في هذا الدرس نستمر في الجزء الرابع من رسالة رومية "تقديس المتبرر". لقد درسنا في الإصحاح السادس "الحرية من الخطية" بينما الإصحاح السابع "الخاطئ المدان". في هذا الدرس سندرس الإصحاح الثامن الذي يصف حياة المسيحي (المؤمن) في الظروف والأحوال الصعبة التي في العالم.
النقطة الرئيسية للإصحاح الثامن
على الرغم من أن المؤمن يعيش في عالم ساقط ويعاني من ظروفه وعجزه الخاص نجد الروح القدس يعطيه النصرة والغلبة على الخطية وجميع الظروف.
مُلَخَّص المقطع (8: 1-39)
يشير هذا الفصل عدة مرات إلى كل من الأقانيم الثلاثة في الثالوث. يتشارك الثلاثة جميعًا بشكل وثيق في خلاصنا الحالي والنهائي. يمكننا أن نحيا في النُصرة على الجسد والتمتع بالضمان الشخصي للخلاص وتَحَمُّل ظروف الخليقة الساقطة مُصلين لمعونة روحية تَفوق تصوراتنا الخاصة ونستمر في علاقاتنا الآمنة مع الله.
الآيات (1-13) تُشكِّل نصًا يمكن أن يكون بعنوان "لست بعد في الجسد"
مُلخص الآيات في( 8: 1-13)
أولئك الذين لا دينونة عليهم هم الذين لم يعودوا يسلكون بالجسد. أن تكون "في الجسد" لا يعني بها مجرد أن تكون إنسانًا ولكن أن تكون تحت سيطرة الطبيعة الساقطة. (تسليط الأضواء في الإصحاح السابع "تعريف الجسد" مهم جدًا لفهم هذا المقطع.)
أن نكون "في الجسد" يتناقض مع كوننا مُخلَّصين. الجسدانية هي الموت (6) والعداوة ضد الله (7) الشخص الذي في الجسد لا يمكن أن يُرضِي الله (8) وسيموت (13) أن تكون "في الجسد" هي نفس الحالة الموصوفة في الفصل (7: 7-25) (انظر14:7-18-25).
الآيات (12-13) هي الاستنتاج. يجب أن لا نسلك حسب الجسد، لأن الشخص الذي يسلك بالجسد سيموت وهو ما يعني قبول دينونة وحكم الله (انظر 17:1) أميتوا معناها اقتلوا. يجب أن نقتل الأفعال الخاطئة الأثيمة للجسد. الخاطئ غير المؤمن وغير المٌتجدًد هو الشخص الذي يسلك بالجسد ولا بد أن تنتهي الخطية بقوة الروح القدس.
◄ يجب على الطالب قراءة (8: 1-13) للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية
(1) لا دينونة على الشخص الذي يتبع ويسلك بالروح. الشخص الذي يتبع ويسلك بالجسد يُدان وهو غير مُخلَّص وليس في المسيح.
(2) ناموس روح الحياة هو أن الشخص قد غُفِرت خطاياه وهو مقبول بالنعمة وله حياة روحية. ناموس الخطية والموت هو أن الشخص سيُحكَم عليه ويُدان بالناموس وسيُحكَم عليه بالموت.
(3) يُقدم ويُوفر الناموس المتطلبات. لم يُوفر أو يُقدم الناموس القوة. لم يكن الخاطئ قادرًا على إتمام وحفظ الناموس. وبالتالي فإن الناموس لم يكن وسيلة للخلاص. أرسل الله ابنه كمُخلِّص.
(4) نحن لا ننسى ناموس الله ولكن نطيعه بقوة الروح القدس.
(5) كل شخص يتبع طبيعته الخاصة. يُسيطر الجسد على الشخص إذا لم يقبل الحياة الروحية.
