تعتبر قصة آلام المسيح ذروة الأناجيل، حيث نجد ثلاثون من أصل تسعة وثمانين إصحاحاً في الأناجيل مكرسة للأسبوع ما بين دخول الرب الانتصارى إلى أورشليم والقيامة. وقد خصص حوالي نصف إنجيل يوحنا لهذا الأسبوع. هذه هي الذروة التي أشارت إليها حياة يسوع وخدمته بأكملها. لذلك في هذا الدرس، سوف ندرس الأسبوع الأخير من خدمة يسوع على الأرض لنتعلم دروس لحياتنا وخدمتنا.
◄قبل متابعة الدرس ناقش هذين السؤالين:
ماذا يعني الصلب بالنسبة لك لاهوتيًا وشخصيًا؟
ماذا تعني القيامة بالنسبة لك لاهوتيًا وشخصيًا؟
الاستجابات ليسوع: الأسبوع الأخير من خدمة يسوع العامة
إن أحد أهم الركائز التى يستند عليها المبشرين هو استجابة أولئك الذين التقوا بيسوع. على سبيل المثال، في بداية حياة يسوع، قارن متى بين سجود المجوس له واستجابة هيرودس، الذي حاول قتل هذا الملك المنافس. يقارن يوحنا أيضًا بين إجابة نيقوديموس، الحاخام اليهودي، مع امرأة سامرية غير متعلمة عند البئر.
◄اقرأ متى ١٠: ٣٢- ٣٩.
لا أحد يستطيع أن يظل محايدًا فيما يتعلق برسالة يسوع؛ إما أن نقبل ادعاءاته أو نرفضه. وصف يسوع خدمته بأنها سيف يقسم هاتين المجموعتين. انقسمت العائلات بسبب استجابتهم ليسوع؛ حتى عائلة يسوع واجهت هذا الاختبار[1]. لا أحد يمكنه أن يبقى محايدًا إزاء هذا الأمر.
أصبحت الردود المتناقضة عن يسوع أكثر دراماتيكية في الأسبوع الأخير من خدمته العلنية. ويستمر هذا التباين مع الصليب نفسه، حيث استجاب اللصان بطريقة مختلفة جدًا ليسوع.
ردود الفعل على إقامة لعازر
◄اقرأ يوحنا 11: 1-57.
حتى قبل إقامة لعازر، عارض القادة الدينيون يسوع. عندما زار يسوع الهيكل خلال عيد التكريس في وقت سابق من الشتاء، اتهمه القادة اليهود بالتجديف وحاولوا رجمه. لأن الوقت لم يحن بعد لتضحيته، هرب يسوع وسافر عبر الأردن بعيدًا عن المركز الديني في أورشليم[2].
عندما وردت أنباء عن موت لعازر، أدرك التلاميذ أنه من الخطر عودة يسوع إلى اليهودية. غالبًا ما يسخر القراء من شك توما وتشاؤمه، لكنني معجب بولائه لسيده. يفترض (بشكل صحيح) أن يسوع سيُقتل في اليهودية، لكن توما المخلص، عندما أصرّ يسوع على العودة إلى اليهودية، قال توما لزملائه التلاميذ، "لنذهب نحن أيضًا، لكي نموت معه" بغض النظر عن شكوك توما اللاحقة، يجب ألا ننسى ولاء هذا التلميذ المخيف. هل من المفاجئ أنه بعد القيامة مات توما شهيدًا وهو يحمل الإنجيل إلى الهند؟
في قرية صغيرة مثل بيت عنيا، لا يمكن إخفاء إقامة لعازر. لم يكن هناك من سبيل للقادة الدينيين لإخفاء مثل هذا الحدث الدراماتيكي. يظهر يوحنا ردود الفعل المختلفة لهذه المعجزة.
استجابة الجموع
مع انتشار أخبار قيامة لعازر، كانت الجموع مقتنعة بأن يسوع سيطيح بروما ويعيد عرش داود في أورشليم. كانوا مقتنعين بأن يسوع هو المسيا الموعود به. "فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم، ونظروا ما فعل يسوع، آمنوا به[3]". آمن كثير من الناس بيسوع حتى أن الفريسيين قالوا، "انظروا، هوذا العالم قد ذهب وراءه[4]" ألهم هذا حماس الجموع عندما دخل يسوع أورشليم على ظهر أتان.
رد فعل القادة الدينيين
دمرت إقامة لعازر أي فرصة للزعماء الدينيين لتجاهل ادعاء يسوع بأنه المسيح المنتظر. مع تحول الجموع إلى يسوع، كان لدى القادة الدينيين خياران فقط:
(1)الاعتراف أن يسوع هو ما قاله. ومع ذلك، فإن هذا سيتطلب منهم التخلي عن طموحهم في السلطة. كان يسوع قد أدان بالفعل سلوكهم المنافق. إذا اعترفوا بأن يسوع هو المسيح، فسوف يفقدون مناصبهم كقادة للشعب اليهودي.
(2)اعتقال وقتل يسوع، إذا رفضوا قبول المسيح كالمسيا، فعليهم قتله.
دافع القادة الدينيون عن قرارهم بقتل يسوع باعتباره الأفضل للأمة. ومثل القادة الضعفاء عبر التاريخ، حاولوا تبرير قرارهم. "ماذا نصنع؟ فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فيأتى الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا[5]". كانوا خائفين من أن المسيح سيقود ثورة ضد روما. لم يفهموا أن مملكته كانت روحية.
ربما تشير كلمة "موضعنا" إلى الهيكل وتشير "أمتنا" إلى الحريات التي سمحت بها روما لليهود[6]. على الرغم من أن اليهودية كانت تحت سيطرة روما، فقد سُمح لليهود بالعبادة في الهيكل، ومراقبة القوانين الدينية، ومن خلال السنهدريم، الحفاظ على بعض الحكومة المدنية. كل هذا سيضيع إذا سحقت روما تمردًا ما.
أكد قيافا للسنهدريم أن موت رجل واحد خير من أن تهلك الأمة بأكملها[7]. ومن المفارقات أن مخاوف السنهدريم جاءت بعد قتل يسوع. فبعد أربعين عامًا من مقتل المسيح، سحق الرومان تمردًا يهوديًا بتدمير الهيكل، وسلب حقوق الشعب اليهودي، وفعلوا كل ما حاول قيافا تجنبه.
بما أنهم لم يتمكنوا من إخفاء هذه المعجزة دون تدمير كل الأدلة، قرر السنهدريم قتل كل من يسوع ولعازر من أجل "حماية الأمة"[8]. المعجزات لا تقنع بالضرورة غير المؤمنين. نحن غالبًا ما نفكر، "لو أن الله" يعلن "نفسه عن طريق معجزة ما، فسيؤمن الجميع". ومع ذلك، فإن المعجزة قد تقوى المتشكك في عدم إيمانه.
في قصة الغني ولعازر (ليس لعازر الذي أقامه يسوع)، توسل الرجل الغني من إبراهيم لإرسال لعازر لتحذير إخوته. قال إبراهيم: "إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون[9]". الكتاب المقدس بحد ذاته هو شهادة كافية على الحقيقة. إذا رفضنا الكتاب المقدس، فلن تقنعنا الأدلة الأخرى.
الاستجابات ليسوع: مريم
◄اقرأ متى 26: 6-13 ويوحنا 12: 1-11.
