الإصحاح السادس من رسالة رومية هو عن الخلاص والتحرُّر من قوة الخطية. علينا أن نفهم ما هي الخطية لنفهم معني النصرة والغلبة.
◄ ما هي الخطية؟
الكتاب المقدس عادة ما يتحدث عن الأفعال الخاطئة كأنها مقصودة وبإرادتنا (1 يوحنا 3: 4-9، يع17:4). إذا كان الشخص يعرف أن التصرف خاطئ ولكنه يختار أن يفعل ذلك التصرف بأي حال، هذه هي الخطية المتعمدة (بإرادتنا) التي تُدخِل الإنسان في ورطة مع الله. الحب يحفزنا على طاعة الله.
لا تقطع الانتهاكات اللاواعية أو العرضية لناموس الله علاقتنا مع الله. بينما نسلك في النور (وفقًا للحق الذي نعرفه) نتطَهّر من كل خطية (1 يوحنا 1: 7) ولا نحتاج أن يكون لنا خوف من الانتهاكات التي لا نعرفها والمجهولة من أن تجلب لنا إدانة أو فصل عن الله.
نحن بحاجة إلى "السلوك في النور" وهو ما يعني أن نتغير تدريجيًا من قِبَل الحق الإلهي كلما تعلمناه. هناك تناقضات وأفعال خاطئة تضر الشخص إلي أن يفهمها ويُغيرها.
ويتحدث هذا المقطع في المقام الأول عن الخطية المتعمدة، التي يُدان فيها شخص إذا لم يتب ويجد الغفران.
مقدمة الجزء الرابع
يتكون الجزء الرابع من رسالة رومية من الإصحاحات 6-8 ويمكن أن يسمى بـ"تقديس المُتبرر".
يتحدث بولس الرسول حتى هذه النقطة عن البر المحسوب. هذا البر المنسوب إلى المؤمن بدلًا من خطاياه الماضية. الآن يبدأ الرسول في وصف البر المحسوب. يمنح الله البر أيضًا بالنعمة في لحظة التبرير ويعني أن المؤمن يصبح في الواقع بارًا من خلال الحرية من قوة وسيادة الخطية وبمعونة الروح القدس ليحيا حياة مقدسة. لذلك فلا يُحسَب المؤمن فقط مقدسًا بل هو قد جُعل مقدسًا بفعل النعمة. يسمى عمل النعمة هذا في حياة المؤمن بالتقديس.
في هذا الدرس سوف ندرس الإصحاح السادس "التحرر من الخطية"
النقطة الرئيسية للإصحاح السادس
المؤمن حُرّ من عبودية الخطية ويجب أن يختار أن يعيش كمتحرر من الخطية والطاعة لله لئلا يعود تحت سلطان الخطية مرة أخري.
مُلخص الإصحاح السادس
يتناول هذا الإصحاح فكرة خاطئة يعتقدها كثير من الناس بعد سماعهم كلام عن النعمة. تسمى هذه الفكرة "خصومة وتنافر" أو العداء لناموس الله (أي اللاناموسية). اللاناموسي هو الشخص الذي ينكر أنه من الضروري للمؤمن أن يحيا في طاعة الله. ويستند خطأهم على فهمهم الخاطئ للنعمة. قدَّم بولس مفهوم اللاناموسية بسؤالين من الأسئلة الافتراضية (1، 15).
السؤال المطروح في الآية 1 هو رد فعل اللاناموسي على البيان في ( 20:5 ) "حيث تكثر الخطية تزداد النعمة أكثر بكثير". قد يقول لا يهم إذا واصلنا واستمرينا في الخطية طالما سجل خطايانا تم استبداله بالبر المحسوب. كلما ارتكبنا خطايا كلما نلنا مزيدًا من النعمة.
بعض الناس يعتقدون أيضًا أنه لا يهم ما نقوم به لأن الله قبلنا بالنعمة وليس من خلال أعمالنا (15).
رفض بولس بشدة كلًا من هذين الفكرين. أجاب على كلٍ منهما مع شرح لماذا النصرة والغلبة على الخطية أمر مهم جدًا.
◄ يجب على الطالب قراءة الإصحاح السادس للمجموعة.
ملاحظات الآية تلو الآية:
(1) سأل الرسول هنا سؤالًا قد يسأله شخص ما بعد سماع أن النعمة قد تكثُر وتزداد أكثر من الخطية. قد يصل اعتقاد البعض أن الخطية هي في الواقع جيدة ولها نتائج رائعة لأنها وسيلة وطريق لمزيد من النعمة. هذه الفكرة تؤيد أننا أحرار في العيش بلا مبالاة وفي الخطية.
(2) رد الرسول على السؤال كما لو كان مهينًا. ثم أوضح أنه ليس من الممكن لنا أن نواصل العيش في الخطية لأننا متنا عن الخطية.
(3-5) نحن لا نستمر في الخطية لأننا متحدون مع المسيح في موته وقيامته. وكما يفسر رومية 5: 15- 19 تمم الرب يسوع عمل الخلاص لنا جميعًا. بالإيمان نتحد معه حتى يمتد لنا رضي الله كما هو للمسيح.
مات يسوع عن الخطية مرة واحدة وعاش لله. كان موت الرب يسوع لخطايانا وليس لخطاياه تبارك اسمه ولكن النقطة هي أن مسألة الخطية قد انتهت. بالإيمان متنا وقمنا معه حتي تنتهي بالنسبة لنا أمر الخطية.
