطية آدم).
الجزء الثالث: كَفَّارَةٌ المسيح (5: 1-21) (تابع)
ملاحظات الآية تلو الآية (تابع)
(12) والسبب في اجتياز الموت لجميع الناس ليس أن ذنب آدم يُنسب لهم، ولكن لأن الجميع قد أخطأوا. آدم هو الذي جلب الخطية إلى العالم وجلب تأثيرها على نسله.
(13-14) لم يتم الإعلان عن الخطية ودينونتها بوضوح بدون الناموس. ومع ذلك فقد ملَك الموت حتى قبل ما يتلقي موسى الناموس. عرف الناس أنهم مذنبون بالخطية حتى من دون الوضوح الذي ينص عليه الناموس (انظر 20:1). يٌظهِر الناموس المدى الحقيقي للخطية. يشير تعبير "على شبه تعدي آدم" إلى العصيان المتعمد للناموس المعلن من الله.
أولئك الذين ليس لديهم أي إعلان لم يكن لديهم خيار واضح. ومع ذلك فإنهم لم يتبعوا ضمائرهم تمامًا (15:1).
(15) جلب تصرف آدم الموت إلى "كثيرين" وكذلك فإن عمل المسيح جلب الحياة إلى "كثيرين". التركيز هو أن كَفَّارَةِ المسيح تصل لأبعد من ذلك بكثير في آثارها عما كانت لخطية آدم. بعض الناس يعتقدون أن خطية آدم جعلت الجميع خطاة وأن النعمة من خلال الكَفَّارَةِ لا تُقدَّم إلا لعدد قليل. هذا ليس صحيحًا وفقًا لهذه الآية. يقدم الله النعمة لكل شخص صار خاطئًا بسبب سقطة آدم. يسبق مصطلح كثيرين أداة التعريف "الــ" في اليونانية ويعني الجميع بشكل عام.
◄ من الآية 15 كيف تجيبون على شخص يعتقد أن الله قدَّم الخلاص لنسبة صغيرة من البشرية؟
(16) كانت الخطية الأصلية فعلًا واحدًا ولكن النعمة الآن نحتاجها لكثير من الذنوب. يجب أن تكون النعمة أكبر بكثير من الخطية الأصلية.
(17-19) كثيرون أصبحوا خطاةً حرفيًا بسبب آثار خطية آدم وسيتبررون حرفيًا من قِبَل المسيح حتي لا يستمرون خطاة.
(20) تكثر الخطية بالناموس. بمعنى أنه يضع قائمة طويلة من الجرائم والمعاصي بينما كانت خطايا قليلة معروفة. كما أنه يزيد من الخطية بمعنى أنه بعد أن يعرف الشخص الناموس ويختار رفضه يصبح خاطئًا أسوأ من ذي قبل. هذه هي الحالة الموصوفة في 7: 5-24. ولكن النعمة تتجاوز وتكثر عند كل خطية.
النعمة المذهلة والمدهشة ( العجيبة)
كانت أم جون نيوتن مسيحية مؤمنة. أصبح بحارًا وقبطانًا لسفينة وتعمق في الخطية. لقد عانى من الظروف الصعبة في حياته. خانه الأصدقاء وأصبح لفترة من الزمان عبدًا. عندما تحسّنت حالته واصل واستمر في الخطية وساعد على تدمير حياة الكثيرين بسبب تجارته للرقيق (العبيد). كان قبطانُ سفينةِ الرقيق لسنوات. انكسرت به السفينة وجنحت به على جزيرة ولكن تم إنقاذُه من قِبَل قائد كابتن كان صديقًا لأبيه. شعر أن الله كان رحيمًا به على الرغم من أنه كان شريرًا. في وقت لاحق كانت سفينته تدخل في عاصفة شديدة ودعا الله برحمته. نجت السفينة من العاصفة وواصل نيوتن الاعتماد على الله للرحمة. ترك في نهاية المطاف البحر وأصبح قسيسًا. ومن بين الترانيم التي كتبها، تظل "النعمة مدهشة!" الأكثر ترنمًا وتسجيلًا بين الترانيم الروحية على مر العصور.
قال نيوتن، في اختباره الخلاصي "إن الله قد أحضرني وأصعدني برحمته من الطين العميق والوحل ووضع أقدامي على الصخرة التي هي المسيح يسوع. لقد أنقذ نفسي. والآن شهوة ورغبة قلبي أن أمجد وأكرم نعمته التي لا مثيل لها والمجانية المتميزة والشاملة لأن "بنعمة الله أنا ما أنا". من دواعي سروري أن أنسب خلاصي تمامًا لنعمة الله".
اختبار الدرس والمراجعة: الدرس الخامس
(1) بماذا يؤمن الشخص صاحب النعمة المخلِّصة؟
(2) ما هي المعضلة والحيرة التي قامت الكفارة بحلها وفكها؟
(3) كيف تم حل المعضلة والحيرة؟
(4) ما المقصود بالتبرير؟
(5) كيف رسَّخ وثبَّت الإنجيل ما هو في الناموس؟
(6) كيف جسَّد إبراهيم التبرير بالإيمان؟
(7) ماذا قال داود عن التبرير بالإيمان؟
(8) من هم الأولاد الروحانيّون لإبراهيم؟
(9) كيف نعرف أن الخلاص مُقدَّم لجميع الناس؟
الدرس الخامس المهام:
اكتب صفحة عن التبرير تشمل الإجابة على الأسئلة التالية:
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.