طوال خدمة يسوع الأرضية، كانت مريم، أخت لعازر ومرثا، واحدة من أكثر أتباع يسوع إخلاصًا. في قصة سابقة، اشتكت مرثا لأن مريم جلست تستمع إلى يسوع أثناء خدمتها. وفي تلك القصة، امتدح يسوع مريم التي "اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها"[10]
قبل أقل من أسبوع من موته، زار يسوع وتلاميذه منزل سمعان الأبرص. تمت دعوة لعازر وأخواته للانضمام إلى المجموعة. أثناء الأكل، سكبت مريم قارورة طيب كثير الثمن على رأس يسوع وقدميه. تكلفة هذا الطيب حوالي ثلاثمائة دينار، أي ما يعادل أجر عام تقريباً. في يوم لم تكن هناك بنوك ولا مصارف، ربما كان هذا يمثل مدخرات مريم كلها.
غضب التلاميذ لأن مريم أهدرت الكثير من المال[11]، لكن مريم لم تهتم إلا برأي شخص واحد وهو يسوع. لقد تصرفت بدافع الحب الذي أعماها عن آراء الآخرين. لم تهتم بتكلفة الطيب ولم تهتم بما يعتقده الآخرون. كانت فقط تقدم العبادة لسيدها ولا يهم شيء آخر.
عندما احتج التلاميذ على أفعال مريم، وبخهم يسوع: "اتركوها! لماذا تزعجونها؟ ... قد عملت بي عملًا حسنًا[12]". مع العلم أن الصليب لم يكن أمامه سوى أيام قليلة، أدرك يسوع رمزية عمل مريم: "إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني". كَرّم يسوع هذه المرأة التي بذلت قصارى جهدها في تقديم عبادة محبة ناكرة للذات.
عندما نقرأ قصة مريم التى دهنت يسوع بالطيب، يجب أن نسأل، "كم أٌحب يسوع؟ هل أهتم به أكثر أم أهتم برأي الأخرين؟ " لقد أحببت مريم يسوع حقًا.
الاستجابات ليسوع: الدخول الانتصاري
◄اقرأ متى 21: 1-11 ويوحنا 12: 12-19.
يوم الأحد، دخل يسوع على ظهر أتان إلى أورشليم. في يوم عادي، لن يكون هناك شيء غير عادي في هذا الحدث؛ معلم جليلي برفقة مجموعة صغيرة من الأتباع يقصدون أورشليم في عيد الفصح. لكن هذا لم يكن وقتًا عاديًا. لقد غيرت إقامة لعازر عيد الفصح هذا إلى بيان ديني وسياسي.
يسلط متى الضوء على الآثار الدينية لدخول يسوع إلى أورشليم. يُظهر متى أن دخول يسوع تمم نبوة زكريا. جاءت كلمات الجموع من مزمور 118، وهو مزمور لعيد الفصح يصف مسيرة النصر إلى أورشليم[13].
كان هذا الموكب مليئًا بتداعيات سياسية مثل:
فرش الجموع لثيابهم على الطريق يمثل الخضوع للملك[14].
منذ عصر المكابيين، كانت أغصان النخيل ترمز إلى الانتصار على العدو العسكري[15].
"أوصنا!"تعني "خلصنا"، صرخة من أجل النجاة.
كان "ابن داود" لقبًا ملكيًا مسيانيًا.
اعتقد الناس أن يسوع كان يدخل أورشليم ليطيح بروما ويؤسس مملكته. لقد انتهى الانتظار الطويل لملك داود، والوعود التي قطعها الأنبياء ستتحقق قريباً
بعد أيام قليلة فقط، كان العديد من هؤلاء الأشخاص يصرخون، "اصلبه!" لماذا ا؟ لأنهم كانوا يهتفون ليسوع لأسباب خاطئة. لقد اعتقدوا أنه سوف يطيح بروما، لكنه لم يكن لديه نية لقيادة ثورة عسكرية. لقد كانوا يبحثون عن مملكة سياسية، لكنه كان يريد أن يحضر مملكة روحية. وفى خيبة أملهم، سرعان ما انقلب هذا الجمع على يسوع.
لقد قرر أعضاء النخبة ذات النفوذ السياسي والاجتماعي في السنهدريم قتل المسيح بالفعل. وسرعان أيضًا ما انقلب الذين بلا قوة ضده. وبمعرفة ما ينتظره، بكى يسوع على مصير المدينة التي سترفضه[16]. نسميه "الدخول الانتصاري"، لكن يسوع عرف أنه "الطريق إلى الصليب". اقتبس الجموع من مزمور ١١٨: ٢٦، "مبارك الآتى باسم الرب!" لكن يسوع عرف الآية التالية من المزمور والتى تقول: "أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح!"[17]لقد دخل يسوع إلى أورشليم كذبيحة سيتم ربطها قريبًا بـ "المذبح"، وهو الصليب الروماني.
تتضمن كل من الأناجيل "الإزائية"[1]، قصة لعن يسوع لشجرة تين جرداء خلال الأسبوع الأخير من خدمته العامة. لعن يسوع شجرة التين يوم الاثنين عندما جاء إلى أورشليم بعد أن أمضى الليلة في بيت عنيا. يوم الثلاثاء، رأى التلاميذ أن الشجرة قد ذبلت في غضون أربع وعشرين ساعة فقط.
على الرغم من أنه "لم يكن موسم التين" (مرقس 11: 13) ، إلا أن الأوراق تعني أن التين الأخضر يجب أن يظهر على الشجرة لأن ثمار التين تظهر بعد وقت قصير من ظهور الأوراق. عندما تحتوي الشجرة على أوراق فقط بدون أي تين مبكر، فلن تثمر الشجرة في ذلك العام.
هذه القصة هي "حكاية مأخوذة" عن فشل إسرائيل في أن تؤتي ثمارها[2]. لقد تم اختيار إسرائيل من قبل الله ليبارك الأمم[3]. لكن بدلًا من ذلك، جلب اسرائيل العارعلى اسم يهوه.
كان يجب أن يكون الهيكل مكانًا للصلاة "لكل الشعوب"[4]. لكن بدلاً من ذلك، أصبح الهيكل "مغارة لصوص"، حيث خدع رؤساء الكهنة الأقوياء الفقراء.
كانت شجرة التين قاحلة، وكانت إسرائيل قاحلة. رُفضّت شجرة التين، وسرعان ما سيتم رفض إسرائيل.
لعنة شجرة التين هي واحدة من سلسلة رسائل دينونة خلال أيام يسوع الأخيرة من الخدمة العامة:
[1]هى الأناجيل الثلاثة الأولى متى ومرقس ولوقا. وسميت كذلك لأنه يمكن وضعها بإزاء بعضها البعض، فهى متألفة او متشابهة حيث تخبر نفس القصص عن يسوع وتتبع ترتيب الأحداث نفسه عامةً – شرح المترجم
[2]فى العهد القديم، كانت شجرة التين تمثل اسرائيل (ارميا 8 : 13، هوشع 9 : 10، يوئيل 1 : 7)
الاستجابات ليسوع: الأسبوع الأخير من خدمة يسوع العامة (تابع)
الاستجابات ليسوع: القادة الدينيين
◄اقرأ متى 21: 23-22: 46.
