Lesson 5: تحضير العظات التفسيرية

فى هذا الدرس سوف يقوم الطالب بالأتى:

(1) حفظ تعريف للوعظ التفسيرى

(2) تعلم خطوات تحضير العظة التفسيرية والتدرب عليها

(3) تقدير قوة الوعظ التفسيرى فى تغيير الحياة

لقد قمنا بدراسة تحضير الأنواع المختلفة من العظات فى الدرسين السابقين، وفى هذا الدرس سوف نلقى نظرة أكثر عمقا على الوعظ التفسيرى، فكما رأينا فى الدرس الثالث سيكون هذا النوع من العظات الشكل الرئيسى لمعظم الوعاظ.[1]

الوعظ التفسيرى هو توصيل مفهوم كتابى مأخوذ من ومنقول عن طريق دراسة تاريخية ونحوية وأدبية لفقرة فى سياقها بعد أن يطبقها الروح القدس لشخصية وخبرة الواعظ ومن ثم من خلاله الى المستمعين.[1]

رجاء حفظ هذا التعريف لأنه يتضمن عدة مفاهيم هامة فى الوعظ التفسيرى.

الفقرة الكتابية هى الحاكمة للعظة

الوعظ التفسيرى هو توصيل مفهوم كتابى مأخوذ من .... فقرة فى سياقها.

تضرب العظات التفسيرية بجذورها فى الفقرة الكتابية، فبناء العظة والمحتوى الرئيسى يأتى من الفقرة نفسها، فإذا لم تأت الرسالة الرئيسية للعظة من الفقرة الكتابية نفسها فإن العظة ليست تفسيرية مع كون رسالة العظة حقيقية.

فى الوعظ التفسيرى نحن نسأل:

(1) ماذا تقول هذه الفقرة الكتابية؟

ماذا قال الكاتب؟ وعند قراءة النص ماذا تقول القواعد النحوية المستخدمة فى الفقرة؟ فى الوعظ التفسيرى نحن لا نبحث عن الرسائل الخفية وأنما عن المعنى الواضح للنص.

(2) ماذا تعنى هذه الفقرة الكتابية؟

ماذا أراد المؤلف جمهوره أن يفهموا عند قراءة الفقرة؟ ماذا تعنى الفقرة لو أخذنا فى الإعتبار السياق التاريخى والأسلوب الأدبى؟

(3) ما هى الرسالة الرئيسية لهذه الفقرة الكتابية؟

لأن الفقرة الكتابية هى التى تحكم العظة فإن التركيز الرئيسى للعظة التفسيرية سيحدده الفكرة الرئيسية للفقرة الكتابية، وستقوم الفكرة الرئيسية للفقرة بربط كل نقاط العظة. كل نقاط العظة سوف ترتبط بعضها ببعض عن طريق الفكرة الرئيسية فى النص الكتابى.

الواعظ يقوم بتوصيل مفهوم

الوعظ التفسيرى هو توصيل مفهوم كتابى ...

تقوم رسالة الفقرة الكتابية بتوجيه العظة التفسيرية، لذلك سوف نطرح عدة أسئلة:

(1) كيف يقوم كاتب هذه الفقرة بالتعبير عن الرسالة وشرحها؟

هنا يقوم الواعظ بتطوير عدة نقاط تقوم بالتعبير عن الفكرة الرئيسية وشرحها، تذكر أن كل النقاط فى العظة سوف ترتبط ببعضها البعض من خلال الفكرة الرئيسية فى الفقرة. قارن الأمثلة التالية:

هذه العناصر جيدة ولكن يشوبها بعض نقاط الضعف التى تحتاج الى تصحيح:

• النقطة الرئيسية غير مرتبطة بالكامل بالكلمات الإفتتاحية من رومية 12: 1 " فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان ... "

• على الرغم من صحة هذه النقاط إلا أنها غير مرتبطة ببعضها البعض من خلال الرسالة الرئيسية للفقرة.

هذه العناصر أفضل.

• العناصر مرتبطة بالفكرة الرئيسية للفقرة.

• ولكن يمكن للنقاط الثلاثة أن تكون أكثر ارتباطا ببعضها البعض

هذه العناصر هى أفضل الإختيارات الثلاثة لأن كل عنصر من العناصر مرتبطة بسابقتها.

