يُطلق على الاثني عشر سفرًا الأخيرة من أسفار العهد القديم الأنبياء الصغار. وفي الكتاب المقدس العبري، توجد هذه الأسفار في مخطوطة واحدة تسمى "سفر الاثني عشر".
نظرًا لأن أسفار الأنبياء الصغار أصغر حجمًا من أسفار الأنبياء الكبار، يفترض بعض القرَّاء أن هذه الأسفار غير مهمة. ولكن، لم يكن هؤلاء الأنبياء "صغارًا" من حيث رسالتهم أو تأثيرهم. تشير كلمة "صغار" إلى حجم السِّفر وليس حجم الرسالة. كان لرسالة هؤلاء الأنبياء تأثير كبير على عالَم إسرائيل ويهوذا قديمًا ولا تزال تتحدَّث إلى الكنيسة اليوم.
التواريخ التقريبية لأسفار الأنبياء الصغار
القرن الثامن قبل الميلاد
يونان، وعاموس، وهوشع، وميخا
القرن السابع قبل الميلاد
ناحوم، وصفنيا، وحبقوق
القرن السادس قبل الميلاد
عوبديا، وحجَّي، وزكريا
القرن الخامس قبل الميلاد
ملاخي، ويوئيل (مرجَّح)
سفر هوشع: حزن الله
لمحة عن سفر هوشع
الكاتب
هوشع
الجمهور
المملكة الشمالية
تاريخ الكتابة
النصف الثاني من القرن الثامن
موضوع السفر
حزن الله
الغرض من السفر
مواجهة مملكة إسرائيل بزناها الروحي
الإنجيل في سفر هوشع
الحل لزنا إسرائيل الروحي هو الرجوع إلى الله وإلى المَلك الآتي من نسل داود (هوشع 3: 5). سيحدث هذا في زمن المسيَّا عندما يجمع المَلك الأبدي، يسوع، شمل كل المؤمنين تحت حكمه.
الإطار التاريخي لسفر هوشع
كان هوشع وعاموس من أنبياء القرن الثامن في المملكة الشمالية.[1]وكانا معاصرَين لإشعياء في يهوذا.
في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، كان يربعام الثاني ملك المملكة الشمالية. وكان هذا وقت ازدهار في إسرائيل. تضاءلت قوة أشور مؤقتًا بسبب الصراعات الداخلية. ووسَّعت إسرائيل حدودها واستفادت من التجارة مع الدول المجاورة. باتت إسرائيل ويهوذا تسيطران على مساحة تعادل المساحة التي سيطرت عليها إسرائيل في أيام الملك داود.
لكن للأسف، رغم ازدهار إسرائيل اقتصاديًّا، لم تزدهر روحيًّا. كانت إسرائيل مرتدَّة روحيًّا؛ وكان شعب المملكة الشمالية يعبدون الإله بعل إلى جانب يهوه.[2]
ربما بدأ هوشع خدمته في أواخر عهد يربعام الثاني. كانت أشور تستعيد قوتها وسرعان ما أصبحت الإمبراطورية العالمية المهيمنة تحت حكم تغلث فلاسر الثالث Tiglath-Pileser III. وفي غضون سنوات قليلة، احتلت أشور السامرة ودمَّرت المملكة الشمالية.
الغرض من سفر هوشع
نادى هوشع ضد الزنا الروحي لإسرائيل. وحذَّر أن عبادتها للإله بعل ستجلب دينونة الله. وأظهر الألم الذي سبَّبته خيانة إسرائيل لله.
◄ كثيرًا ما يستخدم الكتاب المقدس تشبيه الزواج لوصف العلاقة بين الله وشعبه. إذا كان الزواج البشري على غرار علاقة الله بشعبه، فماذا يعلِّمنا ذلك عن الزواج؟
الموضوعات الرئيسية في سفر هوشع
الزنا الروحي
الزواج في الكتاب المقدس هو صورة لعلاقة الله بشعبه. فالزواج هو التزام مدى الحياة بين رجل وامرأة. وبالطريقة نفسها، أقام الله عهدًا أبديًّا مع إسرائيل. إن الزواج والعهد مع الله علاقات حصرية. فكما يجب ألا يخون الزوج أو الزوجة شريك الحياة أبدًا، يجب ألا يخون شعب الله إلههم أبدًا. في سفر هوشع، أظهر الله أن إسرائيل كانت متَّهمة بالزنا الروحي مع آلهة أخرى كما أن الزوجة التي تتحوَّل إلى عشاق آخرين تكون متهمة بالزنا.
