إن ما سنغطيه ليس القائمة الكاملة لصفات الله، بل تلك الأكثر أهمية بالنسبة لنا لنعرفها.

◄ ماهي صفات الله التي يمكنك سردها ووضعها في قائمة؟

الله شخص(إقنوم في ذاته). يعني هذا أنه شخص حقيقي حي عقلاني و ذو مشاعر وإرادة. إنه ليس محصله قوانين الطبيعة أو قوة تأثيرية (خارجية) كالكهرباء أو الجاذبية، فهو خالق، عامل، عالم، وله المشيئة، المُدبر، وصاحب الكلمة.

◄ ما الاختلاف الذي سيحدث إذا لم يكن الله شخصاً(أقنوماً)؟

حقيقة أنه شخص تجعل من الممكن أن تكون لنا علاقة معه. إذا لم يكن الله شخصاً، لن نتمكن أن نصلي له.

إذا لم يكن الله شخصاً، لن يكون من الممكن له أن يُسرأو يشعر بالحزن .

الله روح

"الله روح؛ وأولئك الذين يعبدونه يجب أن يعبدوا بروح وحق."[1] حقيقة أنه روح توفر الأساس لشركتنا الروحية معه وعبادتنا له. لا تعتمد الصلاة والعبادة على أشياء مادية أو أوضاع جسدية محددة أوبرنامج مُعد سابقاً أو مبني خاص. يمكن أن تكون هذه الأشياء مهمة لمساعدتنا على تركيز اهتمامنا في العبادة، لكن العبادة لا تعتمد علي تلك الأشياء.

تُعتبر حقيقة أن الله روح أحد الأسباب التي تمنعنا من صنع أي صورة مادية له.[2]📖 الله كروح فهو غير مرئي لنا[3]📖 إلا عندما يختار أن يأخذ شكلاً مرئيًا.[4]📖 نظرًا لأن مفهومنا عن الله محدود، حتى وإن ظهر لنا بشكل مرئي، فمن الصحيح أن نقول إن لا أحد رأي الله تماماً.[5]

الله أبدي

لم يكن هناك زمن لم يكن فيه الله غير موجود، ولن يكون هناك زمن لن يكون فيه الله غير موجود؛ ليس لله بداية ولا نهاية. الاسم الذي أعلنه لنا هو أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ[6] ويصفه يوحنا بأنه الشخص الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي و الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.[7] هو الله من الأزل إلى الأبد.[8] لدى بعض الأديان أساطير حول متى وُلدت آلهتهم، لكن الإله الحقيقي أبدي.

الله مثلث الأقانيم

يأتي التعليم الخاص بالثالوث من حقيقة أن الكتاب المقدس يعلن أن هناك إلهًا واحدًا، ومع ذلك يشير إلى ثلاثة أشخاص متميزين كالله. لا يوجد سوى إله واحد، ولكن في طبيعته ثلاثة أشخاص. مع أننا لا نستطيع أن نفهم الثالوث بشكل كامل و لكنه منطقي، لأننا لا نقول أن هناك ثلاثة ولكن واحد لنفس الشيء. هناك إله واحد مثلث الاقانيم. لأن ألآب والابن والروح القدس يمتلك جميعًا صفات الإله، يمكن تسمية كل أقنوم منهم بشكل صحيح بأنه الله ويمكن عبادة كل أقنوم علي أنه الله .

الله كلي القدرة

إنه قادر على فعل ما يشاء. "إلهنا في السماء؛ يفعل ما يشاء".[9] ليس له حدود إلا أنه لا يتعارض أبدًا مع طبيعته المقدسة ويقوم دائمًا بما وعد به. لا شيء صعب أو مستحيل على الله. "يسود الرب الإله."[10]

◄ ما الاختلاف الذي يحدث لنا عند معرفتنا أن الله قدير؟

هذا أمر مشجع، لأننا نعرف أنه في خضم (وسط) جهادنا، أنه "قادر أن يفعل فوق كل شىء أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر، بحسب القوة التي تعمل فينا ".[11] حتى لو بدت الأمور خارج نطاق السيطرة، فنحن نعرف أن خطة الله العظيمة سوف تتحقق. يمكننا أن نصلي بثقة أن الله قادر على التدخل في أي موقف(ظرف).

