تُسمى الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس أسفار موسى الخمسة.[1]ويُطلَق على هذه الأسفار في الكتاب المقدس العبري التوراة أو الناموس، من كلمة تعني "التعليم."
تعتبَر أسفار موسى الخمسة هي أساس الكتاب المقدس. فهي ترسم إطارًا تاريخيًا لبقية أسفار الكتاب المقدس.
في تكوين 1-11، يخلق الله عالمًا كاملًا ثم يتجاوب بالنعمة والدينونة مع خطية الإنسان.
في تكوين 12-50، يختار الله إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب كالنسل المسيانيّ الذي سيفدي من خلاله جميع الأمم.
في سفر الخروج، يُخرِج الله إسرائيل من مصر ويقيم علاقة مع شعبه.
في سفر اللاويين، يُعلِّم الله القدوس إسرائيل كيف يعيشون كشعبٍ مقدس.
في سفر العدد، يظهر الله أمانته لشعبه رغم عصيانهم.
في سفر التثنية، يُعدّ الله شعبه للحياة في أرض الموعد.
موضوع السفر
الله هو ...
يسوع هو...
إسرائيل هي...
التكوين
في البدء
الخالق صاحب السيادة
آدم الثاني
الشعب المُختار
الخروج
الفداء والعلاقة
المحارب الإلهي
حمل الفصح
الشعب المخلَّص
اللاويين
القداسة
القدُّوس الذي يقدِّس
الذبيحة الكاملة
شعب مُخصَّص (مُفرَز)
العدد
التيهان
الحافظ العادل
الحية النحاسية (العدد 21: 4-9؛ يوحنا 3: 14)
الشعب العاصي
التثنية
التجديد
الرب المُحِب
النبي الآتي (تثنية 18: 15-19؛ أعمال الرسل 7: 37)
الشعب المُعَدُّ
في أسفار موسى الخمسة، نرى الموضوعات التي يمكن تتبعها في بقية أجزاء العهد القديم
(1) سيادة الله. يُظهر الله سلطانه على خليقته في الخلق، وفي الضربات العشر والتحرير من أرض مصر، وفي قيادة إسرائيل في البرية. ويصبح تاريخ إسرائيل هو المسرح الذي تظهر فيه سيادة الله.
(2) خطية الإنسان. يؤثر عصيان الإنسان على التاريخ البشري كله. يُظهر الطوفان، وبابل، وعصيان إسرائيل في البرية خطية الإنسان المتفشية. غير أنه، بدءًا من تكوين 3: 15، يعمل الله لإبطال نتائج سقوط الإنسان.
(3) خطة الله للخلاص. إن عهد الله مع إبراهيم، وولادة إسحق، وإنقاذ إسرائيل من مصر، وإعطاء الشريعة (الناموس)، والدخول إلى أرض الموعد هي خطوات في تدبير الله لخلاص الإنسان الخاطئ. في سفر الخروج، يصبح الفصح رمزًا دائمًا لعمل الله الخلاصي.
(4) القداسة. الله إله قدوس؛ لا يستطيع تجاهل الخطية. تُظهر أسفار موسى الخمسة كيف خلق الله شعبًا مقدسًا يستطيع العيش في محضره. فالقداسة ليست نتيجة صلاح الإنسان. إنها عمل الإله الرحيم الذي يحوِّل شعبه من شعب خاطئ إلى شعب مقدَّس. نحن مقدَّسون فقط من خلال علاقتنا المستمرة مع الله القدُّوس.
كاتب أسفار موسى الخمسة (التوراة)
حتى القرن الثامن عشر، لم يكن هناك الكثير من الجدل حول كاتب الأسفار الخمسة. فقد قبل جميع المسيحيين شهادة الكتاب المقدس عن كتابة موسى لهذه الأسفار. مع ظهور النقد الحديث، بات العديد من العلماء اليوم ينكرون أن موسى هو الكاتب.
