التعليم هو النقل النشط للمعلومات والتوجهات من شخص الى آخر. وتتضمن عملية التعليم معلما ومتعلما، ويمكن للتعليم أن يحدث فى فصل مدرسى بشكل رسمى ويمكن أن يحدث من على المنبر يوم الأحد، بل ومن الممكن أن يحدث خلال مناقشة ثنائية.
من هو المعلم؟ المعلم هو الشخص الذى يفهم معلومات ويقدمها لشخص آخر، والمعلم الجيد هو من يستطيع أن يأخذ حقيقة صعبة ويقدمها فى شكل بسيط. المعلم هو شخص يتواصل مع غيره فى الأساس، فهو يأخذ أشياء لا يعرفها الأخرون ويبسطها للطلبة لدرجة تسمح لهم بفهمها.
من أهم مسئوليات المعلم توصيل ونقل الحق الى الأخرين وتعليم الأخرين كيف يتعلمون. والحق الذى يجب على معلمى الله أن ينقلوه هو رسالة الله للعالم، فإن مجتمعنا فى حاجة الى أناس يعرفون أحوال عالمنا ويفهمون رسالة الله للعالم ويكونون بإستطاعتهم نقل هذه الأمور لنا جميعا.
هناك رجال أعمال يجيدون توصيل مميزات منتجاتهم فنهرع لشرائها، بسبب رجال المبيعات الذين يجيدون التواصل يمكنك أن تشترى التليفونات الذكية والكوكاكولا فى أى مكان فى العالم. هذه الأشياء وقتية، فكر فى كيفية أن كلمة الله الأبدية أهم بكثير لعالمنا، نحن نحتاج الى معلمين يجيدون توصيل حق الله بطريقة تجعل أهل العالم يفهمون ويستجيبون لذلك الحق.
تدريس الكتاب المقدس
لطالما كان التعليم مهما للكنيسة، لقد دعى يسوع “رب” وهو ما يعنى “معلم”، وقد علم التلاميذ أن يذهبوا الى العالم وأن يعلموا ما تعلموه منه، لاحظ بعض الملاحظات عن التعليم فى العهد الجديد.
(1) كان التعليم من إحدى الواجبات فى الكنيسة الأولى
”وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون: برنابا، وسمعان الذي يدعى نيجر، ولوكيوس القيرواني، ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع، وشاول”[1]
لقد ساعد هؤلاء المعلمون المؤمنين الجدد أن يفهموا ماهية أن يكون المرء تابعا حقيقيا ليسوع، لقد كتب لوقا ليؤكد الحق الذى تعلمه ثاوفيلس:
“ رأيت ... ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به.”[2]
(2) التعليم هو أحد مواهب الروح القدس
“فوضع الله اناسا في الكنيسة: اولا رسلا، ثانيا انبياء، ثالثا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء، اعوانا، تدابير، وانواع السنة”[3]
لقد أعطى بعض المسيحيين موهبة روحية خاصة للتعليم الفعال.
(3) التعليم هو أحد المسئوليات الأساسية للراعى
“وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض انبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين”[4]
فى هذه القائمة “رعاة” و”ومعلمين” مرتبطين معا بطريقة تجعل الكلمتان تشيران الى نفس المنصب. على الراعى أن يكون معلما، التعليم هام جدا وهو ماجعل بولس يذكره كأحد متطلبات الرعاية. على كل راعى أن يكون قادرا على التعليم.
“فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم، بعل امراة واحدة، صاحيا، عاقلا، محتشما، مضيفا للغرباء، صالحا للتعليم، غير مدمن الخمر، ولا ضراب، ولا طامع بالربح القبيح، بل حليما، غير مخاصم، ولا محب للمال”[5]
من لا يعلم لا يصلح أن يكون راعيا، ولا يمتلك كل راعى الموهبة الروحية للتعليم ولكن على كل راعى أن ينمى مهاراته فى التعليم قدر المستطاع.
ما هى سمات المعلم الجيد؟ كيف يصبح المرء معلما أفضل؟ ما يلى بعض الصفات الضرورية ليكون المرء معلما ناجحا.
العمل الشاق
من الأفكار الخاطئة عن مهنة التدريس أنها وظيفة سهلة فالمعلم ليس عليه أن يفحت فى الصخر ولا أن تتسخ يداه.
لقد سمعت عن شابا حصل على درجة الدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما عاد الى كلية اللاهوت التى كان يعمل بها أخبرهم أنه لن يعمل كثيرا الأن حيث أنه قد حصل على الدكتوراة، لقد كان ينوى الإستمتاع بمزايا منصبه الجديد، كان ذلك الموقف خاطئا، إن الله لا يوفر لنا التعليم حتى نعمل أقل ولكن لكى نعلم بكفاءة أكبر.
كثير من الناس لديهم أفكار خاطئة عن العمل، فيعتقدون أن العمل الشاق هو لعنة وضعها الله على الإنسان، وهذا ليس صحيحا، عندما خلق الله آدم وحواء أعطاهم مسئوليات وقال لهم:
“اثمروا واكثروا واملاوا الارض، واخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض”[1]
إن إخضاع الأرض والسيطرة عليها ينطوي على نشاط ومسؤولية وعمل، وعندما أخطأ آدم وحواء عانوا من اللعن التى نتجت عن تمردهم، لم تكن اللعنة هى العمل فى حد ذاته ولكن المشقة والإحباط اللذان سوف يصاحبان عملهما، وبدلا من العمل المبهج اللذان كانا يقومان به قبل السقوط، أصبح عملهما كدا مؤلما.[2]
تقول إحدى الوصايا العشرة: “ ستة ايام تعمل وتصنع جميع عملك”[3]. لقد أعطى الله شعبه هذه الوصية ليبين قدسية يوم الرب، إلا أن هناك جزءا من هذه الوصية يؤكد على ما كان المسيحيون دائما يؤمنون به ويعلمونه ويمارسونه وهو أن العمل شرف. خلافا لما يعتقده البعض العمل ليس لعنة.
