مقدمة للعبادة المسيحية
مقدمة للعبادة المسيحية
Audio Course Purchase

Search Course

Type at least 3 characters to search

Search through all lessons and sections in this course

Searching...

No results found

No matches for ""

Try different keywords or check your spelling

results found

Lesson 8: التخطيط للعبادة وقيادتها

2 min read

by Randall McElwain


أهداف الدرس

في نهاية هذ الدرس، يجب على الطالب أن:

(1) يتعرَّف على أهمية الاستعداد الروحي لقيادة العبادة.

(2) يفهم دور التنظيم وتحديد الموضوع في اجتماعات العبادة.

(3) يخطِّط لخدمات عبادة متوازنة تخاطب جسد المسيح كله.

(4) يقدِّر الصفات التي يحتاجها قائد العبادة.

(5) يميز بين قيادة العبادة والتلاعب بها.

(6) يطبِّق الخطوات العملية لقيادة العبادة بفعالية.

التحضير لهذا الدرس

احفظ 2 أخبار الأيام 5: 13-14

مقدمة

◄ كم من الوقت تقضيه في التخطيط لخدمة العبادة كل أسبوع؟ هل تختار الترانيم الملائمة للعظة؟ هل هذا النوع من التخطيط ضروريّ أم أن التخطيط المسبق يعيق حرية الروح القدس في العبادة؟

تخيل سيدة تحضِّر وجبة من الطعام لضيوفٍ أعزَّاء. وعندما يصل الضيوف لتناول العشاء، تقول السيدة المضيفة: "لا أؤمن بقضاء الكثير من الوقت في طهي وجبة طعام. إليكم بعض بقايا الخبز، واللحم، والخضروات. ضعوها معًا بالطريقة التي تريدونها." هل ستفعل هذا لضيوفٍ أعزَّاء؟ بالطبع لا! فأنت تريد أن تقدم أفضل ما لديك لضيوفك.

تخيل قسًّا يقدِّم عبادة لله. ويقول: "لا أؤمن بقضاء الكثير من الوقت في التخطيط للعبادة. أريد أن أعطي الروح القدس الحرية للتحدُّث من خلالي، لذا لن أخطط لأيّ شيء. سأترك الروح يقودني."

يعتقد بعض القادة أن الروح القدس لا يمكن أن يعمل من خلال عظة معدَّة جيدًا أو خدمة مخطَّطة بشكلٍ جيد. لكنَّ الكتاب المقدس يُظهر أهمية التخطيط للعبادة. فمن استعداد العازفين بعناية للعبادة في الهيكل إلى توجيهات بولس الخاصة بالعبادة للكنيسة في كورنثوس، يُظهر الكتاب المقدس أن التخطيط مهم للقيادة في الخدمة. يجب ألَّا نقدم ذبيحة مجانية. يجب ألَّا نقدم "البقايا" لله. بما أن العبادة هي الذبيحة التي نقدمها لله، فالله يستحق أفضل تقدماتنا.

في هذا الدرس سننظر إلى جانبين من جوانب قيادة العبادة. أولًا، سندرس أهمية التخطيط للعبادة. وبعد ذلك، سننظر إلى القيادة الفعَّالة في اجتماع العبادة.

التحضير لخدمة العبادة

◄ اقرأ خروج ٢٨-٢٩. لاحظ الاستعداد الدقيق للذين كانوا يقودون العبادة في إسرائيل. كيف تستعد روحيًّا، وعقليًّا، وعاطفيًّا لقيادة العبادة؟

إعداد قائد العبادة

من المهم التخطيط لاجتماع العبادة والإعداد له؛ ولكن إعداد قائد العبادة أكثر أهمية. لا يمكننا قيادة الناس إلى حيث لم نكن. لذلك يجب أن نهيِّئ قلوبنا قبل أن نحاول قيادة الآخرين في العبادة.

[1]في الدرس الثاني، رأينا متطلبات الله من العابدين. يدعو الله عباده أن تكون لهم أيادي طاهرة وقلوب نقيَّة. فقبل البدء في التحضير لاجتماع العبادة، يجب أن نُعدَّ أنفسنا كقادة للعبادة. يجب أن نكون مستعدين روحيًّا لقيادة العبادة.

ابدأ تخطيط العبادة بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس. واقضِ بعض الوقت في قراءة كلمة الله لنموَّك الروحي. إن الخطر الدائم الذي يهدِّد قادة العبادة هو السماح للتحضير للخدمة بأن يحل محل النمو الروحي الشخصي. يمكننا أن ندرس الكتاب المقدس لإعداد عظات للآخرين بينما لا نسمح لكلمة الله بمخاطبة احتياجاتنا الروحية.

قبل اختيار النصوص الكتابية والترانيم التي تتحدث بكلمة الله إلى الحاضرين، اقضِ بعض الوقت للسماح لكلمة الله وروحه بالتحدث إليك شخصيًّا. وعندما تبدأ في التخطيط لخدمة يوم الأحد، اطلب من الله أن يرشدك إلى النصوص الكتابية، وموضوع العظة، والترانيم التي تخاطب احتياجات الناس.

افحص ذاتك

كيف تطور نمطًا صحيًّا للعبادة الشخصية في حياتك؟ ما هي العوائق التي تواجهها؟ كيف تستجيب لتلك العوائق؟

التخطيط لاجتماع العبادة[2]

وصف فريد بوكFred Bock تحضير القس الذي كان يخدم تحت إشرافه، لويد جون أوجيلفي Lloyd John Ogilvie. كان د. أوجيلفي يخطِّط لعظاته لسنة كاملة. وفي كثير من الأحيان، كان موضوع العظة الذي يختاره في شهر يناير مناسبًا تمامًا لاحتياجات جماعة المؤمنين عندما يعظ به في شهر يوليو. لماذا؟ "إلهنا هو إله الأمس واليوم والغد. وهو يعرف احتياجاتنا مسبقًا، قبل أن نعرفها نحن. ... وعندما نكون مستعدين ومنظَّمين، فإن هذا يجعلنا أداة صالحة أكثر للاستخدام، وأكثر خضوعًا لقيادة الروح القدس." [3] يعرف الروح القدس من سيكون حاضرًا عندما تقدِّم هذه العظة؛ ويمكنه إرشادك إلى الترانيم والنصوص الكتابية التي تخاطب احتياجات الحاضرين.

بالطبع لا أقترح عليك أن تحضِّر لمدة سنة مرة واحدة، لكن التخطيط للعبادة أمرٌ مهم. فالتخطيط الدقيق يتيح لنا التركيز على العبادة بدلًا من القلق "ماذا بعد؟" ويتيح لنا تركيز اهتمامنا على رسالة الخدمة، بدلًا من التركيز على آليات الخدمة. ويبقينا خارج "الروتين". عندما لا نخطِّط، نميل إلى الرجوع إلى ما فعلناه الأسبوع الماضي. إن التخطيط يحرِّرنا لنكون مبدعين.

ابدأ بوضع نظام.

معظمنا يحب النظام في الحياة. فنحن نفضل تناول الإفطار في الصباح والعشاء في المساء. وعادةً ما نقرأ الكتب من الفصل الأول حتى النهاية بدلًا من قراءة الصفحات عشوائيًّا. ولا يرغب أيّ مسافر أن يركب في رحلة دولية ويسمع الطيار يقول: "لم نقرِّر بعد المسار الذي سنسلكه اليوم. سنقلع ونرى ما سيحدث." نحن نحب النظام.

[4]لا يحدُّ النظام في العبادة من حريتنا في اتِّباع الروح القدس عندما يغيِّر خططنا! فالنظام يوجِّه العبادة، بينما يظلُّ منفتحًا لقيادة الروح القدس إذا تخطَّى نظامنا. عند تدشين الهيكل، كان هناك نظام مخطَّط، ولكن حضور الله غيّر ترتيب الخدمة.[5]

ستجد في الملحق (أ) المخططات التي يستخدمها بعض القادة في التخطيط للعبادة. قد تجد أنه من المفيد تطويع أحد هذه المخططات لتلائم اجتماعات العبادة في كنيستك. إنها ليست صيغة ثابتة، ولكن يمكن أن تمثِّل بِنية يمكنك تعديلها وفقًا لاحتياجاتك.