المعمودية هي إعادة تشكيل موت الرب يسوع وقيامته وترمز إلى مشاركتنا.
(6) "الإنسان العتيق" يمثل الحياة الخاطئة قبل التجديد. (وهناك قسم لاحق في هذا الإصحاح يفسر المفهوم "الإنسان العتيق"). تنتهي حياة الخطية تمامًا حتى أننا لسنا عبيد للخطية فيما بعد.
لاحظ المصطلحات المستخدمة في هذا المقطع حول ما حدث للخطية: "ماتت" "صُلبت" و"أُبطِلت". لم يعطِ بولس أي تحرير تدريجي ولا يعني ضمنيًا أي انتصار وغلبة جزئية (على مراحل) أو أن الخطية تستمر بأي شكل من الأشكال. توضح هذه المصطلحات شروط الغلبة والانتصار الكُلّي على الخطية.
(7-11) التركيز من هذه الآيات هو أن سيادة الخطية انتهت تمامًا من على المؤمن. الرسم التوضيحي هو الموت. الشخص المتوفى خالٍ ومتحرر من الخطية ولدينا اختبار روحي كالموت.
لم يمت الرب يسوع مرة أخرى بعد القيامة. انتهى مع الموت. نحن نموت تمامًا عن الخطية وننتهي معها. الموت للخطية ليست حالة تطول. الموت للخطية يتم بسرعة ومن ثَم نعيش من أجل الله.
يجعل اتحاد المؤمن المسيحي مع المسيح بموته للخطية ومع المسيح في دفنه وقيامته فيما بعد كما وصفها بولس في رومية 6: 1-23 متحررًا من قوة الخطية وعبوديتها. إعلان أنه "ميت للخطية" (رومية 6: 2) ومتحرر منها (رومية 6: 7). يُوصي الرسول أيضًا المؤمن بأن ينظر في علاقته الجديدة مع المسيح وموته للخطية كشيء أكثر من مجرد "مقام شرعي" في نظر الله. يعتبر نفسه ميتًا للخطية بالإيمان ولكن حيًا (قيد الحياة) لله في المسيح يسوع (رومية 11:6). هذا يعني أن المؤمن (المسيحي) هو من يضع في التجربة الشخصية ما يعلنه الله عنه على أنه صحيح وحقيقي. لن يترك ويدع الخطية تسود فيما بعد وتملك في جسده.(رومية 12:6) ولا يستخدم أعضاء جسده كأدوات إثم (رومية 6: 13 أ) بل عليه أن يقدم نفسه ذبيحة حية مقدسة ومقبولة (مرضية) لله (رومية 12: 1) وأن يستخدم أعضاء جسده كأدوات بر (رومية 13:6و19)". ("المشكلة التي تعرقل تقديسنا" للكاتب ألان براون)
"لنحسب" هو تعبير في المحاسبة. هو تأكيد ما هو صحيح وحقيقي. إنه ليس تعبيرًا للتظاهر. الرسول لا يقول للمؤمنين بأن يقولوا شيئًا غير صحيح أو غير حقيقي. يجب على المؤمن أن يدرك أنه قد تم تَحرَّر بالكامل من الخطية كما لو كان ميتًا وأنه يجب أن يختار أن يعيش في تَحرُّر كامل و تام من قوة وسيادة الخطية.
◄ ماذا يعني أن تَحسِب نفسك كميت للخطية؟
يفسر ويشرح ما تبقى من هذا الأصحاح سببًا آخر لأهمية الغلبة والنصرة على الخطية. نحن لسنا عبيدًا للخطية بل خدامٌ وعبيدٌ لله. من المستحيل أن تخضع للخطية دون أن تصبح عبدًا لها. لا يمكنك أن تخدم سيدين. عندما كنتَ عبدًا للخطية لم تفعل أي بر (20). الآن أنت حرٌّ من الخطية وعبد لله. لذلك فأنت تعيش في القداسة (22).
(12-13) هنا نرى تباين. إذا لم يكن لدينا النصرة والغلبة على الخطية فالخطية تسود وتحكم فينا. الرغبات الشريرة لا تسيطر أو تتحكم في المؤمنين. استخدام جسدك في الإجراءات الخاطئة هو تحقيق لسلطان وسيادة الخطية. بدلًا من ذلك فإن جسدك ينتمي لله وينبغي أن تستخدمه فيما لله.
(14) أن تكون "تحت الناموس" يعني أن تكون بدون النعمة المخلِّصة. وبالتالي الحكم على أساس الأعمال. لأن لا أحد بدون النعمة يمكن أن يعيش بدون خطية. لتكون تحت الناموس يعني أنك تحت سلطة وقوة الخطية. الشخص الذي تحت النعمة قد تحرر من أن يكون تحت سلطة الخطية. أن تكون إما تحت الناموس أو تحت النعمة لا يشير إلى أنك في العهد القديم أو العهد الجديد.