إذا أردت أن تكون معلما ناجحا، عليك أن تعمل عملا شاقا، لن تكون معلما جيدا بدون تحضيرا جيدا، والتحضير الجيد يعنى أن تقرأ وتتعلم ما يقوله الأخرون عن الموضوع الذى تقوم بتعليمه، ويعنى أيضا أن تكتب الأشياء التى تعلمتها وتنظمها بطريقة تسمح لك بتقديمها الى طلبتك. إذا لم تحضر مادتك التعليمية جيدا لن تعلم جيدا، إن التعليم الناجح يحتاج الى العمل الشاق.
المعرفة
على المعلم الجيد أن يعرف أكثر من تلاميذه، قد يمتلك شخص ما أفضل الأساليب وأفضل شخصية ولكن إذا لم يكن على دراية بمادته الدراسية لن يكون معلما جيدا. على المعلم الجيد أن يكون قد حصل على تعليم ما فى الماضى، وقد يكون هذا التعليم رسميا أو غير رسميا، وقد يكون حصل عليه فى فصل مدرسى تحت قيادة معلمين مؤهلين أو قد يكون تعليما شخصيا حصل عليه من خلال القراءة والخبرات الحياتية، على كل معلم أن يحصل على تعليم أساسى.
المعلمون الجيدون لا يرضون بالبقاء ساكنين فى تعليمهم، ولكن يستمرون فى التعلم والنمو، من أروع الأشياء عن التدريس أنه يتاح لك أن تتعلم أشياء قبل أن تعلمها لطلبتك. من أحب الأمثال الى “ مجد الله اخفاء الامر ومجد الملوك فحص الامر.”[4]من أولى صفات المعلم الجيد أنه متعلم جيد.
كيف تضمن أن تستمر فى التعلم؟
اقرأ كتبا
احضر ورش العمل والندوات
ناقش الموضوعات الجادة مع الزملاء
اكتب
كلما علمنا كلما تعلمنا، كلما تعلمنا كلما أدركنا أننا لا نعرف الكثير وكلما أدركنا أننا يجب أن نكون أكثر تواضعا، وعندئذ نصبح أكثر اشتياقا لتعلم المزيد، استمر فى التعليم وسوف تستمر فى التعلم.
التجديد
ينطوى التجديد على الإبداع والمرونة، وهاتان الصفتان لازمتان للمعلم الجيد، فعلى المربى الجيد أن يكون خلاقا ومرنا، فالمعلم الجيد يستطيع التعامل مع الإنقطاعات غير المتوقعة ويستطيع التعليم بطريقة خلاقة.
إن أكثر أنواع التعليم شيوعا هى المحاضرة، وعلى الرغم من أهمية أسلوب المحاضرة لا يجب استخدامها وحدها، وهناك مثل إنجليزى يقول ما معناه أن التنوع هو ما يعطى الحياة طعما. كلما نوعت من أساليب تعليمك كلما وصلت الى عدد أكبر من الطلبة.
من الطرق الجيدة التى يستطيع من خلالها المعلم التواصل مع طلبته هى استخدام نهجا فريدا، فيفعل شيئا ما غير عاديا فى الفصل، كان واحد من أفضل معلمى يحضر معه أشياء مثل مفكات وأجزاء من الكمبيوتر الى الفصل واستخدامها لشرح بعض الحقائق، كلما استطاع المعلم أن يكون فريدا كلما تواصل مع طلبته بشكل فعال. لا يجب على المعلم أن يتردد فى تجربة أساليبا جديدة فى الفصل الدراسى.
روح الدعابة
تعد روح الدعابة من أكثر الأدوات فائدة فى يد المعلم، الكتاب المقدس ليس كتابا مضحكا ولكن هناك الكثير من التلميحات فى النص المقدس تظهر أن ناس الكتاب المقدس كانوا أشخاصا عاديين يستمتعون بالدعابة. يتضمن سفر أعمال الرسل قصة عن أبناء سكاوا السبعة الذين كانوا يحاولون إخراج الشياطين بإسم يسوع “الذى يكرز به بولس”. عندما حاول هؤلاء الرجال إخراج الشياطين باسم يسوع قال لهم الشياطين: “ اما يسوع فانا اعرفه، وبولس انا اعلمه، واما انتم فمن انتم؟”[5]. لابد أن الشخص الذى قص هذه الحكاية على بولس قد ابتسم وهو يحكى هذه الواقعة.
إن روح الدعابة تساعد المعلم فى عدة أمور:
(1) إن روح الدعابة تعيد التركيز الى الطلبة. إن تركيز الطلبة محدود، بعد عدة دقائق يميل حتى أفضل الطلبة الى التفكير فى شئ أخر، ولكن عندما يلجأ المعلم الى روح الدعابة يعود الجميع الى التركيز ويستعيد المعلم تركيز الفصل.