ولكن، بالنسبة للإنجيليين الذين يقبلون عصمة الكتاب المقدس، شهادة الكتاب المقدس واضحة. وتُشير الأسفار الخمسة نفسها إلى أن موسى هو الكاتب؛ ويقتبس كتَّاب العهد الجديد من موسى باعتباره الكاتب؛ وأشار يسوع إلى موسى بصفته الكاتب. لذلك، نقبل أن موسى هو كاتب هذه الأسفار الخمسة، على الأرجح في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. بالنسبة للطلاب الذين يرغبون في دراسة هذه المسألة بمزيد من التفصيل، يمكن الاسترشاد بالموارد المُقتَرحة لهذا الفصل.
من المهم أن نفهم طبيعة "الكتابة" في العالم القديم. إذا كتبتَ كتابًا اليوم، فقد انتهى الأمر؛ لن يغيره أحد بعد نشره. إذا كنا نفكر في موسى باعتباره كاتب أسفار موسى الخمسة بالطريقة نفسها التي يكتب بها المؤلف اليوم، فسيكون لدينا العديد من الأسئلة. على سبيل المثال:
يخبرنا سفر التثنية ٣٤ عن موت موسى ودفنه.
يدعو العدد ١٢: ٣ موسى أكثر الناس حلمًا على الارض. وكما سأل احد التلاميذ: "إذا دعا شخص نفسه الشخص الأكثر تواضعًا على الارض، فهل هو حقًا متواضع؟"
يشير التكوين ١١: ٢٨ الى أور « الكلدانيين ». لم يحكم الكلدانيون المنطقة المحيطة بأور إلا بعد ٧٠٠ سنة من موت موسى.
تتَّضِح كل هذه الأمثلة عندما نفهم طبيعة "الكتابة" في العالم القديم. إن تحديد موسى بصفته كاتب أسفار موسى الخمسة يعني أن موسى، بوحي من الروح القدس، صاغ المحتوى الأساسي لهذه الأسفار الخمسة. وأوحى الروح القدس لكاتب لاحق (ربما يشوع) بإضافة قصة موت موسى ودفنه. وبتوجيه من الروح القدس، عرَّف كاتب لاحق موسى على أنه أكثر الناس حلمًا على وجه الأرض. وبإرشاد بالروح القدس، أضاف كاتب كلمة "الكلدانيين" لمساعدة القراء على التمييز بين "أور الكلدانيين" ومدينة أخرى تُدعى أور.
لا تشكِّك هذه التغييرات في موسى باعتباره كاتب أسفار موسى الخمسة. بل تساعدنا على فهم عملية الوحي بمزيد من الوضوح.
[1]في اليونانية: pente تعني خمسة و teuchosتعني لفيفة أو مخطوطة. Pentateuch تعني "المخطوطات الخمس" أو الأسفار الخمسة.
سفر التكوين
الموضوع الرئيسي "في البدء"
إن سفر التكوين هو سفر البدايات. يتتبع سفر التكوين بداية العالم (تكوين 1-11)، تليها بداية الشعب اليهودي وتاريخ الخلاص (تكوين 12-50).
ينكر المشكِّكون المعاصرون الحقيقة التاريخية لهذه الإصحاحات. لكن هذه الإصحاحات أساسية لبقية الكتاب المقدس. فهي تُظهر سيادة الله على العالم ونعمته في تدبير الفداء للإنسان الخاطئ.
نظرة عامة على سفر التكوين
التاريخ البدائي: تكوين 1-11
غالبًا ما يُطلق على سفر التكوين 1-11 "التاريخ البدائي". تغطي هذه الإصحاحات أكثر من 2000 عام. ويروي تكوين 1-11 أربعة أحداث رئيسية:
يُظهر الخلق سيادة الله على العالم. فسلطته في إعطاء الناموس مؤسسة على سيادته كخالق الكون.
يُظهر السقوط خطية الإنسان وحاجته إلى الخلاص. وتُظهر بقية الكتاب المقدس علاج الله الرحيم لآثار السقوط.
يُظهر الطوفان قداسة الله وعدله. يجب ألا نصدق أبدًا كذبة الشيطان بأن الخطية لا تجلب دينونة الله. يوضح الطوفان مبدأ "النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ."[1]
يُظهر برج بابل تمرُد الإنسان المستمر وكبرياءه. في الجنة، أغوى الشيطان حواء بوعده "تَكُونَانِ كَاللهِ."[2]وفي بابل، حاول الإنسان "أن يصنع لنفسه اسمًا."[3]في كلتا القصتين، يتصرف الإنسان بكبرياء؛ وفي كلتا الحالتين، يحاول الإنسان أن يأخذ دور الله؛ في كلتا الحالتين، يجلب كبرياء الإنسان دينونة الله.
