بعض أنواع القراءة هي عديمة الأهمية، مثلما نقرأ قصة لكي نقضي الوقت خلال رحلة طيران طويلة. والبعض الآخر ذو أهمية أقل، مثلما نقرأ الجريدة لكي نكون على درايةٍ بعالمنا. لكن أنواع أخرى من القراءات ذات أهمية أبدية، مثلما نقرأ الكتاب المقدس لكي نسمع صوت الله. لقد كتب بولس أن الكتاب المقدس موحى به من الله، ونافع للتعليم، والتوبيخ، والتقويم، والتأديب الذي في البر.[1]لهذا السبب، إننا نقرأ الكتاب المقدس بعنايةٍ، مستمعين إلى قول الله.
لقد قُمنا في الدرس الثاني بوضع ملاحظات على آياتٍ فرديةٍ. وسنقوم في هذا الدرس بدراسة مقاطع كتابية أكبر، ربما تكون فقرات، أو أصحاحات، أو سفر كامل. في القصة التاريخية، ربما يكون المقطع الأكبر هو سفر كامل. في الأناجيل، ربما ندرس مَثَلًا، أو معجزة، أو عظة. في الرسالة، ربما يكون المقطع الأكبر هو وحدة تركز على موضوعٍ وحيد.
لم يكن الكتاب المقدس في الأصل مقسمًا إلى أصحاحاتٍ وآياتٍ. في القرن الثالث عشر، قسَّم ستيفن لانجتون الكتاب المقدس إلى أصحاحات لكي يُسهِّل عملية الدراسة. في القرن السادس عشر، طبع روبرت إستيين كتابًا مقدسًا مقسمًا إلى آياتٍ. يساعدنا تقسيم الأصحاحات والآيات على دراسة الكتاب المقدس. لا تسمح لتقسيمات الأصحاح أن تسيطر على دراستك، بل اتبع التقسيم الطبيعي للنص في فقراتٍ منطقيةٍ.
في هذا الدرس، سندرس فقرة كتابية هي: (نحميا 1: 4-11). هذا هو نموذج لدراستك في المستقبل. إننا سنتعلم طرق عديدة لندرس فقرة. اِدرك أن ليس كل نوع من الدراسة يتناسب مع كل سفر. سيمدك هذا الأصحاح بصندوقٍ من الأدوات كي تستخدمها. عندما تدرس سفرًا، فإنك ستحتاج أن تقرر "أي أداة هي الأفضل لهذا السفر؟"
عندما ندرس فقرة، نحتاج أن نحدد القرينة التي وقعت فيها هذه الفقرة. يوجهنا (نحميا 1: 4) إلى بداية هذا الأصحاح. "فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ ...." إن هذا يتطلب منَّا النظر إلى الآيات السابقة.
يقدم لنا (نحميا 1: 1) قرينة سفر نحميا. "كَلاَمُ نَحَمْيَا بْنِ حَكَلْيَا: حَدَثَ فِي شَهْرِ كَسْلُو فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ، بَيْنَمَا كُنْتُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ." أعطانا الدرس الثاني أسئلة لنسألها عند دراسة هذه الآية.
مَن؟ "نَحَمْيَا بْنِ حَكَلْيَا." نجد نحميا آخر مذكور لاحقًا في هذا السفر في (نحميا 3: 16) اسم العائلة "بن حكليا" يوضح لنا إلى أي نحميا يشير هنا.
متى؟ "في شَهْرِ كَسْلُو فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ." نعلم من قاموس الكتاب المقدس أن الشهر العبري "كسلو" يعادل شهر نوفمبر إلى ديسمبر. لا تخبرنا "في السنة العشرين" الكثير؛ لأننا لا نعرف إذا كان الكاتب يقصد السنة العشرين من حياة نحميا، أم السنة العشرين من حدث ما تاريخي، أم أي مرجعٍ آخر. في هذه النقطة، يتعين علينا أن نضع علامة استفهام بجانب هذه الجملة. في (نحميا 2) سنعلم الإجابة: "فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ." يبدأ نحميا في نوفمبر / ديسمبر في السنة العشرين لحُكم أرتحشستا الملك.