إن هذه العناصر تمدك بالنقاط الرئيسية لعناصر(دراسة) التفسير. وسوف نقوم لاحقا فى هذا الدرس بإتخاذ خطوة إضافية لجعل نقاط العناصر أقصر وأسهل على المستمعين لتذكرها، وهو ما نسميه عناصر الوعظ.

(2) كيف يمكن للواعظ توصيل رسالة المؤلف بوضوح؟

لتحقيق الوعظ التفسيرى الفعال يجب على الواعظ ترجمة كلمات المؤلف الى لغة الجمهور المعاصر، سيقوم الواعظ بالتعبير عن المفاهيم الأصلية فى الفقرة الكتابية بطرق يفهمها مستمع اليوم، ولكى يفعل ذلك سوف يستخدم الواعظ التالى:

• الصور الكلامية

• القصص والأمثلة

• دروس نموذجية

• شرح

• عناصر

يتم تطبيق المفهوم على الواعظ

الوعظ التفسيرى هو توصيل مفهوم كتابى ... بعد أن يطبقه الروح القدس لشخصية وخبرة الواعظ.

بعد أن تعرف ما يقوله النص وما يعنيه النص يجب أن نسأل: "ماذا يقول لى النص أن أفعله؟" هذا هو ما يسمى التطبيق. بمعنى آخر نحن نسأل أنفسنا: "ماذا يريدنى الله أن أفعل؟"

قبل القاء أى عظة الى شعب الكنيسة يجب أن تخاطب العظة أولا قلب وحياة الواعظ، فالواعظ هو دائما الجمهور الأول للعظة، وقبل أن نحاول تطبيق كلمة الله على حياة المستمعين يجب أن نطبقها أولا على حياتنا نحن.

يُطبق المفهوم على السامعين

الوعظ التفسيرى هو توصيل مفهوم كتابى ... بعد أن يطبقها الروح القدس لشخصية وخبرة الواعظ ومن ثم من خلاله الى المستمعين.

قد تكون العظة التى لا تتضمن تطبيقا للمستمعين تمثل شرحا جيدا جدا للفقرة الكتابية ولكنها تفشل فى تحريك المستمعين. الوعظ التفسيرى الحقيقى يجب أن يتم تطبيقه على المستمعين، ونحن نقوم بتطبيق رسالة النص المقدس على المستمعين من خلال:

• طرح اسألة من شأنها أن تجعل المستمعين يربطون الرسالة بحياتهم.

• مراجعة الحقائق والمبادئ المفتاحية الموجودة فى النص.

• أخذ الموقف الحياتى للمستمعين فى الإعتبار.

إختيار النص

عند اختيار النص يجب على الواعظ أن يبحث عن فقرة تحتوى على فكرة كاملة يمكن التعبير عنها فى عظة، ويتبع الوعاظ أربعة خطوات لإختيار النص:

(1) إختر الأية الرئيسية أو الفقرة الرئيسية للعظة. حيث أن الفقرة الكتابية سوف توجه العظة بأكملها فمن المهم إختيار الفقرة المناسبة للعظة.

(2) أنظر الى سياق النص المختار. فكر فى الأيات المحيطة بالنص. هل يجب عليك أن تستخدم أيات أكثر من أجل أن تحصل على فكرة مكتملة؟ هل عليك أن تختصر النص الى عدد أقل من الأيات للتركيز على فكرة واحدة؟

(3) الق نظرة على كتب مقدسة دراسية وغيرها من المراجع للتأكد من اختيارك. يمكنك التأكد من اختيارك عن طريق القاء نظرة على استخدام الفقرة فى كتاب مقدس دراسى أو تفسير. إذا كان هناك مرجعا يقوم بتقسيم الفقرة عند نقطة مختلفة اسأل نفسك: "هل أنا متأكد من ان اختيارى هو الإختيار الأمثل للتعبير عن فكرة هذه الفقرة؟"

(4) توصل الى قرار نهائى بخصوص النص. بعد أن قمت بدراسة النص المحيط واستشرت مراجع أخرى أنت الأن على استعداد لبدء الدراسة التفصيلية.