تشمل بعض الأنظمة الشائعة لتخطيط العبادة ما يلي:[6]

(1) النظام القائم على العظة

إعلان الحق: ترانيم، وقراءة النص الكتابي، والعظةالاستجابة للحق: الدعوة، وتقديم العطايا، وترنيمة ختامية

(2) النظام القائم على أفعال شعب الله في العبادة

يجتمع شعب الله: دعوة إلى العبادة، وتسبيح، وصلاةيسمع شعب الله كلمة الله: قراءة الكتاب المقدس والعظةيتجاوب شعب الله مع الكلمة: ترنيمة دعوة، وتقديم العطاياإرسال شعب الله: ترنيمة ختامية، البركة الختامية

(3) نظام يُظهر حوارًا بين الله وشعبه (استنادًا إلى إشعياء 6)

يعلن الله عن نفسه (الآية 1): دعوة إلى عبادةيستجيب شعب الله بالتسبيح والاعتراف (الآيات 3-5): الترانيم والصلاةيتكلَّم الله إلى شعبه (الآيات 6-8): النص الكتابي والعظةيستجيب شعب الله بالتكريس (الآية 8): ترنيمة وتقديم العطايايرسل الله شعبه (الآية 9): البركة الختامية

(4) نظام مؤسَّس على مزمور 95

الدخول أمامه بحمد (الآيات 1-5): دعوة إلى العبادة، وتسبيحالاستمرار في العبادة بهيبة واحترام (الآيات 6-7): ترانيم التكريس والصلاةسماع صوت الله (الآيات ٧-١١): قراءة النص الكتابي والعظة

توصيل رسالة موحدة.

تخاطب العبادة الله، ولكنها تخاطب جماعة المؤمنين أيضًا. في العبادة، نأتي بكلمة الله إلى العابدين. وعند التخطيط لخدمةٍ ما، من المفيد أن نسأل: "ما هي الرسالة التي يريد الله أن يوجِّهها إلى شعبه في هذه الخدمة؟"

هل سبق لك أن حَضَرتَ خدمة كهذه؟

ترانيم
  • هل صديقٍ كيسوع؟

  • اهتفوا للرِّب

  • عندما نصل جميعًا إلى السماء

ترنيمة خاصة يا روح الله تعالَ
عظة دعوة يونان إلى نينوى- تشجيع على الكرازة
ترنيمة ختامية تعال، حان الوقت لتعبد

ما هي الرسالة التي ستبقى مع العابدين؟ لست متأكدًا. في تسعين دقيقة، نرنِّم عن الراحة في الضيق، وعن السماء، وعن الروح القدس، وعن الدعوة للعبادة - وكل ذلك يحيط بعظة عن الكرازة. هل سيتذكر الناس في الأسبوع التالي التشجيع الخاص بالكرازة؟ ربما؛ لكن بنية الخدمة لم تعزِّز هذا الموضوع.

فكِّر الآن في خدمة مخطَّط لها حول موضوع "دعوة يونان إلى نينوى":

ترانيم
  • تعال، حان الوقت لتعبد (دعوة إلى العبادة)

  • لترنم آلاف الألسنة (تربط تسبيحنا بالعبادة)

  • يسوع يخلِّص (تلخِّص مضمون رسالتنا الكرازية)

  • الناس بحاجة إلى الرب (تظهر الاحتياج إلى الكرازة)

عظة دعوة يونان إلى نينوى- تشجيع على الكرازة
ترنيمة خاصة لذا أرسلكَ (تكليف بالكرازة)
ترنيمة ختامية سأذهب حيث تريدني أن أذهب (استجابة للتكليف)

بما أن القادة قد خططوا كي ينقل اجتماع العبادة موضوعًا واحدًا، فمن المرجح أن يسمع الناس صوت الله طوال الأسبوع، مذكِّرًا إياهم بالدعوة إلى الكرازة. وبينما يمرُّون بأشخاصٍ حياتهم فارغة، ربما يتذكرون أن "الناس بحاجة إلى الرب." وأثناء عملهم يوم الثلاثاء، ربما سيفرحون بأن "يسوع يخلِّص" ويتذكرون أنه بما أن يسوع قد خلصنا، يجب أن نشارك الآخرين هذا الفرح.

هل يمكن أن يعمل الله من خلال خدمة بلا موضوع رئيسي؟ بالطبع! لكنَّنا نساعد جماعة المؤمنين في التركيز على الرسالة إذا أخذنا وقتًا للتخطيط بعناية. هل هذا ضروري دائما؟ لا. في بعض الأحيان، تشمل الخدمة موضوعات متعددة يستخدمها الله لمخاطبة احتياجات الحاضرين المتنوعة. يجب ألَّا نقع في فخ الاعتقاد بأن الله يعمل بنظام واحد فقط. ولكن، الموضوع الموحَّد غالبًا ما يساعد العابدين على التركيز على رسالة الخدمة.

الحفاظ على التوازن في العبادة.

كل منا لديه ما يفضِّله: الأطعمة المفضَّلة، والموسيقى المفضَّلة، والكتب المفضَّلة، والألعاب المفضَّلة، وأسفار الكتاب المقدس المفضَّلة، وما إلى ذلك. عند التخطيط للعبادة، من المهم أن يشمل القائد أكثر من الترانيم، والنصوص الكتابية، وموضوعات العظات المفضلة لديه. إن العبادة المتوازنة تقدِّم الإنجيل كله إلى الحاضرين كلهم.

(1) تُظهر العبادة المتوازنة سمو الله ومعيَّته

الله هو إله متسامٍ يملك على الأرض كلها؛ وهو إله قريب يسكن بين شعبه. ونرى هذا التوازن في جميع أنحاء الكتاب المقدس.

بعد عبور البحر الأحمر، رنَّم شعب إسرائيل لقوة الله: "مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟" ورنموا لرعاية الله: "تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْدِيهِ بِقُوَّتِكَ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ."[7]

رأى إشعياء "السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ" كان مهيبًا ومرتفعًا عن الأرض. كان الرب متساميًا، لكنه تحدَّث شخصيًّا إلى إشعياء ليكلِّفه "اذْهَبْ وَقُلْ لِهذَا الشَّعْبِ..."[8]

سبَّح كاتب المزمور الله المتسامي. "أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ." لقد تنازل هذا الإله المتسامي ليدخل في علاقة حميمة مع الجنس البشري: "مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟"[9]

في العبادة، نولي اهتمامًا لكلٍّ من سمو الله ومعيَّته. عندما تنسى عبادتنا سمو الله، يصبح صديقًا عاديًّا ليس بحاجة إلى الطاعة والخدمة. عندما تنسى عبادتنا قرب الله، نعبده كإله بعيد لا يبالي بأمرنا. عند التخطيط للعبادة، يجب أن ننتبه إلى جانبي علاقة الله بالبشر. يجب أن نذكِّر العابدين أننا نخاف الله؛ ويجب أن نتذكر أيضًا أننا نُسَرُّ بالله.

تطبيق عمليّ

إن عبادة الله المتسامي والقريب تعني أننا سنرنِّم الترانيم التي تعترف بعظمته ("اعبدوا الملك") والترانيم التي تعترف بعلاقته مع البشر ("عمانوئيل، الله معنا"). وفي الصلاة، سنحمده على أعماله القديرة، ونأتي إليه باحتياجاتنا الشخصية العميقة.

(2) العبادة المتوازنة هي عبادة جماعية وشخصية.

يشمل سفر المزامير التسبيح الجماعي والتسبيح الفردي أيضًا. تتحدث بعض المزامير عن "تسبيحنا"؛ ويتحدث البعض الآخر عن "تسبيحي." في الهيكل، كان العابدون العبرانيون يعبدون معًا؛ وفي البيت، كانوا يصلُّون كأفراد. كان يسوع يذهب في كثير من الأحيان إلى المجمع للعبادة الجماعية؛ وكان يذهب أيضًا إلى "موضع خلاءٍ" ليقضي بعض الوقت وحده مع أبيه.[10] كانت العبادة الكتابية جماعية وشخصية أيضًا. في العبادة، يجب أن نتيح فرصًا للعابدين كجماعة ليعبدوا كجسد، وكأفراد ليعبِّروا عن تكريسهم الشخصي لله.

