العلاقات الإنسانية والعلاقات العامة هامة جدا فى القيام بأى مشروع من أى نوع، وقد رأيت أناسا يدمرون حياتهم ويعرقلون خدمتهم جدا بسبب العلاقات الإنسانية السيئة. لقد عملت مع أناس جيدون يمتلكون دوافعا جيدة ولكنهم فشلوا فى فرص هامة فى الخدمة بسبب مهاراتهم الضعيفة فى العلاقات الإنسانية.
تعد العلاقات الإنسانية هى فن العمل مع الأخرين لإنجاز مهمة ما، والعلاقات الإنسانية الجيدة تسعد الأخرين وتؤدى الى استعدادهم للتعاون فى المشروعات.
والعلاقات الإنسانية هى جزءا هاما من وظيفة الراعى أو القائد المسيحى، لأنك عندما تبنى علاقات جيدة فى المجتمع فأنت بذلك تفتح أبوابا للإنجيل، وعندما تبنى علاقات جيدة فى الكنيسة ومع المؤمنين الأخرين فأنت تكسب دعما لمشروعات الخدمة. وتعد القدرة على التواصل بطريقة تمكنك من كسب استعداد الناس للتعاون معك جزءا هاما من التواصل، وهى تمد عمل الله.
العلاقات الإنسانية فى الكتاب المقدس
يرينا سفر الأمثال أهمية العلاقات الإنسانية الإيجابية. “الصيت افضل من الغنى العظيم والنعمة الصالحة افضل من الفضة والذهب”[1]
ما هو “الصيت”؟ إنها سمعة المرء أنه يعامل الناس بطريقة لائقة، إنها الطريقة التى يراك بها الأخرون، ربما تعامل الجميع بطريقة عادلة ولكن إذا رأى أحد ما أنك غير عادل سيتم الحكم عليك بأنك غير عادل، أحيانا ما نقول أن “الإدراك هى الحقيقة”، يعد رأى الناس فيك شيئا هاما، فهى تؤثر على استعدادهم للتعاون معك. هذه هى العلاقات الإنسانية، العمل على رؤية الأخرين لك. أن يكون للمرء صيت هو بمثابة رؤية العدل والخير الذى فيك.
رحبعام: مثالا على العلاقات الإنسانية السيئة
تعد قصة رحبعام مثالا على أهمية العلاقات الإنسانية الجيدة. بعد موت سليمان تم تنصيب رحبعام ملكا[2]، وكان لدى رحبعام كل ما يحتاج اليه للبدء فى تولى مهام ملكه، لقد كان لديه منصب الملك وكان على ما يبدو لديه مباركة أبيه سليمان، وتعهد يربعام أخيه وكل شعب اسرائيل التعاون إذا أصبح رحبعام الطف قليلا مع الشعب، لقد كان كل مستقبل مملكته متوقفا على مهاراته فى العلاقات الإنسانية.
اتخذ رحبعام قرارا مأساويا ورفض نصيحة الشيوخ الحكيمة واستمع الى نصيحة أصدقاءه الشباب من غير ذوى الخبرة. ونتيجة قرار رحبعام انقسمت المملكة ولم تصبح اسرائيل مملكة واحدة مرة أخرى، لقد عانى كل تاريخ اسرائيل نتيجة قرار رحبعام الأحمق.
ماذا كانت بعض أخطاء رحبعام فى العلاقات الإنسانية؟
لقد تجاهل النصائح الجيدة التى أعطاها له رجال حكماء.
لقد تجاهل مشاعر الأخرين.
لقد تجاهل تأثير أفعاله على الأخرين.
يجب على القادة المسيحيين إدراك أنهم لن يستطيعوا إنجاز أى مشروع بنجاح دون مساعدة الأخرين، ولا يستطيع المرء العمل مع الأخرين دون وجود العلاقات الإنسانية الجيدة، ويعد رحبعام مثالا سيئا فى العلاقات الإنسانية، ولكن هناك نماذج جيدة من الكتاب المقدس سوف نلقى الضوء عليها.