بعد إقامة لعازر، كان القادة الدينيون مصممين على قتل يسوع. ومع ذلك، فإن شعبيته مع عامة الناس جعلت الأمر صعبًا. لقد أرادوا إيجاد طريقة ما لتشويه سمعة يسوع في أعين الجموع. وفي الأيام التي أعقبت دخول يسوع الانتصاري، دبر القادة الدينيون سلسلة من المواجهات في الهيكل. كانوا يحاولون محاصرة يسوع، لكنهم فشلوا مرارًا وتكرارًا. بدلاً من ذلك، راقبت الجموع يسوع وهو يُحرج القادة الدينيين مرارًا وتكرارًا بحكمته وفطنته.
أولاً، تحدى "رؤساء الكهنة والشيوخ" سلطة يسوع في تطهير الهيكل والتعليم علنًا، أجابهم يسوع محاصرًا إياهم بسؤال عن يوحنا المعمدان.
ثم أعطى يسوع ثلاثة أمثال تدين هؤلاء القادة الدينيين. أظهر مثل الابنين أن الطاعة، وليس مجرد العمل، هى من تثبت العلاقة في ملكوت الله. فى حين أوضح مثل المستأجرين الأشرار عواقب رفض يسوع كمسيا. أخيرًا، أشار مَثَل وليمة العرس إلى أن القادة الدينيين الذين تمت دعوتهم إلى العُرس قد تم رفضهم الآن لصالح الآخرين الذين بدوا أقل استحقاقًا، لكنهم استجابوا للدعوة.
لقد عقد القادة الدينيون العزم على تشويه سمعة يسوع، ولذلك طرحوا سلسلة من الأسئلة لمحاولة الإيقاع به. لم يكن هدفهم معرفة الحقيقة؛ بل كان هدفهم تدمير يسوع. عرف يسوع أنهم لا يرغبون في الحق، لذلك صرف النظر عن كل سؤال من أسئلتهم.
بعد الفشل في محاصرة يسوع، استسلم القادة. وأنهى متى هذا الجزء موضحًا فشلهم: "فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمةٍ. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتةً"[1]ويختتم مرقس أيضًا بالإشارة إلى فرح عامة الناس الذين شاهدوا هذه المواجهات قائلًا: "وكان الجمع الكثير يسمعه بسرورٍ"[2].
◄ بصفتك راعيًا أو قائدًا مسيحيًا، غالبًا ما تواجه أسئلة صعبة. كيف تميز بين السائل الصادق ومن يريد أن يوقعك؟ كيف يجب أن تختلف ردودك على هذين النوعين من المستجوبين؟ (انظر الأمثال 26: 4-5 للحصول على مثال على هذا التباين).
بعد عشرين عامًا من صعود يسوع، زرع بولس كنيسة في كورنثوس. تتكون هذه الكنيسة من معتنقي المسيحية من خلفيات مختلفة. ضمت هذه الكنيسة كلاً من اليهود الذين يعرفون الأسفار العبرية والأمم الذين لم يعرفوا شيئًا عن الإله الحقيقي.
كانت الكنيسة في كورنثوس تتمزق بسبب الصراع وتهديد التعاليم الكاذبة.
وردًا على هذه المشاكل، ذكَّر بولس أهل كورنثوس بالرسالة التي بشرهم بها أولاً.
[1]ركزت رسائل بولس الأولى في مدينة هذه المدينة الوثنية على أربعة أحداث تاريخية:
المسيح مات من أجل خطايانا.
دفن المسيح
قيامة المسيح فى اليوم الثالث
ظهور المسيح علانية - لصفا، والإثنا عشر،
وخمسمائة أخ في وقت واحد، ليعقوب، ولجميع الرسل، وأخيراً لبولس.
كان الجزء الأول من رسالة بولس في كورنثوس عن الصليب:
"المسيح مات من أجل خطايانا". تعتبر رسالة الصليب أمر أساسي فى الإيمان المسيحي.
في العهد القديم، كان الشخص الذى يحضر حملًا للذبيحة يضع يده
على رأس الذبيحة للاتحاد مع موتها الكفاري.
وبوضع يده على رأس الحمل يقول الشخص العابد:
"هذا الحمل يموت مكاني. أنا أستحق الموت من أجل خطيتي".
وبنفس الطريقة، نحن نستحق الموت من أجل خطايانا، ولكن المسيح مات بدلاً عنا.
نحن نستحق الموت لكن المسيح مات لكى نحيا نحن بموته.
القبض على يسوع
◄اقرأ متى 26: 1-5 ، 14-56.
في يوم الأربعاء من أسبوع الآلام ، تنبأ يسوع بموته "بعد يومين".
كان السنهدريم يخطط لإلقاء القبض على يسوع بعد أن غادرت حشود عيد الفصح المدينة
، على الأقل تسعة أيام من وقت هذا التنبؤ. ومع ذلك، عندما عرض يهوذا أن يخون سيده
، قرروا إلقاء القبض على يسوع لأنه كان لديهم تعاون من أحد أتباعه. لماذا احتاج رؤساء الكهنة إلى يهوذا؟ لقد كانوا يعرفون من هو يسوع وأين يجدونه، لقد كان يسوع يُعلّم في الهيكل كل يوم. كان القادة الدينيون بحاجة إلى يهوذا ليكون بمثابة شاهد ضد يسوع في المحاكمة. بالنسبة لأي جريمة يعاقب عليها بالإعدام ، كان القانون الروماني يتطلب وجود شاهد. وبخيانة يهوذا ليسوع، كان يوافق على أن يكون هذا الشاهد. لكن بعد إلقاء القبض عل يسوع، "غير يهوذا رأيه" وبذلك فقد القادة اليهود شهادتهم الواضحة كالنجم ضد يسوع[2].
بعد تقاسم عشاء الفصح مع تلاميذه، ذهب يسوع إلى بستان جثسيماني للصلاة. وفي مواجهة العذاب الجسدي للصليب والعذاب الروحي للانفصال عن الآب، صلى يسوع هكذا: "يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" حتى في هذه المحاكمة العليا، خضع يسوع لإرادة الآب.
في وقت لاحق من ذلك المساء، جاء يهوذا مع "حشد كثير" لإلقاء القبض على يسوع[3]. بعد أن حدد يهوذا يسوع بقبلة، تكلم يسوع إلى الجنود، ولما قال لهم يسوع " أنا هو" راجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض"[4]. كانت هذه المجموعة الكبيرة من الجنود تخاف من رجل يملك السلطة على الموت. كان يسوع، وليس أعداؤه ، هو المسؤول عن وضع نفسه للموت. كتب أوكتافيوس وينسلو، واعظ من القرن التاسع عشر قائلًا:"من أسلم يسوع للموت؟ ليس يهوذا من أجل المال، وليس بيلاطس من أجل الخوف،وليس اليهود من أجل الحسد، لقد كان الآب من أجل الحب![5] "
تضمنت محاكمة المسيح كلا من محاكمة يهودية ومحاكمة رومانية. كان القانون اليهودي أكثر الأنظمة القانونية القديمة إنسانية. إذ فعل القانون اليهودي كل ما في وسعه للحفاظ على الحياة. اشتهر القانون الروماني بقواعده الصارمة وشموليته. كان هذان النظامان أفضل نظامين قانونيين في العالم القديم، لكنهما لم يمنعا الأشرار من قتل ابن الله.