(6) ستكون تحت الدينونة عندما تكون خاضعًا للطبيعة الخاطئة. البديل هو أن نسلك في الروح وفي طاعة الله. ليس هناك خيارًا لغفران خطايانا ونحن مستمرون في تبعية الخطية.
(7-8) الشخص ذو الطبيعة الجسدية هو بطبيعة الحال عَدو الله لأنه طالما تُسَيطر عليه الطبيعة الخاطئة لا يستطيع أن يخضع ويستسلم لله. هو غير مقبول عند الله في هذه الحالة.
◄ اٌسرد بعض تفاصيل وصف الشخص الذي "في الجسد"؟
(9) أن تكون "في الجسد" لا يعني أن تكون إنسانًا بشريًا. يعني أن تكون تحت سيطرة الطبيعة الساقطة والخاطئة. المؤمن لم يعد بعد "في الجسد". لا يزال لديه إغراءات وتجارب من الجسد لكنه ليس تحت سيطرته ولديه القدرة والقوة على مقاومة اغرائه. هذه الآية تخبرنا أن هذه القوة والقدرة لمقاومة الإغراء والتجربة موجودة هناك لأن روح الله هناك. لا ينبغي أن يدَّعي الشخص أنه ينقاد بالروح وله مسحة الروح إذا لم يكن له النُصرة والغلبة على الخطية.
"تعزز الشهية الجَيّدة التي تحت السيطرة. نفس الشهية تستعبد الشخص كله وتحكم حياته وتجلب العبودية والخطية" (ويلبر دايتون ألديرزغيت سلسلة الكتاب المقدًس سلسلة: دليل الدراسة رومية ب).
(10-11) لا يزال جسم الإنسان يتأثر بخطية آدم وخطايانا في الماضي. لذلك فرغباته يمكن أن تذهب في الاتجاه الخاطئ. لا يمكننا أن نثق في رغباتنا الجسدية لتوجيهنا وقيادتنا. لكن نفس القوة التي أقامت يسوع من الأموات هي التي تعمل فينا وتعطينا (تمنحنا) الحياة بحيث يتم جلب أجسادنا إلى طاعة الله. إن عجز الجسد ليس ذريعة للخطية، لأن قوة الله أكبر وأعظم.
(12-13) تؤدي وتقود تبعيّة الجسد إلى الموت الروحي. بالروح نُميت أفعال (أعمال) الخطية للجسد ونضعها في نهايتها. فقط الناس الذين يفعلون ذلك هم الناس الذين يحيون – قد هربوا من دينونة وحٌكم الله. ليس هناك مفهوم هنا للشخص الذي تُغفَر خطاياه ويُقبَل عند الله في حين أنه اختار الاستمرار في ارتكاب الخطية.
تسليط الأضواء: ناموس الله للمؤمن المسيحي
البعض يقولون إن ناموس الله ليس له علاقة بالحياة المسيحية ولسان حالهم هذه الامثلة فمنهم من يقولون "الله لا يهتم بالأعمال وعندما تذهب للسماء فالأعمال ليس لها قيمة. ذلك لاعتقادهم أن النعمة تحل محل الطاعة ولكن بولس يقول أيُبطَل الناموس بالإيمان.. حاشا.. بل يُثبَّت الناموس (رو31:3)" فإذا عَلَّمنا الإنجيل بطريقة تجعل الناموس لا شئ؛ فهذا ليس الإنجيل الذي وعظ به بولس.
بكل بساطة نجد الناموس الذي تكلَّم عنه بولس ليس ناموس موسي. ناموس موسي عبارة عن تطبيق لإرادة الله لزمن ومكان محدد. فكثير من تفاصيله لا تتناسب لكل الأماكن والأوقات (الأزمنة) بنفس الطريقة. وخاصة الطقوس والقوانين التي أٌعطيت لإسرائيل كأمَّة. مبادئ ناموس موسي مازالت تُطبَّق لأن شخصية الله لن تتغير..