◄ تعريف "تحت الناموس" مهم. اطلب من الطلاب أن يشرحوا مرة أخرى بكلماتهم الخاصة ما يعنيه أن يكونوا تحت الناموس؟
(15) هنا سأل الرسول سؤالًا قد يسأله شخص ما بعد أن يسمع أننا لسنا تحت الناموس: "هل نخطئ لأننا لسنا تحت الناموس؟" قد يعتقد الشخص أنه إذا كان قبولنا أمام الله لا يتحقق بسبب طاعتنا له إذًا فالطاعة ليست ضرورية. هناك الكثير من الناس اليوم الذين يعتقدون بنفس الفكر. .تفاعل بولس الرسول مع هذا السؤال بشدِّة.[1]
لم يفسر بولس الرسول ويشرح مباشرةً لماذا لا تغطي النعمة تلقائيًا استمرار الخطية. بدلًا من ذلك أوضح أن الشخص لا يمكن أن يكون خادمًا وعبدًا لله إذا كان تحت سلطة وسلطان الخطية.
(16) أنت خادمٌ وعبدٌ لمن تطيع. إذا كنت في طاعة للخطية فالخطية هي سيدتك وهذا يعني أن الله ليس سيدك. كما قال بطرس الرسول: " ...لأَنَّ مَا انْغَلَبَ مِنْهُ أَحَدٌ فَهُوَ لَهُ مُسْتَعْبَدٌ أَيْضاً " (2 بطرس 19:2). لا يمكنك أن تخضع للخطية دون أن تصبح خادمًا وعبدًا للخطية.
(17-18) تم تحرير المؤمنين من قوة الخطية والآن هم عبيد للبر. لقد اختبروا هذا التحرير من خلال طاعتهم للإنجيل. مرة أخرى يذكر الرسول أنه لخدمة البر كان من الضروري أن يتم تحريرهم من الخطية.
يعرض الإصحاح كله تباين تام بين ارتكاب الخطية والعيش في النصرة والغلبة. لا يوجد أبدًا أي ضمنية أنه من الممكن للمؤمن أن يكون تحت سلطة الخطية أو للخاطئ أن يكون بارًا مع الإستمرار في الخطية. سيكون من الصعب العثور على طريق للبحث فيما قاله بولس عن ذلك بأكثر تأكيد.
(19) قال الرسول إنه يشرح ذلك من الناحية الإنسانية حتى يتمكنوا من فهم ذلك. كانوا في السابق قد خضعوا للخطية التي قادتهم إلى عمق الخطية. الآن لهم أفعالهم وأعمال بر وهو أمر ضروري للقداسة. الشخص لا يصبح مقدّسًا من خلال فعل الأشياء المقدسة لكنه ليس مقدسًا إن لم يفعل ما هو مقدَّس.
◄ كيف تفسر استحالة خدمة الله والعيش في الخطية في نفس الوقت؟
(21-23) الخطية لا تنتج أي (خير) بر ولكنها تنتهي طبيعيًا بالموت. الخاطئ يكسب ويربح الموت - الموت هو أجرة الخطية. المؤمن لا يكسب الحياة الأبدية لأنه لا يستطيع أن يكسبها - بل يحصل عليها كهدية ( هبة) من النعمة.
[1]Image from Piqsels, retrieved from https://www.piqsels.com/en/public-domain-photo-sriuc.
الأساس الحقيقي ليقينية الخلاص الشخصي
للكاتب Tim Keep
هناك نسخة حديثة من مذهب اللاناموسية وهي تعاليم حديثة للضمان الأبدي الغير مشروط والذي يقلب ويلوي تعاليم الكتاب المقدس عن الضمان واليقينية. يُعلِم هذا المذهب أنه بمجرد أن الفرد قد "قبل المسيح" فخلاصه آمن ومضمون حتى عندما يتناقض نمط حياته تمامًا بما يدَّعيه بل وحتى عندما لم يترجم ادَّعاءه بالخلاص إلى تغير في سلوكيات الحياة أو حتى عندما لا نري ثمار التوبة والتغير وعندما يرفض أستاذ الجامعة أن يصبح تلميذًا حقيقياً للرب يسوع. يٌعلًم هذا المذهب طالما أنه صلي "صلاة الخاطئ" فإنه يتشجع على إعلان خلاصه بأي حال. هذا خداع مميت ولا يتفق مع المكتوب المقدس.
من هذه النصوص نعلم أن ضمان ويقينية الخلاص تعتمد كتابيًا على الإيمان:
ضمان الخلاص يعتمد على الإيمان الذي يفهم - "الضمان الكامل". يبدأ الضمان بفهم واضح للإنجيل (1 كو 15: 3-4). هذا هو "معرفة الضمان واليقين" كما يتكلم عنه في (كو 2: 2). الخلاص بالنعمة وحدها من خلال الإيمان في الموت البديلي للمسيح نيابةً عنّا (أفسس 2: 8-9). شرط الخلاص ليس الصلاح الكامل (لن يوجد مَن هو مؤهل) أو الشعور بالخلاص طوال الوقت بل الثقة الثابتة في المسيح وعمله الفدائي حتى عندما نفشل ونسقط. رغبة الإخلاص والأمانة ستتبع إيمان الخلاص الحقيقي.