خلال الساعات التي تلت اعتقاله، خضع يسوع لست جلسات استماع قانونية أو محاكمات. وشمل ذلك كلاً من المحاكمات الدينية اليهودية والمحاكمات المدنية الرومانية. أظهر المؤرخون أن المحاكمة اليهودية كانت غير قانونية وفقًا للقانون اليهودي. في اندفاعهم لإدانة يسوع، فعل مجلس السنهدري الآتى:
عقد محاكمة ليلية (غير قانوني)
لم يوجه اتهامات رسمية قبل القبض على يسوع (غير قانوني)
لم يسمح ليسوع باستدعاء شهود دفاعه (غير قانوني)
سرع المحاكمة أسرع مما يسمح به القانون اليهودي (غير قانوني)
ومن المفارقات أن كل هذا حدث حتى يصلب يسوع ويُنزَع جسده قبل عيد الفصح. لقد قتلوا حمل الله ليأكلوا خروف الفصح في الموعد المناسب!
تم تعيين حَنّان رئيس كهنة مدى الحياة. وحتى بعد أن استبدل الرومان حَنّان بصهره قيافا، استمر معظم اليهود في مناداة حَنّان بلقب "رئيس الكهنة". كانت هذه الجلسة الأولى أمام حَنّان غير رسمية، لأنها لم تتضمن أيه اتهامات أو شهود.
(2) جلسة استماع لليهود أمام مجلس السنهدريم "مجمع اليهود" (متى 26: 57-68)
قد تكون جلسة الاستماع الأولى أمام مجمع اليهود الكامل قد عُقدت في وقت مبكر من الساعة 2:00 صباحًا. وعلى الرغم من أنهم لم يتمكنوا من إجراء محاكمة قانونية قبل شروق الشمس، فقد أراد القادة اليهود التحرك بسرعة. على الرغم من أن المحاكمة الليلية الرسمية كانت غير قانونية، عقد مجلس السنهدريم جلسة استماع غير رسمية أدانت يسوع بتهمة التجديف وقرروا أنه يستحق عقوبة الإعدام.
(3) المحاكمة اليهودية الرسمية أمام مجلس السنهدريم (لوقا 22: 66-71).
"ولما كان النهار"، عقد مجمع اليهود محاكمة رسمية. في هذه المحاكمة، أدان السنهدريم يسوع رسميًا بتهمة التجديف.
(4) أول محاكمة رومانية أمام بيلاطس (لوقا 23: 1-5 ؛ يوحنا 18: 28-38)
لم تمنح روما السنهدريم سلطة إعدام المجرمين[6]. لكن لكى يضمنوا الحصول على حكم الإعدام من بيلاطس، غير القادة اليهود اتهاماتهم من تهمة التجديف الدينية إلى تهمة سياسية بالتحريض على التمرد. واتهموا يسوع قائلين: "إننا وجدنا هذا يُفسد الأمة، ويمنع أن تُعطى جزية لقيصر، قائلًا: إنه هو مسيح ملك"
خلال موسم الفصح، لم يكن اليهود يدخلون أي مبانٍ رومانية خوفًا من أن يتنجسوا ويمنعوا من تناول الفصح. لأنهم لم يدخلوا إلى دار الولاية ، عقد بيلاطس جلسة الاستماع خارجًا خارج باب القصر.
(5) محاكمة رومانية أمام هيرودس أنتيباس (لوقا 23: 6-12)
عرف بيلاطس أن يسوع بريء، لكنه لم يشأ إغضاب القادة اليهود. وعندما سمع أن يسوع "يهيج الشعب وهو يعلم فى كل اليهودية مبتدئًا من الجليل إلى هنا"، قرر بيلاطس أن ينجو من هذه المعضلة. خلال أسبوع الفصح، كان هيرودس أنتيباس، حاكم الجليل، في أورشليم[7]. ولأن يسوع كان من الجليل، كان بيلاطس يأمل أن يكون هيرودس قاضيًا في هذه القضية. ولذلك أرسل بيلاطس يسوع إلى هيرودس، لكن هيرودس رفض التدخل.
عندما عاد يسوع إلى بلاطه، بحث بيلاطس عن حل آخر. لقد عرف بيلاطس أن يسوع بريء: "ها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد فى هذا الأنسان علة مما تشتكون به عليه[8]" لم يرد بيلاطس أن يدين يسوع، وهو رجل بريء.
عندما هدد القادة بإبلاغ قيصر بعدم الولاء، استسلم بيلاطس لمطالبهم. كان بيلاطس حاكما ضعيفًا. في نزاع سابق، سمح بيلاطس للجنود بدخول اورشليم حاملين صورة الإمبراطور. بسبب ذلك احتج حشد يهودي خارج قصر بيلاطس لمدة خمسة أيام. لكن عندما هدد بيلاطس المتظاهرين بالقتل، أعلنوا أنهم سيموتون بدلاً من التسامح مع صورة قيصر في المدينة المقدسة. ولذلك أُجبر بيلاطس على التراجع.
بسبب هذه التجربة، كان بيلاطس يخاف الشعب اليهودي. علاوة على ذلك، لم يثق كبير ضباطه في روما، سيجانوس، في قدرة بيلاطس على السيطرة على شعب اليهودية. وعندما هدد القادة بالشكوى إلى قيصر إذا أطلق بيلاطس سراح يسوع، "فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب[9]". حكم بيلاطس على يسوع بالموت ليس لأنه آمن أن يسوع مذنب، ولكن بسبب ضعفه.
أثناء المحاكمة: بطرس ينكر يسوع
أثناء عشاء الفصح، حذر يسوع بطرس: "الحق الحق أقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات[10]" وقد كان، أثناء محاكمة يسوع، أنكر بطرس يسوع ثلاث مرات.
عندما نقرأ عن سقوط بطرس المخزي، يجب أن نتذكر أن بطرس لم يكن الوحيد الذي خذل يسوع في تلك الليلة. لقد حضر المحاكمة فقط بطرس ويوحنا، أما التلاميذ الآخرون فقد ركدوا في خوف.
من الواضح أن بطرس أحب يسوع. فلماذا إذًا سقط؟ في وقت سابق، درسنا التجارب التى واجهها يسوع لنتعلم دروس لمواجهة التجربة. من سقوط بطرس يمكننا أن نرى التحذيرات لمساعدتنا عندما نتعرض للتجربة، على الأقل هناك أمرين سعدوا فى سقوط بطرس:
(1) الثقة الزائدة
عندما حذره يسوع من هجوم الشيطان، تفاخر بطرس قائلًا: "ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك[11]!" عندما نصبح مفرطين في الثقة، فإننا في خطر السقوط. نحن نعيش حياة مسيحية منتصرة فقط من خلال قوة الروح. الثقة الزائدة هي الخطوة الأولى للفشل الروحي.
(2) عدم الصلاة
حذر يسوع التلاميذ في البستان: "صلّوا لكي لا تدخلوا في تجربة"[12]. لكن بدلاً من الصلاة من أجل القوة لمواجهة الاختبار القادم ، نام بطرس.
يؤدي عدم الصلاة حتمًا إلى فشل روحي. فمن المستحيل الحفاظ على حياة مسيحية منتصرة بعيدًا عن حياة صلاة نابضة بالحياة. يحاول إبليس إشراك الخدام المسيحيين في العديد من الأنشطة حتى لا يكون لدينا وقت للصلاة. إنه يعلم أننا إذا انشغلنا كثيرًا عن الصلاة، فسوف نسقط قريبًا.