أين؟ كان نحميا "فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ." من خلال قاموس أو أطلس الكتاب المقدس، نستطيع أن نعلم أنه كان يوجد قصران في فارس. القصر الصيفي الكائن في "إيك - باتانا"، والقصر الشتوي، القصر الفخم، الكائن في "شوشن". يبدأ السفر بينما كان نحميا مع الملك أرتحشستا في القصر الشتوي في شوشن.
إذا كنت تدرس نصًا على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، سيكون من المفيد لك أن تعيد شكل الفقرة لتوضح العلاقة بين كل جملة. ستبدو هذه الفقرة كالتالي:
كلمات نحميا بن حكليا. الآن حدثَتْفي شهر كسلو،في السنة العشرين،عندما كنتُ في شوشن القصر.
تخبرنا الآية الأولى بمكان وزمان سفر نحميا، كما توضح لنا الآيتان الثانية والثالثة مكان صلاة نحميا. بينما كان نحميا في شوشن القصر: "جَاءَ حَنَانِي، وَاحِدٌ مِنْ إِخْوَتِي، هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ يَهُوذَا." لقد سألهم نحميا عن شيئيْن.
تعتمد الملاحظات الخاصة بك في فقرة على أسلوب المقطع الكتابي. تتضمن القصة التاريخية أسئلة "مَن، وماذا، وأين". بينما يتضمن المقطع العقائدي أسئلة متعلقة بالتعليم.[1]
(نحميا 1: 5-11) هي صلاة، تشتمل صلاة نحميا على الآتي:
شكر إلى "الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ."
توسل مبني على وعد الله الذي يقول: "إِنْ رَجَعْتُمْ إِلَيَّ... فَمِنْ هُنَاكَ أَجْمَعُهُمْ وَآتِي بِهِمْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي اخْتَرْتُ لإِسْكَانِ اسْمِي فِيهِ."
في هذه المرحلة يكون من المهم أن نلاحظ تفاصيل غير عادية في المقطع الكتابي. تُتبَع صلاة نحميا بتفصيلٍ متعلق بسيرةٍ ذاتيةٍ: "لأَنِّي كُنْتُ سَاقِيًا لِلْمَلِكِ." للوهلة الأولى، يبدو ذلك أنه غير هام، لكن هذه المعلومة ستصبح هامة عندما تتضح القصة وتظهر للعيان.
إذا درسنا تعبير "ساقي" في قاموس الكتاب المقدس، فإننا نعرف أن الساقي كان أكثر من مجرد خادم، هو كان ضابطًا ذا رتبة عالية وموثوقًا به ثقة كاملة من قِبَل الملك.[2]
من علاقات عامة إلى محددة
تبدأ العديد من الفقرات بنظرةٍ عامةٍ، التي تتطور بعد ذلك إلى تفاصيلٍ محددةٍ. تدعم هذه التفاصيل البيان العام بشرحٍ أكثر.
نجد هذه العلاقات شائعة في رسائل بولس. تُناقض (غلاطية 5: 16) الحياة في الروح مع الحياة في الجسد. "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ." حينئذٍ يُدعَّم البيان العام بسلسلةٍ من الأمور المحددة. (غلاطية 5: 19-21) تُعرِّف أعمال الجسد، و(غلاطية 5: 22-23) تُعرِّف ثمار الروح.
تتَّبع بعض القصص نموذج "من عام إلى محدد". يتَّبع (تك 2،1) هذا النموذج، منتقلًا من بيانٍ عام إلى تفاصيلٍ محددة. يأتي هذا في ثلاث خطوات:
(تكوين 1: 3-31) يعطي تفاصيل أكثر عن الخليقة. في اليوم الأول، خلق الله النور؛ في اليوم الثاني، فصل الله بين المياه والجَلد، إلخ.
