بعض القادة لديهم حدود في تطوُّرهم. قد تمنع هذه القيود القائد من الترقية إلى مناصب أعلى، أو قد تمنعه من القيام بعمل جيِّد في منصبه الحاليِّ.
في ما يلي بعض الأمثلة لقادة خياليِّين لديهم قيود في قيادتهم.
يعاني كارل من مشكلات شخصيَّة (مثل الأمور الماليَّة أو العلاقات الأسريَّة) لا يمكنه حلَّها. لذا لا يستطيع التركيز على المنظَّمة بسبب هذه المشكلات. غالبًا ما تقاطع أزمات البيت عمله.
بدلاً من أن يقود، يلوم ويليام الآخرين على الإخفاقات في مؤسَّسته، وينتظر أن يتَّخذ الآخرون القرارات التي يجب أن يتَّخذها، ويعتقد أنَّه ليس مسؤولاً عن جعل المنظَّمة تنجح. ويفسِّر هذا بأنَّ فشل منظَّمته ناتج عن عوامل لا سيطرة له عليها.
سالي غير راغبة في تطوير نفسها، وتنكر عيوبها، وتغضب من أيِّ تشكيك في كفاءتها.
[1]مارتن راضٍ عن مؤسَّسته، ولا يرى ضرورة للتحسين، ولن يفكِّر في أيِّ تغييرات. سوف تصبح منظَّمته غير فعَّالة مع التغيُّر الذي يحدث في العالم.
يعتقد رونالد أنَّه القائد الوحيد الذي تحتاجه المنظَّمة. كما يتوقَّع من الجميع أن يتبعوا توجيهاته ببساطة. لا يريد أن يكون هناك فريق ليساعده. يريد فقط مساعدين. ولا يفهم لماذا لا يساعده الناس أكثر.
بدأ إلفيس المنظَّمة كطريقة لإفادة نفسه وإظهار عظمته الشخصيَّة. ولا يخطِّط أن تكون الشركة رائعة من دونه.
بول لديه شخصيَّة ضعيفة. عندما يكون تحت الضغط، فإنَّه يقدِّم وعودًا لا يستطيع الوفاء بها، وينفق الأموال التي التزم بها لشخص آخر، ويفوِّت المواعيد، ويكذب. يشعر فريقه أحيانًا بالحرج من سمعته.
سرعان ما يصل هؤلاء القادة إلى حدود إمكاناتهم. لن يقدروا أن يقودوا بشكل أفضل حتَّى يواجهوا ويزيلوا قيودهم الشخصيَّة. إذا كانوا غير مستعدِّين للتغيير، فلا يمكن لمنظَّماتهم أن تتحسَّن حتَّى يُفصَلوا هؤلاء القادة.
◄ بالنظر إلى كلٍّ من القادة الوهميِّين المذكورين أعلاه، اطرح هذا السؤال: "كيف يجب أن يتغيَّر _______ قبل أن تتمكَّن مؤسَّسته من التحسُّن؟"
[1]"لن أخاف من أيِّ جيش من الأسود يقوده خروف، لكنَّني أخاف من جيش من الخراف يقوده أسد". -الإسكندر الأكبر
شاول - زعيم محدود
بدأ شاول وضعه بشكل جيِّد كملك على إسرائيل. كان متواضعًا واعتبر نفسه غير مناسب لهذا المنصب. حتَّى أنَّ بعض الناس رفضوا الاعتراف به كملك.
بعد الانتصار العسكريِّ الأوَّل لشاول، أراد بعض الناس قتل الأشخاص الذين رفضوا شاول في البداية. قال شاول إنَّ الله هو الذي أعطى النصرة وإنَّ هذا لم يكن وقت الانتقام. من المحزن أنَّه لم يحافظ على هذا الموقف لفترة طويلة.
سرعان ما عصى شاول الله. وعندما واجهه النبيُّ، ألقى شاول باللوم على الشعب بدلاً من تحمُّل المسؤوليَّة كقائد (1 صموئيل 15: 21). أخبر النبيُّ شاولَ بأنَّ الله سيمنح المملكة لشخص مطيع.