بولس: مثالا على العلاقات الإنسانية الجيدة
◄ إقرأ 1 كورنثوس 9: 15-23 ، أكتب قائمة بالمبادئ ذات الصلة بالعلاقات الإنسانية.
كان بولس يعلم أهمية أن يكون المرء حساسا لمشاعر الأخرين. وتظهر رسالة بولس الى المؤمنين فى كورنثوس مبادئ العلاقات الإنسانية الجيدة.
تعليم بولس: تتطلب العلاقات الإنسانية أن يتنازل المرء عن حقوقه الشخصية
الإنسان الذى يتمتع بعلاقات إنسانية جيدة يكون على استعداد للتنازل عن حقوقه هو الشخصية، فقد قال بولس أنه قد تنازل عن حقوقه من أجل خدمة احتياجات الكورنثيين.
فى مرة من المرات عندما كان داود هاربا من أعداءه قال أنه يتوق الى طعم الماء من البئر القريب من منزله فى بيت لحم، ولم يخطر على باله أن يتصرف أحد ما بناء على تعليقه هذا، ولكن قام ثلاثة من افضل محاربيه بعبور خطوط العدو خلسة لجلب المياه لداود. عندما أعطى هؤلاء المحاربين داود الماء صبه على الأرض.[3]لقد كان هذا فعلا من أفعال العلاقات الإنسانية فقد تنازل داود عن حقه فى أن يعامله الأخرون معاملة مختلفة عن معاملة الناس العاديين، إن هذه الروح هى ما جعلت الشعب يحترم داود احتراما كبيرا.
فى خلال حملة تبشيرية فى جوس بنيجيريا، شاهدت مثالا على هذا النوع من العلاقات الإنسانية، أثناء الخدمة الأولى بدأت السماء تمطر مطرا غزيرا، وكان معظم الناس واقفين تحت المطر، وكان فريق الترنيم وكل “كبار القوم” واقفين على المسرح. لم يكن الوقت وقت وعظ، لم يكن أحد ليستاء لو كان الواعظ وفريقه نزلوا من على المسرح واحتموا من المطر، ولكن بدلا من ذلك بقى الواعظ وكل فريقه على المسرح واستمروا فى عبادة الرب بالرغم من المطر، الأمر الذى عاد عليه بالنفع عندما وعظ الشعب فى وقت لاحق، اكتسب الواعظ الحق فى ان يستمع اليه الأخرون عندما تنازل عن راحته.
يمدنا الإصحاح الرابع عشر من سفر رومية بدراسة شيقة عن العلاقات الإنسانية.[4]لكى نفهم هذا الإصحاح يجب أن نفهم ما يعنيه بولس ب”القوى” و”الضعيف”، إن “الأقوياء” فى هذا الإصحاح هم من لهم ضمير قوى، لقد أدى نضجهم الروحى وفهمهم لكلمة الله الى ادراك أن هناك بعض الأمور التى تعتبر تفضيلا شخصيا وليست معتفدا كتابيا، و”الضعفاء” هم من لهم ضمير ضعيف فهم لم ينضجوا بعد فى فهمهم لكلمة الله، ومن السهل إهانة ضمائرهم.
كان الكثير من اليهود ذوى “ضمائر ضعيفة”، كانوا يخافون من كسر التقليد، أما الأمم فلم يكن لديهم هذه التقاليد، كان بإمكانهم الإتيان بأفعال لا يستطيع اليهود الإتيان بها، كان بإستطاعتهم أكل بعض أنواع من الطعام لم يكن اليهود بإمكانهم تناولها. من المهم أن نتذكر أن “ضعيف” و”قوى” هنا لا تصف التزام الإنسان، فهذه الكلمات تدل فقط على حساسية الضمير.