التطبيق العملي

تؤثِّر العبادة الجماعية والشخصية على جميع مجالات الخدمة. حيث نرنِّم ترانيم تلائم الجسد كله ("كم أنت عظيم يا الله")؛ و وترانيم تلائم العبادة الشخصية ("أنت ملكي"). ونصلِّي إلى "أبانا الذي في السماوات"؛ ونقضي أوقاتًا في الصلاة تسمح لكل عضو في الجسد أن يصلي بشكلٍ فرديّ.

تمثل العبادة الجماعية تحديًا أكثر من أيّ وقت مضى في التاريخ. ففي عصر الهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، والرسائل النصية، وإمكانية الوصول المستمر إلى الإنترنت، يمكننا الجلوس في اجتماع العبادة بينما نبقى منفصلين عاطفيًّا وروحيًّا. يتطلب الالتزام بالعبادة الجماعية الانفصال عن المشتِّتات والعبادة بالجسد.

(3) تشمل العبادة المتوازنة كلًّا من المألوف والجديد.

صحيح أن هذا التوازن عمليّ وليس لاهوتيًّا، لكنَّه مهم إذا أردنا أن نشرك الجماعة مشاركة فعَّالة في العبادة. عند التخطيط للعبادة، يجب أن نوازن بين المألوف والجديد.

إن استخدام الكثير من الترانيم الجديدة يجعل الحاضرين متفرِّجين وليسوا عابدين؛ لا يمكنهم المشاركة لأنهم لا يعرفون الترانيم. قال سي. إس. لويس ذات مرة أن العديد من القساوسة ينسون أن "يسوع قال لبطرسارعَ خرافي"، وليسعلِّم كلاب السيرك الخاصة بي تقديم حيل جديدة." فكثرة التجديد تصعِّب التركيز على العبادة.

يؤدي استخدام الكثير مما هو مألوف إلى روتين بلا معنى. عندما تصبح الخدمة متوقعة تمامًا، تشجع الحاضرين على ممارسة الطقوس بلا تفكير.

يجب أن يشمل التخطيط للعبادة المألوف والجديد على حدٍّ سواء. على سبيل المثال، "ما أعمق محبة الآب لنا" هي ترنيمة جديدة عن الكفارة. تنتهى الترنيمة: "لقد دفعت جروحه فديتي." يمكن أن تتبع هذه الترنيمة الجديدة التي تُظهر تكلفة الكفَّارة ترنيمة "يسوع دفع كل شيء" المعروفة، والتي تدعونا إلى التجاوب مع ذبيحة يسوع. فالتوازن بين المألوف والجديد يشجِّع الحاضرين على العبادة الفعَّالة.

التطبيق العملي

تشمل العبادة التي توازن بين المألوف والجديد كلا من الترانيم القديمة والجديدة. وتشمل قراءة النصوص الكتابية المألوفة وغير المألوفة. قبل قراءة أحد النصوص المألوفة مثل يوحنا 3: 1-21 الذي يعلّم فيه يسوع عن الولادة الجديدة، يمكننا أن نقرأ نصًّا أقل شهرة مثل حزقيال 36: 16-38 حيث يعد الله بأن يطهِّر إسرائيل بالماء ويعطي شعبه قلبًا جديدًا. يرتبط موضوع هذين النصَّين ارتباطًا وثيقًا. وتعمل قراءتهما معًا على تعميق فهم جماعة المؤمنين لتعاليم يسوع في يوحنا 3.

إذا كنت تقدم ترنيمة جديدة، فضع حولها ترانيم معروفة. عندما نبدأ العبادة بترنيمة غير معروفة، تبدأ الخدمة بنغمة مجهولة. من الحكمة أن تبدأ بترنيمة معروفة ثم تقدِّم الترنيمة الجديدة.

كان لإحدى الكنائس في تايوان نهج مبدع في تقديم الترانيم. كان معظم العابدين من المؤمنين الجدد ولا يعرفون الكثير من الترانيم التي تُرنَّم. باتت هذه الكنيسة تجري "بروفة" قبل كل خدمة. فقبل عشرين دقيقة من العبادة، كان الناس يرنِّمون الترانيم التي ستشكِّل جزءًا من اجتماع العبادة. كان عازف البيانو يعزف اللحن حتى يتعلَّم الجميع لحن الترنيمة. وبما أنها بروفة، كان بإمكان القائد أن يتوقَّف ويكرِّر إحدى العبارات حتى يتعلَّمها الحاضرون جيدًا. وبحلول الساعة العاشرة، كان الناس يرنِّمون حتى الترانيم الجديدة بثقة.

خطِّطوا كفريق.

يقدِّم سفر الجامعة هذه النصيحة العملية: "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً."[11] يجب أن يكون التخطيط للعبادة عملًا جماعيًّا. يجب أن يكون لكل من يشارك في قيادة خدمة العبادة دور في التخطيط.

عندما يجتمع القس، وقائد الترنيم، وقادة الكنيسة الآخرون معًا ليطلبوا مشيئة الله للخدمة، تجتمع مواهب الجميع معًا. وبالعمل كفريق، تساهم نقاط القوة لكل عضو في قيادة الكنيسة في العبادة.

خطِّط على المدى الطويل.

لا توجد خدمة واحدة تشمل رسالة الكتاب المقدس بأكملها، ولكن مع مرور الوقت يجب أن نوصِّل جميع جوانب الإنجيل إلى العابدين. كل منا لديه موضوعات مفضلة؛ ولكن يجب أن ندفع أنفسنا للوعظ والترنيم بالموضوعات غير المفضلة لدينا.

يستخدم بعض القساوسة وقادة العبادة تقويمًا "يحتوي على مجموعة من قراءات الكتاب المقدس." يدرس الكتاب المقدس في ثلاث سنوات.[12] ويضع آخرون خططًا أسبوعية، لكنهم يحرصون على العمل على اتمام رسالة الكتاب المقدس بأكملها خلال فترة معينة من الزمن.

حتى لو لم تتبع تقويمًا كتابيًا صارمًا، فإن الوعي بالمواسم الأساسية للسنة المسيحية سيرشدك إلى جوانب مهمة من الإنجيل. إن المواسم المهمة في السنة المسيحية هي:

  • مجيء المسيح (أيام الآحاد الأربعة السابقة لعيد الميلاد): التركيز على مجيء المسيح الأول والثاني.

  • عيد الميلاد: التركيز على التجسُّد وميلاد المسيح.

  • الصوم الكبير (أيام الآحاد الستة السابقة لعيد القيامة): التركيز على آلام يسوع وموته، وعلى المطالب المتعلقة بالتلمذة لكل مؤمن.

  • عيد القيامة: التركيز على قيامة المسيح وصعوده.

  • عيد العنصرة (يوم الخمسين): التركيز على الروح القدس والكنيسة.

سواء أكنت تتبع تسلسلًا منهجيًّا أو تخطِّط خططًا أسبوعية، احرص أن يسمع الحاضرون رسالة الإنجيل كلها كجزء من العبادة.

التخطيط بسلام.

لا تدور العبادة حولنا؛ العبادة هي ذبيحة نقدمها لله. والتخطيط للعبادة هو جزء من هذه التقدمة. نحن نخطِّط للعبادة دون ضغط التفكير الذي يدفعه الشعور بالذنب: "هل هذا جيد بما يكفي؟" نحن نعبد إله كل نعمة. وهو يقبل تقدمتنا لا لأنها "جيدة بما يكفي" ولكن لأن الله يقبل تقدمة أبنائه المُحِبَّة الواعية.

هذا مهم في تجنُّب ضغط الشعور بأننا "يجب علينا مواكبة كنيسة (أ ب ج)." في عالم التكنولوجيا والوسائط المتعددة اليوم، يشعر العديد من قادة الكنيسة بضغط مستمر ليكونوا مُجارين للعصر مثل الكنائس الأخرى. فيتنافس القسس للحصول على أحدث التقنيات. ويتنافس المسؤولون عن الموسيقى على ترنيم أحدث الترانيم. ويصبح العابدون "متسوِّقين" يبحثون عن كنيسة تقدم أحدث وسائل الجذب.