بصفة عامة ناموس الله ما يطلبه الله من الإنسان. فالناموس روحي ومُقدَّس وعادل وصالح (رو12:7) لأنه يأتي من طبيعة الله (رو14:7).
برُّ الناموس اكتمل في هؤلاء السالكين بالروح وليس حسب الجسد (رو4:8) لأنهم يحيوا في طاعة الله. لا تعتبر الحياة المسيحية الإيمانية بديلًا وخيارًا لطاعة الله.
يُوضِّح الكتاب المقدَّس النصوص والشواهد التالية عن ناموس الله:
(1) يجب أن تكون طاعة الوصايا (الناموس) دليلًا على اكتمال محبة الله في القلب. (مت 37:22-40).
(2) الهدف من وصايا الله المحدًدة تُبيِّن الحاجة إلى المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان حقيقي 1تيمو5:1 من المستحيل للشخص أن يُتمِّم حقًا متطلبات الله بدون دافع المحبة. العصيان وعدم الطاعة هو افتقار للحب.
(3) الشخص بهذا الحب يُتمم الناموس. بمعني أنه يُنفِّذ بالتمام ما يطلبه الله من الإنسان (رو8:13-10). ليختبر محبة الله الكاملة لابد من الطاعة الكاملة.
(4) تجسدت المحبة في الطاعة(1يو2:5-3) المحبة ليست مجرد شعورًا أو إعلانًا للولاء لله وليست بديلًا للطاعة ولكنها تحُرِّض عليها.
(5) لم يأتِ الرب يسوع لينقُض الناموس ولكنه قال إذا عَلَّم أحد بنقض الناموس فهو الأصغر في ملكوت السموات (مت17:5-20).
الفهم الصحيح للناموس ضروري جداً للإنجيل لأن دينونة الله الأزلية للناس بسبب كسرِهم للناموس ووصايا الله. إذا لم يتفق الشخص مع ما قاله الله عن الخطية والناموس فلا يقدر أن يتوب (ولا يستطيع التوبة).
يعتقد البعض بأن استحقاق الخاطي لجهنم بسبب كسره لوصايا الله ومع ذلك لديهم فكرة غريبة أن الله لا يهتم بالناموس في حياة المؤمن بعد أن يخلٌص. يعتقدون أن الفريسيين وحدهم هم من يهتمون بالناموس. الناموس ليس أساسًا لقبولنا لدي الله ولكنه يمنحنا فهم كيف يريدنا الله أن نحيا ونعيش.
◄ ما هي العلاقة بين محبة الله وناموس الله في حياة المؤمن؟
دراسة المقطع – رومية الجزء 4، المقطع 3
مٌقدمة للفقرة (8: 14-27)
تربط الآية 14 الآيات السابقة بالموضوع المهم وهو ضمان ويقينية الخلاص في الآيات التالية. هوية أبناء الله هو أنهم يسلكون بالروح القدس ويعيشون في النصرة والغلبة بدلًا من السلوك بالجسد والعيشة في الخطية.
الآيات (14-27) عبارة عن نص يمكن عنوَنَتُه بــ"إعانة الروح القدس في العالم الساقط الشرًير".
◄ يجب على الطالب قراءة (8: 14-27) للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية
(14) إن التَعَرُّف على ابن الله هو أنه يسلك بالروح ويعيش في النصرة والغلبة بدلًا من اتِّباع الجسد والعيش في الخطية.
تصف الآيات (14-17) الضمان ويقينية الخلاص الذي يعطيه الروح القدس.
(15) كمؤمنين لا ينبغي لنا أن نعود للخوف من الناموس. بدلًا من ذلك دعونا نحيا مع ضمان ويقينية الخلاص بالنعمة. لقد تبنانا الله كأولاده.
الطاعة المسيحية من المؤمن ليست مسألة العودة للناموس كوسيلة للخلاص ولكنها مسألة علاقة مع الله.