عندما نقرأ رومية 14، نرى أن بولس كان مهتما جدا بمسألة عثرة الأخرين، ولذلك حث المؤمنين المسيحيين على أن يراعوا تصرفاتهم الى أقصى درجة، ويعد هذا الإصحاح وصفا ممتازا لمبادئ العلاقات الإنسانية الجيدة.
العلاقات الإنسانية الجيدة تعنى أن نقدم الأخرين على أنفسنا.
العلاقات الإنسانية الجيدة تعنى أن نركز على رؤية وإدراك الأخرين.
العلاقات الإنسانية الجيدة تعنى أن نتنازل عن حقوقنا الشخصية.
العلاقات الإنسانية الجيدة تعنى أن نكون حساسين لمشاعر الأخرين.
العلاقات الإنسانية الجيدة تعنى ألا نسمح للأمور الصغيرة أن تسبب المشاكل.
بولس كمثال: الإستعداد للتنازل عن تفضيلاته الشخصية
كانت أم تيموثاوس، مساعد بولس الشاب، يهودية ولكنه لم يكن قد اختتن، وكان بولس يعلم أن الختان لم يعد ضروريا لشعب الله، وكان بولس قد كتب رسالة قوية عن الختان (غلاطية) وكان قد اشترك فى مجلس أورشليم الذى أقر بعدم ضرورة الختان للمسيحيين.
إلا أن بولس شجع تيموثاوس على أن يختتن. لماذا؟ حتى تكون خدمة تيموثاوس أكثر فاعلية. لقد كان يعلم بولس أن تيموثاوس سيقوم بزيارة الهياكل اليهودية وخدمة جموع يهودية، ولتجنب الأسئلة حول دخول رجل غير مختتن الى الهيكل كان من الافضل أن يجعل تيموثاوس يختتن.[5]
وفى مناسبة أخرى وافق بولس أن يشترك فى التطهر معهم وتقديم القربان[6]. هل كان يؤمن أن عليه أن يقوم بذلك لإرضاء الله؟ لا، ولكنه كان على استعداد للقيام بذلك لكسب الأخوة اليهود لأجل عمل الله. لم يكن بولس يحاول كسبهم بسبب الكبرياء أو المجد الذاتى، كان يريدهم فى صفه حتى يستطيعوا أن يبنوا ملكوت الله معا. كان بولس على اتم استعداد للتنازل عن تفضيلاته الشخصية من أجل تقدم عمل الله.
على الجانب الأخر، رفض بولس التنازل فيما يخص المبادئ. عندما تم الضغط على الأمم المتحولين الى المسيحية فى غلاطية للعودة الى ممارسة الختان، كان بولس حازما فى التزامه بمبدأ التبرير بالإيمان فقط.[7]وبالمثل رفض أن يضغط على تيطس، وكان راعيا من الأمم” أن يختتن.[8]عندما كان الأمر يتعلق بمبدأ ما لم يكن بولس يقدم أى تنازلات.
بولس كمثال: استخدام المجاملات
لاحظ الطريقة التى يبدأ بها بولس رسائله. بعد التحيات الإفتتاحية كان بولس عادة ما يثنى على قراءه.[9]عندما كان لزاما عليه أن يوبخ أناسا فى الكنيسة كان عادة ما يقول شيئا إيجابيا قبلها حتى يعرف الناس أنه ليس ضدهم، هذه هى العلاقات الإنسانية الجيدة. جامل الناس وأثنى عليهم دون حساب. عندما تتعامل مع الأخرين، يجب أن تكون إيجابيا دائما. كن الشخص الذى يبنى الأخرين ولا تكن الشخص الذى يكسرهم.
بولس كمثال: القدرة على التماثل مع الناس
لقد كان بولس يعرف كيف يخاطب الأخرين بشكل مهذب وكان حساسا لإختلافاتهم الثقافية. عندما تحدث أمام فيلكس قال:
“اني اذ قد علمت انك منذ سنين كثيرة قاض لهذه الامة، احتج عما في امري باكثر سرور”[10]
وعندما تحدث بولس الى اغريباس قال:
“ اني احسب نفسي سعيدا ايها الملك اغريباس، اذ انا مزمع ان احتج اليوم لديك عن كل ما يحاكمني به اليهود. لا سيما وانت عالم بجميع العوائد والمسائل التي بين اليهود. لذلك التمس منك ان تسمعني بطول الاناة”[11].
