◄ ناقش علاقة التفسير بالتطبيق في دراستك الحالية للكتاب المقدس. عندما تعظ أو تُعلِّم، هل من الأسهل أن تفسر النص أم تطبقه فى العصر الحالي؟ عندما تدرس نصًا كتابيًا أو تستمع إلى عظةٍ، هل تكون قادرًا أن تجد تطبيقًا له على حياتك؟
[1]قال روبرت: "أيها القس، هل يمكن أن نتقابل؟ لديَّ سؤال كبير حول الكتاب المقدس." لاحقًا خلال هذا الأسبوع، تقابلنا ونظرنا إلى آياتٍ كتابيةٍ عديدةٍ ناقشت القضية التي واجهت روبرت. بعد دقائقٍ قليلةٍ، أغلق روبرت كتابه المقدس وقال: "دعني أكون صادقًا، أنا أعرف بالفعل ما يقوله الكتاب المقدس، لكني لا أريد أن أفعله. إنه صعبٌ جدًا عليَّ."
لم تكن مشكلة روبرت في التفسير، لكن في التطبيق. من غير الكافي أن نلاحظ ما يقوله الكتاب المقدس ونفسر معناه؛ يجب علينا أن نطبقه على حياتنا. في أغلب الأحيان، تنتهي دراستنا للكتاب المقدس عند مرحلة التفسير.
إننا نبدأ بملاحظة ما يقوله النص، ونواصل من خلال تفسير معناه؛ يجب أن ننتهي بتطبيق النص على حياتنا. يمكن أن نلخص هذه العملية في ثلاثة أسئلة:
لقد دوَّن كاتب المزامير أن الشخص الذي يُسَرُّ بناموس الرب ويلهج فيه نهارًا وليلًا "يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ."[1]يحاول الشيطان أن يجعلنا بعيدين عن الكتاب المقدس. إنه يعلم أننا سنضعف ونموت روحيًا إذا لم نتعمق في كلمة الله ونتغذى بها.[2]
إذا فشلَ الشيطان في إبقائنا بعيدين عن كلمة الله، فهو يحاول إبعادنا عن تطبيق الحق على حياتنا. طالما لا نعيش كلمة الله، فلن نثمر أبدًا. إذا لم يتمكن الشيطان من إعاقتنا عن قراءة الكتاب المقدس، فإنه سيغوينا بقبول بديلٍ آخر للتطبيق.
نحن نستبدل التطبيق بالتفسير
من الممكن أن ندرس بعنايةٍ مقطعًا كتابيًا، ونحدد معناه، دون أن نطبقه. عندما أصغى داود لناثان في مَثَله عن الغني الذي سرق نعجة الرجل الفقير، ردَّ عليه بالتفسير الصحيح. "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ، وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ."
كان تفسير داود صحيحًا. هو أجاب باسم الرب؛ هو صمَّم على العدل؛ هو طلب تعويضًا. ولا واحد يمكنه انتقاد تفسير داود، لكن داود قد فشل في تطبيق المَثَل على حياته الشخصية. لقد وضع النبي التطبيق قائلًا: "أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ!"[3]
هنا يكمن خطرٌ خاص بالوعاظ والمعلمين. يمكن أن نُعلِّم الكتاب المقدس للآخرين؛ بينما نتجاهل عدم طاعتنا. لقد حذَّر يعقوب من التفسير دون طاعةٍ. "فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ."[4]بعد أن نفسر الكتاب المقدس تفسيرًا صحيحًا، ينبغي ألا نفشل في تطبيقه. ينبغي ألا نستبدل التطبيق بالتفسير.
نحن نستبدل الطاعة الكاملة بالطاعة الجزئية
من الممكن أن ندرس مقطعًا كتابيًا، ونحدد معناه، ونجد بعض الأمور للتطبيق، دون أن نسمح لها أن تغيرنا بالكامل. ربما نفسح المجال لتطبيقاتٍ بطاعتنا للكتاب المقدس، بينما نتجاهل تطبيقات أخرى أعمق بعدم طاعتنا.
ربما نقرأ: "لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ." من خلال دراسة الكلمات، نعرف أن "الكلمة الرديَّة" هي أي حديث يهدم مستمعينا.[5]في خطوة التطبيق، نفحص علاقاتنا المهمة، فنسأل:
"هل تبني عظاتي شعب كنيستي؟" "نعم؛ أنا راعٍ أمين."
"هل أستخدم كلمات تدعم أولادي؟" "نعم؛ أنا أب مُحِب."