◄انظر إلى حياتك المسيحية وخدمتك. فكر في الأماكن التي وقعت فيها في التجربة، أو حيث اقتربت من السقوط. ما هي العوامل التي ساهمت في السقوط؟ هل اختبرت مثلًا أن نجاح خدمتك أدى إلى الثقة الزائدة؟ هل كنت مشغولاً بشكل غير عادي ولا تقضي وقتاً كافيًا في الصلاة؟ هل هناك عوامل أخرى يمكن أن تكون بمثابة إشارات تحذير للمستقبل؟
خلال المحاكمة: يهوذا يقتل نفسه
مباشرةً بعد رواية إنكار بطرس، يروي متى قصة انتحار يهوذا. فبعد أن رأى يهوذا نتائج خيانته، "ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ، قائلاً:" قد أخطأت إذ سلمت دمًا بريئًا[13]". فطرح يهوذا الفضة التي كانت ثمن خيانته و"مضى وخنق نفسه[14]". اختار يهوذا الانتحار بدلاً من الذنب مدى الحياة.
تضع رواية متى، توبة بطرس وندم يهوذا جنبًا إلى جنب. لقد ندم كل من بطرس ويهوذا على أفعالهما. ومع ذلك، بالنسبة ليهوذا، يستخدم متى كلمة تعبر عن فكرة تغيير عقل المرء، وليس الكلمة المعتادة للتوبة الحقيقية[15]. هذا الاختلاف مهم لفهم استجابة الناس للتبكيت على الخطية.
كتب بولس عن الفرق بين الندم (الحزن على نتائج الخطيئة) والتوبة (الحزن على الخطية نفسها وتغيير الاتجاه). كتب الرسول: "لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشىء توبة لخلاص بلا ندامة، واما حزن العالم فينشىء موتًا "[16]
"الحزن الذى بحسب مشيئة الله" يأتي بالتوبة الحقيقية التي تقود إلى الخلاص والحياة، أما "حزن العالم" فيجلب الندم الذي لا يقود إلا إلى الذنب والموت. حزن كل من بطرس ويهوذا، لكن بطرس وحده هو الذي تاب بالحق.
رأى يهوذا نتيجة خيانته واختار الموت على الخزي والذنب، لقد شعر بالندم لكنه لم يتوب. رأى بطرس نتيجة فشله واختار التوبة الحقيقية. كانت نتيجة ندم يهوذا الموت، أما توبة بطرس فكانت نتيجتها خدمة مثمرة مدى الحياة.
◄هل رأيت أناسًا ندموا على الخطية لكنهم لم يتوبوا حقًا؟ ماذا كانت النتيجة؟ كيف يمكننا في كرازتنا أن نأتي بالناس إلى مكان توبة حقيقية؟
الصلب
◄اقرأ متى 27: 27-54.
كانت اليهودية مكانًا رهيبًا للجندي الروماني. لقد كان اليهود يكرهون الجنود الرومان، وتآمر "الغيوريون" لاغتيالهم. خلال عيد الفصح، كان الجيش في حالة تأهب دائم ردًا على أى أعمال شغب. ولم يكن هناك مهمة أسوأ للجندي من هذا. ولذلك عندما كان يُحكم على سجين يهودي بالإعدام، كان الجنود الرومان يعبرون عن كراهيتهم للمدان بشدة.
إن معاملة يسوع – من ضرب وسخرية وإكليل الشوك – تُظهر قسوة الجنود الذين كانوا يكرهون مهمتهم، ويكرهون أيضا الناس من حولهم، بل ويتلذذون بمعاقبة من لا يقدر على المقاومة. عانى يسوع كل هذا دون كلمة غضب تجاه هؤلاء الجنود.
درس العديد من الكتاب قصة الصلب من خلال التأمل في أقوال يسوع السبعة من على الصليب. كثيرًا ما تُظهر الكلمات الأخيرة للشخص ما هو مهم بالنسبة له. لذلك دعونا نرى ما قاله يسوع عندما واجه الموت؟
كلمات غفران وتسامح
عندما سمّروه على الصليب، صلى يسوع: "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"[17]. حتى النهاية، أظهر يسوع المحبة والمغفرة، إلى لصٍ استحق الموت، كان وعد يسوع له: "الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس"[18]
كلمات شفقة
كلف يسوع يوحنا برعاية أمه عندما قال: "يا امرأة، هوذا ابنك!" وإلى يوحنا قال: "هوذا أمك!"[19]في وقتٍ سابق، علم يسوع أن الروابط الأسرية الأعمق هي علاقات روحية عندما قال: "ها أمي وإخوتي. لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي.[20]"
في وقت موته، كان إخوة يسوع غير الأشقاء غير مؤمنين؛ لم يكونوا جزءًا من عائلته الروحية. لذلك، وضع يسوع والدته في رعاية أخ روحي، وهو يوحنا الحبيب.
كلمات عذاب جسدي
كون يسوع ابن الله لم يعفه هذا من العذاب الجسدي للصليب. لقد عانى كل الآلام الجسدية لمجرم مدان. صرخ يسوع بعد ساعات من دون ماء في الحر الشديد: "أنا عطشان"[21].
كلمات عذاب روحي
سجل متى ومرقس قولًا واحدًا فقط من أقوال يسوع على الصليب، ولكن ربما كانت هذه أكثر الكلمات التي تكسر القلب من على الصليب: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟"[22]
من المؤكد أن عذاب يسوع الأكبر كان انفصاله عن الآب. فمنذ الأزل عاش الآب والابن في شركة متواصلة. لكن الآن لأنه حمل خطايانا، انفصل يسوع عن الآب.
على الصليب، الله "جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه"[23]. في إشعياء 53، تحدث النبي عن "العبد المتألم" الذي سيحمل خطايانا[24]. يُظهر بولس أن هذه الكفارة البديلة قد تمت على الصليب.
صار يسوع خطية من أجلنا "لنصير نحن بر الله فيه". لم نعد بعد نعيش في عبودية الخطية. من خلال موت المسيح، أصبحنا أبرار. لا يقول بولس ببساطة أننا "فيه" دُعينا أبرارًا. بل "فيه نصير بر الله". من خلال عمل المسيح على الصليب، يحدث تحول حقيقي. لقد صار المسيح خطية لكي نصير نحن أبرار.
كلمات تسليم
"يا أبتاه، في يديك أستودع روحي!"[25]عاش يسوع طوال حياته في خضوع أمين للآب. وفي مواجهة الصليب، صلى قائلًا: "ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت"[26]والآن قدم يسوع هذا الخضوع النهائي للخضوع لإرادة الآب.
كلمات انتصار
"قد أُكمل"[27]بصرخة النصر هذه، أعلن يسوع أنه قد أتم العمل الذي أرسله الآب للقيام به. لقد دٌفع ثمن الخطية، وهُزم الشيطان. وتمت الكفارة التي كانت ذبائح العهد القديم ظلًا لها ووُعِد بها في إشعياء ٥٣.
الدفن
◄اقرأ متى 27: 57-61.
في رسالته لكنيسة كورنثوس، كرز بولس بأن المسيح "مات من أجل خطايانا" و"أنه دُفن"[28]. بالنسبة لبولس والكنيسة الأولى، كان الدفن مهمًا.
تنتقل العديد من احتفالات أسبوع الآلام اليوم مباشرةً من الجمعة العظيمة إلى أحد الفصح. ولكن بالنسبة للكثير من تاريخ الكنيسة، تم الاعتراف بـ "السبت المقدس" كجزء مهم من عشية عيد الفصح. ما هي اهمية الدفن؟[29]
دلالة تاريخية
يُظهر الدفن أن يسوع مات حقًا. على عكس الادعاءات الإسلامية بأن يسوع كان في حالة "إغماء" واستيقظ منه فيما بعد، فإن الدفن يٌظهر أنه مات بالفعل. لقد عرف الرومان جيدًا كيف يقتلون سجينًا مُدانًا. لذلك لم تكن هناك فرصة أن يأخذوا رجلاً من على الصليب قبل موته.