لقد احترم بولس مناصب هؤلاء المسئولون وعاملهم بشكل مهذب، لقد نسى بعض المسيحيون أهمية أن يكون الإنسان مهذبا. كان يمكن لإنسان أقل تهذيبا أن يقول لفيلكس: “أنا أعلم أنك قاض لهذه الأمة ولكنى مسئول ملزم بمجاوبة الله فقط ورأيك ليس من الأهمية فى شىء!” لو كان بولس قد تحدث هكذا لكان قد أضاع فرصة مشاركة الإنجيل مع هذا المسئول الحكومى، ولكن بسبب أسلوب بولس المهذب استطاع أن يكلم فيلكس عن “الإيمان بالمسيح لمدة سنتين”[12].
لقد درس بولس الأماكن التى كان من المزمع أن يخدم فيها ووجد طرقا يتماثل بها مع الناس، عندما كان يبشر فى أثينا، استخدم بولس أقوالا لأحد الكتاب الوثنيين المعروف لدى الشعب اليونانى.[13]لقد كان دائما حساسا تجاه مستمعيه.
أحيانا ما يتسبب أناس طيبون فى مشاكل فى العلاقات الإنسانية لأنهم يرون الأمور من وجهة نظرهم هم فقط ويفشلون فى فهم كيف يرى الأخرون أفعالهم، وبدلا من تحقيق أهداف جيدة يؤدى ذلك الى رد فعل عكسى، تتطلب العلاقات الإنسانية الجيدة أن نتماثل مع الأخرين وأن نأخذ وجهات نظرهم فى الإعتبار.
أنا أحب المشاريع وقد تعلمت الكثير من الأمور عن المشاريع، ولكن من أهم الأشياء التى تعلمتها عن المشاريع هى أهمية القيام بأعمال جيدة فى العلاقات الإنسانية، فكثير من المشاكل التى واجهتنى فى عمل المشروعات كانت تتعلق بالعلاقات الإنسانية السيئة. وما يلى عرض لبعض الملاحظات عن العلاقات الإنسانية.
(1) ابدأ من القمة
من الأسهل البدء عند قمة المؤسسة وصولا الى قاعدتها عن البدء عند القاعدة صعودا الى القمة عند الشخص الذى فى يده اتخاذ القرار، المعلومات تنتقل بشكل أفضل بكثير إلى الأسفل في التسلسل القيادي عما تنتقل الى الأعلى.
المجتمعات فى أفريقيا مجتمعات شمولية. يحترم الناس الشخص المسئول احتراما شديدا، ونادرا ما يستطيع غير المسئولين فعل أى شئ بدون موافقة الشخص القابع على القمة، حتى أنهم يخافون مجرد الإبداع واقتراح أفكار على هذا الشخص. لذلك لتفادى المشاكل على المرء أن يذهب الى الشخص المسئول مباشرة، فبمجرد أن تحصل على إذن الشخص المسئول سوف تواجه مشاكلا أقل فى التعامل مع من هم دونه. إذا استطعت أن تأمن جانب الشخص الجالس على القمة فقد قطعت شوطا كبيرا فى حل المشاكل. سوف يعمل الأخرون فى المصحلة جاهدين لتنفيذ مشروعك.
إن أفضل ما يمكنك أن تقوم به من أجل العلاقات الشخصية ليس فقط الحصول على إذن القائد ولكن أن تتضمن مشاركته أيضا. اجتهد أن تجعل من ذلك الشخص مشاركا فى رعاية مشروعك.