تعتمد يقينية الخلاص على الإيمان الصادق - "قلب حقيقي" المتجدد الصادق هو الذي "تم رشه من ضمير شرير" وقد أزيل الذنب والعار واستبداله بالسلام والحب. المتجدد الصادق هو أيضاً الشخص الذي " تم غسل جسده بالماء النقي" لأن الأشياء القديمة (العتيقة) قد مضت هوذا كل شيء قد صار جديدًا (2 كورنثوس 17:5). المُتجدِّد الصادق هو أيضًا الذي يدرك و يعترف باستمرار بأخطائه (متى 12:6 يع 16:5)
يشترط الضمان على الإيمان الحي -"محفوظ لنا بقوة الله من خلال الإيمان". كلمة محفوظ هنا تعني الدفاع كما هو الحال في القلعة أو الحصن. تدافع وتحفظ قوة الله الإلهية وستقودنا في نهاية المطاف إلى النصرة والغلبة. إنها قوة دم المسيح المُطًهِّر وقوة قيامته التي حصلنا عليها بالإيمان التي تحفظ نفوسنا للحياة الأبدية. إيمان الخلاص الوحيد الحقيقي هو الإيمان الذي يثابر. الإيمان الذي يثق باستمرار في المسيح وفي عمله الكامل على الصليب. الإيمان ليس عملًا بل هو شرطًا للخلاص. كاتب رسالة العبرانيين وضع ذلك هكذا: "بدون إيمان (من المستحيل) لا يمكن إرضاءه" (عب 11: 6).
يعتقد كثير من الناس أنه كتابي عندما أحقق أي شرط من شروط الخلاص، لكن علَّم الرب يسوع وكل كتبة العهد الجديد بوضوح ضرورة استمرار الإيمان.
"نبع تعزيتي يتوقف ليس على أي رأي سواءً أن المؤمن يمكن أن يسقط أو لا يسقط ولا على ذكر أي شيء لحالتي بالأمس الذي مضى ولكن على ما هو عليه اليوم وعلى معرفتي الحالية لله في المسيح وعلى مصالحتي لنفسه وعلى رؤيتي الآن لنور مجد الله في وجه المسيح يسوع . والسلوك في النور كما هو في النور ولي شركة مع الآب ومع ابنه. راحتي وتعزيتي هي أنه من خلال النعمة أستطيع أن أومن في الرب يسوع المسيح ويشهد الروح في روحي أنني ابن لله. أنا لي ارتياح في هذا وفي هذا فقط بأن أرى الرب يسوع عن يمين الله وأنني شخصيًا لنفسي وليس لآخر، لديً رجاء كامل في الأبدية وراحتي في الشعور بمحبة الله التي انسكبت في قلبي وأن الخطية قد صُلبت لي. إن ابتهاجتي في أن شهادة ضميري، في البساطة والإخلاص وليس بحكمة جسدانية بل بنعمة الله لديَ سيرة طيبة في هذا العالم. اذهب وابحث إذا كنت تستطيع الفرح أكثر أو راحة أكثر وهناء من هذا الجانب من السماء. إذا كنت تأخذ أي راحة أخرى بعيده فأنت تعتمد على أدوات مكسورة ليس فقط لا تتحمل وزنك وأنت تتّكئ عليها لكن أيضًا ستخترق يدك وتجرحك (تطعنك).
◄ من المفاهيم في القسم السابق كيف تفسر أن المسيحي يمكن أن يكون له ضمان الخلاص على أساس الإيمان الحي؟
نقطة تسليط الضوء: "الإنسان العتيق"
يظهر مصطلح (الإنسان العتيق) ثلاث مرات فقط في الكتاب المقدس. استخدم بولس هذا التعبير في الثلاث مرات. يمكننا أن نرى ما يعني هذا المصطلح من خلال مقارنة هذه الشواهد الثلاثة في سياقاتنا.
كولوسي 3: 9
يقول كولوسي 3: 9-10 "لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ...." قال الرسول بولس إن هؤلاء المؤمنين قد خلعوا بالفعل الإنسان العتيق. لم يكن يقصد أنهم تقدسوا بالفعل لأن الكثير من الإصحاح الثالث يدعوهم إلى القداسة.
قال للمؤمنين لأهل كولوسي في وقت سابق "فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ... اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ...لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ" ثم استمر في القول: "أَمِيتُوا ( اقتلوا) اعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ....". هل كان المؤمنون في كولوس لا يزالون يرتكبون هذه الخطايا؟ كلا لأن الآية التالية (6) تقول إن مثل هؤلاء الخطاة هم تحت حكم ودينونة الله وتقول الآية 7 إن هؤلاء المؤمنين فعلوا هذه الأشياء سابقًا (من قبل). فلم يعودوا يرتكبون هذه الخطايا ومع ذلك فإنها ضمنيًا غير ميتة لديهم.
ثم دعاهم الرسول إلي طرح بعض الأشياء التي لم تُطرح إلى الآن بعد: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ وغيرها (8).
ثم نأتي إلى البيان بأن عليهم أن يفعلوا كل هذا لأنهم خلعوا بالفعل الإنسان العتيق بكل أفعاله.
دعاهم الرسول لاستكمال القداسة من خلال وصف المميزات المقدسة (12) ثم من خلال حثّهم على التشبه بالمسيح في العلاقات (13) ثم من خلال إخبارهم أن يلبسوا المحبة التي هي رباط الكمال" (14).
يبدو و من الواضح أن الإنسان العتيق في هذا السياق هو شيئ قد خُلع عند التجديد. لأنهم فعلوا ذلك، اعتقد بولس أنهم يستطيعون التقدُّم إلى القداسة الكاملة.