يُظهر تكوين 1 خلق العالم بواسطة إلوهيم، إله الكون كلي القدرة. ويركز تكوين 2 على خلق الإنسان في الجنة والعلاقة بين آدم ويهوه، الإله صانع العهد.
يُظهر تكوين 1-2 قيمة الإنسان لأننا مخلوقين على صورة الله.[4]وقد غنَّى داود:
يُظهر تكوين 1–3 تمرُّد الإنسان على الله. في جنة جميلة، محاطًا بكل شيء صالح خلقه الله، ومتمتعًا بشركة حميمة مع الله، انقلب آدم وحواء على الله وسمعا لصوت الحية. ورغم تمرُّد الإنسان، تُظهر هذه الإصحاحات وعد الله الرحيم بوجود فادي.[6]
أخيرًا، يُظهر تكوين 1-11 التمرُّد المتزايد للإنسان الذي أدى إلى الطوفان. وبعد الطوفان، تمرَّد الإنسان مرة أخرى في بابل. وأدى هذا التمرُّد إلى اختلاط اللغات وتشتُّت الأمم. وتُظهر هذه القصص الحاجة إلى الفداء الذي ينص عليه العهد مع إبراهيم.
تاريخ الآباء: تكوين 12-50
يغطي سفر التكوين 1-11 أكثر من 2000 عام ويتلخص في أربعة أحداث. ويعرض تكوين 12-50 قصة الآباء. تروي هذه الأصحاحات حياة أربعة أشخاص في حوالي 300 عام:
إبراهيم (تكوين 11-25)
إسحاق (تكوين 25-26)
يعقوب (تكوين 27-36)
يوسف (تكوين 37-50)
يروي تكوين 1-11 قصة بدايات العالم؛ ويروي تكوين 12-50 قصة بدايات الشعب العبراني. يستخدم سفر التكوين صيغة "هذه مبادئ أو مواليد..." لإظهار تضييق التركيز من خلق العالم ("هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ")[7]إلى خلق الإنسان ("هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ")[8]مرورًا بنوح، وسام، وتارح، وإبراهيم، وإسحاق، وأخيرًا يعقوب ("هذِهِ مَوَالِيدُ يَعْقُوبَ").[9]
يعتبر العهد مع إبراهيم هو محور تاريخ الخلاص. وقد أُعلِن هذا العهد في ثلاثة مشاهد:
في تكوين ١٢: ١-٣، وعد الله بتكوين أمة عظيمة من نسل إبراهيم. كان الله يبارك مَن يبارك إسرائيل ويلعن مَن يلعن إسرائيل. ووَعَدَ الله أن يجعل نسل إبراهيم بركة لجميع الأمم. كان اختيار إسرائيل اختيارًا لشعب كوسيلة لبركة جميع الناس.
يُعتبَر تكوين 15 إصحاحًا هامًا في تاريخ الخلاص. في عهود الشرق الأدنى القديم الأخرى، يوضع الطرف الأضعف تحت قَسَم الدم الذي يتطلب الولاء للطرف الأقوى. في تكوين 15، يقسم الله نفسه متعهدًا بأمانته الأبدية لإبراهيم.
يقدِّم تكوين 17 علامة الختان التي يُظهر إبراهيم ونسله من خلالها إيمانهم بالعهد. كان الخلاص في العهد القديم، كما في العهد الجديد، بالإيمان لا بالأعمال. لم يكن الختان في حد ذاته أساس الخلاص؛ بل كان علامة على الإيمان بوعود العهد.[10]
تستمر قصة تدبير الله للنسل المسيانيّ مع:
ولادة إسحاق المعجزية.
اختبار الله لطاعة إبراهيم بدعوته لتقديم إسحاق ذبيحة.
توفير بديل لإسحاق.
بركة الله لعائلة يعقوب رغم عيوب شخصية يعقوب.
