(1) يعرف أن الدراسة العميقة للكتاب المقدس هامة للمؤمن.
(2) يكون قادرًا أن يُدوِّن ثلاث الخطوات الضرورية لأجل دراسة الكتاب المقدس.
(3) يبدأ عملية الدراسة بعناية لمقطع كتابي.
(4) يُقدِّر أهمية القوة الروحية في تفسير الكتاب المقدس.
تعليمات المقرر الدراسي
يختلف هذا المقرر الدراسي في تصميمه عن المقررات الخاصة "بالفصل الدراسي الشامل العالمي للخدام والرعاة". أكثر من الامتحانات الموجزة على كل درس، فإن معظم العمل سيكون في شكل مشروعات دراسية للكتاب المقدس. عند نهاية المقرر الدراسي، فإنك ستكون قد درست بعناية مقاطع متعددة من الكتاب المقدس. إنني أوصي بأن تحتفظ بهذه المعلومات في مذكرة لكي تستعين بها في المستقبل.
تُبنى هذه الدروس على نص كتاب تعليمي بعنوان "الحياة من خلال الكتاب"، لمؤلفيْه "هوارد ووليم هندريكس". لو كنت تستطيع الدخول إلى هذا الكتاب، فإنك ستجد تمارين لكي تمارس المبادئ الواردة في هذا المقرر الدراسي، مع مناقشة أكثر لكل مبدأ. على العموم، هذا الكتاب التعليمي ليس مطلوبًا لهذا المقرر الدراسي. كل المادة المطلوبة مُتضمَّنة في هذه الدروس.
◄ ناقش التمارين الحالية الخاصة بقراءة الكتاب المقدس. إن هذا ليس وقتًا لكي تحكم على هذه التمارين في مجموعتك، بل لكي تتأمل السؤال: "ما مدى العمق الذي دخلتُ إليه في كلمة الله؟". اسأل نفسك:
كم مرة غالبًا أقرأ الكتاب المقدس؟
متى أقرأ الكتاب المقدس، وكم من الوقت أقضيه في ذلك؟
ما هي الأسباب (اذكر سببين أو ثلاثة) التي تجعلني لا أقرأ الكتاب المقدس؟
جزء من هدف هذا المقرر الدراسي هو أن تقود كل عضو من أعضاء مجموعتك إلى حياةٍ أعمق في كلمة الله. أول خطوة جيدة هي أن تؤدي بأمانة التمارين الخاصة بقراءة الكتاب المقدس.
مقدمة
ﭽين، وهو مؤمن تايواني، لقد كان ولا يزال مؤمنًا لمدة خمس عشرة سنة، لكنه أظهر علامات قليلة من النضج الروحي. لقد كان مُحبَطًا بسبب نقص نموه الروحي. بعد خدمة صباح يوم الأحد، طفا إحباطه على السطح، قائلًا: "أيها القس، إنك تخبرني أن أقرأ الكتاب المقدس. إنك تقول إن الله سوف يتكلم إليك من خلال كلمته. لقد حاولتُ مرارًا كثيرة. إنني أقرأ الكتاب المقدس كل صباح، وهو لا يقول لي أي شيء. ما هو الخطأ؟"
في يوم الأحد هذا، أوردَ الرب إلى ذهني سؤالًا كان يجب عليَّ أن أسأله منذ عدة أسابيع خلت. "يا ﭽين، أخبِرني كيف تقرأ الكتاب المقدس." أشارت إجابته إلى عاملٍ هام في صراعاته. أجاب ﭽين: "كل صباح قبيل عملي، أفتح كتابي المقدس وأقرأ آية." لقد تابعته: "هل أنت تقرأ من خلال الكتاب بأكمله أو حتى أصحاحًا بأكمله قبل أن تستمر؟" "لا، إنني مجرد أقرأ آية كل صباح – ويظل كتابي المقدس مفتوحًا. وهذا نادرًا ما يساعدني!"