تتلاءم لغة هوشع التصويرية تمامًا مع طبيعة عبادة إسرائيل الوثنية. كان بعل إله الطقس في سوريا- فلسطين. وكان من المفترض أن يتحكَّم في هطول الأمطار، والزراعة، والخصوبة. كان الناس في المعابد الوثنية "يعبدون" الإله بعل بطقوس الدعارة. وكانوا يعتقدون أن سلوكهم الجنسي يجعل البعل يستجيب بالبذور الخصبة والمطر على الأرض. تُظهِر الصور التي رسمها هوشع أن خطية إسرائيل مع الأمم الزانية هي انعكاس لزناها الروحي.
أمر الله هوشع أن يتزوج جومر "زوجة الزنى."[3]ويعتقد بعض المفسرين أن جومر كانت زانية قبل الزواج. ونظرًا لصعوبة قبول أمر الله بهذا الفعل، يعتقد البعض الآخر أن الله أمر هوشع بالزواج من امرأة أصبحت زانية فيما بعد. وأخيرًا، يعتقد البعض أن جومر كانت عابدة للأوثان تمثِّل الزنا الروحي للأمة. بغض النظر عن التفسير الدقيق لهذه العبارة، فإن خيانة جومر لهوشع هي صورة لخيانة إسرائيل ليهوه.
كانت أسماء أولاد هوشع نبوية. سُمِّي يزرعيل على اسم الوادي حيث ستنتصر أشور قريبًا انتصارًا كبيرًا على إسرائيل. ولورُحامة تعني "لا رحمة"، لأن الله لن يرحم الأمة المتمردة. ولوعَمِّي تعنى "لستم شعبي" لأن الله سيرفض الأمة التي تحولت إلى آلهة أخرى.
عائلة هوشع
جومر
تظهر زنى إسرائيل الروحي
يزرعيل
الوادي حيث ستهزم أشور إسرائيل
لورُحامة
"لا رحمة"
لوعَمِّي
"لستم شعبي"
بعد أن أدَّت خيانة جومر إلى بيعها المُشين كعبدة. أمر الله هوشع أن يشتريها مرة أخرى. وبالطريقة نفسها، كان الله سيعيد إسرائيل إلى موطنها بعد أن تخلَّت عنها آلهتها الباطلة.
دعوى الله ضد إسرائيل
في الدرس العاشر، رأينا الدعوى النبوية حيث وجَّه الله اتهاماته إلى إسرائيل بسبب خيانتها للعهد. ويستخدم هوشع 4-5 اللغة نفسها عندما يوجِّه الله التهم إلى إسرائيل.
يحذِّر هوشع من أن إسرائيل لم تعد تعرف الله حقًا. في اللغة العبرية "المعرفة" هي أكثر من مجرَّد الوعي الفكري؛ إنه تعبير عن العلاقة. إن معرفة شخصٍ ما يعني أن تكون لديك علاقة اختبارية معه. لم يعُد شعب إسرائيل يعرف الله؛ ورفضوا شريعة الله والأنبياء؛ لقد "هلكوا من عدم المعرفة."[4]واستبدلوا معرفتهم بالله بمعرفة الإله بعل.
رجاء الردِّ
ينتهى سفر هوشع، مثل غيره من الأنبياء، بالوعد بردِّ شعب إسرائيل إذا تركوا زناهم الروحي ورجعوا إلى يهوه. لقد أحب الله شعب إسرائيل وأخرجهم من مصر. والآن، يسعى إلى ردِّهم لنفسه.
يحتوي هوشع 14 على دعوة للتوبة ووعد بالشفاء. مع أن إسرائيل كانت تأمل أن تصير أشور حليفة لها، ستصير أشور عدوة لها لا صديقة. ولكن، إذا تاب شعب إسرائيل، وعد الله: "أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً."[5]يجب أن يدين الله إسرائيل بسبب خطاياهم، لكنه يحمل أيضًا رجاء ردِّهم.