طوال فترة حكم شاول، كان يستميت في التمسُّك بالسلطة. لم يتب ولا حاول أن يستعيد فضل الله أبدًا. لم يقبل أبدًا حقيقة أنَّ الله سيرسل من يحلُّ محلَّه. لو تاب، لكانت روحه قد نالت الخلاص. كان بإمكانه أن يخدم كملك حتَّى يجلب الله البديل، وكان سينتهي بشرف. ينهي بعض القادة القدامى وطويلي الأمد مسيرتهم من دون شرف بسبب التوجُّه الذي يكون لديهم في سنواتهم الأخيرة، إذ يقاتلون من أجل مناصبهم عندما لا يعودون قادرين على القيادة بشكل جيِّد.
قال شاول في يوم من أيَّام المعركة: "مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزًا إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي" (1 صموئيل 14: 24). كان الأمر غير حكيم، لأنَّه بعد ساعات من القتال كان الجميع منهكين. كما يظهر الأمر أيضًا تركيزه على ذاته. في رأيه، كانت المعركة من أجله شخصيًّا.
كان شاول يشعر بعدم الأمان لدرجة أنَّه لم يستطع الاعتراف بخطئه. كاد أن يعدم ابنه يوناثان لأنَّه عصى أمرًا دون علمه، على الرغم من أنَّ تصرُّفات جوناثان حقَّقت نصرًا عظيمًا.
في حرب أخرى، كان شاول ينتظر أن يأتي صموئيل ويقدِّم ذبيحة عامَّة ويصلِّي طالبًا معونة الله. ومرَّت الأيَّام وغادر كثير من رجال شاول خوفًا. فقرَّر شاول أن يقِّدم الذبيحة بنفسه، على الرغم من أنَّ الكاهن فقط هو المخوَّل له من الله أن يقدِّمها. خلال أداء طقوس الذبيحة وصل صموئيل. فوبَّخ شاول، لكن شاول حثَّه على إنهاء المراسم حتَّى لا يشعر الناس بوقوع مشكلة ما (1 صموئيل 15: 30). كان شاول مهتمًّا برأي الجمهور أكثر من اهتمامه باستحسان الله.
كان شاول يغار من نجاح الآخرين، وخاصَّة نجاح داود. قضى كثيرًا من وقته وأنفق كثيرًا من موارده في مطاردة داود، على الرغم من أنَّ داود لم يؤذه.
كان شكَّاكًا واشتكى من عدم ولاء شعبه. بسبب شكوكه، صدَّق أكاذيب عن الآخرين (1 صموئيل 24: 9). كما أنصت إلى المستشارين الخطأ. اشتكى من أنَّ الجميع ضدّه وأنَّ أحدًا لم يزوِّده بالمعلومات التي يحتاجها (1 صموئيل 22: 8).
كان يوناثان، ابن شاول، مختلفًا جدًّا عن أبيه. أدرك أنَّ داود سيصبح الملك القادم وقَبِلَ هذه الحقيقة. لم يستطع شاول أن يفهم لماذا لم يكره يوناثان داود. كان يوناثان وداود صديقين قويَّين. كان يوناثان يؤمن بالله ممَّا منحه الثقة لتحقيق انتصارات عظيمة حتَّى بعد أن فقد شاول إيمانه. للأسف، قُتلَ يوناثان في المعركة بسبب أخطاء والده.
كان شاول في حالة حرب طوال حياته. كان كلَّما رأى رجلاً قويًّا أجبره على الالتحاق بجيشه (1 صموئيل 14: 52). وهذا يعني أنَّه كان يفرض إرادته باستمرار على الجميع دون الاهتمام بشأن احتياجاتهم. لم يفكِّر أبدًا أنَّه حصل على مساعدة كافية. وقد جعل هذا الناسَ يتجنَّبون شاول.
نرى تباينًا كبيرًا بين شاول وداود. اجتذب داود الأبطال، لكن الناس تجنَّبوا شاول. كان رجال داود يحبُّونه لدرجة أنَّ البعض خاطروا بحياتهم لجلب الماء له من المكان الذي كان يحبُّه. كثيرًا ما اشتكى شاول من أنَّ شعبه لم يكن مخلصًا بما فيه الكفاية، لكنَّه لم يثق في داود، الذي كان مخلصًا تمامًا.