لكي أساعد ﭽين أن يفهم مشكلة قراءته للكتاب المقدس بهذه الطريقة، سألته أن يفتح كتابي المقدس ويقرأ أول آية هو رآها. في ذلك الصباح، قرأ ﭽين: "وَيَرِثُ أَهْلُ الْجَنُوبِ جَبَلَ عِيسُو، وَأَهْلُ السَّهْلِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَيَرِثُونَ بِلاَدَ أَفْرَايِمَ وَبِلاَدَ السَّامِرَةِ، وَيَرِثُ بِنْيَامِينُ جِلْعَادَ."[1]
لقد سألتُ ﭽين بعض الأسئلة: "أين سهل الفلسطينيين؟ أين أرض أفرايم؟ السامرة؟ بنيامين؟ جلعاد؟" كان رده على هذا السؤال: "لا أعرف." في الأسبوع التالي، بدأنا دراسة كتابية عن "كيف تقرأ الكتاب المقدس". في خلال الأسابيع المتتالية، بدأ ﭽين يتعلم مبادئ تفسير الكتاب المقدس. نحن تعلَّمنا كيف نُقسِّم كلمة الله بطريقةٍ صحيحة، وأن نفهم كيف يتحدث الكتاب المقدس لنا اليوم.
الهدف من هذا المقرر الدراسي هو أن يساعدك أن تتعلم وتطبق مبادئ أساسية لتفسير الكتاب المقدس؛ موضوع يُسمَّى غالبًا "عِلم تفسير الكتاب المقدس" (Hermeneutics). لا تخف من هذه الكلمة. إنها ببساطة تتضمن قراءة وتفسير وتطبيق كلمة الله على حياتنا. من خلال هذه الدروس والتمارين، فإنك ستكتسب أدوات تساعدك على فهم كلمة الله وتطبيقها على حياتك، وكذا تعليمها لآخرين.
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ."[1]حقيقة أن الكتاب المقدس هو كلمة الله هي سبب كافٍ لكي يتوجب علينا أن ندرسه بعنايةٍ.[2]
هناك استبيان حديث يوضح وضع الأهمية النظرية للمؤمنين الأمريكيين بخصوص الكتاب المقدس. لسوء الحظ، إنها توضح نقص وضع الأهمية العملية لنفس المؤمنين بخصوص الكتاب المقدس.[3]
يؤمن معظم الأمريكيين بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، لكن فقط شخص واحد من كل خمسة أشخاص يقرأه لأربع مرات أو أكثر في الأسبوع. تقريبًا نصف الأمريكيين الذين يؤمنون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله نادرًا ما يقرأونه.
يتجنب أشخاص كثيرون قراءة الكتاب المقدس؛ لأنهم يعتقدون أنه صعب جدًا لكي يفهموه. لا يعرف الكثيرون ممَّن يؤمنون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله كيف يفسرونه ويطبقونه.
تتطلب قراءة الكتاب المقدس عملًا شاقًا. هل تكون قراءة الكتاب المقدس جديرة بالعمل؟ لماذا يجب علينا أن ندرس الكتاب المقدس؟ يرسم الكتاب المقدس صورًا توضح لماذا هو جدير بدراسته بعناية.
الكتاب المقدس هو سراج
قارنَ داود كلمة الله بسراجٍ: "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي."[4]يرشد الكتاب المقدس سبيل المؤمن.
علَّم المصلحون بمبدأ "الكتاب المقدس وحده". يعني هذا المبدأ أن الكتاب المقدس يتضمن كل المعرفة الضرورية للخلاص والقداسة. هذا لا يعني أننا نستطيع أن نفهم الكتاب المقدس بلا دراسةٍ أخرى. هذا لا يعني أن التقليد أو الدراسة لا تكون هامة. إن هذا المبدأ يعني أن كلمة الله هي السُلطة أو النفوذ النهائي للمؤمن.
