كثير من الناس مشغولون ولكن لا يفكِّرون كثيرًا في ما يفعلونه. إذ يفترضون أنَّهم ليسوا بحاجة إلى التفكير في ما يتعيَّن عليهم فعله.
◄ ماذا يحدث إذا لم يفكِّر الشخص بجديَّة في الأولويَّات؟
ضع في اعتبارك هذه العبارات:
توجد أشياء يجب فعلها أفضل من الأشياء التي نفعلها.
توجد طرق لفعل الأشياء أفضل من الطرق التي نستخدمها.
يمكننا الحصول على نتائج أفضل ممَّا نحصل عليه.
◄ إذا كانت هذه العبارات صحيحة، فكيف سنتعلَّم كيف نتصرَّف بشكل أفضل؟
وفقًا لجون ماكسويل، فإنَّ المستوى الشائع من التفكير هو:
كسول جدًّا لدرجة لا تسمح له بإتقان عمليَّة التفكير المتعمّد.
غير منضبط للغاية لدرجة لا تسمح له بإطلاق قوَّة التفكير الاستراتيجيِّ.
ضحل للغاية لدرجة لا تمكِّنه من التشكيك في قبول التفكير الشعبيِّ الشائع.
متكبِّر جدًّا لدرجة لا تسمح له بتشجيع قبول التفكير المشترك.
منغمس بشدَّة في الذات لدرجة لا تسمح له أن يختبر الرضا الناشئ عن التفكير غير الأنانيِّ.
غير ملتزم لدرجة لا تسمح له بالتمتُّع بعائد التفكير الأساسيِّ.[1]
[2]عندما تعرف أولويَّاتك، تصبح عديد من القرارات سهلة. تحدِّد الأولويَّات أهدافك والطريقة للوصول إلى أهدافك. تمكِّنك الأولويَّات من التعرُّف على الفرص والاختيار من بينها. الشخص الذي ليس لديه أولويَّات واضحة، ستلهيه الفرص التي لا تتعلَّق بالأهداف الصحيحة.
[1]John Maxwell, How Successful People Think (New York: Center Street, 2009), 82-83.
[2]"عندما تكون قِيَمك واضحة بالنسبة لك، يصبح اتِّخاذ القرارات أسهل". -روي ديزني
◄ ما هي بعض الأولويَّات التي يجب أن تكون لدى كلِّ مسيحيٍّ؟
بالنسبة للمسيحيِّ، يجب أن توجِّه قِيَم معيَّنة الأولويَّات الشخصيَّة.
أوَّلاً، خلاصك الشخصيُّ وعلاقتك بالله هما الأولويَّة المطلقة. يجب ألاَّ تفكِّر أبدًا في أيِّ شيء من شأنه المساس بهذه القيمة. هذا يعني الطاعة الكاملة لله.
علَّم جون ويسلي أنَّنا نعرف أشياء معيَّنة عن إرادة الله في حياتنا. نحن نعلم أنَّ الله يريدنا أن نكون صالحين وأن نفعل الخير. لذلك، عند التفكير في أيِّ قرار، يجب أن نختار الإجراء الذي يتماشى مع كوننا صالحين ونفعل الصلاح. يجب ألاَّ نضع أنفسنا في مواقف لا يحتمل أن نبقى فيها مقدَّسين في قلوبنا وأفعالنا، أو من غير المحتمل أن نحقِّق الخير.
ينطبق هذا المبدأ على قرارات مثل المكان الذي نعيش فيه، وأين نعمل، ومن نتزوَّج، وما هو التعليم الذي نسعى إليه، والأعمال التي نقوم بها، والكنيسة التي ننضمُّ إليها، والترفيه الذي نختاره، والأصدقاء الذين نصادقهم. بالنسبة للمسيحيِّ، يجب أن يكون حقُّ كلمة الله وإرادته بالنسبة لنا أساس كلِّ مؤسَّسة، وليس فقط مؤسَّسات الخدمة. يجب على المؤمن ألاَّ يدير عملاً مخالفًا لكلمة الله.
