تروي الأسفار من الخروج إلى التثنية أحداث الأيام الأولى لأمة إسرائيل. وتخبرنا هذه الأسفار عن قصة إنقاذ إسرائيل من مصر، وإعطاء الناموس عند جبل سيناء، وسنوات التيهان في البرية، والاستعداد لدخول أرض الموعد.
مثل سفر التكوين، كتب موسى الأسفار من الخروج إلى التثنية. يبدأ سفر الخروج بعد وجود شعب إسرائيل في مصر لمدة 400 سنة. ورغم وجود بعض الخلاف حول التاريخ، فإن التاريخ الأكثر احتمالًا للخروج من مصر هو عام 1446 قبل الميلاد.[1]وينتهي سفر التثنية بينما يستعد شعب إسرائيل لدخول كنعان حوالي 1405 قبل الميلاد.
[1]يرى الإنجيليون أن هناك تاريخين محتملين للخروج. استنادًا إلى ملوك الأول 6: 1 وقضاة 11: 26، فإن التاريخ الأرجح هو 1446 قبل الميلاد. واستنادًا إلى البيانات الأثرية والفهم الرمزي لملوك الأول 6: 1، يدعم بعض الإنجيليين تاريخًا يقارب 1275 قبل الميلاد. ولكن القراءة المباشرة لسفر الملوك الأول وسفر القضاة تشير إلى أن عام 1446 قبل الميلاد هو التاريخ الأكثر احتمالًا.
سفر الخروج
موضوع السفر: الفداء والعلاقة
يتتبَّع سفر الخروج موضوعين رئيسين. يتناول الخروج 1-15 فداء الله لإسرائيل من مصر. ويُحيي عيد الفصح ذكرى هذا الفداء. سيظل الاحتفال بعيد الفصح، طوال تاريخ إسرائيل، تذكيرًا سنويًا بنعمة الله في خلاص إسرائيل من العبودية.
يتحدَّث الخروج 16-40 عن علاقة الله الرحيمة بإسرائيل. إن إعطاء الناموس عند جبل سيناء هو لحظة محورية في تأسيس هذه العلاقة.
سفر الخروج
الإصحاحات 1-15
الخلاص من مصر
الفصح
الإصحاحات 16-40
العلاقة مع يهوه
الوصايا العشر
نظرة عامة على سفر الخروج
الخلاص: خروج 1-15
يبدأ سفر الخروج بمعاناة إسرائيل من الاضطهاد في مصر. ورغم ترحيب فرعون بعائلة يوسف، يُنظَر الآن إلى نسل يعقوب، بعد مرور 400 سنة، على إنهم يشكلون تهديدًا لمصر. سمع الله صراخ شعبه وأقام موسى مُنقذًا لهم.
أربعة أحداث تصوِّر خلاص إسرائيل من مصر:
ولادة موسى المعجزية ودعوته هي استجابة الله لصراخ شعبه.
تُظهر الضربات العشر سلطان الله. إن الضربات هي أكثر من مجرَّد إظهار لقدرة الله؛ إنها هجوم مباشر على آلهة مصر الزائفة. كان المصريون يعتبرون أن النيل هو مصدر الحياة؛ فحوّل الله الماء إلى دم. وكانت إحدى الآلهة المصرية تُصوَّر كضفدع. فأرسل الله ضربة الضفادع. وكان الابن البكر من كل عائلة مصرية ينتمي الى الآلهة؛ فأخذ الله الأبكار. لقد أظهرت الضربات لمصر ولإسرائيل أن يهوه هو المتسلِّط على جميع الناس.
يُشير الفصح إلى مكانة إسرائيل كشعب الله المُختار. وأصبح هذا العيد تذكارًا دائمًا لعمل الله الخلاصيّ العظيم.
أظهر عبور البحر الأحمر قدرة الله على خلاص شعبه.
العلاقة: خروج 16-40
خلَّص الله إسرائيل ليقيم علاقة حميمة بشعبه. تجري أحداث الخروج 16-40 عند جبل سيناء. هناك التقى الله بشعبه ووصفهم بأنهم "خاصة" له (ملكية غالية).[1]
ثمة علامتان تميزان العلاقة بين يهوه وإسرائيل:
(1) زوَّد إعطاء الوصايا العشر هذه العلاقة بهيئة العهد. مثل الختان في العهد مع إبراهيم، لم تجلب طاعة الناموس الخلاص. بل كانت طاعة الناموس نتيجة للعلاقة مع يهوه.
(2) قدَّمت خيمة الاجتماع مثالًا مرئيًّا على حضور الله وسط شعبه. كان وضع الخيمة في وسط المخيَّم تذكيرًا دائمًا بأن يهوه يسكن وسط شعبه الذي اختاره.
علَّمت خيمة الاجتماع شعب إسرائيل مفهوم القداسة. عندما يقترب بنو إسرائيل من خيمة الاجتماع، كانوا يدركون أنهم ينتقلون من مكان "غير طاهر" (خارج المخيَّم) إلى مكان "طاهر" (داخل المخيَّم) إلى خيمة الاجتماع نفسها التي كانت "مقدَّسة" ومخصَّصة لله وللكهنة. وكان "قدس الأقداس" رمزًا مرئيًا لمسكن الله. وهذا يدل على قداسة الله وتوقعاته من شعب مقدَّس.
