يعطي سفر إرميا، ثاني أطول سفر في الكتاب المقدس، صورة عن الأيام الأخيرة قبل سقوط أورشليم. ويُعرَف إرميا باسم "النبي الباكي" بسبب رثائه لخطية شعب الله ودمار مدينة الله.
نرى في سفر إرميا صراع النبي لنقل رسالة الله إلى شعب يهوذا. وفي سفر مراثي إرميا، نرى حزن النبي وهو يشاهد مدينته الحبيبة تدمرها بابل.
لمحة عن سفر إرميا ومراثي إرميا
الكاتب
إرميا
الجمهور
مملكة يهوذا
تاريخ الكتابة
627-580 ق.م.
موضوع السفر
سقوط أورشليم
الغرض من السفر
تحذير يهوذا من الدينونة الآتية
تسجيل تدمير أورشليم
الإنجيل في سفر إرميا
جاء يسوع كغصن البر الذي يخلِّص يهوذا (إرميا 23: 1-8)
مثل إرميا، رُفِضَ يسوع من شعبه.
مثل إرميا، رأى بولس نعمة الله في رسالة الفخاري والطين.
خلفية سفر إرميا
الإطار التاريخي لسفر إرميا ومراثي إرميا
كان إرميا ابن حلقيَّا، من الكهنة الذين في عناثوث، وهي مدينة من مدن اللاويِّين على بعد خمسة كيلو مترات شمال أورشليم. وبدلًا من أن يتبع إرميا أباه في الكهنوت، دُعيَ ليكون نبيًّا. وكرَّس بقيَّة حياته لنقل رسالة الله عن الدينونة الوشيكة لشعب يهوذا. وكعلامة من علامات المتاعب القادمة على أورشليم، أمر الله إرميا ألَّا يتزوَّج.[1]
واجه إرميا مقاومة شديدة، بما في ذلك محاولة القتل، والضرب، واتهامات بالخيانة، والسجن. وبعد سقوط أورشليم، أخذته مجموعة من المقاومين إلى مصر رغمًا عنه.[2]
تنبأ إرميا خلال الأربعين سنة التي سبقت سقوط أورشليم. وربما بدأ خدمته في عهد يوشيَّا، آخر ملوك يهوذا الصالحين. قُتِلَ يوشيا أثناء محاربة الفرعون المصري نَخْوُ في مجدُّو عام 609 ق. م. وهكذا بدأت فترة انحدار يهوذا. مَلَكَ يهوآحاز، ابن يوشيا، ثلاثة أشهر فقط قبل أن يؤخَذ إلى مصر. ووضعت مصر أخاه يهوياقيم على العرش. في 605 ق. م. وهاجمت بابل أورشليم وأُخِذَت المجموعة الأولى من أسرى يهوذا إلى السبي.[3]
في عام 598 ق.م. تمرَّد يهوياقيم على بابل، لكنه مات أثناء حصار بابل لأورشليم. وحكم ابنه، يهوياكين، لمدة ثلاثة أشهر فقط قبل أن يهزمه نبوخذ نصَّر. أُخذَ يهوياكين إلى بابل مع المجموعة الثانية من المسبيين عام 597 ق. م.[4]ووضع نبوخذ نصَّر صدقيَّا، وهو ابن آخر ليوشيا، على العرش. حكم صدقيَّا حتى عام 586 ق. م، لكن هذه كانت فترة تدهور مستمر ليهوذا. ورفض صدقيَّا الاستماع إلى تحذيرات إرميا، حتى أنه وضع النبيَّ في السجن.
حاول صدقيَّا التحالف مع ملوك آخرين في محاولة للإطاحة بالحكم البابلي.[5]وردًّا على ذلك، هاجم نبوخذ نصر يهوذا مرة أخرى في 587-586 ق. م. وخلال هذا الهجوم الثالث، نهب نبوخذ نصر أورشليم وعيَّن جدليا حاكمًا.[6]ولم يكن هناك ملك من نسل داود مرة أخرى طوال الفترة المتبقية من تاريخ شعب يهوذا.