أيها القادة، خططوا للعبادة بسلام. لا تستسلم لإغراء محاولة إبهار الله بتقدمتك. لا تدع أدوات العبادة (الموسيقى، والتكنولوجيا، وما إلى ذلك) تحل محل العبادة الفعلية. قدِّم له أفضل ما لديك مع العلم أن إله النعمة يفرح بنسيم رائحة ذبيحتك الطيبة. أعطِهِ أفضل ما لديك، وثق أنه يقبل تقدمتك. إن العبادة ليست منافسة مع الكنائس الأخرى. إنها عطية لله.


[1]" الشخص الذي يقود الآخرين إلى محضر الملك يجب أن يكون قد سافر بعيدًا إلى بلاد الملك وكثيرًا ما رأى وجهه."
- تشارلز سبرجن
[2]يرجع جزء كبير من هذا المحتوى الخاص بتخطيط العبادة إلى “The Nuts and Bolts of Worship Planning” available at
http://worship.calvin.edu/resources/resource-library/the-nuts-and-bolts-of-worship-planning accessed July 22, 2020.
[3]Lois and Fred Bock, Creating Four-Part Harmony, (Carol Stream: Hope Publishing, 1989), 43
[4]"العفوية بدون نظام يمكن أن تصبح فوضوية، والنظام بدون عفوية يمكن أن يصبح بلا حياة."
- فرانكلين سيجلر و
راندال برادلي
[5]2أخبار الأيام 5: 13-14
[6]الأنظمة التي أشملها هنا هي لاجتماع عبادة كامل. يستخدم بعض قادة العبادة أنظمة للجزء الخاص بوقت التسبيح فقط. لم أدرج هذه الأنظمة لأنها تميل إلى فصل "العبادة" عن بقية الخدمة. في الكتاب المقدس، تشمل العبادة الاجتماع كله، وليس "مجموعة من الترنيمات" الخاصة بالعبادة بمعزل عن العظة.
يفصل بعض القادة بين "التسبيح" (الترنيم الظاهر المفرح) و"العبادة" ("العبادة العميقة الصادقة لله"). ويصفون "التسبيح" بأنه يشمل التصفيق ومشاعر الفرح، وتليه "العبادة" التي تشمل رفع الأيدي، والدموع، و"حتى تغيير نبرة الأصوات." (مقتبس من جودسون كورنوال Judson Cornwall).
هذه الانقسامات (العبادة مقابل العظة؛ والتسبيح مقابل العبادة) لا تأتي من الكتاب المقدس. تستخدم الكلمتان "تسبيح" و"عبادة" بالتبادل في الكتاب المقدس؛ فهما ليستا فئتين منفصلتين. إذا لم يكن التسبيح "صادقًا" ولا يأتي من قلبٍ عابدٍ، فهو ليس تسبيحًا حقيقيًّا.
غالبًا ما كانت النتيجة العملية لهذه الانقسامات هي تقسيم الخدمة إلى فئتين. "العبادة" تشمل المشاعر فقط؛ والوعظ يشمل العقل فقط. وهذا يتعارض مع ما يعلِّمه الكتاب المقدس عن العبادة. فقد أظهر جواب يسوع للمرأة السامرية أن العبادة تشمل الشخص كله ("العبادة بالروح والحق.") وفي رومية 12، أظهر بولس أن العبادة تشمل تقديم كياننا كله ذبيحة. إن خدمات العبادة التي تفصل العبادة إلى "مجموعة من ترانيم العبادة" مدتها 20 دقيقة تأخذنا بعيدًا عن التعريف الكتابي للعبادة إلى أسلوب من العبادة يقوم على العاطفة ويدور حول الإنسان.
[7]خروج 15: 11-13
[8]إشعياء 6: 1-13
[9]مزمور 8
[10]لوقا 4: 16، ومرقس1: 35
[11]الجامعة 4: 9
[12]متاح عبر الإنترنت على http://lectionary.library.vanderbilt.edu/calendar.php July 22, 2020.

قيادة اجتماع العبادة

السؤال الأكثر أهمية هو: من هو الجمهور؟

◄ ما هو دور الحاضرين في العبادة؟ ما هو دور قادة العبادة؟ ما هو دور الله؟

ينظر كثيرون من الناس إلى العبادة على أنها حفلة موسيقية. حيث يستمع الحاضرون إلى ما يقدمه القس والعازفون. ومبنى الكنيسة هو قاعة للحفلات الموسيقية.

وصف باري ليش Barry Liesch هذه النظرة إلى العبادة وكأنها لعبة كرة قدم[1]:

  • قادة العبادة هم اللاعبون الذين يؤدون العبادة.

  • الحاضرون هم الجمهور الذين يشاهدون المباراة في المدرجات.

  • الله هو المدرِّب الذي يخبر قادة العبادة ماذا يفعلون.

إن الصورة الكتابية للعبادة مختلفة كثيرًا. في العبادة الكتابية، يعبد الحاضرون بينما يعمل قادة العبادة كمدربين لتوجيه العبادة:

  • قائد العبادة هو المدرب الذي يوجِّه العابدين.

  • الحاضرون هم اللاعبون الذين يؤدون العبادة.

  • الله هو "الجمهور" الذي يتلقى عبادتنا.

في الأعمال الدرامية، لا تلاحظ أبدًا "الملقِّن." يعرف الملقِّن كل سطر في المسرحية ويشير إلى كل ممثِّل عندما يحين وقت الدخول. إذا قام الملقِّن بعمله جيدًا، لن يلاحظ الجمهور وجوده أبدًا. وهذا هو دور قادة العبادة. مهمَّتنا ليست العبادة "من أجل الناس." مهمَّتنا هي توجيه جماعة المؤمنين في العبادة. فتعبد الجماعة مع الراعي وقائد الترنيم في محضر الله. إن هدفنا في العبادة هو إرضاء الله. الله هو جمهور عبادتنا.

غير أن الله أكثر من مجرَّد جمهور؛ الله هو مَن يمكِّننا من كل ما نفعله في العبادة. وقائد العبادة هو أكثر من مدرِّب أو ملقِّن. إنه ملقِّن وعابد في الوقت ذاته. تنطوي العبادة على علاقات متعددة:

​​​​​​​

  • يدعو الله العابدين، ويستقبل العبادة، ويوجِّه قادة العبادة بينما يخدمون جماعة المؤمنين.

  • يوجِّه قادة العبادة الحاضرين في العبادة، ويصغون إلى صوت الله، ويشاركون كعابدين.

  • يقدِّم الحاضرون العبادة لله، ويستمعون إلى كلمة الله، ويكلِّمون بعضهم البعض في العبادة.

كيف تتجنَّب العبادة كأداء ترفيهيّ[2]

(1) رنِّم الترانيم التي يعرفها الناس (أو يمكنهم تعلُّمها بسهولة). رنِّم بنغمات تناسب الحاضرين. واستخدم الترانيم الجديدة باعتدال.

(2) رنِّم واحتفل بقوة الله، وبمجده، وبخلاصه. اخدم رعيتك. أشبعهم بكلمة الله. لا ترنِّم ترانيم ذات كلمات تافهة أو لاهوت ضعيف.

(3) اترك الأنوار مضاءة. وتوقَّف عن الحديث كثيرًا. ولا تدع الأضواء والمؤثرات البصرية تصبح منفذًا تظهر فيه إبداعك على حساب مركزية الإنجيل.

(4) اجعل طريقة قيادتك للعبادة والترانيم التي تختارها ملائمة لأكبر عدد من الحاضرين. قُد الشعب قيادة رعوية.

(5) وجِّه نظر العابدين إلى يسوع. لا تلفت الانتباه إلى نفسك.

صفات قائد العبادة

بغضِّ النظر عن لقبك، فأنت كقائد عبادة تقدِّم دورًا رعويًّا. إذا كنت القس، فأنت تفهم هذا بالفعل. وإذا كنت قائدًا عاديًّا، يجب أن تفهم أن دورك يضعك في موقع القيادة الروحية.