ثانيًا، دعوة الله إلى حياة الخدمة لها سلطان عليك. هذا يعني أنَّ الله يوجِّه مجرى حياتك. قد يحوِّلك عن أهدافك إلى أهدافه من أجلك. يجب أن تتذكَّر أنَّك ستجد الشبع فقط في مشيئة الله. يجب ألاَّ تحاول أن تجعل إرادة الله محور تركيز حياتك بدوام جزئيٍّ، بينما تركِّز بشكل أساسيٍّ على أهدافك الخاصَّة.
شعر رجل بأنَّه مدعوٌّ ليكون راعيًا، لكنَّه لم يكن متأكِّدًا كيف سيعيل أسرته. عُرِضَت عليه وظيفة جيِّدة في المطار، وقرَّر أن يأخذها. طُلِب منه العمل يوم الأحد ولم يتمكَّن من حضور الكنيسة، لكنَّه قال: "هذا [العمل في المطار] هو كنيستي". كان يعلم أنَّه لم يكن يتبع دعوة الله ليكون راعيًا، لكن لم يكن لديه إيمان بأنَّ الله سيعوله إذا ترك وظيفته. عمل في المطار لمدة ثلاثين عامًا. أخيرًا، تقاعد بمعاش شهريٍّ وقرَّر أن يفعل شيئًا من أجل الله في شيخوخته. هل كانت لديه الأولويَّات الصحيحة؟
قال يسوع: "طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ" (يوحنا 4: 34). ماذا يعني أن تكون مشيئة الله هي طعامك؟ الغذاء هو ما يشبعك. لذلك، طعامك هو ما يحفِّزك.
الأولويَّات الموضَّحة في هذا القسم غير مذكورة بالضرورة بترتيب أهميَّتها.
أولويَّة أخرى بالنسبة للشخص المسيحيِّ هي العائلة. يخبرنا الكتاب المقدَّس أنَّ الشخص الذي لا يعول عائلته هو عارٌ (1 تيموثاوس 5: 8). ليست مسؤوليَّة القائد عن أسرته فقط من حيث الدعم الماليِّ، ولكن أيضًا الرعاية الروحيَّة والاحتياجات الأخرى.
يجب أن يكون عمل الخدمة متوازنًا مع احتياجات الأسرة. لا تتعارض مشيئة الله لحياتك مع مسؤوليَّاتك العائليَّة، لأنَّ تلك المسؤوليَّات هي جزء من إرادة الله لك. أحيانًا لا يكون الأشخاص الذين أنجزوا أمورًا عظيمة في الخدمة نماذج جيِّدة في رعاية أسرهم. من يظنّ أنَّ عليه إهمال أسرته بسبب خدمته هو مخطئ.
كان يشوع زعيم أمَّة مهاجرة تأثَّرت بالديانات المختلفة. عندما جاءوا إلى الأرض التي وعد بها الله، حان الوقت لكي يلتزموا بعهد الله. أخبرهم يشوع أن يقرِّروا ما إذا كانوا سيخدمون الله أم لا، لكنَّه لم ينتظر التصويت قبل أن يعلن التزامه. إذ قال إنَّ مهما اختاروا، فسيخدم هو وعائلته الربَّ (يشوع 24: 15). كانت هذه قيادة قويَّة مبنيَّة على قناعة. إذا اختارت الأمَّة أن تخدم إلهًا مختلفًا، فلن يكون يشوع قائدًا لها بعد الآن؛ لم يكن على استعداد للتنازل عن إخلاصه لله. أثَّرت شجاعته وقناعته في الأمَّة ليتَّخذوا القرار الصحيح.
الأولويَّة الرابعة هي الكنيسة المحليَّة. الكنيسة المحليَّة هي جسد المسيح وملؤ الله في العالم (أفسس 1: 23). يجهِّز الله الكنيسة لتحقيق أهدافه (أفسس 4: 11-13). بالكنيسة سيتمجَّد الله إلى الأبد (أفسس 3: 21). لذلك، ينبغي للمسيحيِّ ألاَّ يعتقد أنَّ مواهبه ودعوته للخدمة مستقلَّة عن الكنيسة. إذا لم يكن عضوًا ملتزمًا في الكنيسة، فهو لا يتمِّم إرادة الله الكاملة لحياته.