"هل أبني زوجتي؟" "لا، في الغالب ردودي سلبية."
إن تواصلي مع زوجتي هي الدائرة التي يريد روح الله أن يغيرني فيها. يغويني الشيطان بأن أستبدل طاعتي بتطبيق هذا النص "من تغيير الحياة" على علاقتي بزوجتي، بتطبيقاتٍ أخرى. إنه يغويني أن أقبل طاعة جزئية عوضًا عن إخضاع نفسي للطاعة الكاملة.
لقد فهمَ الناموسي الكتاب المقدس. "وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، قَاَلَ لِيَسُوعَ: وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟"[6]لم تكن مشكلته في التفسير، لكن في التطبيق. لقدد برَّر الناموسي نقص محبته.
ربما يقول روح الله: "كلماتك غير بنَّاءة لزوجتك؛ إنها كلمات رديةَّ." لقد قرأتُ الكلمة؛ لقد فسَّرتُ الكلمة؛ لقد حان وقت تطبيق الكلمة. بدلًا من ذلك، ربما أبرر: "أنت لا تعرف زوجتي. إنها دائمًا سلبية. إذا كنتُ سلبيًا؛ ذلك لأنها سلبيةٌ جدًا. ليس هذا خطأي!" ما الذي أكون قد فعلته؟ إنني بررتُ سلوكي بدلًا من توبتي عن فشلي في طاعة كلمة الله.
نحن نستبدل التغيير بالمشاعر
لقد كتبَ يعقوب عن شخصٍ يسمع الكلمة، لكنه لا يعمل بها.[7]في بعض الأحيان يسمع شخصٌ ما الكلمة ويُثار، لكنه يسمح بتجاوبٍ عاطفي ليستبدل التغيير الحقيقي. يعرف كل راعٍ إحباط الوعظ بموضوعٍ فارقٍ، ثم قول الناس: "هذه العظة أقنعتني،" وحينئذٍ لا يرى أي تغييرٍ دائم.
ربما أسمع تعليمًا عن (أفسس 4: 29) خلال فصل دراسي عن الزواج. في وقت التعهد بنهاية الفصل الدراسي، أقول لزوجتي: "أنا آسف، أريد أن أتحدث بكلماتٍ إيجابيةٍ. سأقدم أفضل ما عندي!" ومع ذلك، سريعًا ما أعود لعاداتي القديمة من الكلمات الجارحة، والجُمل السلبية، والكلمات الرديَّة.
ماذا حدث؟ كان هناك تجاوبًا عاطفيًا، لكن دون تغييرٍ حقيقي. هذا أمرٌ خطيرٌ؛ بعد فشلٍ متكررٍ، نصبح مقتنعين أن التغيير مستحيل. يلزم أن يقترن التجاوب العاطفي لحقٍ ما بتغييرٍ حقيقي وطاعةٍ.
بعدما وصفَ الشخص الذي ينظر لنفسه في مرآةٍ ثم ينسى ماذا يشبه، يصف يعقوب الشخص الذي يطبق الكتاب المقدس بطريقةٍ صحيحةٍ في حياته. "وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ."[1]لا يكفي أن نسمع الكلمة فقط، ينبغي أن نطبقها أيضًا.
الخطوة الأولى: اعرف
لكي تطبق الكتاب المقدس بطريقةٍ صحيحةٍ، ينبغي أن تعرف شيئيْن:
(1) ينبغي أن تعرف النص.
هذا هو سبب أهمية الدروس الخاصة بالملاحظة والتفسير. إذا لم نعرف النص، فسنُخطئ التطبيق. إننا نبدأ خطوة التطبيق بالسؤال: "كيف طبَّق مسيحيو القرن الأول هذا النص الكتابي في عصرهم؟"
على سبيل المثال، كتبَ بولس: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي."[2]لقد أخذ بعض المعلمين هذه الآية كوعد أننا نستطيع أن نحقق أي شيء نرغبه؛ لأن "المسيح يقوينا." يعلن الرياضيون: "سوف أربح مباراة اليوم؛ لأنني أستطيع كل شيء في المسيح." يؤكد أولئك الذين يشفون بالإيمان لمستمعيهم: "إذا كان لديك إيمان كافٍ، ستُشفى؛ لأنك تستطيع كل شيء في المسيح." يعلن واعظو إنجيل الرخاء: "يريدك الله غنيًا. كل ما عليك فعله هو أن تتعاون مع الله. تستطيع كل شيء في المسيح."