سفر الخروج في العهد الجديد
في العهد الجديد، يسوع هو حمل الفصح الكامل.[2]فهو يتمِّم وعد الفصح وخيمة الاجتماع. ويستخدم يوحنا الكلمة اليونانية لـ "خيمة الاجتماع" ليصف خدمة يسوع على الأرض عندما يكتب: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ (خيَّم) بَيْنَنَا."[3]وكما مثَّلت خيمة الاجتماع حضور الله وسط شعبه، كان يسوع هو حضور الله بين جميع البشر.
من المؤسف أن العديد من المسيحيين يهملون سفر اللاويين. مع أن سفر اللاويين يصف ممارسات تبدو غريبة بالنسبة لنا، فإنه يحمل رسالة مهمة: الإله القدوس يطلب شعبًا مقدسًا. ويجيب سفر اللاويين عن السؤال: "كيف يجب أن يعيش شعب الله في محضر إله قدوس؟" إن موضوع سفر اللاويين هو القداسة.
من المهم أن نفهم مكان سفر اللاويين في أسفار موسى الخمسة. لقد خلَّص الله إسرائيل من مصر ودعاهم لنفسه. وليس المقصود أن تكون الذبائح والناموس وسيلة لكسب رضا الله. بل توفِّر الذبائح وشرائع القداسة إطارًا للعيش في حضور إله قدوس.
إن مفتاح قراءة سفر اللاويين هو التوازن الذي نراه في لاويين 20: 7-8. "فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ."[1]فقد أُمِرنا أن "نتقدَّس ونكون مقدَّسين." لكن يجب ألا ننسى أبدًا أن "الرب مقدِّسكم." الإله الذي خلَّص إسرائيل بنعمته في سفر الخروج هو الإله الذي يقدِّس إسرائيل في سفر اللاويين. الإله الذي يدعونا لنفسه هو الإله الذي يجعلنا مقدسين.
نظرة عامة على سفر اللاويين
شرائع الذبائح (لاويين 1-7)
طلب رالف وود Ralph Wood، الأستاذ في جامعة بايلور، ذات مرة من مجموعة من الطلاب المقارنة بين مشهدين: عالِم معاصر يقول إن عقيدة الخطية هي أسطورة خرافية، وصبي وثني يقدِّم دجاجة على مذبح في قرية نائية. وسأل البروفيسور وود: "أي منهما أبعد عن الحقيقة؟" وسرعان ما أدرك الطلاب أن الصبي الوثني، مهما كان بدائيًا، يفهم شيئًا لا يفهمه العالم المعاصر: الخطية تتطلب ذبيحة. والخطاة بحاجة إلى وسيلة للكفارة. ومع أن الولد الوثني كان يطلب المغفرة بطريقة خاطئة، لكن هذا يُظهِر أنه حتى الوثني يفهم أن الخطية تتطلب الكفارة.[2]
تظهر الحاجة إلى الذبيحة في جميع أنحاء الكتاب المقدس:
في تكوين 3: 21، صنع الله ملابس لآدم وحواء من جلد حيوان.
في تكوين 4، رُفِضَت ذبيحة قايين غير المستحقة.
في تكوين ٢٢: ١٤، سمَّى إبراهيم مكان الذبيحة: "يهوه يرأه."[3]
في سفر اللاويين، عُرِفَ نظام الذبائح.
في عبرانيين 9 و10، يُعتَبَر يسوع الذبيحة "النهائية" التي تحمل خطايا كثيرين.
يقدّم لاويين 1-7 شرائع الذبائح. ساعدت هذه الذبائح بني إسرائيل أن يفهموا كيف يقتربون إلى الله القدوس.
ذبيحة المحرقة (لاويين 1) هي الذبيحة الأولى في العهد القديم. يضع مقدِّم الذبيحة يده على رأس الحيوان قبل قتله، مُعلنًا أن الخاطئ نفسه هو الذي يستحق عقوبة الموت.[4]ثم يُحرَق الحيوان بالكامل على المذبح.
تقدمة الدقيق (لاويين 2) هي تقدمة ترافق غالبًا ذبيحة المحرقة أو ذبيحة السلامة.
ذبيحة السلامة (لاويين 3) احتفال بالشركة بين مقدِّم الذبيحة والله. وتؤكِّد علاقة العهد بين الله وإسرائيل. إنها التقدمة الوحيدة التي يتقاسمها مقدِّم الذبيحة، والكاهن، والله.[5]
ذبيحة الخطية (لاويين 4: 1-5: 13) أعطيت للتكفير عن الانتهاكات غير المقصودة للناموس أو عدم فعل ما يطلبه الناموس. تجعل الخطية الإنسان نجسًا؛ وتعيده هذه الذبيحة إلى الطهارة.
ذبيحة التعدي أو الإثم (لاويين 5: 14-6: 7) تتعامل أيضًا مع انتهاكات الناموس. وتشبه هذه الذبيحة ذبيحة الخطية إلى حدٍّ كبير، ولكن يبدو أنها تختص بالانتهاكات الأكثر خطورة، ولا سيَّما تلك التي تتطلَّب رد الممتلكات واستعادتها.
مع أن إسرائيل تعاملت فيما بعد مع الذبائح كمجرَّد طقوس، كان الهدف من نظام الذبائح هو تقديم توبة حقيقية. ولا تشمل هذه الذبائح "الخطايا التي تُرتَكَب بيدٍ رفيعة" (الخطايا المرتكبة في تحدٍّ متعمَّد).[6]الذبيحة المقبولة لا بدَّ أن تُقدَّم من قلبٍ تائبٍ حقًا.
