Lesson 18: فهم الكاثوليكية

صلّت آنا خلال طفولتها إلى الله كي يقودها إلى كنيسة تشعر فيها بالقبول. عندما صارت شابة زارت الكنيسة الكاثوليكية لحضور القداس، وبدت لها الكثير من عادات الكاثوليك غريبة، غير أنها أحببت حقيقة أنهم يمارسون عادات العبادة عينها في جميع أنحاء العالم، وبدأت تشعر أن ثمة معجزة رائعة في القداس بأن جسد الرب يسوع ودمه يستحيلان في كل مرة، حتى يتمكن الناس من الاتحاد بالرب يسوع.

يرجى قراءة تيطس 2 بصوت مسموع معًا. اطلب من كل طالب كتابة فقرة تلخِّص هذا المقطع الكتابي. ماذا يخبرنا هذا المقطع عن الحياة المسيحية؟ اطلب من كل طالب كتابة قائمة من العبارات. ناقشوا ما كتبتموه في مجموعة واحدة.

أصل الكاثوليكية

[1]يطلق على قائد الكاثوليكية عالميًا «البابا»، ومقر الكنيسة الكاثوليكية الرئيس في روما.

مصطلح «كاثوليكي» يعني «عالمي» أو «جامعة». تدعي الكنيسة الكاثوليكية أنها كنيسة الله الجامعة، وأن جميع الكنائس الأخرى زائفة.

تزعم الكاثوليكية أنها الكنيسة الأصلية التي أسسها المسيح. ويزعم الكاثوليك أن بطرس كان أول باباواتها، ولطالما كان يُقام خليفة لبطرس بطريركًا للكنيسة الكاثوليكية. إنهم يعتقدون أن مجموعة قادتهم المسمّون «كاردينالات» هم خلفاء الرسل ويتمتعون بالسلطان عينه الذي كان للرسل الأوائل. في المقابل، تؤمن معظم الكنائس الإنجيلية بأن الرسل لم يُقاموا سوى في الجيل الأول للكنيسة، وأن سلطان الكنيسة الإنجيلية ينبع الآن من كتابات هؤلاء الرسل في الكتاب المقدَّس.

الكاثوليكية تشبه الأرثوذكسية الشرقية في المعتقدات والاحتفالات الدينية.

التأثير

[2]الكنيسة الكاثوليكية منظمة عالمية واحدة. فثمة أكثر من مليار عضو كاثوليكي، ويدين غالبية سكان العديد من الدول بالكاثوليكية، إذ تعد الكاثوليكية جزءًا من ثقافتهم. وثمة ملايين آخرين يصرحون بأنهم كاثوليك، ولكنهم لا يشاركون إلا قليلًا في الشعائر الدينية.

إن الكنيسة الكاثوليكية فاحشة الثراء وقوية سياسيًا. ففي القرون السابقة، كثيرًا ما استخدمت الكنيسة الجيوش لإجبار الشعوب على الخضوع للكنيسة. وفي البلدان التي تسيطر عليها الكاثوليكية، تعرَّض كثير من الناس للتعذيب والقتل، لاعتراضهم على العقائد الكاثوليكية.

◄ هذا السؤال يقدم القسم التالي. ماذا رأيت من الشعائر الدينية للكاثوليكية؟

معتقدات الكاثوليكية

يغلب على العبادة الكاثوليكية الشكليات والتظاهر. ولدى الكاثوليك العديد من الكاتدرائيات الكبيرة حول العالم التي تشتهر بعظمة هندستها المعمارية. فقد زُينت الكاتدرائيات بصور القديسين وتماثيلهم. ودائمًا ما يرتدي الكهنة ملابس خاصة، ويقومون بغالبية أنشطة العبادة، بمشاركة ضعيفة من المصلِّين.

إن كثيرين من ثقافات مختلفة اعتنقوا الكاثوليكية في حين استمروا في ممارسة شعائر دياناتهم السابقة، فأعطوا الأوثان أسماء القديسين الكاثوليك، واختلطت طقوس الكاثوليكية بطقوس الديانة الوثنية أو الروحانيَّة.

يتسق إيمان الكنيسة الكاثوليكية بالله مع العقائد المسيحية الأساسية مثل الثالوث وألوهية المسيح وموته ودفنه وقيامته الجسدية، وألوهية الروح القدس.