هوشع في العهد الجديد
يستشهد العهد الجديد بسفر هوشع عدة مرات. فيذكر متَّى أن عودة يسوع من مصر كانت إتمامًا لنبوِّة هوشع.[6]ويستخدم يسوع كلمات هوشع ليذكِّر أعداءه أن الرحمة أهم من الذبيحة.[7]ويشير بولس إلى سفر هوشع عندما يعلِّم أن الله يخلق شعبًا يشمل اليهود والأمم على حدٍّ سواء.[8]إن معرفة الله (المعرفة التي تركتها إسرائيل) ستأتي قريبًا إلى الأمم.
[1]يشير هوشع إلى مملكة إسرائيل الشمالية باسم "إفرايم" خمس وثلاثين مرة.
[2]التعبير الذي يدل على الجمع بين عبادة يهوه وآلهة أخرى هو "التوفيق بين المعتقدات الدينية." كانت هذه مشكلة متكررة بالنسبة لإسرائيل، بما في ذلك عبادة العجل الذهبي في خروج 32 ومرة أخرة عندما بدأ سليمان عبادة آلهة زوجاته الأجنبيات.
[3]هوشع 1: 2. في بقية العهد القديم، تشير هذه العبارة إلى الخيانة الحالية أو الماضية؛ ولا تشير أبدًا إلى الخيانة في المستقبل. ويدعم هذا نوعًا ما التفسير الأول لأمر الله.
خدم يوئيل بعد وقت قصير من وباء الجراد الرهيب. واستخدم يوئيل هذه الكارثة الطبيعية كاستعارة ليوم الدينونة الآتي في المستقبل، "يوم الرب."
لا نعرف عن يوئيل النبي سوى اسمه (ويعني "يهوه هو الله") واسم أبيه (فثوئيل).
حتى تاريخ كتابة السفر غير مؤكد؛ لا توجد أحداث تؤكد التاريخ. وبما أن يوئيل لم يذكر المملكة الشمالية ولا أي ملك من ملوك يهوذا، فمن المرجَّح أنه تنبأ بعد العودة من السبي. ولكن، هناك خلاف كبير حول هذا الأمر بين علماء الكتاب المقدس.
الغرض من سفر يوئيل
دعا يوئيل يهوذا للعودة إلى الله. وكانت ضربة الجراد رمزًا للدينونة القادمة على العصاة. غير أن يوئيل تنبأ أيضًا بيوم الرَّدِّ الآتي للأمناء.
الموضوعات الرئيسية في سفر يوئيل
ضربة الجراد ويوم الرب (يوئيل 1: 1- 2: 17)
يعتبر يوئيل ١: ٢-٢: ١٧ رثاء بسبب ضربة الجراد. كانت هذه الضربة أسوأ مما رآه أي شخص؛ كان الأمر أشبه بجيش دمَّر الأرض.
كانت ضربة الجراد علامة على أمور أسوأ قادمة في المستقبل. فبدلًا من أن يكون يوم الرب وقتًا لردِّ شعب الله، سيكون وقتًا للدينونة إذا لم يتوبوا. لم يكن كافياً أن "يمزقوا ثيابهم" في مظاهر خارجية؛ يجب أن تأتي التوبة الحقيقية من القلب. طلب الله أن يمزِّق يهوذا "قلوبهم". فإذا رجع الشعب إلى الله سيجدون أنه "رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ."[1]
رسالة نبوية للمستقبل (يوئيل 2: 18-3: 21)
وعد الله بالرَّدِّ، إلى جانب الدينونة،. أولًا، سيرد الله الأرض. وسيعوِّض عن "السنين التي أكلها الجراد."[2]ثم وعد الله بالرَّدِّ الروحي.
مثلما كانت ضربة الجراد المادية رمزًا لكارثة روحية، كان ردٌّ الأرض رمزًا لليقظة الروحية القادمة. سيسكب الله روحه على الناس من جميع مستويات المجتمع.
خلال ذلك الوقت، ستعرف الأرض كلها سلطان الله. وسيعاقِب الله أعداء شعبه بينما يتمتع يهوذا ببركة الله الخاصة.
سفر يوئيل في العهد الجديد
وعد يوئيل أن الله سيسكب روحه على كل بشر. كان هذا أكثر من النهضات التي حدثت بصورة دورية في تاريخ إسرائيل. فقد أخَّرَت هذه النهضات تراجع إسرائيل المستمر عن خطة الله، لكنها أثبتت أنها تغييرات وقتية وليست دائمة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه النهضات تقتصر على إسرائيل.