(تكوين 2) أكثر تحديدًا. تنتقل القصة من الخلق العام للعالم إلى خلق محدد للإنسان. تضيق القصة من العالم كله إلى مكانٍ محددٍ – جنة عدن. حتى إن الاسم الخاص بالله يتغير. فيستخدم (تكوين 1) اسم "الله"، الاسم الشامل للقوة. بينما يستخدم (تكوين 2) اسم "الرب الإله"، اسم شخصي يُظهِر علاقته الحميمة مع آدم وحواء.[3]
ينتقل هذا النموذج عادةً من عامٍ إلى محددٍ. في بعض الأحيان يكون الترتيب معكوسًا، فينتقل من محددٍ إلى عامٍ. في (1 كورنثوس 13)، يعطي بولس خصائص المحبة في الأعداد من 1-12. ينتهي الأصحاح ببيانٍ عام يلخص تعليم بولس: "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ."
مقاطع السؤال والجواب
عندما تبدأ فقرة بسؤال، فينبغي أن تُقرأ باقي الفقرة في ضوء السؤال الافتتاحي. نجد هذا البناء شائعًا في رسالة رومية. لهؤلاء الذين جادلوا أن النعمة تُصرِّح بأسلوب حياةٍ آثمٍ، يسأل بولس: "فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟" حينئذٍ هو يُظهِر أن نعمة الله تُمكِّن المؤمن من النصرة على الخطية: "حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟"[4]
يستخدم إنجيل مرقس هذا البناء مرارًا وتكرارًا. في (مرقس 2: 1 – 3: 6)، نجد خمسة أحداث تبدأ بأسئلة. أربع مرات، يسأل المعارضون أسئلةً. في كل مرة، يرد يسوع بدفاعٍ. في نهاية الحادثة، يسأل يسوع سؤالًا لم يستطِع الفريسيون أن يردوا عليه. لاحظ كيف يقدم ذلك بناءً لهذا القسم الكبير. بدون ذلك، فسوف نقرأ خمس قصص متفرقة. عندما نرى شكل البناء من خلال الأسئلة والإجابات، نجد أن الخمس قصص تقدم اختبارًا واحدًا عن سلطان ابن الإنسان.
شفاء المفلوج (مرقس 2: 1-12)
السؤال: "مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟"الجواب: يُظهِر يسوع سلطانه من خلال شفاء المفلوج.
تعرض الأناجيل مرارًا كثيرة حوارًا بين يسوع ومَن حوله. نكتسب فهمًا أفضل من تعليم يسوع من خلال سؤالنا أسئلة مثل:
مَن الذين شاركوا في الحوار؟
مَن هم المشاهدون الذين يستمعون إلى المحادثة؟ كيف يردُّون؟
ما الصراع أو الموقف الذي يوحي به الحوار؟
يوضح (متى 21: 23-22: 46) مجموعة من الحوارات بين يسوع ومعارضيه. سألَتْ كل مجموعة منهم أسئلةً بنيَّة إيقاع يسوع في فخٍ.
أولًا، شكك القادة الدينيون في سلطانه (متى 21: 23-46).
اتحد الفريسيون والصدوقيون (الأعداء اللدودون) معًا كي يوقعوا يسوع في فخٍ بسؤاله عن الضرائب (متى 22: 15-22).
سأل الصدوقيون (الذين لم يؤمنوا بالقيامة) سؤالًا عن الزواج بعد القيامة (متى 22: 23-32).
حاول الفريسيون مرةً أخرى بسؤالٍ عن الوصايا (متى 22: 34-40).
أخيرًا، أنهى يسوع المواجهة بأن سألهم سؤالًا لم يستطيعوا إجابته (متى 22: 41-46).
لقد شاهد الجمع كيف حاولت كل مجموعة أن تدبر مكيدةً ليسوع، ورأوا يسوع يُسكِت كل سائلٍ. "فَلَمَّا سَمِعَ الْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ."[5]
نرى أهمية الحوار في سفر أيوب. يتضمن هذا السفر محادثات بين الله والشيطان، وبين أيوب وأصدقائه، وبين أيوب والله.