(16) تصف هذه الآية شيئًا يدعو إليه المؤمنون الإنجيليون "شهادة الروح" أن أرواحنا تعرف ما إذا كُنَّا في علاقة محبة وطاعة مع الله وتشهد بأننا مُخلَّصون. روح الله يشهد مع أرواحنا هذا الواقع الحقيقي. هذا الاتفاق والتوافق من روح الله وأرواحنا هو أساس الضمان واليقين حتى لا يكون لنا حياة في حالة من عدم اليقين متسائلين عما إذا كنًا مُخلَّصين أم لا.
الأديان والطوائف التي لا تُعلِّم بضمان الخلاص تُبقِي شعبها في الخوف. يخشى الناس من أنهم لم يفعلوا ما يكفي لخلاصهم. يجلب الإنجيل الخلاص والتحرر من الخوف لأننا نعلم أن خطايانا قد غُفرت. تستند طاعتنا وتُبنَي على السلوك بالروح لإرضاء وقبول الله الذي قبلنا بالفعل له بدلًا من حفظ المتطلبات كوسيلة للحصول على قبوله.
بعض الكنائس تُعلِّم أن الشخص لا يمكن أن يخسر خلاصه حتى لو عاد إلى الخطية. يعتقدون أن الشخص الذي خَلَص مرة واحدة يجب أن لا يشك أبدًا أنه لا يزال مُخلَّص. لأنه مُخلَّص ومحفوظ بالنعمة. يعتبر ذلك بديلًا لشهادة الكتاب المُقدَّس عن الروح. نستطيع أن نعلم أننا مخلَّصُون لأننا نعيش ونحيا في علاقة الطاعة مع الله ولنا شهادة الروح أن ذلك صحيحًا. (انظر 1يو2: 3، 29، 14:3، 18-21، 24 للمزيد من الأساس الكتابي للضمان ويقينية الخلاص).
◄ ما هي النصيحة التي تُقدمها لشخص ليس متأكدًا من أنه مُخلّص ؟
(17-18) سنرث مع المسيح المجد وملكوت الله. سيُعلن فينا مجده من خلال الأشياء العظيمة التي فعلها فينا مُغَيِّراً طبيعتنا لما خطط لنا أن نكون عليه. سنرث الحياة الأبدية والتي معناها أن نعيش حياة الله. سنملك مع المسيح. لم يتم مع ذلك حتي الآن حصولنا على جميع امتيازاتنا. فالتمجيد المذكور هنا لا يزال مستقبليًا. الألم الآن والملك في وقت لاحق. على أي حال فإن المجد العتيد المستقبلي عظيم جدًا لدرجة أن ظروفنا الحالية ليست هامة إذا ما قورنت بمستقبلنا.
تصف الآيات (19-25) الأنين بالإيمان ونحن ننتظر الله ليعتق الخليقة.
(19) كل ما خُلِق لا يزال ينتظر الوقت الذي فيه يُمجد الله أولاده بالكامل كما قال الرسول يوحنا: "وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ" (1يوحنا 3: 2).
(20-21) كل شيء خُلِق لا يزال يعاني من نتائج الخطية. سمح الله ببقاء اللعنة على أمل أن الخطاة يتوبون بعد رؤية نتائج الخطية. سيتم في نهاية المطاف عتق الأشياء التي خلقها وردَّها لتحقيق خطة الله. لا يشمل هذا الناس الذين يرفضون في نهاية المطاف إرادة الله ويرفضون التوبة أيضًا.
(22) أثّرت لعنة الخطية على كل الخليقة (تكوين 3: 17-19) أصبح العمل صعبًا. لم تعُد الأرض تستجيب للإنسان كما كانت قبل السقوط. المرض والشيخوخة والموت صاروا من نصيب الكائنات الحية. أكَل العديد من الكائنات الحية الآخرين مما جعل البقاء على قيد الحياة صعبٌ.