[12]الله كلي الوجود (حاضر في كل مكان)

لا يوجد مكان لا يوجد فيه الله، ولا يحدث شيء لا يراه الله. "هكذا قال الرب إله الكون، السماء هي عرشي والأرض موطئ قدمي."[13] إنه إله الكون، ولا يقتصر سلطانه على أي منطقة. "هل يمكن لأي شخص أن يختبئ في أماكن سرية ولن أراه؟ يقول الرب. ألا أملأ السماء والأرض؟"[14] هذا يؤكد لنا أن الله يعرف أحوالنا ومشاكلنا. يخبرنا ذلك أنه لا يمكن لأحد أن يختبئ من الله، أو يخطئ حيث لا يمكن رؤيته. كل شئ عريان و مكشوف أمام عيني الله.[15]📖

الله لا يتغير(ثابت)

لم يكن هناك زمن أصبح الله فيه الله، ولن يتوقف أبدًا عن كونه الله.[16]📖 هناك أديان تؤمن أن الله في طور التطور، لكن يخبرنا الكتاب المقدس أن الله لم و لن يتغير في طبيعته و صفاته وأهدافه.[17]📖 إنه يحب دائماً ما هو حق، ويكره دائمًا ما هو شر. إن الله الأبدي الذي أعلن ذاته باعتباره أهية لموسى هوهو أهية اليوم، بلا حدود، أبدي لا يعتريه تغيير في وجوده و حكمته وقوته وقداسته وعدله و صلاحه في الحق. هُوَ هُوَ وَسِنُوه لَنْ تَنْتَهِيَ.[18]

الله كلي المعرفة

"فهمه غير محدودا ".[19] الله يعلم كل الأشياء فلا يحتاج لعملية تعلم. لم يتعلم الله أبدًا أي شيء من أي شخص، ولا يوجد مشير لله (يمكنه تقديم النصح له).[20]📖 يعلم الله المستقبل، وبالتالي لا يُفاجأ أو يكون في حالة عدم استعداد أبدًا لأي شيء يحدث.[21]

◄ ما الاختلاف الذي يحدث لنا أن عرفنا أن الله يعلم كل شيء؟

ترتبط معرفة الله بحكمة الله، التي تظهر في الخلق وخاصة في خطة الخلاص.[22]📖 لأنه يعرف كل شيء ويفهمه، فهو دائمًا يعرف الشيء الصحيح الذي يجب عمله. نحن نعلم أن إرادة الله هي الأفضل لنا دائمًا لأن الله يفهم كل حاله و موقف بالتمام ويعرف ماستؤول إليه نتائج كل فعل .

الله قدوس

لقد وصف الله نفسه في المقام الأول بأنه قدوس. أشار النبي إشعياء مرارًا وتكرارًا إلى الله على أنه "قدوس إسرائيل". تصرخ الملائكة أمام الله باستمرار "قدوس، قدوس، قدوس"[23] كانت قداسة الله موضوع العبادة: "يَحْمَدُونَ اسْمَكَ الْعَظِيمَ وَالْمَهُوبَ، قُدُّوسٌ هُوَ"[24] إنه المعيار المطلق لكل كمال افتراضي (أخلاقي). تتميز أفعاله بوجود كل الخير وغياب كل الشرور، ولا يمكن أن يكون غير ذلك. توضح قداسة الله أن الإنسان غير لائق للخدمة والعبادة دون أن يتجدد أولاً بالنعمة[25]📖 يريد الله منا أن نكون مقدسين كما هو. "بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ».[26]

الله بار

أعمال الله دائما على حق. أعماله تتدفق من طبيعته المقدسة[27] طبيعته هي المعيار لكل ما هوصحيح. إنه يفي دائمًا بكلمته ولا يكذب إطلاقاً.[28]

◄ لماذا يهمنا أن الله بار؟

بره هو أساس ناموسه، وهو المعيار المثالي لواجباتنا تجاهه وللآخرين. يقيم الله ناموسه بالعدل، ويكافئ من يطيع ناموسه ويجازي من يكسره. هذا يريح أولئك الذين يعانون والمضطهدين، لكنه يحذرنا أيضا من أن أحدا لن يفلت من ارتكاب الخطأ. "خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا.[29]" هو "الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.."[30] "سنقف جميعًا أمام كرسي المسيح."[31]

الله محبة

هذه السمة مهمة للغاية. تخيل يا له من شيء مخيف إذا كان الله كلي القدرة والمعرفة دون حب لنا! كيف سيكون حالنا إذا كان الله قدوس و بار، لكنه لا يحبنا؟ لكن الله يحبنا جنبا إلى جنب مع قوته وقداسته المطلقة.[32]📖 يبارك الله خلائقه بشكل عام.[33] يحولإنسانية بشكل خاص بالأشياء الجيدة في الحياة، وصمم الله العالم كمكان يمكن للإنسان العيش فيه بفرح.[34] يحول الله كل تفاصيل الحياة إلى بركة لأولئك الذين يحبونه ويخدمونه.[35] نتبارك بنعمته ورحمته وصبره وسلامه بسبب محبته.[36]