يتكون سفر حبقوق بأكمله من حوارٍ بين النبي والله. يُبنَى هذا السفر كالتالي:
يسأل حبقوق: لماذا يصفح الله عن خطية يهوذا (1: 1-4).
يجيب الله: بابل سوف تهزم يهوذا (1: 5-11).
يسأل حبقوق: كيف سيستخدم الله بابل الشريرة كي يحكم على يهوذا (1: 12-2: 1)؟
يجيب الله: يجب أن يعيش حبقوق بالإيمان في مواعيد الله (2: 2-20).
الأسلوب العاطفي
يشير الأسلوب العاطفي إلى العواطف التي يُعبِّر عنها الكاتب. الكتاب المقدس أكثر من مجرد معلوماتٍ نظريةٍ؛ إنه قصة العلاقة بين الله الحي والإنسان الذي خلقه. مثل علاقة حميمية تشمل عاطفة. يعير القُرَّاء المهتمين انتباههم إلى عواطف الكاتب.
لكي تجد أسلوبًا عاطفيًا في فقرة، لاحظ كلمات تحمل عاطفة (فرح، سخرية، بكاء، إلخ)، أو علاقة (أب، ابن، ابنة، إلخ). استمع إلى روح الكاتب والشخصيات الموجودة في القصة.
◄ اقرأ (فيلبي 1: 1-8)، ثم (غلاطية 1: 1-9). ما الأسلوب العاطفي لكل مقطع كتابي؟ من خلال هذه المقدمات، ماذا يمكنك أن تستنتج بخصوص علاقة بولس مع كنيسة فيلبي، ومع الكنائس في غلاطية؟
[1]أغلب هذه المادة مأخوذة من الفصل الثالث من كتاب استيعاب كلمة الله لمؤلفيْه سكوت دوﭭـال ودانيال هايز.
[2]ﭽيه. دي. دوجلاس. قاموس الكتاب المقدس الحديث الإلكتروني. هويتون: تيندال هاوس، 1982.
[3]الاسم العبري "إيلوهيم" يترجم "الله" في الترجمات الإنجليزية للكتاب المقدس: هو شامل، كلي العظمة. الاسم العبري "يهوه" يترجم "الرب" في الترجمات الإنجليزية للكتاب المقدس: هو اسم شخصي، أُعلِن عنه في خروج 3: 14.
عندما نقرأ سفرًا كاملًا، فإننا نبحث عن البناء والموضوعات الرئيسية للسفر. بنود يجب ملاحظتها في هذه المرحلة، تشمل الآتي:
أشياء مُركَّز عليها (في بؤرة التركيز)
يمكننا أن نجد ما هو مُركَّز عليه في سفرٍ ما من خلال ملاحظة:
مقدار المساحة
مقدار المساحة التي يعطيها سفر لموضوعٍ رئيسي توضح في الغالب الأمر المهم بالنسبة للكاتب. نجد أن سفر التكوين يدرس أربع شخصيات (إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، ويوسف) في الأصحاحات من الثاني عشر إلى الخمسين. يمكن مقارنة ذلك بأحد عشر أصحاحًا فقط تغطي قصة الخليقة، والسقوط، والفيضان، وبرج بابل. إن ملاحظة هذا التفصيل في مرحلة الملاحظة يجهزنا لكي نسأل "لماذا؟" في مرحلة التفسير.
عندما نقرأ سفر نحميا، نلاحظ أن الصلاة تأخذ مكانًا مركزيًا في السفر. في كل منعطفٍ مهم في حياة نحميا، هو صلَّى. بهذه الملاحظة، نكون مستعدين لفهم شخصية نحميا بصورةٍ أفضل.