عندما نسأل: "كيف طبَّق مؤمنو فيلبي هذه الآية؟" نجد إنه لم يكن وعدًا بالنجاح العالمي، لكنه وعدٌ بالتحمُّل الروحي. كان بولس أسيرًا في روما؛ كان مستمعوه يواجهون اضطهادًا. لم تكن عبارة "كل شيء" تعني النجاح العالمي، لكنها قصدت التحمُّل في مواجهة المقاومة. لقد تعلَّم بولس أن يكون راضيًا في كل الظروف؛ لأنه في المسيح يستطيع كل شيءٍ. إن هذا لم يعنِ حياة الراحة، بل قصدَ أنه لم يفقد روح الرضى في مواجهة المصاعب.
(2) ينبغي أن تعرف نفسك.
لقد حذَّر بولس تيموثاوس أنه ينبغي أن يعرف نفسه حتى يتسنَّى له أن يخدم الآخرين بفعاليةٍ: "لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا."[3]بحسب ما قضاه تيموثاوس في ملاحظة كلٍ من نفسه والتعليم الذي وعظه، قد خدمَ مستمعيه بفعاليةٍ.
بعدما عرفتُ النص وكيف طُبِّق على مستمعيه الأوائل، ينبغي أن أعرف نفسي وكيف يُطبَّق النص في عصري. ربما أنظر إلى نفسي وأراها مستسلمة للسلبية. تخبرني (فيلبي 4: 13) أن أواجه تحديات الحياة بثقةٍ لأني "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي."
الآن يصبح التطبيق واضحًا – ومحددًا. بعد هذه الآية، ربما أكتب: "عند العمل في بيئةٍ مُقاوِمةٍ للقيم المسيحية، سأثق في نعمة الله أنها تقويني كي أكون أمينًا. أستطيع كل شيء في المسيح." هذا ينقل الآية من القرن الأول إلى القرن الحادي والعشرين.
الخطوة الثانية: اربط
كتبَ ﭽون وسلي: "لا يعرف إنجيل المسيح دينًا بل دينًا اجتماعيًا؛ ولا قداسة بل قداسة اجتماعية."[4]نعيش الإنجيل لا كرهبانٍ مختبئين عن المجتمع، لكن كمؤمنين تربطهم علاقات بالآخرين. ننمو في القداسة دون أن ننفصل عن الآخرين، لكن في رباط المجتمع الكنسي.
سوف "يعمل" التطبيق الصحيح للكتاب المقدس في الواقع الحقيقي. ترتبط كلمة الله بكل مجالات الحياة. عندما أطبق الكتاب المقدس، لا أسأل: "ما التطبيق الديني لهذا النص؟" بدلًا من ذلك، أسأل: "كيف سيُعاش هذا النص ويُطبَّق في كل دائرة من دوائر حياتي؟"
سابقًا، نظرنا إلى (أفسس 4: 29). عندما أدرس تطبيق هذه الآية، يجب أن أطبقها على علاقاتي مع إخوتي المؤمنين: "هل تبني كلماتي إخوتي المؤمنين أم تهدمهم؟" ينبغي أن أربط هذه الآية مع عائلتي: "هل يبني حديثي عائلتي، أم يضعف ثقة زوجي وأولادي؟" ينبغي أن أربط هذه الآية بعملي: "هل كموظف أنطق كلمات إيجابية، أم أنشر أفكارًا سلبيةً؟" ترتبط (أفسس 4: 29) بكل مجالات الحياة.
هذا هو السبب الذي دفع بولس أن يكتب أن الخدام الذين يعيشون علاقات صحيحة مع سادتهم سوف "يُزَيِّنُوا تَعْلِيمَ مُخَلِّصِنَا اللهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ."[5]إن التطبيق السليم للكتاب المقدس يجعل الإنجيل جذابًا لمَن حولنا.
الخطوة الثالثة: مارِس
الهدف الأساسي لدراسة الكتاب المقدس هو التطبيق اليومي. في (2 تيموثاوس 2: 3-6)، يصف بولس المؤمنين بأنهم "جنود"، و"عدَّاؤون"، و"فلاحون". تصف هذه الصور شخصًا ما مُصمِّمًا على السعي والكفاح لتحقيق هدفه. لا يستريح الجندي أثناء المعركة، ولا يتوقف العدَّاء أثناء السباق، ولا يتوقف الفلاح عن حراثته للأرض حتى ينتهي من عمله. إن الحياة المسيحية تتطلب الاحتمال. "وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا."[6]
بينما تدرس الكتاب المقدس، اسأل: "هل توجد دائرة في حياتي يمكن أن أمارس من خلالها هذا الحق؟" لو نعم، فاطلب من الله أن يساعدك أن تطبق الحق في حياتك بمنهجيةٍ. بينما تفعل هذا، سيعلن لك الله مزيدًا من الحق، وستنفتح شهيتك أكثر لأجل الطعام الروحي.