يمكن تقسيم خدمة إرميا إلى ثلاث مراحل:
627-605 ق. م. كان يتنبأ بينما كانت يهوذا مهدّدة من قبل أشور ومصر.
605-586 ق. م. كان يتنبأ أثناء هجمات بابل على يهوذا.
586- 580 ق. م. تنبأ في أورشليم وفي مصر بعد سقوط يهوذا.
غرض السفر
يُظهِر سفر إرميا تحذيرات الله المتأنية ليهوذا. ونظرًا لأنهم رفضوا التوبة، كانت دينونة الله أكيدة. ويحمل سفر إرميا أيضًا الوعد بردِّ البقية الأمينة لله. ورغم أن مستمعي إرميا لم يستجيبوا لرسالته، يقدِّم السفر الذي تركه تسجيلًا لأمانة الله خلال الأيام الأخيرة ليهوذا.
لا يتبع سفر إرميا ترتيبًا زمنيًّا. فهو يفتقر إلى بنية واضحة ويمكن ربط ذلك بالضغوط الشديدة التي واجهها إرميا في حياته.
يمكنك الحصول على لمحة عامة عن حياة إرميا وسقوط أورشليم من خلال قراءة الإصحاحات التالية بالترتيب التالي:
الإصحاح
التاريخ التقريبي (ق.م.)
الموضوع
1
627
دعوة إرميا
7
609-597
عظة الهيكل
11-13
غير مؤكَّد
مقاومة خدمة إرميا
26
608
تهديد إرميا بالقتل
25
605
سنون السبي السبعون
36
605
يهوياقيم يحرق دَرْج إرميا
29
597
رسالة إلى المسبيين
20
597-586
مقاومة فشحور الكاهن
27-28
594
مواجهة حنَنيَّا
32
588
إرميا يشتري حقلًا
37-38
588
سجن إرميا
39 & 52
586
سقوط أورشليم
40-41
586
تعيين جدليَّا حاكمًا
42-43
586/585
أخذ إرميا إلى مصر
تسجِّل الإصحاحات الباقية رسائل إرميا إلى شعب الله، الرسائل التي تجاهلها مستمعوه إلى حدٍّ كبير.
مخطَّط سفر إرميا
دعوة إرميا (إرميا 1)
◄ صِف دعوتك للخدمة. كيف تأكدَتْ هذه الدعوة في خدمتك؟
قبل ولادة إرميا، عيَّنه الله نبيًّا للشعوب. عندما دعى الله إرميا ليكون نبيًّا، قال إرميا إنه لا يزال ولدًا وغير مستعد لمثل هذه المسؤولية. وردَّ الله بثلاث علامات لتأكيد دعوة إرميا:
(1) لمس الله فم إرميا ليضع كلامه في فمه (إرميا 1: 9-10).
(2) أعطى الله إرميا رؤية لشجرة لوز وأخبره أن الله ساهر على كلمته ليجريها (إرميا 1: 11-12).[1]
(3) أعطى الله إرميا رؤيا لقدرٍ يغلي، يمثِّل الدينونة المنسكبة على الأرض (إرميا 1: 13-14).
خيانة يهوذا للعهد (إرميا 2-10)
يصوِّر إرميا خيانة يهوذا للعهد من خلال المواعظ، والدروس العملية، والأمثال. تمثِّل مملكة يهوذا زوجة خائنة تطارد عشاقًا آخرين. في "عظة الهيكل" في إرميا 7، يدين النبي العابدين الذين يعتقدون أنهم سيخلصون بسبب وجود الهيكل. فكما سمح الله بتدمير شيلوه (مكان عبادة إسرائيل السابق)، سيسمح بتدمير الهيكل.[2]لقد صار بيت الله مغارة لصوص ولم يعد مقدَّسًا، لأن العابدين غير مقدَّسين.