كان يوئيل يتطَّلع إلى وقت يُسكَب فيه روح الله على "كل بشر." وفي يوم الخمسين، أعلن بطرس أن نبوة يوئيل قد تمَّت.[3]بعد انسكاب الروح القدس في العلية، أخذ الرسل الإنجيل إلى أورشليم، واليهودية، والسامرة، وإلى أقاصي الأرض.
لم تكن هذه نهضة مؤقَّتة. فالوعد بيوم الرب لا يزال يتحقق من خلال خدمة الكنيسة. عندما نكرز ونتلمذ، نفعل ذلك ونحن واثقون أن روح الله يعمل من خلالنا ليتمِّم قصد الله للبشرية. فروحه لا يزال يُسكَب على كل بشر من خلال عمل الكنيسة.
التنبؤ بدينونة الله على إسرائيل بسبب سلوكها الشرير تجاه الله وتجاه الناس.
الإنجيل في سفر عاموس
مثل سفر عاموس، يذكر يسوع أن محبة الله (الوصية العظمى الأولى) لا بدَّ أن تَظهَر في محبة الإنسان (الوصية العظمى الثانية). وتشترك رسالة يعقوب في العديد من الموضوعات مع سفر عاموس.
الإطار التاريخي لسفر عاموس
كان عاموس راعي غنم من تقوع، وهي بلدة صغيرة جنوب أورشليم. وكان الرعاة ينقلون قطيعهم في فصل الصيف إلى مناطق أقل ارتفاعًا. وخلال هذه الأشهر، كان عاموس يعتني بأشجار الجميز الحاملة للتين.
مر الله عاموس بالسَفر إلى المملكة الشمالية. وبصفته راعيًا، لم تكن لديه مؤهلات النبيّ. والأسوأ من ذلك، بصفته نبيًّا من يهوذا، لم يحظَ عاموس بثقة الشعب في المملكة الشمالية.[1]
بالإضافة إلى مقاومة رسالة عاموس، جاء عاموس برسالة دينونة في وقت كانت فيه المملكة الشمالية تشهد نجاحًا اقتصاديًّا وسياسيًّا غير مسبوق. وافترض العديد من الإسرائيليين أن هذا الازدهار هو علامة على بركة الله. فقد أبطل ازدهار إسرائيل الظاهري رسالةَ الدينونة التي نادى بها عاموس في نظرهم. ومع ذلك، ظلَّ عاموس أمينًا لدعوة الله، وحاملًا لرسالة دينونة.
الغرض من سِفر عاموس
تنبأ عاموس بالدينونة إلى أمة تنعم بالازدهار. فبدلًا من يومٍ جديدٍ من الرخاء، كانت إسرائيل تواجه يوم الدينونة. كانت دينونة الله بسبب رفض إسرائيل التصرف بعدل تجاه الأفراد الأقل شأنًا في المجتمع. ونادى عاموس بأن البر هو أكثر من مراعاة طقوس الهيكل؛ وأن البر يتطلب السلوك الصحيح تجاه أخينا الإنسان.
الموضوعات الرئيسية في سفر عاموس
الدينونة (عاموس1: 1-9: 10)
معظم سِفر عاموس هو رسالة دينونة. ويجيب عاموس عن ثلاثة أسئلة:
(1) مَن يُرسِل الدينونة؟ لا يذكر السِّفر أشور؛ بل يعلن عاموس أن الدينونة القادمة هي من الله. ويحمل هذه الرسالة مرارًا وتكرارًا: "الرَّبَّ يُزَمْجِرُ... هكَذَا قَالَ الرَّبُّ... لاَ أَرْجعُ عن العقاب... فَأُرْسِلُ نَارًا... وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ."[2]
(2) كيف ستأتي الدينونة؟ ستكون المجاعة، والجفاف، والضربات، والأوبئة هي أدوات دينونة الله.[3]وستغزو أشور الأرض وتدمِّرها تمامًا كما يدمر الأسد الغنم، تاركًا فقط ساقًا أو قطعة من أذن.[4]وسيُحمَل قادة الأمة بعيدًا[5]وستُحتَل الأرض.[6]
(3) لماذا يرسل الله الدينونة؟ إن دينونة الله هي نتيجة خطية إسرائيل. لم يعرف الله من بين جميع الأمم سوى إسرائيل ويهوذا فقط. تمتعت إسرائيل بامتيازات العهد؛ ونسيت مسؤوليات العهد. ولأن الله عرفها. تواجه إسرائيل عقاب الله.[7]لقد جلب العهد الامتياز والمسؤولية معًا.