الهدف المُعلَن
يخبرنا الكاتب في بعض الأسفار بهدف الكتابة. تبدأ أصحاحات سفر الأمثال ببيانٍ طويل عن هدف سليمان في كتابة هذه المجموعة من الحكمة.[1]يُصرِّح إنجيل يوحنا بهدفه: "وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ."[2]
ترتيب المادة
في القصص التاريخية، ترتيب المادة ربما يوضح هدف الكاتب. يخبرنا (2 صموئيل 1-10) قصة حُكم داود المنتصر. يسجل الأصحاح الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني خطية داود مع بثشبع. من هذه النقطة، يتتبَّع سفر صموئيل الثاني آثار المشكلات التي حلَّت بممكلة داود. يوضح كاتب سفر صموئيل الثاني أن هذه المشكلات هي حُكم الله على خطية داود.
ينقسم سفر نحميا إلى ثلاثة أقسام كبيرة. في (نحميا 1-6)، يبني نحميا أسوار المدينة. ويُدوِّن (نحميا 7-12) قائمة المسبيين الذين عادوا من أورشليم، ويحكي قصة تجديد العهد. ويعالج في (نحميا 13) المشكلات التي تحدث بعد العودة الثانية لنحميا إلى أورشليم. يوضح هذا الترتيب أن إعادة البناء المادي للأسوار لم يكن كافيًا؛ تطلَّب يهوذا نهضة روحية لكي يعالج المشكلات التي أدت للسبي.
أشياء مكررة
التكرار طريقة أخرى يستخدمها الكاتب في تركيز المادة.
مصطلحات أو جُمل مكررة
تتكرر كلمة "اذكر" طوال سفر نحميا. يسأل نحميا الله: "اذْكُرِ الْكَلاَمَ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ مُوسَى عَبْدَكَ."[3]عندما يُهدَّد شعب أورشليم، يطلب نحميا منهم: "اذْكُرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ."[4]يصلي نحميا ثلاث مرات أن يتذكره الله ويتذكر أمانته. التذكُّر أمر هام بالنسبة لنحميا؛ ما قد فعله الله في الماضي يمنح ثقة في أمانته في المستقبل.
◄ اقرأ (مزمور 119: 1-32). تستخدم كل آية تعبيرًا يشير إلى كلمة "الله". من خلال هذا، ضع قائمة توضح ما آمن به كاتب المزامير عن أهمية كلمة الله.
إعادة ظهور شخصيات
يظهر برنابا مرةً أخرى عند نقاطٍ محوريةٍ من خلال سفر أعمال الرسل. في كل مرة يظهر برنابا، يظهر بلقبه "ابن الوعظ."[5]يُحضِر برنابا شاول إلى الرسل، ويشهد بحقيقة تغيير شاول.[6]يبني برنابا الكنيسة في أنطاكية مع شاول.[7]على الرغم من شكوك بولس، يقوم برنابا بتشجيع يوحنا مرقس غير الناضج.[8]الظهورات المتكررة لبرنابا في سفر أعمال الرسل تُظهِر كيف أن الكنيسة الأولى تمَّمت إرسالية يسوع في تلمذة مؤمنين.
أحداث أو ظروف مكررة
يتضمن سفر القضاة مجموعة من القصص التي توضح انحدار حالة إسرائيل من انتصاراتٍ بقيادة يشوع إلى فوضى اجتماعية. دورة متكررة سبع مرات التي فيها "عمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب،" وكانوا منهزمين أمام أعدائهم. في كل مرة أقام الله قاضيًا قام بإنقاذهم. توضح هذه القصة المتكررة الانحدار المنتظم للأمة.
تغيير الاتجاه
"تغيير اتجاه" هو تغيير في تركيز كاتب. على سبيل المثال، يتغير اتجاه رسائل بولس غالبًا نحو منتصف السفر. تبدأ رسالة أفسس بالتركيز على ما قد فعله الله لأجل شعبه، بينما يركز النصف الثاني من الرسالة على ما يجب على شعب الله أن يفعلوه في طاعتهم لله.
في (أفسس 1-3)، أفعال وصفية توضح ما قد فعله الله لأجل شعبه. الله قد:
باركنا (1: 3).
اختارنا (1: 4).
عيَّننا سابقًا (1: 5).
جعلنا مقبولين في المحبوب (1: 6).