علاوة على ذلك، ضَمّن الحجر الثقيل على باب القبر والحراس عدم تمكن أحد من الهروب منه. حتى لو دفن الجنود الرومان يسوع عن طريق الخطأ قبل موته، فمن غير المعقول أن يستطيع رجل عانى ساعات من الألم على الصليب أن يخرج من الكفن، ويدفع الحجر الثقيل بعيدًا، ويتغلب على مجموعة من الحراس المحترفين . لذلك يؤكد الدفن الحقيقة التاريخية بأن يسوع الناصري مات.
دلالة نبوية
كتب إشعياء عن الحمل الذي سيق إلى الذبح، وتنبأ قائلاً: "وجعل مع الأشرار قبره، ومع غنيً عند موته"[30]. لقد تمم دفن يسوع النبوة المسيانية.
بعد موت يسوع، ذهب يوسف الرامي إلى بيلاطس من أجل الجسد. كان يوسف عضوا في السنهدريم، لكنه لم يوافق على إدانة يسوع. حتى بعد أن انقلب معظم القادة على يسوع، كان البعض "يبحثون عن ملكوت الله". كان يوسف أحد هؤلاء التلاميذ السريين. وهو ونيقوديموس دفنوا جسد يسوع في قبر يوسف[31].
فكر في الشجاعة التي استغرقها هذا الأمر. حتى بعد أن تخلى التلاميذ عن يسوع، تقدم يوسف إلى الأمام ليعلن معرفته بهذا المجرم المُدان. عرّض هذا الموقف العلني موقف يوسف من السنهدريم ومكانته في المجتمع للخطر. ومن المحتمل أنه أُزيل من منصبه في السنهدريم كثمن لمعرفته العلنية بيسوع.
علاوة على ذلك، خاطر يوسف بغضب بيلاطس. نادرًا ما سمح المسؤولون الرومانيون للأصدقاء أو الأقارب بدفن جثث المحكوم عليهم بالصلب. وتركت الجثث للعرض العام كتحذير للمجرمين الآخرين. إذن بيلاطس بالدفن هو دليل آخر على أن بيلاطس كان يعلم أن يسوع بريء من أي جريمة.
الأهمية اللاهوتية
ساوى بولس معموديتنا بدفن يسوع:
"أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا فى جدة الحياة[32]
كان الدفن تأكيدًا علنيًا على موت يسوع. بالطريقة نفسها،[33]المعمودية هي شهادة علنية لمشاركتنا في موت يسوع.في المعمودية، نعلن أننا أموات عن طريقتنا القديمة في الحياة.
الدفن هو الخطوة الأخيرة في الاعتراف أن الشخص قد مات. في الغرب، يرمي المشيعون الأوساخ على النعش المدفون للتأكيد على نهائية "الوداع" على هذه الأرض. يؤكد بولس على نهائية موتنا عن الخطية. فكما مات المسيح، نحن أموات عن الخطية. والعودة إلى الخطية بعد أن دُفننا مع المسيح يكون مثل نبش جثة. مع المسيح دفننا، نحن لم نعد أحياء للخطية.
[1]هل جُلَّد؟ كان هذا لنُشّفي نحن من خلال جروحه هل أُدين، على الرغم من براءته؟ كان هذا ليتم تبرئتنا، على الرغم من إدانتنا. هل لبس تاج الشوك؟ كان هذا من أجل أن نلبس نحن إكليل المجد. هل جُرّد من ثيابه؟ كان هذا من أجلنا، لكي نلبس نحن البر الأبدي. هل سُخّر منه وشُتّم؟ كان هذا من أجل أن نُكّرم نحن ونٌبّارك. هل حُسب مع فاعلي الشر، وأحصي مع الأثمة؟ كان هذا من أجل أن يُحسب لنا برًا وتبرئة من كل ذنب. هل أعلن أنه غير قادر لينقذ نفسه؟ كان هذا كي يكون قادرًا على إنقاذ الآخرين إلى التمام! هل مات اخيرًا؟ ياله من موت العار والخزى كان هذا من أجل أن نعيش نحن إلى الأبد ،ونتعالى إلى أعلى مجد" - المطران رايل
[33]"إن العودة إلى الخطية بمجرد أن تتعرف بالمسيح يشبه نبش جثة" - جيمس بويس
القيامة
في كورنثوس، بشر بولس عن الصليب؛ حين قال أن المسيح مات من أجل خطايانا ودُفن، ثم بشر عن القيامة حين قال أن المسيح قام في اليوم الثالث وظهر لعدة شهود[1]. القيامة هي مركز الإيمان المسيحي.
◄اقرأ متى ٢٧: ٦٢- ٢٨: ١٥.
متى 27: 62-66، هو أحد المشاهد المفضلة لدي في قصة القيامة. في وقت سابق، عندما طلب القادة الدينيون من بيلاطس تغيير النقش على الصليب، رفض. لقد صُلب يسوع تحت لافتة تقول: "يسوع الناصري ملك اليهود"[2]. باستخدام هذا اللقب لمجرم مُدان، كان بيلاطس يسخر من اليهود الذين استاء منهم.
بعد الصلب، جاء القادة الدينيون مرة أخرى إلى بيلاطس، وطلبوا حرسًا رومانيًا لتأمين القبر.
"يا سيد، قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: "إني بعد ثلاثة أيام أقوم". فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتى تلاميذه ليلًا ويسرقوه، فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى!"
اقترح تشارلز سبيرجن أن بيلاطس كان يسخر مرة أخرى من القادة اليهود عندما أجاب: "عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون"، "ولكن إذا كان هو بالفعل من يقول إنه هو، فلا يوجد ما يمكنك فعله لإبقائه في القبر!"
هل كان القادة خائفين حقًا من أن يسرق التلاميذ الجسد؟ على الأغلب لا. لقد رأوا التلاميذ يركضون في خوف. وكانوا يعلمون أن التلاميذ يفتقرون إلى الشجاعة لسرقة الجسد. إذا كان هذا هو مصدر خوفهم، لكان بإمكان السنهدريم أن يأمر باعتقال كبار التلاميذ. لكن بالفعل لم يمثل التلاميذ أي تهديد.
فلماذا طلبوا حراسة القبر؟ لقد تنبأ يسوع أنه سيقوم من بين الأموات. لقد رأوا قوته على الموت عندما أقام لعازر من بين الأموات. هل من الممكن أن يكون القادة اليهود خائفين من أن يسوع سيفعل ما وعد به؟
بإذن من بيلاطس، قاموا بإغلاق القبر وختموا الحجر ووضعوا حراسًا من نفس المكان الذى ألقي القبض على يسوع في البستان. فجأة:
"زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه. وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات"
يسوع قام!
◄اقرأ يوحنا 20: 1-29.
تسجل الأناجيل العديد من ظهورات يسوع بعد القيامة، لقد ظهر يسوع للكثير من الناس في العديد من الأماكن المختلفة.