لقد عملنا عن كثب مع أربعة عشر ولايات نيجيرية للتأسيس لشهادة مهنية فى التعليم المسيحى، ونحن نحاول ألا نحصل على موافقة وزارات التربية والتعليم فى تلك الولايات فقط بل أن نجعلهم يشتركون معنا فى رعاية مشاريعنا. عندئذ عندما نعلن عن البرنامج لا نعلن عنه بصفته برنامج المعهد الدولى للدراسات المسيحية، ولكن نعلن عنه بصفته مشروع حكومة ولاية بلاتو بنيجيريا، وهو ما يعد تقدما كبيرا فى جهود العلاقات الإنسانية.
(2) امشى مع التيار
إن أفضل طريقة لإنجاز أمر ما هو إيجاد شخص ما يكون مقتنعا بالفعل بمشكلة ما أو مهتما بمشروع معين، ثم ما عليك إلا أن تجد طريقة لمساعدتهم فى حل المشكلة أو تطوير المشروع. من الأسهل بيع جهاز كمبيوتر لشخص يبحث عن كمبيوتر عن شخص لا يعلم أنه محتاج الى واحد أصلا. إذا عملت على مساعدة أحد فى تحقيق أهدافه يصبح مشروعك هو نفسه مشروعه. كلما امتلك شخصا أخر المشروع كلما كان التعاون أفضل.
إن مرض الأيدز هو من أكبر المشاكل التى تواجهها أفريقيا، وقد قمنا بعمل مشروع من شأنه أن يساعد الحكومة النيجيرية فى تحقيق أهدافها فى محاربة مرض الإيدز، وكنا نفعل ذلك باستخدام الكتاب المقدس، فقد وجدنا طريقة نساعد بها الحكومة فى محاربة مرض الأيدز بينما نقوم بمشاركة رسالة الكتاب المقدس فى نفس الوقت.
(3) اشرك الجميع معك
أى مشروع ناجح يعتمد على الكثير من الناس، وعليك أن تجعل الجميع يشعرون أنهم جزء من المشروع، وهو مبدأ هام جدا، لكى تحصل على الدرجة القصوى من الدعم لأى مشروع عليك أن تشرك أكبر عدد ممكن من الناس.
جاءت هيئة أمريكية الى نيجيريا لعقد مؤتمرا تبشيريا وكانوا أناسا طيبون وقاموا بعمل طيب ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا أن يستفيدوا من كامل امكانياتهم، كانت بعض النواحى فى علاقاتهم الإنسانية غير فعالة. على سبيل المثال:
لم يكن يقف معهم أى شخص محلى على المسرح سوى المترجم، لو كان معهم قادة مسيحيون على المسرح لكانوا قد حصلوا على مباركة واحترام الكنائس المحلية.
لم يتعاونوا مع الكنائس المحلية، مما كان سيمكنهم من تحقيق انسجاما أكبر مع الناس المحليين.
جاءوا وقاموا بعملهم على انفراد ومولوا مشروعهم بالكامل مما جعل العمل يبدو مشروعا مملوكا للغير ولهذا السبب فشلوا فى جعل الناس تلتزم بخدمتهم.
(4) اعترف بالأخرين
من المهم الإعتراف بخبرة الأخرين حتى لو لم تكن أكبر من خبرتك أنت الشخصية بكثير، لأن هذا الفعل من شأنه اظهار التواضع والتواضع مفيد فى العلاقات الإنسانية، فكما رأينا قبلا أثنى بولس على التسالونيكيين وغيرهم من قراء رسائله بلا حساب، لقد كان دائم البحث عما يستطيع أن يجاملهم به بصدق.
نحن نحتاج أن نكون حساسين للأخرين على جميع المستويات. جد طرقا تجامل بها السائق على اسلوبه فى القيادة، عندما تقوم باصلاح سيارتك جامل الميكانيكى، الق التحية على السكرتيرات القابعات خلف حواسيبهم واثن على مهاراتهن فى استخدام اجهزتهن. كلما جعلت الأخرين يشعرون بأنهم ماهرون كلما كانت علاقتك بهم أفضل.