ينتقل تكوين 37-50 من التركيز على النسل المسيانيّ (إبراهيم - إسحاق - يعقوب - يهوذا) إلى التركيز على يوسف. كثيرًا ما يُنظر إلى يوسف على أنه رمز للمسيح. فقد رُفِضَ يوسف ويسوع من عائلتيهما، وبيعا كلاهما، وضحيا بنفسيهما من أجل الآخرين، وسامحا من ظلمهما. يقدم يوسف مثالًا رائعًا في العهد القديم عن الطبيعة البشرية ليسوع.
أحد أسباب بروز يوسف في نهاية سفر التكوين هو أن قصته تُظهر كيف حفظ الله بعناية إلهية النسل المسيانيّ خلال سنوات المجاعة. وتمثِّل قصة يوسف انتقالًا إلى سفر الخروج من خلال إظهار كيف جاء بنو إسرائيل إلى مصر. ينتهي سفر التكوين بقبول شعب إسرائيل في مصر. ويبدأ سفر الخروج بعد 400 عام بتعرٌّض شعب إسرائيل للقمع في مصر.
مواضيع هامة في سفر التكوين
الاختيار
يعتبر موضوع الاختيار أمرًا مركزيًّا في العهد القديم. اختير إبراهيم ليكون وسيلة لبركة الله لجميع الأمم. وبالمثل، اختير إسحاق ويعقوب ليس لأعمالهما بل ليكونا وسيلة لإتمام وعود الله. لقد اختير الآباء كجزء من النسل المسيانيّ. لم يكن هذا اختيارًا للخلاص الفردي؛ كان اختيارًا للخدمة.
كانت المشاركة الفردية في العهد قائمة على الإيمان بوعود الله. سنرى هذا في الأسفار التاريخية. لم تكن راحاب جزءًا من أمة إسرائيل المختارة، لكنها ورثت وعود الله بسبب طاعتها بإيمان. والعكس صحيح في حالة عخان؛ مع أنه كان جزءًا من الأمة المختارة، لم ينل وعود الله بسبب عصيانه وعدم إيمانه.
عقيدة الاختيار في العهد القديم
إسرائيل مُختارة
من أجل جميع الأمم
إسرائيل مُختارة
للخدمة
الأفراد مُختارون
بالإيمان بوعود الله فقط
العهد
قطع الله عهدًا مع نوح (تكوين 9). تبعه عهده مع إبراهيم (تكوين 12، 15، 17). والخطوة التالية في تاريخ العهد ستكون عند جبل سيناء حيث يقطع الله عهدًا مع موسى (خروج 19). وفي 2 صموئيل 7، يقيم الله عهده مع داود. وتُشير كل هذه العهود إلى "العهد الجديد" الذي تأسَّس بموت يسوع المسيح كذبيحة (لوقا 22: 20).
يقوم كل عهد على أساس العهد السابق. فبدلًا من استبدال العهد السابق، يضيف كل عهد تفاصيل جديدة. ويفسِّر هذا كلمات يسوع في متى 5: 17 : "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ." فالعهد الجديد لا يحل محل العهد القديم؛ بل يبني على أساس العهد القديم.
سفر التكوين في العهد الجديد
ينشأ تاريخ العهد الجديد من الوعد الوارد في تكوين 3: 15. تمَّمَ يسوع وعد الله بمجيء فادٍ يسحق الحية. وأُبطلَت لعنة تكوين 3 في سفر الرؤيا؛ وتمَّ الوعد الوارد في تكوين 3 بمجيء المسيح.
يُنظَر إلى يسوع في العهد الجديد على أنه آدم الثاني الذي يُبطِل فشل آدم الأول.[11]فهو نسل إبراهيم الموعود الذي تتبارك به جميع أمم الأرض.[12]
[4]نرى أهمية عقيدة صورة الله عندما نقارن رواية التكوين بأساطير الخلق في الشرق الأدنى القديم. في لوح أتراحاسيس البابلي، يتشكل البشر من الطين لحفر خنادق للآلهة. الآلهة لا تريد أن تعمل، لذلك يُخلَق البشر كعبيد. في (أتراحاسيس) الآلهة غيورة ومتقلبة؛ في اتراحاسيس الإنسانية لا قيمة لها. بالمقابل، يُظهر سفر التكوين أن إلهًا قدوسًا خلق البشر على صورته؛ وعلينا أن نكون مقدسين كما أن الله قدوس.
