Lesson 13: اليهوديَّة

كان هانز ألمانيًا انتقل إلى أمريكا. في الكلية، كون أصدقاء من اليهود. أصبح على دراية بتاريخ اليهود وعلِم أن الملايين منهم قتلوا على يد الألمان تحت حكم هتلر. لقد شعر بالخجل من كونه ألمانيًا، وتساءل عما إذا كان يجب أن ينضم إلى اليهوديَّة ليرد جزئيًا ما فعلته بلاده.

يرجى قراءة إشعياء 52: 13-53: 12 بصوت مسموع معًا. اطلب من كل طالب كتابة فقرة تلخص هذا المقطع الكتابي. إذا كنت لا تعرف شيئًا عن الرب يسوع، فماذا يمكنك أن ترى ما يقوله هذا المقطع عن الشخص الذي يُدعى «الخادم»؟ اطلب من كل طالب كتابة قائمة من العبارات. ناقشوا ما كتبتموه في مجموعة واحدة.

مقدمة عن اليهوديَّة

ترتبط اليهوديَّة بالمسيحية ارتباطًا وثيقًا أكثر من أي ديانة أخرى لا تزعم أنها مسيحيّة. تدعي اليهوديَّة أنها تعبد إله إسرائيل القديم، إله العهد القديم، وهو الإله ذاته الذي عُبد في المسيحية. الكتاب المقدَّس لليهوديَّة هو العهد القديم في الكتاب المقدَّس المسيحي. [1]

تعود اليهوديَّة الحديثة إلى ديانة إسرائيل القديمة وتاريخها، كما هو موصوف في العهد القديم. لقد تكيّفت الممارسات والمعتقدات على مر القرون، ولم تعد مطابقة للمعتقدات الأصلية.

«التلمود» هو مجموعة من كتابات الرابيين اليهود القدماء. مطبوع على شكل كتاب، يزيد عدد صفحاته عن ستة آلاف صفحة. تستمد اليهوديَّة سلطان تقاليدها وممارساتها من «التلمود».

ثمة 14 مليون تابع لليهوديَّة تقريبًا. يعيش قرابة نصفهم في إسرائيل.

اليهوديَّة هي الديانة الرئيسية لأمة إسرائيل، ومعظم أتباع اليهوديَّة هم من أصل يهودي، سواء كانوا يعيشون في [2]إسرائيل أو أي مكان آخر. القول بأن شخصًا ما يهودي عادة ما يشير إلى ديانته وعِرقه، وأحيانًا جنسيته.

ومع ذلك، فإن التعريفات صعبة. معظم أتباع اليهوديَّة من أصل يهودي، لكن ثمة أناس تحولوا إلى اليهوديَّة من مجموعات عِرقية أخرى. اليهوديَّة ديانة قومية، ولكن 25% من سكان إسرائيل ليسوا يهودًا من حيث الديانة أو العِرق. كثير من اليهود لا يعيشون في إسرائيل، وبعض الذين يعيشون في إسرائيل لا يمارسون أي ديانة بجدية. قد يكون الشخص اليهودي عرقيًا، سواء في إسرائيل أو في أي مكان آخر، متحولًا إلى ديانة مختلفة أو حتى ملحدًا.

◄ اشرح هوية اليهودي، أولًا بتعريف عرقي، ثم بتعريف ديني.

رفضت أمَّة إسرائيل رفضًا قاطعًا يسوع بأنه المسيَّا المنتظر. كان اليهود الذين آمنوا بيسوع هم الأعضاء الأوائل للكنيسة المسيحية، ثم أتى انتشار الإنجيل بالأمم إلى الكنيسة. [3]

[4]اليهوديَّة هي ديانة اليهود الذين حاولوا الحفاظ على ديانة العهد القديم، بينما رفضوا يسوع بعده تحقيقًا لرجاء العهد القديم. توجد اليوم منظمات مثل «يهود من أجل يسوع» تحاول الحفاظ على التراث اليهودي عندما يصبحون مسيحيين. يُطلق عليهم «اليهود المسيانيون» لأنهم قبلوا يسوع باعتباره المسيَّا بينما استمروا في تعريف أنفسهم على أنهم يهود. إنهم ليسوا جزءًا من ديانة اليهوديَّة.