(2) تضيف روح الدعابة جوا مريحا الى الفصل. من الممكن أن يصبح التدريس رتيبا. من الممكن أن تخلق الحقائق والأرقام والعقائد والمفاهيم جوا جادا جدا بل ومتوترا أيضا. من الممكن أن تساعد قصة مضحكة أو تعليقا مضحكا الجميع على الإسترخاء.
(3) تقدم روح الدعابة الحقيقة من منظور مختلف. عندما نقوم بتقديم الحقيقة من منظور مختلف يميل المستمع الى فهمها وتذكرها لفترة أطول بكثير، إن تقديم الحق بطريقة فكاهية من الممكن أن تعطى بصيرة لا توفرها أى طريقة أخرى.
(4) تلطف الدعابة من التصحيح والتصويب. على المعلم الجيد أن يحافظ على النظام فى فصله، والحفاظ على النظام يتطلب تصويب من يسببون الإزعاج، وتوبيخ أى طالب بشكل حاد من الممكن أن يتسبب فى الغضب أو الإحراج أو الخوف فى الفصل، حتى بين هؤلاء الذين لا يشملهم التأديب. إن التوبيخ باستخدام روح الدعابة يجنب الطلبة الشعور بالوخز والإحراج.
لا يتمتع كل الناس بروح الدعابة وعلى بعض الناس أن يجتهدوا كيما يكتسبوا القليل من روح الفكاهة، ولكن يستطيع كل الناس تعلم استخدام بعضا من الدعابة فى التدريس.
الحساسية والتعاطف
من أهم قواعد التواصل أن تكون حساسا للشخص الذى تتواصل معه وأن تتعاطف معه، لأن الناس الذين تتواصل معهم هم أناس حقيقيون ولهم احتياجات حقيقية و توقعات حقيقية، ومن علامات المربى الجيد أنه مستمع جيد، ولكن أحيانا نركز تركيزا شديدا على مجال اهتمامنا نحن فنميل ألا نلاحظ احتياجات واهتمامات من حولنا.
ظن الكورونثيون أنهم يمتلكون المعرفة ولكنهم كانوا قليلى الإهتمام بأخوتهم المؤمنين، فحذرهم بولس من أن “العلم ينفخ ولكن المحبة تبنى”[6]المحبة تجعلنا ندرك احتياجات واهتمامات طلابنا وتجعلنا مستمعين أفضل.
يدرك المعلم الحكيم دائما ما يحدث فى فصله، إذا بدأ الإرهاق يبدو على الطلبة قد يحتاج المعلم أن يتوقف عن التدريس لبضعة دقائق ويسمح للطلبة بالوقوف والتمدد أو غناء أغنية أو فعل أى شئ آخر من شأنه أن يجعلهم يسترخون. لو كان هناك إزعاجا ما داخل الفصل أو خارجه، فإن أفضل شئ ممكن أن يفعله المعلم هو التوقف وإنتظار انتهاء الإزعاج.
أحد أكبر مصادر الإزعاج فى أى فصل هو تحدث الطلبة مع بعضهم البعض، عندما يتحدث طالبين معا فهم لا يستمعون الى ما يحدث فى الفصل وغالبا ما يسببون الإزعاج للطلبة القريبين منهم. إن الحديث بين اثنين من الطلبة من الممكن ان يزعج من 20 الى 30 بالمائة من الفصل. عندما يحدث ذلك كثيرا ما أتوقف عن الكلام، السكوت لمدة أربعة أو خمسة ثوان سوف تجذب انتباه الطلبة وسوف ينظرون الى مرة اخرى. عندئذ أنتظر حتى ينظر الى كل الطلبة مرة أخرى.
أحيانا فى ورش العمل الكبيرة التى تضم الطلبة الناضجين أحكى قصة، حيث أقول لهم “عندما كنت ولدا صغيرا علمتنى أمى أن من الوقاحة أن أتحدث بينما هناك شخص أخر يتحدث، لذلك سوف أنتظر حتى تكملون كل أحاديثكم، وعندما تنتهون سوف أكمل أنا كلامى” ثم انتظر. إذا استمر الكلام الجانبى أحيانا ما أضيف قائلا: “فى غضون عدة أشهر سوف أقابل أمى فى الولايات المتحدة وقد تسألنى عما إذا كنت قد قمت بالتحدث أثناء حديث ناس غيرى أم لا؟ ولا أريد أن أعترف بأنى مذنب”.
ما أريد قوله هو أننا يجب أن نشعر بطلابنا. هل هم مرهقون؟ هل هم جائعون؟ مرضى؟ مشتتين؟ ملولين؟ مشوشين مما نقوم بتدريسه؟ لكى نكون فعالين كلمعلمين يجب علينا أن نكون حساسين نحو أى شئ من شأنه أن يعرقل قدرة طلابنا على التعلم.
الصبر
الصبر هو من أهم سمات المعلم الجيد. أحيانا ما يشعر المعلمون بالإحباط عندما لا يفهم الطلاب ما يعلمونه، وهنا عليك أن تتذكر أن الجهل ليس خطيئة فهى مجرد غياب المعرفة، وهى عادة ما لا تكون نتيجة قرارا متعمدا بتجنب التعلم. المعلم الجيد يدرك أن التعلم عملية مستمرة ويدرك أن الطلبة تتعلم بطرق مختلفة وبسرعات مختلفة، لذلك عليه أن يكون صبورا مع الطلبة.