من السهل تحديد الأولويَّات المذكورة أعلاه، ولكن من الصعب تطبيقها والتوازن في متطلّبات الحياة. أحيانًا ننشغل بتفاصيل الأسرة والخدمة والأعمال، ونسرع دون توقُّف للتفكير في أولويَّاتنا. يجب أن يأتي النشاط من التفكير. إذا كنت مشغولاً لدرجة أنَّك لا تستطيع التوقُّف والتفكير، فمن المحتمل أنَّك تفعل الأشياء الخاطئة. وفي هذه الحالة فقد لا تكون عاملاً وفقًا للأولويَّات التي تعلنها.
◄ لماذا يصعب متابعة أولويَّاتك باستمرار؟
مبدأ باريتو
سُمِّيَ مبدأ باريتو على اسم فيلفريدو باريتو (Vilfrido Pareto)، الاقتصادي الإيطالي الذي لاحظ أنَّ 80٪ من الأرض مملوكة لـ 20٪ من السكَّان. لاحظ أنَّ 80٪ من البازلاء المنتجة في حديقته تأتي من 20٪ من قرون البازلاء. رأى أنَّ هذه النسب تتطابق مع أشياء كثيرة. طبَّق أشخاص آخرون هذا المبدأ على القيادة والوقت والعمل.
20٪ من الباعة في الشركة يحقِّقون 80٪ من المبيعات.
20٪ من العملاء يجرون 80٪ من المشتريات.
20٪ من العملاء يقدِّمون 80٪ من الشكاوى.
20٪ من المرضى يستخدمون 80٪ من الموارد الطبيَّة.
20٪ من الطلاَّب يأخذون 80٪ من وقت المعلِّم.
20٪ من أعضاء الكنيسة يؤدُّون 80٪ من أعمال الكنيسة.
20٪ من أعضاء الكنيسة يقدِّمون 80٪ من الدعم الماليِّ.
بالنسبة لمعظم الناس، ينتج 20٪ من جهودهم 80٪ من نجاحهم. يحتاج معظم الناس إلى تركيز جهودهم بشكل أفضل. يحتاجون إلى قضاء مزيدٍ من الوقت في الأنشطة الأكثر فاعليَّة، ووقتٍ أقلّ في الأنشطة الأقلِّ فاعليَّة.
يجب أن يستخدم قائد الفصل مثلاً توضيحيًّا مرئيًّا للتأكُّد من فهم هذا المفهوم. ارسم مربَّعًا كبيرًا على ورقة. قسِّمه إلى 20٪ و80٪. افعل الشيء نفسه على ورقة أخرى. وضِّح الآن بالإشارة من ورقة إلى أخرى. ثمانون بالمئة من الأشخاص (وقم بالإشارة إلى القسم الكبير) في الشركة يقومون بنسبة 20٪ (وقم بالإشارة إلى القسم الصغير في الصفحة الأخرى) من العمل. عشرون بالمئة من الناس (وقم بالإشارة إلى القسم الصغير في الورقة الأولى) يقومون بـ 80٪ (وقم بالإشارة إلى القسم الصغير في الورقة الثانية) من العمل.
ربَّما يحتاج القائد المنشغل للغاية إلى التوقُّف عن فعل بعض الأشياء. ما الذي يمكنك إزالته من قائمة أولويَّاتك بخسارة قليلة؟
يقضي معظم القساوسة 20٪ من وقتهم مع 80٪ من الناس، و80٪ من وقتهم مع 20٪ من الناس. السؤال: هل يركِّزون على الأشخاص المناسبين؟ عادةً، نقضي معظم وقتنا مع الأشخاص الذين يعانون من مشكلات أكثر. نحن نعطي أقلَّ وقت للأشخاص ذوي الإمكانات الأكبر، لأنَّهم يقومون بعملٍ جيِّد بالفعل. يجب أن نستثمر وقتنا في الأشخاص الذين يستجيبون أكثر.