فى الشراكة ركز انتباهك على الشخص الأخر، اجعل الشخص الأخر يشعر بالرضا عن نفسه، ساعد ذلك الشخص على ادراك أن مساهمته فى المشروع أمرا هاما وضروريا. اجعل الشخص الأخر يشعر بالمسئولية، إذا لم يشعر بالمسئولية لن يقوم بالكثير، عندما تعمل مع شخص أخر أو منظمة أخرى ضع اسم ذلك الشخص أو المنظمة فى مكان بارز، وهو ما يساعد فى انجاز المهمة.
تذكر ان العمل هو ما يهمنا وليس أهميتنا نحن الشخصية. إذا تم إنجاز العمل وحصل شخص أخر على الثناء فلا بأس، المهم أن يتم إنجاز العمل.
(5) أكتب موادا مكتوبة بشكل احترافى
على الرغم من أن الناس كثيرى المشاغل لا يحبون كتابة التقارير الطويلة إلا أنهم يحبون معرفة التفاصيل، ولذلك تبدوا مقترحات المشروعات ذات الكثير من التفاصيل والنقاط والنقاط الفرعية أكثر احترافية عن غيرها، وكلما ظهرت بمظهر الشخص المحترف كلما دعمك الأخرون وكلما عظمت احتمالات نجاحك.
عندما تكتب وثيقة مليئة بالتفصيل سيعرف الجميع أنك على دراية بما تفعله، فإذا كنت تحاول أن تحصل على موافقة أحد ما لتنفيذ مشروع ما عليك أن تخلق انطباعا جيدا، واحدى الطرق التى تستطيع بها خلق انطباعا جيدا هى أن تكون كتاباتك جيدة. كلما ظهرت كتاباتك بمظهر احترافى كلما أخذك الناس على محمل الجد.
لقد تقابلت مؤخرا مع وزارة التربية والتعليم الفيدرالية، وكانوا قد أضاعوا بعضا من أوراقنا الهامة وأرادوا أن أمدهم بنسخ منها، فعدت وخلقت سجلا بجميع مراسلاتنا، وقمت بعمل صورا ذات جودة عالية وضمنتها جميعا فى ملفا أنيقا، فبهرتهم الإحترافية فى تقديم الأوراق، وهو ما يخلق فرصا للعمل معا من أجل ملكوت الله.
(6) لاحظ أن العلاقات الجيدة لها نفس أهمية الأفكار الجيدة
ليس هناك من مشروع يتخطى “العامل الإنسانى”، فبدون العلاقات الجيدة تنهار أفضل المشروعات. أنت غير مطالب بتقديم مقترحات مشروعات مكتوبة جيدا وحسب أنت مطالب بالعمل على شكل تقديم ذلك المقترح والطريقة التى تتعامل بها مع الأخرين أيضا. يحصل الكثير من العاملين فى مجال المبيعات على عقود ليس لأن منتجهم هو الأفضل بل لأن شخصيتهم هى الأفضل. اعمل على بناء علاقات قوية مع الأخرين لأجل خاطر ملكوت الله.
علينا أن نعرف ما يهتم به الأخرون ونهتم باهتماماتهم، وعلينا أن نعرف الكلمات والعبارات والأفعال التى لها وقعا سلبيا عليهم، يجب أن نتعلم أن نسمع ما نقوله بأذانهم هم، هذا هو السبب الذى جعل بولس يطلب من تيموثاوس أن يختتن. لو لم يكن تيموثاوس مختتنا لأصبحت خدمتهما فى الهيكل محدودة جدا.