لو أن الله يتحدث إليك من خلال (أفسس 4: 29) ليبكتك على كلامك، يجب أن تتعهد بممارسة الكلام الذي يبني. ربما يكون سهلًا ببساطة أن تطلب من الله أن يمنحك فرصة ليومٍ واحدٍ أن تتكلم بنعمةٍ في حياة شخصٍ ما. ربما يعني هذا أن تسأل صديقًا موثوقًا به أن يحذرك عندما يسمعك تتحدث "بكلماتٍ رديَّةٍ". سيصبح هذا طريقًا لممارسة كلمة الله بشكلٍ يومي.
ممارسة تطبيق الكتاب المقدس
كان لديَّ صديق في الكلية صارعَ بشدةٍ مع إغواءٍ معين. أحبَّ "وودرو" الموسيقى بما فيها بعض الأنواع التي أغوته في هذه المنطقة من الضعف. أراد "وودرو" التغلب على الإغواء، لكنه لم يُطبِّق الكتاب المقدس بإصرارٍ في حياته.
كانت لدينا نهضة مدرسية خلال شهر سبتمبر. كان "وودرو" يذهب إلى الكنيسة، ويعود إلى حجرتنا في السكن الجامعي، حيث ترك موسيقاه غير المناسبة. لأسابيعٍ قليلةٍ، اختبرَ اختبارًا مشرقًا. حينئذٍ، بدأ "وودرو" يشتري بعض التسجيلات الجديدة في هذا النوع من الموسيقى. لقد أُحبِطَ سريعًا؛ بحلول شهر نوفمبر، كان يقول: "لقد انغمستُ في المعاصي."
كان لدينا مؤتمر للكتاب المقدس خلال شهر فبراير. كان "وودرو" يذهب إلى الكنيسة. لقد تخلَّص من تسجيلاته هذه، واختبرَ اختبارًا مشرقًا لأسابيعٍ قليلةٍ. بعدئذٍ بحلول شهر أبريل، بدأ "وودرو" مُجدَّدًا شراء مزيدًا من هذه التسجيلات – لقد بدأت العملية من جديد!
ماذا احتاج "وودرو"؟ أتفسيرٌ أفضل؟ لا! هو عرفَ هذه المنطقة من الضعف، كما عرفَ ما قاله الكتاب المقدس عن حفظ ذهنه نقيًا، وعرفَ كذلك تأثير هذه الأنواع من الموسيقى على سلوكه الروحي. لم تكن مشكلة "وودرو" في التفسير؛ هو احتاج ببساطةٍ أن يمارس ما عرفه.
في أحد فصولي بالكلية، أسال الطلاب أن يحتفظوا بمذكرةٍ بينما يقرأون الكتاب المقدس. يسأل الطلاب خمسة أسئلة بينما يبحثون عن طرقٍ كي يطبقوها على حياتهم. يبحث الطلاب عن مكانهم في الكتاب المقدس.
(1) هل توجد خطية لأتجنبها؟
ييأس كثيرٌ من المؤمنين عندما يفشلون في تحقيق مطالب الكتاب المقدس في مجالٍ ما من مجالات حياتهم. عندما يتحدث لنا الله من خلال كلمته عن خطيةٍ ما في حياتنا، لا ينبغي أن تكون إجابتنا هي اليأس. ينبغي أن نتجاوب بالطاعة الإرادية لكلمته.
(2) هل يوجد وعد لأطالب به؟
في بعض الأحيان يكون التطبيق ببساطةٍ هو المُطالبة بوعود الله. يجب أن نحرص على تفسير الوعد بطريقةٍ سليمةٍ. كانت بعض الوعود موجهة لأفرادٍ معينين أو لأمة إسرائيل. ينبغي أن نحرص على عدم أخذ الوعد بعيدًا عن قرينته. على أية حال، عندما نفسر الوعد بعنايةٍ داخل قرينته الكتابية، وندرك أن هذا الوعد لكل المؤمنين، حينئذٍ يمكن أن نطالب به في حياتنا.