لكنها تزعم بأنها لها سلطان تفسير الكتاب المقدَّس، حتى لو بدا تفسير الكنيسة مختلفًا عما يقوله الكتاب المقدَّس نفسه. كما يضيف الكاثوليك كتابات إلى الكتاب المقدَّس (كأسفار مقدَّسة) لم تضعها الكنائس الأخرى ضمن الكتاب المقدَّس.

◄ ما النظرة الصحيحة لسلطان الكنيسة فيما يتعلق بالكتاب المقدَّس؟

يؤمن الكاثوليك بأن البابا ممثل المسيح على الأرض، وبانه معصوم من الخطأ في أي قرار رسمي يتخذه بشأن الدين؛ وينبع هذا السلطان من تقاليدهم وليس من الكتاب المقدَّس. إذ كان العديد من الباباوات في الماضي رجال أشرار، مذنبين حتى بارتكاب جرائم قتل.

إن كل من الكنيستين الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية تختاران شخصيات من تاريخهما للاعتراف بهم كقديسين. فعليه يتمتع العديد من القديسين بمكانة في الكنيسة تشبه مكانة الآلهة، إذ يصلي الناس إليهم طلبًا للمعونة. فبحسب معتقدهم، يهتم بعض القديسين بجوانب معينة من الحياة أو بمهن معينة، فنجد قديسين للبحارة وآخرين المزارعين وآخرين للمعلمين، ويُطلق عليهم الشفعاء، بل يُصَلَّى إليهم. فقد استبدل آلهة وثنية بقديسين في بعض الأماكن، وذلك لأن أعضاء تلك الكنائس يرون أن الله وحتى الرب يسوع بعيدان ولا يكترثان بهم، لذلك يصلّون إلى القديسين. [3]لذا توضع صور القديسين وتماثيلهم في الكنائس ليصلي الناس إليهم. [4]

المتعلقات المدعوة «ذخائر»، التي استخدمها القديسون تُحفَظ في الكنائس تكريمًا لهم. وفي كنائس أخرى تُحفظ بقايا الأجساد؛ مثل الأسنان أو العظام، ويأتي الناس للسجود أمام العظام التي تمثل القديسين والصلاة إليها.

بالإضافة إلى أن الكهنة الكاثوليك غير مسموح لهم بالزواج.

تحظى القديسة مريم (والدة الرب يسوع) بتبجيل خاص. إذ تعلِّم عقيدة الحبل بلا دنس أن مريم وُلِدَت من دون طبيعة خاطئة ولم ترتكب خطية قط. وعليه يصلّي العديد من الكاثوليك إلى مريم أكثر من الله، إذ يشعرون إن الرب يسوع سيستمع إلى مريم ويتأثر بها. وبهذا أصبحت مريم وسيطًا بين المصلِّي والمسيح. [5]

◄ ما النظرة المسيحية الصحيحة لمريم؟[6]

تُعلِّم كل من الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية عقيدة الاستحالة، التي تعني الإيمان بأن الخبز والخمر يتحولان في سر الإفخارستيا إلى جسد الرب يسوع ودمه بالمعنى الحرفي للكلمة، فيستطيع المصلّي أن يقبلهما للخلاص. لذلك يؤمنون بضرورة عبادة الخبز والخمر.

يؤمن الكاثوليك أن الخلاص لا يعتمد على كفارة المسيح فحسب، لكن على كون المرء عضوًا في الكنيسة الكاثوليكية، ومشاركته في التناول وممارسة الأعمال الصالحة.

لا يبشِّر الكاثوليك برسالة إنجيلية مفادها أن الخاطئ يمكن أن يتوب عن خطاياه، ويؤمن بالمسيح، ويتلقى يقينًا للخلاص. عوضًا عن ذلك، على الشخص اتباع تعليمات الكاهن بأمانة، وأن يرجو الخلاص.

من بين ملايين الأتباع الكاثوليك، يستمر معظمهم في العيش في خطية مستمرة. [7]إنهم يتوقعون أنهم سيبقون كاثوليك حتى يموتوا، ثم يقضون وقتًا في المطهَر، ثم يذهبون إلى السماء.