صراعات إرميا مع الله ومع يهوذا (إرميا 11-20)
يشمل هذا القسم، المسمَّى "اعترافات إرميا" صلوات يشتكي فيها إرميا إلى الله من عناد مستمعيه. فقد أُرسِل إرميا ليبشِّر شعب يرفضون رسالته ويتآمرون لقتله.
يئس إرميا من المناداة برسالة يائسة كهذه. قال الله لإرميا: "وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ."[3]ولأن يهوذا رفضت التوبة، لم يبقَ سوى الدينونة. قال الأنبياء الكذبة للشعب إن الله سيأتي بالسلام؛ في حين أنهم سيموتون أو سيذهبون إلى السبي.[4]لا سلام ليهوذا المرتدة.
مواجهات إرميا مع حكَّام يهوذا وأنبيائهم (إرميا 21-29)
يواجه إرميا الملك يهوياقيم الذي لم يتبع طريق أبيه في طاعة الله. فبدلًا من الطقوس المتقنة المرتبطة بجنازة الملك، يتنبأ إرميا بأن يهوياقيم سيُجر خارج أبواب المدينة ويُلقى كحمارٍ ميت.
يواجه إرميا الأنبياء الكاذبين الذين يعطون رسائل رجاء كاذبة لشعب مُدان أمام الله.
يقف إرميا خارج الهيكل، أثناء الحصار، ليواجه الشعب برسالة دينونة. ويخبرهم أنهم يتجهون إلى سبعين عامًا من السبي. وأن كأس غضب الله قد امتلأ، وستشرب أورشليم الكأس مع كل الامم الذين تركوا الله.
يرتدي إرميا نيرًا حول عنقه كرمز لخضوع أورشليم في المستقبل لبابل. ويكسر حننيَّا، النبي الكذاب، النير قائلًا إن الله سيحرر الأمة قريبًا من نبوخذ نصَّر. وفي وقت الدينونة، أنهى الله حياة حننيَّا.
تأتي النبوَّة الأخيرة في هذا القسم في شكل رسالة إلى المسبيين في بابل. مع أن حننيَّا وغيره من الأنبياء الكذبة تنبأوا بهزيمة بابل، طلب إرميا من المسبيين أن يبنوا بيوتًا، ويزرعوا الحدائق، ويُصلُّوا من أجل السلام في بابل، لأنهم سيبقون هناك لمدة سبعين عامًا.
الوعد بالاسترداد في المستقبل (إرميا 30-33)
غالبًا ما يُطلق على هذه الإصحاحات "سفر التعزية." رغم أن معظم رسالة إرميا هي رسالة دينونة، لكن إرميا يخبر مستمعيه أن الله سيردُّ يهوذا إلى الأرض. ورغم أن إسرائيل لم تكن أمينة للعهد، سيكتب الله عهدًا جديدًا "على قلوبهم" و"لا يذكر خطيتهم بعد."[5]
يطلب الله من إرميا أن يشتري قطعة أرض من ابن عمه حَنَمْئِيل. وهذه وصية مدهشة لأن أورشليم ستُدمَّر قريباً! وعندما يطلب إرميا تفسيرًا، يعطي الله وعدًا رائعًا بأن اليوم سيأتي عندما "يَشْتَرُونَ الْحُقُولَ بِفِضَّةٍ، وَيَكْتُبُونَ ذلِكَ فِي صُكُوكٍ، وَيَخْتِمُونَ وَيُشْهِدُونَ شُهُودًا... لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ."[6]لم ينسَ الله شعبه. حتى في وقت الدينونة، يعد بردِّهم في المستقبل.