أفسس 22:4
هذه الآية تأتي في نصٍ موازٍ مع نص كولوسي. في 4: 17-19يصف الرسول أسلوب حياة الوثني. ثم في عدد 20 يتناقض ذلك مع حياة المؤمن. تصف الآيات 21-24 ما المقصود بـــ "نتعلم المسيح" (20) وأن "نسمعه" و "نتعلم منه" (21). تشمل هذه الأشياء خلع الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد. كان هذا جزءًا مما حدث عندما تخلًصوا وتجددوا.
يتماشي هذا المقطع في أفسس ويتبع نمطًا مشابهًا لكولوسي 4 بعد النص الذي فيه خُلع الإنسان العتيق كجزء من الإنجيل الذي تعلموه بالفعل الأمر الأول من بولس لهم هو طرح الكذب ثم استمر في ذكر الْغَضَبَ السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ وطلب منهم أن يكونوا لطفاء متسامحين. وقد ذُكرت كل هذه الأشياء أيضًا في كولوسي بعد النص الذي يعلن أن الإنسان العتيق كان قد خُلع وانتهي بالفعل.
الإنسان العتيق ليس شيئًا يكون المؤمن لا يزال بحاجة للتخلص منه. ولكنه شيئٌ تم خلعه عند التجديد. لم يكونوا بعد مقدسين بالتمام ودعاهم بولس لاستكمال القداسة في حياتهم وبتنسيق مع البداية التي قاموا بها عندما تخلَّصوا من الإنسان العتيق.
رومية 6: 6
في هذا النص يرسم الرسول بولس رسم تبايني كبير بين الخاطئ والمؤمن. النقطة الرئيسية من الإصحاح هي أن الشخص المتجدد له النصرة والغلبة على الخطية. أحد الأسباب التي أعطاها الرسول لإثبات أن المؤمن قد انتصر على الخطية هو صَلب الإنسان العتيق. "عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ." من الواضح قوله إن المؤمن مُحرًّر من الخطية بسبب شيء حدث بالفعل عند التجديد.
الخاتمة
إذن ماذا يعني مصطلح الإنسان العتيق؟ الإنسان العتيق هو خطية حياة التمركز حول الذات التي يتخلى عنها ويتركها الخاطئ عند التجديد.
الشخص المتجدد حديثًا لا يزال لديه من السلوكيات والمواقف التي هي أكثر اتساقًا مع الإنسان العتيق عن الإنسان الجديد. لهذا السبب قال بولس للمؤمنين إن عليهم بإجراء المزيد من التصحيحات في حياتهم والتي ستكون مُتَّسقة مع رفضهم للإنسان العتيق. كأنه يقول لهم: "تحتاجون إلى وقف أي سلوك لا يتناسب مع حياة البر الجديدة لأنكم تركتم حياة الخطية القديمة".
فقرات من "تدبير الرب يسوع لتقديسنا" للكاتب ألان براونAllen Brown
يخبرنا النص في (رومية 6: 1-10) عن تدبير الرب يسوع لتقديسنا الشخصي. عندما وُلدنا مرة أخرى (الخلاص) صرنا في المسيح. صار لنا ونحن فيه كل ما تمَّمه بموته وقيامته. وهذا يعني أنه في المسيح لدينا الموارد اللازمة للانتصار الكامل على الخطية.
ما حدث للمسيح يحدث لي بسبب اتحادي مع المسيح. مُتُّ عندما مات. قُمت فيه عندما قام. لدي المؤمن علاقة جديدة تمامًا بالخطية بسبب هذا الاتحاد الحي مع المسيح. نحن الآن أموات عن الخطية. نحن ميتون لكلٍ من أفعال الخطية وكذلك مبدأ الخطية. هذه هي علاقتنا الوضعية بالخطية.
نسلك الآن في "جدة الحياة" بسبب اتحادنا مع المسيح ومشاركتنا حياة قيامته.
صلب الرب يصبح صلبي بسبب اتحادي مع المسيح. لم يعد الموت يحكم قبضته على حياتنا لأن موت المسيح هزم قوة الخطية.
ما هو معنى "نحسب؟" هو مصطلح مَسك الدفاتر. وهذا يعني أن نضع في الحسبان الحالة ما هي. استخدم الرسول هذا التعبير في (رومية 4: 1-12) فيما يتعلق بتبرير إبراهيم (تستخدم الكلمة اليونانية 11 مرة في العهد الجديد، وترجمت "يُعَد" مرتين " يصفي حساب" 3 مرات وبمعني "عزم" 6 مرات). هنا يشير إلى "تخصيص الإيمان بالتحرير من الخطية والاتحاد مع الله المقدَّم في كفارة وقيامة المسيح" ("استكشاف القداسة المسيحية" للكاتب بوركيسر المجلد 1، 138)
"حساب نفسك ميتًا للخطية وحيًّا لله لا يمثل التبييض الذي " يفترضه " البر الذي لا يوجد في واقع الأمر. إنها تُعد برًا لحساب المرء (من الله استجابة للإيمان) الذي حدث فعلًا في الواقع. "هذا يعني أننا" نحسب "أنفسنا بأننا في الواقع أموات عن الخطية ونصدق ذلك ونعيش كل يوم في ضوء هذه الحقيقة (معاني الكلمات في العهد الجديد، 138، 168 للكاتب إيرل).