استيعاب النص

من تعريفنا للوعظ التفسيرى تذكر أن الفقرة يجب أن تتحدث الى الواعظ قبل أن يمكنها التحدث الى المستمع. بعد اختيار النص الذى سوف تقوم بالوعظ من خلاله تكون الخطوة التالية هى أن تطابق نفسك مع رسالة النص، ولكى تفعل ذلك يجب أن تقرأ النص مرارا وتكرارا حتى تقوم باستيعاب ليس فقط الكلمات نفسها ولكن أيضا العواطف التى شعر بها الكاتب عند كتابته.

◄ إذا كان لديك اسفنجا قم بتنفيذ هذا الدرس. ضع الإسفنج فى الماء حتى يتشبع منه الإسفنج، والأن اعصر الإسفنج ولاحظ سهولة الحصول على الماء من الإسفنج بدون بذل الكثير من المجهود لأن الإسفنج مشبع بالماء، عندما تتشبع أنت بالنص سوف تنسكب الكلمات من قلبك مثل المياه من الإسفنج.

بينما تقوم باستيعاب النص سوف تكتسب "علاقة عاطفية" مع كلمات المؤلف.

• إذا كان الكاتب غاضبا اسمح لنفسك ان تغضب من الخطية التى أغضبت المؤلف!

• إذا كان الكاتب مبتهجا، دع قلبك يشعر بالبهجة!

• إذا كان الكاتب حزينا، اشترك معه فى حزنه!

• إذا كان الكاتب قلقا، حاول أن تشعر بقلقه!

• لو كان الكاتب يضحك، اضحك!

• لو كان الكاتب يبكى، ابدأ بالشعور بالدموع فى عينيك وانت تفكر فيما كان يختبره!

"تحمل" قطعة الفحم الساخنة نارا حتى مع عدم وجود السنة لهب واضحة للعيان، واذا وضعنا قطعة الفحم بجانب أوراق شجر جافة أو ورقا أو خشبا ستبدأ النار فى الإشتعال. بنفس الكيفية، بينما تقوم أنت بملء عقلك وقلبك بكلمات النص سوف تبدأ بالإشتعال داخلك.

لا يكفى أن تعرف المعلومات فى النص، فأنت تحتاج أن تشعر ما كان يشعر به الكاتب. يجب أن يصبح شغف الكاتب شغفك أنت. لماذا؟ حيث أننا نتعامل مع كلمة الله فإن الشغف الموجود فى النص هو شغف الله! لقد دعيت أن تكون رسول الله.

كيف يمكنك أن تقوم باستيعاب النص حتى تشعر بشغف الكاتب؟ حاول اتباع هذه الخطوات:

(1) اقرأ النص قراءة صامتة خمس مرات على الأقل.

(2) اقرأ النص بصوت مرتفع خمس مرات على الأقل.

(3) استمر فى اعادة قراءة النص.

• تدرب على قراءة النص بصورة تعبيرية.

• حاول أن تشعر بما شعر به الكاتب.

• توقف بين القراءات للتأمل فيما تقرأ.

مع الوقت سوف تتوصل الى طريقتك الخاصة فى الإرتباط بالنص، أيا كان أسلوبك فى تحقيق ذلك تأكد من أن كلا من عقلك وقلبك تتفاعلان مع رسالة الكاتب. فإذا استعجلت فى هذه الخطوة الهامة سوف تفتقر رسالتك الى مكون رئيسى وهو الشغف.

لا يأتي الشغف الفعال في الوعظ الكتابي من الصلاة فحسب ، بل يأتي أيضًا من تماهي الواعظ الشخصي مع رسالة الله كما يتم التعبير عنها في النص.

◄ اقرأ النصوص المقدسة الأتية: غلاطية 1: 6 – 9، متى 17: 1 – 9، مزمور 10: 1 – 12، رؤيا 4. اقرأ كل نص عدة مرات، اسمح لنفسك أن تشعر بشغف الكاتب، تخيل نفسك فى موقف الكاتب. هل تشعر بالعوطف الموجودة فى النص؟

◄ والأن اختر احد هذه النصوص واقرأها لمجموعتك. اقرأ النص قراءة تعبيرية. اطلب من المجموعة أن تقيم تعبيرك، هل نجحت فى توصيل العواطف الموجودة فى النص عند قراءتك له؟