لقد ساعدنى روبرت تومبسون أن أتعلم أن أكون صبورا مع الطلبة.[7]فهو يشرح أن هناك على الأقل أربعة أنواع مختلفين من المتعلمين فى كل فصل.
(1) المنظر التحليلى. هؤلاء يتعلمون عن طريق المشاهدة والإستماع ويجيدون تذكر الحقائق ويتجاوبون أفضل مع طرق التدريس التقليدية.
(2) الناشط الديناميكى. يحب هذا الشخص التعلم عن طريق التجريب.
(3) المتأمل الخيالى. يميل هذا الشخص الى أن يكون عاطفيا ويتشابك مع مشاعر الناس.
(4) براجماتى عاقل. يعلم هذا الشخص عن طريق التطبيق والعمل ويحب أن يختبر الأفكار فى العالم الحقيقى ولا يهمه النظريات. وربما يكون هذا الشخص هو الأقل استجابة لنوع التعليم التقليدى.
هذه الأنواع الأربعة من المتعلمين موجودون فى فصولنا، لذلك علينا أن نقوم بتحضير محاضرات تأخذ فى الحسبان كل أساليب التعلم، المحتوى لا يتغير ولكننا نتعامل مع المادة بطرق مختلفة لكل نوع من المتعلمين.
فنحن نحاضر المنظرين.
نحن نخلق مشروعات يستطيع الطلبة من خلالها استخدام أيديهم فى عمل شىئ ما من أجل الناشط الديناميكى.
نحن ننظم المناقشات فى الفصل حتى يستطيع أن يختبر المتعلمون العاطفيون الأفكار وكيفية مشاعر الأخرين نحوها.
نحن نعطى المهام والواجبات العملية حتى نستطيع أن نختبر النظريات التى ناقشناها فى الفصل فى الحياة الواقعية.
لسوء الحظ، إن التعليم التقليدى مصمم فى الأساس للمنظر التحليلى، ومن الصعب خلق مدرسة تأخذ فى الحسبان كل اختلافات التعلم بين طلابنا، ولكن يبقى على كل مدرسة أن تتعامل مع هذه القضية.
يجب أن ندرس الطرق المختلفة التى يتعلم بها الطلبة، كن صبورا مع هؤلاء الناس الذين لا يشبهونك فى انضباطك، كن صبورا مع من لا يعملون بنفس جديتك، كن صبورا مع هؤلاء الذين لا يقومون بعمل الأشياء بالطريقة التى تريدهم أن يقوموا بها. كن صبورا مع المعلمين الأصغر سنا الذين مازالوا يتعلمون، كن صبوار مع المعلمين الأكبر سنا الذين لا يستطيعون تغيير طرقهم.
المعلم المثالى
دعا مسئول مدرسى كليف شيملز وهو أستاذ فى كلية ويتون لتقييم شخصين، كان الأول مرشحا لنيل جائزة المعلم المثالى فى منطقته التعليمية، فى فصله كان هذا المدرس دائم الحركة، وعندما كان يجلس كان دائم التململ والتلوى، وكان يقفز من على كرسيه ويظل يتمشى جيئة وذهابا فى الفصل وينظر من الشباك ويكتب على السبورة ويحيىي الطلبة خارج الفصل وكان احيانا ما يصرخ أثناء التدريس، كان كتلة من الطاقة وكان مرشحا لجائزة المعلم المثالى بسبب نشاطه وإبداعه غير العاديين.
ثم أخذ ناظر المدرسة كليف ليلاحظ طالبا “لديه مشكلة تعلم”، كان هذا الطفل يسبب المشاكل لكل معلمى المدرسة. لم يكن أحد يعلم كيف يجب التعامل معه، كان يقفز من على كرسيه ويتمشى فى الفصل جيئة وذهابا، كان ينظر من الشباك ويكتب على السبورة وكان يحيي الطلبة خارج الفصل وكان احيانا ما يصرخ وهو يجاوب المعلم، كان كتلة من الطاقة، وكان بسبب طاقته وإبداعه يعتبر طالبا “لديه مشاكل”. تذكروا أن الطالب الذى لديه مشاكل اليوم قد يكون المعلم المثالى فى المستقبل.
التوازن
على المربى المسيحى أن يوازن بين التعاطف والعدالة
يميل بعض الناس للتركيز على الرحمة، ويميل آخرون للتركيز على العدالة. ونحن نحتاج أن نركز على الإثنين فى حياتنا. يميل الناس عادة الى التطرف فى ناحية على حساب الأخرى، يجب أن يتعلم منك طلابك العدالة، يجب أن يتعلموا الإنضباط عندما يقومون بتسليم مشروعاتهم فى الوقت المحدد لذلك. يجب أن يتعلموا أنه كلما تم كسر القوانين المدرسية يجب أن تأخذ العدالة مجراها.
ولكن فى أثناء تنفيذ العدالة يجب أن يتعلم طلابنا عن الرحمة أيضا لأن الله إله رحمة، لذلك علينا نحن كممثلين لألله على الأرض أن نتعلم أن نكون رحماء فى بعض الأوقات دون الإلتزام بتطبيق نص القانون بالضرورة.
على المربى المسيحى أن يوازن بين التحضير للدروس والعفوية.
