لابد على قائد الصف جمع المهام المكتوبة من الدرس السابق. اطلب من بعض الدارسين التحدث عما كتبوه. اطرح أسئلة لمراجعة الدرس السابق. راجع الإجابات وصححها حسب الحاجة.
في زمن بولس كانت روما أكبر مدينة في العالم فيها أكثر من مليون نسمة[1]. كان هناك خليط من المجموعات العرقية واللغات والأديان. وكانت أغلبية الناس من العبيد.
المبشرون الأوائل إلى روما:
لا نعرف مَن كان أول من حَمَل الإنجيل إلى روما. ففي يوم الخمسين كان من الحاضرين يهود من روما (أعمال10:2) مَن دخل منهم إلى الإيمان المسيحي حَمَل معه بالتأكيد رسالة الإنجيل إلى روما. من المؤكد بأن إعلانهم أن المسيح قد جاء، تَسبَّبَ في الإثارة والجدل. كان الإنجيل قد انتشر بسرعة أكبر بين الأمم الذين احترموا اليهودية بالفعل.
بطرس...؟ ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الكنيسة في روما أسسها الرسول بطرس، مثلما تؤمن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. ففي تحيات (رومية 16) ذكر بولس أشخاصًا مختلفين كانوا في روما ليس من بينهم بطرس. فلم يذكر بولس على الإطلاق اسم بطرس في أي رسالة من رسائله التي كتبها أثناء سجنه في روما[2].
كنيسة الأمم:
مع أن الرسالة تخاطب اليهود في أجزاء منها إلا أن الكنيسة في روما كانت في الغالب من الأمم. دعاهم بولس، الأمم (رومية13:1-15) قال إنه مديون لكل من اليونانيين والبرابرة فهو مستعد للتبشير للرومان. إلا أن التأثير اليهودي في كنيسة روما كان قويًا لأن المؤمنين الأوائل كانوا يهودًا. من الممكن أن الإنجيل لم يكن قد فُسِّر بوضوح بطريقة تُبيّن للمؤمنين حُرّيتهم من لوائح العبادة اليهودية.
[2]9 تناول تشارلس هودج بالمصادر الاولية التي تدّعي ان بطرس الرسول هو مؤسس الكنيسة في رومية واوضح لماذا هي غير موثوق بها في تعليقاته على رسالة رومية11
مقدمة للفقرة الكتابية
بما أن هدف بولس هو تعزيزلعمل الكرازة فإن السؤال الذي ينشأ بطبيعة الحال هو: "هل يحتاج الجميع حقًا إلى التبرير بالإيمان؟". على أي حال هناك بعض الأمور التي لا يحتاجها كل واحد. فمَن هو في القطب الشمالي لا يحتاج لمَن يجلب له ثلجًا وساكن الصحراء لا يحتاج للرمال.
قد يظن شخص ما أن التبرير بالإيمان ليس شيئًا يحتاجه كل إنسان في العالم فربما عاش بعض الناس حياة البر وقَبِلهم الله بالفعل. الجزء الثاني من الرسالة (18:1 إلى20:3) مكتوب ليبين أن كل إنسان محتاج إلى التبرير بالإيمان وهو بالتالي محتاج إلى رسالة التبرير بالإيمان.
النقطة الرئيسية في الفقرة (رومية18:1إلى20:3)
لقد تعدى كل إنسان في العالم وصايا الله فصار الجميع تحت الدينونة. لا يمكن لأي إنسان أن ينال الخلاص على أساس تسديد مطالب الله لأن الجميع قد تعدوا هذه الوصايا بالفعل.
مُلخص القسم (رومية18:1 إلى20:3)
أولًا يصف بولس حالة الأمميين الوثنيين الذين لم يكن لديهم كلمة الله المعلنة ويبين أنهم رفضوا معرفة الله التي أظهرها لهم في الخلق. ثم يصف حالة بني إسرائيل الذين كان لديهم كلمة الله المكتوبة ولكنهم لم يطيعوها. ويختتم بوصف حالة الخطية العامة للعالم. الخلاصة هي أن العالم كله مُذنِب أمام الله. والإنجيل ضروري لأنه لا يمكن لأي أحد أن يَخلُص باستحقاقاته الخاصة.