(23) حتى المؤمنون لا يزالون يعانون في أجسادهم نتائج الخطية لأن أجسادهم لم يتم استعادتها إلى حالتها قبل السقوط. لدينا الروح القدس كعربون أو عَينة وهو الدليل لعتق الله لنا في نهاية المطاف. الخلاص النهائي هو العتق الكامل النهائي. يمكننا أن نقول إننا خَلصنا فعلًا ومع ذلك لا نزال ننتظر الخلاص النهائي.
◄ ما هي بعض الأشياء التي ترى أنها علامات على أن الخليقة تحت لعنة الخطية؟
سياسة الشيطان مع الخطاة هي أن يعطيهم أفضل ما يمكن في البداية ثم أسوأ وأسوأ وأن يغريهم بوعود لا يمكنه الوفاء بها والنهاية في الجحيم. الله يعطينا لمحة من السماء الآن ويحتفظ لنا بالأفضل لوقت لاحق.
(24-25) تعلن لنا هذه الايات وتوضح نقطة أننا ننتظر الأشياء التي لم نرها ولا استلمناها بعد.
قيامة الأجساد هي عقيدة وتعليم مسيحي أساسي، وإنكارها يؤدي إلى العيشة الخاطئة. بعض المؤمنين في كنيسة كورنثوس أنكروا القيامة ونتج عن ذلك النقيضين المتطرفَين من الزهد الكامل للمتعة.
(1) اعتقد البعض أنه إذا كان الجسد سيتم التَخلُّص منه على أنه لا قيمة له وشرير، إذن فجميع الرغبات الجسدية الطبيعية كانت خاطئة. أوصوا بناءً على هذا المنطق بالعزوبية.
(2) قرر آخرون أنه بما أن الجسد سيتم التخلص منه يمكن الآن أن ننغمس في جميع الرغبات الشريرة.
كلا الطرفين متطرفان وهما بعيدان عن المسيحية وتعاليمها. هذه البدع وغيرها تأتي عندما ينكر الناس قيامة الأجساد.
الآيات (26-27) تصف عمل الروح القدس في صلاة المؤمن.
(26-27) يؤثر وضعنا الساقط على تصوراتنا العقلية والروحية. لا يمكننا أن نفهم تمامًا الحقائق الروحية. لا يمكننا أن نفهم تمامًا ما يُريد الله أن يفعله في العالم. عندما نُصلي يُعِين الروح القدس ضعفاتنا عن طريق الصلاة فينا بكلمات لا يُنطَق بها. هو يعرف كيف نُصلي بحسب مشيئة الله.
هذه الآيات لا تعني الصلاة بلغة غير معروفة. القول هنا هو أن الروح القدس يقول الصلاة لنا أي يصلي لأجلنا لأننا لا نستطيع أن نقول ذلك. لا تعني الآية أننا نُصلي الصلاة بطريقة غير مفهومة.
مُقدمة للنص( 8: 28-39)
يوضح هذا المقطع أن المؤمنين في خطة الله وأن الله يعتزم أن يعطيهم النعمة للانتهاء من الرحلة الايمانية وأن يتحولوا إلى صورة المسيح. لا توجد ظروف موجودة في العالم يمكن أن تفصلنا عن الله لأن نعمته وقوَّته أعظم وأكبر.
يمكن وضع هذا المقطع تحت عنوان "الأمان والضمان الروحي للمؤمن".
◄يجب على الطالب قراءة (8: 28-39) للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية
(28) تشمل عبارة "كل شيء" جميع الأشياء التي نعاني منها. وهذا لا يعني أن الله قد قرَّر كل ما يحدث لنا بما في ذلك الخطية. هذا يعني أن الله يجلب نتائج جيدة من كل شيء من أجل المؤمنين. قال الرسول في العدد 37 بعد سرد جميع أنواع الألم "في هذه جميعها" يَعظُم انتصارنا ونحن أعظم من منتصرين. الله يستخدمهم لتحقيق أهدافه ونُموِّنا من خلال الألم.