بدايةً عند (أفسس 4: 1)، يخاطب بولس مسئولية المؤمن كي يعيش في حالةٍ جديرةٍ بعمل الله للفداء من أجله. في (أفسس 4-6)، نجد كثيرًا من الأفعال في صيغة الأمر. يأمرنا بولس أن:
نتكلم بالصدق (4: 25).
لا نحزن الروح القدس (4: 30).
نسلك بالمحبة (5: 2).
نسلك بالتدقيق (5: 15).
نكرم الأب والأم (6: 2).
نلبس سلاح الله الكامل (6: 11).
يمكن أن نرى "تغيير الاتجاه من الابتهاج بما قد فعله الله لأجلنا إلى كيف يجب أن نعيش طبقًا لنعمته" من خلال الأفعال. ملاحظة مثل هذه التغييرات بعناية يجهزنا أن نفسر بطريقةٍ صحيحةٍ رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس.
البناء الأدبي
بينما توجد معانٍ مختلفة كثيرة يمكن بواسطتها تنظيم سفر ما، توجد ثلاثة أنواع من البناء الأدبي يسهُل علينا أن نتعرف عليها.[9]في فصلٍ لاحقٍ، سندرس البناء الأدبي بشكلٍ أكثر تفصيلًا.
بناء السيرة الذاتية:
تُنظَّم الأسفار التاريخية غالبًا حول شخصياتٍ محوريةٍ. تحديد البناء يوضح النمط العام للسفر.
(تكوين 12-50): أربعة أشخاص عظماء
أبواب
الشخص
(12-25)
إبراهيم
(25-26)
إسحق
(27-36)
يعقوب
(37-50)
يوسف
يتتبَّع سفرا صموئيل الأول والثاني قيام وسقوط أول ملكيْن لإسرائيل – شاول وداود.
(صموئيل الأول والثاني): أول ملوك إسرائيل
أبواب
الشخص
(1 صم 1-8)
صموئيل
(1 صم 9-12)
قيام شاول
(1 صم13-31)
سقوط شاول وقيام داود
(2 صم 1-10)
نجاحات داود
(2 صم 11-24)
صراعات داود
البناء الجغرافي
تقدم الجغرافيا بناءً لبعض الأسفار. سيساعدك أطلس الكتاب المقدس أن تحدد بناء هذه الأسفار.
(خروج): رحلات إسرائيل
مقطع
موقع
(1: 1-3: 16)
إسرائيل في مصر
(13: 17-18: 27)
إسرائيل في الصحراء
(19-40)
إسرائيل عند جبل سيناء
كلَّف يسوع تلاميذه ليكونوا شهوده "فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ."[10]يتتبَّع سفر أعمال الرسل تتميم الكنيسة الأولى لهذه الإرسالية.
(أعمال الرسل): يصل الإنجيل إلى العالم
مقطع
موقع
(1-7)
أورشليم
(8-12)
اليهودية والسامرة
(13-28)
أقصى الأرض
البناء التاريخي أو المُرتَّب ترتيبًا زمنيًا:
تُبنَى بعض الأسفار حول أحداثٍ تاريخيةٍ محوريةٍ، عادةً في ترتيبٍ زمني. يقدم تحديد هذه الأحداث نظرةً شاملةً للسفر.
يتتبَّع سفر يشوع غزو واحتلال كنعان. يتَّبع بناء سفر يشوع الأحداث الرئيسية للغزو.
عبور كنعان (1-5).
أسْر أريحا (6).
الهزيمة أمام عاي (7-8).
تجديد العهد في شكيم (9).
الحملة الجنوبية (10).
الحملة الشمالية (11-12).
تقسيم واحتلال الأرض (13-23).
تجديد العهد في شكيم (24).