حلل النص

لقد شاهد الكثير من المراهقين لاعبى الكرة المميزين ففكروا أنهم هم أيضا يريدون أن يلعبوا كرة بنفس الطريقة، فيذهبون الى ملعب الكرة ويبدأون فى اللعب. أنهم يحبون اللعبة ولديهم شغف ولكنهم سرعان ما يصابون بالإحباط لأن الشغف وحده لا يكفى، فلاعب الكرة العظيم يقوم بألاف من الركلات الحرة عندما لا يكون هناك من يشاهده يفعل ذلك ويجرى أميالا لبناء قدرته على التحمل من أجل اللعبة، كما أنه يمارس تمارين التمدد والقفز ورفع الأثقال وغيرها من التدريبات لإعداد نفسه للمباراة، وهى جميعها تدريبات ضرورية للاعب الماهر، التدريبات لا علاقة لها بالشغف فهى تتطلب الكثير من العرق، التدريبات ليست شيقة ولكنها ضرورية اذا كان اللاعب يريد أن يشبع شغفه ليكون لاعب كرة عظيما.

يعد تحليل النص هو العمل الشاق فى الوعظ، لا علاقة للتحليل بالشغف، ولكن بالعرق! انه يتطلب قضاء ساعات فى مكتبك بينما هناك الكثير من الأشياء المبهجة تنتظرك فى الخارج. انه يستلزم الإنضباط ولكنه ضرورى إذا كنت ستنجح فى توصيل الشغف بطريقة تربط الحق الموجود فى كلمة الله بإحتياجات مستمعيك.

كيف تقوم بتحليل النص؟ بعض الخطوات هى: [1]

(1) اسأل أسئلة بسيطة عن النص.

من؟

ماذا؟

متى؟

أين؟

كيف؟

(2) ابحث عن كلمات أو عبارات مفتاحية فى النص.

(3) ابحث عن مقارنات وتباينات فى النص.

(4) تعرف على أجزاء الكلام الهامة.[2]

الاسم (ا): الاسم هو الكلمة التي تُستخدم للدلالة على أشياء أو أمور أو أشخاص. يمكن أن يشمل الأسماء أسماء الأشخاص والأماكن والأشياء. مثال: كتاب، مدينة، طالب.

الفعل (ف): الفعل هو الكلمة التي تعبّر عن فعل أو حدث. يتغير الفعل بناءً على الزمن والشكل والضمير. مثال: يكتب، يأكل، يجري.

الحرف (ح): الحروف هي كلمات صغيرة تستخدم للإشارة إلى علاقات مكانية أو زمانية أو تفصيلية بين الكلمات في الجملة. مثال: في، على، تحت.

الصفة (ن): الصفة هي الكلمة التي تستخدم لوصف الأشياء أو الأشخاص. تمثل الصفات الخصائص والسمات المختلفة. مثال: جميل، كبير، ذكي.

الضمير (ض): الضمائر تُشير إلى الأسماء المحددة التي هي معروفة بالفعل في النص.

الظرف (ظ): الظرف هو الكلمة التي تستخدم لتعديل الأفعال أو الصفات. يمكن أن يكون الظرف كلمة تحدد الزمن، المكان، أو الطريقة. مثال: سريعاً، هناك، أمس.

الحرف الجار (ج): الحروف الجار تُستخدم للإشارة إلى العلاقات المكانية والزمنية بين الكلمات في الجملة. مثال: في، على، مع.

الحرف العطف (ع): الحروف العطف تستخدم لربط الكلمات والعبارات في الجملة. مثال: و، أو، لكن.

(5) قم بترتيب النص فى شكل عناصر طبيعية.

وهو ما يسمى أحيانا ب"صياغة" النص. وهذه "العناصر الطبيعية" تساعدك على رؤية بناء فقرة النص المقدس وتسمح لبناء النص أن يوجه تطور عظتك.

وما يلى هو مثال على تحليل للنص، فى نهاية هذا الدرس سوف تقوم بتحليل فقرة بنفس الطريقة كجزء من مهمة الدرس.

ما هى عناصر الدراسة؟

عناصر الدراسة ليست هى عناصر الوعظ، وانت سوف تستخرج عناصر الوعظة من عناصر الدراسة فى خطوة لاحقة، أما عناصر الدراسة فهى سوف تساعدك على تنظيم ملاحظاتك وأفكارك وتطبيقاتك وأمثلتك حول التطور الطبيعى للأفكار كما دونها الكاتب.

تعتبر عناصر الدراسة هى خطة العمل، فأنت يمكنك أن تغير فى عناصرك كلما تعلمت أكثر عن النص ولكن هذه العناصر سوف تمدك بهيكلا مبدئيا يوجه تحضيرك.