◄ انظر إلى الأوراق ذات المربَّعات مرَّة أخرى. 80٪ من أنشطتك تحقِّق 20٪ من النتائج. 20٪ من أنشطتك تحقِّق 80٪ من النتائج. ضع قائمة بمسؤوليَّاتك ومهامك. هل تسفر بعض أنشطتك عن نتائج قليلة؟ ما هي الأنشطة التي يجب عليك فعلها أكثر؟
ميزان الاستعجال والأهميَّة
بعض الناس مشغولون جدًّا ويشعرون أنَّهم لا يستطيعون القيام بكلِّ عملهم أبدًا. يتناولون كلَّ مهمَّة يرونها، ويشعرون أنَّ كلَّ المهام ضروريَّة. إنَّهم قلقون من أنَّهم سيخيِّبون آمال الأشخاص الذين يعتمدون عليهم، لكنَّهم لا يستطيعون إنهاء كلِّ شيء في الوقت المناسب. غالبًا ما يكونون متعبين ومجهدين. لا يقدرون أن يستغرقوا وقتًا في التخطيط والتدريب والتطوير، لأنَّ لديهم دائمًا شيئًا عاجلاً ليفعلوه.
نحن بحاجة إلى توازن بين الإلحاح والأهميَّة. يمكن تقسيم ما يفعله الشخص إلى أربع فئات.[1]
الأمور العاجلة والمهمَّة تأخذ انتباهنا بسهولة. تشمل هذه الفئة إعداد عظة، ومساعدة شخص ما في حالة طبيَّة طارئة، وجمع الأموال للاحتياجات العاجلة.
عادةً ما تتعلَّق المهام العاجلة ولكن غير المهمَّة بالمسؤوليَّات التي أخذناها على عاتقنا والتي لا ينبغي لنا فعلها. في بعض الأحيان تكون مشروعات شخصيَّة لا علاقة لها بالخدمة. قد تكون أنشطة تجاريَّة لا تنتج كثيرًا أو تستغرق وقتًا طويلاً بعيدًا عن أولويَّات أفضل. قد تكون هذه الأنشطة ملحَّة لأنَّه يجب فعلها في الوقت المناسب، لكنَّها ليست مهمَّة بالنسبة لما ينتج عنها.
الأنشطة غير العاجلة وغير المهمَّة لا تلبِّي احتياجات كبيرة. إذا لم يتمَّ فعلها، فلن توجد خسارة كبيرة. في بعض الأحيان تتعلَّق بالبرامج التي لم تعد تحقِّق ما اعتادت أن تنجزه.
غالبًا ما يتمُّ تجاهل الأنشطة غير العاجلة ولكنَّها مهمَّة. هذه أشياء لا تنتهي بسرعة ولكن لها قيمة طويلة المدى. ومن الأمثلة على ذلك: الدراسة الأكاديميَّة (كمدرِّس أو طالب)، وأشكال مختلفة من التدريب، وبناء المباني، وإنتاج المواد المكتوبة. ونظرًا لأنَّه لا يمكن الانتهاء منها اليوم ولن تفيدنا اليوم، فإنَّنا نميل إلى التركيز على الأشياء الأكثر إلحاحًا. يجب على القائد استثمار الوقت والموارد في الأشياء التي سيكون لها قيمة في المستقبل. بقدر الإمكان، يجب أن يتم هذا الاستثمار يوميًّا.
يمكن تقسيم الإجراءات اللازمة للمنظَّمة إلى فئتين.
الإجراءات أ التي تدفع المنظَّمة إلى الأمام في التنمية الجديدة، والفرص الجديدة، والنموِّ.
الإجراءات ب وهي تلك التي تحافظ على العمليَّات الحاليَّة.
إذا لم يقم القائد بعمل "أ" عمدًا، فسوف يميل إلى إعطاء كلِّ وقته واهتمامه للأفعال "ب". يوجد قول حكيم يقول: "العجلة الحادَّة تحصل على الشحم". يشير هذا القول إلى ميلنا إلى الاهتمام بالمشكلات التي تزعجنا الآن.
ينتقل بعض القادة من مشكلة إلى أخرى، لكنَّهم لا يستثمرون أبدًا في المستقبل. عادةً ما تكون المنظَّمات الناجحة لفترة طويلة هي تلك التي تستثمر الوقت والموارد في البحث والتطوير والتدريب. المنظَّمة التي لا تستثمر في المستقبل ستفقد فعاليَّتها مع تغيُّر الأوضاع.