كانت المصابيح في إسرائيل القديمة هي مصابيح زيت صغيرة. إنها قدمت فقط نورًا كافيًا لكي تبين خطوة الشخص التالية. إنها لا تكون استعارة ممتازة لدور الكتاب المقدس في الحياة المسيحية. يسأل بعض المسيحيين الله لأجل إرشادهم للمستقبل، لكنهم لا يطيعون ما تخبرهم به كلمة الله بما يفعلونه اليوم. كلمة الله هي سراج. إننا نستطيع أن نجد إرشاد الله لأجل الغد فقط عندما نطيع تعليماته لأجل اليوم.
الكتاب المقدس هو لبن روحي
يقارن الرسول بطرس دراسة الكتاب المقدس برغبة الطفل الحديث الولادة في اللبن.[5]إن الكتاب المقدس هو ضروري للغاية للنمو الروحي. كما أن الطفل يجب أن يتناول اللبن لأجل نموه البدني، كذلك فالمسيحي يجب عليه أن يدرس الكتاب المقدس لأجل نموه الروحي. بدون وجبة منتظمة من كلمة الله، فإننا لن ننمو لنصل إلى النضج الروحي.
الكتاب المقدس حلوٌ كالعسل
يجب علينا كمؤمنين أن نتخذ اتجاه كاتب المزامير الذي قارنَ كلمة الله بالعسل.[6]يكون العسل صحيًا وحلوًا في نفس الوقت. يجب أن تكون كلمة الله سبب سرور وليس عمل روتيني. كالجندي الذي يكون في حربٍ ويفرح عندما يقرأ رسالةً من عائلته، يجب علينا أن نفرح عندما نقرأ الكتاب المقدس الذي هو رسالة الله لأولاده.
عندما يبدأ ولد يهودي في دراسة الناموس، إنه يلمس الحرف الأول أولًا، ثم يغمس إصبعه في العسل لكي يتذوق الحلاوة. إن هذا الدرس العملي يُعلِّم الولد الصغير أن دراسة كلمة الله حلوة.
الكتاب المقدس هو سيف الروح
لقد قال كاتب رسالة العبرانيين: "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ."[7]لقد رأينا أيضًا أن (2 تيموثاوس 3: 16) تُعلِّم أن كل الكتاب هو موحى به من الله. يتكلم العدد التالي عن التأثير العملي لدراستنا للكتاب المقدس: "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ." كانت خدمة الرسل مبنية على الكتاب المقدس، وبنفس الطريقة، تُبنى الخدمة الفعالة اليوم على كلمة الله.
كلمة الله هي سيف الروح الذي بواسطته نصدُّ هجمات إبليس.[8]إنه سلاحنا في المعارك الروحية. عندما واجه يسوع التجربة في البرية، ردَّ على هجمات الشيطان باقتباسه من سفر التثنية.[9]
يقوينا الكتاب المقدس لأجل الانتصار الروحي والخدمة الفعالة. من خلال دراسة الكتاب المقدس، نكون مستعدين للرد على الرأي المزيف، لكي نؤسس شعوب كنائسنا في عقيدةٍ صحيحةٍ، ولكي نخدم خدمة فعالة مؤثرة في العالم الحاضر.
[2]لمزيدٍ من التفاصيل عن وحي الكتاب المقدس، والمعلومات عن القانونية، ودقة الكتاب المقدس، انظر "مقرر الفصل الدراسي الشامل العالمي للخدام والرعاة" بعنوان "المعتقدات المسيحية".
◄ أي عملية تستخدمها حاليًا عند دراسة مقطع كتابي؟ ناقش خطوات محددة تتخذها لكي تجد معنى نص كتابي.
