ديانات العالم ومِلَلِهِ

◄ لماذا الصراع الديني قائم؟ هل الصراع الديني حتمي أم يمكن تجنبه؟

◄ بعد مناقشة موجزة عن هذين السؤالين، على الفصل البحث عن الشواهد الكتابية التالية: 1 تيموثاوس 3: 15 ويهوذا 3 و2 تيموثاوس 2: 17 ومتى 16: 6 ومتى 16: 12 وتيطس 1: 9 و1 بطرس 3: 15. وناقش معهم بإيجاز ما تعنيه هذه الآيات عن الصراع الديني.

أخبر الرب يسوع المرأة السامرية عند البئر أن المشكلة مع عبادة السامريين تكمن في أنهم لا يعرفون من يعبدون (يوحنا 4: 22). إن مفهوم الإنسان عن الله أهم ما يميزه وهو بالتأكيد أساس ديانته بأكملها. فما من خطأ أخطر من أن نكون مخطئين بشأن هوية الله.

من المستحيل عبادة الله دون الإيمان بشيء عنه. إذا كان يتبني أي شخص مفهوم خاطئ عن الله، فسيمجِّد السمات التي ليست في الله ويفشل في تمجيد السمات التي في الله. إن شخصية العابد ستتغير لتلائم السمة التي يعتقد أنها في الله.

لا يمكن للمرء أن يؤمن بالرب يسوع من أجل الخلاص دون أن يُصَدِّق في شيء عنه. إذا كان الشخص يُصَدِّق في أمور خاطئة عن الرب يسوع، فهو يتبنى عقيدة لا تدعم الإنجيل. ربما يؤمن بإنجيل زائف لن يخلِّصه.

أما الكنيسة على عاتقها مسؤولية ترسيخ الحق. فقد قال بولس الرسول إن الكنيسة «عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ»[1].

من أجل ترسيخ الحق، تحمل الكنيسة مسؤولية شرحه والدفاع عنه. فيخبرنا يهوذا الرسول أنه عندما يُعلِّم الناس عقائد خاطئة، علينا نحن أن نجتهد «لِأَجْلِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ».[2]

إن العقيدة الزائفة مثل المرض الذي يتفشى بتبعاته. [3] وقد تشبهت العقيدة بالخمير، الذي يؤثر تدريجيًا في الخبيز. [4]

فالله يدعو الرعاة ليكونوا قادة في الدفاع عن الحق. إذ قال بولس لتيطس إنه من المفترض أن يكون الراعي «مُلَازِمًا لِلْكَلِمَةِ ٱلصَّادِقَةِ ٱلَّتِي بِحَسَبِ ٱلتَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِٱلتَّعْلِيمِ ٱلصَّحِيحِ وَيُوَبِّخَ ٱلْمُنَاقِضِينَ».[5] وقال أيضًا إنه بسبب المعلمين الكذبة، أُزيغَت عائلات بأكملها عن الحق.

لا يتعلق هذا المنهاج التعليمي بالعقائد التي تقسِّم الكنائس المسيحية المختلفة إلى مِلّل مثل الميثوديّة أو المعمدانيّة أو الخمسينيّة. إذ تتفق هذه الكنائس عامة على العقائد الكتابية الأساسية المشار إليها في دليل العقيدة في الجزء الأخير من هذا المنهاج التعليمي؛ إنما تبحث هذه الدورة في الجماعات الدينية التي تنكر العقائد التي هي أساس الإيمان المسيحي.

سندرس في هذا الدرس سبعة أجزاء مهمة لإعداد المسيحيين لمواجهة الصراع الديني.