وصفُ جون ماكسويل لمستويات القيادة
[1]وصفَ جون ماكسويل مستويات تأثير القيادة.[2]لا تشير هذه المستويات إلى مستويات المنصب. قد يكون أيُّ شخص في أيِّ منصب في أيٍّ من مستويات التأثير هذه. القائد الجيِّد بشكل استثنائيٍّ سيرتفع عبر هذه المستويات بمرور الوقت، حتَّى لو بقيَ في نفس المنصب.
(1) القيادة من المنصب
قد تبدأ قيادة الشخص بالمنصب. يفترض عديد من الأشخاص الذين يشغلون المناصب أنَّهم لا يحتاجون إلى فعل أيِّ شيء آخر ليصبحوا قادة. إنَّهم لا يدركون أنَّهم بحاجة إلى كسب ثقة شعوبهم. يميل القادة في مناصب محدَّدة إلى الاعتماد على السلطة للحصول على التعاون. قد يعتمدون على حوافز مثل المدفوعات والعقوبات بدلاً من إقناع الناس للاشتراك في أهدافهم. هذا النمط من القيادة شائع، ولكنَّه نادرًا ما يحقِّق أفضل النتائج الممكنة.
يجب أن يُظهِر القائد في منصب جديد أنَّه يفهم تاريخ وثقافة المنظَّمة. ينبغي له ألاَّ يقترح الأفكار ويغيِّر الأشياء دون أن يُظهِر أنَّه يقدِّر ما تم فعله من قبل. يجب أن يُظهِر أنَّه يشارك قِيَم المنظَّمة.
يجب على القائد أن يتأكَّد من أنَّ الناس لديهم ما يحتاجون إليه ليعملوا جيِّدًا في مناصبهم. يجب أن يفعل أكثر ممَّا يتوقَّعون منه أن يفعل من أجل مسؤوليَّات منصبه. يجب عليه إجراء بعض التغييرات التي يعتبرها معظم شعبه جيِّدة.
(2) القيادة بالإذن
يشير هذا المستوى إلى "الإذن" لأنَّ الناس يريدون الآن اتِّباع القائد. لقد وصل القائد إلى هذا المستوى من خلال تطوير العلاقات مع شعبه. إذ أظهر اهتمامًا شخصيًّا بحياتهم، بدلاً من الوظيفة فحسب. إذ يحميهم من سوء المعاملة من قِبَل المنظَّمة. ويجد طرقًا لمساعدتهم على النجاح بصفة شخصيَّة.
(3) القيادة المنتجة
عندما يكون القائد في المستوى الثالث، يتبعه الناس ليس فقط بسبب العلاقة، ولكن بسبب النتائج الجيِّدة. إذ تساعدهم تصرُّفات القائد على تحقيق الأهداف، لذلك يتعاون الناس لأنَّهم يحبُّون ما يحدث من خلاله. بسبب القائد، تنجح المنظَّمة، وينجح الناس بشكل شخصيٍّ. في هذا المستوى، يصف القائد الأهداف، ويحدِّد المسار، ويحافظ على المساءلة عن أفعاله وأفعال شعبه.
(4) تنمية وتطوير الأفراد
المستوى الرابع هو تطوير الأفراد، إذ يصبح بعض الناس قادة عن طريق اتِّصالهم الشخصيِّ بالقائد. إنَّهم يؤمنون بالنتائج التي يحصل عليها، ولديهم علاقة شخصيَّة معه، ويختبرون إشباعًا شخصيًّا. في هذا المستوى، يجب أن يستثمر القائد في أفضل 20٪ من الأشخاص المؤثِّرين لديه. يجب أن يبني مجموعة من الأشخاص الذين يساعدونه في القيادة.
(5) الشخصيَّة
يسمِّي ماكسويل المستوى الخامس "الشخصيَّة"، لأنَّ القائد أصبح شخصيَّة معروفة يتبعها الناس بسبب من يكون. أصبح يُعرف أنَّه قائد بالسمعة ويتبعه الناس حتَّى قبل أن يكون لديهم اتِّصال شخصيٌّ به.