تأسيس الكهنوت (لاويين 8-10)
بما أن الله قدوس، يجب أن تُقدَّم كل العبادة بالطريقة التي يحدِّدها. يُظهِر خروج 32 نتيجة محاولة الجمع بين عبادة يهوه والعجل الذهبي في مصر.[7]ويُظهر لاويين 10 دينونة الله لمن يعبدون بطريقة غير لائقة. فالله القدوس يطلب أن نقترب إليه كما يحدِّد هو.
شرائع الطهارة والنجاسة (لاويين 11- 16)
طوال 400 سنة، عاش شعب إسرائيل في مصر، محاطين بالوثنيين الذين لا يعرفون القداسة. وعندما دعا الله إسرائيل ليكونوا شعبًا مقدَّسًا، كان عليهم أن يتعلموا الانفصال عن خطايا الأمم المجاورة. وقد أتاح هذا لإسرائيل إعلان طبيعة الله القدوس للأمم.
استخدم الله شرائع الطهارة والنجاسة ليعطي درسًا عمليًّا في معنى القداسة والطهارة. وباستخدام جوانب الحياة اليومية (الطعام، والولادة، والأمراض الجلدية، والإفرازات الجسدية) أظهر الله أن الحياة كلها ملك له.
بعض الفروق بين الطاهر والنجس ليست واضحة للقارئ المعاصر. وأحد التفسيرات الأكثر ترجيحًا هو أن الحيوان الطاهر يتناسب مع ما يتوقع الشخص رؤيته في الفئة التي ينتمي إليها. على سبيل المثال، الكائن الذي يعيش في الماء بدون الزعانف أو القشور المتوقعة نجس؛ والحشرات الطائرة ذات أرجل كثيرة نجسة.[8]وفي حين أن أسباب هذه التصنيفات ليست واضحة دائمًا، فإن الرسالة الأساسية واضحة: يجب أن يميِّز شعب الله بين ما هو طاهر وما هو نجس.
قانون القداسة: السير مع الله (لاويين 17-27)
ينتقل القسم الأخير من سفر اللاويين من طقوس الذبائح، والكهنوت، والطهارة الطقسية إلى التركيز على الحياة المقدسة. في قانون القداسة، يدعو الله إسرائيل لتجسيد القداسة في كل مجال من مجالات الحياة: العلاقات الاجتماعية، والأسرة، والجنس، والأيام المقدسة، ومعاملة الفقراء. وتستند الدعوة إلى القداسة إلى طبيعة الله: "تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ."[9]ويأتي التذكير "أنا الرب" أو "أنا الرب إلهكم" سبع وأربعين مرة في هذه الإصحاحات. إن قداسة شعب الله هي انعكاس لقداسة الله.
سفر اللاويين في العهد الجديد
لم تعد العديد من التطبيقات الخاصة بسفر اللاويين سارية المفعول منذ مجيء المسيح؛ لقد تمَّم المسيح الناموس.[10]ولكن مبادئ القداسة التي يعلِّمها سفر اللاويين لا تزال سارية المفعول. تكشف هذه الشرائع عن قداسة الله، القداسة المتاحة بالمسيح لجميع المؤمنين.[11]
[5]يُحرَق الجزء الذي يخص الله ("الشَّحم" - أفضل الأجزاء). و يأكل مقدِّم الذبيحة والكاهن باقي الأجزاء.
[6]وفقًا لسفر العدد 15: 30-31، لم تكن هناك ذبيحة عن الخطية المتعمَّدة. بل كان يجب أن "يُقطَع" الخاطئ. في المزمور 51، كان داود يعلم أن قتله المتعمد والمقصود لأوريا لا تغطيه ذبيحة الخطية. وفي المقابل، ألقى بنفسه على رحمة الله؛ "بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ."
[8]من المتوقع أن يكون للمخلوق المائي زعانف أو قشور. وترتبط أرجل الحشرة بالزحف وليس الطيران. وبالتالي، فإن هذه المخلوقات لها خصائص لا تتناسب مع المواصفات المتوقعة للفئة التي تنتمي إليها.
[9]لاويين 19: 2. تتكرر الفكرة نفسها في لاويين 20: 7؛ 21: 8. وتتكرر في العهد الجديد في 1بطرس 1: 15-16، ونجد الفكرة نفسها في متى 5: 48.
◄ إذا كنا نخلص بالنعمة، فما هو الدور العملي الذي يلعبه الناموس في حياتنا كمؤمني العهد الجديد؟
كثيرًا ما يُساء استخدام "الناموس" في الكنيسة اليوم. بالنسبة للكثيرين، فإن الناموس قد عفا عليه الزمن ولا معنى له على الإطلاق بالنسبة للإنسان المسيحي. ويستشهدون بتحذيرات بولس من محاولة كسب رضا الله بطاعة الناموس،[1]بينما يتجاهلون عبارات أخرى مثل: "وَلكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ صَالِحٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْمِلُهُ نَامُوسِيًّا."[2]يجب مراعاة كلا العبارتين في دراستنا لناموس العهد القديم لأن "كُلُّ الْكِتَابِ... نَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرّ."[3]
بالنسبة لآخرين، أصبحت طاعة الناموس وسيلة لكسب رضى الله. إنهم يفتخرون بالتزامهم الدقيق بكل تفاصيل الناموس. ويعتقدون أن هذا سيجلب رضى الله؛ وهذا هو الخطأ الذي ارتكبه المتهوِّدون.