على مر القرون، استمرت اليهوديَّة في تطوير تقاليدها، مع الحفاظ على العديد من التقاليد من العصور القديمة. يتبع كثير من اليهود تقاليد الملبس التي تجعلهم معروفين كيهود. كما أنهم يتبعون قيود العهد القديم الخاصة بالنظام الغذائي، مثل الامتناع عن أكل لحم الخنزير. [5]

في اليهوديَّة، لا يحدث الخلاص كتجربة تحوُّل فردية. يعتقد اليهود أن بوسعهم الحياة في علاقة مبارَكة وعهديَّة مع الله باتباع وصاياه. يعني الخلاص التحرُّر من حالات الاضطهاد أو الظروف التي تمنعهم من خدمة الله كما ينبغي. الخلاص هو مسألة قومية أو جماعية أكثر من كونها مسألة فردية.

◄ ما مفهوم الخلاص في اليهوديَّة؟

بحسب المسيحية الكتابية، فالخلاص يعني التحرُّر الشخصي من الخطيَّة. أي شخص يخلُص، فهو مخلَّص بالنعمة من خلال الإيمان، سواء كان يهوديًا أو أمميًا. الجميع أخطأوا ويحتاجون إلى الغفران. لا يتحقق الخلاص بالحفاظ على تفاصيل ناموس العهد القديم، بل بإيجاد النعمة من خلال الإيمان. [6]

بدأت المسيحية ديانة منفصلة عن اليهوديَّة في وقت حياة الرب يسوع على الأرض. ومع ذلك، فإن المسيحية هي استمرار لديانة إسرائيل كما أُعلنت في العهد القديم، وتتميمٌ لها. [7] إذ تنبأ أنبياء إسرائيل بمجيء الرب يسوع. وكان جوهر إيمان العهد القديم هو العلاقة مع الله، التي تحققت بفضل غفرانه ونعمته. لذلك، يرى المسيحيون

[8]أن كتابات العهد القديم تراثهم. يحذو المسيحيون حذو أولئك الذين كانوا على علاقة مستقيمة مع الله منذ بداية البشرية. [9]

◄ لماذا من الصحيح القول إن المسيحية ليست ديانة جديدة؟

لا توجد منظمة واحدة لجميع أتباع اليهوديَّة، ولا بيان واحد للمعتقدات التي يعتنقونها جميعًا، وليس من سلطان نهائي للعقيدة يدركه الجميع. بعض منظماتهم محافظة للغاية، ولديها نظرة سامية لسلطان الكتاب المقدَّس، وتحاول التمسك بالتقاليد والمعتقدات القديمة. قامت المنظمات اليهوديَّة الأكثر ليبرالية بتكييف معتقداتها وممارساتها لجعلها مناسبة للثقافة الحديثة، واختيار ما يريدون الاحتفاظ به من التقاليد والكتاب المقدَّس.

لا تؤمن اليهوديَّة بأن الله ثالوث أو أن التجسُّد قد حدث. [10] إنهم يؤمنون بأن يسوع كان معلمًا مثيرًا للجدل وليس المسيَّا ولا الله.

إن توقع مجيء المسيَّا هو أمر أساسي لليهوديَّة. إنهم لا يعتقدون أن المسيَّا قد جاء بعد. إنهم يؤمنون أن المسيَّا لن يكون تجسدًا لله، بل رجل ممسوح، سيجلب السلام للعالم.

يعتقد اليهود المحافظون أن المسيَّا سيكون شخصًا حقيقيًا. من المرجَّح أن يعتبر اليهود الليبراليون المسيَّا تعبيرًا رمزيًا لعامل السلام، والذي يمكن أن يكون مجموعة أو منظمة ما.

◄ صِف مفهوم اليهوديَّة عن المسيَّا.

يخبرنا الكتاب المقدَّس أن الوقت سيأتي عندما يقبل إسرائيل المسيح. قال بولس الرسول إن الإنجيل ينتشر الآن بين الأمم، واليهود هم في الغالب عميان عن الإنجيل. لكنه يتابع ليقول «سيخلص جميع إسرائيل». هذا لا يعني أن كل يهودي سيخلص، لكن كأمة رفضوا يسوع، وكأمة سيتوبون ويقبلونه (انظر رومية 11: 23-26). حتى الآن، يتحول العديد من اليهود الأفراد إلى المسيحية.

يرجى العودة الآن وقراءة التذييل في القسم بأكمله عن اليهوديَّة. يجب على جميع الطلاب البحث عن آيات الكتاب المقدَّس المشار إليها والتناوب في قراءتها للمجموعة.