ليس هناك من بديل للتحضير للدروس فأنا أؤمن بالتحضير أفضل تحضير ممكن، ولكن بالرغم من ذلك فإن أفضل تعلم أحيانا ما يحدث نتيجة الاسئلة والإستجابات العفوية. يجب أن تخصص وقتا للأسئلة العفوية، يجب عليك أن تتعلم متى تبتعد عن خطة الدرس ومتى تلتزم بها.
على المربى المسيحى أن يوازن بين كونه خبيرا وكونه متعلما
عليك أن تمنح طلابك الثقة فى أنك تعرف ما تتحدث عنه، وطريقة تحقيق ذلك هو أن تكون مستعدا لتدريس دروسك ومستعدا لإجابة أسئلتهم، ولكنك فى نفس الوقت تريدهم أن يعلموا أنك أنت أيضا فى حالة تعلم مثلهم وأنك قادر على النمو والتعلم مثلهم تماما. ليس هناك من خطأ فى أن تقول “لا أعلم”، على طلابنا أن يعرفوا أننا نتعلم وننمو معهم.
على المربى المسيحى أن يوازن بين العمل والراحة
فى مرقس 6 أرسل يسوع تلاميذه الى الحقل اثنين اثنين للتدرب العملى على الخدمة:
“فخرجوا وصاروا يكرزون ان يتوبوا. واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم”[8].
ثم “ اجتمع الرسل الى يسوع واخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علموا.”[9]
كان ذلك الوقت وقتا مزدحما وكانوا قد عملوا بجد وكانوا قد بذلوا الكثير من الطاقة الجسدية والعاطفية، وعندما عاد التلاميذ تبعهم الكثير من الأتباع الجدد، لاحظ ما حدث بعد ذلك. “فقال لهم:
«تعالوا انتم منفردين الى موضع خلاء واستريحوا قليلا». لان القادمين والذاهبين كانوا كثيرين ولم تتيسر لهم فرصة للاكل”.[10]
هل رأيتم ما فعله يسوع بعد هذه الإرسالية الناجحة مباشرة؟ لو كنت أنا فى ذلك الموقع لقلت لهم “هيا نستغل هذا النجاح ونقوم بالمزيد من العمل قبل أن يحل الظلام ولا يستطيع أى إنسان أن يعمل شيئا”. ولكن ليس هذا ما قاله يسوع. قال يسوع “تعالوا انتم منفردين ... واستريحوا قليلا”. المربى المسيحى الجيد يعلم متى يعمل ومتى يستريح. تعلم أن تكون متوازنا.
على المربى المسيحى أن يوازن بين النظرية والتطبيق.
كل تطبيق يجب أن يكون مبنيا على نظرية جيدة، النظريات هامة، ولكن النظريات التى ليس لها تطبيقات عملية ليست ذات قيمة تذكر، التطبيق هام. على المعلم الجيد أن يقود طلابه الى فهم وتقدير التوازن بين النظرية والتطبيق.
كان يسوع معلما متميزا، ولذلك يمكن للمعلم المسيحى أن يتعلم الكثير من دراسة الطريقة التى علم بها يسوع، فيسوع يظهر كل الصفات المذكورة أعلاه، وهنا أحب أن أركز على بعض الأساليب التى استخدمها يسوع تحديدا.
لقد القى يسوع المحاضرات
المحاضرة هى كلمة تلقى فى اتجاه واحد عن موضوع أو فكرة، وهى مصممة لنقل الحد الأقصى من المعلومات فى أقصر فترة زمنية ممكنة، وتعد الموعظة على الجبل مثالا جيدا للمحاضرة.[1]وقد علم يسوع من خلالها عن ملكوت السموات، كما يعد حديثه على جبل الزيتون مثالا آخر على المحاضرة.[2]
إن أسلوب المحاضرة هو غالبا أكثر اساليب التدريس شيوعا، وهو اسلوب يفترض أن المعلم يعرف أكثر من الطالب، المعلم هو مانح المادة والطالب هو متلقى المادة.
لقد استخدم يسوع الأسئلة
لقد سأل الناس يسوع أسئلة كثيرة:
عندما رأى التلاميذ الرجل الأعمى منذ ولادته سألوا يسوع: “ يا معلم، من اخطا: هذا ام ابواه حتى ولد اعمى؟”[3]
سأله بعض الناس الأسئلة للإيقاع به: “وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب؟”[4]
سأل أحد الناموسيين يسوع: “ يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس؟”[5]
وفى الكثير من الأحيان كان يسوع يسأل اسئلة:
عندما حان وقت تعليم تلاميذه أكثر عن ارساليته المسيانية كان يسوع يبدأ بسؤال: “ من يقول الناس اني انا ابن الانسان؟”[6]
عندما حاول الفريسيون الإيقاع بيسوع بأسئلتهم، سألهم سؤالا صعبا: “ ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟”[7]
فى بعض الأحيان كان يسوع يجاوب سؤالا بسؤال.
فتقدم الفريسيون وسالوه: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته؟» ليجربوه. فاجاب: بماذا اوصاكم موسى؟”[8]
حينئذ اتى اليه تلاميذ يوحنا قائلين: «لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرا واما تلاميذك فلا يصومون؟ فقال لهم يسوع: «هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا ما دام العريس معهم؟ ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون”[9]
واذا ناموسي قام يجربه قائلا: «يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» فقال له: «ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرا؟”[10]
ومايلى بعض الإقتراحات العملية لإستخدام الأسئلة والإجابات.