عند اختيار قائد العبادة، يجب أن نأخذ في الاعتبار المؤهلات الروحية، وليس المؤهلات الموسيقية أو الشخصية فقط. عندما اختار الرسل الشمامسة لرعاية الأرامل اليونانيات، كانوا يبحثون عن رجال "مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ."[3] كانت المؤهلات الأخلاقية والروحية والأدبية ذات أهمية قصوى.

في بعض الكنائس، يعتمد اختيار قادة الترانيم، والعازفين، وغيرهم من الأدوار القيادية الأخرى على الشعبية. إذا كان الشمامسة الذين يخدمون الموائد قد اُختيروا على أساس مؤهلاتهم الروحية، فلا شك أنه ينبغي اختيار قادة العبادة على أساس صفاتهم الروحية.

إذا كنت تقود العبادة في كنيستك (كقس، أو كمرنِّم، أو كقائد آخر للعبادة) يجب أن تسعى إلى تطوير الصفات التي تجعل من قائد العبادة قائدًا فعَّالًا.

  • التمييز الروحي. "هل أنا حسَّاس لقيادة الروح القدس؟"

  • الحساسية. "هل أتفهَّم احتياجات الجماعة؟ وهل أختار الترانيم والنصوص الكتابية التي تلبِّي تلك الاحتياجات؟"

  • التعاون. "هل أخدم بفعَّالية ضمن فريق؟ هل أنا متعاون عندما يطلب مني القس تغيير الترنيمة الختامية؟ هل أخضع لاحتياجات الفريق بأكمله؟ "

  • المعرفة. "هل تزداد معرفتي بكلمة الله؟ هل أجعل كلمة الله محور العبادة؟ "

  • الحكمة. "هل أنمو في الحكمة لأدرك الصراعات الخاصة بالعبادة وأتجاوب معها؟ هل أضبط نفسي لأكون مسرعًا في الاستماع مبطئًا في التكلُّم؟"[4]

  • الصبر. "هل أصبر عندما يتباطأ الحاضرون في التجاوب مع خطتي للخدمة؟"

  • التواضع. "هل أنا مستعد لترنيم ترنيمة تخاطب احتياجات أفراد الجماعة الأقل تدريبًا؟ هل أنا مستعد للوعظ بأسلوب أبسط يلبِّي احتياجات الأعضاء غير المتعلمين في رعيتي؟ هل أقود بتواضع أم أرى نفسي أعلى من الكنيسة التي وضعني الله فيها؟" كقائد للعبادة، يجب أن يخضع إبداعك لمسؤوليتك الرعوية. فواجبك الأول هو خدمة الشعب.

  • الإِبداع. "هل أبحث عن طرق لجعل العبادة بنَّاءة وهادفة؟ هل أتجنَّب الوقوع في نمط متكرر تكون فيه كل الخدمات متشابهة؟"

  • الانضباط. "هل اضبط إبداعي لأتجنب تشتيت الانتباه عن العبادة؟ هل أتجنَّب جعل كل خدمة جديدة جدًا حتى أن الناس لا يستطيعون تركيز انتباههم على الله؟"

  • التميُّز والتفوُّق. "هل أقدِّم أفضل ما لديَّ كل أسبوع؟ هل أنمو باستمرار كقائد عبادة؟"[5]

خطوات عملية في قيادة العبادة

لا يستطيع القائد إجبار الناس على العبادة؛ ولكن يمكن للقائد أن يسهِّل على الحاضرين الانتباه إلى العبادة.

القيادة بالقدوة

واحدة من امتيازات القيادة في العبادة هي فرصة العبادة مع الجماعة. يجب على القائد أن يعبد أثناء قيادة الجماعة في العبادة.

من المؤسف أنَّ العبادة يمكن أن تشكِّل تحديًا لقائد العبادة. يمكن أن ننشغل جدًا في قيادة العبادة حتى أننا لا نعبد! إذا كنت مسؤول الترنيم، قد تجد نفسك تحاول العبادة بينما تفكر في أفكار مثل:

  • "تأخرت المرنِّمة التي سترنِّم ترنيمة فردية. أتمنى أن تصل في الوقت المناسب لترنِّم الترنيمة الخاصة!"

  • "لم يرنِّم الناس جيدًا في الترنيمة الأولى. هل هذه الترنيمة صعبة على كنيستنا؟"

  • "يبدو أننا نرنِّم ببطء شديد. هل يجب أن أُسرِّع المقطع التالي؟"

إذا كنت القس، قد تجد نفسك تحاول العبادة بينما تفكر:

  • "لدينا 10 أشخاص أقل من الأسبوع الماضي. أين هم؟"

  • "هل يجب أن أنهي العظة بدعوة؟"

  • "هذه الترنيمة لا تتناسب مع عظتي! كيف يمكنني الانتقال من ترنيمة عن السماء إلى عظة عن الدينونة؟"

يجب ألَّا نسمح لآليات قيادة الخدمة أن تحل محل العبادة في حياتنا. فبينما نقود العبادة، يجب أن نعبد. وهذا ما يحفِّز العبادة بين الحاضرين. قال أحد المتحدثين: "كقادة للعبادة، نحن لسنا كلاب الغنم التي تعضُّ أعقاب الحاضرين لإجبارهم على السير في الاتجاه الذي نريده. نحن عابدون ندعو الحاضرين للدخول معنا إلى محضر الله." لا يعبد الحاضرون عندما يأمرهم القائد بالعبادة؛ بل يعبدون عندما يعبد القائد. فقائد العبادة يقود بالقدوة.

القيادة بالتشجيع

ظلَّت سالي مستيقظة حتى الساعة الثالثة صباحًا تعتني بطفل مريض. وبعد ثلاث ساعات من النوم، نهضت لإعداد الإفطار والاستعداد للكنيسة. وصلت إلى الكنيسة مرهقة من قلة النوم، ومحبطة لأنها وبّخت ابنها بقسوة عندما نسي أن يضع اللعبة في مكانها، ومستنزفة روحيًّا لأنها لم تقضِ وقتًا كافيًا بمفردها مع الله هذا الأسبوع.

أراد القس بيل Bill رؤية المزيد من المشاركة في العبادة. فصعد إلى المنبر بعد الترنيمة الأولى وقال: "ما خطبكم يا قوم؟ نحن في محضر الله. نحن نعبد الملك، ويبدو أن البعض منكم يفضل أن يكون نائمًا في المنزل! يجب أن تشعروا بالحرج. شاركوا إلى العبادة!"

كانت نوايا القس بيل Bill جيدة. فهو يريد أن يشارك رعيته بنشاط في العبادة، لكن ماذا تسمع سالي؟ "أنا فاشلة كأم؛ كنت قاسية جدًا على ابني. أنا فاشلة كإنسانة مؤمنة؛ لقد فاتني وقت الخلوة الشخصية أمس. أنا فاشلة حتى في حضور الكنيسة؛ الله غاضب لأنني لم أرنِّم." فعندما استخدم القس بيل Bill الشعور بالذنب كحافز، جعل العبادة أكثر صعوبة على سالي.

كقادة للعبادة، يجب أن نشجِّع على العبادة؛ يجب علينا أن نقدم نموذجًا للعبادة في حياتنا الشخصية؛ وبعد ذلك، يمكننا أن نترك النتائج لله. إنها نعمة الله هي التي تجعل العبادة ممكنة؛ إنها نعمة الله هي التي تمكِّننا من العبادة الحقيقية. إنها نعمة الله هي التي تجذب قلب العابد.

يجب أن نشجِّع العبادة بكلمات إيجابية، ولكن لا يجب أن نحاول التلاعب بمشاعر العابدين ليشعروا بالذنب أو نحاول إثارة مشاعرهم بشكلٍ مصطنع. إن هدفنا هو توجيه العابدين نحو الله. فهو من يلهم العبادة؛ فالعبادة لا تعتمد على أساليبنا التحفيزية أو التلاعب بمشاعر الحاضرين. كقادة للعبادة لسنا بحاجة إلى القيام بعمل الله!