لهذه الدروس سيتم تقسيم الجزء 2 (رومية18:1إلى20:3) إلى ثلاث فقرات. وسندرس في هذا الدرس الفقرة الأولى: "خطية الأمم: رفض الله لعبادة الأوثان" (رومية1: 18-32).
◄ يقرأ الدارس الفقرة (رومية 1: 18-32) للمجموعة.
خطية الأمم: رفض الله لعبادة الأوثان (رومية1: 18-32)
الآية 18 هي الآية الانتقالية بين هذه الفقرة والفقرة السابقة.
النقطة الرئيسية للفقرة (رومية 1: 18-32)
كان لدى الأمم معرفة أساسية بالله لكنهم رفضوها واتجهوا إلى الأصنام وأصبحوا فاسدين تمامًا.
ملاحظات آية آية
(18) أعطاهم الله معرفة أساسية عن ذاته. وقد حجزوا الحقيقة (الفعل حجزوا نفسه المستخدم في "تسالونيكي الثانية7،6:2"). يعني هذا أنهم قد امتلكوا بعض الحق وهو ما ستشرحه الآية التالية. ستتم إدانتهم لأنهم رفضوا الحقيقة التي لديهم. الفجور كلمة تصف عثرة في عالم الدين وتعبر عن نفسها أنها وثنية أو عبادة المخلوق دون الخالق (رومية1: 19-23). الإثم يعني الفساد الأخلاقي، ويتضح من الفجور والشر (رومية1: 24-32)[1].
والحقيقة التي حجزوها مُحددة في الآية 20. تشمل معرفتهم بسلطان الله عليهم. يوضح أسلوب حياتهم أنهم ينكرون سلطان الله. وفي المقابل فإن أسلوب حياة المسيحيين يُبيّن خضوعهم لسلطان الله في كل ما يفعلونه وما لا يفعلونه.
تسليط الأضواء: نوعا الإعلان (الرؤيا) - الخاص والعام
◄ ما هي بعض طرق إعلان الحقيقة من الله لجميع الناس؟
لأن الله أعلن الحق بطرق كثيرة فإننا نتحدث هنا عن نوعين من الإعلان: الإعلان العام والإعلان الخاص. يشير بولس إلى كليهما في الرسالة إلى رومية وإن كان بغير هذين المصطلحين.
الإعلان العام هو ما يمكن أن نفهمه عن الله من خلال التأمل في خليقته. نرى عقل الله المذهل وقدرته العجبية في تصميم الكون.
كما نرى الأهمية لدى الله في طريقة تصميمه للإنسان. إن حقيقة أننا يمكن أن نُحلّل البيانات والمواقف وكذلك تقدير الجمال ومعرفة الفرق بين الصواب والخطأ (وإن يكن غير معصوم) تُبين لنا أن خالقنا لا بد أنه يمتلك تلك القدرات بصورة أكبر. نعلم أنه لا بد أن الله يمكنه التفكير والتواصل لأن لدينا تلك القدرات (انظر مزمور 19: 1-4 ؛ 94: 9).
لأن الإعلان العام يُبيِّن لنا أن الله يمكنه أن يتكلم فإننا ندرك أن الإعلان الخاص يمكن أن يحدث. الله شخص (أقنوم) وهو قادر على التحدُّث إلى مخلوقاته العاقلة (11). هذا يساعدنا على إدراك أنه يمكن أن تكون هناك رسائل من الله بل وحتى كتاب (سفر) من الله.
بالإعلان العام يعرف الناس أن هناك إلهًا وأن عليهم طاعته وأنهم عصوه بالفعل (رومية20:1) لكن الإعلان العام لا يخبرنا عن كيفية الوصول إلى علاقة قوية مع الله. يُبيِّن لنا الإعلان العام أننا نحتاج إلى إعلان خاص لأنه يوضح لنا أن الناس خطاة "وبلا عذر" أمام خالقهم.