ضمن أسئلة فى محاضراتك.
خطط لأوقات تسمح فيها لطلابك بطرح أسئلة لا تمت بصلة لمحاضرتك، بعض المعلمون يستخدمون أسلواب “سؤالا كل يوم” حيث يبدأون محاضرتهم لذلك اليوم بسؤال مفتوح عن أى موضوع.
ابدأ محاضرتك بطرح سؤالا أو اثنين ثم القى المحاضرة واسمح لطلبتك بإجابة اسئلتك فى نهايتها.
اطرح الأسئلة على طلابك كجزء من مهامهم المنزلية.
قسم فصلك الى مجموعات صغيرة ودع الطلاب يناقشون بعض الأسئلة.
اختم محاضرتك عن طريق طرح احد هذه الأسئلة واتركهم يفكرون فى الإجابة الى أن يحين موعد المحاضرة التالية.
سجل جميع الأسئلة. اكتبها واحفظها فى ملف.
اعقد منافسة فى الأسئلة، دع طلابك يقيمون الأسئلة لتحديد أفضلها.
تجنب إجابة الأسئلة مباشرة، افعل كما كان يسوع يفعل، أجب السؤال عن طريق طرح سؤالا آخر. قد طلابك الى التوصل الى الإجابة.
دع طلابك يكتبون اسئلة للإمتحان، واختر سؤالا من اسئلة كل طالب.
دع الطلاب يكتبون أهم اسئلتهم عن الدرس، وفى محاضرة لاحقة دعهم يستخدمون الكتاب المقدس لإيجاد إجابات للأسئلة.
لقد استخدم يسوع اسلوب المناقشة
المناقشة هى حديث أكثر من شخصين معا، وفى المناقشة الجيدة يكون هناك تفاعلا بين المعلم والتلاميذ وبين التلاميذ بعضهم البعض. فى المناقشة يستخلص المعلم الإستجابات والإجابات من الطلاب.
لقد استخدم يسوع المناقشة ليعلم تلاميذه عن هويته.
ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه:
«من يقول الناس اني انا ابن الانسان؟» فقالوا: «قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء». قال لهم: «وانتم من تقولون اني انا؟» فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح ابن الله الحي». فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات. وانا اقول لك ايضا: انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها. واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات». حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح.”[11]
وفى مرة أخرى فتح يسوع مناقشة مع تلاميذه ليعدهم لدرسا مهما كان يريد أن يعلمهم إياه.
◄ إقرأ متى 16: 5-13. ناقش هذه الأسئلة:
ماذا قال يسوع ليفتح المناقشة مع تلاميذه؟
ماذا ظن التلاميذ أن يسوع يحاول تعليمهم فى الأول؟
ما الدرس الذى علمه يسوع لهم فى هذه المناقشة؟
هناك طريقتان يستطيع من خلالها المعلمون بدء المناقشات.
(1) من الممكن أن يشارك كل الطلاب فى مناقشة ما، وفى الحالة المثالية سوف يتجاوز الأمر كونه مجرد اسئلة وأجوبة بين المعلم والطالب، الى حالة من التفاعل بين كل الطلاب بشكل مباشر.
(2) من الممكن أن يقسم المعلم الطلاب الى مجموعات صغيرة حيث لايجد الطلاب مفرا من التحدث مع بعضهم البعض.
لقد استخدم يسوع اسلوب المناظرة
المناظرة هى الموقف الذى يتم فيه التعبير عن رأيين يدعم أحدهما شخصا واحدا أو مجموعة واحدة ويدعم الأخر شخصا أخر أو مجموعة اخرى. لقد انخرط يسوع فى العديد من المناظرات بينه وبين الأخرين، ولا يوجد مثال واضح لمناظرة بدأها يسوع بين تلاميذه ولكن هناك بعض التلميحات لذلك. فى مرة من المرات كان التلاميذ يناقشون من يكون الأعظم فى ملكوت السموات، وحتى المناقشة حول من يكون يسوع من الممكن اعتبارها مناظرة.
لقد استخدمت المناظرات المصغرة فى محاضراتى فى العديد من المرات، عندما أقوم بتدريس موضوعا مثيرا للجدل كثيرا ما أقدم وجهتى النظر ومن ثم أعطى طلابى فرصة لدعم إحداها، وغالبا ما أعطيهم ثلاثين ثانية لعرض وجهات نظرهم، وفى نهاية الثلاثين ثانية انتقل الى شخصا ممن يدعمون الرأى الأخر، واستمر فى التنقل بين الجانبين حتى إيفاء المناظرة حقها.
عندما أقوم بالتعليم عن سفر نشيد الأنشاد أقوم بطرح سؤالا على طلابى: “ما هى أفضل طريقة لتفسير هذا السفر من اسفار الكتاب المقدس؟” هل هى حكاية رمزية عن حب المسيح للكنيسة أم هو شعرا عن الحب الإنسانى؟” وعادة ما القى محاضرة أقوم فيها بتقديم حجج الجانبين.
ولكنى اتبعت اسلوبا مختلفا هذا العام حيث قلت لطلابى: “سوف تناظرون بعضكم البعض عن سفر نشيد الأنشاد، وسوف يقوم نصفكم بدعم الرأى القائل بأن السفر عبارة عن قصة رمزية وسوف يقوم النصف الأخر بدعم الرأى القائل أنه شعرا عن الحب الإنسانى، وسوف يقوم كل منكم بتحضير حجج تدعم الرأيين، وعندما تحضرون الى المحاضرة سوف أقوم بتقسيمكم الى فريق من اثنين.”