ما هي طريقة الحساب؟ استقبل بالإيمان كلمة الله كحق لقلبك. أعلن عن سلطان الله المطلق والوحي المنزَّه لكلمته أنك حر من كل خطية وتحيا بالتمام لله في المسيح يسوع ربك.
ستتخلي وتهجر بإرداتك عن طيب خاطر كعبد مٌحب للرب يسوع المسيح تلك المواقف والإجراءات التي كانت سمة من سمات حياتك القديمة (العتيقة). يعتبر الاستسلام الكامل للرب يسوع هو الفرح الحقيقي! وكنتيجة لعلاقتنا سنصبح شركاء في الحياة الأبدية.
الخاتمة:
لقد رأينا أنه إمتياز شرائنا بالدم ليكون لنا حرية كاملة من قوة الخطية المُسيطرة. ولكن أكثر من ذلك أن الله يأمر أن نكون منتصرين.
ربما لم تدرك هذه الحقيقة من قبل. الله قد خلَّصك وأنت تسلك في جدة الحياة ولكن تجد أن الخطية لا تزال تستمر في الظهور في حياتك. أنت لا تريد ذلك! لكن هناك شيء داخلك يريد أن يفعل أشياء بطريقته الخاصة. إذا كان هذا هو الحال أريد أن أشجعك أن تطيع وصية بولس الرسول بأن تحسب نفسك ميتًا في الواقع للخطية (11:6) وتُخضع نفسك لله (13:6).
أعطي الرب السيطرة الكاملة! إذا فعلت ذلك تتمتع بوعده بأن يطهر قلبك من فطريات الخطية ويملأك من الروح القدس ويعينك بأن تحيا حياة متحررة من قوة وسلطان الخطية. صدّق ما يقوله الله وآمن به وأعلن بالإيمان حريتك من الخطية.
◄ماذا يعنـي "الاتحاد مع المسيح"؟ ماذا يجب أن تتوقع في حياتك لأنك مُتّحد مع المسيح؟
كيفية العيْش في حياة النصرة:
هل سبق لك أن تساءلت عما إذا كان من الممكن حقًا أن تعيش في انتصار كامل على الخطية؟ وعد الله بنعمة قادرة لمزيد من تعويض لضعفنا في وقت التجربة:
(1) كل تجربة شائعة وعامة للبشرية. تأتي بسبب إنسانيتنا (بشريتنا) وتهدف نحو الضعف البشري. وهذا يعني أن صراعاتك حقاً ليست فريدة من نوعها لك وحدك.
(2) تخبرنا أن الله يعرف حدودنا. يفهم كم مدي تَحمُّلنا. نحن لا نعرف حقًا كم يمكننا أن نتحمل ولكن هو يعرف.
(3) الله يحد من التجربة التي تأتي إلينا لأنه يريدنا أن نعيش في النصرة (الغلبة). يفترض بعض الناس أن التجربة غالبًا ما تكون فوق قدراتنا لأننا بشر. وهم يفترضون أن النصرة مستحيلة في كل الأوقات ولكن وفقًا لهذه الآية ليس الأمر كذلك.
(4) يقدم الله ما نحتاج إليه لنعيش في النصرة. يجعل لنا المخرج والمنفذ "وسيلة للهروب"
لذا فإن الاستنتاج الذي يمكن أن نستخلصه من هذه الآية هو أن الله يريد لنا أن نعيش في النصرة والغلبة. يمنح الله نعمةً للعيش بانتصار تجاوبًا وردًا على الإيمان.
إذا فهمنا كيف تم هزيمة المؤمنين والسقوط في التجربة ربما يمكننا أن نفهم كيفية منع تكرار ذلك. يسمح الشخص الذي يسقط في التجربة عادةً لنفسه للمرور من خلال عملية معينة.
يرد وصف هذه العملية في (يع 1: 14-15) "وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً ..... ".
لاحظ جون يسلي أن خطوات الخطية المتعمدة عادة ما تحدث على النحو التالي.
(1) ينشأ إغراء (من العالم أو الجسد أو الشيطان).
(2) يُحَذِّر الروح المؤمن أن يكون ساهرًا حذرًا.
(3) الشخص يعطي الانتباه إلى التجربة وتزداد جاذبيتها (هنا حيث يخطئ الشخص الخطأ الأول).
(4) يحزن الروح ويضعف إيمان الشخص وتبرد محبته لله.
(5) الروح يرفض ويستنكر بشدة.
(6) يتحول الشحص من الاستماع لصوت الروح الحزين المتألم داخله إلى الصوت الجذاب من المُجرِب.
(7) تبدأ الرغبة الشريرة وتملأ قلبه. يتلاشي الإيمان والحب ويكون على استعداد لارتكاب الخطية.
لا ينبغي لنا أن نفترض أن تجربة كل شخص دائمًا تتطابق مع هذا النمط. في بعض الأحيان يخضع الناس للتجربة في التو دون المرور بأي من هذه العملية.
بما أن الإغراء يزيد من قوته بينما نولي له اهتمامنا فإن المؤمن الجاد في الحفاظ على النصرة على الخطية يجب أن يثبت قلبه بحيث يمكنه رفض التجربة فورًا. يضع الشخص الذي يدرك تجربة الخطية ولكن يتردد في مقاومتها نفسه في موضع خطير جدًا. يظهر بتردده أن قلبه ليس عازمًا تمامًا على إرضاء الله.