بدأت هذا الجزء بقصة سالي. واسمحوا لي أن أنهيه بقصة حقيقية لقائد عبادة متواضع ومشجِّع. كان ديفيد يكافح لينشِّط الشباب في العبادة. ووجد أنهم يركِّزون على الرسائل النصية أكثر من العبادة. كان بعض القادة يبدأون الخدمة بشيء مثل هذا: "أيها الأولاد، نحن هنا للعبادة. ضعوا هذه الهواتف جانباً وانتبهوا للعبادة. فأنت لا تحترم الله!"

فعل ديفيد شيئًا مختلفًا تمامًا. فبينما كان عازف الجيتار يعزف ترنيمة هادئة للعبادة، قال ديفيد بلطف: "فيما نحن في محضر الله، أعلم أنك لا تريد صرف انتباه من بجوارك عن العبادة. لنضع هواتفنا جانبًا ونستمع إلى صوت الله في هذا الصباح." وضع كل شخص في الغرفة هاتفه جانبًا. وعلّم ديفيد بتواضع شباب كنيسته أن يعبدوا.

قيادة أم تلاعب؟

استمع إلى شهادة عن قائد عبادة معاصر:

"عندما كنتُ طالبًا مستجدًا، ذهبتُ إلى كنيسة بالقرب من الجامعة التي أدرس بها؛ كان نهج الكنيسة الحسَّاس للباحثين؛ والأضواء البرَّاقة، والموسيقى الصاخبة أمرًا مثيرًا. كان قائد العبادة ذا شعر مصفَّف، ويرتدي بنطلون جينز، ويمسك بجيتار باهظ الثمن. في بداية الخدمة، لاحظت وجود ميكروفون غير مُستخدَم على مستوى خصره. فتساءلتما الغرض من ذلك؟ثم رفعت يديَّ ونسيتُ نفسي مع الألحان والإيقاعات.

كان الصوت رائعًا، وكان فريق التسبيح مميَّزًا، وكانت الموسيقى مخطَّطة بعناية لتقود إلى الترنيمة الأخيرة. وبينما يرنِّم القائد الكلمات الأخيرة ("أجثو على ركبتيَّ، مقدِّمًا نفسي بالكامل")، جثا على ركبتيه. في هذه اللحظة أدركت الغرض من الميكروفون غير المستخدم. لقد وُضِعَ على ارتفاع مناسب تمامًا حتى يتمكَّن القائد من الترنيم والعزف على الجيتار بينما هو جاثٍ على ركبتيه. لا أريد أن أحكم على نوايا هذه الكنيسة، ولكن لا يسعني إلا أن أشعر وكأنني تم التلاعب بي للتجاوب مع هذه اللحظة العاطفية، التي كان من الواضح أنها مخطَّط لها مسبقًا." [6]

يأتي هذا المثال من العبادة المعاصرة، ولكن يمكنني استخدام أمثلة من العبادة التقليدية. لا تقتصر مشكلة التلاعب على أسلوب واحد من العبادة. وبغض النظر عن النمط الموسيقي الذي نستخدمه أو نوايانا الصادقة، قد نتعامل مع العابدين كدمى نتلاعب بها للحصول على استجابة عاطفية معينة.

هل الانفعال في العبادة خطأ؟ لا؛ نرى العديد من الأمثلة في الكتاب المقدس للتأثير العاطفي للعبادة. هل من الخطأ محاولة إثارة استجابة عاطفية؟ لا؛ التواصل الجيد يمس العقل والمشاعر أيضًا. ولكن إن لم نتوخَّى الحذر، فقد نعمل على خلق تأثير عاطفي معيَّن، بعيدًا عن عمل الروح القدس.

كيف نفرِّق بين قيادة العبادة والتلاعب بها؟ يأتي التلاعب عندما تعتمد استجابة العابدين على تأثير تصرفات القادة لا على قوة الروح القدس. وربما لا نستطيع أبدًا التمييز بين القيادة والتلاعب بشكلٍ كامل، ولكن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أننا ربما نتجاوز الحدود إلى حد التلاعب.

(1) نحن في خطر التلاعب بالعبادة عندما نخلط بين العاطفة والعبادة. فنبدأ في الشعور بالمسؤولية لخلق استجابة عاطفية. حتى أن بعض قادة العبادة يقولون: "زيِّف الأمر حتى يصبح حقيقيًا. زيِّف المشاعر حتى يشعر الناس أنها حقيقة." ويفترض هذا أن مهمتنا هي استخدام العاطفة لخلق العبادة. إن قادة العبادة يقودون العبادة. نحن لا نخلق العبادة.

(2) نحن في خطر التلاعب بالعبادة عندما نفترض أن تغيير القلب يتطلَّب حالة من الانفعال الشديد. يمكن أن يعمل الله في خدمة الكنيسة المليئة بالمشاعر، ولكن يمكنه أيضًا العمل في لحظات هادئة في البيت. نحن في خطر محاولة التلاعب بالجماعة إذا كنا نعتقد أن الله لا يستطيع أن يغيِّر قلوب من نخدمهم إلا بجهودنا.

(3) نحن في خطر التلاعب بالعبادة عندما نساوي عملًا جسديًّا معينًا بالعبادة. أحيانًا يريد القائد أن يتجاوب الناس فيقول: "إذا كنت تحب يسوع، ارفع يديك." وبطبيعة الحال، من الممكن جدًا أن يرفع أيّ شخص من الحاضرين يديه وهو لا يحب يسوع حقًا! أو قد لا يرفع أحد الأشخاص يديه وهو يحب يسوع. لا تتساوى العبادة مع أيّ عمل جسديّ. فالتصفيق أثناء الترنيم لا يبرهن أننا نعبد كما أن الجلوس بهدوء أثناء الصلاة لا يبرهن أننا نصلي. الله وحده يرى قلب العابد. "عندما يجعل قادة العبادة الأفعال الخارجية الاختبار الرئيسي للمواقف الداخلية، فإنهم يطؤون أرضًا خطرة." [7]

(4) نحن في خطر التلاعب بالعبادة عندما نحاول تكرار ما فعله الله في وقتٍ أو مكانٍ آخر. عندما يعمل الله يعمل بطريقته. عندما نحاول التلاعب بالله ليعمل "حسب الطلب"، فنحن نفترض أنه بما أن الله بارك ترنيمة معينة الأسبوع الماضي، فلا بُدَّ أن يبارك هذه الترنيمة هذا الأسبوع. يجب على قادة العبادة أن يتركوا لله الحرية ليأتي كما يشاء. لا توجد وصفة سحرية تخلق الاستجابة الروحية نفسها في كل حالة.

(5) نحن في خطر التلاعب بالعبادة عندما نقيس خدمتنا بقدرتنا على الحصول على رد فعل من الناس. يحب أي متحدِّث عام أو موسيقي تفاعل الجمهور؛ هذا أمر طبيعي. ولكن عندما نقيس فعَّالية خدمتنا من خلال هذا التفاعل، فإننا نواجه خطر الاعتماد على مهارتنا بدلًا من الاعتماد على الروح القدس.

هذا الموضوع صعب. في كثير من الأحيان، تمثل الكلمات نفسها التي تُقال في موقفين مختلفين دوافع مختلفة للغاية. من ناحية، إذا كنا غير مبالين يمكننا التلاعب بالعبادة. ومن ناحية أخرى، إذا كنا خائفين جدًا من المشاعر، قد لا نقدم أية قيادة على الإطلاق!

لذا يجب أن نكون مبطئين في الحكم على قيادة شخص آخر للعبادة، ولكن مسرعين في تقييم قيادتنا. يجب أن نسأل الله أن يرينا دوافعنا في القيادة. وأن نكون حريصين على قيادة العبادة دون التلاعب بمشاعر العابدين للحصول على الاستجابة التي نريدها.

أسئلة عملية

كيف نبدأ الخدمة؟

مثال سيء:

في الساعة العاشرة، حان الوقت لبدء الخدمة. يحاول القس أن يجد قائد الترنيم. هناك ثلاث سيدات يتشاركن وصفة طعام. وأربعة رجال يتحدثون عن قلة الأمطار للمحاصيل. كيف ننتقل من كل هذا النشاط إلى العبادة؟

واحدة من المسؤوليات الهامة لقائد العبادة هي بدء اجتماع العبادة. كيف ندعو شعب الله الى محضر الله؟

  • تبدأ بعض الكنائس بلحظات من الصمت. يبدأ القائد ببساطة: "انضم إلينا في لحظات من الصلاة بصمت ونحن ندخل إلى محضر الله."