الخلاصة
لن يكون القائد على نفس المستوى مع جميع أفراد شعبه. على سبيل المثال، قد يتبعه بعض الناس لمجرَّد أنَّه في موقع سلطة (القيادة بحسب المنصب)، بينما يتعاون آخرون لأنَّهم يرون أنَّ قيادته تحصل على نتائج جيِّدة (قيادة منتجة).
يجب على القائد تقييم مستواه وإدراك ما يحتاج إلى فعله للانتقال إلى المستوى التالي. ينبغي ألاَّ يكون راضيًا عن البقاء في المستوى الذي حقَّق فيه النجاح لأوَّل مرَّة. على سبيل المثال، يشعر بعض القادة بالرضا عن البقاء في المستوى الثاني، حيث يحبُّهم الأشخاص الذين يقودونهم. يجب أن يهدف القائد دائمًا إلى مستوى أعلى من القيادة.
[1]تُعطَى المسؤوليَّات لمن تستقرُّ عليه الثقة. دائمًا ما تكون المسؤوليَّة علامة الثقة". -جيمس كاش بيني
في بعض الأحيان ينتقل القائد النامي من منظَّمة إلى أخرى. حتَّى القائد الناضج الذي خدم في مكان ما لفترة طويلة قد يتحرَّك.
كيف يمكن للقائد أن يعرف متى يكون من الصواب أن يرحل؟
أحيانًا يعرف قائد الخدمة أنَّ الله يدعوه إلى مكان آخر للخدمة. الله قادر على إعلان مشيئته بوضوح. يجب ألاَّ يعتمد الشخص على الشعور الداخليِّ فقط؛ يجب أن توجَد تأكيدات لإرشاد الله. عادةً إذا كان الله هو من يوجِّه إلى التغيير، فسيجري تغييرات خاصَّة في الظروف أو يدبِّرها بطريقة تؤكِّد توجيهه.
توجد أيضًا أشياء أخرى يجب مراعاتها عند اتِّخاذ قرار المغادرة أو لا.
لا تغادر لأنَّك غير راغب في الخضوع للسلطة.
لا تنتقل إلى منصب جديد لأنَّ الأجر أكبر.
لا تذهب إلى منظَّمة تتطلَّب منك التنازل عن معتقداتك أو أخلاقك.
لا تنتهك أولويَّات الأسرة من أجل الحصول على فرصة للترقية. وفِّر بيئة كنسيَّة ومدرسيَّة جيِّدة لعائلتك إذا كان ذلك ممكنًا. يجب أن تكون هذه الخطوة جيِّدة لعائلتك.
يجب أن يكون للمنصب الجديد إمكانيَّة توسيع نطاق تطوير القيادة. يجب أن يتناسب المنصب الجديد مع قدراتك وتخصُّصك المحتمل.
حاول الحفاظ على علاقة جيِّدة مع الأشخاص الذين تغادرهم. حتَّى لو كنت تعتقد أنَّهم أخطأوا في حقِّك، لا تدلي بتصريحات قاسية لهم. مع مرور الوقت، قد يتذكَّرون صفاتك وينسون عيوبك. من المحتمل أن تكون على اتِّصال بهم مرَّة أخرى، وقد يكونون قادرين على مساعدتك في المستقبل. لا تصنع أعداءً.
مثال سيِّئ...
سافر ديماس في الخدمة مع الرسول بولس. لقد كان جزءًا من فريق مرسلي حمل الإنجيل إلى أماكن جديدة غريبة، ورأى المعجزات وآلاف من الناس يهتدون. بدأت الكنائس الجديدة، وشكَّلت شبكة في كلِّ مدينة كبيرة.
للأسف، لم يدرك ديماس الفرصة الرائعة التي أُتيحت له. قال بولس: "لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ" (2 تيموثاوس 4: 10).
وصفُ جيم كولينز لمستويات القيادة
نظرنا إلى وصفِ جيم كولينز لمستويات القيادة في درس الخدمة (الدرس الخامس). إذ درسنا السمة الخاصَّة المسمَّاة بقائد المستوى الخامس.
في هذا الدرس سوف ننظر في الاختلافات بين المستويات. هنا وصفُ كولينز لمستويات القيادة الخمسة. رُوجِعَت الصياغة وأُضِيف الشرح.