حَدَث الإعلان الخاص في الوحي بالكتاب المقدس وتم بتجسد المسيح. يشرح الإعلان الخاص الحالة التي وضحها لنا الإعلان العام أننا ساقطون ومذنبون. ويصف الإعلان الخاص شخص الله ويوضح السقوط والخطية ويُبيِّن لنا كيفية التصالح مع الله.
خطية الأمم: رفض الله لعبادة الأوثان (رومية1: 18-32) (تابع)
ملاحظات آية آية (تابع)
◄ ماذا يُخبرنا الإعلان الخاص عما هو أبعد مما نعرفه من الإعلان العام؟
(19) يمكننا أن نرى الحقيقة عن الله من خلال مراقبة خليقته. وحتى فلاسفة اليونان اعترفوا بأنه لا بد أن يكون هناك نوع من العقل الإلهي يضبط الكون. تُعتَبر طبيعة الإنسان جزءًا متميزًا من الخليقة بشكل خاص. إننا نرى الحقيقة عن وجود الله وطبيعته من خلال ملاحظة أن الإنسان لديه وعيًا أخلاقيًا عن الحق والخطأ (الخير والشر) (انظر الآية 32، "إذ عرفوا ...")[1].
◄ ما الذي يمكننا فهمه عن الله عندما نتأمل في الإنسان؟
(20) من عملية الخلق يعرف البشر أنهم مخلوقون وأن الله له سلطة (قوة) وسلطان أبديان عليهم ("لاهوت"[2]تعتبر هذه معرفة تكفي لجعل رفضهم لله بلا عذر وتتفق مع عدالة الحكم عليهم لخطاياهم. هم يعرفون أنهم مذنبون بالمعصية (العصيان وعدم الطاعة) (انظر التعليق على آية 32). إن حقيقة معرفتهم بهذه الأمور عن الله وعن أنفسهم تجعلهم بلا عذر.
إن عدالة الله تقتضي أن تكون الخطية مُتعمَّدة قبل معاقبتها. من الضروري أيضًا أن تكون المعرفة التي لدى الناس كافية لهم لاختيار ما هو أفضل. فإذا كان مستحيلًا عليهم أن يختاروا العمل بطريقة مختلفة فلا يمكن أن يكونوا "بلا عذر". إن الله هنا يشرح ذاته. (لمزيد من النقاش حول هذا المفهوم انظر تسليط الضوء في الدرس التاسع بعنوان "عدالة الله في المحاكمة").
[3]تقريبًا كل ثقافة في العالم لديها افتراض أن هناك إلهًا ساميًا وهو الذي خلق العالم. هم يعبدون في المعتاد بعض القوى الخارقة الأخرى عوضًا عن الله لأنهم يعرفون أنهم منفصلون عن الله الفائق العظيم. لم يحاول بولس إثبات وجود الله لكنه أشار إلى أن وجود الله وسلطانه أمور معروفة في كل ثقافة وأن هذه المعرفة تؤدي إلى الإدانة بالذنب.
هناك حدود للإعلان العام. فلا يتم إعلان معرفة المسيح والإنجيل إلا بالإعلان الخاص. كما إن العالم لا يُصَوِّر الله بدقة لأن العالم تحت لعنة الخطية ولا يظهر تمامًا تصميمه الأصلي. الخليقة مثل لوحة جميلة عليها بصمة من الوحل والطين. وقد تضرَّرَت ولكن لا يزال فيها بعض من جمالها الأصلي مما يُبدي ويُظهر شيئًا عن الفنان المبدع.
(21-22) يستحق الله أن يُمِجدَّه الإنسان كإله (العبادة) ويقدِّم له الشكر (التسبيح). لكن الإنسان رفض سلطان الله عليه عوضًا أن يشكره على ما ناله منه. لقد أراد الإنسان أن يكون إلهًا لنفسه ويأخذ الفضل في كل ما لديه. الاعتراف بهذه الآلهة المستقلة حماقة.[4]
أظلمت قلوب الناس. القلب يُمثِّل الإرادة والإخلاص. والنور يُمثل الحقيقة. ولأنهم رفضوا الحقيقة فقدوا قدرتهم على رؤيتها وفقدوا فهمهم للأمور الروحية والأبدية. وبالتالي لم يفهموا العالم المادي بدقة.