تُعتـبر التجربة تحديًا لإيماننا. تعطينا التجربة الفرصة للشك في أن طاعة الله هي أفضل وسيلة في تلك اللحظة.
◄ إذا كان المؤمن يبدو غـيرَ قادرٍ على العيش في النصرة على الخطية ما هو السبب في ذلك؟
ربما بسبب واحد أو أكثر من المشاكل التالية:
(1) إنه لا يرى أن الله يطلب الطاعة.
(2) لا يرى أو يؤمن بوعد الله بالنعمة القادرة.
(3) إنه لا يعتمد على نعمة الله القادرة بدلًا من قوته الشخصية.
(4) يخدم الله بطاعة انتقائية بدلًا من الطاعة الكاملة والغير مشروطة.
(5) لم يسع بالنعمة أن يكون له ولو دافع واحد لعمل إرادة الله. (فيليبي 13:3-15).
(6) إنه لا يحافظ على التدريبات والانضباط الروحي الذي يُبقِي علاقة بناء الإيمان مع الله قوية.
(7) إنه لا يحافظ على تقديم كشوف حسابات روحية في الكنيسة المحلية.
تقدم ثلاثة رجال بطلب للحصول على وظيفة سائق. قال الأول وبه الرغبة في إقناع صاحب العمل "أنا سائق ماهر. لن تقلق وأنا أقود السيارة بسرعة عالية وأنا على بُعد بضعة أقدام من حافة الجرف". الثاني لم يكن يريد أن يتفوق عليه لذلك قال: "أستطيع أن أقود بسرعة عالية وأنا على بعد بضع بوصات من حافة الجرف دون الذهاب أكثر من ذلك". وتردد مُقدِّم الطلب الثالث ثم قال لصاحب العمل: "لن أخاطر بحياتك من خلال الاقتراب من حافة الجرف". ما هو رأيك مَن منهم الذي تم توظيفه؟
لا ينبغي أن نحاول أن نرى كم هو مدى قربنا من التجربة. الله يريد أن يقدم لنا المبادئ التوجيهية الشخصية التي من شأنها أن تحرسنا من مناطق ضعفنا. يجب أن نتعلم ما هو خطير كبعض وسائل الترفية وكذلك نبقي بعيدًا عنها.
على المؤمن أن يتوب فورًا إذا لم يحافظ على علاقته مع الله ويتم رد نفسه من خلال شفيعنا (محامينا) الرب يسوع المسيح (1 يوحنا 2: 1-2). لا ينبغي أن ينتظر المؤمن لأي وقت في المستقبل يعتقد أنه سيكون أكثر ملاءمةً. إذا كان يريد رد النفس فإن الروح القدس يعطيه هذه الرغبة ويجذبه مرة أخرى لعلاقته مع الله. ستُرَد نفسه على الفور إذا كانت توبته توبة حقيقية.
جعل الله بذبيحة المسيح الاستثمار الأعلى والأثمن لخلاصنا. لن يدع هذا الاستثمار يضيع هباءً بعدم إعطائنا النعمة التي نحتاجها للاستمرار.
الحقائق الخمس التي يجب أن نعرفها ونعلنها"
للكاتب Tim Keep
إن الانتصار على أفعال الخطية هو الاختبار العادي للمسيحي المؤمن لأنه تحرَّر من عبودية الخطية بموت ودفن وقيامة الرب يسوع المسيح. الخطية المستمرة تَنتج من الجهل بالنعمة المُخَلِّصة والفشل في حفظ الوحدة مع المسيح والفشل في حساب أنفسنا أموات باستمرار عن الخطية وعجزنا على أن نحيا لله وعدم تقديم أجسادنا بالكامل وبطريقة حاسمة لله كأداة للبر.
يرغب كل مؤمن حقيقي في اختبار النصرة على الخطية. هذا بسبب الثمن الغالي الذي دفعه الرب يسوع لتحريرنا من الخطية. ذلك بسبب الطبيعة المدمرة للخطية. كان رد الرسول بولس على أولئك الذين يجادلون بأن "طالما النعمة تكثر للخطية لماذا لا نبقي في الخطية؟" ردًا قويًا جدًا فأعلن "بالتأكيد لا!". عندما يتبني المرء ميل الإهمال وعدم الإكتراث تجاه مرض الخطية لمجرد أن الله قد أٌوجد ووفر العلاج، سيكون بمثابة إهمال مرض الإيدز أو السرطان ببساطة لأنه تم اكتشاف علاج طبي لهما. لن يُجنِّبَ العلاج أحدًا من فترة الألم والمرض. كما أنه لن يشفق العلاج على أحد من مضاعفات المرض. لن يقول أحد له ذهن عاقل: "لنمرض حتى نتمكن من الحصول على العلاج" لا أحد يقول: "دعنا نعمل الخطية طالما النعمة ستغطي ذلك!" مَن هو يقظ لرعب الخطية وإهانتها للروح القدس وكذلك الثمن الغالى المدفوع لعلاجها.
إن اختبار المؤمن في التحرر من الخطية يعتمد على معرفته (6: 3، 6، 9) واستخدامه هذه الحقائق:
(1) لم يعد الإنسان العتيق الأثيم الذي كنّا نعيشه حيًا.