  • تبدأ بعض الكنائس بالموسيقى "كدعوة للعبادة." يمكن أن يرنِّم فريق الترنيم أو أحد الأفراد، أو يمكن أن يبدأ الحاضرون بترنيمة صغيرة. في الكنيسة التي أحضرها، غالبًا ما يخطو القس إلى الأمام ويبدأ بترنيم ترنيمة صغيرة مثل: "سوف أدخل أبوابه بالحمد والتسبيح..."

  • تبدأ بعض الكنائس بآية من الكتاب المقدس، غالبًا من سفر المزامير.

"هَلُمَّ نُرَنِّمُ لِلرَّبِّ، نَهْتِفُ لِصَخْرَةِ خَلاَصِنَا. نَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِحَمْدٍ، وَبِتَرْنِيمَاتٍ نَهْتِفُ لَهُ."[8]

تشمل المزامير التي تدعو العابدين إلى محضر الله مزمور 15؛ 66: 1-4؛ 96: 1-4؛ 100؛ 105: 1-3؛ 107: 1-3؛ 149: 1-2؛ 150.

هل الإعلانات عبادة؟

سأل قس إسباني: "أين يمكن أن تكون الإعلانات مناسبة في وقت العبادة؟ نحن نحاول التركيز على العبادة وحضور الله في كنيستنا. ونتمتَّع بخدمة رائعة ثم ننتهي بقائمة طويلة من الإعلانات المملَّة. وهذا يؤثر على روح الخدمة. فكيف نجعل الإعلانات جزءًا من العبادة؟"

بغض النظر عن التوقيت الذي نضع فيه الإعلانات، يمكن أن تعطِّل الإعلانات الخدمة. قلَّما تكون الإعلانات عبادة؛ بل قد تعطِّل العبادة. ماذا يمكنكَ أن تفعل؟ لا يوجد جواب كامل، ولكن قد تساعد بعض الاقتراحات:

  • إذا أمكن، اطبع الإعلانات بدلًا من قراءتها بصوتٍ عالٍ. عندما تكون ملزمًا بتقديم إعلانات عامة، اجعلها قصيرة.

  • استخدم جهاز عرض ضوئي لعرض الإعلانات قبل بدء الخدمة.

  • تقدِّم بعض الكنائس الإعلانات، وتقضي وقتًا في الصلاة، وبعد ذلك تبدأ الخدمة. لقد زرتُ كنيسة تبدأ خدمتها في الساعة العاشرة. تقدِّم هذه الكنيسة الإعلانات الساعة 9:50. ويقول القس: "يحقِّق هذا أمرين. أولاً، يشجِّع الناس على الحضور مبكرًا لأنهم لن يسمعوا الإعلانات إذا لم يحضروا في الساعة 9:50. ثانيًا، يتيح لنا أن نركِّز كليًّا على العبادة من بداية الاجتماع."

  • لا تدع الإعلانات تُعيق روح العبادة. بل انظر إلى الإعلانات كجزء من إكمال خدمة الكنيسة، وقدِّم الإعلانات، وامضِ قدمًا. عندما ندرك أن أنشطة الكنيسة (الشركة في الصلاة، وخدمة المجتمع، والأحداث الكرازية، ومشروع الكنيسة، إلخ) هي جزء من العبادة، تصبح الإعلانات عن هذه الأنشطة جزءًا من عبادة الكنيسة. تمامًا كما قد يُنهي الأب التأمل العائلي بتذكير العائلة بخطط الأسبوع، قد يُنهي القس خدمة العبادة بتذكير عائلة الكنيسة بأنشطة الأسبوع. تذكِّرنا الإعلانات عن أنشطة الكنيسة بأننا عائلة. وأن شركة العائلة جانب مهم من جوانب العبادة.

مخاطر العبادة: "نفعل هذا لأن ..."

كانت العروس الجديدة تطبخ لحم فخذ الخنزير لعشاء يوم الأحد. وقبل أن تضع اللحم في الفرن، قطعت أحد طرفيه بعناية ووضعته في مقلاة أصغر. فسألها زوجها: "لماذا تفعلين هذا؟"

"هكذا يجب أن تطبخ لحم الخنزير. تقطع والدتي دائمًا طرفًا من فخذ الخنزير قبل طهيه. أعتقد أنه يساعد في الحصول على النكهة المطلوبة." وبدأت العروس الشابة تتساءل: "ماذا يفعل قطع طرف فخذ الخنزير للنكهة؟" فاتصلت بوالدتها لتسأل: "لماذا تقطع طرفًا من فخذ الخنزير؟"

قالت والدتها: "لأن جدتك، أمي، دائمًا تقطع طرفًا من فخذ الخنزير قبل الطهي. لابد أن هذا يساعد في الحصول على النكهة. لنسألها".

اتصلت العروس الشابة بالجدة. لم تعد الجدة تطبخ، لكنها أجابت عن سؤالها. "نعم، أتذكر لماذا كنت أقطع طرف فخذ الخنزير. فعندما تزوجنا أنا وجدك، لم نتمكن من شراء الكثير من أواني الطهي. كانت مقلاة الشواء الوحيدة التي أمتلكها صغيرة. لم يكن فخذ الخنزير يناسب مقلاتي إلا إذا قطعت أحد طرفيه!"

استمرت ابنة السيدة وحفيدتها لمدة خمسين عامًا في اتباع "تقليد" لا معنى له. ولم تسألا أبدًا، "لماذا؟"

كقادة للعبادة، نفعل أحيانًا بعض الأمور دون التفكير "لماذا؟"

الأسباب التي تجعل الكنائس تفعل الأمور بطرق معينة:

(1) نحن نفعل ذلك لأن ... الكنائس في الماضي كانت تفعل ذلك. هناك قيمة في التقاليد. إذا كانت الكنائس في الماضي قد فعلت شيئًا ما، فلا يجب أن نتبعه دون أن نسأل: "لماذا كانوا يفعلون ذلك؟" قد نجد سببًا وجيهًا للحفاظ على التقاليد؛ ولكن إذا كان "فعل الكنائس لهذا الأمر في الماضي" هو السبب الوحيد، قد لا يكون ذلك كافيًا.

(2) نحن نفعل ذلك لأن ... الكنائس الكبرى تفعل ذلك. هناك قيمة في التعلُّم من الآخرين. فإذا نجحت إحدى الممارسات في كنائس أخرى، يجب أن نسأل: "هل هذه الممارسة مفيدة لنا؟ لماذا يفعلون ذلك؟" قد نجد أن هناك سببًا وجيهًا لتقليد إحدى ممارسات العبادة؛ ولكن إذا كان "فعل الكنائس الكبرى لهذا الأمر" هو السبب الوحيد، قد لا يكون ذلك مفيدًا في حالتنا.

(3) نفعل هذا لأن... الناس يحبون ذلك. هناك قيمة في العبادة التي تشجِّع على مشاركة الناس. لا يوجد شيء في الكتاب المقدس يقول: "يجب أن تكون عبادتك مملة!" وقد نجد أن الترنيمة المفضلة لشعبنا هي ترنيمة حقيقية ولائقة بالعبادة. إذا كان الأمر كذلك، فهذا رائع؛ ولكن إذا كان "الناس يحبون" ترنيمة تعلِّم تعاليم كاذبة، فلا يجب أن نرنِّمها.