(23، 25) يُركّز الناس على أنفسهم وعلى العالم المادي وقد أدى رفضهم للخالق إلى صنع آلهة تمدح طبيعتهم الساقطة. نقلوا إلى المخلوقات المجد الذي يستحقه الله. ولتجنب المسئولية التي يحملونها تجاه الخالق أنكروا وجوده وكرَّموا المخلوقات. هذا الموقف هو أساس التطور الحديث والنزعة الإنسانية. فإذا كان الإنسان قد أوجد ذاته فيمكنه إذن أن يحدد مقصده الخاص وقيمة وأخلاقه.
إن جوهر الوثنية هو خدمة المخلوق وعبادته. خدمة شيء ما هو إعطاؤه المكانة الأولى في الحياة وترتيب الحياة وفقًا لتلك الأولوية. وأن تعبد شيئًا ما معناه أن تعطيه الثقة والكرامة التي يستحقها الله فقط. وأن تنتظر من المخلوق الشبع الذي لا يعطيه إلا الله. المادية الحديثة هي الوثنية. لا يمكن لإنسان أن يكرم الأمور المادية بدون أن ينتقص من عبادته لله.
◄ كيف استجاب الأمم لمعرفة الله؟
(24) هذه الآية تقدم لنا الموضوع الذي يستفيض في الآيتين (26-27). حُب الوثني للمخلوق يؤدي بشكل طبيعي إلى الفجور بما في ذلك الخطية الجنسية. الخطية الجنسية تجعل للجسد أولوية لكنها في الواقع تهينه وتذله. لأن الجسد ينبغي أن يكون مقدَّسًا ومكرَّسًا لخدمة الله.
(26-27) الفجور نتيجة طبيعية لتمجيد الذات والسماح لمشاعر الأنانية أن تحكم وتسيطر على الإنسان. فعندما تسود الرغبات يصبح الإنسان مشوهًا. فلا يمكن للإنسان أن يحبَّ أي شخص أو يتمتع بأي شيء بشكل صحيح ما لم يحب الله بأسمى صورة.
تُقدم الآية 24 هذا الموضوع وتُبيِّن العلاقة بين الفجور ورفض الله.
كل خطية هي انحراف. الانحراف الجنسي أوضح من بعض الخطايا بأقصى حد. كان الكنعانيون أمثلة على ذلك. وكلما ابتعد الإنسان عن طريق الله كلما ازدادت وحشيته وقسوته وفساده. يظن بعض الناس أن هناك ثقافات بسيطة تعيش حياة أفضل لأن الحضارة لم تفسدها. الحقيقة هي أن الناس في هذه الثقافات يعيشون في خوف من الموت ومن الأمور الخارقة للطبيعة. ويمارسون عادات قاسية ويعانون من نتائج أسلوب حياتهم الفاسد الخاطئ.
الإنسان مخلوق لعمل علاقة مع الله. فإن انفصل عن الله فلا يمكنه أن يكون حقًا حسب القصد من إنسانيته. وسينقصه حتى مُثله العليا. ولن تتحقق المُثل العليا للرجل أو المرأة بدون الله. النقيض الأوضح هو الانحراف الجنسي، لكن كل شخص يتأثر بفقدان الإنسانية الحقيقية بطرق أخرى مختلفة. إن رفض الله كإله هو رفض للإنسان كإنسان. ورفض عبادة الله هو رفض للإنسانية.
من المفارقات أن من عبد المخلوق انتهى بالإنحراف حتى عن المخلوق ضد ما هو طبيعي. فإذا سمح الإنسان لنفسه أن تحكمه رغباته الطبيعية فسرعان ما تتخذ تلك الرغبات أشكالًا شاذة متطرفة غير طبيعية.