يأتي إعلان الدينونة من خلال مجموعة من الرسائل النبوية. ويحمل كل قسم من سفر عاموس هذه الرسالة بطريقة مختلفة. تشمل رسالة سفر عاموس:
أقوال الدينونة ضد الأمم (عاموس 1-2)
بدأ عاموس بأقوال الدينونة على الأمم الأخرى: دمشق، وفلسطين، وصور. ثم انتقل إلى الأمم التي لها صلة دم بإسرائيل: أدوم، وعمون، وموآب. لقد ارتكبت هذه الدول جرائم وحشية ضد إسرائيل. ثم تحدث عاموس عن خطايا يهوذا الروحية - ترك الشريعة واتباع الآلهة الباطلة.
1 = الأمم الأخرى: دمشق، وفلسطين، وصور
2 = أقرباء إسرائيل: آدوم، وعمون، وموآب
3 = يهوذا (المملكة الجنوبية)
4 = إسرائيل (المملكة الشمالية)
بعد أن تحدث عاموس إلى الأمم المحيطة بإسرائيل، وجَّه حديثه إلى خطايا مملكة الشمال. وحتى تلك اللحظة، كان مستمعو عاموس يوافقون على رسالته. ولكن، في تطور غير متوقَع، قال عاموس إن يوم الرب سيكون يوم دينونة على إسرائيل أيضًا. ستُدان إسرائيل بسبب خطاياها: ظلم الضعيف (يبيعون الفقراء "لأَجْلِ نَعْلَيْنِ"[8])، والخطايا الجنسية، والممارسات الوثنية.
نبوَّات ضد إسرائيل (عاموس 3-6)
طرح عاموس مجموعة من الأسئلة ليظهر العدل في دينونة الله لإسرائيل.[9]وشبَّه خطية إسرائيل بخطية الفلسطينيين والمصريين.[10]فقد تحدَّث عن خطايا مجموعات معينة من الإسرائيليين: نساء السامرة المستبيحات، والذين يقدمون الذبائح بينما يعيشون في الخطية، والقادة المتغطرسين بثرواتهم وأمنهم الظاهري.[11]
رثى عاموس إسرائيل، بأغنية رثاء الموتى.[12]وبرغم التحذيرات رفضت إسرائيل التوبة. كانوا يتوقعون أن يدين الله الأمم الأخرى؛ ولم يدركوا أن الله سيدين إسرائيل بسبب خطيتها.
رؤى الدينونة (عاموس 7: 1- 9: 10)
أعطى الله عاموس سلسلة من خمس رؤى تصوِّر الدينونة القادمة. فقد رأى عاموس:
(1) ضربة الجراد التي توعَّدت بتدمير الأرض. وأظهر هذا دينونة الله على إسرائيل. فتشفَّع عاموس لإسرائيل فندم الله على ذلك.
(2) حريق شديد حتى أنه أكل البحر الأبيض المتوسط. ومرة أخرى، تشفَّع عاموس لإسرائيل. فندم الله على ذلك أيضًا.
(3) زيج لاختبار استقامة الحائط. وعندما قيست إسرائيل بمقياس الله للبر، كانت معوجَّة. وبسبب هذا، سيهدم الله الحائط.
(4) سلة من الفاكهة الناضجة. وهذا يوضح حالة إسرائيل؛ كانت جاهزة للدينونة الفورية. كان الناس يحفظون يوم السبت. ولكن بعد انتهاء السبت، كانوا يعاملوا الآخرين بغير أمانة. إن البِر الحقيقي يشمل السلوك الصحيح؛ فالطقوس الدينية ليست كافية.
(5) يقف الله بجانب المذبح معلنًا يقين الدينونة. لم يكن هناك مفر. وفي اقتباس مخيف من وعوده السابقة بمراقبة شعبه، قال الله: "أَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ."[13]
الرَّد (عاموس 9: 11-15)
مثل سفر هوشع، ينتهى سفر عاموس برسالة رجاء. لم ينسَ الله شعبه. فينتهي السفر برسالة الرَّدِّ في المستقبل.