المطهَر وصكوك الغفران

يعتقد الكاثوليك أنه بعد الموت يذهب معظم الناس إلى المطهَر، حيث يعاني الإنسان عقاب خطاياه، فيستطيع بعد ذلك أن يذهب إلى السماء. إنهم يؤمنون أن لا بد من عقاب للخطية حتى ولو غُفرت. [8] لذلك، يتوقع حتى الكاثوليكي الأمين قضاء بعض الوقت في المطهر جراء الخطايا التي ارتكبها. يتوقع الخطاة غير المبالين أنهم سيقضون وقتًا في المطهر بعد الموت، ثم يُسمح لهم بدخول السماء. ويعتقدون أن نار المطهر تسبب ألمًا أكبر من أي ألم في الحياة.

ويؤمن الكاثوليك بأن على المسيحيين الصلاة من أجل الموتى وتقديم التقدمات للكنيسة من أجلهم، حتى يغفر الله خطاياهم سريعًا ويُخرجهم من المطهر. [9]

يؤمن الكاثوليك بأن الكنيسة لديها كنز مخزون من زوائد استحقاقات من المسيح والقديسين. [10]وعليه يمكن للبابا أن يمنح هذه الاستحقاقات للناس لمساعدتهم على نوال الغفران. يمكن أن تُمنح هذه الاستحقاقات للأحياء أو الأموات الذين هم في المطهر.

◄ كيف لعقيدة المطهر أن تؤثر في حياة من يؤمن بها؟

العقائد المميزة للكاثوليكية لا تعتمد على الكتاب المقدَّس، بل تستند عقيدتهم في الغالب إلى تقليد الكنيسة.

يرجى العودة الآن وقراءة التذييل في القسم بأكمله عن الكاثوليكية. يجب على جميع الطلاب البحث عن آيات الكتاب المقدَّس المشار إليها والتناوب في قراءتها للمجموعة.

يؤمن الكاثوليك بالحقائق المسيحية الأساسية للثالوث وألوهية المسيح والروح القدس.

ثمة بعض الكاثوليك الذين آمنوا بالمسيح من أجل الخلاص، لكن رسالة الإنجيل ليست واضحة في الكاثوليكية. لم يختبر معظم الكاثوليك التوبة والغفران ويقين الخلاص، ولا يعيشون في علاقة مع الله. لذلك، من المهم أن يشارك المسيحي الإنجيل. يمكن إثبات أساسيات الإنجيل التي أهملتها الكاثوليكية من خلال الأقسام التالية من دليل العقيدة:

(9) الخلاص بكفارة المسيح وحدها.

(10) يجب أن نعبد الله وحده.

(11) بالإيمان ننال الخلاص.

(12) ننال يقين خلاص شخصي.

لأن الكاثوليك أضافوا التقاليد التي يعتبرونها ضرورية للمسيحية، يجب على المسيحي أن يطلعهم على الأسفار المقدسة المذكورة في كتيب دليل في قسم:

(1) الكتاب المقدَّس كافٍ للعقيدة.

أصبح بارثُلميو كاهنًا كاثوليكيًا بعد عدة سنوات من الدراسة. خدم ككاهن إيبارشية في كاليفورنيا ثم خدم لاحقًا ككاهن في البحرية. أصبحت والدته مسيحية إنجيلية، ورأى فيها تغييرًا رائعًا، وأجرى معها العديد من المحادثات حول إيمانها. لقد أقنعته بالاستناد إلى الكتاب المقدَّس كسلطان أسمى لمعتقداته. بدأ يدرك أن العديد من العقائد المهمة للكاثوليكية تتعارض مع الكتاب المقدَّس، فترك الكنيسة الكاثوليكية. لقد فهم أخيرًا أن الخلاص يأتي من خلال عمل المسيح، بالأعمال أو الأسرار الكنسية.

الآن، يرجى قراءة تيطس 1 مرة أخرى. يجب على كل طالب كتابة فقرة تشرح الرسالة التي يحملها هذا المقطع لأحد أتباع الكاثوليكية. دع العديد من الطلاب يشاركون ما كتبوه.

تذكَّر أن تجد فرصة لتقديم الإنجيل لشخص من هذه المجموعة الدينية. استعد لمشاركة المحادثة مع زملائك في الفصل. اكتب تقريرك في صفحتين وسلّمه إلى قائد فصلك.