من السخرية أنه إذا أَكرم الشخص رغبات جسده فوق الله فإنه ينتهي إلى معاملة جسده بغير احترام. فأجزاء الجسم التي يعبدها الناس في خطايا الجنس هي الأجزاء نفسها التي يذكرونها عندما يريدون أن يقولوا شيئًا فاحشًا ومهينًا.
النساء عادةً لا يسرعن إلى الانغماس في الفجور والانحراف الجنسي مثل الرجال. فإنهن بالغريزة يريدن حماية سلامة الأسرة. عندما يتكلم عن فساد النساء فإن ذلك معناه اكتمال فجور المجتمع.
◄ ما هي بعض أشكال الانحراف الشائعة في مجتمعك؟
الحالة الخاطئة التي أدخلوها تسمی "الجزاء" وهي ما يستحقونه بجدارة. وحالة الإثم هي العقاب المناسب للخطية وتتسبب في الألم والخزي في تزايدها والشهوات غير المكتملة ونتائج الفسق.
[1]نحن لا نقول أن الله هو إنسان لكنه أقنوم قادر على التفكير والإرادة والحديث.
[2]كلمة قوة هنا من الكلمة الاغريقية dunamis والتي تشير إلى القوة أكثر من السيادة وفي هذه الأية كلًا من القوة والسلطان قد تم ذكرهما.
[3]"إذا كان جذر خطية الإنسان هو الفساد الديني فالثمرة هي الفساد الأخلاقي" (وليام غريثوس، تفسير الرسالة إلى رومية)
[4]Image: “Athena Pallas austrian Parliament”, taken by Jebulon on Feb 20, 2012, retrieved from https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Athena_Pallas_austrian_Parliament.jpg, public domain.
الرد المسيحي وتجاوب المؤمن على خطية المثلية:
في التحليل النهائي ليس هناك أي دليل على أن الكتاب المقدس يعترف بصحة "علاقات الحب المثلي (بين الذكور مع الذكور أو بين الإناث مع الإناث)" فإذا كان هذا هو الحال فإننا نتوقع أن نجد بعض التعليم في كل أنحاء الكتاب المقدًس فيما يتعلق بمثل هذه العلاقات كما فعل مع كل شكل آخر من العلاقات الإنسانية (مثل الأزواج مع الزوجات والآباء مع الأبناء والمواطنين مع الحكومة) وعوضًا عن ذلك لا تُوجَد آية واحدة تشير إلى احتمال أن تكون هذه العلاقة مقبولة في عينَي الله.
لم يحظر الكتاب المقدس الفتنة أو مشاعر الحب أو الانجذاب بين اثنين من البشر أو النزاع (الصراع) في نفوسنا. في الواقع الله يخبرنا أنه قريب من المتألمين والمضطربين والمجرَّبين. تحدث الخطية عندما يتم مراعاة أفكار الشهوة أو الانغماس في سلوك خارج تصميم الله.
الاستجابة المناسبة من الكنيسة نحو المثلية لابد أن تشمل الحب الشفوق والحقيقة الوديعة والتواضع الأصيل. كل هذه العناصر الثلاثة أساسية ومطلوبة بنسب متساوية. فمحبة الآخرين تعني الالتصاق بهم في أوقات الخير والشر. هذا يعني رعايتهم وتوصيل محبة المسيح لهم سواء ابتعدوا عن الخطية أو لم يبتعدوا. محبتنا للآخرين تعني أن نراهم بعينَي المسيح تمامًا كما رآنا ومازال يرانا ونحن في خطايانا. وفي الغالب فإن علاقتنا مع الشخص تقوده إلى علاقة الخلاص مع المسيح. بعد ذلك يكون عمل الروح القدس وهو استرداد النفس إلى الكمال والسلامة وهو يعمل عادةً داخل الكنيسة المحلية.