◄ يجب على كلِّ طالب عمل قائمة بجميع أنشطته ومسؤوليَّاته. ثمَّ يرسم أربعة مربَّعات مثل الرسم البيانيِّ أعلاه ويقسِّم الأنشطة على المربَّعات. ضع في اعتبارك: ما الأشياء التي تهملها والتي تُعتبَر مهمَّة ولكنَّها ليست ملحَّة؟ هل تضيِّع الوقت في أشياء ليست مهمَّة وليست عاجلة؟
[1]هذا المفهوم مقتبس من Stephen Covey, 7 Habits of Highly Effective People: The Ultimate Revelations of Steven Covey, (New York: KMS Publishing, 2011).
التفويض
القائد مسؤول عن التأكُّد من إنجاز كلِّ شيء، لكنَّه لا يحتاج إلى عمل كلِّ شيء بنفسه. يجب أن يفوِّض المسؤوليَّات للآخرين. لا تزال وظيفته التأكُّد من أنَّ العمل يتمُّ بشكل جيِّد. يجب أن يرتِّب باستمرار التدريب والتطوير لأعضاء الفريق وأعضاء الفريق المحتملين حتَّى يتمكَّنوا من فعل المزيد في المستقبل.
لا تُفوَّض المهمَّة لأنَّها غير مهمَّة. إنَّما تُفوَّض لأنَّ شخصًا آخر يمكنه القيام بها أو يُدرَّب على القيام بها، ولأنَّها ليست شيئًا يجب أن يقتصر على دور القائد.
لا يمكن تفويض بعض المهام، لأنَّ القائد وحده هو من يمكنه القيام بها. إنَّه يمثِّل المنظَّمة ويتحدَّث نيابةً عنها بطريقة لا يستطيع أيُّ شخص آخر القيام بها. كما يجب أن يهتمَّ بالمستقبل. يجب أن يرى الفرص والمخاطر والتغييرات القادمة أفضل من معظم الناس الآخرين.
قد توجد مهام محدَّدة يتمتَّع فيها القائد بقدرات خاصَّة؛ لذلك، لا يقوم عادةً بتفويض تلك المهام. ومع ذلك، ينبغي ألاَّ يحتفظ القائد بالمهام التي يمكنه تفويضها. بعض القادة لا يرضون أبدًا عن عمل الآخرين، ويريدون القيام بكلِّ العمل حتَّى يتمَّ القيام به بشكل جيِّد.
يحاول بعض القادة فعل كلِّ شيء ولا يحبُّون التفويض. وعندما يقومون بالتفويض، فإنَّهم يراقبون العمل عن كثب ويتَّخذون جميع القرارات. ليست هذه قيادة جيِّدة. يبني القائد الجيِّد فريقًا من الأشخاص الذين يستثمرون طاقاتهم وأفكارهم، ويضعون الأهداف، ويطوِّرون الأساليب، ويشاركون في القرارات.
القائد الجيِّد لا يفوِّض المهام فقط، بل ويفوِّض القيادة. يسمح للآخرين بقيادة الأنشطة. إذا أخبرهم بالضبط ماذا يفعلون وكيف يفعلون ذلك، فهو لا يسمح لهم بالقيادة.
عندما يحدِّد القائد أولويَّاته، يجب عليه التفكير في بعض الأسئلة:
(1) "من يمكنه مساعدتي؟" إذا كان يوجد عديد من المهام التي يمكن للآخرين القيام بها ولكنَّهم لن يفعلوها، فأنت لا تقود بشكل كافٍ.
(2) "ما هي المهام التي لا يمكن فعلها من دوني؟" يجب على القائد التركيز على تلك المهام. ومن الأمثلة على ذلك تطوير الفريق وتشكيل الرؤية والتخطيط طويل المدى. لا يجب أن يقوم القائد بهذه المهام بمفرده، لكن عادةً لا يمكن القيام بها من دون القائد.
التضحية
يعتقد بعض الناس أنَّ القائد يتمتَّع بامتيازات كثيرة. يعتقدون أنَّ سلطته تسمح له بفعل ما يشاء. الحقيقة أنَّ القائد يضحِّي بحقوقه حتَّى تنجح المجموعة. القائد لا ينجح إلاَّ إذا نجحت المجموعة.
[1]عندما يرتقي القائد في المنصب، تتناقص حقوقه وتزداد مسؤوليَّاته. على سبيل المثال، في أدنى مستوى من العمل، يعمل الشخص لساعات معيَّنة، ويؤدِّي مهامًا معيَّنة، ولا يُلام على أشياء خارج نطاق مسؤوليَّته.