لدى صديق فى أبوجا بنيجيريا وهو ممتاز فى علاقاته الإنسانية، فهو دائما ما يقول الشىء الذى يجعل الشخص الأخر على سجيته ويشعر بالرضا عما يقوم به من عمل. فى مرة من المرات دخلنا أنا وهو الى مكتب معالى وزير التربية والتعليم، وقال للسكرتيرة: “ هناك غالبا ثلاثة أسباب تمنعنا من مقابلة سيادة الوزير اليوم، ولكنى متأكد أنك على دراية تامة بجدول مواعيده، أليس هناك من طريقة تستطيعين بها مساعدتنا فى مقابلته؟” ليس ما قاله هو المهم، وإنما المهم هو أنه اعطاها وقتا واهتماما وأشعرها بأهميتها فى وصوله هو الى مقابلة وزير التربية والتعليم. لقد اعطاها وقتا واهتماما وأشعرها بأهميتها وقيمتها، هذا هو ما يبنى العلاقات.
(7) كن مستعدا للتعلم
إن الإستعداد للتعلم هى وسيلة رائعة لكسب الإحترام، فإن الإنسان الذى يظهر استعدادا للتعلم دائما ما يثير الإعجاب.
(8) كن مخلصا
عندما كتب بولس الى فليمون لأجل أنسيمس بدأ بالمجاملات.
اشكر الهي كل حين ذاكرا اياك في صلواتي، سامعا بمحبتك، والايمان الذي لك نحو الرب يسوع، ولجميع القديسين، لكي تكون شركة ايمانك فعالة في معرفة كل الصلاح الذي فيكم لاجل المسيح يسوع. لان لنا فرحا كثيرا وتعزية بسبب محبتك، لان احشاء القديسين قد استراحت بك ايها الاخ”.[1]
وبعد المجاملات طلب بولس ما يريده: “ اطلب اليك لاجل ابني انسيمس، الذي ولدته في قيودي”. كانت المجاملات مجاملات حقيقية مخلصة، إذ كان أنسيمس بالفعل بركة لبولس وغيره من القديسين. المجاملات الكاذبة تفشل فى تحقيق أى شئ. كن مخلصا فى علاقاتك مع الأخرين.
أخطاء يجب أن تتجنبها
معظم ما كتبته فى هذا الدرس مكتوب من منظور إيجابى، ومع ذلك فهناك بعض الأمور التى يجب أن تتجنبها، لأنها من شأنها أن تدمر علاقاتنا الإنسانية.
(1) لا تكن متمركزا حول ذاتك
هذه فكرة مسيحية أساسية جدا. إذا لم نكن نهتم سوى بأنفسنا سوف يتضح ذلك للأخرين، وهو ما سوف يؤذى مشروعنا فى نهاية المطاف. لدى صديق جيد وهو شخص مجتهد ودؤؤب ويقوم بكثير من أعمال الخير، ولكنه كثيرا ما يتهم باستغلال الأخرين، فهو يعمل مع الأخرين طالما كان فى استطاعة هؤلاء مساعدته فى عمله، وعندما لا يصبحون نافعين له، يسقطهم من حساباته ويركز مع أخرين، يجب علينا أن نجتهد كى نتفادى أن يأخذ عنا الناس ذلك الإنطباع. فهو ليس انطباعا نريد أن نتركه لدى الناس.
عندما تتكلم تحاشى استخدام “أنا” كثيرا، سوف تكون هناك أوقاتا وأنت تحكى حكايات تستطيع فيها استخدام ضمير المتكلم بشكل فعال ولكن تذكر أنك جزء من فريق، “نحن” لها وقع أفضل بكثير من “أنا”.
(2) لا تقوم بخدمتك على حساب خدمة شخص آخر
أحيانا ما نركز تركيزا شديدا على خدمتنا حتى ننسى خدمات غيرنا من الناس، ومن أولى قوانين الطب “لا تؤذى أحد”، ويجب أن تكون هذه أولى قوانين الخدمة أيضا. يجب أن نتجنب إيذاء الأخرين.
(3) لا تتجاهل البروتوكولات اللائقة
البروتوكول هام جدا فى الكثير من الدول، من الأفضل أن يكون المرء شديد الحرص على أن يكون مهملا. الأمريكيون لا يهتمون بالبروتوكول ويجدون صعوبة فى اتباع البروتوكولات اللائقة فى البلدان الأخرى. ولكنى تعلمت أن من المهم احترام المناصب والمراكز إذا كنت تريد بناء علاقات جيدة.