كيف يجب أن ينظر المؤمن بالمسيح إلى الناموس؟ يردُّ العديد من المؤمنين بالمسيح بتقسيم ناموس العهد القديم إلى ثلاث فئات. ويقولون إن الناموس الأخلاقي (مثل الوصايا العشر) لا يزال ساريًا اليوم. وإن الناموس المدني (القوانين الخاصة بإسرائيل كأمة) والناموس الطقسي (القوانين المتعلقة بالذبائح، والكهنوت، والطهارة الطقسية) لم يعد قابلًا للتطبيق.
ومع أن هذا تقسيم شائع، فإننا نواجه بعض الصعوبات في تحديد الشرائع التي تناسب كل فئة. اقرأ لاويين 19، ضَعْ كل قانون في فئة من الفئات الثلاث. ستجد أن هذا أمر شخصيّ للغاية. هل قانون الالتقاط (لاويين 19: 9-10) قانون مدنيّ يتعلق فقط بإسرائيل كأمة، أم أنه تكليف أخلاقي برعاية الفقراء في جميع المجتمعات؟ والموازين العادلة في لاويين 19: 36 هي قانون مدنيّ، لكنها تعبِّر أيضًا عن مبدأ الأمانة الأخلاقي.
لم يذكر موسى في لاويين 19 أيّ فَرق بين الشرائع المدنية، والطقسية، والأخلاقية. ونظرًا لعدم وجود تمييز، وبما أن كلمة الله أبدية، فقد يكون من الأفضل قراءة الناموس بصفته إعلانًا عن طبيعة الله يرشد شعب الله في جميع الأوقات.
في هذه المقاربة للناموس نسأل: "ماذا يعلن هذا الناموس عن طبيعة الله المقدسة ومتطلباته من شعب مقدس؟" ثم نقرأ الناموس من خلال مجيء المسيح ونطبِّقه على ظروفنا اليوم.
كيف نتعامل مع الناموس
(1) اقرأ ناموس العهد القديم
(2) ابحث عن المبدأ الذي يعلِّمه أو الجانب الذي يعلنه عن طبيعة الله.
(3) ابحث عن التغييرات التي صنعها مجيء المسيح في التطبيق.
(4) حدِّد التطبيق المعاصر.
لتطبيق هذا النموذج، لنأخذ مثال شريعة الالتقاط (لاويين 19: 9-10):
(1) تقول الشريعة القديمة: "كَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ."
(2) تقوم الشريعة على أساس طبيعة الله: "أنا الرب إلهكم." الله يهتم بالفقراء؛ ويحب المحتاجين.[4]
(3) قدَّم يسوع نموذجًا لرعاية المحتاجين طوال خدمته الأرضية. لم يغيِّر يسوع هذه الشريعة. بل قدَّم مثالًا على هذا المبدأ في خدمته اليومية.
(4) في المجتمع الزراعي، قد تكون الممارسات الحديثة قريبة جدًا من ممارسات إسرائيل - ترك الطعام ليحصده المحتاجون. في المجتمع الصناعي، قد تتضمن الممارسة الحديثة تقديم المال أو المساعدة العملية للفقراء. قد يختلف التطبيق، لكن المبدأ يظل ساريًا في كل مجتمع. يجب أن يحب شعب الله الفقراء ويعتنوا بهم مثلما يحب الله الفقراء ويعتني بهم. ويتكرر هذا في 1 يوحنا 3: 17-18 ويعقوب 2: 14-16. وينطبق مبدأ هذا القانون "المدني" القديم اليوم.
يُعتبَر لاويين 19 نموذجًا لكيفية تفسير كل رموز القداسة. فهو يدعو شعب الله إلى القداسة في جميع مجالات الحياة. وتُعدُّ بعض جوانب لاويين 19 انعكاسًا للوصايا العشر؛ يستند بعضها إلى شرائع الذبيحة؛ ويستند بعضها إلى فكرة الطهارة والنجاسة؛ ويقوم بعضها على محبة الجار. و يعبِّر الكل عن التزامنا بأن نكون مقدَّسين لأن الرب إلهنا قدوس.
[4]لنجد المبدأ، غالبًا ما يجب أن نسأل: "لماذا أعطى الله هذا الأمر؟" على سبيل المثال: يمنع الله الدائن من أخذ حجر الرحى (تثنية 24: 6). لماذا؟ لأن هذا سيسلب الشخص وسيلة معيشته. إن فهم "السبب" يساعدنا على إيجاد المبدأ العام الذي نتعلَّمه.
سفر العدد
موضوع السفر: نتائج العصيان
يأتي الاسم الإنجليزي لسفر العدد من التعدادين اللذين يشكلان جزءًا من السفر؛ أحدهما في بداية السفر والآخر في نهايته. ويصف العنوان العبري ("في البرية") أربعين عامًا من التجوال في الصحراء بعد مغادرة إسرائيل جبل سيناء. يُظهِر سفر العدد العواقب الوخيمة لعصيان الله. فنتيجةً لعصيان إسرائيل، مات جيل كامل خلال أربعين عامًا من التجوال في الصحراء.