وافقَ ﭽين على أن دراسة الكتاب المقدس هامة. على العموم، هو لم يعرف كيف يدرس الكتاب المقدس. هو احتاج إلى وسيلةٍ للتعمق في كلمة الله. هذا المقرر الدراسي مقصود به أن يقدم وسيلة لأجل دراسة فعالة للكتاب المقدس. تنطبق هذه الخطوات على أنواعٍ كثيرةٍ من دراسة الكتاب المقدس. يمكن للرعاة أن يستخدموا هذه الخطوات في إعدادهم لعظة. كما أن مدرسي الكتاب المقدس يمكنهم أن يستخدموا هذه الخطوات في إعداد دروس الإنجيل. ويمكن للمسيحيين العلمانيين أن يستفيدوا أيضًا من استخدام هذه الدراسة في عقد دراسة متخصصة للكتاب المقدس.
تتضمن الوسيلة المتبعة في هذا المقرر الدراسي ثلاث خطوات:
الملاحظة
في هذه الخطوة، نسأل: "ما الذي أراه في الكتاب المقدس؟" في هذه الخطوة، نلاحظ تفاصيل بقدر المستطاع عن الكتاب المقدس. يحذف كثيرٌ من القرَّاء خطوة "الملاحظة" ويتحركون مباشرةً إلى "التفسير". إننا لا نستطيع أن نفهم بصورةٍ حقيقيةٍ الكتاب المقدس لو لم نكن قد لاحظنا بعنايةٍ ما يقوله. في خطوة "الملاحظة"، إننا نجمع أكبر قدر من المعلومات من نص الكتاب المقدس نفسه. بصفةٍ خاصة، ندرس:
المصطلحات:
عندما ندرس سفر، فإننا نبحث عن كلماتٍ تتكرر من خلال هذا السفر. يستخدم الرسول يوحنا في رسالته الأولى شكلًا من الكلمة "يعرف" أكثر من ثلاثين مرة في خمسة أصحاحات. عند دراسة رسالة يوحنا، يمكننا أن نبدأ بتتبُّع أثر هذه الكلمة من خلال الكتاب. قائمة من المواضع حيث يستخدم يوحنا كلمة "يعرف" سوف تساعدنا أن نبدأ في تفسير رسالته. لكي نفهم رسالة يوحنا، يمكننا أن نسأل: "ما الذي يقوله يوحنا نستطيع أن نعرفه؟" و"ما هي خصائص أولئك الذين يعرفون؟"
البناء
كانت أسفار الكتاب المقدس مبنيةً بعنايةٍ تحت وحي الروح القدس. عندما تدرس سفرًا مثل إنجيل يوحنا، فإنك ستجد أن يوحنا قد نظَّم إنجيله حول سبع "علامات" توضح مَن هو يسوع. عندما نلاحظ بناء الإنجيل، فإن هذا يعطينا فهمًا أفضل عن هدف يوحنا.
الشكل الأدبي
كتب بولس رسائل منظمة تناقش قضيته، مثل محامي يبني حُجَّة للوصول إلى ذروتها. لكي تقرأ رسالة رومية أو رسائل أخرى، فإنك يجب أن تتتبَّع بعنايةٍ منطق الرسول بولس. على النقيض، فإن قصة يونان قصيرة وقد كُتِبَت لكي تصور محبة الله لكل الناس. لكي تقرأها جيدًا، يجب عليك أن تسأل: "ما الذي يجعل هذه القصة عظيمة؟" حينئذٍ، سوف تكون مستعدًا أن تفسر سفر يونان من خلال السؤال: "ماذا تعني تفاصيل هذه القصة؟"
الخلفية
في هذه الخطوة، نسأل أسئلة مثل: "أين كان بولس عندما كتبَ رسالته، رسالة الفرح، إلى الفيلبيين؟" كان في روما، مُنتظِرًا محاكمته وحُكمًا مُحتمَل بالإعدام. "أين كان يوحنا عندما انفتحت السماوات لكي تكشف خطة الله للعصور في سفر الرؤيا؟" كان في المنفى في جزيرة بطمس.