تشبه العناصر الهيكل العظمى، فبدون هيكل عظمى لن يكون لجسمنا أى شكل محدد وسوف يشبه طبقا من الجيلى، فمهما كان جمال جلدك أو عينيك أو شعرك بدون الهيكل العظمى سيضيع جمالك، ومهما كبرت عضلاتك وقويت بدون البناء العظمى يصبح جسدك ضعيفا، فحتى أقوى العضلات لابد أن ترتبط بالعظام لكى تؤدى وظيفتها. بالمثل فإن العناصر تمد عظتك ببناء.

خطوات تحضير عناصر الدراسة

(1) دع صياغتك للنص ترشدك

فى القسم المسمى "تحليل النص" تعلمت كيف تجد العناصر الطبيعية للفقرة الكتابية، استخدم تلك الصياغة لترشدك فى عمل عناصر الدراسة.

(2) ابحث عن النقاط الرئيسية فى العناصر الطبيعية.

(3) قم بتلخيص الفكرة الرئيسية لكل نقطة.

(4) قم بتلخيص النقاط الفرعية من العناصر الطبيعية.

فى عناصر الدراسة من المهم اتباع التسلسل الطبيعى للنقاط والنقاط الفرعية للفقرة. تذكر أن النص نفسه هو ما يوجه العظة التفسيرية، فالواعظ لا يفرض بناء أو هيكلا معينا على النص ولكنه يبحث عن البناء الطبيعى للنص، لذلك فإن وظيفة المفسر الكتابى هى "الإستماع الى النص".

فيما يلى بعض النصائح لتحديد النقاط والنقاط الفرعية الطبيعية لأى فقرة.

بعد أن تقوم بتحضير عناصر الدراسة تكون قد وصلت لمرحلة إضافة المحتوى الى هذه العناصر المبدئية. فى هذه الخطوة سوف تقوم بتحويل عناصر الدراسة والملاحظات الى عناصر الوعظ/العظة. قد تكون هناك أسئلة حول النص لم تكن قد جاوبتها بعد أثناء تحليل النص. فى هذه المرحلة سوف تجاوب هذه الأسئلة، لقد انتهيت من دراسة ما يقوله النص والآن سوف تستمر فى دراسة ما يعنيه النص.

الخطوة التالية فى التحضير هى الوصول الى وضوح أكبر لما كان يريد كاتب هذه الأيات قوله لنا، وهو ما يعد أمرا هاما جدا لأن "عندما يتحدث الكتاب المقدس فإن الله يتحدث".[1] ما أراد المؤلف قوله هو ما يريد الله أن يقوله لنا، وانت كواعظ عليك أن تتماهى مع رسالة الله وأن تقوم بتوصيلها بوضوح وشغف.

لكى تفعل ذلك من الحكمة أن تستخدم كل الأدوات الدراسية المتاحة لك، استخدم الأدوات الدراسية التالية متى كان ذلك ممكنا:

• قواميس الكتاب المقدس

• المعاجم المفهرسة

• خرائط الكتاب المقدس

• موسوعات الكتاب المقدس

• دراسات عن الكلمات

• التفاسير

وبينما تقوم بجمع المعلومات حول النص ومعناه، قم بتلخيص أهم المعلومات فى ملحوظات موجزة تحت العنوان المناسب فى عناصر الدرس.

احترس من أن تكتب عددا كبيرا من تلك الملحوظات والا وجد مستمعيك العظة طويلة وصعبة الفهم. بدلا من ذلك ابحث عن المعلومات الهامة التى من شأنها أن تساعدك على شرح معنى النص بشكل أوضح لمستمعيك، سجل ملاحظاتك الدراسية بطريقة تمكنك من توصيلها الى المتسمع العادى.

ابحث عن معلومات مثل:

• الخلفية التاريخية، ما هى الاحداث التى واكبت كتابة هذا النص؟

• معانى الكلمات، هل يلزم شرح الكلمات الهامة بشكل أوضح؟

• الجغرافيا، هل هناك ذكر لأى مدن او مواقع فى النص؟ ماذا كان موقع الناس الذى كتب لأجله النص؟ ابحث عما يمكن تعلمه من أطلس للكتاب المقدس، قاموس للكتاب المقدس أو موسوعة للكتاب المقدس.