وقد وجدت أن الطلاب تعلموا أكثر بكثير عن سفر نشيد الأنشاد من التحضير لهذه المناظرة عن التعلم من محاضراتى. لقد قاموا بالتحضير بعناية فائفة لهذه المناظرة عن مجرد الاستماع الى محاضرة. بعد المحاضرة لم يكن هناك من داع أن أحاضرهم كثيرا، كان الطلاب قد قاموا بتغطية معظم النقاط الهامة.
لقد حكى يسوع قصصا
لقد كان يسوع حكاءا عظيما، وقد حكى الكثير من القصص.
لقد حكى يسوع قصة فلاحا بذر بذورا فى أنواع مختلفة من التربة ليوضح الطريقة التى يتجاوب بها الناس مع الإنجيل.[12]
لقد حكى يسوع قصة رجلا سامريا ليوضح معنى أن تحب قريبك.[13]
لقد حكى يسوع قصة ابنا هاربا ليوضح فرحة السماء بتوبة الخاطىء.[14]
لقد استخدم يسوع وسائل الإيضاح
فى يوم من الأيام بدأ تلاميذ يسوع يتجادلون عن من يكون الأعظم فى ملكوت السموات. كان من الممكن أن يقوم يسوع بالقاء محاضرة عن التواضع ولكن بدلا من ذلك:
علم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا واقامه عنده وقال لهم: «من قبل هذا الولد باسمي يقبلني ومن قبلني يقبل الذي ارسلني لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما”[15]
لا يمكن أن ينسى الذين رأوا يسوع جالسا بجانب طفلا صغيرا وهو يقول “هذا هو نوع الإنسان الذى يجب أن تكونوا عليه لتكونوا عظماء فى مملكتى”.
لقد استخدم يسوع الأمثال
إن المثل هو عبارة قصيرة تعلم حكمة ما، وأحيانا ما استخدم يسوع عبارات من العهد القديم واستخدمها كأمثال، وربما يكون أوضح مثال هو الجزء الذى نسميه نحن التطويبات، وهى تقوم على نموذج الأمثال فى الكتاب المقدس.
إن التمثيليات هى عبارة عن حركات وأفعال تستخدم لتوصيل رسالة، فى احدى المناسبات أحضر شخصا ما رجلا أصما الى يسوع، فاستخدم يسوع التمثيل للتواصل مع هذا الرجل.
فاخذه من بين الجمع على ناحية ووضع اصابعه في اذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء و وقال له: «افثا». اي انفتح. وللوقت انفتحت اذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما.”[17]
أحضر الفريسيون امرأة أمسكت فى ذات الفعل وسألوا يسوع عما سيفعله، فانحنى يسوع وكتب على الأرض بإصبعه، ونحن لا نعلم ماذا كتب يسوع ولكننا نعلم أن من وجهوا له الإتهام انسحبوا واحدا تلو الأخر.[18]كان الإنحناء والكتابة على الأرض طريقة تمثيلية لإيضاح نقطة ما.
لقد استخدم يسوع اسلوب التلخيص
من علامة المعلم الجيد قدرته على تلخيص الحقائق المعقدة بطرق بسيطة، كان يسوع عظيما فى تلخيص الحقائق، على سبيل المثال تعطينا التطويبات ملخصا لأهم مبادئ ملكوت الله بطريقة سهلة جدا.
وتعد الكثير من تصريحات يسوع ملخصا لعقائد أكبر، عندما سأل رجلا يسوع عما يجب عليه فعله لكى يرث الحياة الأبدية، قام يسوع بتلخيص القانون فى وصيتين: تحب الله وتحب قريبك.[19]
يعتبر “اسلوب التلخيص” اسلوبا ممتازا فى التدريس، حيث أن هناك تطبيقان له.
(1) يقوم المعلمون الجيدون بتلخيص ما علموه فى بضع عبارات وهى الطريقة الأكثر شيوعا فى استخدام اسلوب التلخيص.
(2) يطالب المعلمون الجيدون طلابهم بتلخيص ما علموه لأن من علامات فهم الطالب للدرس هو قدرته على تلخيصه.
أحيانا ما أطلب من طلابى تلخيص قصة أو حقيقة فى خمسة وعشرون كلمة أو أقل وعندما يبدأون فى التحدث أبدأ فى عد الكلمات وعندما يدركون أننى أقوم بعد الكلمات فعلا يتراجعون وينتبهون أكثر لما يقولونه. يعد اسلوب التلخيص اسلوبا ممتازا يجبر الطلبة على التفكير بدلا من مجرد ترديد إجابة محفوظة.
لقد عاش يسوع ما علمه
مهما كانت مهارة المحاضر لو لم يعش بحسب ما يعلمه لن يكون معلما فعالا. أما يسوع فقد عاش ما علمه.
“لانكم لهذا دعيتم. فان المسيح ايضا تالم لاجلنا، تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. «الذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه مكر”.[20]
يقول مثل قديم:
نحن نعلم البعض عن طريق ما نقول.
ونعلم المزيد من الناس عن طريق ما نفعل.
ولكننا نعلم أكثرهم عن طريق ما نكونه.