محبتنا لإنسان تعني كذلك أن نتكلم معه عن الحق حتى لو قابل ذلك بالعداء أو التجاهل. إن تقديم كلمة الله يمكن أن تُخلِّص إنسانًا من قرارات سيئة طول العمر والإضطراب والخطية والألم. لدينا خارطة الطريق للحياة ولكن من المهم كسب الحق في أن يُسمع لنا وأن نُصغي بقلب مفتوح وأن نستخدم الكتاب المقدَّس بالحب والتمييز. ليس كل إنسان مستعدًا لقبول تعاليم كتابية معينة. وينبغي أن يقود الصبر والرفق مناقشاتنا بشأن الحق.
التواضع الأصيل هو أيضًا جزءًا من المعادلة. وهو يتألف من المحادثة مع الله وقضاء الوقت معه والاعتراف بخطايانا والاقرار بها والابتعاد عنها وقبول محبة الله العميقة التي عبَّر عنها على الصليب. إن الناشطين المدافعين عن المثلية الجنسية يخترقون كل مجالات ثقافتنا ولكن علينا أن نجعل الحب والرحمة دافعنا وليس الخوف والغضب والكراهية.[1]
[1](من مقالة "ماذا يقول الكتاب المقدَّس عن المثلية الجنسية: الإجابة على الفكر اللاهوتي المُنقَّح عن المثلية الجنسية" من التركيز على الأسرة. للمقال الكامل راجع: http://media.focusonthefamily.com/fotf/pdf/channels/social-issues/what-does-the-bible-say_final3.pdf?refcd=
خطية الأمم: رفض الله لعبادة الأوثان (رومية1: 18-32) (تابع 2 )
ملاحظات آية آية (تابع 2 )
[1](28) لأنهم رفضوا الله في تفكيرهم وفي أسلوب حياتهم، أصبحت أنماطهم الفكرية وفلسفاتهم مُشوَّهة مثل سلوكهم. هناك لعب بالكلمات في اللغة اليونانية يُبين أنه لأنهم رفضوا الله تركهم الله إلى ذهن وفكر هو يرفضه وتوقَّف عن التأثير فيه. الله أعطى الإنسان إرادة حرَّة وسمح لها بالعمل. بعد ذلك سمح الله لمن يرفضونه تمامًا بالتحرر من تأثيره. فاتبعت عقولهم مسار الفساد بدون مانع من جهة الله.
إن الأمور التي أسلمهم الله لها (24، 26، 28) تعني أن هؤلاء الناس كانوا في حالة ميؤوس منها عمليًا وقد اتخذوا خيارات لا يمكن الرجوع فيها (قارن بتسالونيكي الثانية 2: 10-12).
يتأثر الذهن بالفساد. فالإنسان الذكي يصيب عقله الشلل عند اتخاذ قرارات بشأن المسائل الأخلاقية. لكي يدافع عن أفعاله يعطي أسبابًا لا يعتبرها صحيحة في مجالات عملية أخرى من الحياة.
◄ما هي بعض الأمثلة على الأعذار غير المعقولة التي يقدمها الناس عن خطاياهم؟
(29-31) في هذه الآيات نجد قائمة من الخطايا الرهيبة. تُحِدُّ وتُقيِّد الثقافة والتقاليد والحكومة هذه الميول ولكنها موجودة في قلب الإنسان الخاطئ. إذا أُزيلت القيود الثقافية والحكومية سيتحول كثير من الناس بسرعة إلى الوحشية.
الخطايا المذكورة هنا ليس لها تعريفات تجعل كل منها متميزًا تمامًا عن الآخرين ولكننا وضعنا هنا بعض الأفكار الرئيسية.
الإثم وعدم البر: مصطلح عام ربما يتضمن كل الخطايا الأخرى.
الطمع: مصطلح يُستخدَم كثيرًا في الكتابات اليونانية للإشارة إلى الأنانية العدوانية. ويصف الشخص الذي يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة وهو على استعداد أن يدوس على مصالح الآخرين. ويتضمن الطمع الاستخدام غير المشروع للسلطة من أجل تحقيق الربح.
الخُبث: الشراسة الداخلية والميل إلى الشر.
الحسد: الرغبة في ما يمتلكه الآخرون مع الاستياء من الذين لديهم تلك الأشياء المرغوبة.