فإذا كان مازال لديك اسئلة حول النص اقرأ التفاسير الكتابية لإكتساب المزيد من الفهم من علماء آخرين للكتاب المقدس.

تحويل عناصر الدراسة الى عناصر العظة

والأن وقد درست النص بعناية سوف تقوم بتعديل عناصر الدراسة لتصبح عناصر للعظة.

إن الهدف من عناصر الدراسة هو:

• توضيح تسلسل أفكار المؤلف.

• تشكيل رسالتك بحسب توجه أفكار المؤلف.

• بناء هيكل لملاحظاتك الدراسية ورسالتك.

• مساعدتك على التركيز على رسالة الفقرة.

• تجنب إضافة نقاط لا تأتى من النص (على الرغم من أنها قد تكون نقاط مفيدة لعظة أخرى).

إن الهدف من عناصر العظة هو:

• مساعدة مستمعيك على فهم وتذكر الرسالة بشكل أسهل.

• تطبيق الرسالة على قلوب وحياة مستمعيك بطرق عملية.

• حث مستمعيك على العمل وفقا لرسالة النص المقدس.

• النطق بالحق الموجود فى النص بصوت نبوى على حياة مستمعيك.

كتابة عناصر العظة

يجب أن تتبع عناصر العظة النقاط التى قمت بتحضيرها فى عناصر الدراسة ويمكنك استخدام عناصر الدراسة كجزء من محتوى رسالتك، ولكن يجب على عناصر العظة أن تأخذ نقاط عناصر الدراسة وتعبر عنها بشكل أبسط وبطرق خلاقة.

لقد ساعدتك عناصر الدراسة على تفسير وشرح النص وقد كانت التفاصيل على درجة عالية من الأهمية فى تلك المرحلة، ففى مرحلة الدراسة انت تتعامل مع علم الفسير.

أما عناصر العظة فهى أقل دقة لأنها تولى اهتماما أكبر لفن التواصل، لذلك عليك أن تكون خلاقا وواسع الخيال فى كتابتك لعناصر العظة.

تجنب استخدام نفس النوع من العناصر فى كل عظة لأنك يجب أن تكون خلاقا بحيث ينصت المستمعون لك بعناية فى كل مرة تقوم فيها بالوعظ، ولكن لا تجعل الإبداع يبتعد بك بعيدا عن رسالة النص، ارجع الى عناصر الدراسة كثيرا أثناء كتابة عناصر العظة لتضمن أنك مازلت أمينا للنص.

مقترحات لعناصر العظة

(1) دع عناصر العظة تتحدث مباشرة الى المستمعين.

بما أن العظة تستلزم استجابة ما فعلى العناصر أن تخاطب المستمعين بشكل مباشر كلما أمكن ذلك لأن العناصر التى تخاطب المستمعين بشكل مباشر سوف تكون أكثر تأثيرا، سيعرف المستمعين أن عليهم فعل أمر ما. فهى ليست مجرد معلومات علينا أن نعرفها وإنما شيئا ما يجب أن نطبقها فى حياتنا.

(2) استخدم جملا كاملة.

حتى تستطيع ان تتواصل مع الأخرين بشكل جيد استخدم جملا كاملة كلما امكن ذلك.

(3) استخدم المبنى للمعلوم وليس المبنى للمجهول

بما أن العظة تدعوا الناس للإستجابة يجب عليك أن تستخدم صيغة المبنى للمعلوم كلما أمكن ذلك.

(4) استخدم لغة بسيطة

إن هدف الواعظ هو توصيل رسالة الى الناس وليس إبهار الناس بلغته، فأنت عندما تستخدم كلمات كبيرة لا يفهمها الناس ستفشل فى توصيل رسالة تغير حياتهم، ابهر الناس بقوة كلمة الله وليس بالكلمات الكبيرة التى تعلمتها.