(4) لا تستعجل الأمور
من أكبر الأخطاء التى نقع فيها فى تنظيم المشروعات أننا دائما ما نستعجل الأمور، من علامات العلاقات الإنسانية الجيدة أن يأخذ المرء وقته فيما يفعله ويتأكد أن الجميع ملتزم بالمشروع وأن يضع أساسا جيدا لما يقوم به. إذا تعجلت الأمور كثيرا فغالبا سوف يشعر الأخرون بالإهانة. خذ وقتك أثناء تنظيم المشروعات.
(5) لا تتنازل عن المبادئ
مثل كل شىئ فى الحياة يجب أن يكون هناك توازنا فى العلاقات الإنسانية، الإنغماز فى العلاقات الإنسانية زيادة عن اللزوم من شأنه أن يؤدى الى التنازل عن المبادئ. التنازل فى حد ذاته ليس خطية عندما لا يتعلق بالتنازل عن المبادئ. لذلك علينا أن نحتاط من التنازل عن المبادئ. كما رأينا لم يوافق بولس على التنازل عن المبادئ الكتابية لأجل خاطر العلاقات الإنسانية.
العلاقات الإنسانية الجيدة جانب هام فى التواصل الجيد، فبدونها سيتعطل كل شكل من أشكال التواصل بيننا وبين الأخرين.
قد تشعر أن الأمر ليس ذو أهمية بالنسبة لك. قد تفكر فى نفسك “أنا أرعى كنيسة صغيرة، لا أحتاج أن أتواصل مع مسئولين حكوميين، لماذا على أن أدرس العلاقات الإنسانية؟” ولكن كل راع يحتاج الى العلاقات الإنسانية. سواء كانت كنيستك كبيرة أو صغيرة أنت تمثل كنيستك (وملكوت الله) فى مجتمعك. ابحث عن فرصا لتستخدم وجودك فى المجتمع لتمثيل الإنجيل. ابحث عن فرصا للتعاون مع خدام أخرين وهيئات أخرى لخدمة ملكوت الله.
◄ هل تبحث عن فرص للخدمة فى مجتمعك؟ هل تتواجد فى المناسبات العامة التى تستطيع فيها تمثيل كنيستك وملكوت الله؟
مهام الدرس الثامن
(1) فى بداية الدرس التالى هناك امتحانا عن هذا الدرس، ادرس اسئلة الإمتحان جيدا استعدادا له.
(2) ابحث عن مقالين من جريدة أو مجلة أو مصدرا الكترونيا للأخبار لتشاركهما مع مجموعتك.
مقال يظهر قائدا له علاقات إنسانية جيدة، لاحظ ما فعله القائد للتماثل مع عامة الشعب.
مقال يظهر قائدا له علاقات إنسانية سيئة. ماذا كانت نتائج فشله؟ كيف كان يمكن لهذا القائد أن يتعامل مع الموقف بشكل أكثر فاعلية؟ ما الدرس الذى يمكن تعلمه من هذا الموقف؟
اختبار الدرس الثامن
(1) العلاقات الإنسانية هى فن ال__________________________.
(2) أذكر ثلاثة من أخطاء رحبعام فى العلاقات الإنسانية.
(3) ما الدرس الهام الذى يعلمنا إياه بولس فى رومية 14؟
(4) ما الدرس الهام الذى علمنا إياه بولس عندما شجع تيموثاوس على أن يختتن؟
(5) ما الدرس الهام الذى علمنا إياه بولس فى احتجاجه لدى فيلكس ورسالته فى أثينا؟
(6) أذكر أربعة اقتراحات للعلاقات الإنسانية المذكورة فى هذا الدرس.
(7) أذكر أربعة أخطاء فى العلاقات الإنسانية علينا تجنبها.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.