(3) هل يوجد عمل لأقوم به؟
اسأل: "ماذا يجب أن أفعل جرَّاء هذا المقطع الكتابي؟ ما الحق الذي يُعلِّمه هذا المقطع؟ هل يحذرني من خطأ ما في عقيدتي؟ هل أحتاج أن أغير تفكيري لأتفق مع الكتاب المقدس؟ ما العمل الذي أحتاج أن أقوم به جرَّاء هذا المقطع الكتابي؟"
مثالٌ واحدٌ هو الصلاة. عندما نقرأ صلوات داود، وبولس، ونحميا، ويسوع، نجد نماذج لأجل حياة الصلاة الخاصة بنا. كم يكون أفضل أن نتعلم أن نصلي من أن نقلد صلوات بولس ويسوع! حسبما أقرأ، يمكن أن أقوم باقتباس الصلوات لأجل حياتي الخاصة.
(4) هل يوجد أمر لأطيعه؟
يتكون النصف الثاني من رسائل بولس عادةً من أوامر. هذه الأوامر عادةً بسيطة جدًا ومباشرة. في بعض الأحيان يبحث المؤمنون عن حقائقٍ عميقةٍ، بينما يتجاهلون التطبيق السهل لما يعرفونه بالفعل!
دوَّن أحد الكُتَّاب عن خطر البحث عن حقائقٍ "عميقة" في حين تجاهُل الحقيقة الواضحة. هو كتبَ عن أولى دراساته في العهد الجديد اليوناني: "عندما يقول يسوع: ]احمل صليبك واتبعني،[ الأصل اليوناني هو: ]حسنًا – احمل صليبك واتبعني[. لم تكمن الصعوبة في فَهْم المعنى، لكن في طاعته."[1]في بعض الأحيان، كل المطلوب في منتهى البساطة هو: "نعم، يا رب. أنا سوف أطيع."
(5) هل يوجد مثال لأتبعه؟
تحكي أجزاء كثيرة من الكتاب المقدس عن سير شخصية. بينما نقرأ السيرة الشخصية، نسأل: "هل يوجد مثال لأتبعه؟"
عندما نقرأ عن إبراهيم في سفر التكوين والأصحاح الثامن عشر، نستطيع أن نتبع مثال إبراهيم بالتشفع لأجل عالمنا. منذ وقتٍ قريب، درَّستُ فصلًا في نيـﭽيريا. تمزَّقت نيـﭽيريا جرَّاء نزاعًا بين المسلمين والمسيحيين. سأل أحد طلابي زملاءه: "لماذا نقاتل المسلمين أكثر مما نصلي لأجلهم؟ هل نؤمن أن الله قادر أن يجذبهم للخلاص؟ لو نعم، ينبغي أن نتبع مثال إبراهيم ونتشفع لأجلهم!" هذا هو التطبيق.
[1]آندي كراوتش، "معلومات وتشكيل" في المسيحية اليوم، مارس 2014، ص 7.
تمرين للممارسة
لقد وضعنا ملاحظات من (رومية 12: 1-2)، وقمنا بعمل دراسة للمصطلحات المهمة في هذه الآيات، ودرسنا كذلك القرينة التاريخية والثقافية والكتابية حتى نتمكن من تفسير رسالة بولس بطريقةٍ صحيحةٍ.
إننا مستعدون الآن للخطوة الأكثر أهمية. كيف يمكنك أن تطبق (رومية 12: 1-2) على حياتك؟
◄ راجع الملاحظات التي وضعتها مُسبقًا على هذا النص. حينئذٍ اكتب قائمة بثلاثة أشياء يمكنك القيام بها لتطبق هذا النص على حياتك.
◄ إذا كنت تدرس هذا الدرس مع مجموعة، شارك بتطبيقاتك مع أفراد المجموعة. إذا كنتم ستتقابلون مرةً أخرى لاحقًا، ضع مسئولية. ضع بعض التعهدات، واطلب من أفراد المجموعة أن يتابعوا تطبيقك لها.
خاتمة
إن هدف هذا المقرر الدراسي الذي يختص بتفسير الكتاب المقدس هو أن نُعلِّمه لآخرين. هذا ما دُعينا لنفعله كخدام لكلمة الله. على أية حال، يوجد خطر في هذا الأمر. إذا لم نكن حذرين، يمكننا أن ندرس الكتاب المقدس فقط لأجل الوعظ والتعليم، وحينئذٍ سنفشل في تطبيق الحق الكتابي في حياتنا.