المستوى 1: فرد ذو قدرات عالية
يُنتِج هذا الشخص بشكل جيِّد بسبب الموهبة والمعرفة والمهارات وعادات العمل الجيِّدة. قد لا يكون هذا الشخص في موقع قياديٍّ ولكن له تأثير لأنَّ عمله جيِّد.
المستوى 2: عضو فريق مساهم
يساعد هذا الشخص المجموعة على تحقيق أهدافها ويعمل بشكل جيِّد مع المجموعة. قد لا يكون قائد المجموعة، لكنَّه يؤثِّر عليها من خلال مشاركته.
المستوى 3: مدير كفؤ
ينظِّم هذا الشخص الأشخاص والموارد لتحقيق الأهداف. لم يحدِّد هو الأهداف، لكنَّه يقبل الأهداف التي وضعها القائد. يدير الموارد المتاحة ويعمل في مؤسَّسته.
المستوى 4: قائد فعَّال
يساعد القائد أفراد المنظَّمة على تطوير الرؤية ومشاركتها. يساعدهم في تحديد الأهداف. يحفِّزهم على الالتزام وبذل الطاقة لتحقيق رؤية واضحة. إنَّه لا يدير ببساطة ما هو موجود. إنَّه يتحمَّل مسؤوليَّة نجاح المنظَّمة من خلال تجنيد المساعدين وإيجاد الموارد ومراجعة الهدف.
المستوى 5: مُنَفِّذ من المستوى الخامس
يتمتَّع هذا الشخص بخصائص القائد من المستوى 4، ولكن لديه أيضًا خاصِّيَّة أخرى مهمَّة جدًّا. بسبب تفانيه من أجل المنظَّمة، لديه تواضع شخصيٌّ وتصميم. إنَّه يبني المؤسَّسة لتتمتَّع بالعظمة طويلة الأمد.
داود - قائد تجاوزَ الحدود
برع داود في عديد من الأدوار. كان راعيًا، وكاتب ترانيم، ومرنِّمًا، وعازف قيثارة، وقائد عبادة، ونبيًّا، ومقاتلاً، وجنرالاً، وملكًا.
كان داود الأصغر في عائلة كبيرة. من النادر أن يصبح الابن الأصغر قائدًا عظيمًا. لم تتوقَّع عائلته منه القيادة، لكن اختاره الله.
كان أوَّل عمل لداود هو الراعي. لم تكن هذه الوظيفة مهمَّة، لكنَّها أعدَّته لأشياء أكثر أهميَّة. كان إحساسه بالمسؤوليَّة كبيرًا لدرجة أنَّه لم يهرب من الخطر. كان يعتمد على الله ليمنحه القوَّة ليقوم بمسؤوليَّاته وقتل أسدًا ودبًّا بمعونة الله.
مثل كلِّ قائد محتمل، كان تدريب داود جاريًا قبل أن يعرف أنَّه كان يتدرَّب. طوَّرته انتصاراته إلى شخص يثق بالله. أصبح قائدًا لا يدع الخوف يمنعه من القيام بعمله.
تخيَّل كيف كانت حياة داود ستختلف لو كان أقلَّ جديَّة في حماية الخراف. كان سيجري عندما يأتي الأسد أو الدبُّ. في وقت لاحق، عندما سمع تحدِّي جليات، لم يكن لديه أيُّ فكرة عن مواجهة هذا العملاق.
أرسل الله صموئيل ليمسح داود. تعني المسحة أنَّ الله قد اختاره، وأنَّه سيقدِّم له عونًا خاصًّا لتحقيق الدعوة. عندما تفاجأ والد داود بأنَّ صموئيل لم يختر أحد الإخوة الأكبر سنًّا، قال صموئيل: "لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ" (1 صموئيل 16: 7). في كثير من الأحيان فاجأ الله الناس بالشخص الذي اختاره للقيادة.