في الموعظة على الجبل، يكرز يسوع برسالة مشابهة لرسالة عاموس: يجب أن يظهَر البِّر في أفعالنا تجاه إخوتنا. ونرى هذه الرسالة نفسها في سفر يعقوب. لا يكفي ادِّعاء الإيمان؛ يجب أن يُعاش هذا الإيمان في الحياة اليومية.
◄ في بعض الأحيان تتجاهل الكنيسة خطايا المجتمع بينما تسعى للكرازة بالإنجيل. وفي أوقاتٍ أخرى، تتجاهل الكنيسة رسالة الإنجيل بينما تكرز ضد العلل الاجتماعية.[14]في مجتمعك، كيف يمكن للكنيسة أن تواجه بفاعلية خطايا المجتمع مع الحفاظ على تركيز الكتاب المقدس على الكرازة؟
واحدة من الآيات الرئيسية هي عاموس 5: 24:"وَلْيَجْرِ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ، وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ." كانت هذه الآية موضوع العديد من حركات العدالة الاجتماعية، والتي نسي بعضها رسالة الإنجيل لاهتمامها بالعمل الاجتماعي.
لكنَّ رسالة سفر عاموس بعيدة كل البعد عن "الإنجيل الاجتماعي" الذي يستبدل رسالة يسوع المسيح للخلاص بالعمل الاجتماعي. بدلًا من ذلك، يُظهر عاموس أن البر الحقيقي قائم على طبيعة الله. فالبر الحقيقي أمام الله يُنتِج سلوكًا صحيحًا تجاه القريب. وتتكرر هذه الرسالة بطوال الكتاب المقدس:
قال الله: "تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ." ويتبع ذلك مجموعة من الوصايا التي تتناول معاملة إسرائيل للفقراء، والعاملين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وأبناء شعبهم.[1]
أعلن أيوب براءته أمام الله. وكجزء من دفاعه، شهد على معاملته البارة للناس من حوله.[2]
واجه يعقوب المؤمنين الذين يحابون الأغنياء، ولا يطعمون الجياع، ولا يكسون العراة، والذين يتكلمون بكلام شرير. ولخَّص يعقوب معنى "الديانة الطاهرة": "افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ."[4]
يُظهر البِر طبيعة الله؛ إن معاملة القريب بالعدل هي انعكاس لشخصية الله. وكمؤمنين بالمسيح في القرن الحادي والعشرين، علينا أن نظهر طبيعة الله لعالم غير مؤمن. فالعلاقة الصحيحة مع الله ستغير علاقتنا مع أخينا الإنسان. وهذا هو معنى البِر في سِفر عاموس؛ وهو معنى البِر في عالم اليوم.
كان ويليام ويلبرفورس، السياسي الإنجليزي الذي عاش في الفترة من 1759 إلى 1833. من أكثر المؤمنين الذين نجحوا في تقديم نموذج فعَّال للالتزام بنشر الإنجيل ومبدأ العدالة المسيحية
اُنتخِب ويلبرفورس لمجلس العموم في الحادية والعشرين من عمره، وبعد أربع سنوات قَبِل الإيمان بالمسيح. فقد تغيرت حياة هذا الشاب الأرستقراطي بأكملها بسبب قبوله الإيمان. لم يكن هذا مجرد "إقرار إيمان" شخصيّ. فقد غيَّر إيمانُه نظرتَه لحياته السياسية، ونمط حياته الذي يركِّز على الذات، واستخدامه لثروته.
كان ويليام ويلبرفورس يعتقد أن المؤمنين بالمسيح يجب أن يهتموا بالكرازة للهالكين، وبالاحتياجات المادية الناتجة عن الألم والمعاناة. ونتيجة لذلك، عمل مع العديد من المنظمات لمساعدة الفقراء ولنشر الإنجيل. وتكفَّل برعاية المُرسلين إلى الهند وإلى أفريقيا. وعمل على تحسين المستشفيات، والملاجئ، والمدارس، والسجون. كما دعم مدارس الأحد، واللاجئين، والأمهات الوحيدات، والعاملين الفقراء. وظلَّ ويلبرفورس، معظم حياته، يعطي ربع دخله السنوي للفقراء.