لقد دوَّن يوحنا الهدف من كتابة إنجيله في نهاية السفر. "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ."[11]لقد نُظِّم إنجيل يوحنا حول سبع معجزات تتمم قصده. تقدم السبع آيات بناءً للسفر بأكمله:
إلى هذه النقطة، قد لاحظنا تفاصيلًا عن آياتٍ منفردةٍ، وفقراتٍ أكبر، وأسفارٍ كاملةٍ. الخطوة النهائية في مرحلة الملاحظة هي أن ننظم الملاحظات في شكل يكون سهلًا للاستخدام. أحد أفضل الطرق للقيام بذلك هو أن نضع المادة داخل جدول موجز. يُبيِّن ذلك لنا الرَبْط بين أجزاءٍ كبيرةٍ للكتاب المقدس. إنه كذلك يقدم ملخصًا واضحًا في الإعداد لأجل مرحلة التفسير من دراسة الكتاب المقدس.[1]
توجد العديد من الطرق المختلفة والمتعددة لكي ننظم هذا الجدول. سوف تعتمد التصنيفات المُتضمَّنة في الجدول على أسلوب المقطع الكتابي الذي تدرسه. في هذا الجزء، سنستخدم أنواع عديدة من الجداول لكي نوضح كيف يمكن للجدول أن يساعدنا في دراسة الكتاب المقدس.
جدولة سلسلة من الأحداث المرتبطة
لقد ذكرتُ سابقًا أن أقسام الأصحاح لا تتوازى دائمًا مع بناء السفر. الجدول المُوضِّح لعلاقة الأحداث، يمكن أن يوضح وحدة سلسلة من الأحداث عبر أصحاحاتٍ متضاعفة. إن هذا في الغالب يُظهِر المقارنات والتضاد بين الأحداث.
يقدم (مرقس 4: 35-5: 42) سلسلةً من أربع معجزات. للوهلة الأولى، تبدو الأحداث أنها غير مترابطة. على العموم، إذا قارنت القصص الأربع، سترى أن القصص تُظهِر التضاد بين نقص إيمان تلاميذ يسوع في العاصفة وإيمان بعض الناس غير المتوقَّعين: إنسان به روح نجس، امرأة نازفة دم، حاكم المجمع. يوضح مرقس أن التلاميذ هم شهود عيان لكل واحدةٍ من هذه القصص للإيمان العظيم. انظر إلى هذه القصص الأربع جنبًا إلى جنبٍ:
أربع معجزات
المعجزة
أشخاص في القصة
دور الإيمان
تهدئة عاصفة
يسوع
التلاميذ
لا يوجد إيمان لدى التلاميذ (4: 40).
شفاء إنسان به روح نجس
يسوع
إنسان به روح نجس
شعب المدينة
التلاميذ (المشاهدون)
الإنسان الذي به روح نجس يعبده (5: 6) ويشهد له (5: 18-20).
شعب المدينة يرفضه (5: 10).
شفاء نازفة دم
يسوع
المرأة
التلاميذ (المشاهدون)
المرأة لديها إيمان وتأخذ المبادرة لتلمسه (5: 34،28)
إقامة ابنة يايرس
يسوع
يايرس وابنته
المنتحبون
بطرس ويعقوب ويوحنا
يايرس لديه إيمان (5: 23)
دورك
جهِّز جدولًا مبنيًا على (متى 13: 1-23).
(1) اقرأ القصة ثلاث مرات.(2) ضع ملاحظات بقدر ما تستطيع.(3) املأ الجدول بالأفكار الرئيسية في المَثَل.
تذكَّر أن الجدول ليس هو الهدف، لكنه أداة تساعدك في دراسة وتطبيق كلمة الله على حياتك. الهدف من دراسة الكتاب المقدس هو التغيير. في دراسة هذا المَثَل، اسأل: "أي نوع من التربة أكون؟ هل أسمح لكلمة الله أن تنتج ثمرًا في حياتي؟"
(متى 13: 1-23) - مَثَل أنواع الأراضي (مَثَل الزارع)
نوع التربة
النمو
معوقات النمو
النتائج
الطريق.
عديمة النمو – تُخطَف البذرة بعيدًا.
نقص فهم الحق. التربة جافة جدًا.
غير مثمرة.