على عكس غيره من أسفار موسى الخمسة الأخرى، لا يتبع سفر العدد نمطًا أدبيًّا واضحًا. فالسفر مُرتَّب ترتيبًا زمنيًّا، ولكنه ليس له أية بنية رئيسية أخرى. بل يُقرَأ وكأنه مذكرات تحتوي على العديد من المواد المختلفة: السرد، والشعر، والنبوَّة، والبركات، والناموس، والتعدادين.
مع أن سفر العدد يحتوي على أنواع مختلفة من المواد، فإن هدفه الأساسي واضح: إظهار عواقب عصيان إسرائيل وإظهار أمانة الله المستمرة لإسرائيل. "إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ."[1]
نظرة عامة على سفر العدد
إسرائيل في سيناء (العدد 1: 1- 10: 10)
يبدأ سفر العدد بتعداد الشعب وهم يستعدون لمغادرة جبل سيناء والرحيل إلى أرض الموعد. يتبع هذا التعداد تعليمات لترتيب المخيَّم، والشرائع التي يجب أن يحفظها شعب إسرائيل، والاستعداد للرحيل.
شعب إسرائيل في البرية (العدد 10: 11-21: 35)
يسجِّل الجزء الأوسط في سفر العدد سنوات التيهان في البرية نتيجة عصيان الشعب في قادِش. حتى قبل الفشل في دخول أرض الموعد، يظهر عدم إيمان إسرائيل في شكواهم في تَبْعِيرَةَ،[2]وتذمُّرهم على المَن في قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ،[3]وتمرُّد هارون ومريم ضد قيادة موسى.[4]
بعد تقرير الجواسيس عن مهمتهم في كنعان، رفض الشعب تصديق وعد الله بالنصر. وقرَّر الله ضرب الجواسيس غير المؤمنين بالوبأ، وأعلن أنه لن يُدخِل أيّ شخص فوق سن العشرين أرض الموعد، ما عدا كالب ويشوع.
يشمل الجزء المتبقي من هذا القسم مجموعة من الشرائع المتعلقة بتقديم الذبيحة، والحكم على تمرُّد قورح، وداثان، وأبيرام، وتأكيد نسل هارون الكهنوتي، والشرائع المتعلقة بخيمة الاجتماع، والنجاسة. بينما يرى بعض العلماء هذا الترتيب عشوائيًّا، يُظهِر هذا القسم نعمة الله لإسرائيل. باتباع رسالة الدينونة بتجديد الشرائع المتعلقة بالذبائح، يُظهر الله أنه لم يتخلَّ عن شعبه. فكما تُظهِر الشرائع في سيناء عناية الله الرحيمة لشعبه، تُظهِر الشرائع في سفر العدد أن الله يهتم بإسرائيل رغم عصيانهم. وبالطريقة نفسها، يُظهِر التأكيد على نسل هارون الكهنوتي والشرائع المتعلقة بخيمة الاجتماع أهمية خيمة الاجتماع والكهنوت المستمرة بالنسبة لإسرائيل. لم ينسَ الله اسرائيل؛ وسيظل يسكن في وسط شعبه.
في الإصحاح 21، ضُرِبَ الشعب بالحيات المُحرِقة بسبب تمردهم.[5]واستجابةً لتوبة الشعب، أمر الله موسى أن يضع حيَّة من النحاس على راية. وبالنظر إلى الحيَّة، يحيا الشخص الذي لُدِغَ. في إنجيل يوحنا، أشار يسوع إلى هذا الحدث كرمز لعمله الخلاصي لكل من ينظر إليه بإيمان.[6]
إسرائيل في سهول موآب (العدد 22: 1- 36: 13)
يُظهِر القِسم الأخير من سفر العدد استعداد إسرائيل الثاني لدخول كنعان. تدور أحداث هذه الإصحاحات بعد حوالي أربعين عامًا من بداية السفر. بسبب العصيان، استغرقت رحلة أحد عشر يومًا أربعين عامًا.[7]
في السنوات السابقة، مات جيل بأكمله من بني إسرائيل غير المؤمنين. لم تكن أي من الوفيات في العدد 15-21 نتيجةً لهجوم العدو. كان موت الجيل غير المؤمن نتيجة دينونة الله، وليس قوة أعداء إسرائيل.[8]
بينما كان بنو إسرائيل ينتظرون في سهول موآب، استأجر بالاق، ملك موآب، بلعام ليلعن إسرائيل. وحوَّل الله لعنة بلعام إلى بركة للشعب. وتشمل بركة بلعام واحدة من النبوَّات المسيانية العظيمة في العهد القديم. رغم عصيان إسرائيل، استمر الله في حفظ أمته.
تتبع هذه القصة عن حماية الله لإسرائيل مباشرة قصة أخرى عن الدينونة. لقد تحوَّل إسرائيل إلى آلهة موآب وضُرِبوا بوباء قتل 24000 من بني إسرائيل.[9]ومرة أخرى، نرى عواقب العصيان واضحة.
ويعقب ذلك تعداد ثانٍ، واستعدادات لمغادرة سهول موآب، ومراجعة لشرائع الذبائح، وتعليمات بشأن تقسيم الأرض. لم ينسَ الله شعبه.