◄ما مدى أهمية عقيدة الخلق لفهم رسالة الكتاب المقدَّس؟ هل يهم إذا كان تكوين 1-2 أسطورة وليس تاريخًا واقعيًا؟
في عام 1998م، كنتُ أعلِّم صفًّا للقساوسة في بلد فرص الوصول إليه محدودة. تحظر حكومة ذلك البلد نشر المؤلفات المسيحية. ولكن في عام 1998م، سمحت هذه الحكومة بنشر كتاب قصص الكتاب المقدس للأطفال.
كنتُ متحمسًا لهذه الأخبار - حتى رأيتُ نسخة من الكتاب. لقد أصرَّت الحكومة على الموافقة على كل صفحة قبل نشرها. تُظهر الصفحة الأولى الله يطرد آدم وحواء من عدن. وتُظهر الصورة الثانية أطفالًا يصرخون خوفًا مع ارتفاع مياه الطوفان. ويظهر في الصفحة الثالثة إبراهيم وهو يرفع سكينًا على ابنه.
أجبرت الحكومة الناشر على حذف قصص الخلق والسقوط. فالكتاب المقدس بدون الخلق والسقوط يعطي صورة مشوهة عن الله. فقد رأى الأطفال الذين يقرأون هذا الكتاب المقدس إلهًا غاضبًا يُغرِق الأطفال ويجبر الآباء على قتل أبنائهم. كان كتاب قصص الكتاب المقدس هذا يفتقد إلى القصة الأساسية للخلق التي توضح سبب سلطان الله على هذا العالم.
إن رواية الخلق أساسية للإيمان المسيحي. ربما لهذا السبب يبدأ الكثير من المشكِّكين هجومهم على الإيمان المسيحي بإنكار صحَّة رواية سفر التكوين. ومن المؤسف أن العديد من الكتَّاب المسيحيين يزعمون أن رواية سفر التكوين غير جديرة بالثقة. ويقولون إن تكوين 1-2 هو أسطورة وليس تاريخًا. ولكن بقية أسفار الكتاب المقدس تشهد بصحَّة رواية سفر التكوين.
يكمن جزء من المشكلة في أن العديد من المسيحيين أصبحوا أسرى عقلية علمانية تزعم أن العلم يتناقض مع الكتاب المقدس. لقد قبلوا حجج العلماء الملحدين الذين يصرون على أن الكتاب المقدس لا يمكن الوثوق به. غير أنه، على مرِّ التاريخ، كانت أعظم العقول العلمية من المسيحيين الملتزمين.[1]فالحقيقة العلمية لا تتعارض مع الحقيقة الكتابية؛ بل يشير كل من العلم والكتاب المقدس إلى الله بصفته الخالق. ويُعدُّ تكوين 1-2، إذا فُهِمَ بشكل صحيح، سردًا تاريخيًّا للخلق. ويقدِّم العلم، إذا فُهم بشكل صحيح، نافذة على عجائب خليقة الله.
يعلِّمنا تكوين 1-2 أن:
خلق الله العالم من العدم[2](رافضًا كلًّا من الأساطير القديمة التي تعلِّم أن هناك آلهة أخرى خلقت العالم والأساطير الحديثة التي تعلِّم أن العالم تطوَّر بالصدفة).
هناك إله واحد ذو سيادة (رافضًا تعدد الآلهة في العالم القديم)
الإنسان مخلوق على صورة الله (رافضًا التطور والنشوء الذي يقول إننا نتاج الزمن والصدفة).
لا يجب أن ينكر أي مؤمن هذه التعاليم الأساسية في تكوين 1-2. في البدء، خلق الله صاحب السيادة عالمنا من العدم. في البدء خلق الله الإنسان على صورته. عندما انتهى أسبوع الخلق، رأى الله أنه حسن جدًا. قد يختلف المسيحيون في التفاصيل المتعلقة بتفسير الكتاب المقدس؛ ولكن يجب ألَّا يختلفوا على صحة الكتاب المقدس.