أيام أورشليم الأخيرة (إرميا 34-45)
تسجِّل الإصحاحات 34-45 الأيام الأخيرة لأورشليم. ظلَّ قادة يهوذا رافضين لكلمة الله حتى اللحظة الأخيرة. واعتُبِر إرميا خائنًا، وسُجِنَ بسبب رسالته عن الهلاك أثناء الحصار. ولكنَّ رسالة دينونة الله قد تحققت: سقطت أورشليم، وأُسِرَ الملك صدقيَّا، وقُتِل أبناؤه قبل أن يُعمي ملك بابل عينيه. فكان آخر ما رآه صدقيَّا هو موت أبنائه.
بعد مقتل جدليَّا الحاكم البابلي العميل، هربت مجموعة من اليهود إلى مصر، وأخذوا معهم إرميا وكاتبه، باروخ. حتى في مصر، استمر العديد من اليهود في عبادة الأصنام. وتنبأ إرميا بمزيد من الألم نتيجة استمرارهم في عبادة الأصنام.
نبوَّات إلى أمم أخرى (إرميا 46-51)
في حين أن معظم سفر إرميا مخصَّص لرسائل الدينونة على يهوذا، تمتد سيادة الله إلى الأمم الأخرى. في سلسلة من الأقوال النبويَّة، تنبأ إرميا ضد مصر، وفلسطين، وموآب، وعمون، وأدوم، ودمشق، وقيدار، وحاصور، وعيلام. وأخيرًا، تنبأ إرميا بسقوط بابل في أيدي ملوك مادي قبل خمسين عامًا من حدوث ذلك.[7]
يوضِّح هذا القِسم أن الله هو السيِّد على جميع الشعوب. استخدم الله أممًا أخرى ليدين إسرائيل، لكنه سيدين تلك الأمم ويردُّ شعبه إلى أورشليم. استخدم الله أشور لمعاقبة إسرائيل. ثم سمح لنبوخذ نصَّر أن يهزم أشور. وبعد السبي، سيردّ الله يهوذا ويعفو عنهم.[8]
إعادة رواية سقوط أورشليم (إرميا 52)
يختم إرميا بإعادة رواية سقوط أورشليم. ويأتي إرميا 52 في توازي مع 2 ملوك 24-25 وإرميا 39. ويُختَم السفر بنبرة رجاء. فقد أخرج أويل مرودخ، خليفة نبوخذ نصر، الملك يهوياكين من السجن، وسمح له بتناول الطعام من مائدة الملك. ويذكِّر هذا قرَّاء سفر إرميا أن نسل داود قد حُفِظَ. وأن الله لا يزال يعتني بشعبه حتى في السبي.
[1]علامة شجرة اللوز هي تلاعب بالكلمات باللغة العبرية. "اللوز" هي الكلمة العبرية shaqed؛ و"يراقب" هي الكلمة العبرية shoqed. كانت شجرة اللوز هي أول شجرة تبرعم في الربيع، لذلك قال العبرانيون إن شجرة اللوز "تنتظر الربيع." وبالطريقة نفسها، يخبر الله إرميا أنه يراقب إتمام الرسالة النبوية.
[7]إرميا 51: 11. في عام 550 ق. م، ضم كورش بلاد مادي إلى الإمبراطورية الفارسية. دمرت هذه الإمبراطورية بابل عام 539 ق. م. وسُمِح لشعب إسرائيل بالعودة إلى أورشليم.
رأينا في أسفار موسى الخمسة أهمية العهد في تاريخ إسرائيل. كان ناموس موسى أكثر من مجرَّد مجموعة من القوانين التي تحكم إسرائيل. كان عهد الله مع إسرائيل مؤسَّسًا على علاقة الحب. وانتهك عصيانُ إسرائيل العهدَ الذي كان يربط بين الله وإسرائيل.