القتل: النتيجة القصوى للكراهية والاستياء.
الخصام: المشاجرة ربما بسبب التنافس.
المكر: الاحتيال ويمكن أن ينطوي على تقديم طُعم لإصطياد الغير.
السوء: الحقد والاستعداد لايذاء الآخرين دون سبب.
النميمة: الاغتياب سرًا.
الافتراء: النميمة العلنية.
البغض لله: يرى الناس أن الله عدو لهم لأن شرائعه تدينهم.
الحقد: ينبع من الغطرسة والكبرياء. الشخص الضعيف الذي له هذه الصفة يريد إهانة الآخرين الذين ينبغي عليه احترامهم. الشخص القوي الذي له هذه الصفة قاسٍ على الآخرين وينتقم بشدة من الذي لا يُظهِر له الاحترام الذي يريده.
التعظم: الكبرياء أصل كل خطية لأنه يحفز الإنسان على أن يحكم حياته متحديًا خالقه.
الادّعاء والتفاخر: تمجيد الذات. وهذا يتفق مع التمركز حول الذات. إذا تأملنا هذه الصفة مع الصفات الأخرى. فإن الشخص يُمجد ذاته على نحو خادع على حساب الآخرين ولإيذاء الآخرين.
مبتدع الشرور: الشخص المبدع في إيجاد الشر والأشياء المدمرة.
عدم طاعة الوالدين: هدم الأسرة هو نتيجة للخطية ويؤدي إلى مزيد من تفكك المجتمع. وتجد النزعة الخاطئة تعبيرًا مبكرًا في الطفل الذي يقاوم السلطة الأولى التي يعرفها.
عدم الفهم: عدم إدراك القيم الأخلاقية. فالإنسان لا يقتنع بالمناقشة المبنية على الأخلاق. إنها ليست الافتقار إلى الذكاء ولكن الحس الأخلاقي المُعَوّق نتيجة للقلب الشرير.
كسر العهد (بلا عهد): غير جدير بالثقة. بعد ترك الأخلاق والسلطة وكراهية الحقيقة المطلقة التي لا تميل نحو الإنسان إذ يجعل لذاته أولوية فإنه يكسر وعوده.
عدم الحنو والمودة الطبيعية: هو العكس من وجود غرائز الحماية والعاطفة. هذا الإنسان يترك أسرته ويتبع شهواته الخاصة، وغرائز الحب الأساسية لديه مُشَوهة. ويمكنه أن يسيئ معاملة الأشخاص الذين يعتمدون في حمايتهم عليه.
عدم الرحمة: بدون شفقة. يمكن لهذا الإنسان أن يرى الألم دون أن يكون لديه رحمة. لا يتحول عن اتجاه الشر حين يرى المعاناة التي سببتها أعماله للآخرين. ولا يحركه الندم عند رؤية الآلام التي سببتها بالفعل شروره.
(32) الإنسان يعرف أن هذه الأمور خاطئة. فالوثني لا يتبع بإخلاص حتى الحقيقة التي لديه. فهو يعرف أنه تحت الدينونة. لكنه ليس فقط يتبع خطيته فحسب بل كذلك يستحسن الخطية التي لدى الآخرين. وتغرق أخلاق المجتمع في الانحطاط إلى درجة أن يكون المعيار الجديد للسلوك موافقًا على الفجور.
إن الإنسان الذي يقبل الخطية تمامًا يوافق أنه خاطئ ويوافق أن الآخرين خطاة. ويستمتع بخطايا الآخرين. لقد كان الناس يصفقون للقتل في ساحات الملاعب الرومانية. كثيرون في العصر الحديث يتمتعون بمشاهدة العنف والأفعال الجنسية غير الأخلاقية. ويعجبون بمن يتفوق في مقدار الخطية التي يمكنه ارتكابها.