[37]لقد أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.[38] أظهررغم من خطايانا وتمردنا، فهو يصل إلينا بالرحمة، ويدعونا أن نرجع إليه من خلال الرب يسوع، الذي قدمه كذبيحة تكفيرية من أجل خطايانا.[39] أظهر الله لنا في الصليب قلبه، الذي يفيض علينا بالحب والحنان. "بهذا الحب، ليس لأننا أحببنا الله، بل إنه أحبنا وأرسل ابنه ليكون بمثابة كفارة عن خطايان الأرضية"[40]، الله كل البشر (جميع الناس )، دون أن يتأثر بجنسهم أو قدراتهم الطبيعية أو مكانتهم الأرضية، و يقدم الله الغفران للجميع.[41]📖 لذا، يريدنا الله أن نحب جميع الناس وأن نكون مستعدين لمغفرة من يخطئ إلينا، فالحب والغفران هما من علامات أبناء الله.[42]

لقد خلقنا الله علي صورته. على الرغم من أننا محدودون وهو غير محدود، إلا أننا نشابه الله أكثر من أي شيء آخر من خلائقه. لقد خلقنا الله لنعرفه و نعبده ونحبه. لقد خلقنا لذاته، وكما يذكرنا أوغسطينوس، لن نكون أبدًا في راحة حتى نجد راحتنا فيه. على عكس بالنسبة لله، كل شيء أرضي غير مهم، وهو الوحيد الذي يستحق تفانينا الكامل. من المستحيل أن تجد شبع دائم ومستمر في أي مكان إلا في الله. بنعمته يمكن أن نُفدي ونكون قادرين على عبادته قبل كل شيء، ونثق(نؤمن) به كأبينا السماوي، ونستطيع فعل إرادته في كل مجال من مجالات حياتنا.

◄ هل نحتاج إلى مباني كنسية وأشياء نستخدمها في العبادة و السجود؟

[1]يوحنا 24:4.

[2]خروج 4:20-6.

[3]1 تيمو 17:1.

[4]تك 1:18 أش1:6.

[5]يوحنا 46:6 يو 18:1 خر 20:33.

[6]خروج 14:3.

[7]رؤيا 8:1.

[8]مزمور 2:90.

[9]مزمور 115: 3

[10]رؤيا 19: 6.

[11]أفسس 3: 20.

[12]"تمامًا كما أكدت أن هناك كائنًا لا نهائيًا ومستقلًا وأنه من المستحيل أن يكون هناك أكثر من واحد ؛ لذلك أعتقد أن هذا الإله الواحد هو أب كل شيء. . . . أعتقد أن هذا الأب للجميع لا يستطيع أن يفعل ما يحلو له فحسب، بل له أيضًا حقًا أبديًا في أن يقوم بأي شيء، ومتى يرضي، امتلاك أو التخلص بحرية من كل ما صنع ؛ وأنه، من صلاحه، خلق السماء والأرض وكل ما فيها "
(جون ويسلي، "رسالة إلى الروم الكاثوليك")

[13]أشعياء 66: 1.

[14]أرميا 23: 24

[15]عبرانين 4: 13

[16]جامعة 1: 17.

[17]ملاخي 6:3.

[18]مزمور 27:107.

[19]مزمور 5:147.

[20]إشعياء 13:40-14.

[21]مزمور 4:139.

[22]مزمور 24:104 و رومية 33:11.

[23]إشعياء 3:6.

[24]مزمور 3:99

[25]إشعياء 5:6

[26]بطرس الاولي 15:1-16.

[27]قضاه 4:32.

[28]عدد 23: 19، صموئيل الثانى 7: 28.

[29]مزمور 9:19.

[30]رومية 6:2.

[31]رومية 10:14

[32]لوقا 19:18 و مزمور 68:119

[33]تكوين 22:1 و28.

[34]مزمور 4:8-6 و مزمور 23 و و مزمور 103.

[35]رومية 28:8

[36]خروج 4:34 و أفسس 7:1 و 4:2-5

[37]"لقد خلقتنا يا الله لذاتك وقلوبنا لاتهدأ حتى تجد راحتها فيك" (أوغسطينوس).

[38]يوحنا 16:3

[39]يوحنا الاولي 2:2

[40]يوحنا الاولي 10:4

[41]رومية 11:2 و يعقوب 1:2-5

[42]متي 43:5-45