غالبًا ما يشير الأنبياء إلى ناموس موسى لإظهار أن إسرائيل قد نقضت شروط عهدها مع الله. ونطلق على هذه الاتهامات "الدعوى النبوية"، وهي عبارة عن قائمة من الاتهامات ضد يهوذا. يُظهر سفر إرميا أن شعب يهوذا قد خالفوا العهد ويجب أن يتحمَّلوا اللعنات التي كانت جزءًا من هذا العهد. ويوضِّح الجدول أدناه عناصر الدعوى النبوية في سفر إرميا.
مع أن سفر مراثي أرميا لا يذكر اسم الكاتب، ينسب التقليد اليهودي والمسيحي السفر إلى إرميا. فقد كُتِب بعد وقت قصير من سقوط أورشليم، الموضوع الرئيسي للسفر. ومن المرجَّح أن إرميا كتب سفر المراثي قبل أن يؤخَذ أسيرًا إلى مصر.
يتكون سفر مراثي إرميا من خمس قصائد ترثي دمار أورشليم. وتعبِّر هذه القصائد عن الحزن الشخصي للشاعر.
يأتي كل إصحاح ما عد الإصحاح الخامس في صيغة خاصة تُسمَّى الشعر الأبجدي. تحتوي الأبجدية العبرية على اثنين وعشرين حرفًا. في المراثي 1، و2، و4 يأتي كل حرف في بداية آية. فيبدأ مراثي 1: 1 بحرف ألف aleph، وهو الحرف الأول في الأبجدية العبرية. ثمَّ يبدأ مراثي 1: 2 بحرف بيت beth، ويستمر هذا النمط بطوال الإصحاح. يحتوي مراثي 3 على ست وستين آية، اثنين وعشرين مجموعة تشمل كل مجموعة منها ثلاث آيات. إن استخدام هذه الصيغة الشعرية يعطي بنية تعكس مشاعر الحزن المتدفق الذي يشعر به إرميا.
الغرض من سفر مراثي إرميا
تسجِّل هذه القصائد حزن الكاتب الكبير على سقوط أورشليم. وتوضِّح أن معاناة أورشليم كانت نتيجة خطية يهوذا، وليس فشل الله. ينظر سفر إرميا أمامًا إلى سقوط أورشليم المقبل. وينظر سفر مراثي إرميا خلفًا إلى سقوط المدينة.
رسالة سفر مراثي إرميا
ينتقل سفر مراثي إرميا من الحزن إلى الصلاة. يبدأ السفر برثاء يصف النهاية المُفجِعة لأورشليم. هذه المدينة العظيمة أصبحت أرملة. لم تكن أورشليم أمينة لله، والآن "قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا."[1]ويتفق لاهوت سفر مراثي إرميا مع سفر الملوك وسفر إرميا. وتُظهر هذه الأسفار أن أورشليم سقطت:
بسبب خطايا الشعب (مراثي إرميا 1: 18)
بسبب الأنبياء الكاذبين والكهنة الآثمين (مراثي أرميا 4: 13)
يواصل مراثي 3 الحزن على أورشليم، لكنَّه يقدِّم موضوع رحمة الله. ويعتَبَر مراثي 3: 19-39 انعكاسًا لصلاح الله ومحبته الثابتة.
بعد رثاءٍ آخر يصف الظروف أثناء حصار أورشليم في (مراثي أرميا 4)، يختتم الشاعر بصلاة من أجل الاسترداد. ويعترف سفر مراثي إرميا أن رجاء يهوذا الوحيد هو رحمة الله: "اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ."[2]
لقد وقع جزء من الكنيسة المعاصرة أسيرًا للتعليم الذي يَعِد بالصحة والغِنى للمؤمنين، وخاصةً الخدَّام. في بعض البلدان، يكون دعاة "إنجيل الرخاء" من بين أغنى الناس في البلاد؛ ويضحِّي الفقراء لدعم أسلوب الحياة الباذخ لهؤلاء القادة. والواقع أن هذا النهج بعيد كل البعد عن نموذج الكتاب المقدس.