بعض اليهود متحيزون ضد المسيحية لأن اليهود تعرضوا في بعض الأحيان لاضطهاد شديد من المسيحيين المزعومين في الماضي. يمكننا محاولة مساعدتهم على إدراك بعض الحقائق عن الاضطهاد. أولًا، لم يشجِّع الرب يسوع الاضطهاد أبدًا، والمسيحيون المزعومون الذين يكرهون الآخرين لا يحذون حذوه. الاضطهاد سياسي وكذلك ديني، وتُحركه أسباب تتعارض مع مبادئ المسيحية. أفضل طريقة ليقتنع اليهودي بأن المسيحيين ليسوا أعداءه هي أن يُظهر المسيحيون محبة المسيح.

ترتبط ديانة اليهودي ارتباطًا وثيقًا بأسرته الممتدة، وبأسلوب حياة وتراث قديم. قد يعتقد اليهودي أنه سيفقد كل ما هو مهم إذا تحول إلى ديانة أخرى. على المسيحي إظهار أن الرب يسوع هو التحقيق الطبيعي للديانة اليهوديَّة. إنه المسيَّا المنتظر الذي توقعوه، ولقد قدَّم الخلاص الموصوف في العهد القديم.

تتجلى حقيقة أن يسوع هو المسيَّا في تحقيقه لنبوة العهد القديم عن المسيَّا. من الأمثلة على ذلك التنبؤ بأن المسيح سيولَد في بيت لحم (ميخا 5: 2) وأنه سيكون من سبط يهوذا (تكوين 49: 10). والأهم من ذلك أن نوضح من إشعياء 52: 13-53: 12 أنه تمَّم الخلاص الذي كان منتظرًا من المسيَّا. لم يتمِّم يسوع بعد النبوة المسيانية عن السلام العالمي، ولكن من المعقول أن الخلاص من الخطيَّة يجب أن يأتي أولًا، لأن الحرب تأتي من قلوب الناس الخاطئة.

من المهم مشاركة الإنجيل والتأكيد على أن مَن يخلُص له علاقة شخصية مع الله. يؤمن اليهود بالله، ولكن ليس لهم علاقة شخصية معه.

من الممكن شرح الإنجيل باستخدام العهد القديم وحده. الجميع أخطأوا إلى الله (مزمور 142: 2-3). تفصل الخطيَّة الناس عن الله (إشعياء 59: 2). تألم المسيَّا ومات ذبيحةً عن خطايانا (إشعياء ٥٣: ٥). يَعدنا الله بأن يغفر لمن تاب وآمن ويطهِّره (إشعياء 1: 16-18).

المزمور 51 هو صلاة توبة وإيمان. صلَّى داود من أجل الغفران والتطهير. هذه صلاة مستوحاة من روح الله تخبرنا أن الله يغفر بهذه الطريقة. إذا كان الشخص يعتقد أن الله قد قدَّم يسوع ذبيحة خطية، فيمكنه أن يصلي هذه الصلاة بإيمان ويقبل نعمة الله.

هاري رجل يهودي أتت عائلته من ألمانيا. مات أجداده جميعًا في معسكرات الاعتقال النازية. يقول إن اليهود شعروا أنهم قُتلوا على يد العالم المسيحي لأن كنائس ألمانيا وبقية العالم سمحت بذلك. قال له والداه ألا ينظر إلى الصليب أبدًا، لأنه يمثل الموت. كانت حافلة المدرسة تمر كل يوم بكنيسة بها صليب، فكان يحاول ألا ينظر إليها. وذات يوم حاول صديق يهودي أن يمنحه العهد الجديد، لكنه رفض قائلًا إنه ليس لليهود. فيما بعد، أراه له صديق آخر آيات في العهد القديم والعهد الجديد لم يرها من قبل. كان لدى هاري الكثير من الأسئلة حول سبب كون العالم كما هو، وبدأ يرى الإجابات في الكتاب المقدَّس، وآمن بأن يسوع هو المسيَّا.

الآن، يُرجى قراءة إشعياء 52: 13-53: 12مرة أخرى. يجب على كل طالب كتابة فقرة تشرح الرسالة التي يحملها هذا المقطع لأحد أتباع اليهوديَّة. دع العديد من الطلاب يشاركون ما كتبوه.

تذكَّر أن تجد فرصة لتقديم الإنجيل لشخص من هذه المجموعة الدينية. استعد لمشاركة المحادثة مع زملائك في الفصل. اكتب تقريرك في صفحتين وسلّمه إلى قائد فصلك.