"الإنسان العتيق" مات روحيًا. الشخص الخاطئ القديم الذي كنا عليه مات مع الرب يسوع على الصليب ودفن معه في قبره. سيادة الخطية انكسرت لأن الشخص الميت لم يعد قادرًا على العمل كعبد. انتهت عبودية الخطية بالموت. لقد حدث هذا الموت بالفعل. حدث موت حياتنا الخاطئة القديمة لحظة إيماننا بموت المسيح لأجلنا وبتوبتنا عن خطايانا وبنوال الحياة الأبدية.
لاحظ هذه التصريحات:
"كيف لنا نحن الذين متنا عن الخطية أن نعيش بعد فيها؟"
المشكلة مع الكثير من المؤمنين اليوم هى أنهم يعيشون بحسب إمكانياتهم. العديد من المؤمنين قبلوا الفشل والسقوط كوضع طبيعي كالعادة. هم في كنائس تُعَلِّم أن حياة المؤمن المنتصرة غير ممكنة وأنه يجب أن نتوقع استمرارية الخطية. مؤمنون آخرون قد تم تأقلمهم بتعليم الكمال الذي لا مجال فيه للفشل أو السقوط. هذا التعليم هو أيضًا مُدَمِّر للإيمان وأدّى بالكثيرين إلى اليأس أو النفاق. يوضح بولس الرسول أن النصرة والغلبة لنا من خلال مشاركتنا في انتصار المسيح على الصليب.
(2) يُعتبر الشخص الجديد المقام حيًا ومُقام روحيًا من الأموات مع المسيح.
غلب يسوع كل الخطايا بقيامته. هذه الحياة المقامة علينا أن نشارك بها بالإيمان. بالإيمان يبطل مفعول الخطية فلا تعد للخطية القدرة على شَدِّنا لأسفل أو إذلالنا أو أن تجرحنا أو تقتلنا. لقد قمنا روحيًا مع المسيح إلى حياة منتصرة جديدة.
"كما قام المسيح من الأموات بمجد الله الآب حتي نسلك نحن في جدة الحياة".
ليس فقط حياتي القديمة صُلبت معه وليس فقط نلت حياة جديدة تمامًا كحياته ولكن أنا ساكن فيه وهو فيَّ (انظر أيضاً غلاطية 20:2 ويوحنا 14-16)! هذا هو وعد من الرب يسوع لكل تلميذ: إن الله اختار أن يسكن المؤمنين بالروح القدس.
هذا الاتحاد والسكنيَ هو ما يسب النصرة والغلبة على الخطية وإمكانية العيش بحياة مقدّسة. جعل هذا الاتحاد وسكني الروح القدس من الممكن للمؤمن أن يستقبل ويحيا حياة المسيح النقية والمحِبَّة والرحيمة والغافرة والمقَدَّسة.
"لو كنا متحدين معًا في موته بالتأكيد نحن أيضًا سنكون في قيامته "،
الحساب هو اعتبار الشئ صحيحًا بحيث يمكنك اختبار ذلك في حياتك الخاصة.
هنا توضيح من العهد القديم وسيكون مفيدًا. نتذكر أن االله لم یعط الوعد فقط بأرض الموعد لشعب إسرائیل بل أعطاهم إياها قبل امتلاكهم الفعلي لها بفترة طویلة. لمدة أربعين عامًا تجوّلوا في البرية بإمكانياتهم. لأنهم فشلوا بسبب خوفهم بأن يُصدِّقوا الله.. ولكن الله أحبهم وقادهم إلى ميراثهم.
(يشوع 1: 3) نقرأ: "كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى" يؤصي الرب فيما بعد في الآيات التالية قائلاً: "هَيِّئُوا لأَنْفُسِكُمْ زَاداً, لأَنَّكُمْ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ هَذَا لِتَدْخُلُوا فَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَمْتَلِكُوهَا" كان على شعب الله أن يمتلكوا الأرض التي أعطاهم إياها الرب بالإيمان. مع أن الله قدم لشعبه النصرة على السكان الكنعانيين وبإحساس قوي بحسم المعركة إلا أنهم لم يختبروا النصرة إلا من خلال الإيمان المطيع. هكذا يختبر مؤمنو العهد الجديد الغلبة بنفس الطريقة فقط من خلال الإيمان والاعتماد على نصرة الرب يسوع المسيح لنا وامتلاك المواعيد.
(2) لماذا توضيح الخطية وتحديدها أمرٌ هامٌ في أمر التوبة والغلبة؟
(3) ما هي اللاناموسية "ضد القوانين"؟
(4) ماذا يعني أن "أموت للخطية"؟
(5) ماذا يعني أن أكون "تحت النعمة" بدلًا من "تحت الناموس"؟
(6) لماذا من المستحيل أن نخدم الله والخطية في نفس الوقت؟
(7) من هو "الإنسان العتيق"؟
الدرس السادس المهام والواجبات:
(1) كتابة صفحة توضح فيها ماهية النصرة والغلبة على الخطية وهل هي ممكنة للمؤمن. اجعل إجابتك تتضمن تعريف الخطية بإرادتنا وشرح لماذا تعريف الخطية هام. رد على اعتراضات الناس على إمكانية النصرة والغلبة على الخطية.
(2) تذكير الطلاب بأنهم بحاجة إلى الانتهاء من العروض الثلاثة للخدمات أو الدروس.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.