دورك
اقرأ (مرقس 5: 21-43). هي قصة تتضمن معجزتيْن. قصة المرأة نازفة الدم التي تقاطع قصة يايرس وابنته. ما هي المقارنات والتضاد بين هاتيْن القصتيْن؟ البناء يشبه ذلك:
يمكن أن يساعدك الجدول في تلخيص سفرًا بأكمله. إنه يُظهِر الصورة الكبيرة للسفر. لكي تعدّ جدولًا، اقرأ السفر كله عدة مرات. ابحث عن الأقسام الكبيرة. عندما تقرأ، ضع خطًا تحت الكلمات المتكررة، والأسئلة والأجوبة، والعلاقات الأخرى التي توضح بناء السفر.
دراسة رسالة بطرس الأولى - تشجيع القديسين المتألمين
الخلاص (1: 1-2: 10)
الخضوع (2: 11-3: 12)
الألم (3: 13-5: 11)
امتيازات الخلاص (1: 2-12)
ثمار الخلاص (1: 13-25)
عملية الخلاص (2: 1-10)
في الدولة (2: 13-25)
في العائلة (3: 1-12)
كمواطن (3: 13-4: 6)
كمؤمن (4: 7-19)
كراعٍ (5: 1-11)
مصير المؤمن
واجب المؤمن
انضباط المؤمن
ثلاثة الأقسام الكبيرة لرسالة بطرس الأولى مترابطة معًا. لا يمكننا أبدًا أن نفهم الألم (3: 13-5: 11) إذا لم نكُن قد خضعنا لإرادة الآب (2: 11-3: 12)، ولا يمكننا أبدًا أن نخضع لإرادة الآب إذا لم نكُن قد تعرَّفنا على قوته المُخلِّصة (1: 1-2: 10).
دورك
جهِّز جدولًا عن رسالة أفسس. سيساعدك هذا الجدول أن تتتبَّع أربعة موضوعات في رسالة بولس، اسأل:
[1]تعتمد هذه المادة على كتاب الحياة من خلال الكتاب لمؤلفه هوارد هندريكس (شيكاغو: مودي للنشر)، فصول 24-25.
الدرس الثالث النقاط المفتاحية
(1) واصل عملية الملاحظة من خلال دراسة فقرة، وحينئذٍ سفر كامل. لم يكن الكتاب المقدس في الأصل مقسمًا إلى أصحاحاتٍ وآياتٍ. يجب عليك أن تتأكد أنك تتَّبع التقسيم الطبيعي للنص في دراستك.
(2) عند قراءة فقرة، ابحث عن الآتي:
من علاقات عامة إلى محددة.
مقاطع السؤال والجواب.
الحوار.
الأسلوب العاطفي.
(3) عند قراءة سفر كامل، ابحث عن الآتي:
أشياء مُركَّز عليها. يمكن للكاتب أن يركز على الآتي:
مقدار المساحة.
الهدف المُعلَن.
ترتيب المادة.
أشياء مكررة:
مصطلحات أو جُمل مكررة.
شخصيات مكررة.
أحداث أو ظروف مكررة.
تغيير الاتجاه.
البناء الأدبي.
بناء السيرة الذاتية.
البناء الجغرافي.
البناء التاريخي أو المُرتَّب ترتيبًا زمنيًا.
(4) عمل جدول لجزءٍ من الكتاب المقدس أو لسفرٍ كاملٍ يمكن أن يوضح البناء.
واجب الدرس
في الدرس الأول، لقد اخترتَ مقطعًا كتابيًا لكي تدرسه أثناء هذا المقرر الدراسي. مُتَّبِعًا الخطوات الإرشادية في هذا الدرس، ضع ملاحظات كثيرة بقدر الإمكان عن النص الكتابي الذي اخترته. تذكَّر أنك لا تفسر الآية أو تجهز مخطط عظة. إنك ببسطة تبحث عن تفاصيل في المقطع الكتابي. لو أنه مفيد، جهِّز جدولًا يلخص ملاحظاتك. إذا كنت تدرس في مجموعة، شارك بملاحظاتك في جلستكم التالية.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.