[1]"من الصعب فهم الأضرار الكاملة التي تسببها الخطية لشخصية الإنسان. وراء ضعف الإرادة التي نشأت وإزدهار المشاعر المثيرة يَكمٌن عقل تبلّد وصار عبدًا للشهوة. تعلّم أن يقدم الأعذار عوضًا عن أن يقدم الأسباب. فهو يُقرّر أولاً ثم يُفكر بعد ذلك. يُقدم المبررات وليس الأسباب. يقول الحقيقة أحيانًا ولكن بغير اتِّساق ولا يمكن الاعتماد عليها... يربح الكذب لا الحقيقة والأصنام وليس الله والحكمة من أجل الحماقة... "(ويلبر دايتون ألديرزغيت سلسلة الكتاب المقدًس سلسلة: دليل الدراسة لرسالة رومية).
ليس كل شخص قد إرتكب كل هذه الخطايا بفاعلية. ومع ذلك فإن الإنسانية الساقطة لديها ميل نحو كل هذه الخطايا. ويمكن لكل إنسان أن يرتكب أية خطية من هذه الخطايا إذا كان في ظروف مختلفة.
كان سينيكا فيلسوفًا رومانيًا ومسئولًا في الحكومة وعاش في وقت الرسول بولس. لم يكن مسيحيًا ولم يكن مُطَّلِعًا على الكتاب المقدَّس لكنه لاحظ أن إمكانات كل خطية موجودة في كل إنسان. وقال: "كل الرذائل موجودة في كل البشر، مع أنه ليست كل الرذائل تبرز في كل إنسان"[1]. يمكننا أن نلاحظ أن وصف بولس للخاطئ ينطبق على كل زمان وعلى كل ثقافة.
تُقيِّد وتمنع الحكومة ومعايير المجتمع كثيرًا من النزعة الشريرة للأفراد. كثير من الناس تنغمس قلوبهم وعقولهم في الشهوات الخاطئة التي لا يظهرونها علنًا لأنها تتطلب موافقة الآخرين. الناس لديهم ميول سرية نحو الخطايا المدرجة في هذه الفقرة وهم مذنبون بهذه الخطايا في قلوبهم.
[1]مقتبس من رسالة رومية في تعليق وتفسير كتابي نٌشًر عام 1963 . صفحة 87
تطبيقات الفقرة
هذه الفقرة أساسًا وصف للناس في المجتمعات التي لم تسمع الإنجيل. ورفضوا معرفة الله المعلَنة في الخليقة وفي ضمائرهم. ثم وجدوا شيئًا آخر يعبدونه ويتيح لهم الانغماس في شهوات طبيعتهم الخاطئة وأصبحت رغباتهم فاسدة. وهو ما يفسر لماذا يحتاج هؤلاء الناس إلى الإنجيل.
الفقرة مهمة لكل إنسان لأنها تسرد أنواعًا كثيرة من الخطية وتُبيِّن أن الله يكرهها. وهي أيضًا تحذير من أن كل خطية فيها ميل لدفع الخاطئ لمزيد من الشر. من يسمع الإنجيل ويرفضه هو في خطر المُضي في عملية فقدان إدراك ماهو الحق والخطأ.
تشرح هذه الفقرة الظروف التي نراها في مجتمعاتنا. برغم المناداة بالإنجيل فيها، تجد الثقافة والتقاليد وسيلة لجعل خطايا معينة مقبولة وتتجاهل معيار الله.
اختبار الدرس والمراجعة: الدرس الثاني
(1) ماذا يعرف كل البشر عن الله حتي بدون المكتوب والوحي؟
(2) بأي الوسائل يحصل البشر على إعلان ورؤيا عامة؟
(3) ما هو الإعلان والرؤيا الخاصة؟
(4) ما هي الوثنية؟
(5) ماذا يحدث لأذهان البشر وتفكيرهم بعد رفضهم لله؟
الدرس الثاني المهام :
اكتب صفحة تصف حالة المجتمع الذي لم يسمع الإنجيل ولكنه رفض الله. ما هي معرفة الله التي لديهم؟ ماذا حدث لتفكيرهم؟ صف شرَّهُم. اشرح لماذا لا يظهر الجميع نفس النوع من الشر.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.