كانت التحدِّيات الكبرى التي واجهها داود في بدايات حياته فرصًا. ولكن، الشخص الذي له نفس توجُّهات داود فقط هو الذي سيتعرَّف على الفرص. سمع الآلاف من الرجال تحدِّي جليات، لكن داود فقط رأى في التحدِّي فرصة. كان مدفوعًا بعرض المكافأة، لكنَّه حارب بالأكثر من أجل مجد الله. قال: "كيف يمكن أن يتحدَّى هذا الفلسطينيُّ جيش الله الحيِّ؟"
القيادة هي التأثير. في اليوم الذي قتل فيه داودُ جليات، كان هو القائد الحقيقيُّ للجيش، لأنَّ الجيش تحرَّك بعد انتصاره. جعلهم انتصاره يصدِّقون أنَّه يمكنهم أن ينتصروا.
أصبح داود جنديًّا عند شاول. كان يتصرَّف بحكمة وزاد نفوذه (1 صموئيل 18: 14). على الرغم من أنَّ شاول كان قائدًا فاشلاً عامل داود ظلمًا، فداود كان مخلصًا. طوَّرت هذه الفترة شخصيَّة داود أكثر. غالبًا ما يعامل القائد الفاشل الأكبر سنًّا القائد المحتمل الذي يتمتَّع بقدرات قويَّة معاملة سيِّئة. كما يُجرَّب القائد الشابُّ بأن يكون غير صبور ويحاول أن يأخذ الاحترام من القائد الأكبر سنًّا.
عندما حاول شاول قتل داود، اختبأ داود في الجبال. جاء عديد من الرجال للانضمام إليه، لأنَّ الظروف كانت سيِّئة للغاية في عهد شاول (1 صموئيل 22: 2). ومع أنَّ شاول اعتبرهم خارجين عن القانون، إلاَّ أنَّهم لم يصبحوا لصوصًا. بل استمرُّوا في محاربة أعداء إسرائيل، رغم أنَّ شاول اعتبرهم أعداءً وقضى كثيرًا من الوقت في مطاردتهم.
ساعد داود في حماية المزارعين ومربِّي الماشية من اللصوص (1 صموئيل 25: 14-16). ذات مرَّة أرسل رجالاً ليطلبوا طعامًا من مزرعة قاموا بحمايتها. كان نابال المالك غيرَ مهذَّبٍ، وقال إنَّهم عبيد تركوا أسيادهم، ولم يعطهم شيئًا. فغضب داود وأخذ رجالاً ليقتلوا نابال. في طريقه إلى هناك، التقى أبيجايل، زوجة نابال، التي جاءت لصنع السلام. ذكَّرته أنَّه حتَّى هذا الوقت لم يرتكب أيَّ عنف لأجل نفسه. قالت: "يومًا ما ستكون ملكًا. لا تفعل شيئًا يفسد سمعتك كرجل عادل" (1 صموئيل 25: 30-31). واستمع داود إلى نصيحتها.
كان داود قد مُسِح بالفعل ليكون ملكًا، ولكن بدا لفترة طويلة أنَّ هذا لن يحدث. لقد تعرَّض لإغراء محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوَّة، لكنَّه بدلاً من ذلك انتظر ووثق بالله. بسبب تواضعه وثقته بالله، أصبح داود قائدًا عظيمًا.
اسمح لبعض الطلاَّب بمشاركة الطريقة التي يتوقَّعون بها تغيير أهدافهم أو أفعالهم بسبب هذا الدرس.
واجبات الدرس الثامن
(1) اكتب فقرة تلخِّص مفهوم الحياة المتغيِّرة من هذا الدرس. اشرح سبب أهميَّته. ما فائدته؟ ما الضرر الذي يمكن أن ينجم عن الجهل به؟
(2) اشرح كيف ستطبِّق مبادئ هذا الدرس على حياتك الخاصَّة. كيف يغيِّر هذا الدرس أهدافك؟ كيف تخطِّط لتغيير أفعالك؟
(3) تعلَّم المستويات الخمسة للقيادة التي وصفها ماكسويل، والمستويات الخمسة للقيادة التي وصفها كولينز. كن مستعدًّا لكتابتها من الذاكرة في بداية الفصل الدراسيِّ التالي.
(4) قبل الجلسة التالية، اقرأ ملوك الأول 12. يوجد وصف لقائدين هنا. اكتب عن أخطاء هذين القائدين.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.