يُظهِر سفر إرميا أن الأمانة لرسالة الله مكلفة. فقد تألَّم إرميا بسبب التزامه بدعوة الله؛ وتألَّم يسوع من أجل طاعته لرسالة الآب؛ واليوم الخدَّام مدعوون إلى الأمانة في وجه المقاومة.
يجب قراءة الوعد في إرميا 29: 11 في سياق السبي البابلي الوشيك. وعد سِفر إرميا الشعب: "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً." غير أن، شعب الله سيعاني معاناة شديدة عمَّا قريب. إن خطة الله لشعبه صالحة؛ لا يضمن هذا حياة خالية من الألم. فحتى شعب الله يتألمون بسبب الخطية وتأثيرها على العالم من حولنا.
ولكن، كما يُظهر سفر مراثي إرميا، يبقى الله أمينًا لشعبه، حتى في وقت الألم. حتى في المتاعب، يمكننا أن نثق في صلاح الله. "لأن مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ."[1]
كثيرا ما اقتبس كتَّاب العهد الجديد من سفر إرميا. ويقتبس سفر الرؤيا من سفر إرميا لتصوير الدمار القادم لـ "بابل"، عدو شعب الله.[1]
هناك أوجه تشابه كثيرة بين خدمة إرميا وخدمة يسوع الأرضية. فكما بكى إرميا على دمار أورشليم، بكى يسوع على المدينة وتنبأ بدمار الهيكل.[2]وعند تطهير الهيكل، استخدم يسوع لغة إرميا لوصف إفساد بيت الله وتحويله إلى مغارة لصوص.[3]ورُفِضَ إرميا من الناس الذين جاء ليخدمهم وكذلك يسوع أيضًا.
استخدم بولس لغة إرميا في الكتابة عن سلطان الله في دعوة الأمم إلى الخلاص. فالخزّاف له سلطان على الطين وقد "بيَّن غِنى مجده على آنية الرحمة."[4]
الأهم من ذلك، يمكن رؤية الإنجيل في وعود إرميا بردِّ شعب الله في المستقبل. لم يتحقَّق هذا الرد بالكامل في تاريخ إسرائيل. وبموت يسوع وقيامته، يتم هذا الرد في الكنيسة ومن خلالها.
ناقش "اعترافات" إرميا في إرميا 11-20. واذكر شكوى إرميا وإجابات الله. ثم قارن شكوى إرميا بالصعوبات التي تواجهها في الخدمة. ما هي الدروس التي يمكن لمجموعتك استخلاصها من نموذج إرميا؟ اكتب ملخَّصًا من صفحة واحدة للمناقشة التي دارت بينكم.
الخيار الثاني: مهمة فردية
اكتب مخطَّطًا تفصيليًّا لعظة عن رحمة الله الأمينة بناءً على سفر إرميا ومراثي إرميا.
اكتب مخطَّطًا تفصيليًّا لعظة عن دينونة الله بناءً على سفر إرميا ومراثي إرميا.
(2) أجرِ اختبار هذا الدرس. سيشمل الاختبار النصوص الكتابية المخصَّصة للحفظ.
اختبار الدرس العاشر
(1) لماذا يُدعى إرميا "النبي الباكي"؟
(2) ما هي خلفية إرميا العائلية؟
(3) اذكر تواريخ أسر المجموعات الثلاث الذين أُخِذَوا إلى السبي. اذكر اسم نبيَّ أُخِذ إلى السبي في المجموعتين الأولى والثانية.
(4) ما هي الأغراض الرئيسية لسفر إرميا ومراثي إرميا؟
(5) ما هي "الدعوى النبوية"؟
(6) ما هي "اعترافات إرميا"؟
(7) ما هو "سفر التعزية" في إرميا؟
(8) ما هي الصيغة الشعرية المستخدمة في أربعة إصحاحات من الإصحاحات الخمسة لسفر مراثي إرميا؟
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.