الجيل القديم
(العدد 1-14)
الجيل الجديد
(العدد 21-36)
التعداد الأول: 603,550 محارب
(العدد 1)
التعداد الثاني: 601,730 محارب
(العدد 26)
الارتحال من سيناء إلى قادش
الارتحال من قادش إلى موآب
شرائع الذبائح (العدد 4-9)
شرائع التقدمات والنذور
(العدد 28-30)
سفر العدد في العهد الجديد
أشار بولس إلى خطية إسرائيل في موآب، ورفضهم للسلطة، وتذمٌّرهم كتحذير لأهل كورنثوس. كان هؤلاء المؤمنون بالعهد الجديد معرَّضين لخطر الإخفاقات نفسها. فقد حذَّر بولس: "إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ." ومع هذا التحذير، شجَّع بولس قراءه قائلًا: "لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا."[10]
في الرسالة إلى العبرانيين، يحذِّر الكاتب المؤمنين بالمسيح من عدم الإيمان الذي أبقى إسرائيل خارج كنعان. لأن بني إسرائيل قسُّوا قلوبهم، مُنِعوا من دخول أرض الموعد. وبالطريقة نفسها، فإن قرَّاء رسالة العبرانيين الذين لديهم "قلب شرير بعدم الإيمان" لن يدخلوا راحة السبت التي وعد بها الإنجيل.[11]
سفر التثنية هو أحد أهم أسفار العهد القديم. وهو تتويج لأسفار موسى الخمسة وأساس الأسفار التاريخية. وفي بقية العهد القديم، سيُقيِّم الأنبياء إسرائيل وفقًا للمبادئ التي يعلِّمها سفر التثنية.
يعني اسم التثنية "الناموس الثاني." هذا "الناموس الثاني" ليس جديدًا، بل هو تجديد للعهد لجيل جديد. رغم خيانة إسرائيل في البرية، لم ينسَ الله شعبه. ويبيِّن سفر التثنية أن العهود مع إبراهيم وموسى لا تزال سارية.
نظرة عامة على سفر التثنية
يحتوي سفر التثنيةعلى ثلاثة خطابات لموسى. تنظر هذه الخطابات إلى تاريخ إسرائيل وتتطلَّع إلى مستقبلهم كشعب الله.
الخطاب الأول- تاريخيّ: ما فعله الله (تثنية 1-4)
في خطابه الأول، يستعرض موسى تاريخ إسرائيل. وهذا ليس مجرد استعراض تاريخيّ. إنه لاهوت التاريخ. يُظهر موسى أهمية حفظ العهد بمراجعة تاريخ إسرائيل. ويُظهر عواقب عصيان إسرائيل عندما رفضوا دخول كنعان. ثم يُظهر حماية الله حين أطاع بنو إسرائيل وصايا الله. حتى إن موسى يشير إلى نفسه كمثال لمن حُرِمَ من دخول كنعان بسبب العصيان. يجب أَّلَّا تنسى إسرائيل العهد.[1]
يضع هذا الخطاب الأول أساسًا لاهوتيًّا هامًا لتاريخ العهد القديم اللاحق، وهو عقيدة "الزرع والحصاد."[2]وسيُظهِر باقي تاريخ العهد القديم هذا المبدأ. عندما يطيع شعب إسرائيل يباركهم الله؛ عندما يتحولوا إلى عبادة الأوثان، يرسلهم الله إلى السبي.
الخطاب الثاني- شرعيّ: ما يطلبه الله (تثنية 5-26)
إن جوهر سفر التثنية هو تذكُّر العهد. في تثنية 5-11، يستعرض موسى الأحكام العامة للناموس؛ وفي تثنية 12-26، يطبَّق موسى العهد على الظروف الخاصة بجماعة إسرائيل. وتُظهر هذه الإصحاحات كيف سيُطبَّق العهد على حياة إسرائيل في كنعان.[3]
تبدأ نظرة موسى إلى الناموس بمراجعة الوصايا العشر. المبدآن اللذان يقوم عليهما العهد هما "مخافة الله" و"محبة الله."
في تثنية 5: 29 قال الله: "يَا لَيْتَ قَلْبَهُمْ كَانَ هكَذَا فِيهِمْ حَتَّى يَتَّقُونِي وَيَحْفَظُوا جَمِيعَ وَصَايَايَ كُلَّ الأَيَّامِ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ وَلأَوْلاَدِهِمْ خَيْرٌ إِلَى الأَبَدِ." إن مخافة الله اللائقة ستحفظ إسرائيل.
يحتوي تثنية 6: 4-5 على جوهر العهد: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ."[4]ويشير يسوع إلى هذه الوصية بأنها "الوصية الأولى والعظمى."[5]
هذان المبدآن، مخافة الله ومحبة الله، ليسا متضادين. فالخوف والحب كلاهما من شروط العلاقة. في العهد القديم، تعني "مخافة الله" العيش في علاقة لائقة به. فمخافة الله ليست خوف العبد المتذلِّل؛ بل الإدراك الصحيح لمن هو الله وتجاوبنا معه. إن المخافة والحب كلاهما مصطلحان إيجابيان.
يطوِّر ما تبقَّى من هذا الخطاب هذين المبدأين ويطبقهما في الحياة اليومية. بمراجعة الوصايا العشر وتطبيق الناموس على الحياة في كنعان، يوضِّح موسى كيف تظهر مخافة الله ومحبته في الحياة اليومية. فالناموس كان أكثر من مجرد قائمة من القوانين؛ كان وسيلة للعيش في علاقة حب.