في المستويات العليا بالمؤسَّسة، يعمل القائد لساعات غير محدودة ويجب أن يوفِّر كلَّ ما هو مطلوب. قد يضطرُّ إلى التخلِّي عن عديدٍ من الامتيازات الشخصيَّة. توجد أوقات يريد فيها الراحة، لكنَّه يضحِّي لخدمة المنظَّمة. يُستدعَى عديد من القادة عند وقوع مشكلات في أيِّ وقت من النهار أو الليل.
مع زيادة مسؤوليَّات الشخص، يمكنه اتِّخاذ قرارات أكبر في المنظَّمة، لكنَّه يتخلَّى عن الامتيازات الشخصيَّة. يمكن توضيح هذه العمليَّة باستخدام الأهرامات. عند القاعدة، يكون الشخص لديه قدر ضئيل من المسؤوليَّة، ولكن كثير من الحقوق، لأنَّه يستطيع أن يقرِّر مقدار التزامه. وكلَّما زادت مسؤوليَّته، تتناقص حقوقه الشخصيَّة.
تأمَّل في حياة الشخص الرياضيِّ. قد يتمتَّع الرياضيُّ بالغُ النجاح بالشهرة والثروة. ولكنَّه، يتبع نظامًا غذائيًّا صارمًا، ويمارس التمارين، ويمارس مهارته لمدَّة ساعات كلَّ يوم. وكذلك تشبه حياة الموسيقيِّ العظيم هذا النمط.
يجب على الشخص الذي يعدُّ نفسه لمهن مثل الطبِّ أو التدريس على مستوى عالٍ أن يقضي سنوات في الدراسة. لا يستطيع أن يقضي وقته وماله مثل الآخرين. قد يفوته كثير من الفعاليَّات الترفيهيَّة والترويحيَّة. حتَّى أنَّه قد يحرم نفسه من الضروريَّات الأساسيَّة لتحقيق هدفه.
يجب على الشخص الذي يحاول بدء عمل تجاريٍّ تكريس الموارد لهذا الغرض. لا يستطيع أن ينفق كلَّ الأموال التي يكسبها. إنَّه يستثمر من أجل الربح في المستقبل. إنَّه لا ينفق المال على أشياء مثل ما يفعله أصدقاؤه. قد ينتقده أصدقاؤه لحذره، لكن في المستقبل سيكون لديه أكثر ممَّا لديهم.
الشخص الذي سيكون قائدًا في المستقبل يجب أن يستثمر في مستقبله الآن. تبدأ التضحية في مرحلة التطوير. اختر التطوير والاستثمار في مستقبلك. أعط الأولويَّة للتدريب وممارسة الخدمة والوقت مع القادة.
قد لا تبدو مسؤوليَّاتك مهمَّة، لكنَّها تطوِّر قدرتك على العمل مع الناس وتمنحك الفرصة لبناء سمعة طيبة من حيث الموثوقيَّة.
◄ ناقش الفقرات التالية. ماذا تعني العبارات؟ ما هي بعض التطبيقات؟
التأكيد على التضحية من أجل الإنجاز، الأمن للأهميَّة، المكاسب الماليَّة لإمكانات المستقبل، المتعة الفوريَّة للنموِّ الشخصيِّ، الاستكشاف للتركيز، مقبول لأنَّه ممتاز.[2]
تدرَّب على أولويَّاتك بشكل هادف. "قبل أن يتحوَّل شيء ما إلى عادة، يجب أوَّلا ممارسته كنظام".[3]
وصف الرسول بولس التزام الشخص الرياضيِّ. يضحِّي الرياضيُّون لأنَّ لديهم دافعًا كبيرًا للنجاح (1 كورنثوس 9: 25-27). يوضِّح بولس أنَّهم يفعلون ذلك من أجل الحصول على شرف أرضيٍّ مؤقَّت، أمَّا نحن فيجب أن نعمل من أجل المكافأة الأبديَّة. دافعنا مختلف عن دوافعهم، لكن ينبغي ألاَّ يكون أقلَّ.
اسمح لبعض الطلاَّب بمشاركة الطريقة التي يتوقَّعون بها تغيير أهدافهم أو أفعالهم بسبب هذا الدرس.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.