يجادل المشككون أحيانًا إذ يقولون أن " النساء في المقبرة كانوا فى حالة هلوسة وقد رأوا ما توقعوا رؤيته ". لكن هؤلاء الشهود لم يتوقعوا أن يروا يسوع حياً؛ لقد كانوا يعرفون أنه مات. ولم يفهموا بعد نبوات قيامته[3]. حتى عندما قال الشهود الأوائل إنهم رأوا يسوع، شك باقي التلاميذ[4]. لم يتوقعوا أن يقوم يسوع من بين الأموات.
تدريجيًا، من خلال الظهور لمريم المجدلية[5]، والتلميذان اللذان كانا يسيران إلى عمواس[6]، والآثني عشر[7]، وحتى مجموعة من خمسمائة[8]، أدرك أتباع يسوع أنه قام حقًا. بدأت الكنيسة الأولى في العبادة بهذه الكلمات: "المسيح قام. بالحقيقة قام!"
قال بيلاطس قبلًا: "اذهبوا واضبطوه كما تعلمون"، لكن سرعان ما علم بيلاطس أنه لا يوجد حاكم أرضي يمكنه التغلب على قوة قيامة يسوع. المسيح قام، بالحقيقة قام!
حاول العديد من اللاهوتيين الليبراليين تصوير القيامة على أنها أسطورة. ومع ذلك، فإن إيمان الرسل لم يكن قائماً على "قصة جميلة عن التأثير الدائم لحياة يسوع"، ولكن على الحقائق الصلبة لموته وقيامته. عرف الرسل أن يسوع مات وأنه قام من بين الأموات. وهذا أعطاهم الثقة لمواجهة الاضطهاد وحتى الموت. كيف يتحدث موت وقيامة يسوع للخدمة اليوم؟
الخدمة بقوة الصليب
◄اقرأ 1 كورنثوس 1: 17-2: 5.
في رحلته التبشيرية الثانية، سافر بولس إلى كورنثوس من أثينا حيث كان يكرز في أريوباغوس. ويبدو أن بولس رأى نتائج محدودة جدًا لخدمته في أثينا[1]. ولذلك لم يستطع زرع كنيسة في أثينا، وسخر الأثينيون ذوو التفكير الفلسفي من رسالته عن القيامة. من أثينا، سافر بولس خمسة وسبعين كيلومترًا غربًا إلى كورنثوس، المدينة الأكثر تأثيرًا في مقاطعة أخائية.
جاء بولس إلى كورنثوس بعد معارضة في ثلاث مدن متتالية: تسالونيكي، بيريا، وأثينا. ولعل هذا هو سبب قوله: "وأنا كنت عندكم في ضعفٍ، وخوفٍ، ورعدةٍ كثيرةٍ". على الرغم من أن الجمهور اليوناني كان يبحث عن البلاغة والتألق الفكري، فقد صمم بولس على التبشير بالصليب فقط. القوة في رسالة بولس لم تأت من بلاغته بل من الصليب نفسه. بشر بولس "لا بحكمة كلامٍ لئلا يتعطل صليب المسيح".
في كورنثوس، قرر بولس " أن لا يعرف شيئًا بينهم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا". علم بولس أن رسالة الصليب سيعثر بها الكثيرين.
لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة، ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا: لليهود عثرة، ولليونانيين جهالةً
كانت هذه الرسالة "حجر عثرة" أو "فضيحة" لليهود. لطالما بحث اليهود عن "علامات" تثبت صحة المسيا. في أذهانهم، كانت فكرة أن الرجل المصلوب هو المسيا المختار فكرة سخيفة. قال الناموس،"الرجل المعلق ملعون من الله"[2]. كان الادعاء بأن المسيح المصلوب هو المسيا أمرًا فاضحًا للجمهور اليهودي.
كانت رسالة الصليب "حماقة للأمم". احترم اليونانيون الموت النبيل للشهيد. لو قُتل يسوع في معركة ضد الرومان، لكان المفكرون اليونانيون يكرمونه لشجاعته. لكن الصلب يهين الضحية، لم يكن هذا موتًا نبيلًا على الإطلاق. عادة ما يُحرم ضحايا الصلب من الدفن المناسب، ولذلك يترك لحم الضحايا لتأكله الطيور أو الفئران، والعظام تلقى في حفرة مشتركة. إن الادعاء بأن فلاحًا يهوديًا مصلوبًا هو "الرب" كان أمرًا سخيفًا لجمهور الأمم.
كان الصليب "فضيحة" لليهود و "حماقة" للأمم، لكن بولس بشر برسالة الصليب دون تردد. يعتبر مثال بولس بمثابة نموذج لنا. اليوم، كما في القرن الأول، سوف يسبب الصليب العثرة للبعض ويبدو مثل جهالة للآخرين، لكن هذه هي الرسالة التي يجب أن نكرز بها.
إن ثقتنا كخدام وقادة كنائس لا تأتي من قدرتنا؛ بل ثقتنا مبنية على رسالة الصليب. تلقى بولس تعليمًا رائعًا، وكان يمتلك عقلًا لامعًا، وكان يمكنه أن يجادل أعظم العقول في عصره. لكن ثقته المطلقة كانت في الصليب. عندما نكسب الناس بالحجج وحدها، فإن إيمانهم قد يكمن في " حكمة الحكماء" ؛ ولكن عندما نوجههم إلى الصليب، فإن إيمانهم سوف يقوم على "قوة الله".
الخدمة بقوة القيامة
◄اقرأ أعمال الرسل ٢: ٢٢- ٣٦.
يُظهر سفر أعمال الرسل أن القيامة كانت الموضوع الرئيسي للكرازة المسيحية المبكرة. في يوم الخمسين ، أشار بطرس إلى القيامة كدليل على أن يسوع كان تحقيقًا لوعود الأنبياء.
دافع بولس عن نفسه أمام أغريباس، وصرح بأنه يخضع للمحاكمة "على رجاء الوعد الذي صارمن الله لآبائنا، الذي أسباطنا الاثنا عشر يرجون نواله" ماذا كان هذا الوعد؟ القيامة. "لماذا يعد عندكم أمرًا لا يصدق إن أقام الله أمواتًا؟"[3]
◄اقرأ 1 كورنثوس 15: 12- 34.
يوضح بولس في رسالته الولى لكورنثوس أن خدمته لا تقوم على قوة الصليب فحسب، بل على قوة القيامة. يصر بولس على انه بعيدًا عن القيامة، تكون خدمته لا معنى لها. "وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم". بدون القيامة، ليس يسوع أكثر من مسيا فاشل آخر. وإذا صرفنا النظر عن القيامة، قد يكون يسوع شهيدًا مات بصورة مأساوية، لكنه ليس المسيح الموعود به.
القيامة هي أساس إيماننا المسيحي. "وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم". على الصليب، قدم المسيح الكفارة عن خطايانا، لكن القيامة هي التي أثبتت قدرة المسيح على الموت والخطية. يقول بولس إذا لم تكن هناك قيامة، فإن إيمانك باطل وأنت لا تزال مستعبداً لخطاياك.
القيامة هي أساس رجائنا المسيحي. "فإنه إذ الموت بإنسانٍ، بإنسانٍ أيضًا قيامة الأموات. لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع". أكد بولس لأهل كورنثوس أن لديهم رجاء في القيامة لأن المسيح قام من بين الأموات.