(4) نفعل هذا لأنه ... يتيح لنا أن نعبد الله بالروح والحق. هذا هو السبب الرئيسي لما نفعله. عند التخطيط للعبادة وقيادة العبادة، يجب أن نسأل: "هل تساعدنا هذه الترنيمة أن نعبد الله بشكلٍ أفضل؟ هل يقودنا نظام العبادة هذا إلى محضر الله؟ هل الدعوة هي أفضل طريقة لتجاوب الناس مع هذه العظة، أم يجب أن ننهي بترنيمة تسبيح؟ كيف نعبد الله بالروح والحق هذا الأسبوع؟"


[1]Barry Liesch, The New Worship, 2nd edition (Grand Rapids: Baker Books, 2001), 123.
[2]مقتبس من Jamie Brown, “Are We Headed For A Crash? Reflections on the Current State of Evangelical Worship.” Available at www.worthilymagnify.com July 22, 2020.
[3]أعمال الرسل 6: 3
[4]يعقوب 1: 19
[5]لا تعني صفة التميز أن القادة المدرَّبين بشكلٍ محترف فقط هم من يمكنهم قيادة العبادة. يعرّف هارولد بست Harold Best التميُّز بأنه "العملية التي أصبح فيها أفضل مما كنتُ عليه من قبل." وبما أن العبادة هي تقدمتنا لله، فنحن نسعى باستمرار إلى أن نصبح أفضل مما كنا عليه. Harold Best, Music through the Eyes of Faith (San Francisco: Harper Books, 1993), 108
[6]Joel Wentz, “Confessions of a Former Worship Leader.” Available at https://relevantmagazine.com/life5/1301-confessions-of-a-former-worship-leader/ July 22, 2020.
[7]Warren Wiersbe, Real Worship (Grand Rapids: Baker Books, 2000), 215
[8]مزمور 95: 1-2

خاتمة: عندما نفشل في العبادة

كانت الخدمة كارثية. فقد رنَّم الحاضرون الترنيمة الأولى بفتور. لقد تدرب فريق الترنيم، لكنهم رنَّموا بشكلٍ سيء في هذا الصباح. ونسيَت المرنِّمة كلمات الترنيمة التي ترنِّمها. وعزفتُ نغمات خطأ على البيانو. ويبدو أن العظة التي قدمها القس لم تصل إلى الناس. كانت الخدمة كارثية. هل حدث لك هذا من قبل؟ ماذا تفعل عندما تفشل في قيادة العبادة؟

(1) تذكَّر أن كل عبادة هي بروفة (تدريب).

عبادتنا هي بروفة للعبادة السماوية. نحن أشخاص غير كاملين وستظل عبادتنا دائمًا غير كاملة. "نحن مدعوون لتقديم أفضل ما لدينا في العبادة، لا لتقديم الكمال."[1]

(2) الأسبوع القادم قادم.

لا تستقِل يوم الاثنين. انتظر حتى يوم الثلاثاء لتحليل الخدمة. تعلَّم من الفشل وامضِ قدمًا. في الخدمة التي وصفتها للتو، كانت الترنيمة الأولى غير معروفة للحاضرين. ظننتُ أنهم يعرفون تلك الترنيمة. لكنهم لا يعرفوها. وكتبتُ ملاحظة في كتاب الترانيم "يجب تعليم هذه الترنيمة لفريق الترنيم قبل أن نرنِّمها مرة أخرى." تعلَّم من أخطائك، واطلب معونة الله، ودع لله يعمل من خلالك يوم الأحد القادم.

(3) تذكر أن العبادة تتعلق بالنعمة.

كثيرون من قادة العبادة هم أشخاص كماليون؛ لا يشعرون بالرضا أبدًا. ليس الهدف من العبادة هو الكمال. العبادة تتعلَّق بالنعمة. فالله يعمل لتحقيق أهدافه حتى من خلال فشلنا. هكذا يجب أن يكون الأمر! وعندما ندرك أن الله هو من يمكِّننا من العبادة، سنصل إلى حالة من التواضع والخضوع.

(4) إذا قدمنا أفضل ما لدينا، فنحن لم نفشل.

يوم الأحد الذي وصفتُه للتو، خرجتُ من الكنيسة محبطًا. عندما غادرتُ المبنى، كان توم Tom ينتظرني. توم شخص خجول وقلَّما يتكلَّم، لكنَّه قال في ذلك الصباح: "لقد عزفت ترنيمة ’يسوع يحبني‘ في وقت تقديم العطايا." (نعم، كنت أعرف ما عزفتَه - لقد أخفقتَ!) قال توم، "كنتُ بحاجة إلى سماع تلك الترنيمة. أخبرني الطبيب هذا الأسبوع أنني مصابٌ بالسرطان؛ وكنت بحاجة إلى تذكيري أن يسوع يحبني."

إذا قدَّمنا أفضل ما لدينا، فنحن لم نفشل. يعمل الله من خلال جهودنا الضعيفة للتحدُّث بكلمته إلى الأشخاص الذين نخدمهم.

◄ مناقشة جماعية. انظر إلى "مراجعة الدرس الثامن." هل هناك أية نقاط لا تتفق معها؟ ما هي النقاط التي تشعر أنها الأكثر أهمية للاستخدام الآن؟


[1]هذا الاقتباس والمقترحات الواردة في هذا القسم مأخوذة منFranklin Segler and Randall Bradley, Christian Worship (Nashville: B&H Publishing, 2006), 274-275.

مراجعة الدرس الثامن

(1) كيف نستعدُّ لاجتماع العبادة

  • يبدأ الاستعداد لاجتماع العبادة باستعداد قائد العبادة بقضاء وقت شخصي مع الله.

  • يساعد نمط التخطيط على توفير بنية منظمة لاجتماع العبادة.

  • يساعد تحديد الموضوع الرئيسي لاجتماع العبادة على توصيل الرسالة الأساسية.

  • يضمن التوازن أن عبادتنا تخبر الكنيسة كلها برسالة الإنجيل كاملةً. ويشمل هذا كل من:

    • سمو الله وقربه

    • العبادة الجماعية والعبادة الشخصية

    • المألوف والجديد

  • يجب أن يشمل التخطيط للعبادة فريق القيادة في الكنيسة بأكمله.

  • يجب أن ينظر التخطيط للعبادة إلى المدى البعيد.

  • نستطيع أن نخطط دون ضغوط، لأن العبادة ليست عنا؛ بل عن الله.

(2) ما هو المهم في قيادة اجتماع العبادة؟

  • الله هو الجمهور الأهم في العبادة.

  • يتفاعل الحاضرون، وقادة العبادة، والله جميعًا في اجتماع العبادة. فالقادة لا "يؤدون" العبادة أمام الجمهور.

  • يجب على قائد العبادة أن يعبد. فهو يقود بالمثال.

  • يجب أن يكون قائد العبادة مشجِّعًا، لا يدين.

  • يجب على قائد العبادة أن يقود، دون تلاعب.

  • يجب التعامل مع الإعلانات بأقل قدر ممكن من التعطيل.

  • بعد التخطيط للعبادة، يجب أن نترك الأمر لله لكي يدخل إلى خدماتنا بالطريقة التي يختارها.

مهام الدرس الثامن

(1) لقد اخترتَ في الدرسين السادس والسابع ترانيم ونصوص كتابية تتناول خمسة مواضيع مختلفة. ضع خطة لاجتماع العبادة بناءً على كل موضوع من الموضوعات الخمسة. كن مفصَّلًا قدر الإمكان في التخطيط لخدمة موحَّدة، بما في ذلك الترانيم الجماعية، والآيات الكتابية، وموضوع العظة والنص الكتابي، بالإضافة إلى أي عناصر أخرى مناسبة لخدمتك. استخدم مخطَّطًا أو أكثر من المخططات الواردة في الملحق (أ) لهذا المشروع.

(2) في بداية الدرس التالي، ستجري اختبارًا بناءً على هذا الدرس. ادرس أسئلة الاختبار بعناية أثناء التحضير.

اختبار الدرس الثامن

(1) اذكر القسمين الرئيسين في نظام خدمة العبادة القائم حول العظة.

(2) اذكر الأقسام الرئيسية الأربعة في نظام العبادة القائم على نشاط الناس في العبادة.

(3) اذكر الأقسام الرئيسية الثلاثة في نظام العبادة القائم على المزمور 95.

(4) اذكر مجالات التوازن الثلاثة التي يجب أخذها في الاعتبار عند التخطيط للعبادة.

(5) من هو "جمهور" العبادة في النموذج الكتابي للعبادة؟

(6) اذكر ثلاث صفات لازمة لقائد عبادة فعَّال.

(7) ما هي العلامات الثلاث التي تدل أننا ربما نتلاعب بالعبادة؟

(8) اكتب 2أخبار الأيام 5: 13-14 من ذاكرتك.

Next Lesson