لقد كان بولس الرسول عالما فذا، فقد كان يعرف عدة لغات وكان يستطيع أن يجادل فى الفلسلة اليونانية واللاهوت العبرى والسياسة الرومانية، لو كان أراد لأستطاع أن يستخدم كلمات معقدة لا يستطيع أحد أن يفهمها، ولكنه عندما وعظ قام بتوصيل رسالة الإنجيل البسيطة، فقد كان يعرف أن الإنجيل هو " قوة الله للخلاص لكل من يؤمن: لليهودي اولا ثم لليوناني."[2]

فى العصور الوسطى كان هناك أسقفا اسمه جوهانس وكان خطيبا مفوها، كان يستطيع أن يتكلم بشغف وتألق وكان الكثير من الناس يأتون ليسمعوه يتكلم، كان الناس مبهورين جدا بأسقفهم، ولكن فى كل مرة كان جوهانس ينزل من على المنبر كانت تنظر اليه امرأة عجوز وتتمتم "جوهانس كبير ويسوع صغير".

كانت كلمات المرأة العجوز تزعج الأسقف وأخيرا طلب إجازة من صعود المنبر ولمدة سنة كاملة قام بقراءة العهد الجديد وتأمل حياة يسوع وقوة الإنجيل.

عاد الأسقف جوهانس الى المنبر يوم أحد القيامة وكانت الكاتدرائية مزدحمة بالناس وبعد سنة كاملة توقع الشعب عظة غير عادية، صعد جوهانس الى المنبر لكى يتحدث وبدأ قائلا "يسوع المسيح" ثم توقف، وبدأ يبكى وهو يتذكر ما تعلمه عن يسوع خلال تلك السنة من الصلاة والدراسة، وبعد عدة محاولات لالقاء عظته نزل جوهانس من على المنبر ورجع الى اخر الكاتدرائية فى حالة من الخجل، وبينما هو عائد مر على السيدة العجوز وسمعها تقول: "جوهانس صغير ويسوع كبير".

كوعاظ يجب أن يكون هدفنا "أنا صغير ويسوع كبير". إن اللغة البسيطة التى تساعد على توصيل رسالة الإنجيل بقوة ترفع يسوع وليس المتكلم.

(1) النص الكتابى

• ابدأ بأية أو قطعة مفتاحية

• حدد الفقرة

• ارتبط بالنص

(2) العناصر الطبيعية

• حلل النص

• رتب النص الكتابى بحسب الترتيب الطبيعى للأفكار (الصياغة).

(3) عناصر الدراسة

• لخص النقاط المفتاحية للعناصر الطبيعية

• نظم العناصر الطبيعية فى شكل أقسام وأقسام فرعية

• استخدم عناصر الدراسة لتوجيهك الى المزيد من الدراسة

• اضف المحتوى الى العناصر

(4) عناصر العظة

• أعد صياغة النقاط المفتاحية فى عناصر الدراسة لتكون جملا بسيطة.

• اجعل العناصر سهلة المتابعة والتذكر

• اجعلها نبوية (التحدث بالحق على حياة المستمعين)

• كن خلاقا

راجع تعريف الوعظ التفسيرى

الوعظ التفسيرى هو توصيل مفهوم كتابى مأخوذ من ومنقول عن طريق دراسة تاريخية ونحوية وأدبية لفقرة فى سياقها بعد أن يطبقها الروح القدس لشخصية وخبرة الواعظ ومن ثم من خلاله الى المستمعين.

يعتبر الوعظ التفسيرى عمل شاق فهو يتطلب التزام بالبحث فى النص لفهم ما تقوله كلمة الله ثم توصيل رسالة النص الى المستمعين المعاصرين، انه عمل شاق ولكنه مجز، نحن نعظ لأجل استحسان "الله ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة" ونحن عندما نبشر بالله مصلوبا نحن نرى قوة الإنجيل " لان جهالة الله احكم من الناس" [1].

ليس هناك اختبار على هذا الدرس، بدلا من ذلك سوف تقوم بالتدرب على تحضير والقاء عظة تفسيرية.

(1) اختر نصا تحب أن تعظ عنه وادرس قطعة النص المقدس بالتفصيل باستخدام الخطوات المذكورة فى هذا الدرس.

• قم باستيعاب النص جيدا. إقرأه على الأقل عشر مرات واشعر بمشاعر المؤلف.

• حلل النص باستخدام الخطوات الخمس المذكورة فى هذا الدرس.

• حضر عناصر دراسة القطعة.

• حضر عناصر عظة عن القطعة.

(2) الق العظة التى اعددتها الى المجموعة فى 12 – 15 دقيقة وعلى كل عضو فى المجموعة أن يملأ استمارة التقييم الموجودة فى نهاية هذا الدليل الدراسى.