كانت أكثر مساهمات ويلبرفورس دوامًا كقائد سياسيّ هي معركته ضد العبودية. اقتناعًا منه بأن العبودية لا تتوافق مع المحبة المسيحية لأخينا الإنسان، كرَّس ويلبرفورس معظم حياته المهنية لمحاربة هذا الشر. في البداية، لم يعتقد الكثيرون أن لديه أية فرصة لهزيمة الضغط الجماعي القوي الذي يحمي العبودية. كان التجار الإنجليز ينقلون ما يقرب من 50000 عبد سنويًّا من أفريقيا عبر المحيط الأطلسي. وكان السياسيون يحمون هذه التجارة باعتبارها "حقًّا" بريطانيًا، ودافع عنه رجال الأعمال باعتباره ضرورة اقتصادية، وقَبِله العديد من المسيحيين باعتباره شرًّا محزنًا ولكنه ضروريّ.
لم يستطع ويلبرفورس قبول هذا الشر. لقد وضعه الله في موقع مؤثِّر. ورأى في هذا المنصب فرصة لخدمة الله. كان مصمِّما أن "يَجْرِيَ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ، وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ." وبعد أن أدرك ويلبرفورس شرور العبودية، بات مكَّرسًا للتخلُّص من هذه الخطية المخزية. وكتب: "لتكن العواقب كما تكون: فقد قررت منذ هذا الوقت أنني لن أرتاح أبدًا حتى أتمكن من إلغائها."
ابتداء من عام 1789م، أخذ ويلبرفورس يقدم مشروع قانون كل عام ضد تجارة الرقيق. رُفِضَ مشروعه لمكافحة العبودية اثني عشر مرة بين عامي 1789 و1805م. وأخيرًا، في عام 1807م، ألغى البرلمان تجارة الرقيق في الإمبراطورية البريطانية.
بعد ذلك، بدأ ويلبرفورس معركة لإلغاء العبودية نفسها (وليس فقط تجارة العبيد الجدد) في جميع أنحاء الإمبراطورية. وعمل ويلبرفورس لمدة خمسة وعشرين عامًا أخرى لإلغاء العبودية. وقبل ثلاثة أيام من وفاته، أصدر مجلس العموم قانونًا لتحرير جميع العبيد في الإمبراطورية البريطانية.
مهام الدرس الثاني عشر
عبِّر عن فهمك لهذا الدرس بإجراء المهام التالية:
(1) أكمل مهمة واحدة من المهام التالية.
الخيار الأول: مهمة جماعية
ناقِش أحد جوانب الظلم في مجتمعك والذي يجب أن تتحدث إليه الكنيسة. باستخدام نموذج عاموس، أظهِر كيف يجب أن تعالج الكنيسة هذا الوضع. اكتب ملخَّصًا من صفحة واحدة للمناقشة التي دارت بينكم.
الخيار الثاني: مهمة فردية
م بتحضير مخطَّط تفصيليّ لعظة بعنوان "دينونة الله ومحبته للأمم غير الأمينة." وأظهِر كيف تتحدَّث رسالة سفر هوشع إلى عالمنا اليوم.
(2) أجرِ اختبار هذا الدرس. سيشمل الاختبار النصوص المخصَّصة للحفظ.
اختبار الدرس الثاني عشر
(1) بماذا يسمَّى الأنبياء الصغار في الكتاب المقدس العبري؟
(2) ما الفرق بين الأنبياء الكبار والأنبياء الصغار؟
(3) صِف الظروف الاقتصادية والروحية للمملكة الشمالية في القرن الثامن قبل الميلاد.
(4) ما هو الغرض الرئيسي من سفر هوشع؟
(5) بماذا تتنبأ أسماء أبناء هوشع بالنسبة لإسرائيل؟
(6) ما معنى كلمة "يعرف" في العهد القديم؟
(7) ما هو الموضوع الرئيسي في سفر يوئيل ؟
(8) ما هي الكارثة الطبيعية التي تمثِّل نبوة عن الدينونة القادمة في سفر يوئيل؟
(9) متى تتحقَّق نبوّة يوئيل باليقظة الروحية الآتية بحسب العهد الجديد؟
(10) ما هو الغرض من سفر عاموس؟
(11) اذكر رؤى الدينونة الخمس في سفر عاموس واشرح معناها.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.