كرُعاةٍ، ومعلمين، وقادة كنائس، ينبغي ألا ننسى أبدًا أنه يلزمنا تغذية حياتنا الروحية بشكلٍ يومي. في جهودنا لتعليم الآخرين، ينبغي ألا ننسى أن نُطعِم قلوبنا بخبز كلمة الله. فقط أن نغذي أنفسنا؛ لنكتسب القوة الروحية اللازمة لخدمة شعب الله.
كان بولس على درايةٍ بهذا الخطر. هو كتبَ عن هذه الإمكانية الرهيبة: "حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا."[1]يا له من أمرٍ مُرعبٍ أن نُعلِّم آخرين بينما نرفض نعمة الله في قلوبنا! ادرس لكي ما تُعلِّم آخرين، لكن ادرس أيضًا لكي ما تسمع الله يتحدث إلى قلبك.
لوقتٍ طويل لم أدرك مفهوم "إطعام نفسي." لقد درستُ الكتاب المقدس بحِرَفية، وليس كفرضٍ. لقد استمتعتُ به، لكن إطعام نفسي كان حدثًا عرضيًا أكثر منه هدفًا. لقد فتحتُ كتابي المقدس باستمرار لأجهز خدماتي، وليس "كاللبن الأصيل للكلمة." إنني لم أدرك أهمية الغذاء الروحي.
للأكل تأثيرات يومية وأخرى بعيدة المدى. كما إنه لا يمكنك أن تقلل نسبة الكوليسترول لديك بوجبةٍ صحيةٍ واحدةٍ، هكذا فإنك لا تستطيع أن تبني قوتك الروحية بيومٍ واحدٍ في كلمة الله. إن الأمر يستلزم نظام غذائي صحي منتظم لتبني قوتك الجسدية، ونظام غذائي طويل المدى من كلمة الله لتبني قوتك الروحية. ومع ذلك، فوجبة اليوم من كلمة الله كافية لأجل ما تواجهه خلال هذا اليوم، تمامًا كوجبة إفطار جيدة تساعدك في يومٍ شاقٍ من العمل.
◄ (لوقا 14: 25-17: 10) هو عبارة عن مجموعة من الأمثال والتعليم. بما أن المسيح قد سافرَ إلى أورشليم للمرة الأخيرة، هو أدلى بتعليمه النهائي لتلاميذه. عندما تقرأ تعليم يسوع، تجد تطبيقات خاصة من هذه الآيات. اسأل:
هل توجد خطية لأتجنبها؟
هل يوجد وعد لأطالب به؟
هل يوجد عمل لأقوم به؟
هل يوجد أمر لأطيعه؟
هل يوجد مثال لأتبعه؟
الدرس السابع النقاط المفتاحية
(1) ليس كافيًا أن نفسر كلمة الله بطريقةٍ سليمةٍ؛ بل يجب أن نطبقها في حياتنا اليومية.
(2) يغوينا الشيطان باستبدال التطبيق بعدة بدائل:
يمكن أن نستبدل التطبيق بالتفسير.
يمكن أن نستبدل الطاعة الكاملة بالطاعة الجزئية.
يمكن أن نستبدل التوبة بالتبرير.
يمكن أن نستبدل التغيير بالمشاعر.
(3) حتى يتسنَّى لنا أن نطبق الكتاب المقدس في حياتنا، ينبغي أن نتبع ثلاث خطوات:
نعرف:
معنى النص.
أنفسنا، وكيف يخاطب النص احتياجاتنا.
نربط الكتاب المقدس بالواقع الحقيقي.
نمارس التطبيق بشكلٍ يومي.
(4) لتجد طرقًا تطبق بها الكتاب المقدس على حياتك، اسأل هذه الأسئلة:
هل توجد خطية لأتجنبها؟
هل يوجد وعد لأطالب به؟
هل يوجد عمل لأقوم به؟
هل يوجد أمر لأطيعه؟
هل يوجد مثال لأتبعه؟
واجب الدرس
في الدرس الأول، لقد قمتَ باختيار مقطع من الكتاب المقدس؛ لتدرسه من خلال هذا المقرر الدراسي. مُستخدِمًا مذكراتك التي قُمتَ بإعدادها على الملاحظات والتفسير، ضع قائمة من خطوات التطبيق العملي للنص الكتابي موضع الدراسة.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.