التفسير
في هذه الخطوة، نسأل: "ماذا يعني الكتاب المقدس؟" بعد أن نكون قد جمعنا ملاحظات بقدر الإمكان، علينا أن نبحث عن رسالة الكتاب المقدس. إننا سنتعلم أن نجد الموضوعات الكبيرة التي تربط السفر مع رسالة الأصحاحات والآيات الفردية. إننا نسأل: "ماذا كانت رسالة هذا السفر للقُرَّاء الأصليين؟" ونبحث عن مبادئ شاملة عبر كل العصور وكل الحضارات.
التطبيق
في هذه الخطوة، نسأل: "كيف أُطبِّق الكتاب المقدس على الحياة والخدمة اليوم؟" مثل قُرَّاءٍ كثيرين يحذفون خطوة الملاحظة، كثيرون يتجاهلون التطبيق العملي للكتاب المقدس.
في كتابه، يقترح "هوارد هندريكس" سؤاليْن بخصوص التطبيق:
(1) كيف يعمل الكتاب المقدس لصالحي؟ ينظر هذا إلى تطبيق الكتاب المقدس في حياتي.
(2) كيف يعمل الكتاب المقدس لصالح الآخرين؟ ينظر هذا إلى تطبيق الكتاب المقدس في حياة أولئك الذين أخدمهم.
في إنجلترا، قابلتُ أستاذًا جامعيًا دارسًا بطريقةٍ عميقةٍ لتاريخ الكنيسة. أكاديميًا، هو يعرف الكتاب المقدس بصورةٍ جيدةٍ جدًا؛ شخصيًا، هو شخص "لا أدري" (من طائفة "اللا أدريين"، الذين يعتقدون أن وجود الله وأصل الكون أمورًا لا سبيل إلى معرفتها)، حيث يرفض أي إيمان أو مُعتقَد عن الله أو كلمة الله. يعرف هذا الرجل الكثير عن "الملاحظة" و"التفسير". لسوء الحظ، هو لم يُطبِّق أبدًا حق الكتاب المقدس على حياته.
لقد وصفَ الرسول يعقوب هذا الشخص مثل: "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ."[1]إن صديقي في إنجلترا هو حالة شاذة. على العموم، يوجد أشخاص كثيرون يعرفون ما يقوله الكتاب المقدس، لكنهم يفشلون أن يعيشوا به في الحياة اليومية. يجب أن ينتج عن دراسة الكتاب المقدس الحقيقية تطبيق عملي.
◄ هل يمكن لشخص غير مؤمن أن يفهم معنى الكتاب المقدس؟
إجابة هذا السؤال هي "نعم، لكن بصفة جزئية فقط". في هذا المقرر الدراسي، سندرس عملية لترشد تفسيرنا. سوف تساعدنا هذه الخطوات لنفهم رسالة كلمة الله. حينما تقرأ الكتاب المقدس، فإنه سيكشف لك الحقائق بصورةٍ أكبر.
على العموم، بدون استنارة الروح القدس فإن فهم الشخص سيكون دائمًا محدودًا. لا يمكن أبدًا للدراسة الذهنية وحدها أن تكشف الحقيقة الروحية. لقد كتب الرسول بولس: "لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا."[1]
يمكن لشخصٍ غير مؤمن أن يفهم بعض من رسالة الكتاب المقدس، لكن الحقائق العميقة للكتاب المقدس تُكشَف من خلال استنارة الروح القدس. إن دراسة الكتاب المقدس أكثر من مجرد اكتساب معرفة؛ إنها تتطلب إيمانًا وطاعةً. إلى أن نخضع لسلطان كلمة الله، لا يستطيع روح الله أن يقوم بعمله المُغيِّر في حياتنا. لهذا السبب، يجب علينا أن نفعل شيئيْن عندما ندرس الكتاب المقدس:
(1) يجب أن تكون دراستنا للكتاب المقدس مسبوقة بالصلاة. يجب علينا أن نسأل الروح القدس أن يقود دراستنا. لقد كتب الرسول يعقوب: "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ."[2]
(2) يجب أن تكون دراستنا للكتاب المقدس متبوعة بتجاوبٍ شخصي. إن هدف دراسة الكتاب المقدس هو أكثر من مجرد معلومات ذهنية، لكن الهدف هو تغيير الشخص. لو لم نتغير من خلال دراستنا للكتاب المقدس، فإننا سنكون قد فقدنا الهدف من الدراسة. يأتي هذا التغيير فقط من خلال الروح القدس.