الله لا يٌقرر كل ما يحدث. إنه يسمح بالإرادة الحُرَّة للإنسان أن تعمل ويسمح لنا بالدخول للمخاطر الحقيقية والتي تخضع للصدفة ويسمح حتى بالخطية. لكن للمؤمن يجلب الله نتائج جَيدة من جميع الأحداث - حتى من خطايا الآخرين التي ارتُكبت بنوايا ضارة.
(29) الله كُلِّيُّ العلم هو عليم بكل شيء فهو يعرف كل شي عن كل شخص في كل زمان. مع ذلك هذه الآية لا يجب أن نتحدث عنها بعلمه لأنها تقول إن أولئك الذين سبق فعرفهم هولاء خلَّصهم أيضًا. نعلم أنه ليس كل من هُم في العالم مُخلَّصون. لذلك أولئك الذين "سبق فعرفهم" هم أولئك الذين عرفهم كشيء مُحَدَّد. نحن نعلم من سياق رومية أن الله يختار أولئك الذين يؤمنون. كان يعرف مَن الذي سيستجيب لعرض الله للخلاص مع الإيمان (انظر أيضًا 11: 2 والتعليقات) من المهم أن المعرفة السابقة تأتي قبل الاختيار الأزلي في هذا التسلسل. (انظر مز1: 6، 1 كو 8: 3، غلا4: 9، و 2 تيمو19:2 للحصول على أمثلة من "معرفة الله").
كان الله يخطط لهم ليصبحوا مثل المسيح. ليصبحوا كما هو يعني أننا سوف نكون كالمسيح في شخصيته.
(30) إنه عمل الله الذي يقودنا جميعًا إلى الخلاص الأبدي. لا يحتاج شيء منَّا ما عدا استعدادنا ورغبتنا.
(31-32) لا يمكن أن تكون الأحوال صعبة جدًا بالنسبة لله. لقد قَدَّم بالفعل التضحية العظمى لذلك الآن سيُعطينا كل ما يلزم لانتصارنا.
(33) لا أحد يستطيع أن يحسبنا مذنبين بسبب خطايانا المسجَّلة ضِدَّنا، لقد محاها التبرير المقدَّم من الله.
(35-39) لا شيء يمكن أن يفصلنا عن الله. هل هذا يعني أننا لا يمكن أن نفصل أنفسنا عن الله؟ إنه يقول هنا أننا محميون روحيًا من خلال كل هذه الأمور. عندما نقول أن الشخص آمِن تمامًا نحن لا نعني أنه لا يمكن أن يضر نفسه. يتحدث بولس هنا بعبارات عادية فيقول إنه لا يوجد شيء يمكن أن يأخذنا بعيدًا عن الله ضد إرادتنا. أمن المؤمن وضمانه هو الوعد بأن الله لن يفشل أبدًا في تزويد المؤمن بالقوة على المثابرة في إيمانه ولا قوة أخرى يمكن أن تأخذه بعيدًا عن الله.
◄كيف تفسر الأمن والضمان الذي لدى كل مؤمن؟ هل لا يزال المؤمن مؤمنًا إذا قرر العودة إلى الخطية؟
اختبار الدرس والمراجعة: الدرس الثامن
(1) لماذا مستحيل أن يكون الناموس وسيلةً للخلاص؟
(2) ما المقصود بأن المؤمن لم يعُد بعد "في الجسد"؟
(3) لماذا يُعَد الناموس مهمًا للشخص الذي يحب الرب؟
(4) ما المقصود بــ "شهادة الروح"؟
(5) ما المعني عندما نقول إن الخلاص غير كامل؟
(6) ما المشاكل التي تنتج إذا أنكر الناس قيامة الجسد؟
(7) ما هو ضمان المؤمن؟
الدرس الثامن المهام
اكتب صفحة تصف صعوبات العيش كمسيحي مؤمن في عالم ساقط وشرير وأيضًا وَصْف ما يفعله الروح القدس للمسيحي المؤمن.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.