[1]من العلماء العظماء الذين كانوا مسيحيين ملتزمين: + نيكولاس كوبرنيكوس (أدرك أن الشمس هي مركز الكون) + جاليليو (يُعتبر "أبو العلم الحديث") + يوهانس كيبلر (شرح حركة الكواكب) + السير إسحاق نيوتن (صاغ قانون الجاذبية) + روبرت بويل (يعتبر أول كيميائي حديث) + رينيه ديكارت (أحد المفكرين الرئيسيين للثورة العلمية) + مايكل فاراداي (كيميائي مهم) + لويس باستور (اخترع البسترة وصنع أول اللقاحات لداء الكلب والجمرة الخبيثة) + ماكس بلانك (أسس ميكانيكا الكم)
[2]يستخدم اللاهوتيون تعبير creatio ex nihilo لوصف "الخلق من العدم."
خاتمة: سفر التكوين يتحدَّث اليوم
إن سفر التكوين هو سفر مهم لمسيحي القرن الحادي والعشرين. وهو يتحدث عن القضايا التي تواجهها الكنيسة المعاصرة.
بما أن الله خلقنا على صورته، فحياة الإنسان ذات قيمة. تتناول شهادة تكوين 1 و2 القديمة القضايا الاجتماعية المعاصرة مثل الإجهاض والقتل الرحيم. إذا كنا مخلوقين على صورة الله، فإن الحياة كلها مقدسة ويجب حمايتها.
بما أن الإنسان قد وُكِّلَ على الأرض، فنحن مسؤولون عن الاعتناء بعالمنا. فبينما يدرك المسيحيون أن الحياة البشرية تسمو على سائر اشكال الحياة، يجب أن يقِّدِّروا قيمة الأرض من جميع جوانبها باعتبارها خليقة الله الصالحة.
بسبب العهد مع إبراهيم، فإن الكنيسة لديها تفويض للكرازة والتلمذة. كلَّف يسوع الكنيسة بإتمام مهمة إسرائيل إلى الأمم.[1]فشلت إسرائيل في إتمام رسالتها في العهد القديم؛ يجب ألا نفشل نحن في إنجاز مهمتنا اليوم.
حدِّد حدثًا من الأحداث الكبرى الأربعة في تكوين 1-11 لكل عضو من أعضاء مجموعتك. سيُعد كل عضو في مجموعتك ملخَّصًا قصيرًا تقدم فيه:
ملخص القصة الكتابية
كيف كان هذا الحدث مهمًا في تاريخ الكتاب المقدس
ماذا يعلمنا هذا الحدث اليوم
الخيار 2: مهمة فردية
اختر واحدة:
اكتب مخططًا تفصيليًا من صفحة إلى صفحتين لعظة أو دراسة للكتاب المقدس حول أحد الأحداث الكبرى الأربعة في تكوين 1-11. يجب أن توضح في عظتك كيف كان الحدث مهمًا في تاريخ الكتاب المقدس وما يعلمنا إياه هذا الحدث اليوم.
اكتب مخططًا تفصيليًا من صفحة إلى صفحتين لعظة أو دراسة للكتاب المقدس حول شخصية من الشخصيات الرئيسية الأربعة في تكوين 12-50. يجب أن توضح عظتك كيف تقدِّم الشخصية نموذجًا إيجابيًا أو تحذيرًا سلبيًا للمؤمنين اليوم.
(2) اجرِ اختبار هذا الدرس. سيشمل الاختبار النصوص الكتابية المخصَّصة للحفظ.
اختبار الدرس الثاني
(1) ماذا تعني كلمة "توراة" العبرية؟
(2) كيف أُظهِرَ يسوع في كل سفر من أسفار موسى الخمسة؟
(3) أذكر أربعة مواضيع أساسية في العهد القديم تقدمها أسفار موسى الخمسة.
(4) ما هو موضوع سفر التكوين؟
(5) اذكر القسمين الرئيسين لسفر التكوين.
(6) اذكر الأحداث الرئيسية الأربعة في تكوين 1-11
(7) اذكر الشخصيات الرئيسية الأربع في تكوين 12-50
(8) لخِّص الجوانب الثلاثة للعهد مع إبراهيم في جملة واحدة لكل جانب.
(9) اذكر ثلاثة أمور يعلِّمها سفر التكوين عن الخليقة.
(10) اذكر ثلاث طرق يتحدث بها سفر التكوين إلى الكنيسة المعاصرة.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.