مَثَل يسوع عن الزارع والبذور: "فكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلاً: هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ... أَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ."[3]يوضح هذا المَثَل أنه يمكن أن نسمع كلمة الله دون فهمٍ. إننا نفهم كلمة الله فهمًا كاملًا فقط عندما نفتح قلوبنا إلى صوت الروح القدس.
(1) يشير مصطلح "عِلم التفسير الكتابي" إلى دراسة تفسير الكتاب المقدس.
(2) يقدم الكتاب المقدس صورًا متعددة "لكلمة الله"، مما يوضح أهمية دراسة الكتاب المقدس.
الكتاب المقدس هو سراج. إنه يرشدنا في طريقنا اليومي.
الكتاب المقدس هو لبن روحي. إنه ضروري للنمو الروحي.
الكتاب المقدس حلوٌ كالعسل. دراسة كلمة الله هي سرور.
الكتاب المقدس هو سيف الروح. إنه يقوينا لأجل الانتصار الروحي والخدمة الفعالة.
(3) توجد ثلاث خطوات في عملية دراسة الكتاب المقدس.
الملاحظة: ما الذي أراه في الكتاب المقدس؟ في هذه الخطوة، أبحث عن:
المصطلحات.
البناء.
الشكل الأدبي.
الخلفية.
التفسير: ماذا يعني الكتاب المقدس؟
التطبيق: كيف أطبق الكتاب المقدس على الحياة والخدمة اليوم؟ أنا أسأل:
كيف يعمل الكتاب المقدس لصالحي؟
كيف يعمل الكتاب المقدس لصالح الآخرين؟
(4) تتطلب القوة الروحية في التفسير أكثر من مجرد معرفة ذهنية. إنها تتطلب قوة الروح القدس.
يجب أن تكون دراستنا للكتاب المقدس مسبوقة بالصلاة.
يجب أن تكون دراستنا للكتاب المقدس متبوعة بتجاوبٍ شخصي.
واجب الدرس
لكي تبدأ عملية التفسير، اختَر واحدًا من المقاطع الكتابية التالية:
تثنية 6: 1-9
يشوع 1: 1-9
متى 6: 25-34
أفسس 3: 14-21
كولوسي 3: 1-16
إننا سندرس هذا المقطع الكتابي من خلال المقرر الدراسي. لأجل الدرس الأول، اقرأ هذا المقطع الكتابي بعنايةٍ. دوِّن ملاحظات في ثلاثة موضوعات:
(1) الملاحظة: دوِّن تفاصيل كثيرة بقدر ما تستطيع عن المقطع الكتابي الذي اخترته. اعتمادًا على هذا المقطع الكتابي، فإن تفاصيلك سوف تختلف. إليك بعض الأسئلة التي من الممكن أن تساعدك:
"أين حدثت الأحداث المسجلة في هذا المقطع الكتابي؟"
"مَن هم الأشخاص في هذا المقطع الكتابي؟"
"ما الذي يوصي به هذا المقطع الكتابي؟"
"ما هي الكلمات المتكررة في هذا المقطع الكتابي؟"
(2) التفسير: في جملتين أو ثلاث، قُم بتلخيص الرسالة الأساسية للمقطع الكتابي.
(3) التطبيق: دوِّن وسيلتين أو ثلاث بها تستطيع أن تُطبِّق هذا المقطع الكتابي على حياتك وخدمتك.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.