في القرن الثاني، سخر الروائي اليوناني لوسيان من المسيحيين لإيمانهم بالقيامة، قال: "البؤساء المساكين مقتنعون بأنهم سيعيشون إلى الأبد. ولهذا السبب، فإنهم يحتقرون الموت ومستعدون للتضحية بحياتهم من أجل إيمانهم". كان لوسيان يسخر من المسيحيين، لكن كلماته صحيحة. كما قال لوسيان، كان مسيحيو القرن الثاني يفعلون ذلك لأنهم اعتقدوا أنهم سيعيشون إلى الأبد. بسبب هذا الاعتقاد، كانوا على استعداد للموت من أجل الإيمان.
يجب أن يكون هذا صحيحًا بالنسبة لنا اليوم. إذا كنا نؤمن حقًا أن المسيح قام من بين الأموات، فيجب أن يمنحنا هذا الثقة في مواجهة الاضطهاد وحتى فى مواجهة الموت. القيامة هي أساس رجائنا المسيحي.
القيامة هي أساس حياتنا المسيحية. يقوم بولس بتطبيق عملي مذهل لعقيدة القيامة. "إن كان الأموات لا يقومون، فلنأكل ونشرب، لأننا غدًا نموت" ... اصحوا للبر ولا تخطئوا"[4]. وفقًا لبولس، تعطينا القيامة سببًا مهمًا لنعيش حياة التقوى. إذا لم تكن هناك قيامة، فقد نعيش مثل الأبيقوريين الذين قالوا، "كلوا واشربوا لأننا سنموت قريبًا". لا يوجد سبب للعيش إلى الأبد إذا لم تكن هناك قيامة. لكن، كما يتابع بولس، بما أنه توجد قيامة، لنصحو ونعيش حياة خالية من الخطية. إن انتصارنا على الخطية مبني على ثقتنا بالقيامة.
يجب أن تبكتنا قصة القيامة على قلة إيماننا في مواجهة تحديات الخدمة. كم مرة نتوقع أن تكون صلواتنا غير مستجابة؟ لماذا؟ لأننا ننسى قوة القيامة! كم مرة نواجه تجربة مع ثقة قليلة في النصرة؟ لماذا؟ لأننا ننسى وعد بولس: "وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادك المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم.[5]"
إذا كان المسيح يحيا فينا، فإننا لا نعيش بعد في الجسد؛ ولم نعد أسرى للخطية. هذه هي الحياة في قوة القيامة. تعطينا القوة التي أقامت يسوع من القبر انتصارًا يوميًا على الخطية. هذا هو معنى أن نعيش ونخدم بقوة القيامة.
كتب لوقا: "ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً"[1]. عندما شاهد الناس المؤمنين في أنطاكية، بدأوا يقولون، "هؤلاء الناس يتصرفون مثل المسيح، لذا يجب أن نسميهم "مسيحيين". "عندما أقرأ هذه الآية، غالبًا ما أسأل نفسي: "هل جيراني يطلقون علي اسم "مسيحي" من خلال مشاهدة سلوكي وكلماتي ومواقفي؟ هل أبدو مثل المسيح؟ " عاش المؤمنون في أنطاكية بطريقة تعكس شخصية يسوع المسيح، لقد كانوا بحق مسيحيين.
بعد سنوات عديدة من عمله كراعى، خدم د. اتش بي لندن Dr. H.B. London الآن كمرشد للرعاة الشباب. وحذر من الأخطار الروحية التي يواجهها الرعاة حيث قال: "يمكن للمرء أن يكون بالقرب من الأشياء المقدسة دون أن يكون مقدسًا. ومن الممكن أن يعظ عن الغفران ولا يغفر. ويمكن للخدام بذل الكثير من الجهد فى الخدمة لدرجة أنهم يهملون صحتهم الروحية"[2]. حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا.[3]
اقترح د. لندن بعض النصائح العملية لمساعدة الرعاة على تجنب الفشل الروحي أثناء قيادة الآخرين. هذه هي المجالات التي يمكن أن تساعدنا في الحفاظ على حياة شبيهة بالمسيح. كتب د. لندن الآتي:
عِش ما تعلمه: لا تعظ الآخرين أبدًا بما لم تطبقه أنت أولاً في حياتك.
ارع روحك: هناك بعض الأطباء غير الصحيين الذين يهتمون بالآخرين، لكنهم يتجاهلون صحتهم. وهناك بعض الرعاة غير أصحاء روحيًا. كراعي، خصص وقتًا للاعتناء بصحتك الروحية.
اتضع: تذكر أن القس راعيًا فى الأساس وليس رئيس بنك، كن خادمًا.
انمو من خلال خيبة الأمل: ستصاب بخيبة أمل في الخدمة، ربما يضل شخص كنت له مرشدًا، وربما ينقلب عليك صديقًا مقربًا، وربما يرفضونك أعضاء الكنيسة. لكن لا تدع خيبة الأمل تفقدك رجاءك. لقد خان يهوذا يسوع، وترك ديماس بولس. من خلال الدموع، استمر في النمو واستمر في رعاية القطيع.
هل تشبه خدمتك خدمة المسيح؟
في هذه الدروس عن حياة يسوع وخدمته، رأينا العديد من خصائص خدمة يسوع. هل تظهر هذه الخصائص في خدمتك؟
فيما يلي بعض الأسئلة التي يجب طرحها في تقييم خدمتك:
هل الخطاة يخلصون؟ عندما بشر يسوع، نال الناس حياة جديدة. هل تجلب الناس إلى الولادة الجديدة؟
هل يمتلئ المؤمنون بالروح؟ وعد يسوع أن "يرسل الروح" لأولاده. هل يتحقق هذا الوعد بين من تخدمهم؟
هل هُزم الشيطان؟ هل تحطمت معاقل الشيطان؟ لقد تميزت خدمة يسوع بالسلطة الروحية.
هل ينال المجروحين الشفاء؟ هل تجد العائلات المفككة المصالحة؟ هل الحياة المكسورة تُجبر وتصير كاملة؟ هل يتم استعادة العلاقات المحطمة؟ شفى يسوع أولئك الذين عانوا من جروح جسدية وعاطفية وروحية.
هل يرى الناس النعمة والحق؟ هل تجتذب الناس إلى يسوع أم تطردهم بعيدًا عنه؟ لقد بشر يسوع بالحق باقتناع ونعمة.
◄أثناء مناقشة هذه الأسئلة، ابحث عن المجالات التي يمكن أن تنمو فيها خدمتك في لتشابه صورة المسيح. تذكر أن كل خادم لديه مجال للنمو، لذا اعتبر هذه القائمة تحديًا للنمو وليس كأداة لإدانة النفس.
(1) قم بإعداد عظة أو درس كتاب عن الأقوال السبعة على الصليب. أكد على رسالة كلمات يسوع هذه للمؤمنين اليوم.
(2) قم بإعداد عظة أو درس كتاب حول معنى القيامة في الحياة المسيحية اليومية. استخدم كلاً من قصة القيامة فى الأناجيل وكلمات بولس في 1 كورنثوس 15: 15-17 فى تحضيرك.
SGC exists to equip rising Christian leaders around the world by providing free, high-quality theological resources. We gladly grant permission for you to print and distribute our courses under these simple guidelines:
No Changes – Course content must not be altered in any way.
No Profit Sales – Printed copies may not be sold for profit.
Free Use for Ministry – Churches, schools, and other training ministries may freely print and distribute copies—even if they charge tuition.
No Unauthorized Translations – Please contact us before translating any course into another language.
All materials remain the copyrighted property of Shepherds Global Classroom. We simply ask that you honor the integrity of the content and mission.