الخطاب الثالث- نبويّ: ما سيفعله الله (تثنية 27-31)
بالنظر إلى المستقبل، يهيئ خطاب موسى الأخير إسرائيل لانتقال القيادة إلى يشوع ويطالبهم بالبقاء أمناء للعهد.
يحتوي تثنية 27-28 على تعليمات خاصة بمراسم تجديد العهد التي يجب إجراؤها بعد دخول إسرائيل أرض كنعان. في هذا الاحتفال، سيبني بنو إسرائيل مذبحًا بالقرب من شكيم، وهي مدينة تقع بين جبل عيبال وجبل جرزيم. وتنقسم الأسباط إلى مجموعتين، يقف نصف الأسباط على جبل ونصفهم على الجبل الآخر. ويردِّدُ اللاويون تحذيرات العهد، ويردُّ الشعب على بركات العهد ولعناته. وقد أقيمت هذه المراسم في يشوع 8: 30-35. وكانت طريقة مثيرة لتذكير الجيل الجديد بالتزامات العهد.
يحتوي تثنية 29-30 على رسالة موسى الأخيرة. بعد أن ذكَّر موسى إسرائيل بأمانة الله الكاملة في الماضي، تنبأ بأن بني إسرائيل سيتحولون إلى آلهة أخرى وسيؤخذون إلى السبي. غير أنه تنبأ أيضًا برحمة الله في إعادتهم إلى الأرض. ويختم موسى باختيار: "أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ."[6]
في تثنية 31، عيَّن موسى يشوع خلفًا له ووضع أحكامًا لقراءة الناموس كل سبع سنوات في عيد المظال. وهذا يذكِّر كل جيل بأحكام القانون.
تعقيبات (تثنية 32-34)
بتوجيه من الله، وضع موسى أحكامًا لمساعدة إسرائيل على تذكُّر العهد. وعلَّم موسى إسرائيل نشيدًا يلخِّص العهد. يذكِّر هذا النشيد إسرائيل بصلاح الله، ويتنبأ بعصيان إسرائيل وسبيهم في المستقبل، ويعد بغفران الله وردِّه لهم. إن نشيد تثنية 32 هو تذكير آخر بأحكام العهد.
يحتوي تثنية 33 على بركة موسى الأخيرة لكل سبط. مثل الأب الذي يبارك أبناءه، ينطق موسى بالبركة على كل سبط.[7]
تثنية 34 هي نعي ربما يكون قد كتبه يشوع. بسبب خطية موسى في مَرِيبَة، لم يُسمح له بدخول أرض الموعد.[8]لكن الله سمح لموسى برؤية الأرض من جبل نبو. ودفن الله موسى في موآب، وصار يشوع قائدًا لشعب إسرائيل.
سفر التثنية في العهد القديم لاحقًا
يمثِّل العهد في سفر التثنية أساس "الدعوى النبوية" اللاحقة ضد إسرائيل. ويشير أنبياء إسرائيل إلى سفر التثنية عندما يُظهِرون عدم أمانة إسرائيل لله. تتبع بنية سفر التثنية نمطًا كان شائعًا في العهود أو المعاهدات السياسية في زمن موسى. وبما أن هذه الصيغة قادمة من مصر، كانت مألوفة لدى إسرائيل وساعدتهم على فهم جدية العهد مع الله.
من المؤسف أن إسرائيل سرعان ما نسوا وعودهم وكسروا العهد. وفي سفر القضاة، بدأ بنو إسرائيل بالفعل في التخلي عن العهد. وسيُظهر سفر القضاة، والملوك، والأنبياء أن بني إسرائيل لم يبقوا أمناء للعهد الوارد في سفر التثنية.
عهد الله مع إسرائيل
معاهدات الشرق الأدنى القديم
عهد الله مع إسرائيل
ديباجة تقديم المعاهدة
تثنية 1: 1-5
مقدمة تاريخية تستعرض العلاقة بين الطرفين
تثنية 1: 6-4: 49
شروط العهد
تثنية 5: 1-26: 19
اللعنات والبركات في حال كسر العهد (أو حفظه)
تثنية 27: 1- 28: 68
النَّص على قراءة العهد بصورة دوريَّة
تثنية 31: 9-29
قائمة الشهود على العهد
تثنية 32: 1-47
سفر التثنية في العهد الجديد
يُشار إلى سفر التثنية أكثر من ثمانين مرة في العهد الجديد، وهو واحد من أكثر أسفار العهد القديم التي اُستُشهِدَ بها. لقد وعد سفر التثنية أن الله سيقيم نبيًّا مثل موسى؛ وتمَّ هذا في خدمة يسوع الأرضية.[9]وقد استشهد يسوع بسفر التثنية عدة مرات، بما في ذلك رده على تجربة الشيطان في البرية.[10]
[2]يسمي علماء الكتاب المقدس هذا مبدأ "لاهوت التأديب" أو "لاهوت القصاص." وهو أساس الأسفار التاريخية، والأسفار النبوية، وأعيد ذكره في غلاطية 6: 6-7.