هذه حقيقة هامة، لقد شهد العالم الكثير من المنافقين الذين علموا أشياء ومارسوا أشياء أخرى، لذلك فإن الشخص الذى لا يعيش تبعا لما يقوم بتعليمه ليس معلما فعالا.
إن أفعالنا تعلم الأخرين بشكل إيجابى وبشكل سلبى. أنظر الى تأثير التعليم السلبى:
لقد قال إبراهيم نصف حقيقة: “سارة أختى”، كان تلك نصف الحقيقة.
قال اسحق ابن إبراهيم “رفقة أختى” وكانت هذه المقولة كذبة كاملة.
كذب يعقوب ابن اسحق كثيرا.
باع أبناء يعقوب يوسف كعبد وكذبوا على والدهم فى هذا الشأن.
أين تعلم هؤلاء الكذب؟ من مثال أباءهم، لقد تعلم كل جيل من الجيل الذى يسبقه، نحن نعلم أكثر ما نعلم عن طريق ما نحن عليه.
لا يمكن أن تكون نموذجا لأحد ما بدون قضاء الوقت معه، لذلك أشجعكم أن تتجهوا فى علاقاتكم مع طلابكم الى التوجيه والإرشاد، يجب على قدامى المدرسين مساعدة المدرسين الأصغر، ولو لم يتطوع لذلك قدامى المدرسين من تلقاء أنفسهم يجب على المدرسين الحداثى اللجوء اليهم. دائما ما يكون هناك شخصا أصغر منك تستطيع أن تساعده بصفتك موجه ومرشد. يجب على المربى المسيحى أن يكون نموذجا يحتذى.
لقد نقل يسوع رؤيته الى أخرين
لم تكن المعلومات هى أهم ما نقله يسوع الى الأخرين بل الرؤية. لقد استطاع يسوع أن يأخذ اثنى عشر رجلا عاديا واعطاءهم رؤية من شأنها تغيير العالم فى ثلاث سنوات فقط.
لقد تعلم التلاميذ العديد من الأشياء من يسوع ولكن أهم ما علمهم إياه كانت رؤيته من أجل العالم. لقد اكتسب اتباع يسوع رؤية للذهاب الى العالم أجمع وجعل جميع الناس تلاميذ. إن نجاح انتشار الكنيسة الأولى يبين مدى نجاح يسوع فى توصيل ونقل رؤيته.
ربما يكون أهم ما يقوم القائد بتوصيله ونقله الى الأخرين هى رؤيته، فعليه أن يوصل لأتباعه أين هم ذاهبون وماذا عليهم أن يفعلوا.
هناك بعض الأشياء التى من شأنها الإنتقاص من عملية التعليم أو من شأنها عرقلة تأثير ما تعلمه. تجنب هذه العادات السيئة.
(1) لا تسمح لعاداتك السيئة فى الكلام أن تشتت طلابك عن التعلم.
كثيرا ما يكون المرء عادات سيئة فى الكلام تكون واضحة للكل ماعدا الشخص نفسه، فأنا أعرف واعظا يستخدم كلمة “رائع” ما بين الجملة والأخرى، وكان لدى محاضر يقول “آه” فى كل جملة، إن هذه العادات من شأنها أن تشتت انتباه طلابك. اسأل زوجتك أو أى شخص أمينا معك ليشاور لك على العادات السيئة فى كلامك التى تعوق تواصلك مع الأخرين.
(2) لا تحرج الطلبة
إذا لم يجاوب طالب ما إجابة صحيحة لا تقل: “هذا خطأ تماما”. ابحث عن شئ ما إيجابيا فى الإجابة متى كان ذلك ممكنا، يمكنك أن تقول “هذه بداية جيدة، هل يستطيع أحد أن يضيف المزيد؟”.
نحن نادرا ما نعلم سبب عدم استعداد طلابنا أو سبب تأخرهم فى الحضور. إذا هاجمناهم ثم اكتشفنا لاحقًا أن لديهم سببًا مشروعًا لعدم قدرتهم على الأداء ، فسوف يضر ذلك بمصداقيتنا كمدرسين. لا تحرج الطلاب.
(3) لا تخف من الإعتراف بجهلك.
يكره معظم الناس الإعتراف بأن هناك ما لا يعرفونه، الجهل ليس عار. لقد كنت القى محاضرة كضيف زائر فى مدينة بورت هاركورت بنيجيريا وسألنى أحدهم سؤالا وأجبته بأننى لا أعرف إجابة ذلك السؤال، وفيما بعد سألنى أحد الطلبة قائلا: “لماذا قلت أنك لا تعرف إجابة السؤال؟ قلت: “لأننى لا أعرف إجابة السؤال!”
كلما تعلمت كلما أدركت كم أنت جاهل وكلما أصبحت مستعدا للإعتراف بجهلك. كقاعدة عامة سوف يحترمك طلابك عندما تكون صادقا وأمينا معهم وتعترف بأن هناك شيئا ما لا تعرفه.
الخاتمة
يعد التعليم جانبا هاما من الخدمة المسيحية والقيادة المسيحية. لقد أوصى يسوع تلاميذه أن يذهبوا الى العالم أجمع وأن يتلمذوا أخرين. كيف يمكنهم أن يحققوا هذه الرسالة؟
“فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر».[1]
كمعلم أنت لديك دورا ثمينا فى تحقيق إرسالية يسوع العظمى، أنت تتلمذ الأخرين، ما أعظمه امتياز أن يكون المرء معلما!
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.