[3]مثال على ذلك تثنية 22: 8: "إِذَا بَنَيْتَ بَيْتًا جَدِيدًا، فَاعْمَلْ حَائِطًا لِسَطْحِكَ لِئَلاَّ تَجْلِبَ دَمًا عَلَى بَيْتِكَ إِذَا سَقَطَ عَنْهُ سَاقِطٌ." لا يوجد هذا القانون في سفر الخروج أو سفر اللاويين. لم تكن هناك حاجة إلى القوانين المتعلقة ببناء المنازل بالنسبة لسكان الصحراء. إنها ضرورية لتطبيق الناموس على البيئة الجديدة للمدن القائمة في كنعان. فبينما التطبيق جديد، المبدأ ليس كذلك. يُطبِّق تثنية 22: 8 المبدأ المذكور سابقًا، "تحب قريبك كنفسك" (لاويين 19: 18). كما يرتبط أيضًا بخروج 20: 13 "لا تقتل." إن تنفيذ هذه الوصية هو أكثر من مجرَّد عدم القتل. إنها حماية فعلية للبشر الآخرين - وهو المبدأ الذي كرره يسوع في متى 5: 21-24
تتجاهل العديد من الكنائس الكثير من أسفار موسى الخمسة. وتُعتَبَر قصص الخلق والطوفان أساسًا لدروس الأطفال وموضوع المناقشات حول الخلق والتطور. وتُحفَظ الوصايا العشر في مدارس الأحد. ولكن يتجاهل العديد من المسيحيين أجزاء كثيرة من سفر الخروج إلى التثنية. وهذا أمر مؤسف، لأن هذه الأسفار مهمة لمسيحيّ القرن الحادي والعشرين.
يقدِّم سفر الخروج نموذجًا لخطة الله لفداء الإنسان وبناء علاقة معه. وإذا فهمنا الناموس بشكل صحيح، فإنه يكشف عن رغبة الله في إقامة علاقة مع شعبه والحفاظ عليها. يقول الله لنا، كما قال لإسرائيل: "لاَ تَخَافُوا. لأَنَّ اللهَ إِنَّمَا جَاءَ لِكَيْ يَمْتَحِنَكُمْ، وَلِكَيْ تَكُونَ مَخَافَتُهُ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ حَتَّى لاَ تُخْطِئُوا."[1]فالعلاقة الصحيحة مع الله تعني ألا نخاف أي شيء آخر.
يقدِّم سفر اللاويين نموذجًا للقداسة. فهو يُظهر أن الإله القدوس يطلب شعبًا مقدسًا. ومع أن نظام الذبائح لم يعد ساريًا، لا تزال مبادئ القداسة ضرورية للعيش في علاقة صحيحة مع الله.
يحذِّر سفر العدد الكنيسة من العصيان. في العهد القديم، حُكم على شعب الله بالدينونة بسبب عصيانهم. واليوم، سيُدان شعب الله إذا عصينا.
يُقدِّم سفر التثنية نموذجًا لتطبيق مبادئ الناموس على الأوضاع المتغيرة. في سفر التثنية، علَّم موسى إسرائيل كيف يطبقون مبادئ الناموس على الحياة في أرض الموعد. بينما ستتغير الظروف التي نعيش فيها، فإن مبادئ ناموس الله لا تتغير. تعلِّمنا دراسة سفر التثنية كيفية تطبيق مبادئ الكتاب المقدس في الأوضاع الجديدة.
بعد قراءة "نظرة أعمق الى الناموس" ادرس لاويين ١٩. حدِّد المبدأ الذي تعلّمه كل وصية في هذا الإصحاح وناقش كيف يمكن تطبيق هذا المبدأ في عالم اليوم. يجب أن يكتب كل عضو من أعضاء المجموعة مقالًا قصيرًا يُظهر على الاقل تطبيقًا معاصرًا واحدًا للاويين ١٩.
الخيار الثاني: مهمة فردية
بعد قراءة "نظرة أعمق الى الناموس" ادرس اللاويين ١٩. ثم اكتب مقالًا من صفحة أو صفحتين عدِّد فيه كل الوصايا الواردة في هذه الإصحاح، وحدِّد المبدأ الذي تعلِّمه، ثم وضِّح كيف يمكن تطبيق هذا المبدأ في عالم اليوم.
(2) قم بأداء الاختبار بناءً على مادة هذا الفصل. سيشمل الاختبار النصوص الكتابية المخصَّصة للحفظ.
اختبار الدرس الثالث
(1) ما هو التاريخ الأكثر احتمالًا لخروج شعب إسرائيل من مصر؟
(2) اذكر الموضوع الرئيسي لكل سفر.
(3) اذكر القسمين الرئيسيين في سفر الخروج.
(4) اذكر الأحداث الأربعة التي تصوِّر خلاص إسرائيل من مصر في سفر الخروج.
(5) اذكر حدثين يدُلَّان على اقامة علاقة بين يهوه واسرائيل في سفر الخروج.
(6) حدِّد اسم كل ذبيحة من الذبائح المذكورة في سفر اللاويين.
____________________: تقدمة ترافق ذبيحة أخرى
____________________: الذبيحة الأولي في العهد القديم
____________________: خاصة بالانتهاكات التي تتطلَّب رد الحقوق
____________________: تكفِّر عن الانتهاكات غير المقصودة للناموس
____________________: احتفال بالشركة بين مقدِّم الذبيحة والله
(7) علَّم______________________ في لاويين 17-27 بني إسرائيل كيف يعيشون بطريقة تجسِّد القداسة في الحياة اليومية.
(8) اذكر الخطوات الأربع لتطبيق ناموس العهد القديم اليوم.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.